نتائج الاستعطاء وكراهة الاقتراض
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 29/5/1441 هـ
تعريف:

نتائج الاستعطاء وكراهة الاقتراض


تفريغ نصي الفاضل أمجد الشاخوري


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ابي القاسم المصطفى محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين

السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون أيتها الأخوات المؤمنات ورحمة الله وبركاته.

حديثنا في هذا اليوم تتمة لحديث سابق حول مسألة العلاقة مع المال ، يحب الإنسان المال حبا جما كما جاء في القرآن الكريم، ويسعى للحصول عليه وهناك ثلاثة أنحاء من السعي للحصول على المال منها : طريق الكسب الحلال ، السعي في مناكب الأرض بالعمل والتجارة والاستثمار وغير ذلك ، بذل الجهد العضلي أو الفكري أو العلمي أو غير ذلك من أجل الحصول على المال وهو الطريق المشروع الذي عد في الروايات عبادة من العبادات . كسب الإنسان معاشه من الطريق المحلل يعد عبادة من العبادات . قيامه من الصباح وذهابه إلى عمله فيه ثواب كثير وأجر عظيم -وكما قلنا- يعد عبادة. هذا قسم من أنواع السعي للحصول على المال .

قسم آخر تعرضنا إليه في مواضع مختلفة وهو العمل المحرم. كسب المال من خلال السرقة، هذا يكسب مالا ولكنه حرام وممحوق البركة .كسب المال من خلال التجارة في المحرمات كالخمر والمخدرات وما شابهها. يكسب الإنسان مالا وربما مالا طائلا لكنه يمارس عملا محرما مأثوما عليه والمال الذي يكسبه -من ناحية شرعية- ليس مالا له، لا يملكه. وفوق هذا هو يكسب الإثم حتى لو صرفه في موارد محللة. كسب المال من خلال التحايل والكذب بادعاء عوانين ليست ثابتة له ولا يمتلك شهادة علمية؛فيكذب ويمتلك شهادة علمية ويكسب المال على أساس ذلك. ولا يملك تأمينا على سيارته فيُزوّر ويتحايل لكي يكسب المال لتصليح سيارته .وهكذا هي أشكال التحايل هي كثيرة جدا ولكن يجمعها انها غير جائزة وان المال المكتسب منها مال محرم. وهكذا سائر الموارد لو أردنا أن نعدد المحرمات لطال بنا المقام. لكنه مر حديث في هذا الاتجاهِ.

القسم الثالث الذي أشرنا إلى جزء منه، كسب المال من الناحية الشرعية غير محرم ولكنه من الناحية الأخلاقية غير حسن .
وهو عندما يستجدي الإنسان ويتطلب مع ان بامكانه ألا يكون كذلك . الطلب والسؤال من غير حاجة ملحة؛هذا واحد من أفراده . وفرد آخر الاقتراض والاستدانة مع انه اما ناوي ألا يسدد او انه لا يستطيع التسديد .وهذان نتعرض إليهما اليوم ان شاء الله تعالى.


بالنسبة إلى الأمر الأول وهو أن الإنسان يتعود على أن يكسب المال بطلب المساعدات من هنا وهناك. تارة تحل بالإنسان مشكلة،قضية. كما ورد في روايات عن النبي واهل بيته عليهم السلام لا تحل المسألة إلا في ثلاث: فقر مقذع؛يعني يوصل الإنسان إلى درجة يوصل إلى الدقعاء(التراب). في بعض الأماكن تم تحديد ذلك لا يمتلك قوت ثلاثة أيام او قوت يوم .
" إما في فقر مدقع او دين مفضع"
واحد واجه دين عليه صار وهذا الدين لا يستطيع أن يسدده دخل كما حصل بالنسبة إلى أشخاص دخل في تجارة وخسر ليس ربحه وإنما رأس ماله . راح جمع له أموال غيره على حساب ان الأسهم راح تصير كذا وكذا واذا برأس المال يحترق والان لا يستطيع . هذا دين مفضع لا يستطيع سداده. شيء كان عنده أمانة مالية سرقت والان من استأمنه ومن اتمنه يطالب بها فحصل عليه دين على أثر ذلك ، دين صعب الوفاء به .
في بعض الروايات أيضا "وده مفجع" على طريق الخطأ، على سبيل الخطأ  صدم انسانا مثلا والان يطالب بديته وهو لا يمتلك شيئا من هذا المال . يُطالب بالدية في دم لابد أن يسدده، هنا وأمثاله أبيح له شرعا -لكن هذا بعد مو عادة له-.


