سفر الركب الحسيني من كربلاء إلى كربلاء 13
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 13/1/1442 هـ
تعريف:

سفر الركب الحسيني من كربلاء الى كربلاء

كتابة الفاضلة هديل الزبيدي/ العراق

حديثنا هذه الليلة يتناول بعض التوضيح لسفر الركب الحسيني من كربلاء إلى الكوفة ومنها الى الشام ومنها الى كربلاء ومنها الى المدينة ، هذا السفر الذي اشار اليه الحسين عليه السلام في وقت مبكر قبل حصوله وحدوثه عندما سئل في مكة المكرمة قبل خروجه الى كربلاء ، بأن ما معنى حملك هؤلاء النسوة ؟ أي لماذا تذهب معهن ؟ دعهن في مكة أو مر من يرجعهن إلى المدينة حتى يكن في حفظ ومأمن ، فأجاب الحسين عليه السلام احدى الاجابات وهي :

{ شاء الله ان يراهن سبايا } بالطبع هناك اجابات اخر لكن ذلك الموقف كان يقتضي هذه الاجابة ، ونحن اشرنا الى ان اجابات الامام الحسين عليه السلام لم تكن في كل الأحيان على نسق واحد ولا بشكل من التفصيل متفق وإنما تختلف بحسب اختلاف المخاطبين والمقام الذي يكون فيه الإمام عليه السلام مقام الاحتجاج يقتضي كلاما بينما مقام الجد والبيان يقتضي كلاما اخر ليس معنى ذلك ان الاول ليس بصحيح ،لاااا هو صحيح في حدوده بذلك المقدار ضمن ذلك الظرف يكون صحيحا وتاما ، بالنسبة الى هذا الشخص المخاطب والا لم تكن النساء (نساء الحسين) عليه السلام لو تركهن في مكة او المدينة لم يكن في مأمن لاسيما مع مجيء مجموعة من الولاة الشرسين الذين لم يكونوا يعرفون قيما ولا حواجزا ولا قوانين فمن الممكن ان يحتجزن او يعتقلن وحصل هذا ايضا ، ليس انه امر فرضي نحن الان ليس بصدد الاستشهاد عليه والا بنو أمية اعتقلوا نساء واحتجزوهن حتى يرجع واليهن ، مطلوب رجل يذهب ويعتقل امرأة يضعها في السجن اما ترجع اما هذه باقية في السجن لكن اجابة الامام الحسين عليه السلام تبين ان هذه النساء ضمن المشيئة الالهية التشريعية التي اقتضت من الحسين النهوض للجهاد ايضا اقتضت من النساء ان يكن في هذا الركب وانه سيحدث عليهن اسر وان ذلك الاسر سوف يكون مكملا لشهادة الحسين عليه السلام .

{شاء الله} ليس بمعنى امر حتمي وجزمي وجبري ، لااا مثل ما شاء الله للحسين القتل لكن باختياره كذلك شاء لهن مثل هذا الأمر ، فكان هذا السفر والانتقال جزء من هذه النهضة يمثل الجزء الثاني من النهضة التي أكملت فيها نساء اهل البيت ومعهم الامام زين العابدين عليه السلام ، اكملوا نهضة الحسين واوصلوها الى اوسع مدى وعرفوا الناس بحقيقتها وحقيقة أعداءه ، هذه الرحلة المتعبة والمكربة بدأت من اليوم الحادي عشر من المحرم سنة احدى وستين بعد الظهر واستمرت ذهبوا الى الكوفة ، وصلوا الى الكوفة في ذلك اليوم التالي فجرا قيل انهم خرجوا يوم السبت بعد الظهر ووصلوا فجر الاحد المسافة بين كربلاء والكوفة بحسب مقاييس ذلك الزمان ثمانين كيلو متر بحسب حساباتنا الان وبقي السبايا والنساء في الكوفة مدة زمان الى يوم التاسع عشر من محرم ثم خرجوا من الكوفة التاسع عشر من محرم باتجاه الشام سنشرح هذه الان بشيء من التفصيل وانما هذا فهرس .

