ابن الزبير وأزمة نظرية مدرسة الخلفاء 26
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 26/1/1442 هـ
تعريف:

ابن الزبير وأزمة نظرية مدرسة الخلفاء

كتابة الفاضلة أم عبد الله

من كلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي سلام الله عليه أنه قال ( انظروا أهل بيت نبيكم فإن نهضوا فانهضوا وإن لبدوا فالبدوا ولاتتقدموا عليهم فتضلوا ولاتتأخروا عنهم فتهلكوا فإنهم لن يخرجوكم من هدى و لن يدخلوكم في ضلال )

اختار الله سبحانه و تعالى للبشر قادة و سادة وهم آل بيت محمد المصطفى صلوات الله و سلامه عليه و عليهم .

في هذا المقطع من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، يخاطب الناس انظروا أهل بيت نبيكم .  تطلعوا إليهم ،  انظروا الى خطواتهم ،  حين ينهضون انهضوا معهم و حين يسكتون اسكتوا معهم  ، لماذا؟ لأنهم لن يخرجوكم من هدى  ولن يدخلوكم في ضلال .

واجعلوا خطواتكم على خطواتهم لاتتقدموا عليهم  في شيء ، فإن  التقدم عليهم في ضلال  ولا تتأخروا عنهم في توجيهاتهم فأن التأخير عن متابعتهم هو الهلاك .

هذ الأمر ليس مجرد نظرية وإنما  للأسف طبقت الأمة تجربة التأخر عن أهل البيت عليهم السلام فحصدت ماحصدت .

لقد قالت فاطمة الزهراء سلام الله عليها بعد وفاة النبي صل الله عليه وآله وسلم ، و تأخر الناس عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام : "أما والله وربك قد لقحت فنظرت ريثما تنتج " الناقة  تلقحت  الآن ،  بعدين انتظروا مما ستحصدون من وراء الفتنة هذه : الانحراف ، تأخير الإمام أمير المؤمنين عن منصبه ، التأخر عن إتباعه ،  فنظرت ريثما تنتج ثم  احتلبوا طلاع القبع  دمًا عبيطا .

بدل ما أن الناقة عندما تلقح وتصبح حاملاً ، أخلافها وضروعها تمتلئ باللبن الصافي اللذيذ ، لا : أنتم ستجنون دماء وستجنون فتن ثم احتلبوا  طلاع القبع ملئ الدلو و لكن ماذا ليس اللبن وإنما دمًا عبيطًا وذعافًا ممقرنًا مميتا ،  سمومًا مبيدة فتاكة بعد ذلك ستتأسفون لا يفيدكم هذا .

نحن رأيناه في التاريخ رأي العين من جهتين : من جهة تولي الأمويين للخلافة ، و من جهة الثورات التي حدثت ضد الأمويين على غير نهج أهل البيت . لم تكن أحسن حال منهم ، مثل ثورة نهضة عبد الله ابن الزبير ثأر ضد الأمويين حارب الأمويين،  قاوم الأمويين ، و لكن لما كان على غير هدى منهج أهل البيت بل كان مضاد لهم فقد وقع في أخطاء كأخطائهم و مستنقعات أسوء من مستنقعاتهما ، مما يتبين في  ذلك سواء كان الطرف الأموي إلا هو الحاكم أو ذاك الطرف المعارض إلا هو الزبيري مادام يتحدث على غير المنهج الذي يتحدث عنهم أمير المؤمنين عليه السلام

انظروا أهل بيت نبيكم . مادام على غير هذا المنهج ستكون نفس النتائج ،  ما الذي حصل ؟ هذه الثورة هذه النهضة هذه الحركة الزبيرية جِدًّا مهمة دراستها والتطلع عليها ، لماذا؟  لان فيها برهان واضح وجلي على خطأ النظرية السياسية التي يتبناها اتباع مدرسة الخلفاء من هو الحاكم من هو الوالي من هو أمير المؤمنين حسب التعبير.

