مما روى الامام الحسن عن جده النبي 15
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
المكان: م
التاريخ: 15/9/1442 هـ
تعريف:

16/ مما روى الامام الحسن عن جده رسول الله

كتابة المهندس الفاضل م غ

مفتتح: 

بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة و السلام على أشرف المرسلين و حبيب إله العالمين سيدنا أبي القاسم محمد و على أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، اللهم صل و سلم و زد و بارك ترحم و تحنن على نبيك المصطفى و وصيه علي المرتضى وعلى فاطمة الزهراء و على الحسن الزكي المجتبى وعلى الحسين الشهيد بكربلاء و آله الطاهرين.. 

نبارك لرسول الله صلى الله عليه و آله والعترة الهادية و مراجع الدين و عموم المؤمنين ذكرى ميلاد السبط الأول و الإمام الثاني و المعصوم الرابع أبي محمد الحسن بن علي الزكي الناصح الأمين و نسأل الله سبحانه وتعالى الذي أكرمنا بمعرفته في هذه الدنيا، أن يكرمنا بشفاعته و مرافقته في الآخرة إنه على كل شيء قدير..

سنتناول بعض ما يرتبط به صلوات الله وسلامه عليه مما يتصل بحديثنا عن سنة النبي صلى الله عليه  آله، فإن سيرة هذا الإمام و جوانب حياته المختلفة هي من السعة والرحابة، حيث لا يمكن استقصاؤها في عجالة، ولكننا نقتنص من هذه السيرة العطرة  ما يتصل بموضوع سنة النبي صلى الله عليه وآله وهو الموضوع الذي نتابع فيه حديثنا منذ أول هذا الشهر المبارك.

 أئمة الهدى.ع  إمتداد للنبي ص

سبق أن ذكرنا أن الأئمة المعصومين عليهم السلام أحاديثهم و رواياتهم و كلامهم اصوله راجعة إلى كلام رسول الله صلى الله عليه و آله، و قد  أخبروا عن ذلك مرارا فقالوا: {إنما هي أصول علم نتوارثها كابرا عن كابر عن رسول الله صلى الله عليه و آله}.

وورد أيضا عنهم عليهم السلام: {حديثي أبي و حديث أبي حديث جدي}.هكذا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، لهذا في الغالب هم لا يعبرون عن حديثهم بطريقة تشير إلى أنها رواية و إنما كما ذكرنا في محاضرات سابقة، كانوا يريدون تكريس مفهوم الإمامة عند الناس و أن كلامهم هو ككلام رسول الله صلى الله عليه وآله واجب الإطاعة و لازم الإتباع، كما أنهم لا يتعاملون مع أنفسهم ولا يريدون أن  يتعامل الناس معهم بإعتبارهم مجرد رواة يروون الحديث كما هو الحال بالنسبة إلى سائر الفقهاء و سائر الرواة و إنما بإعتبارهم امتداد لرسول الله صلى الله عليه وكلامهم كلامه صلوات الله وسلامه عليه و عليهم..

لكن مع ذلك في بعض الحالات و الأحيان لجهة من الجهات، وجدنا أن هذا المعصوم أو ذاك المعصوم يشير إلى أنه سمع هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله أو أنه حدثه أبوه عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه و آله- لأجل مناسبة تقتضي ذلك، سوف نشير إلى هذا القسم مما يرتبط بإمامنا الحسن المجتبى صلوات الله وسلامه عليه، فإننا نجد أن قسما من أحاديثه و كلماته عليه السلام ينسبها إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، نورد بعض الشواهد على ذلك من كلماته القصيرة مما سمع من رسول الله صلى الله عليه و آله ثم ننقل حديثا طويلا بعض الشيء أيضا، ينقله الامام الحسن المجتبى عليه السلام  حيث كان شاهدا و سامعا لكلام رسول الله صلى الله عليه و آله..

من كلماته القصيرة عليه السلام 

1.    الحديث الأول: 

في الحديث عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنه قال: {علمني رسول الله صلى الله عليه و آله كلمات اقولهن في الوتر..}.

 هنا نقف قليلا قبل أن نكمل هذه الكلمات، الإمام الحسن المجتبى عليه السلام عندما توفي رسول الله صلى الله عليه و آله عمره كان في حدود سبع سنين، لأن ولادته حسب المعروف في السنة الثالثة للهجرة، وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله هي في السنة العاشرة أو الحادي عشر و قد ذكرنا في وقت سابق وجه الاختلاف الراجع إلى أننا نحسب السنة من أين؟ هل هي في شهر ربيع لهجرته أوهي من بداية محرم كما تقرر من الناحية الرسمية بعد أيام  الخليفة الثاني، إذن الإمام الحسن عليه السلام في حدود سبع سنوات كان عمره عندما توفي جده رسول الله صلى الله عليه وآله.. 