 المشكلة اذا صار عند الإنسان طريقة أنه يُمر حياته ويستمر فيها بهذه الوسيلة و متطلبات النفسية كثيرة؛كل يوم نفس الإنسان تطلب شيئا جديدا فإذا صار عنده عادة انه انا مادام هناك من يساعدني اروح اطلب من عنده هالمرة لهالشغلة المرة الثانية لشغلة ثانية المرة الثالثة لشغلة ثالثة فتصير منهاج حياة له، نمط في الحياة. هذا جدا مستهجن عندنا في الشرع .
ورد في روايات كثير حسب ما نسميه يتحول هذا إلى حالة إدمان، اعتياد؛يتعود على حل نقصه المالي بطلب مساعدات من الغير. عندنا روايات كثيرة تشير إلى الآثار السيئة التي تحصل إلى مثل هذا الإنسان.
مثلا ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في الرواية :( ماء وجهك جامد يقطره السؤال) .
الان هذا قالب الثلج متماسك،اذا صار يذوب قطرة قطرة ينتهي؛ماء وجه الإنسان يعني شخصيته ، ماء وجه الإنسان يعني احترامه بين الناس .
هذا مثل قالب ثلج، كلما يتقطر قالب الثلج نقطة نقطة ينتهي بعد !.
عندنا في تتمة الرواية في مكان آخر: (فانظر عند من تقطره) حتى عندما تسأل اذا صار عندك حاجة من الحاجات التي ذكرناها انظر عند من تقطره، لا تفتح امرك عند وجه أحد لا يصير عندك الطلب شي سهل. ماذا اصنع يا أمير المؤمنين؟  انا محتاج.  يقول في موضع آخر:(المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل) تقلل في حاجاتك، الله سبحانه وتعالى قسم لك من الرزق في هذا المقدار، رتب أمور حياتك في هذا الأساس .  ليش لازم تروح تسأل من هذا ومن ذاك بحيث يتحول هذا إلى نمط حياة وأسلوب معيشة. تعود التقلل، تدبير امرك بمقدار الرزق ليس يصير امرك على اساس انه اصعد الى فوق واطلب من هذا ومن ذاك !.
فأول أثر من آثار هذا -كثرةالطلب والإدمان عليه وكثرة السؤال- على النفس أن ماء وجه الإنسان ينتهي بعد مدة من الزمان .
 أثر اجتماعي
في الحديث عن نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه واله يقول : ( المسألة طوق المذلة)
المسألة يعني السؤال وكما ذكرنا نقيدها بقيود أخرى فيما لم يكن في تلك الموارد التي ذكرناها من الاضطرار إليها وفيما لم يكن عادة لنفترض مرة واحد يطلب حاجته من أخيه المؤمن لا بأس بذلك . لا يصير حالة تعود وإدمان. (المسألة طوق المذلة) شايف المرأة عندها قلادة تطوقها على رقبتها ؟ المذلة هي طوق يترافق مع كثرة السؤال . شتسوي هذي ؟ قال:( تسلب العزيز عزه والحسيب حسبه). وفي رواية ثالثة وهذا من الآثار العجيبة عن الإمام السجاد عليه السلام -الروايات كثيرة وحاولنا أن نأتي برواية عن كل معصوم عليهم السلام-
في الرواية عن الإمام السجاد سلام الله عليه. وبالمناسبة الامام السجاد عنده دعاء في الصحيفة السجادية يستعيذ فيه من الفقر ويطلب من الله ان يعافيه من المسألة .وهو في هذا تعليم لنا نحن اتباع الامام .
الامام عليه يقول هذا الذي يسأل من غير حاجة.  طبعا مو اي حاجة والا كل إنسان يحتاج؛ لنفترض انا عندي بيت متوسط احتاج الى ان يكون بمستوى فخم . انا عندي خمس ثياب بحاجة إلى أن يصير عشر ثياب. الكلام هو انه لو لم يكن هنالك حاجة ملحة.
يقول (عليه السلام) : ((ضمنت على ربي ان لا يسأل أحد من غير حاجة إلا اضطرته المسألة إلى أن يسأل من حاجة )).