بالنسبة إلى مدرسة الإمامية واتباع آل محمد صل الله عليه وآله  الأمر واضح من زمان  رسول الله تم تعيين الأئمة والقادة وولاة الأمر وهم علي وذريته إلى ٢٥٠ سنة معينة ومجسدة واضحة بالأسماء  أن الإمام لازم يكون معصوم لازم يكون  اعلم الموجودين لازم يكون هذه الصفات أكمل الموجودين أخلاقا من الناحية العلمية والعملية وأن يكون منصوصًا عليه و أن يكون معصومًا عن كل ذنب ونقص ،  القضية واضحة .

لما نأتي إلى المدرسة الأخرى نجد أن هذا التعثر في من يكون الوالي من هو أمير المؤمنين من هو خليفة المسلمين من هو الإمام نجد أن التعثر موجود  ، في زمان الخلفاء الأربعة كل واحد جاء بطريقة مختلفة عن الطريقة الماضية فلا يوجد تشخيص واضح للنظرية .

الخليفة الأول جاء بطريقة تختلف عن الخليفة الثاني والخليفة الثاني جاء بطريقة تختلف عن الخليفة الثالث والثالث جاء بطريقة تختلف عن الرابع ، فلا توجد هناك وحدة في النظرية بخلاف الإمامية .

في نظرهم الذي ينتصر هو الحاكم .  فمادام أن معاوية ابن أبي سفيان تغلب و استطاع أن  يأخذ بزمام المبادرة بيده ، إذن هو أمير المؤمنين وهو الذي بيده الأمر هو الذي ينبغي أن يبايع .

جاء بهذه الطريقة ولى ابنه يزيد ابن معاوية ،  يزيد : الفسق والخمر والفجور عندهم ايضًا .

فبتالي  اضطروا إلى أن يبتكروا نظرية أخرى وهي يجوز أن ينصب الفاسق ، ليست هناك مشكلة في هذا الشيء

مكان رسول الله صل الله عليه وآله في الخلافة باستثناء قضايا الوحي والنبوة والرسالة وماشابه  ذلك ، يأتي و  يصعد على هذا المكان ويستلم هذا المنصب واحد فاسق فاجر  أي أحد من المسلمين مستقيم هو أفضل  منه ، طبعًا لما يكون هو أمير المؤمنين هو الذي بيده يُعين الصوم والجماعة والإفطار والجمعة والحج والى غير ذلك  و لابد أن  يتبع في ذلك .

نفرض أن هناك نزاع مادام القضية ليست قضية مؤهلات وصفات ليس الأعلم بين الناس ليس الأكمل ليس المنصوص عليه  ، مثل ما أنت عليك حق هو عليه حق والثالث والرابع .

بمعنى الذي يغلب يصير بيده الأمر والنهي إذن صارت القوة العسكرية هي التي تعين الإمامة والإمارة وولاية الأمر أين هذا وأين القرآن الكريم الذي يعين ( وَجَعَلْنَٰهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)

وأين رسول الله الذي يعين هؤلاء الأئمة والإمام أمير المؤمنين ، أصبح الذي يغلب هو من يتولى الأمر على سبيل المثال واليين أعتراكا واحد منهم غلب الثاني أو العكس المسألة ذاك الثاني هو الوالي وهذا بالضبط الذي حدث في قضية ابن الزبير. 

الشاهد على ذلك  يتبين أن هذه النظرية السياسية في الحكم عند مدرسة الخلفاء نظرية غير صحيحة وهي تمكين المجرمين أي واحد عنده حيلة أي واحد عنده  قوة  أي واحد عنده عسكر يستطيع أن يصبح أمام المسلمين ، ويصبح خليفة رسول الله وأمير المؤمنين  بدون أن يمتلك أي مؤهل من  المؤهلات ،  و هذا الذي حدث في ثورة ونهضة  عبد الله ابن الزبير.

نحن لما نذكر هذه القضية  ، نوجد  الفرق بين النور والظلام بين نهضة الإمام الحسين وبين نهضة ابن الزبير ونبين كذلك أن نظرية الإمامية هي النظرية الإلهية المستقيمة في السياسة والحكم بخلاف النظرية الأخرى .

