تدوين السنة عند الامامية 10
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 10/9/1442 هـ
تعريف:

10/  تدوين السنة عند الامامية 

كتابة الفاضلة انتصار الرشيد

روي عن سيدنا ومولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق سلام الله عليه أنه قال : ( حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث علي ابن ابي طالب وحديث علي ابن ابي طالب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله )

حديثنا بإذن الله تعالى يتناول موضوع تدوين السنه النبوية وحفظها عند الشيعة الامامية بعد أن ذكرنا في ليال مضت شيئا مختصرا عن التطور التاريخي لتدوين السنة النبوية في مدرسه الخلفاء نشيرا الى الجانب الآخر لدى المدرسة الإمامية ، مدرسه أهل البيت عليهم السلام تتميز في موضوع السنة بميزتين.

الميزة الاولى أن السنة عندهم لا تنقطع بوفاة رسول الله صلى الله عليه واله وإنما هي ممتدة مع الأئمة المعصومين عليهم السلام خلفاء رسول الله إلى بداية الغيبة الكبرى للإمام الحجه المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يعني اكثر من 300 سنه في الزمان شيعه أهل البيت لديهم السنه مستمرة والتشريع لا يزال قائما وذلك لأنهم يلحقون سنة المعصومين حديثهم فعلهم تقريرهم بسنة رسول الله صلى الله عليه واله لما ورد عند الإمامية من الأدلة على أن سنتهم حجة كسنة رسول الله صلى الله عليه واله وهذا الحديث المشهور الذي ذكرناه والذي رواه الشيخ الكليني في الكافي وهو مشهور عند الطائفة بحيث يرسل ارسال المسلمات ويستدل به ولا يحتاج إلى أن يستدل على مضمونه ،هذا الحديث يقول عن الامام الصادق حديثي حديث أبي يعني الباقر حديث ابي الباقر حديث جدي يعني زين العابدين وحديث جدي حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث علي عليه السلام وحديث علي حديث رسول الله صلى الله عليه واله ، فأول ميزه يمتاز بها الامامية هي  أن السنه لا تتوقف عندهم في السنه العاشرة أو الحادية عشر كما هو في المدرسة الأخرى بوفاة رسول الله وانما تمتد إلى 300 سنة ، 320 سنة و نحو ذلك التي هي بدايات غيبة الامام الحجه عجل الله تعالى فرجه الشريف.

من الطبيعي أن الانسان إذا انقطع عنه المدد الإلهي و في الأحكام والتشريع في السنة العاشرة سوف يكون فقيرا بالقياس إلى ذلك الذي لديه الاحاديث والروايات لا تزال مستمرة 100 سنه و 200 سنه و 300 سنه ،  لاسيما اذا عرفنا أن حجم القائلين لهذه السنه والذاكرين للأحاديث هم من مثل علي بن ابي طالب عليه السلام الذي يقول علمني رسول الله ألف باب من العلم ينفتح لي من كل باب ألف باب ويقول سلوني قبل أن تفقدوني فما من آية نزلت في ليل او نهار الا عرفت ذلك وعلمت في من نزلت و ماذا أرادت ؟ وهذا الكلام لا يستطيع أحد غير علي بن ابي طالب عليه السلام ان يتفوه به والذي قاله افتضح ،  فإذا كان من هذا النمط و امتد هذا العطاء في الاحاديث والتشريعات والاحكام لمئات السنين تصور مقدار الثراء التشريعي والفكري والعلمي الذي سيكون لدى مدرسة الامامية بالقياس إلى غيرهم ،  هذا تماما لو اردنا أن نمثل  بمثال واحد يبقى مع نهاية مثلا الصف السادس الابتدائي ويتوقف ،  وآخر يستمر في مدارج العلم الى ما شاء الله.