خرجوا يوم التسع عشر من محرم يعني بقوا سبعة ايام من يوم الثاني عشر الى التاسع عشر وخرجوا في يوم التاسع عشر مساءا بإتجاه الشام ووصلوا الى دمشق يوم الجمعة عند الظهر بتاريخ الثاني من صفر في نفس السنة من التاسع عشر الى الثاني من صفر يعني ثلاثة عشر يوما في المسير في هذا الطريق بقوا هناك ثم كروا راجعين الى غير الطريق الذي ذهبوا فيه وانما رجعوا بطريق اخر اكثر اختصارا واستغرق منهم تسعة ايام يعني خرجوا يوم الحادي عشر من صفر ووصلوا العشرين من صفر من نفس السنة ، استغرقوا في هذا المسير في هذا الطريق الاخر المختصر مدة تسعة ايام ، هذا الكلام الذي نقوله سوف يتبين منه ان ما استبعده بعض المؤلفين والعلماء من انه لايمكن ان يرجعون ويصلون يوم الاربعين في كربلاء الذي هو العشرين من صفر ، كيف هذه المسافات الطويلة كيف استطاعوا خلال هذه المدة ان يذهبوا ويرجعوا في اربعين يوم ؟ ولذلك بعض هؤلاء ذهبوا الى اراء اخرى ، اما بعضهم (وهذا جدا كلام غريب بالذات مايرتبط بعودتهم بعودة السبايا الى كربلاء) قالوا ان هذا في سنة ثانية رجعوا وهذا الرأي جدا بعيد عن التحقيق ولا يمكن قبوله ولا اصل تاريخيا له ، بعضهم قال انهم رجعوا في نفس السنة لكن انهم التقوا بجابر بن عبد الله الانصاري في العشرين من صفر وحصل ما حصل وقضية الاربعين هذا لا يمكن قبولها هذا ذهب اليه بعض العلماء وبعض المفكرين وهذا ايضا كسابقه لا دليل عليه .