هذا المال اللي حصله وهو لم يكن بحاجة إلى ذلك المعنى إليه بس صار يعني خلاص خلينا نحصل من هذا وذاك!. هذا يواجه يوم من الأيام أن يسأل الناس من حاجة. أي ما يبارك له في ماله فسيكون فقيرا وآن إذٍ ستضطره الحاجة الحقيقية لكي يسأل. 
ولذلك يقول الإمام الصادق عليه السلام :( ضمن رسول الله- صلى الله عليه واله- الجنة لقوم من الأنصار على شرط ان لا يسألوا الناس شيئا) . لك جنة؛ الأنصار هذا القوم قالو له اضمن لينا قال لهم ما يخالف ولكن بشرط ألا تسالو الناس شيئا، فكان أحدهم يكون على دابته -يعني على الناقة،البعير- والسوط يطيح من عنده لا يقول لأحد أعطني السوط ، ينزل من الدابة يأخذه ويركب. إلى هالمقدار!
مو سالفة فلوس هذي، مو سالفة ان يطلب من الآخرين مساعدات مالية  لا ! حتى إلى هالمقدار عطني السوط طاح من عندي ارخي نفسك وعطني اياه! فكانوا حتى هالمقدار لا يصنعونه! يسقط سوط أحدهم فلا يقول لغيره آتني سوطي او عصاي بل ينزل من على ظهر الجمل و يأخذه ويركب؛ هذا افترض مثل واحد ينزل طابق ويصعد على الدرجات حتى بس لا يقول إلى واحد سوي ليي هذا او في طريقك جيبه او ما شابه ذلك. ليش ؟ حتى يعز النبي صلى الله عليه واله هذا المجتمع المؤمن.
كما قلنا نعم في موارد معينة الإنسان معذور فيها لو استسعى واستسعد وطلب من غيره، ويستحب لمن يُطلب منه أيضا أن يعينه وان يسعفه من المؤمنين. واحد عنده حاجة فعلا حقيقية وجاء إليك وسألك في ذلك وانت تتمكن ينبغي لك ويستحب لك ان تستجيب إليه . وكان رسول الله محمد صلى الله عليه واله لا يرد أحدا فإن كان عنده أعطاه وان لم يكن عنده قال يأت به الله إن شاء ويرزقك. يعني اولا انا اطلب من الله يعينك ويساعدك ، هذا دعاء من رسول الله صلى الله عليه واله ووعد انه اذا صار عندي مجال في المستقبل انا رسول الله اعطيك .
هذا كراهة في السؤال وطلب الحاجة وما شابه ذلك مالم يكن هناك واحد من الأمور التي ذكرناها او امثالها مما تعظم به الحاجة.  هذا من صوب من يطلب، قلل طلبك مهما استطعت مو فقط الطلب المالي حتى الأشياء العادية على نمط سوط ذاك الأنصاري وقع الى الارض ويقول جيبه ليي. حتى بهذا المقدار اذا انسان يقدر ان يصنع بالنسبة لنفسه هذا الشيء يكتفي؛ هذا شيء حسن. انت جالس في منزلك تقدر تقوم انت تشرب الماء مالك احسن من ان تقول لزوجتك جيبي ليي ماء. انت قاعد في مكان ما غيرك ،ابنك يقدر يسوي هذا العمل؛ لو استطعت ان تكتفي بنفسك في القيام بأمورك كلها هذا شيء حسن طيب.
لا تلق أي كَلٍّ لك على غيرك !
في الحديث المشهور عن أنس بن مالك التي جاءت به امه ليخدم النبي -النبي ما طلبه اصلا- بس جابت امه وقالت له يا رسول الله هذا خليه معاك يخدمك وانا اريد القرب إلى الله تعالى، النبي ما رده وما رفضه . هو هذا انس يقول فيما بعد خدمت رسول الله عشر سنين فلم يقل لي يوما لما جعلتها كذا كذا او تركتها كذا ، هذا هكذا، جيب ليي هذا ، سوي هذا ، لا تسوي هذا، اعمل هالشكل ، لا تسوي هالشكل، اذا انا سويت له الشغلة ما يمنعني بس اذا ما سويت له الشغلة هو ما يأمرني .
لو استطاع انسان ان يكون خفيف الكل على كل أحد: على زوجته ،على ابناءه،على إخوانه، على المجتمع. يمر كالريح نافعا غير مكلف ! هذا شيء طيب افضل من ان يصير في اموره الشخصية زوجته متورطة فيه ، في اموره الرسمية إخوانه لازم فازعين له وقايمين وقاعدين، في قضاياه الاجتماعية أصدقاءه لازم يتكلفوا اليه.  لماذا الإنسان لازم يكون بهذي الطريقة ؟