الكل أخذ من سنة رسول الله صلى الله عليه واله حتى اذا انتقل النبي الى خالقه ،أولا تلك المدرسة كما ذكرنا توقفت عن الأخذ للمنع عن التدوين وللمنع عن النشر إلا بعد نحو قرن من الزمان بينما هذه المدرسة اخذت كل ما كان عن رسول الله صلى الله عليه واله و كتبته و دونته واستوعبته وأئمتها أخذوا أضعاف ما أعطوا الناس والائمه أعطوا اتباعهم ذلك العلم ، هذه أول ميزة من الميزات .

الميزة الاخرى أنه كما ذكرنا عند الامامية لم  يتوقف التدوين والكتابة للسنة لا في زمن رسول الله ولا في زمان خلفائه لا من المعصومين ولا من تلامذتهم يعني الامام كان يكتب أحيانا وهم ايضا اصحاب الامام والرواة عنه ايضا كانوا يكتبون وبقيت هذه الكتب التي كتبت عن الائمه عليهم السلام وعن اصحابهم الي زمان مدونات الحديثية الكبرى التي اصبح عليها مدار الاستدلال والاستنباط من الكافي و من لا يحضره الفقيه والاستبصار والتهذيب ، ما تم تدوينه خلال هذه المدة من الزمان تجمع الى ان شكل ما يسمى بالأصول الـ400 وهذه اعتمد عليها المحدثون الكبار الكليني والصدوق والطوسي عندما اخرجوا هذه الكتب الاربعة التي عليها الاعتماد هذه ميزه أخرى ، قضيه تواصل التدوين من زمان رسول الله صلى الله عليه واله الى زمان المصنفات والمدونات الكبرى سنرى بعض الأمثلة على ذلك.

أما بالنسبة الى القسم الأول فيما يرتبط بان أئمه الهدى عليهم السلام كانوا الامتداد لسنه رسول الله وحملت حديثه وورثة علمه فإن هذا لا ينازعهم فيه أحد ، فإن الروايات بهذا المعنى وبهذا المضمون قائمه وتامة حتى الذين يعاندون ويخالفون لا يقولون مثلا ان علي بن ابي طالب ليس عالما بسنه رسول الله او ان الامام الصادق لم يكن بحر علما لا أحد يقولها ، وانما يقولون مثلا اصحابهم كذبوا عليهم الرواة الذين احتفوا فيهم كذا وكذا اما ان ينسب أحد من الائمة الى عدم العلم هذا غير موجود ، بل هذه الروايات والاحاديث كانت شائعة ومعروفة ، أورد لك نموذجا واحدا في ما مر عندنا من الحديث ان رجلا من هؤلاء من الرواة جاء الى الامام الصادق عليه السلام قال : فقلت له جعلت فداك ان شيعتكم يتحدثون ان رسول الله علم علي عليه السلام بابا ينفتح منه ألف باب يعني كل باب ينفتح منه ألف باب ، هذا كان متعجب كيف يتعلم ألف باب ومن كل باب ينفتح ألف باب فقال له الامام عليه السلام يا ابا محمد إن عندنا فوق ذلك وهو الجامعة ، يعني اذا هذا يحتاج الى استنباط مثلا ألف باب بإعمال الفكر أو بالنظر في هذه الاحاديث أو كذا ينفتح لا شيء هو اكثر من هذا وأهم حسب الرواية هذه ،  إن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قلت له جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه واله و بإملائه من فلق فيه مباشرة وخط علي بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج اليه الناس حتى الأرش في الخدش ، كل شيء حلال وحرام موجود في هذه الجامعة فهذا أكبر الأمر، الراوي قال ان هذا والله هو العلم ، قال هذا ليس بعلم  يعني هذا بعد عندنا اكثر منه ان عندنا الجفر وما يدريك ما الجفر وبدأ  يتحدث عنه ، يعني انت تلاحظ الجامعة التي يستصغر معها ان رسول الله علم علي ألف باب من العلم ينفتح له من كل باب ألف باب هذا الشيء على عظمته هو قليل بالقياس إلى الجامعة ، والجامعة قليله بالقياس إلى غيرها أي مقدار هذا من العلم من فلق فم رسول الله واملاء علي وخط علي بيمينه فالسنة عندنا لم  تبقى ولم تتوقف عند وفاه رسول الله صلى الله عليه واله وان ما كان قد اطلع النبي علي عليه السلام على سنته بكاملها وعلى ما يحتاج اليه الناس في التشريع و ورث  أئمه الهدى بعد علي عليه السلام هذه العلوم ،  نشير الى نقطه احيانا يتساءل البعض اذا كان بالفعل ان الامامية دونوا سنه رسول الله صلى الله عليه واله أين هي ؟  الجواب على ذلك هي موجودة بالكافي موجودة في التهذيب موجودة في الاستبصار ، ما صح عن المعصوم عليه السلام هذا من سنة رسول الله ، غاية الامر تارة الامام  جهة من الجهات  يذكر سند تلك الرواية إلى رسول الله، مثل الحديث المعروف بسلسلة الذهب عندما ذهب الامام الرضا عليه السلام في طريق نيشابور و قالوا له حدثنا يا ابن رسول الله فقال حدثني أبي موسى عن أبيه جعفر عن ابيه محمد عن ابيه عن علي بن الحسين عن ابيه الحسين عن ابيه علي بن ابي طالب عن رسول الله عن الله عز وجل قال لا إله إلا الله حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ثم سكت قليلا وقال بشروطها وأنا من شروطها.