مختصر القضية عبد الله ابن الزبير هو واحد من صغار الصحابة  وعمره مقارب لعمر الإمام الحسين عليه السلام

وقد قال فيه أمير المؤمنين علي عليه السلام ( مازال الزبير منا أهل البيت حتى شب ابنه الميشوم عبدالله )

الزبير ابن العوام كان من أكثر أنصار علي ابن أبي طالب حماس له ، في قضية الخلافة  . وهو من جهة القرابة ابن عمتهم  ابن صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صل الله عليه وآله فهو من هذه الجهة هَاشِمِيًّا طَالِبِيًّا لديه قرابة مع أهل البيت عليهم السلام من جهة الأم وكان منسجم تمام الانسجام مع أهل البيت . 

الزبير تزوج أسماء بنت أبي بكر بنت الخليفة الأول وأنجب عبد الله ،، عبد الله هذا أخذ يجر خط غير خط أهل البيت عليهم السلام ، و لذلك كانت مواقفه من البداية غير منسجمة مع أهل البيت مثلاً في قضية عثمان كان من أشد المناصرين له والمخالفين لمن ثأر على عثمان و نقل أنه قاتل أيضا هناك .

ولما أصبحت الخلافة بيد أمير المؤمنين بانتخاب الناس جميعًا كان من أشد المعارضين لأمير المؤمنين بعد أن بايعه بعد ذلك نكث ( فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ )

وأي مجال لتصالح والتفاهم  إلا كان موجود مع الزبير نفسه في قضية حرب الجمل قضى عليه ابنه عبد الله لذلك يقول الإمام علي عليه السلام ( مازال الزبير منا أهل البيت حتى شب ابنه الميشوم عبدالله )

حتى قيل إن الزبير بعد  ماذكره أمير المؤمنين علي عليه السلام بمواقفه مع رسول الله  ، هل تذكر ذلك اليوم عندما كنت واقفًا مع رسول الله وقدمت أنا من مكان فتبسمت فتبسم لي رسول الله ، وأنت قلت حينها إلى النبي :  لايدع علي زهوه بمعنى أن دائما الإمام علي يريد أن يفتخر ، فقال لك النبي : يا زبير ليس في علي زهوًا ولتقاتلنه وأنت  له ظالمًا .

فذكر الزبير ذلك وأراد الانصراف حسب ما ينقل و لكن عبد الله ابن الزبير ابنه جاء وقال : لأبيه لماذا أغمدت سيفك ،  فقال : لقد ذكرني علي حديثًا كُنت قد نسيته ، فقال : له أذكرك علي حديث أو أنك  قد جبنت من سيوف بني عبد المطلب  فاستنهض فيه هذه الغيرة وقطع عليه طريق التراجع وانتهى به الأمر الى أن  قتل والده  .

فهذا الرجل كان بهذه الصورة مع أهل البيت عليهم السلام  ، لما صارت نهضة الإمام الحسين عليه السلام كانت هذه بمثابة فرصه بالنسبة الى الزبير أراد أن يستثمر قدر الإمكان هذا الأمر فخرج من المدينة الى مكة وبقي فيها ينتظر الى ماذا تؤول إليها الأمور ، نحن هنا نطرح سؤال بما أن الزبير لديه إشكال على سياسة الأمويين وعدالتهم لماذا لم يخرج مع الإمام الحسين بل قيل إنه عندما جاء الإمام الحسين إلى مكة المكرمة و بقي فيها من شهر شعبان إلى شهر ذي الحجة لم يكن أحد أثقل على ابن الزبير من الإمام الحسين عليه السلام كان ينتظر الوقت الذي سيخرج فيه الإمام الحسين وحسب تعبيرنا هو يوم عيد ابن الزبير عند خروج الإمام من مكة وكان يترقب متى تنتهي المعركة بين الحسين وبين بني أمية على أساس يستثمر الوضع وفعلاً هذا ما حدث عند استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وتتابعت الأحداث وهو لازال باقي في مكة ،  وفي سنة ٦٣ هـ وذلك بعد سنتين من شهادة الإمامالحسين عليه السلام أعلن الزبير معارضته إلى يزيد ابن معاوية ، فالأمر كان فيه انتهزيه كان فيه تدبير من هذا النوع ...