فلنخفف وطأنا على غيرنا ، كونوا مريحين.  مريح إلى زوجتك،زوجتي تكون مريحة لي، مريح إلى أبنائي، مريح إلى اخواني. لا يصير اي واقول فلان بيسوي ليي ، باقول إلى فلانة تسوي ليي ، باكلف ذا .

"التقلل ولا التذلل"
هذي لو يخليها الإنسان شعار في حياته. تسوى القضية ان انا اروح اصب ماي وجهي عند فلان حتى يسوي ليي حاجة كمالية؟  ما تسوى القضية.
تسوي إنّ أتذلل إلى فلان حتى يقوم لي بهذا العمل أو ذاك ؟ ما تسوى القضية خلني أتركها.  هذا اول أمر من الأمور الغير مستحسنة في قضية الحصول على المال وان لم تكن محرمة.

الأمر الثاني -ونقدم له مقدمة-
وهو قضية الاستدانة والاقتراض.
من أنحاء الحصول على المال أن الإنسان يقترض. في عندنا استحباب الإقراض حتى عُدّ أنه افضل من الصدقة بسبعة عشر مرة! . أنه واحد يقرض الآخرين هذا إحسان إلى غيره. ولكن عندنا كراهة ان يقترض الإنسان، واحد هو يروح يقترض هذا مكروه.  أن يُقرض من هو محتاج إلى القرض هذا مستحب. فلو استطعت واستطعت قدر الإمكان أن لا أقترض أصلا فهذه هي نِعمَ الحياة.
نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه واله يقول:( إياكم والدين فإنه هم في الليل وذُل في النهار)
هم في الليل واحد يفكر كيف اقضي هذا كيف اسوي من وين أدبر هل أروح اقترض مبلغ آخر من مكان ثاني وأسدد؟ زين هذا الثاني صار يحتاج في تفكير إلى تسديده ويضل الإنسان في هذه الدوامة وذُلٌّ في النهار .
ذُل في النهار يعني شنو؟ 
يعني اما انا اروح قدام من أقرضني كلما يطالع في هالصوب انا ارخي عيوني حتى لا تصير عيوني في عيونه، يجي هالمسجد انا اروح مسجد ثاني، يروح هالسوق انا اروح سوق ثاني ... وعلى هذا المعدل . فاتحة فلان لا تجمعني اياه خلني اشوف يجي اول الوقت حتى انا اروح آخر الوقت او بالعكس! على شنو هذا؟ ليش؟ لماذا انسان يوقع نفسه في ما يذله امام غيره ؟ وبالفعل يوجد من الناس هالشكل! حالتهم هكذا! ينقطع من الحسينية الفلانية ليش ! لان واحد من وراد الحسينية الفلانية اقرضه مالا وهو اما مو قادر يسدد او مو راضي يسدد ! فالاحسن ماذا؟ أن ما يجي إلى هالحسينية ما يجي إلى هالمسجد، عرس فلان ما يجي فاتحة فلان ما يجي ، السوق صار ما يحضر! هذا صار حصار عليه في المجتمع هو صنعه بنفسه. أذل نفسه عشان شنو ؟ عشان اقترض حتى يشتري سيارة أحسن أو حتى يشتري اثاث افضل أو بعض الأمور التي ليست ضرورية إلى الدرجة التي تذلني أمام الآخرين. انا شقد لازم أبني شخصيتي واحافظ عليها في المجتمع طول عشرين وثلاثين وأربعين سنة ، بعدين من اجي اقترض تشوفني اشرد من مكان إلى مكان ذلة في نفسي وحتى لا أواجه هذا وذاك! تسوى القضية هكذا ؟ عشان انا اشتري فلان شيء لازم اشرد من المجتمع لازم اهرب من الناس لازم اتختل هنا وهناك. "هم في الليل وذل في النهار" .
الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول:( كثرة الدين تُصيّر الصادق كاذبا والمنجز مخلفا) اذا انسان أكثر من الديون، يوجد ناس فعلا مبتلون بهذا الأمر يصير عنده حالة طبيعية. ايفون ١١ جاي انا اريد -خصوصا عند قسم من النساء- اريد اشتري هذا. زين ما عندي فلوس شسوي ؟ اروح اقترض من فلان او فلانة !.
