23 نماذج من التفسير بالرأي لمعاصرين
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 23/9/1440 هـ
تعريف:

نماذج من التفسير بالرأي لمعاصرين

كتابة الأخت الفاضلة تراتيل

روي عن الامام ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال: ( من فسر القران برأيه فأصاب فقد اخطأ ).ه
حديثنا بأذن الله يتناول بعض النماذج من تفسير القران بالراي وهو الذي نهي عنه في روايات المدرستين وذلك لان هذا الطريق لما كان طريقا خاطئا فانه قد اعتبر من الناحية الشرعية مما لا ينبغي ان يسلك فقيل وانه حتى لو أصاب فهو مخطئ لأنه يراد قطع الطريق على الناس لكي لا يسلكوه فان اصابته في بعض الأحيان لا تنفع مع خطأه الأكثر وهو منهج غير سليم .
الان عندما ينظر الانسان الى الساحة العربية والإسلامية يجد نماذج لهذا التفسير بالرأي الغالب فيها ان من يتصدى لها لم يمتلك العدة الكاملة للولوج في باب التفسير وقد سبق ان تحدثنا في ليلة من الليالي الماضية  عما يحتاجه المفسر من علوم وذكرنا فيها عدد من العلوم التي يقتضي التفسير اتقانها قبل الولوج في التفسير و الخوض في غمراته و لججه ولكن للأسف فنحن لا نجد هذا في قسم ممن يتصدى للتفسير في هذه الأيام  والغالب ان قسما من هؤلاء لديه معرفة باللغة العربية ولديه كفاءة علمية ما في هندسة ورياضيات وكمياء وغير ذلك فكانه يعتبر ذلك للأخذ بناصية القران الكريم والبعض يبرر هذا بان القران لما كان هدى للناس فانا واحد من الناس وهذا هدى لي لذلك ينبغي ان افكر فيه من دون وسائط كما يقول هؤلاء .
وقد ذكرنا في صفحات أخر بان هناك مستوى من القران الكريم هو بالفعل لكل الناس عامة الناس ولكن عندما يكون الامر في اطار الدخول الى داخل أعماق القران وتفسيره وتقديم احكام فيه واحيانا فتاوى شرعية نفيا واثباتا فهنا لم يخاطب القران الناس عامة بانه هداية لهم في هذا المستوى الا اذا امتلكوا قدرات معينه و مقدمات خاصة حينذاك يكون هذا الكلام صحيحا اما لو كان كذلك فلا معنى لقوله (فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) كان ينبغي ان يقول القران فانظروا بأنفسكم ولا تعتنوا بكلام غيركم .
وللأسف هذا بعض الكلام الذي يقوله بعض هؤلاء فهذه العبارة التي يكثر ترديدها هذه الأيام ( لا تؤجّر ولا تسِّلم عقلك الى احد انت فكر بنفسك وانت استنبط بنفسك واستكشف القران بنفسك) وهذه العبارة فيها من الحق شيء وفيها من الباطل أشياء .
ان الجامع المشترك بين هذا النوع من التفاسير والمفسرين هي ان لديهم أفكار معينه وغالبا هي  قادمة في هذه الأزمنة من الثقافة الغربية كقضايا المساواة بين الرجل والمرأة و في الميراث والزواج المتعدد و قضايا الحرية وحقوق الانسان و قضايا  النظر و كقضايا الحجاب وعدم الحاجه اليه , ولو نظرنا الى جملة قضايا هذه التفاسير لوجدناها تدور في هذه الأطر وكان القران الكريم ليس فيه مواضيع الا هذه المواضيع .
من هذه الآيات الأكثر من ستة الالاف  هذه هي المواضيع التي  تشغل بال هذا النمط من المفسرين , فياتي هذا ضمن بيئة معينه و  أفكار خاصة و يحاول ان يعطف القران عليها .
 ان تأتي وتقول هذا رايي فلا احد ينازعك فيه, او تقول هذا فكره قالها العالم الغربي الفلاني وانا اقدّرها فانه لا احد يقول لك بان ذلك مخالفا , ولكن عندما تقول هذا هو تفسير القران هنا تكون المشكلة . ثم من اين هذا التفسير ؟؟