لماذا استبعد هؤلاء هذه المسافات والرجوع في هذا الوقت باعتبار انهم لم يلتفتوا ربما الى قضية نظام السير في تلك الازمنة و في كم تقطع المسافات في تلك الازمنة فتصوروا مثلا انه كما رأيتم بعضهم يقول انه الانسان في اليوم الواحد يقطع اربعة واربعين كيلومت كما ورد في الروايات وذلك مسيرة يوم ، فاذا اربعة واربعين كيلو وفرضنا ان المسافة من الكوفة الى دمشق على الطريق الطويل اكثر من الفين كيلومتر ، كم من الايام سيحتاج لقطعه ؟ خمسين يوم ، نفس الكلام في الرجعة يحتاج على الاقل ثلاثين يوم اكثر او اقل لكن كما قلنا لم يلتفتوا الى قضية طي الطريق في الازمنة السابقة وكيف تقاس وممن رأيت التفت وحقق تحقيقا رائعا في هذا الجانب ( المحقق الكرباسي ) حفظه الله في كتابه دائرة المعارف الحسينية ، هذا الكتاب من الكتب التي ينبغي ان تدعم ولو ان انسانا سألني اريد ان اعمل صدقة جارية للحسين عليه السلام لنصحته بالانفاق في هذا السبيل تعال وتبنى مجلد او اكثر من مجلد او تتبنى ان تصرف على هذا العمل التحقيقي ، الحسينيات والاطعام وسائر الانفاقات والمجالس الحسينية كلها خير وبركة لكن مثل هذا العمل فيه من جهة علم ينتفع به وفيه ايضا استمرار لانه عندما نقدم للعالم صورة الحسين عليه السلام كما هي محققة مرتبة هذا من افضل أنحاء الصدقة الجارية ، الحمدلله هذه الموسوعة لحد الان صدر منها مئة وعشرين مجلد وخطتها تصل الى تسعمائة مجلد لا نعلم في العالم كله انه في موضوع واحد يوجد تسعمائة مجلد هذا في موضوع الحسين اذا الله امد في عمر مؤلفها ومشت الامور كما ينبغى سيكون عندنا تسعمئة مجلد عن الحسين وفيها علم كثير وقسم كبير منه في غاية الدقة والتحقيق ، اذا شخص يريد ان يعمل عمل خير في قضية الحسين يتبنى مثل هذه الامور ، ممن رأيت التفت الى نقاط مهمة وذهب وراءها في هذه الجهة وتتبع حركة الركب الحسيني منزلا منزلا بحسب ماعنده ، يعني خرجوا من الكوفة اين ذهبوا بعد الكوفة وقفوا او مشوا بعد ذلك المنزل ذهبوا الى منزل اخر وهكذا مثلا بين الكوفة ودمشق سبعة وثلاثين منزل بين قرية وبين بئر وبين مكان وهذه كلها تتبعها بالجغرافية وبالتاريخ وباليوم ايضا وصلوا هذا المكان ، لكن لفهم هذا يحتاج الى مقدمة اخرى نشير اليها وهي انه كيف كانت المسافات تقطع في تلك الازمنة اذا واحد عوفها فقد استلم بيده مفتاح لمعرفة الحقيقة بالنسبة الى سير الناس في ذلك الوقت كان اما مشيا على الاقدام من مكان الى مكان هذه طريقة من طرق السير في ذلك الوقت ، لكن الاكثر انهم كانوا يركبون على النياق(الابل) وهي لما فيها من مميزات تمكنهم من قطع الصحاري بشكل ممتاز وقد ينتقل بعضهم على الحصان وهو وان كان اسرع الا انه ليس بكفاءة الابل في قطع المسافات الطويلة وحمل الاثقال والاحمال وما شابه ذلك ، الانسان لما يسير بنفسه على قدميه معدل الذي يطويه في بياض النهار حدود ثمان او تسع ساعات هو قريب من اربعة واربعين كيلومتر بما يقارب ثمانية كيلومتر في الساعة تزيد او تقل ، وسيختلف الحال اذا الشخص يمشي ويركض او شخص يتريث لكن المشي العادي هو هذا وعلى هذا صار حكم السفر عندنا الامامية وان كان بعض المذاهب الاخرى يخالفوننا فيه انه اذا شغل الانسان بياض يومه في السير فهذا قطع المسافة الشرعية التي تبلغ بحساباتنا الان اربعة واربعين كيلومتر ، هذه يطويها الانسان في مسيره العادي خلال ثمان او تسع ساعات او اقل من ذلك تقريبا اربعة واربعين كيلومتر هذا سير الانسان العادي ماشيا على قدميه يمكن ان يزيد سرعته الى اكثر من ذلك تصل الى خمسين او اكثر لكن هذا قليل لانه متعب .