هذا من التأخر عن آل بيت رسول الله (ولا تتأخر عنهم فتهلكوا ) فهذا من التأخر المنتج للهلاك فعلاً أعلن أنه هو مفارق ليزيد  ، يزيد ابن معاوية الذي هلك  سنة ٦٤هـ مات تلك الميتةالخبيثة والتي عاش فيها ثلاث سنوات في الحكم

في سنة من السنوات ارتكب تلك المجزرة  العظيمة مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ،  وفي السنة التي بعدها كانت واقعة الحرة في المدينة والتي أمر فيها مسلم ابن عقبة أو مسرف ابن عقبة المري أن تباح المدينة المنورة والسنة الثالثة هي قضية الكعبة المشرفة .

ابن الزبير أعلن معارضته ليزيد وبدأ يتحرك باتجاه حشد الجموع لمقاومة يزيد و نصب نفسه أمام على مكة المكرمة

القضية هكذا نظرية الخلافة لاتحتاج  إليها مؤهلات  لاتحتاج  إليها عصمة ،  لاتحتاج إليها نص ، أنا هكذا أحارب وأصبح أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وفعلاً رشح نفسه وبدأ هكذا .

يزيد قبل هلاكه أوصى مسرف ابن عقبة المري بأن إذا انتهيت من المدينة وقتلت رجالها وأبحتها أذهب إلى مكة وواجه ابن الزبير غير أن مسرف ابن عقبة هلك في الطريق ، فجاء بعده الحصين ابن نمير التميمي لعنه الله وهذا له دور  سيء في كربلاء فهو من طعن حبيب ابن مظاهر برمح في ظهره وكذا دور ، فهذا من القتلة المجرمين فالآن هو قائد الجيش جاء من جهة مكة وقام بإطلاق المنجنيقات وبدأ يطلق أطنان من القصب مع الزيت والحجارة فاحترقت الكعبة وتهدمت أركانها في هذه الأثناء مات يزيد واضطرب الوضع مع بني أمية لمن يسلم الحكم فقيل إلى ابنه معاوية ابن يزيد وكان عمره آنذاك ٢٠ سنة .

النظرية كانت هكذا ، نظرية مدرسة الخلفاء لاضير أن يأتي شخص عمره ٢٠ سنة يكون خليفة  أبوه يزيد عندما تولى الحكم كان عمره ٣٢ سنة أو ٣٥ سنة وبتلك الصفات السيئة كان خليفة وتم تسليم الحكم إليه ولكن على مايبدوا أن هذا الرجل أما في حالة يقظة ضمير أو غير ذلك جاء وخطب خطبة وقال أن أبي وجدي نازع الأمر أهله نازع علي أبن أبي طالب هذا الموضوع ، وترك الموضوع  واعتزل ثم قتل داخل البيت الأموي . 

الموؤرخون لما يتحدثون عنه يقولون أنه مات فجأة !!! القضية كانت  قضية اغتيال بالنسبة إليه  أنت لاتريد الحكم تقتل ويأتي غيرك فعين بعده مروان ابن الحكم ، مروان ابن الحكم هذا يقول فيه أمير المؤمنين عليه السلام هذا العالم الرباني لما يتكلم سنة ٣٥ و ٣٦ للهجرة يعني قبل حوالي ٣٠هـ يتكلم عن مروان ابن الحكم ويذمه ويقول :

" أما وإن لهُ إمرةً  كلعقة الكلب أنفهُ "  والتشبيه جدًا بليغ من أمير المؤمنين وبالفعل كانت خلافته قصيرة لم تتجاوز ستة أشهر فقط  ، و مات ميتة سيئة لأن كان لا يليق به إلا هذه الميتة . 

خالد ابن يزيد أحد أبناء يزيد هذا أيضا كان يطمع بالخلافة بعد وفاة أبيه عيره مروان ابن الحكم بكلام قبيح عن أمه لان مروان كان قد تزوجها وكان يذكر أن أمه كذا وكذا فيها على الملأ وذلك من أجل تحطيم خالد فما كان من خالد إلا وأخبر أمه بما يقوله مروان عنها فجاءت إلى مروان وهو نائم فجعلت الوسادة على رأسه وخنقته ومات .