من الأمثلة الشائعة في هذه الفترة من التفسير بالرأي

1/ الصوم ليس واجبا تعيينيا !!
﴿ ايَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ ﴾ البقرة 184
عندما نظروا الى هذه الآية جاؤوا بشيء جديد لم يقل به احد فقد قالوا بان تفسير قوله ﴿ فدية طعام مسكين ﴾ بان الفديه هذا واجب يعادل اصل الصيام فلو اختار انسان الفدية وهو مسلم شاب صحيح البدن عاقل ولا ليس عنده مشكله فانه يجوز له مع انه يطيق الصيام , فإعطاء فدية اطعام مسكين يعادل عشرة ريال في بلادنا وخمسه في بلاد غيرنا ويقولون بانه لا يجب ان يشعر الانسان بالإثم والذنب
فمثلا في اوربا يقولون بان الصيام مرهق والانسان هناك مخير بين الصيام و اعطاء فدية الطعام و مستندهم هو قوله تعالى ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ البقرة 184  فهذا يعني ان الشاب القوي يستطيع ان يدفع مبلغ وقدرة ثلاثمائة ريال عن الشهر كله ويجلس مرتاح من الصوم ولا داعي ان يستشعر انه مأثوم .
مناقشة
طيب هذا الكلام من زمن رسول الله الى زماننا لم يلتفت اليه احد ولم يفعله احد أصلا ولو كان بهذا النحو لكان الامر سهلا و يسيرا . ثم ان الصوم له حِكَم أخرى منها ما ورد في قوله تعالى ﴿لعلكم تتقون﴾  وكقول رسول الله صلى الله عليه وآله ( اذكروا بجوعكم فيه وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه ) فهل يعقل ان يصبح الصيام ممكن شراءه بمبلغ بسيط  و هل يمكن ان يقبل الدين مثل هذا الامر ؟؟
ثم اين الآية التي تقول ﴿ فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾  و التي فيها اطلاق لجميع الحالات – أي ان اي انسان شاهد وحاضر في البلد يجب عليه ان يصوم سواء عنده قدرة او ليس عنده قدرة-
 ثم جاءت آيات أخرى وبدأت تستثني كقوله تعالى ﴿من كان منكم مريضا او على سفر﴾ والآية هنا لم تقل فليدفع فدية صيام , بل قالت الآيات الشريفة ﴿ فعدة من أيام اخر ﴾  أي انه لا يسقط عنك الصوم حتى لو كنت مريض او مسافر فليس لك حل  الا ان تصوم في أيام اخر , وهكذا فان تفسيرهم هذا هو تفسير خاطئ  و يحصل نتيجة عدم الإحاطة بالعلوم الأخرى .

ذكرنا في السنة الماضية في محاضرات تشريع الصيام بان الآية وما قبلها وما بعدها تبين الحالات المختلفة فمثلا اذا كنت حاضر في البلد وقادر على الصيام فيجب عليك الصيام ليس الا , اما اذا كنت حاضر في البلد ولكنك مريض يجب عليك الصيام ولكن في أيام اخر , واما اذا كنت مسافر عن البلد عليك الصيام فيما بعد
و هناك فئة تبلغ بهم القدرة على الصيام حد الاطاقة القصوى – مثل رجل ليس مسافر وليس مريض ولكن عمره كبير ويبلغ جهده في الصيام  -  هؤلاء يصعب عليهم الصيام في كل اشهر السنه مع انه مكلف بالصيام ولكنه لا يصبر عن الطعام لمدة قصيرة فكيف يصبر عن الطعام لسبعة عشر ساعة؟! فهذا الشخص ليس عليه الصوم في أيام اخر ولكن لأهمية الصيام عليه ان يفدي فدية طعام مسكين
ولكن الشخص القوي الحاضر في البلد ليس حكمة التخيير بين الصوم والفدية بحجة انه ستاتينا من اوربا ملايين الدولارات فهذا كلام بعيد جدا عن سياق الآيات و عن أهمية الصيام ( الصوم لي وانا اجزي به ) و قوله تعالى﴿فليصمه ﴾  فهذا لا ينسجم مع تعويضه بالمال وانا مستطيع على الصيام .. وهذا ما ذكره بعض المفسرين المعاصرين وينطبق عليه عنوان التفسير بالراي .