ناتي الان الى النياق والابل معدل سير الابل في الساعة عشرين كيلو متر تقريبا والغالب انها كانت تمشي في الاسفار القديمة بمقدار ثمان ساعات او تزيد قليلا فيصبح مقدار ما تقطعه الابل والنياق في اليوم الواحد تقول يعني ثمان ساعات احيانا يبدأون من السحر لاسيما في اوقات القيض الشديد لا تمشي الابل في وسط النهار تتعب ثمان ساعات فمثلا يبدأون قبل السحر بساعتين واكثر سير الابل في ايام الحر هو في ذلك الوقت ، خرج الحسين عليه السلام من المدينة سحرا (يعني قبل الفجر بساعتين) فتظل تمشي هذه الابل الى مقدار ثمان ساعات بعد ذلك ينزلون في منزل يستريحون يستقون الى اخره الى ان يبدأوا السير الثاني فتقطع الابل حوالي ستين كيلو متر في ثمان ساعات ، لما يصير هذا عندنا معلوم سيصبح الامر بسيط وواضح افترض مثلا اذا قلنا ذهبوا الى الكوفة من عصر ذلك اليوم وصلوا الى فجر اليوم الثاني ثمانين كيلو يعني خلال خمس ساعات تقريبا وصلوا هناك وبطبيعة الحال لابد ان يباتوا شيء من الوقت في الليل فهالمقدار هذا يتناسب مع سيرها علما بانه احيانا يبطئون من سير الابل ، الابل سيرها الطبيعي هو هكذا عشرين كيلومتر في الساعة بس احيانا قد يبطئها واحيانا كما في السباقات تسير اكثر من هذا اكثر من عشرين كيلومتر لكن هذا ليس سير القوافل هذا سير السباق سير القوافل الطبيعي لا هو مسرع كثير ولا مبطء عشرين كيلومتر في الساعة ثمان ساعات تقريبا هي مئة وستين كيلومتر لما يكون عندنا ان مئة وستين كيلومتر تزيد قليلا او تقل بحسب الطروف آن إذن تكون المسافات جدا متطابقة مع ما ذكره المؤرخون والمحدثون في السيرة الحسينية من هذه المراحل انه لنفترض خرجوا من يوم التاسع عشر ووصلوا يوم الثاني من صفر يعني ثلاثة عشر يوم نقسم الكيلومترات التي طوتها هذا المسير الطويل من الكوفة الى الشام يوجد ثلاث طرق طريق جدا طويل وطريق متوسط وطريق قصير يمر بالصحراء ، الجماعة اختاروا الطريق الطويل في الذهاب لاكثر من جهة لجهة ان يفرجوا الناس على السبايا ويحتفلون في كل مكان مع انه ليس كل المناطق استقبلت الجيش الاموي الذي كان مع الركب الحسيني بترحاب قسم من القرى والبلدات والاماكن اغلقت ابوابها في وجوههم غضبا منهم بعضهم رموهم بالاحجار رموا الجنود بالاحجار والبعض الاخر مثل تكريت ينقلون انه استقبلوهم بالترحاب وكانوا مؤيدين لما حصل بينما حلب لا قاوموا الامويين ورموهم بالاحجار ولم يمكنوهم من الدخول الى الداخل حتى باتوا على اسوار حلب كما قالوا وهناك اسقطت فيما نقل احدى زوجات الحسين عليه السلام جنينا لها والان موجود هناك اثار للركب الحسيني ومجيئه ، عندما تقسم الفين ومئة كيلومتر كما حسبها المحقق الكرباسي في كتابه عند اكثر من كتاب في هذا الجانب تاريخ المراقد المقدسة خمسة مجلدات لمن اراد الاطلاع وفيه ايضا عدد الكيلومترات بين مدينة ومدينة اخرى عندما تحسبها ترى الفين ومئة كيلومتر ذهاب تقسمها على عدد الكيلومترات التي تقطعها الابل في كل يوم التي هي مئة وستين كيلومتر ترى انها تناسب ثلاثة عشر يوما الا قليل وتضيف عليها بعض الاماكن التي توقفوا بها يتزودون وليس كل اليوم يمشون كما ذكرنا يمشون فترة معينة ويريحون ، نرى ايضا في طريق الرجوع اختلف من ذلك الطريق الذي طوله الفين ومئة كيلومتر تقريبا الى طريق اخر يخترق بادية الشام صار الف وخمسمائة وشيء من الكيلومترات وهذا له سبب لماذا اختاروا هذا الطريق وسنذكرها بعد قليل ،الف وخمسمائة كيلو خرج هؤلاء من دمشق الى كربلاء وقطعوا المسافة في تسعة ايام تقسم هذا المقدار من الكيلومترات على قطع الابل الى الطريق تراه يتوافق