راح نتحدث ان شاء الله فيما بعد انت كيف تتوقع أن تسدد هذا والحال ما عندك الان ! موعود انت بميراث بعد ستة أشهر؟ عند خبر إن الوالد أو الوالدة الله بيختارهم وبيجيك ميراث؟  ما موعود بهذا. موعود بكنز بتشوفه بعد ستة أشهر؟  موعود بمكافأة في العمل راح يعطوك في هالتاريخ هذا فإنت قاعد ترتب اليها؟ اذا لا هذا ولا هذا ولا امثاله؛ كيف تفكر انك سوف تقترض وكيف تفكر انك سوف تسدد ؟ ماكو طريق الك.
فماذا يصير ؟ يجي رأس الستة أشهر؛ إما تختفي على طريقة ذاك من كل مكان أو تواجه هذا . واجهته؟  والله ما صار وما استوى وما كذا.. اعطيني بعد شهرين! نفس الكلام من وين انت بعد شهرين من وين راح تجيب؟  بئر نفط راح تشوفه تحت بيتك ؟ كنز؟ ماكو، فيضطر هذا إلى أن يعد ويخلف ويقول ولا يصدق. "تُصيّر الصادق كاذبا". انت كنت رجال معتبر محترم ، انتي كنتي امرأة متدينة ذات شخصية ، الان صار بس تعطي مواعيد وتكذبين فيها أو الرجل يكذب فيها ! والمنجز يكون مُخْلِفاً .
وفي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( اياكم والدَّيْن فإنه شينٌ للدين). يشين دينك مو بس شخصيتك وإنما دينك أيضا يختل. 
وذُكر للامام الصادق أنّ رجلا من الأنصار توفي وكان عليه ديناران فقيل لرسول الله يصلي عليه، فرفض رسول الله أن يصلي عليه - في دينارين!- وقال صلوا على صاحبكم، فقام أحد قرابته وقال انا أضمنه أضمن الدينارين عنه . فلما سمع النبي صلى الله عليه واله جاء وصلى عليه .
قد انسان ، طبعا في احتمال ان يكون هذا الشخص من ذاك النوع ؛ الصادق كاذبا والمنجز مُخلفا ومتعود على أن يستدين ولا يقضي! يحتمل هذا . والا عندنا روايات أن النبي صلى الله عليه واله مات وعليه دين لكن كان هناك من يتكفل بسداده وما كان الدين لأجل مثل هذه الأمور الكمالية وأمثال ذلك. وعندنا أيضا بعض الأئمة حصل لهم هذا الامر. فيظهر من هذا أن شخصية هذا الرجل كان بشكل اللي يظهر انه لم يكن يسدد وإنما كان يقترض ولا يعتني.
فإذاً الدين بمعنى الاستدانة والاقتراض وما شابه ذلك من قِبَلِ المقترض فيه كراهة، فيه نهي
عنه ، فيه ذم له. لا يصير الإنسان يستسهل بها ! وعندنا في دعاء الامام السجاد -ونختم به- الدعاء رقم ٣٠ في الصحيفة السجادية يقول ( اللهم صل على محمد وآل محمد وهب لي العافية) العافية نتصور من الأمراض؟ لا ! العافية أعظم من هذا ولذلك تقول عافية الدنيا والآخرة من مجموعة أمور مو بس العافية من المرض. 
هنا -تكملة دعاء الامام- (وهب لي العافية من ديْنٍ تخلق به وجهي) يصير وجهي خلق، يصير وجهي ذليل . ( ويحار فيه ذهني ) اظل افكر منين ادبره، كيف اسوي ، ماذا اصنع ؟ ( ويتشعب له فكري ويطول بممارسته شغلي) بس مثل ما يصير لقسم من الناس يصير بس حياته كلها - وهذا راح نتحدث عنها ان شاء الله في وقت لاحق- قسم من الناس حياته فقط جهده شغله يشتغل من الصبح لليل بس حتى يسدد دين هذا ودين هذاك ودين ذاك ؛ لا يستمتع بما يكسبه من المال وإنما يكدح لأجل غيره من الديّانة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يبتلينا بالدّيْن وأن يوسع في أرزاقنا وان يعافينا عن كل ما ينقص مروءاتنا إنه على كل شيء قدير وصلى الله على سيدنا محمد واله الطاهرين.

مرات العرض: 3390
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2567) حجم الملف: 48249.97 KB
تشغيل:

وتحبون المال حباً جماً
عواقب التهرب من تسديد الديون