أحيانا يذكر السند كله لأن هذا المجتمع اللي قاعد يخاطب الى الان لم يعترف بالامامة كما ينبغي لا يعتقد ان كلام الرضا هو نفس كلام رسول الله فانه يحتاج يسلسل الحديث و يذكر السند ، و رأينا في بعض الاماكن اذا كان الراوي عن الامام كالسكوني او امثاله من غير مذهب أهل البيت كان الامام يذكر له السند إلى رسول الله ، مرة هكذا ومرة أخرى وهو الأكثر يعطي قاعدة عامة يقول أيها الناس ترى ان الحديث الذي اقوله لكم اياه هذا ليس من جيبي ليس من عندي حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث رسول الله صلى الله عليه واله كأنما يريد ان يقول يعني ما يحتاج تسألوني كل مره هل هذا عن رسول الله أوليس عن رسول الله صلى الله عليه واله؟ في أماكن اخرى يأتي ويقول : دعنا من  أرأيت ، لسنا من أرأيت في شيء إن ما هو علم ورثناه من رسول الله كابر عن كابر هذه اجتهادات شخصيه واحتمالات وظنون وانا اعتقد ان الموضوع هو هكذا لا ليس الامر هكذا ، الأمر هو من عند رسول الله صلى الله عليه واله فاذا واحد يسالني وين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذه سنة رسول الله لماذا ما نسبوها إلى الائمه ؟ يريد أن يقول للناس نحن لسنا ناس عاديين وإنما نحن أئمه الهدى قائمون مقام رسول الله صلى الله عليه واله لا تتعاملوا مع الامام باعتباره راوي من الرواة وانما باعتباره احد الثقلين الذين يوازنان القران الكريم ، قرآن ثقل هذا ايضا ثقل ، هذا حجه هذا ايضا حجه ، قول النبي حجه هذا قوله حجه ، هذا يختلف عن الراوي لو قال مثلا كذا يقولوا له هذا من وين أتيت به انت وهذا رايك ما يهمنا الائمه عليهم السلام وهم يعلمون انهم أئمه هدى ويريدون ان يعلموا الناس هذا المعنى ما يحتاج الى كل مره يجي يقول روى فلان عن الصادق و عن الباقر وعن السجاد عن كذا عن رسول الله هذا خلاف الغرض ، كإنما الائمة اذا يفعلون هذا يثبتون مقاله مخالفيهم من ان هؤلاء ليسوا أئمه وانما هم علماء ورواة يروون هكذا الأئمة ما يريدون هذا المعنى ، هذه فكره ليست صحيحة إذا تترسخ في الناس هذه فكره يقاومها الائمة ، الائمة يريدون الناس أن يؤمنوا بهم كأئمة هدى وان قولهم في جهة الحجية  والتشريع كقول رسول الله صلى الله عليه واله نعم هو منه ولا يختلف عنه ولكن ليس باعتبارهم رواة وانما هم يقولون ذلك باعتبارهم أئمة معصومون منصوبون من الله عز وجل يختلف حالهم مثلا عن حال الحكم بن عتيبة وعن حال سفيان الثوري وعن سفيان بن عيينه وعن فلان هذا إذا قال كلام يقال له أين سندك إلى رسول الله هؤلاء الأئمة ما يريدون أن يكرسون هذا المعنى في انفسهم يريدون ان يقولوا نحن ائمه الهدى فرض الله طاعتنا على الناس ان يتبعوا ما نقول ونحن لسنا رواة عن رسول الله بهذه الصفة لا نحن ائمه ، في بعض الاماكن نعم يحتاج هذا الرجل ليس معتقد بالإمام  حدثني ابي عن ابائه كذا احيانا يريد ان يؤكد على انها المضمون قاله كل الائمه لجهه من الجهات فينقله لكن القاعدة العامة اعطيناكم خلاص هذه ليست ارائنا ليست شهاداتنا انما هي اصول علم نتوارثها كابرا عن كابر عن رسول الله فافهموا ايها الناس فاذا صح الحديث الى معصوم من المعصومين يفترض ان هذا نفسه يساوي حديث رسول الله صلى الله عليه واله.