تماما مع هذه الايام التي ذكرها المؤرخون انهم خرجوا بهذا التاريخ ووصلوا الى هذا التاريخ فليس هناك اي استبعاد لمثل هذا الامر مما ذهب اليه الباحثون وافترضوا سنة ثانية لعل قسم منهم تصوروا كانوا يمشون على الارض سيرا على الاقدام بالفعل اذا سيرا على الاقدام ميوصلون لان اقصى ما يقطعه هؤلاء يوميا هو اربعة واربعين كيلومترفي الذهاب اذا قسمنها على الفين ومئة كيلومتر النتيجة خمسين يوم ، وفي الرجعة اذا قسمتها تتحدث عن ايام كثيرة تتجاوز المدة المعينة لكن هذا غير واقعي لانه لا يستطيع هؤلاء ان يمشوا طول هذه المسافة يهلكون الفين كيلومتر واطفال ونساء ويتامى وصغار وصبية ليس من الممكن ولم يذكره التاريخ وانما كانوا على النياق كانوا على هذه الابل والابل تقطع المسافات في هذه الفروض اختاروا الطريق الطويل في البداية كما ذكرنا الفين ومئة كيلومتر باعتبار ان نشوة النصر عندهم كانت عالية والان جاءوا ليستعرضوا انتصارهم ويبشروا بهذا الانتصار ويشمتوا ويفرجوا الناس انه خذوا حذركم ان اي احد يتحرك على السلطة الاموية هذا مصيره ومصير اهله لما رأوا انه هناك مقاومة من قبل بعض البلدات وهي غير قليلة هذه تحتاج الى توضيح وتظهير قسم كبير لعل نصف المنطقة هذه التي مروا عليها حدود سبعة وثلاثين او ستة وثلاثين بلدة ومنزلة ومكان لعل نصفها لم تستقبلهم وبعضها ضربهم وبعضها واجههم رأوا ان القضية ليست هكذا اضيف اليه فيما بعد ان نفس يزيد تنصل من مقتل الحسين عليه السلام قال ليس انا من قتله ولا انا امرت به ولا رضيت عن ذلك ولو شاورني ابن زياد وعمر بن سعد لكان له شأن اخر وهكذا وهذه الفكرة التي انتشرت عند قسم ممن يبرؤون يزيد بن معاوية في هذه الايام من دم الحسين عليه السلام وتجدثنا عن موضوعهم فيما سبق من الليالي الا صارت القضية انقلبت عليه لامجال للتشمت وللاستعراض ولا مجال ليبين ان هذا نصر ، فعليه ان يخرجهم بسرعة الى مكانهم  ويطوي القضية ففعل بعض الاشياء منها وكل بهم النعمان بن البشير الانصاري وهو من الانصار ووالده من الانصار القلائل الذين كانوا على غير الخط العلوي وبالذات هو وكان يعير النعمان بن البشير انه الوحيد من الانصار ممن تحالف مع معاوية وصار معه ،معاوية اعطاه لفترة من الزمان ولاية الكوفة وبعض الاماكن الاخرى في قضية مسلم بن عقيل يأتي ذكر له وبقي الى زمان مجيء عبيد الله بن زياد واخذه السلطة منه لكن في الاجمال لم يكن قاسيا مع اهل البيت عليهم السلام بل ان ابنته كانت ذكرنا في وقت من الاوقات وهي زوجة المختار الثقفي كانت موالية لاهل البيت عليهم السلام وكانت محبة لهم وثابتة القدم في تبرأت زوجها بالمقابل تشويه سمعته من قبل الامويين ،من قبل الزبيريين عمرة بنت النعمان بن البشير كانت ثابتة هو ايضا لم يكن قاسيا كان مع بني امية ولكن هي درجات هناك شخص مع بني امية مثل الشمر وواحد اخر مع بني امية ولكن كالنعمان بن البشير هذا لايبرر له نحن لا نقول انه ناج او على صواب لااا ولكن مع ذلك نقول كان رقيق الجانب على اهل البيت اما لان اصوله انصارية ومعرفته بالمدينة ووضعهم ومكانهم او لانه رأى مظلوميتهم على الطبيعة والانسان اذا كان سليم العقل والفكر يتفاعل مع المظلوم حتى لو لم يكن يؤمن بافكاره فأحسن عشرتهم في الطريق الان يراد بسرعة طي هذه الصفحة فمن غير المناسب ان يرجعوهم على نفس الطريق الطويل في نفس القرى ، بعض القرى عارضت بعضها حاربت بعضها اغلقت ابوابها فجاؤا بهم من طريق بادية الشام التي كانت في حدودها تسع منازل اي تسع اماكن ينزلون بها فكان بمعدل كل يوم ينزلون في منزل واحد وطووا الطريق بهذه