هذا التعليم الذي جاء بصيغة الإخبار {علمني رسول الله  كلمات...} لازم يكون قبل هذا اذا كان في السنة الأخيرة من وفاة رسول الله، إذا كان سنة قبل وفاة النبي  صلى الله عليه و آله، يعني كان عمره ست سنوات.. 

النبي الأكرم صلى الله عليه و آله علم الإمام الحسن عليه السلام هذه الكلمات أين؟ {يقولهن في الوتر} 

ماهو الوتر؟ 

من نافلة صلاة الليل، ذاك الوقت الذي عمره الإمام الحسن المجتبى عليه السلام سبع سنوات أو ست سنوات يعلمه رسول الله صلى الله عليه و آله أذكارا في نافلة صلاة الليل و هو عمره سبع سنوات في الحد الأعلى، هذا لابد أن يسمعه بعض الناس من الذين إلى عمر تسع سنوات لم يبدأوا في تعليم أبنائهم الذكور كيفية الصلاة و يعتبرون هذا مبكر عليهم!!

 بينما المفروض انه اذا اراد ان يتأخر الإنسان {مروا صبيانكم بالصلاة سبع } هذا إذا الواحد يريد يتأخر والا المفروض ان يتعود الطفل على هذه الممارسات قبل هذه المدة، الإمام الحسن المجتبى عليه السلام يعلمه النبي صلى الله عليه و آله، ذكرا في صلاة مستحبة هي صلاة الليل صلاة الوتر بعد الشفع..{علمني رسول الله صلى الله عليه و آله كلمات اقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت و عافني فيمن عافيت و تولني فيمن توليت و باركت في أعطيت و اكفني شر ما قضيت فإنك تقضي و لا يقضى عليك، فإنه لا يذل من واليت و لا يعز من عاديت تبارك ربنا و تعاليت}، هذه ينقلها في جواب من سأله ماذا علمه رسول الله صلى الله عليه و آله، فنسب ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله، هذا حديث من الأحاديث التي ينسبها الإمام  الحسن المجتبى عليه السلام و ينقلها عن رسول الله صلى الله عليه و آله بتصريح ذلك، مع لو أنه قال: كلمات تقولهن في الوتر كذا وكذا و كذا...و قال لأتباعه و شيعته فإنهم يتعاملون معها كما لو كانوا قد سمعوها من رسول الله..

2.    الحديث الثاني:  

يقول الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كما نقله بعض أصحابه قال: سمعت الحسن ابن علي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :{من صلى صلاة الغداة فجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس كان له حجاب من النار} ، الإنسان اذا صلى صلاة الفجر و بقي جالسا في مصلاه، يسبح  و يذكر الله سبحانه وتعالى و يعقب إلى أن تطلع الشمس فهذا يكون له حجاب من نار جهنم، هناك تأكيد - كما هو معلوم- على قضية التبكير في الجلوس و عدم النوم بعد صلاة الفجر، في الأيام العادية و الطبيعية يستحب و يندب للإنسان أن يبكر في سبته ونومه وأن يبكر في استيقاظه و بكوره، بل قرنت البركة بالتبكير في البكور{بارك الله لأمتي في سبتها و بكورها}، البركة ليست عندما الواحد يسهر طول الليل و إنما البركة في المبادرة إلى السبت، إلى النوم، إلى الإستراحة المبكرة و هذا واضح كما يقوله الأطباء نظام حياة الإنسان اذا يكون مخالف للسهر هذا نظام صحي نافع، و يذكرون أشياء كثيرة-المطالعة حول ذلك تكشف لك ان ما أمر به النبي الأكرم صلى الله عليه و آله من استحباب التبكير في الاخلاد إلى النوم فيه فوائد كثيرة جدا، و أيضا يستحب للإنسان أن يبادر إلى التبكير في الاستيقاظ و بدء عمله اليومي، كأنما أساسا الكون و الحياة منظمة على هذا النظام، طلع الفجر الواحد  يقوم للصلاة بعدها بشيء بسيط من الوقت طلعت الشمس و أضاءت الدنيا فانتشروا في الأرض، لازم يبدأ الإنسان يومه..