2/ ماذا يعني حب الشهوات من النساء ؟
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ ال عمران 14 .

هناك عقدة عند من هم متأثرون بالحالة الغربية حيث يقول الغربيون بان الاسلام ينظر الى المرأة نظرة شهوية وهذا مخالف لكرامة المرأة كانسان , وهذا كلام غير صحيح فالمرأة مكرمة معززة في القران حيث ذكر في شانها في القران انها سكن وانها ستر للإنسان وانها محل زواج ونسب وصهر ومنها انها مكان للرغبة الجنسية مثلما الرجل مكان للرغبة الجنسية لدى المرأة .. نعم هناك ممارسات خاطئة من بعض المسلمين وهذا لا ريب فيه مثلما هو موجود عند غيرهم !
في الآية المباركة هنا يصف الله الشهوات ﴿ زين للناس حب الشهوات﴾  أي ما يشتهيه الانسان وما يرغب فيه الانسان سواء كان امراة للزواج  أو بنين للامتداد والاستمرار او ذهبا وفضة للاقتناء او خيلا للركوب او انعاما او حرثا , فالقران يعدد الرغبات و لا يوجد مشكلة في تعدد رغبات الانسان .
فاذا جاء شخص وقال ان النساء ـ هنا ـ ليس المقصود بها المرأة بل المقصود هو الموبايل !!او قال ان المقصود  من المرأة هي الراديو لان كلمة نساء جاءت من كلمة نسئ أي جاء متأخر فكما جاء في الجاهلية ﴿ ان النسيء زيادة في الكفر﴾ التوبة 37 فقال بعضهم ان النساء هنا بمعنى المستجدات والمخترعات والمبتكرات الموجودة والتي ستتواجد ,فهذه حلال لكم لا تسألوا عنها احد لا عالم ولا غيره , فقط اسأل نفسك .
الان هذا التفسير هل نستطيع تطبيقه على الآية ﴿يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ﴾ الأحزاب 32 ؟ او ان هناك تفسير لكلمة النساء وهنا تفسير اخر ؟!
و قال تعالى ﴿ ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ﴾  الحجرات 11 فهل هنا أيضا المقصود منها المبتكرات والمستجدات ؟؟!
أيضا سورة النساء هي سورة كاملة في القران الكريم فهل هي سورة المبتكرات ؟؟
هذا من مصاديق التفسير بالراي . القران يعبر عن نفسه بان آياته متشابهة مثاني ولا يستخدم التعبير هنا مختلفا عن التعبير هناك .فاذا أراد هذا المفسر بالراي ان يعطى كلمة معنى جديد فهذا لا يمكن ان يكون مقبولا ابدا
ويعتقد ان ما يدعو هؤلاء الى القيام بالتفسير بهذه الكيفية ان هناك من يجلدهم بالقول انتم المسلمون تنظرون الى النساء نظرة شهوية و جنسية فيقوم هؤلاء المفسرين بتغير معنى هذه الكلمة الى أمر آخر لكونه يشعر بالحرج ويشعر بانه متورط فحتى لا يتورط مع أولئك القائلين بالرغبة الجنسية يقوم بليّ عنق الآيات القرآنية لتتناسب مع ما يريد

هذا التفسير اصله غير صحيح ويخالف سياق الآية المباركة ، وآيات القران الأخر ..نحن لا نريد ان نقول بانه يتخالف مع الحديث أي ما قاله رسول الله والمعصومين لان هؤلاء لا يلتزمون بالتفسير بسنة النبي فضلا عن المعصومين .