النقطة الثانية قضية التدوين وان المعصومين عليهم السلام بدأ من امير المؤمنين عليه السلام في ايام رسول الله وانتهاء الى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه هم بأنفسهم وايضا بالإضافة الى ذلك اصحابهم كانوا يكتبون ويدونون مع انهم ليسوا بحاجه للتدوين ولكن الاجيال القادمة تحتاج الأجيال القادمة لا تحفظ العلم لا يحفظ في الصدور وانما يحفظ في السطور، امير المؤمنين عليه السلام يقول العلم علمان علم مسموع وعلم مطبوع ولا ينفع المسموع اذا لم يكن المطبوع لان المسموع يموت حامله ينتهي قد ينساه قد يخلط  لكن اذا كتبه خلاص تدون وثبت لذلك وجدنا مثلا كتب عن اهل البيت كثيرة مرة ذكر علي ابن ابي طالب عليه السلام ومرة هذه الجامعة التي بعضهم يحتمل نفس كتاب علي هو الجامعة وبعضهم يقول هما اثنان كتاب  في القضايا والاحكام والسنن بعضهم ينسبه الى ابي رافع تلميذ و صاحب أمير المؤمنين عليه السلام و بعضهم يقول لا هو للإمام نفسه وهو أول ما دون من الكتب في التشريعات في الاسلام وعلى التقديرين سواء كان لأبي رافع فمصدره رسول الله أو امير المؤمنين أو كان من امير المؤمنين بكتابته نفسه نفس النتيجة  والكثير من الكتب التي نقلت عن امير المؤمنين عليه السلام منها مثلا كتاب الديات هذا الكتاب لأمير المؤمنين لا يوجد خلاف فيه كتبه بخطه وبيده كتابا ايام خلافته الظاهرية حول قضيه الديات ، إذا واحد قتل واحد ماهي ديته و اذا واحد جرح كيف واذا قطع منه يد كيف ، الشجاج الجروح ، القتل هذه ديات مادام الآن صار خليفة فهناك ولاة و تجيهم قضايا مدونه قضائية في باب الديات والجروح والقصاص كانت عن أمير المؤمنين عليه السلام وهذا الكتاب بقي الى زمان الامام الصادق اول شيء كان عند احد اصحاب الامام الصادق و اسمه ظريف ابن ناصح ، وصل اليه عبر وسائط اخذه وجاء به الى الامام الصادق وقال هذا وصلني من فلان وذاك فلان وصل عن فلان واخذه عن امير المؤمنين الواسطة الاولى اريدك تتأكد من الاحكام التي فيه هل صحيحه بالنسبة لعلي أولا ؟ نظر فيه الامام الصادق عليه السلام وقال هو حق كله عن امير المؤمنين عليه السلام ، و نفس الكلام نفس هذا الكتاب فيما بعد عرض على الامام الرضا واجاب بنفس الجواب يعني في سنة حوالي 140 هجريه وفي سنه حوالي 200 هجرية عرض هذا الكتاب على امامين معصومين وبقي هذا الكتاب الى ان وصل بيد الشيخ الكليني رحمه الله صاحب كتاب الكافي فأخذ الكتاب ووزع احاديثه بحسب ابواب الكافي ومواضيعه لم يضعه كتاب كامل وانما وزعه مثلا ديات الشجاج في جهة وديات الجروح في جهة وديات القتل العمد والخطأ و شبه العمد الى غير ذلك ، فهذا مثلا من الكتب المروية التي كتبها امير المؤمنين عليه السلام ، كتابه لمالك الاشتر النخعي في السياسة واداره البلاد معروف وواضح وغير ذلك من الكتب التي كتبت على يده صلوات الله وسلامه عليه في الاحكام والسنن والقضايا وكذلك أيضا كان أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ميثم التمار كان عنده كتاب ، سلمان الفارسي كان عنده كتاب، جابر ابن عبد الله الانصاري عنده كتاب في الحج وكان له حلقة كبيرة جابر بن عبد الله هذا في الوقت اللي كان الخط الآخر يمنع الحديث ويمنع التدوين كان كل واحد منهم كان عنده كتاب وكان يحدث بما عنده من الروايات والاحاديث وهذه الكتب بقيه الى فترات متأخرة ، هذا عن أمير المؤمنين عليه السلام الحارث الهمداني معروف قصته مع امير المؤمنين لما جاء اليه وقال اني أقدمني حبك قال ان كان كذلك سينفعك حبي في مواطن وانشد السيد الحميري انشاء هذه القصه في قصيده

