عقوبة الممارسات الجنسية المحرمة 25
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 2/4/1441 هـ
تعريف:

عقوبة الممارسات الجنسية المحرمة

(من سلسلة ثواب الاعمال وعقابها )

تفريغ نصي الفاضلة تراتيل

 في الخبر عن رسول الله (ص) في الخطبة التي خطبها محذرًا فيها من مساوئ أعمال وقد ذكرنا بعض فقراتها فيما مضى من الأحاديث من جملة ما ذكر رسول الله (ص) محذرًا أنه قال: " من نكح إمرأة حرامًا في دبرها أو رجلًا أو غلامًا, حشره الله تعالى انتن من الجيفة يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم, ومن زنى بإمرأة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو مسلمة أو من كانت من الناس, فتح الله عليه في قبره ثلاث مئة ألف باب من النار, تخرج منها حيات وعقارب وشهب من نار, فهو يحرق الى يوم القيامة. "

هذه الفقرات من جملة مجموعة من الأعمال المحرمة التي حذر منها رسول الله (ص) وذكر بعض عقوباتها, هذا المذكور في هذه الخطبة, ليس كل العذاب وليس كل العقاب, وإنما هو جزء للتحذير, وإلا مثلا ما ورد في عقوبات الزاني والزانية شيء أكثر من هذا بكثير, عشرات الأحاديث الطويلة في هذا الباب, ولكن لأن النبي (ص) كان قد خطب خطبة عامة للتحذير من أعمال كثيرة خاطئة, فلابد من أن يعرض لكل عمل من الأعمال الخاطئة والمحرمة بعقوبة رادعة, لا كل العقوبات.

وإلا لو فرضًا حذر من خمسين عملًا من الأعمال المحرمة وفي كل عمل ذكر عشرة عقوبات, هذا يحتاج نهار كامل, بينما هي المفروض أن تكون خطبة, وفي العادة الخطبة لا يطال فيها. فهذا المذكور في عقوبات هذه الأعمال هو جزء مما هو من العقوبات الكاملة, فلو بحثنا في روايات أخر, لوجدنا عقوبات ربما تكون أكبر من هذا المذكور, أو مثله.

قبل أن ندخل في نفس هذين الحديثين والفقرتين, نشير إلى سؤالين ربما يترددا على البعض

السؤال الأول: هل يعقل أن الله سبحانه وتعالى يعاقب بمثل هذه العقوبة العظيمة على شيء عند الناس على الأقل شي بسيط؟ لنفترض مثلا, ممارسة جنسية محرمة واحدة, هل تستحق كل هذا الـ300 ألف باب, يخرج منه عقارب وحيات وشهب, وهذا كله في القبر ولم نصل بعد إلى يوم القيامة  هذا في قبره تمهيد. هل يعقل  هذا الشيء الكبير جدا على مثل هذا العمل؟

الجواب على ذلك متعدد, ولكن نشير إلى بعض أوجهه, واحد من الوجوه ما ورد في معنى بعض الروايات لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظم من عصيت, أنت لا تنظر إلى العمل, أنظر إلى التحدي, لا تنظر إلى الفترة التي كان فيها العمل, بل انظر إلى وجه من أنت تقف, عندما يقول الله سبحانه وتعالى هذا حرام, وأنا أقول لا راح أسويه, عالمًا بحرمته, عامدًا في فعله, أنا بالضبط على خط التحدي لخالق السماوات والأرضين. الله الذي يملك كل شيء ويقدر على كل شيء وهو خلقك وخلق أجدادك, أنا أقف في وجه الله عز وجل. ما الفرق بيني في هذه الحالة, وبين فرعون الذي قال ما علمت لكم من أله غيري, وأنا ربكم الأعلى. وهذا في المجتمعات مألوف مو قضية فقط دينية, لو أن إنسان في بلد من البلدان, اخذ صورة السلطان أو الحاكم, وداس عليها, ماذا تكون ردة فعل الناس؟ يقولون هذا عبارة عن تحدي للسلطان وله عقوبة, لجهة اعتبارية. ولهذا السبب تجد أن هذه العقوبات مغلظة بهذا النحو لجهة أنك تعصي الله عز وجل وتتحداه وتبرز له بالمحاربة. (اذا كنت عالمًا وعامدًا)

السؤال الثاني: إذا كان الأمر هكذا, فإذا الإنسان عصى أول مرة, وصار عليه العقارب والحيات والنيران وباقي العذاب, لماذا بعدها يتبع كلام الله ويصلي ويعبده بحجة أن العذاب واقع عليه؟ لنفترض شخص من الناس عمل مثل هذا العمل, وفتح الله عليه 300 ألف باب من العقارب والحيات وكذا وكذا, لماذا أتعب نفسي في الطاعة بعدها؟

الجواب على ذلك كلا, أولًا هذه العقوبات كما قلنا في الثواب, هذه إقتضائات وليست حتميات, بمعنى أن هذه العقوبات تصير الى أن يعفو الله عنك, أو الى  أن يشفع لك النبي,  الا ان اتبعتها بحسنة وهكذا مثل الاستغفار. فالاستمرار يضاعف عليه العذاب. الباب بعد العصيان ليس مغلقًا. يقال أنك تستحق العقوبة, لكن إذا جئت من باب من أبواب العفو الإلهي ممكن أن هذا يرتفع عنك, ولا سيما لو كان بينك وبين الله, وليس بينك وبين الناس, فأن الله يعفو ويغفر ويصفح, و هناك ليال  مثل ليلة القدر وغيرها تعتق فيها رقاب من النار. هذه كلها وغيرها من الممكن أن تمسح ذلك الذنب.