التبكير و تقسيم الأرزاق

من بعض ما ورد، أنه تقسم الأرزاق ذلك الوقت بين طلوع الفجر و طلوع الشمس، قد يكون أمر غيبي و هناك أمور غيبية نحن لا نعرفها {من صلى صلاة الليل أشرق وجهه بالنور} 

كيف ذلك؟ هل نبحث عند شخص صلى صلاة الليل عن كشافات تحت جلده!!! ليس كذلك لأنها قضية غيبية، ماهو الإرتباط؟ هناك حديث آخر يفسرها بالقول: {ذلك لأنهم خلوا بخالقهم فكساهم من نوره} قضية غيبية لا نعرفها، هناك من الأمور شيء كثير جدا قضايا غيبية لا نعرف كيفية الارتباط بينها، الله سبحانه وتعالى كما قال: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم} 

وقت التقسيم متى؟ بحسب هذه الروايات مع أول الفجر، فإذا واحد-حسب التعبير- نادوا على إسمه، مستيقظ يعطوه رزقه، نائم يحسب غائب و بالتالي يذهب عنه هذا الرزق، قد يكون لهذه الجهة، جهة غيبية، كما قد يكون لجهة طبيعية عادية.

 إن من أسباب النجاح في الحياة ليس الاستغراق في النوم إلى قريب الظهر، وإذا بهذا الشخص يقوم كالمجنون يركض يمينا و شمالا باحثا عن أغراضه و ثيابه، ثم يصل إلى مدرسته أو جامعته أو عمله أو محل تجارته، بينما غيره من الناس قد انجزوا عملا كثيرا إلى أن وصل!! وبالتالي أحيانا هو أمر طبيعي و عادي ان التبكير في العمل في طلب العلم و الدراسة ، التبكير في الحركة ينتج نتائج في الرزق لا تتحقق اذا تأخر هذا الإنسان في نومه، بينما في حال بدء يومه مع طلوع الفجر عقب على ذلك قرأ القرآن ذكر الله تبارك و تعالى، أموره الأخرى، إذا من أهل العلم بدأ في تدارس علمه وآنئذ يكون محبورا و مرزوقا.. 

بالإضافة إلى الجانب الأخروي { كان له ذلك حجابا من النار}، لا يعني أنه يبقى جالسا فقط في مصلاه و ينشغل بما لا ينفع، و إنما يكن انشغاله بما هو مناسب لذلك، من ذكر الله، قراءة قرآن، تعقيبات، أوراد إلى غير ذلك، الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ينقل عن رسول الله صلى الله عليه و آله هذا المعنى..

3.    حديث ثالث: 

أيضا ينقله الإمام الزكي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه و آله، سأله أحد ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال عليه الصلاة والسلام : {حفظت عنه، دع ما يريبك إلى ما لايريبك..}.

لماذا الواحد يترك نفسه في مكان بحيث تحصل منه فيه ريبة، بحيث ينشغل بشغلة عليها علامة استفهام!! أو يقوم بعمل حيث الناس يقولون، معقول فلان فعل هذا الشكل أو لا؟!

 يعني على الواحد ان يترك هذا إلى ما لا يأتي منه الريبة.. 

نقلوا في بعض السير أن النبي المصطفى محمدا صلى الله عليه و آله، كان في أول النهار و كانت زوجته صفية معه، فوقف معها و أخذ يكلمها- حسب ما يظهر أن الأمر كان في الشارع- فواحد من المسلمين كان يطالع و بنظرات ذات معنى-كما يقال- معقول النبي يكلم أجنبية بقارعة الطريق ويقول لها كلام.. ريبة أو غير ذلك، فالنبي صلى الله عليه و آله لإزالة هذا المعنى ، أشار إليه و قال له: إنها صفية، هذه زوجتي صفية..

طبعا هذا الذي يشك في النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، أي عقلية لديه و اي قلب!! لكن مبادرة النبي صلى الله عليه و آله إلى ذلك يعلمنا درس؛ أنه إذا كان هناك احتمال أن يستريب أحد منك بعمل من الأعمال تقوم به فدعه إلى عمل لا يسبب لك ريبة {دع ما يريبك إلى ما لايريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة}، هذه أحاديث قصيرة و يسيرة نقلها الإمام الحسن عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه و آله..