قول علي لحارث عجب … كم ثم أعجوبة له جملا

يا حار همدان من يمت يرني … من مؤمن كان أو منافق قبلا

يعرفني طرفه وأعرفه … بعينه واسمه وما فعلا

وأنت عند السراط تعرفني … فلا تخف عثرة ولا زللا

أسقيك من بارد على ظمأ … تخاله في الحلاوة العسلا

أقول للنار حين توقف للعرض … على جسرها ذري الرجلا

ذرية لا تقربيه إن له … حبلا بحبل الوحي متصلا

هذا لنا شيعة وشيعتنا … أعطاني الله فيهم الأملا


اللهم انا نشهدك اننا نحب علي بن ابي طالب و نحب رسول الله قبله ونحب آل بيت نبيه فحشرنا معهم وانفعنا بمحبتهم ، هذا الحارث الهمداني سمع عليا عليه السلام وهو يخطب يقول من يشتري علما بدرهم  فقام وذهب الى السوق واشتري قراطيس ورقاق و معها قلم كل هذا بدرهم وجاء لأمير المؤمنين عليه السلام وقال له يا امير المؤمنين انا اشتري بدرهم اعطينا ، هذه الاوراق و هذا القلم فأملا عليه علي عليه السلام علما كثيرا وبقي هذا الكتاب حتى في مصادر مدرسه الخلفاء وأشير اليه كما في سير اعلام النبلاء وهو ليس من مصادر الامامية ، الرجل املا عليه علي عليه السلام علما كثيرا في اللحظة ،  وبقي هذا الكتاب منه الى وقت متأخر و ابو رافع ايضا كان ممن كتب سنه النبي صلى الله عليه واله و كان ابن عباس الذي يعتبر حبر الامه ابن عباس اتفاق الفريقين على جلالة قدره في العلم بس هذا حبر الامه عبد الله بن عباس كان ينقل من ابي رافع الذي كان وزير للإمام أمير المؤمنين عليه السلام عندما كان خليفه وكان من موالي رسول الله صلى الله عليه واله وعلى هذا المعدل الكثير من اصحاب الامام امير المؤمنين بالإضافة إليه كانوا يكتبون ويدونون ، الحسنان عليهم السلام أيضا كانا ضمن هذا الإطار الإمام الحسن لم يكن فقط يكتب بل كان يوصي اولاده كلما رآهم ويقول انتم صغار قوم يوشك ان تكونوا كبار قوم اخرين فتعلموا العلم واحفظوه فان لم تروه فاكتبوه.