3/ تعدد الزوجات خاص بأمهات اليتامى :
هناك من يسوط هذا المفسر بحيث انه يفسر الأمور بطريقة بحيث لا يتورط مع أولئك الأجانب فتراه يفسر الحجاب والتعددية الزوجية بطريقة لا يتورط معهم فتعدد الزوجات في الغرب مجرّم حيث انه قانونا لا يستطيع الرجل ان يتزوج اكثر من زوجة ولكن يستطيع ان يتزوج واحده و يأخذ له عدد من العشيقات
الان في بعض بلاد المسلمين يقرون قرارات بهذا الاتجاه، ان من يعيش في ضمن هذه الفكرة فانه يريد ان يوفق بين ما في القران وبين هذا الفكر الموجود في الدول الخارجية و تضغط على المسلمين
يقولون ان تعدد الزوجات هو ظلم للمرأة وهو غير صحيح , فمن عندهم هذا الفكر يحاولون ان يوجهوا الآيات المباركة الى ما يريدون فالله يقول ﴿وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة﴾ النساء 3
نحن هنا لسنا في صدد الدعوة الى تعدد الزوجات أو وحدتها  وانما سقنا هذا للتوضيح والرد على المنهج من التفسير بالرأي فقط .
بعض المفسرين المعاصرين قالوا بانه لا يوجد عندنا تعدد. لو سألنا كيف لا يوجد عندنا تعدد وهو مذكور في القران!؟ فانهم يردون بانه أساسا في الحياة الزوجية هي واحده أي  امرأة واحده لرجل فقط – وهذا مصدره الفكر الأجنبي – ويقولون بان الغرض من الزواج تكوين الاسرة والاستقرار الزوجي و انجاب الأبناء و إقامة علاقة كاملة فهي ملكه وهو ملكها وكل واحد منهما يمحض الاخر بالمحبة , ( هذه الفكرة غير صحيحة وهي موجودة عند مدرسة الخلفاء وتجدها  عند ردهم على شرعية الزواج المنقطع ) . وأوضح رد عليه هو ممارسة النبي مما لا يستطيع أحد إنكاره .
هذا النبي محمد صلى  الله عليه و آله تزوج نساء متعددات اكثرهن لم تجتمع فيهن هذا المواصفات , فمثلا سودة بنت زمعة امرأة كبيرة سن فلا مطمع فيها لجمال ولا لأولاد , و النبي لأسباب معينة تزوجها بعد خديجة بنت خويلد.
وام حبيبة بيت ابي سفيان امراه في الحبشة زوجها عبدا لله بن جحش تنصر ومات عنها هناك , فلا تستطيع ان ترجع الى مكة لان أهلها كفاّر وفي المدينة لا احد لها , وبقاؤها في الحبشة لا معنى له لذلك عقد عليها النبي و استجلبها الى المدينة ضمن ظرف خاص .
اذن المقدمة الأولى لهذا المفسر غير صحيحة , ثم جاء هذا المفسر بمقدمة أخرى ـ أيضا لا دليل عليها ـ وقال اذا كنت تريد ان تتزوج فعلى أساس ان تكون اسرة جديدة فعليك البحث عن ام يتامى ثم تزوجها واستر عليها واعتني بها وبأيتامها.. و لابد ان تكون عادلا بين اطفالك وايتامها ( وبهذا فسر كلمة فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ! ) .
ما فعله هو له هدف و الغرض منه هو انه حتى لا يقال بان في الإسلام ظلم للمرأة بقضية الزواج المتعدد فيقول هؤلاء بان المقصود من الآية ان يكون هذا الزواج بغرض تأسيس اسرة جديدة ورعاية لليتامى وكفالتهم مع امهم .