حديث الخصال السبع

٤. هناك حديث مفصل و طويل نقله الإمام الحسن عليه السلام حيث كان شاهدا و حاضرا، كما قلت ولابد أن يبقى في البال أنه الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في ذلك الوقت عمره ما بين ست و سبع سنوات أو حتى دون ذلك، الحديث ينقله الشيخ الصدوق- محمد ابن علي بن بابويه القمي متوفر سنة  ٣٨١هجرية- أشرنا إلى شيء من أحواله عند الحديث عن الكتب الأربعة للإمامية ضمن موضوع سنة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، هذا العالم الجليل بالإضافة إلى  كتابه "من لا يحضره الفقيه " عنده كتب كثيرة أخرى، واحد منها كتاب "الخصال" وهو كتاب مبتكر تقريبا في فنه و موضوعه، يحتوي على الاحاديث التي ترتبط بالأعداد، يبدأ من رقم واحد إلى ألف ألف أي مليون، الخصلة رقم واحد يذكر فيها مثلا، كل ما ورد من الأحاديث و ما يرتبط بها فيما من شأنه شيء واحد، مثل فيما ورد من أن الله سبحانه و تعالى واحد أحد هذه في خصلة الواحد، في الأخلاق كذلك يأتي بكل ما يرتبط بالخصلة واحد، ثم الإثنين  مثلا: {يشيخ بن آدم أو يشيب بن آدم و تدب فيه خصلتان الحرص و طول الأمل} هذا في باب الإثنين ثم ثلاثة وهكذا..

 في باب سبعة -الخصال السبع- أورد هذا الحديث عن الإمام الحسن المجتبى سلام الله عليه، في حديث الامام الحسن المجتبى عليه السلام سند الشيخ الصدوق إلى الإمام الحسن عليه السلام قال:{ جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فسأله أعلمهم عن أشياء، فكان فيما سأله: أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين وأعطى أمتك من بين الأمم..}  اليهود كانوا يعرفون كثيرا من أحوال رسول الله صلى الله عليه و آله بما قرأوه في كتبهم، فإن في تلك الكتب ذكر لمحمد و آل محمد و كان فيها تبشيرات برسول الله صلى الله عليه وآله، فلما جاءهم ما عرفوا من الحق أنكروه، أكثر اليهود هكذا قسم منهم على غير ذلك..

أقبلوا يستفهمون ويستفسرون، واحد منهم ، هذا الذي هو أعلمهم، و الذي نتيجة الأمر سلم لرسول الله و تشهد الشهادتين، بعض هذه الأسئلة هي امتحانية، يريدون التحقق هل فعلا هذا هو النبي المبعوث و المذكور في كتبهم؟ أم أنه مدعي للنبوة؟ فجاء اعلمهم فسأل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله عن سبع خصال أعطاها الله له دون سائر النبيين و لأمته دون سائر الأمم، فقال النبي صلى الله عليه وآله-هذه يرويها الإمام الحسن عليه السلام و قد سبق و أن قلنا أنه الامام الحسن المجتبى عليه السلام يفترض بين ست أو سبع سنوات أو في تلك الحدود، فينبغي أن لا يستكثر الإنسان على نفسه أو لنفسه أنه عمره عشرين سنة أو خمسة عشر سنة و عنده معلومات، لا بالإمام الحسن الزكي سلام الله عليه في ذلك السن المبكر جدا و ان كان معصوما إلا  أنه قدوة- فقال صلى الله عليه و آله :

    أعطاني الله سبحانه وتعالى  فاتحة الكتاب -سائر الأمم ليس عندهم فاتحة الكتاب، لأنه يتوقف على ذلك ان عندهم الكتاب، القرآن هو ليس عندهم، أعطاه الله فاتحة الكتاب و جعلت أساسا في الصلاة فقال النبي صلى الله عليه و آله:{لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب}-..

    الأذان: 

عندنا في الأمة الإسلامية، الأذان هو شعار الدعوة للصلاة، سائر ليس لديهم أذان، إما أجراس تقرع في الكنائس كما هو عند المسيحيين، أو صوت يطلق بقرن الثور-الأبواق- كما كان في القديم، بعضهم يقول له شيبور مثل سائر الأمم الأخرى، يشعلون نارا، لكن في الإسلام و هذه ميزة له جعل الأذان من جنس العبادة و الصلاة و ذكر الله عزوجل،  فكان في الأذان الاقرار لله بالوحدانية، و النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة و لعلي عليه السلام عندنا الإمامية بالولاية والإمامة ودعوة إلى الصلاة و دعوة إلى الفلاح و دعوة إلى خير الأعمال والتكبير وهكذا ... 