نرجع إلى نفس هذا الحديث, من نكح امرأة حرامًا في دبرها, لماذا التخصيص هنا؟

 عندنا الزنا (والعياذ بالله) وهو الممارسة الجنسية من القبل. لعل الوجه فيه ما هو شائع عند بعض الخاطئين, شاب وشابة تحصل بينهم علاقة غير مشروعة, وتنتهي بنزع الملابس الداخلية بحجة الحب. ولو الإنسان كان عنده حب لامرأة فهو حريص على سمعتها وبالتالي يأتي من الطريق الصحيح, فإن الله جعل له طريق صحيح, وهو أن يتقدم بالزواج بها. وإذا كان خارج ذلك الإطار فهذا ليس حبًا وإنما هو كذب. فأن من يحب إنسانًا لا يؤذيه. من يحب إنسانًا لا يشوه سمعته, ولا يفضحه. ذلك الشاب إذا ذهب وعمل علاقة غير مشروعة وتطورت إلى ملامسة وإلى ممارسة جنسية فضح هذا الطرف الثاني, وفي الغالب لن يتزوج هذا الشاب الطرف الثاني, لأنه لا يثق ما حصل منه لم يحصل مع غيره, وكذلك ربما حصل الحمل. بعضهم يمارسون العمل الجنسي المحرم من الدبر لكي تبقى على بكارتها. وهذا لجهلهم بحقائق. الحقيقة الأولى أن هذا يصدق عليه زنى. اللقاء الجنسي من امرأة غير محللة عليه من الخلف يعتبر عند الفقهاء زنى يوجب الحد الشرعي. وحد الزنى على المشهور الغير المحصن الجلد, والمحصن الرجم. وإذا صارت الممارسة الجنسية من الأمام, يعتبر زنى أيضًا. هذا واحد.

الثاني: كما ذكر صاحب العروة, وغالبًا لم يحش عليه, وبالتالي هم موافقون, هنالك مسألة في العروة الوثقى, يقول: الوطء في دبر المرأة كالوطء في قبلها. في وجوب الغسل, الغسل واجب على الطرفين, والعدة في اعتبار الغير مدخول بها لا تعتد إذا كانت زوجته, فلو دخل بها من الخلف, يجب عليها العدة و استقرار المهر. لو كان مثلا في زمان ما بعد العقد وقبل الدخول الاعتيادي, لو هنا جامعها وأتاها من الخلف, صار المهر كاملًا لها, مثل لو اتاها من الأمام, وفي بطلان الصوم أيضًا. والشاهد وثبوت حد الزنى بالنسبة للمرأة والرجل المحرمين على بعضهما. فإذا يرتكب هنا حرامًا. ومن زنى بامرأة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو من كانت من الناس؛ بعض الناس يستسهلون في قولهم (هم ليسوا مسلمين), ولكن أنت مسلم, هؤلاء ليسوا ملتزمين بالأحكام, أنت التزم بالأحكام. هناك طريق, مثل اليهودية والنصرانية وعلى رأي في المجوسية, يجوز الزواج بهن, على اختلاف من العلماء وذلك في مسألتين, هل يجوز الزواج بهن دوامًا أو منقطعًا, وهل مطلقًا أو إذا كان الشخص غير متزوج؟ لم يحصل هذا وإنما حصل ومواقعة من غير عقد شرعي. يقول الخبر " فتح الله عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من النار تخرج منه حيات وعقارب وشهب من نار" , فهو يحرق إلى يوم القيامة, وهذا فقط عذاب القبر

شبهة

وهناك كلام عند بعض المعاصرين أنه لا يوجد شيء أسمه عذاب القبر, لأنه في القرآن لا يوجد هذا الكلام, نقول, إذا كان كل شيء ليس موجود في القرآن فلا يوجد في الشريعة, لابد أن يكون هناك عشرات أو مئات أو آلاف الأحكام لا وجود لها, لأنها ليست موجودة في القرآن. لأنه على المشهور عند العلماء آيات الأحكام في القرآن خمسمائة , فهي تتعرض إلى هذا العدد من الأحكام. وعندنا في المسائل الفقهية, يصل بعضها إلى 30 ألف مسألة فقهية. ومسائل الحج تصل إلى عدة آلاف, فإذا نريد أن نكتفي بالقرآن فقط, القرآن لا توجد به مسائل الحج مثل الطواف وكيفياته وكذلك تفاصيل الصلاة وغيرها . فإذا كانت هذه الأمور وهي الضروريات الفقهية غير موجودة في القرآن الكريم, هل يستطيع إنسان أن يقول: "ما دام هذا الأمر غير موجود في القرآن إذًا فليس موجود في الشريعة." ؟ فنقول : هذا رأي خاطئ فالقران لا يحتوي على كل التفاصيل  واحاديث عذاب القبر لا تعدّ ولا تحصى وهي ما فوق التواتر بمراحل كثيره .

 

للحديث في هذا تتمه تأتي  ان شاء الله وصلى الله على محمد واله الطاهرين

                                                                                 

                                                                                 

                                                                                

 

 

 

 

 

 

مرات العرض: 3454
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2570) حجم الملف: 34443.19 KB
تشغيل:

عقوبة أكل مال اليتيم
عقوبة إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم 26