نعود ونقول بأن سيرة النبي ( في زيجاته باستثناء أم سلمة ) وأصحابه في زمانه ، ثم المعصومين تخالف هذا التفسير تماما , فأصحاب رسول الله ممن تعددت زوجاتهم بحيث أنه لم يكن احد منهم قد اقتصر على زوجة واحدة سوى أبي عبيده بن الجراح , ولم يكن عند احد منهم قضية ام اليتامى !
وهذا امير المؤمنين عليه السلام المعروف انه تزوج بثمان زوجات على فترات حيث لم يجمع بينهن وكان زواجه بعقد دائم ولم تكن واحده منهن ام يتامى
اذن قول هؤلاء المفسرين المعاصرين غير صحيح فماذا تصنع بهذه الروايات الكثيرة التي تتحدث عن حقوق الزوجتين ولكن هؤلاء ـ للتحرر من القيود والتفسير بالرأي ـ لا يعترفون بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله ولا بأخبار اهل البيت .
لهؤلاء نقول تارة يقول شخص : هذا رايي هنا نقول هذا رايك وانت حر فيه، ولكن ان تقول ان القران يقول ذلك فهذا ليس صحيح .
إنما ما تتحدث عنه الروايات أن هناك قسما من الاولياء على اليتامى كانوا يفكرون ان يتزوجوا من اليتيمات فكان هناك حرج وتخوف في قضية أموالهم وبعضهم ربما يتزوج لهذا الغرض حتى يسيطر على أموالها ويستهلك أموالها بالتدريج او بطريقة او بأخرى كأن يؤذيها حتى تطلب الخلع منه وتفتدي نفسها منه بأموالها .
يقول القران ـ بحسب الروايات ـ اذا كنتم تخافون من ذلك فتزوجوا من غيرهن. اما اذا كنت تثق في نفسك بانك لن تأخذ أموالها فلا مشكلة من الزواج منهن ولكن اذا كنت تخشى ذلك فتزوج في غير هذا الاطار.
4/ هل للذكر ضعف الأنثى في الميراث ؟
يقول الله تعالى ﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ﴾ النساء 11 والمعروف عند المسلمين ان الآية المباركة تتحدث عن الميراث بهذا النحو فمرة يكون الوارث واحدا ومرة يكون متعددا  واذا تعدد قد يكون كلهم ذكورا وقد يكون كلهم اناثا وقد يكونوا متنوعين.
اذا كانت واحده فلها المال كله، بعضه بالفرض وبعضه بالرد ( فان كانت واحده فلها النصف ) أي لها النصف فرضا , و الفرق بين الفرض والرد هو ان القران الكريم ذكر عددا من الفروض لا تقل ولا تزيد بذاتها , وهناك شيء يسمى بالرد وهو بحث فقهي لا ندخل فيه . خلاصته أن صاحب الفرض إذا انفرد رد عليه باقي المال .
فاذا كانت واحدة ويوجد ابوان فلكل واحد منهما السدس اما اذا لم يوجد ابوان فيرجع الباقي اليها ردا .اذا كانتا بنتين أو أكثر فلهما ثلثا ما ترك ب الفرض والباقي يرد عليهن اذا لم يوجد احد معهن اما اذا كان يوجد احد اخر معهن فانه يعطى بحسب نصيبه وفرضه . واذا كان هناك ذكر واحد يكون له المال كله واما اذا كانوا ذكرين أو أكثر فالمال بينهم بالسوية وكذلك اذا كانتا انثيين او أكثر فيكون المال بينهم بالسوية .
و اذا كان الورثة ذكور واناث مختلطين فانه عند المسلمين جميعا منذ القديم الى اللحظة فان للذكر مثل حظ الانثيين وهذا مقتضى العدالة في الشريعة الإسلامية حيث الذكر قد حمل مسؤوليات من الانفاق لم تتحملها الانثى فصار لأجل هذا يُعْطى سهم اكبر في الميراث .