اذا حافظتكم قليلة و ضعيفة و العلم كثير اكتبوه  فكانوا يكتبون عنه ما يحدثهم به والامام الحسين عليه السلام في قضيه المؤتمر الاسلامي في منى الذي عمله بعد شهاده الامام الحسن المجتبى وأيام  معاوية جمع الناس في منى بعد الحج في تلك الأزمنة ينتظرون في يوم 11 يوم 12 حتى في ما بعد ينفرون فلا يوجد عند الناس انشغالات ، أمر بأن يجمع كل من كان يعرف الحسين من مكة و المدينة ومن سائر الاماكن هناك اجتماع مع الامام الحسين اجتمع الناس حتى قدره بعضهم بـ 700 شخص ثم قام وقال ايها الناس إن هذا الطاغية تعبير عن معاوية  صنع بنا ما تعلمون منع الاحاديث عاقب على من يحدث في الفضائل والمناقب انحسرت السنه وتراجعت وانا راح انقل اليكم أمور الذي يعرفها يؤكدها علي والذي ما يعرفها فاكتبوها فالقى اليهم شيئا كثيرا من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وهم يدونون ويكتبون ، وفي زمان الامام زين العابدين عليه السلام ايضا اشياء بقيت عن الامام زين العابدين من الاشياء القليلة عن الائمه من ما تبقى من رساله الحقوق نص عن الامام زين العابدين عليه السلام او كتبه هو،  والصحيفة  السجادية  املاها الامام زين العابدين فيما نقل على الامام الباقر وعلى زيد الشهيد وفي  رواية اخرى على عبد الله بن الحسن السبط عليه السلام فأملا عليهم الصحيفه  السجاديه  وبقيت الى الآن ولذلك روايتها متعدده من عده جهات فالامام السجاد عليه السلام دون هذا وامر ان يذكر ، له ايضا رساله مناسك الحج الامام السجاد سلام الله عليه ونقل عنه  20 راويا مسائل في الفقه والعقيده ، 20 راوي مختلفين كل واحد ينقل عنه ويكتب بعنوان مسائل زين العابدين يرويها فلان راوي  من ابرزهم  ابو حمزه الثمالي فهو راوي له كتب ، سعيد ابن جبير الشهيد الذي قتله الحجاج روى وكتب عن الامام زين العابدين عليه السلام ، سعد الاسكافي أيضا كذلك و زيد الشهيد ابن زيد الشهيد عند حديث كثير ينسب الى انه اخذه من الامام زين العابدين والده صلوات الله وسلامه عليه ،وعندما نأتي الى زمان الباقر انتشر عنه شيء كثير واشرنا إلى قضية العلاقة بينه وبين جابر بن عبد الله الانصاري في غير هذا الموضع كان الامام الباقر مع انه هو الامام الاكثر احاطه بسنه رسول الله في ما نعتقد معشر الامامية الا انه يذهب ويجلس إلى جابر بن عبد الله الانصاري اعظام لمقام رسول الله واجلال لمقام جابر بن عبد الله ولجهة ثالثة حتى لما يجوا محدثه مدرسه الخلفاء شوفوا حديث عن الامام الباقر عن رسول الله ما يقولون هذا منقطع وإنما يقولون رأى جابر بن عبد الله وجابر رأي رسول الله فمن الممكن ان يروي الباقر عن رسول الله صلى الله عليه واله فنقل عن الامام الباقر عليه السلام كتب كثيرا منها التفسير منها مناسك الحج منها كتاب مسعده بن صدقه العبدي وغير ذلك.