فمن جنس ذكر  الصلاة جعل الأذان و هذا من الأدلة على أنه الأذان ليس عملا بشريا كما عليه رواية بعض مصادر مدرسة الخلفاء ان فلان من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله نام في الليل فرأى واحدا يقول له قولوا كذا و كذا، ثم جاء و علم النبي هكذا فالنبي قبل منه!! هذا الكلام غير صحيح و قد قال فيه الإمام الصادق عليه السلام: {إن دين الله عزوجل أعز من أن يرى في المنام} والأذان جزء من هذا الدين، إذا شيء مستحب عادي يرى في المنام ليس علينا منه، لازم يثبت بدليل معتبر فكيف بشعيرة من الشعائر الدينية العظيمة و إعلان، الأذان شعار بحيث كل فريضة لازم يؤذن لها على نحو الاستحباب، مثل هذا الأمر سيكون شعار للأمة، كيف يأتي به شخص نام في الليل فرأى رؤيا  و أحلام و غير ذلك، هذا لا يتسق أبدا و الأذان...

    الجماعة في المسجد: 

كما المسجد بركة و خير، كذلك الجماعة فيه، لأنه بالإمكان ان يذهب إنسان إلى المعبد ويمارس عبادته لكن في مثل ديننا الاسلامي، المسجد محل عبادة و فيه ثواب و أجر و كون ذلك في جماعة أيضا فيه أجر عظيم ، الحقيقة لازم الواحد يسأل نفسه و هذا شهر رمضان،-الحمد لله ليس الحاضرين، الحاضرون و الحاضرات هم من أهل الجماعة- لكن غير هذا الإطار يسأل  نفسه: لماذا أنا لست ملتزما بصلاة الجماعة؟ 

ماهو العذر في ذلك؟ 

هل أنا خاسر أو رابح في هذا؟ 

هل أنا عامل بما ينبغي أم لست كذلك؟ 

لو كان أئمتي صلوات الله وسلامه عليهم في هذا الزمان موجودين كانوا يرضون على أنني تارك للجماعة أو لا يرضون بذلك؟ أصبح عند قسم من الناس أن يذهب إلى المسجد أمر غريب!! عشر سنوات، عشرين سنة ربما لم يدخل إلى  المسجد للصلاة و ربما صلاة الجماعة نفس الشيء، هذا على خلاف ما ينبغي أن يكون فيه الإنسان المؤمن و هو فعلا خسارة عظيمة لهذا الإنسان، لو علم صلاة الجماعة و ما فيها من ثواب أخروي و فوائد دنيوية لما ترك هذا الفعل، 

    يوم الجمعة: 

هذا زمان غير المكان- مكان المسجد- 

    الصلاة على الجنائز: 

من جملة الصلوات المستحبة والواجبة كفائيا، المستحبة للجميع، ويجب على بعض المسلمين أن يصلوا على هذا المتوفى، بينما لا نعهد أن هناك في سائر الديانات الأخرى هناك صلاة على الجنازة،

    الإجهار في ثلاث صلوات: 

صلاة الفجر جهرية القراءة فيها وصلاة المغرب و صلاة العشاء، 

    الرخصة لأمتي عند الأمراض والسفر:

من الميزات  لهذه الأمة و من الخصال التي اكرم الله عزوجل بها هذه الأمة أنه خفف عليهم عند المرض والسفر، صلاة و صوم، وهنا لابد أن نذكر مسألة مهمة لأنها من المسائل الإبتلائية:

وقفة تنبيه:

هناك قسم من الناس و لاسيما كبار و كبيرات السن، يأتي و يقول أنه : ستين سنة شهر رمضان أصومه، تريدونني الآن ما أصوم، لكن عندك مشكلة بالكبد و الطبيب يقول انه كبدك يتضرر في حال صيامك، عندك مشكلة بالكلى الطبيب يقول اذا صمتي سوف تتضررين، عندك سكر اذا  تتركي مثلا الأكل هذه الفترة الطويلة ينخفض منسوب السكر و يتأذى بدنك...وهكذا، يقولك لا علي، الله يستاهل و لازم أصوم حتى لو اتأذى، حتى لو اتضرر، يقال لهؤلاء شكر الله سعيكم، هذا إيمان طيب لكن هذا الصوم غير مقبول من هؤولاء لأنه صوم غير جائز، و غير الجائز لا يكون مقبولا، كيف أن الإنسان لو صلى في بلده ركعتين، مقبول أو غيرمقبول؟؟ غير مقبول لأنه أتى بشيء لم يطلب منه، المطلوب منك اربع ركعات، كذلك لو أتى بأربع ركعات و هو في السفر، غير مقبول منه لأن الله سبحانه وتعالى لم يطلب منه هذا أو يوجبه عليه، و إنما أراد منه تلك الركعتين، الله يريد أن تعبده كما يأمرك هو، لا كما أنت تقترح. 