جاء بعض المفسرين ممن نعتقد بان تفسيرهم تفسيربالراي، دافعهم هو نفس الفكرة السابقة أي انهم يسمعون الغربيين يرمون المسلمين بانهم ليس عندهم مساواة بين الرجل والمرأة والشاهد في ذلك في الميراث , فيقوم هؤلاء المفسرون ويقولون بانه لدينا مساواة فنصيب الانثى في الميراث هو نفس نصيب الذكر حيث يقول القران ان البنتين لهما الثلثان ويبقى الثلث هو نصيب الذكر اذن الذكر له الثلث وكل بنت لها ثلث .
وقالوا أيضا بان تفسير﴿وان كانت واحده فلها النصف مما ترك ) اذن النصف الثاني يكون من نصيب الذكر .
الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء المفسرين ان هذه التقديرات لم يؤخذ فيها وجود الذكر فعندما قال تعالى(فلهن ثلثا ما ترك ) أي لهن الثلثان من غير وجود الذكر فان الآية المباركة في البداية ذكرت بان اولادكم قد يكونوا كلهم ذكورا وقد يكون كلهن اناثا وقد يكون هناك اختلاط ثم ذكر في حالة الاختلاط وجود الاناث مع الذكر ( للذكر مثل حظ الأنثيين ).
ثم تكلم القران عما اذا كان هناك اناث فقط فتحدث عن الانثى الواحدة بدون ذكر ولها النصف , انثيين فصاعدا من دون ذكر لهما ثلثان .
كما قلنا إن الخطا الذي وقع فيه هؤلاء المفسرون انهم جعلوا الذكر موجود دائما مع الجميع، وهناك مشكلة يقعون فيها مع هذا فمثلا لو كان هناك ذكر واحد مع ست اناث فحسب التقدير ان الذكر له ثلث والنساء فوق اثنتين لهن الثلثان ثم قسّم الثلثين على عدد الاناث أي على ستة فيكون نصيب البنت اقل بكثير من الذكر
فلو فرضنا ان عندنا مائة ريال فثلثها 33 ريالا وهذا هو نصيب الذكر، الثلثان 66 ريالا وهو نصيب الاناث نقسمه على عددهن أي على ستة فيكون نصيب كل واحده هي احد عشر ريالا فقط اذن واضح انه لا يوجد مساواة .
اذن هؤلاء المفسرين يحاولون ان يدافعوا عن أمور يعتقدون انها تحرجهم امام أفكار غربيه لذلك هم يلوون عنق القران، ولكن في الحقيقة هي لا تحرجنا نحن ولا تحرج الإسلام الصحيح والتشريع الصحيح  هي فقط تحرجهم هم
نحن نلاحظ ملاحظه انهم يكررون على مسامع الناس بانه لا تسألوا أحدا ولا تستفتوا احد لا تؤجرون عقلك في حين انهم ينشرون للناس أفكارهم ويريدونهم ان يتبعون أفكارهم
حرام على بلابله الدوح   حلال على الطير من كل جنس
هؤلاء يفتون أيضا فيقول بعضهم : عليك ان لا تشعر بالإثم ادفع فدية عن صيام شهر رمضان وافطر , و هذه ليست فتوى فقط بل تضمين الى يوم  القيامة أي انه يشعره بالضمان بانه لن يكون معاقباً وانه بعمله هذا لا يعمل الحرام , فأي فتوى اقوى من هذا ؟!
الفقيه يقول ان ما وصل اليه ذهني من الآيات والروايات من جمعها وبيانها هكذا و هذا هو رايي والله العالم و قد أكون مخطئا.
فهذا النماذج الأربعة هي من نماذج التفسير بالراي ولا يتسع المجال للحديث عن كل النماذج ..

مرات العرض: 3417
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2550) حجم الملف: 73541.09 KB
تشغيل:

22 هل في القرآن تبيان كل شيء ؟
24 آيات تنسب المعصية للأنبياء .. كيف تفسر؟