وفي زمان الامام الصادق عليه السلام الامر يكون بعد اوضح لان الامام الصادق كما يقول ابن عقده ، ابن عقده من اكبر الرجاليين في تاريخ المسلمين يقول كان عند الامام الصادق اخذ عن الامام الصادق من التلاميذ نحو 4000 راوي نقلوا عن الامام عليه السلام ويؤكد هذا المعنى ما نقله الحسن ابن علي الوشاء  هو من اصحاب الامام الكاظم والرضا يعني زمانه زمان متأخر يقول دخلت مسجد الكوفة  فوجدت فيها 900 شيخ كلهم يقول حدثني جعفر بن محمد في  سنه من 180 الى سنه 200 في الكوفة  يعني بعد نحوي 50 سنة او قريب من ذلك من شهاده الامام الصادق عليه السلام وهؤلاء يحدثون عن الامام الصادق وينقلون عنه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله و احكام الدين والتشريع لذلك لما يقال في زمان الامام الصادق عليه السلام كتب فيما عرف في ما بعد الاصول الأربعمائة ، الأصول الأربعمائة  لما يقال انها كتبت في زمان الامام الصادق عليه السلام هذا الامر جدا طبيعي ويسير لماذا ؟ لأنه اذا كان تلامذة  الامام 4000 واحد  لو 10% من هؤلاء كانوا يكتبون يصبح 400 مصنف ومدون ومؤلف قضيه التدوين في الدروس و في امالي كثيره نحن  في قم بعض الدروس بحوث الخارج مثلا لعلماء في الف واحد هؤلاء يكتبون ربما 700 منهم يكتبون ويحتفظون بها لو نقول عشره في المئة من 4000 تلميذ هذا يعني 400 مصنف غير المصنفات التي دونت قبل ذلك وبعد ذلك فاذا بعض الناس مثلا يستغرب وين هذه المصنفات كيف صارت هذا جدا بعيد ؟ أولا هذا الذي قلناه يتبين لا بعد فيه من هو على القاعدة احنا اعتقد صار تقصير كيف بس عشره في المئة  هم الذين كتبوا من 4000 مع من سبقهم من الرواة ومع من لحقهم من الرواة  الذين نقلوا عن الامام الكاظم والرضا والهادي والجواد ، الامام الصادق هكذا ودون عنده كتاب الاهليلجة وهي في مبحث العقائد الامام عنده مناظره مع أحد الفلاسفة  و الاطباء الهنود و كان عنده نبته تسمى الاهليجه ومنها بدأ الامام في الاستدلال على الله سبحانه وتعالى وعلى صفاته غير هذا ايضا كتب، كتاب التوحيد الذي موجود قسم منه للمفضل و غيره من الكتب التي اثرت ونقلت عن الامام الصادق عليه السلام منها ما ذكرناه قبل قليل كتاب مسعده بن صدقه العبدي ،عبد القيس اهل هذه المناطق البحرين الأحساء القطيف اي كلهم موطن عبد القيس ونسب اليهم العبدي مسعده ابن صدقه احد الرواه الكبار له كتاب عن الامام الصادق عليه السلام ويروى عن المعصومين وبقي كتابه هذا الي زمان الشريف الرضي حوالي سنه 416 هـ متوفي 300 سنه يعني بعده تقريبا بعد الامام الصادق عليه السلام وقد نقل منه الشريف الرضي عند تأليفه كتاب نهج البلاغة نقل بعض الاحاديث والروايات التي رويت عن عليا في هذا الكتاب هذه الكتب القسم الاكبر منها بقى كما سمعت في وقت لاحق اتصور انه في زمان الامام الكاظم عليه السلام احنا لما نقول الامام الكاظم كيف كتب الامام الكاظم كيف كتب عنه والحال انه في السجن نقول لا الامام الكاظم غير اللي كان في المدينة  المنورة  رواية  تقول كان لابي الحسن يعني الكاظم عليه السلام حلقه في مسجد رسول الله فكان يأتي اصحابه ورواته ومعهم الواح ابنوس