كأن يقول أحد: انا اريد اصلي اربع ركعات بالسفر، فاتركني و شأني اصلي صلاة الظهر اربع ركعات!! لا يصح، لأنه تعب و ليس هذا العمل بمقبول، وبهذا أيضا يرد على ما ذكره بعضهم من أن هذه الأمور هي رخصة في السفر و بالتالي الإنسان مخير بإمكانه أن يفعل أو لا يفعل!! ليس كذلك، هذه  بما ورد من الروايات هي هدية من الله عزوجل، هل من الصحيح أن ترد هدية ربك و خالقك، الواحد لو يرد هدية شخص محترم يكون هذا إهانة له، فكيف ترد هدية ربك؟! نفس الشيء بالنسبة لقضية المرض، حيث الله عزوجل في وقت المرض قال أنا لا أريد هذا الصوم منك، لا أريده هذا غير محبوب عندي، غير مرغوب و غير مطلوب، حتى لو أتيت به، أنت لم تأت بما طلبته منك، الذي طلبته منك {عدة من أيام أخر} لذلك لا مشروعية لهذا الصوم، ليس شرعيا كما أن إتمام الصلاة في السفر ليس شرعيا، الصوم في المرض ليس شرعيا أيضا.. 

    الشفاعة لأصحاب  الكبائر من أمتي:

 اللهم ارزقنا شفاعة محمد و آله، اللهم صل على محمد و آل محمد و ارزقنا شفاعة النبي فإنه صاحب الشفاعة الكبرى وشفاعة أمير المؤمنين و شفاعة فاطمة الزهراء و شفاعة الحسنين و المعصومين عليهم السلام- نحن الشفاعة نعتقد انها لبعض المؤمنين أيضا موجودة ليس فقط للمعصومين، طبعا  الشفاعة الكبرى تلك لأولئك، لكن بمستوى معين أو بمقدار معين الشفاعة للمؤمنين أيضا لأنهم ممن ارتضاهم الله سبحانه وتعالى و قبلهم، حيث عندنا في الروايات { إن من المؤمنين من يشفع في مثل ربيعة و مضر} قبيلتان كبيرتان، هذا المؤمن له كرامة عند الله عزوجل ومنزلة و جاه بحيث يستطيع أن يشفع في مثل أولئك، لهذا مما ورد من مستحبات يوم الغدير، أنه ماذا؟  "وإني عاهدت الله إن كنت من أهل الجنة و أذن لي الشفاعة أن ادخلها الا و أنت معي" كما ورد في مستحبات ذلك اليوم ونقله العلماء، هذا على القاعدة يعني ليس شيئا استثنائيا، و توجيه أمر الشفاعة كيف و بأي نحو يكون؟ هذا له مجال آخر و لكن الأمر بالإضافة إلى أدلته القرآنية  و أدلته الروائية و الإجماع بين  المسلمين على حصوله إلا  من بعض الفئات، هذا أمر هو على القاعدة...و الشفاعة لأصحاب الكبائر من أمتي، و لذلك نطلب من اخوتنا و اخواتنا  جزاهم الله جميعا خيرا، أن لا ينسونا من شفاعتهم في يوم القيامة..

فقال اليهودي: صدقت يا محمد..}

ثم ذكر ثواب ذلك و يطول آنئذ الحديث الذي نقله الإمام الحسن المجتبى عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه و آله، نحن لا نتعرض إلى ذكر ما جاء من الثواب في كل خصلة من الخصال التي ذكرت و هي سبع خصال نقلها مما اختص الله به النبي الأكرم صلى الله عليه و آله وسلم وهذه الأمة وهو مما نقله الإمام الحسن المجتبى عليه السلام من سنة رسول الله مشيرا إلى اسم رسول الله و حوار رسول الله و جواب رسول الله صلى الله عليه و آله..



مرات العرض: 3464
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 49086.21 KB
تشغيل:

التعريف بالمجاميع الحديثية المتأخرة 14
عن بحار الانوار والعلامة المجلسي 16