جاء بعد عبد الملك ابن مروان ، هذا عبد الملك جد في مقاومة عبد الله ابن الزبير  ، عبد الله ابن الزبير هذا بعد موت يزيد  لايوجد أحد يعارضه في مكة ، فالوالي في مكة انسحب فبدأ يسيطر على مكة و عين والي على المدينة هؤلاء في المدينة مازالوا يعيشون صدمة موت يزيد وبنو أمية إلى الآن  حالهم  مشتت فبدأ عبد الله ابن الزبير يرسل هنا وهناك وكل منطقة يرسل إليها والي باعتبار هو الخليفة وخلال هذه الفترة بين أن فعله هو كالنهج الأموي تمامًا من بخل شديد جدًا ، ومن عداء وحقدًا عجيب ، على سبيل المثال أنت تعيب على بني أمية ظلمهم ، غير أن أول من توجه الى ظلم أهل البيت هذا عبدالله ابن الزبير إلا جدته تصير من أهل البيت من الأسرة الهاشمية  ، فمكث ابن الزبير ستة أشهر يترك الصلاة على النبي محمد صل الله عليه وآله ، ترك الصلاة على النبي في خطبته حتى اعترض عليه جماعة من جماعته وقالوا حتى بني أمية لم يفعلوا هذا الأمر معاوية ويزيد لم يفعلوا هذا الأمر مع أعدائهم من أهل البيت أنت واحد لديك قرابة مع أهل البيت عليهم السلام وتترك الصلاة على النبي وآله لأتذكرهم  ، فقال : إن لهم أُهيلة سوء ، أهل سوء إذا ذكرناهم اطلعوا رؤوسهم بمعنى يفتخرون ،  فنحن عناد لهم  لانذكر النبي .

هذا ثائر على الأمويين ، هذا جاء بطلب العدل ، هذا أمير المؤمنين ، هذا خليفة المسلمين ، إلا يفترض  يقوم مقام بني أمية . في هذا الجانب أصبح أسوأ من بني أمية ، بل حتى في  ممارسته  ، يقولون إنه من الذين كانوا يعادونه أخوه عمر ابن الزبير والذي أصبح موالي إلى الأمويين فعندما كانت مواجهة بين جيشه ووكل  أخوه عمر ابن الزبير لقتاله ،  انتصر هو ابن  الزبير على جيش الأمويين الذي يقوده أخوه فأسرى أخوه فجيء به إلى عبد الله فقال الى  الناس مخاطبًا أن أي أحد عنده مظلمة فليأتي ليقتص منه فجاء الناس هذا يضربه وهذا يلكمه أدموه ، حتى لو كان هذا ظالم وهو بلا شك ظالم هذا يرتبط بأمر عداله  لابد من إقامته في محكمة  شرعية عادله  صحيحة ليس  أي أحد  ادعى أنه ظلمه جاء ليضربه ويأخذ حقه منه مهما كان هذاسيء ،  لكن السوء  لايدفع بالسوء والظلم  لايدفع بالظلم

وإنما يدفع بالعدل له حق أن يدافع عن نفسه و لكن ليس المدعي نفسه هو  القاضي نفسه و هو الذي ينفذ الحكم . 

لم يكتفي بذلك حتى أمر أن يقتل  ويصلب أيضًا ،  أنت تفتتح عهدك بمثل هذه التجاوزات كيف ؟

لا  أنت تصلي على رسول الله صل الله عليه وآله ، أهل البيت  الذين تأخروا عن مبايعته مثل : محمد ابن الحنفية  وجمع من بني هاشم لم يكن لديهم رغبة في مبايعته لمواقفه السابقه و لأنهم يعرفونه أنه غير مؤهل  ، فأمر بحفر لهم خندق وأضرم  فيه النار وهددهم بالإحراق ،  كيف هذه ثورة تغييرية ، كيف هذه خلافة ،  كيف هذه نهضة من أجل أحقاق الحق  ، نأتي إلى كلام الإمام الحسين عليه السلام وفعله  " إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله أُريد أن  أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر " 

الإمام الحسين حينما رأى أحد أصحابه مديون قال له  الامام أول أدفع دينك ثم التحق بنا فقال إلى الأمام سأوصي فقال له الإمام هذه مجموعة من الدراهم أذهب وادفع دينك بها .