ألواح خاصة ورقيقه واقلام و كانوا يكتبون كل ما يقول هذا شيء طبيعي ما رايك عندما سجن الامام الكاظم عليه السلام في البصرة أملا على ياسين الضرير الزيات املا عليه كتابا سمي فيما بعد مسند الامام موسى بن جعفر احاديث الامام الكاظم موجود هذا رواها عنه وهو في السجن واعجب من ذلك الكتاب الذي كتبه عنه موسى المروزي وهو في سجن السندي بن شاهك ، سجن السندي بن شاهك كان  سجنين فترتين فيما يظهر الفتره الاولى ما كانت الطاموره وانما كان بيت ملحق ببيت السندي وهذا يؤكد التاريخ في هذه الفتره كان يدخل عليه موسى المروزي موسى المروزي كان معلم اولاد السندي ابن شاهك بينه وبين السندي بن شاهك روحه وجيه وكل يوم يجي الي عياله وأولاده وله منزله منه كان يقول له دعني ادخل على موسى بن جعفر عندي بعض الاسئله فكان يسمح له وهذا يدخل ويكتب والكتاب موجود الان باسم مسند موسى ابن جعفر وقد حققه السيد الحسيني الجلالي وهو مطبوع هذا كتاب يبين لك حرص ائمه الهدى عليهم السلام على قضية التدوين وبث العلم وسنة رسول الله وأحكام الدين حتى في سجن السندي بن شاهك الاول ينقل الى الروايات طبعا هذه الكتب كلها تجتمع بعدين وتصل الى المحدثين الكبار الاساسيين الذين دونوا المصنفات الحديثيه ، الامام الرضا حدث ولا حرج ذكر ان الشيخ عزيز الله العطاردي جمع ما روي عن الامام الرضا عليه السلام في عن اصحابه وعنه مباشرة في الكتب التي خلفها هو الامام او كتب أصحابه الي قبل كم سنه كان المطبوع منها 13 مجلد فقط اللي تحدث بها الامام الرضا عليه السلام، مسند الامام علي بن موسى الرضا ما ادري بعده متابع وطبع أولا ولكن الى ذلك المقدار كان هذا العدد من المجلدات و بعده الامام الجواد والامام الهادي نفس الكلام ، لكن نوجز الكلام في نقطتين تميزت مدرسه اهل البيت عليهم السلام اولا بان السنه لا تتوقف و لا تنقطع عند وفاه الرسول الله صلى الله عليه واله وانما استمرت الى ما بعد ذلك الى زمان غيبه الامام المهدي الكبرى بدايتها وفي هذه الفتره كان ائمه الهدى عليهم السلام ينقلون احاديث رسول الله و شرائع الدين على قاعدة حديثي حديث ابي وحديث ابي حديث رسول الله صلى الله عليه واله. والأمرالاخر انه كان لديهم اي الائمه عليهم السلام اهتمام عظيم بقضيه التدوين هم بانفسهم مباشره او من خلال تلامذتهم ورواتهم اذا واحد يريد متابعه اكثر تفصيليه لهذا المطلب هناك كتاب بديع في هذا الامر باللغه الفارسيه و ترجمه للغه العربيه اسمه تدوين الحديث عند الشيعه الاماميه للشيخ الدكتور مهدوي راد. هذا الكتاب فيه تفاصيل لاسماء الكتب و اين ذكرت هذه الكتب و تتبع جيدا جزاه الله خير الجزاء على هذا البحث، بالإضافة  الى سائر الكتب التي كتبت عن تدوين الحديث عند الامامية كما ذكرنا مثل مقدمه وسائل الشيعة طبعه اهل البيت عليهم السلام ومثل كتاب تأسيس الشيعة  لعلوم الاسلام للسيد حسن الصدر رحمه الله عليه وغيرها من الكتب لمن اراد التفصيل .



مرات العرض: 3431
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 61625.56 KB
تشغيل:

العلاقة بين السنة النبوية والقرآن الكريم 9
التعريف بالمصادر الحديثية الاربعة 11