المسافة ثم بقوا في كربلاء عدة ايام وخرجوا من كربلاء ليصلوا الى المدينة المنورة في ثمانية من شهر ربيع الأول ، استغرقوا في هذا المسير قريب اربعة عشر يوم بعضها كانت بسبب ان الإمام زين العابدين عليه السلام خيم خارج المدينة المنورة ولم يدخلها فور وصوله وانما خيم خارجها وصار نوع من التحشيد والتعبئة الاجتماعية لتعزية الامام عليه السلام بأبيه الحسين صلوات الله عليه فهذا الركب الحسيني على من كان فيه افضل الصلاة والسلام والتحية كان خلال هذه الرحلة تقريبا ثمانية وخمسين يوم من الحادي عشر من محرم الى ثمانية ربيع الاول وجه الملاحظة هنا والتي نلاحظها ونحن بصدد تصحيحها عند قسم من الناس ولو هذا البحث عادة يكثر طرقه وذكره في زيارة الاربعين غالبا في ذلك الوقت يقال لك كيف انهم رجعوا في يوم الاربعين الى كربلاء والحال انه المسافات والاماكن بعيدة ووسائل السفر والسير لم تكن كما ينبغي فمن غير المحتمل ان يرجعوا خلال اربعين يوم ذكرنا هنا مفتاح حل الموضوع هو ان تعرف كيف كان هؤلاء يسيرون ، كان بعض هؤلاء يركبون الخيل مثل الجنود ومن كان في حراسة ركب السبايا كانوا يركبون والخيل اسرع يعني معدل سيرها الطبيعي خمسة وعشرون كيلومتر في الساعة ولكن الخيل ليس له قوة احتمال الابل في السير الطويل يتعب بسرعة بينما الابل تسير ثمان ساعات بشكل اعتيادي ولا تكل ولكن لابد ان تريح حتى لا تتلف نشير هنا ايضا الى ان كانت هناك طريقة مستخدمة في ذلك الزمان من الاسراع وهي كانت تعتمدها الدولة في ذلك الوقت وهو ما يسمى بالبريد ، البريد كان يوصل اسرع مما يصل اليه القوافل ولذلك لما مات معاوية في الخامس عشر من رجب وصل الخبر الى المدينة في يوم خمسة وعشرين من رجب يعني خلال عشرة ايام تقريبا مسافة من الشام الى المدينة وهي تستغرق المفروض اكثر من هذا المقدار اذا تحسب بمقاييس مئة وستون كيلومتر للدواب للابل هناك كان عندهم شيء اخر للرسائل او شيء من هذا القبيل وهو ما يسمى بالبريد وذلك ان الدولة في ذلك الوقت كانت قد اقامت على رأس كل منطقة ومنطقة اخرى يعني كل اثنان وعشرون كيلومتر تقريبا بحسب مقاييسنا (محطة) تابعة للدولة يضعون فيها ناقة او ناقتين ومعها شخص او اثنان ممن يركبها واخر يسوسها وهكذا فيأتي هذا الشخص حاملا الرسالة معه مثلا من الشام يسير فيها بسرعة حتى لو تعبت الناقة هي لن تسير طول اليوم ، ستسير مسافة محطتين ثلاث او اربع محطات ويسلموه الرسالة ، وعند ذلك الشخص صاحب المحطة دابة مستريحة ومطعمة يعني قد أكلت واستراحت فيأخذ الرسالة وينطلق بها بسرعة هذا قد يكون أسرع من مئة وستين كيلو متر ويستطيعون ان يسيروا ليلا ونهارا لا يكتفون بثمان ساعات لان ليس الطريق كله على ناقة واحدة وإنما على حيوانات متعددة فلا تتعب ولا اهلاك او انهاك لها هذا سير غير اعتيادي سير سريع عادة يستخدمونه للبريد ، اما مثل القوافل فكانت هكذا ولهذا نحن لا نجد اي استبعاد من قضية سير ركب السبايا من الكوفة الى الشام ومن الشام الى كربلاء مرة اخرى وانهم وصلوا في يوم الاربعين وعملوا المراسم المعتادة لا نرى اي استبعاد بل الدليل قائم عليه والحساب بالكيلومترات موجود أيضا كما ذكره في دائرة المعارف الحسينية .

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا بأحوال الحسين واهل بيته وان يوفقنا للاقتداء بهم وأن يكرمنا بشفاعتهم انه على كل شيء قدير.


مرات العرض: 3463
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2556) حجم الملف: 63258.33 KB
تشغيل:

نظرة وتأمل في خطبتي الحسين يوم عاشوراء ق 2
قافلة السبايا في الكوفة بعد كربلاء 14