التزام شرعي دقيق ، التزام بالقيم كامل  ، وهكذا الحال بالنسبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام  الذي يقول  الى أهل البصرة يأهل البصرة أني دخلت بلدكم هذه  براحلتي منتصر الآن  ، فإن خرجت بغير ذلك فإني خائن الله  ، إذا خرجت بغنائم ذهب وفضة فأنا خائن لله،  تحكيم دقيق للقيم والمبادئ .

ابن الزبير كان على خلاف هذا المنهج فذهب وراء تلك الأمور وأصبح خليفة وأخذ يجيش الجيوش هنا ويصطدم ، المختار ثأر ضده ، وغير المختار ، بني أمية كذلك استفادوا من أخطاءه ، وبخله وكونه  لا يستطيع أن يدير الأمر بأبسط القضايا .

أنت الآن قادم لتتولى خلافة المسلمين وتمتنع عن الصلاة على رسول الله ، هذا حتى لو كنت غير مؤمن  ليس من الجيد أن تعمل مثل هذا . أنت جئت إلى مكة والمدينة حتى تحكمهم ، بني هاشم أسرة عريقة و هم تيار فكري في الأمة ، تأتي وتعمل على تجمعهم حتى ترمي بهم في خندق نار لأنهم لا يريدون البيعة لك ، كيف هذا ؟

ابسط أوليات الإدارة الصحيحة دع عنك التقوى ، دع عنك الأخلاق ، دع عنك الالتزام الإيماني  لم يكن موجود، لذلك فعلاً سقط بسرعة من سنة ٦٣هـ الذي نصب نفسه إلىسنة ٧٣هـ إلا هي سنة وفاته ، عشر سنوات كلها كانت مضطربة، كلها كانت مشاكل ، وهي إذاأحدثت شيء مفيد واحد برهنت على أن نظرية الخلافة عند مدرسة الخلفاء نظرية باطلة وذلك لأن إلى الآن كتّاب مدرسة الخلفاء الفريق الآخر متحيرون من هو أمير المؤمنين ذاك الوقت ، من هو الخليفة الشرعي ، من  الامام إلا لابد أن يتبع ، بعضهم يقول إنه ابن الزبير ، لماذا ابن الزبير لأنه سيطر على أغلب الأماكن جماعة آخرون يقولون مروان ابن الحكم باعتباره أن الخليفة السابق ولى إحدى أبناه وهو ابنه معاوية ، ومعاوية اعتزل ، وبني أمية الذين الخلافة مرهونة بهم ، رشحوا هذا فإذن أنت الخليفة .

فأنت لو كنت في ذلك الوقت من سيكون  إمامك مروان ابن الحكم مشاكله معروفه ، عبدالله ابن الزبير كذلك .النظرية الصحيحة التي ينبغي أن يلاحظها الإنسان وهي كما قال أمير المؤمنين عليه السلام ( انظروا أهل بيت نبيكم فإن نهضوا فانهضوا وإن لبدوا فالبدو ولتتقدموا عليهم فتضلوا ولتتأخروا عنهم فتهلكوا )

كان حريا بالأمة أن تتبع منهاج أهل البيت عليهم السلام لكن للأسف الشديد هذه الأمة عندما خذلت  الإمام الحسين سلام الله عليه وأسلمته  إلى مقاديره  ، كانت تلك النتيجة وهي أن يرجع ركب سبايا آل البيت إلى المدينة من غير رجال بعد سفر طويل تنادي المنادية فيهن مدينة جدنا لاتقبلينا ، رجع الإمام السجاد عليه السلام إلى مدينة رسول الله ومعه ركب السبايا والأسارى .



مرات العرض: 3379
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2576) حجم الملف: 46822.01 KB
تشغيل:

أصداء النهضة الحسينية في واقعة الحرة 24
شيء من سيرة أم البنين الكلابية