ماذا يعني بضعة مني ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 20/6/1440 هـ
تعريف:

ماذا يعني ( بضعة مني )؟

تفريغ نصي الفاضل موسى الأحمد

السلام على سيدنا ومولاتنا الصديقة الطاهرة سيدة النساء وأم الائمة والحجة عليهم كما ورد في حديث عن الإمام العسكري عليه السلام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يكرمنا بمعرفتها في هذه الدنيا وان يتفضل علينا بشفاعتها في الأخرة إنه على كل شيء قدير ثم السلام عليكم ايها الاخوة المؤمنون ايها الاخوات المؤمنات ورحمة الله وبركاته
في الحديث عن سيد الأنبياء صلى الله عليه وآلهه وقد خرج وهو اخذ بيد فاطمة ثم ذهب إلى المسجد فقال ايها الناس من عرف هذه واشار إلى جهة بيت فاطمة فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل وقال في حديث اخر (فاطمة شجنه مني) يقال شُجنة وشَجنة و شِجنة وهي عبارة عن الاغصان الملتفة ببعضها البعض (فاطمة شُجنة مني من أذاها فقد اذاني، يسخطني ما اسخطها ويرضيني ما ارضاها) وفي حديث ثالث (فاطمة مضغة مني) وفي حديث رابع  (فاطمة شعرة مني) وفي خامس (فاطمة قلبي وروحي)  هذا الاحاديث المتعددة والمتكثرة والواردة من طريق الفريقين من طريق اتباع مدرسة الخلفاء ومن طريق أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم هي من الكثرة وتعدد العبارات بل والاسانيد ما يطمئن معه الانسان إلى تضافرها لو لم يكن إلى تواترها وأن إذ اذا بلغت حد التضافر او التواتر فأن إذا لا نحتاج إلى الحديث عن اسانيدها وهل أن اسانيدها فيها كلام أو ليس فيه كلام
هذه المعاني انها بضعة من النبي مضغة من النبي شجنة من النبي. البضعة يعني القطعة ومثلها ايضا المضغة. مضغة الشيء جزئه وقطعة منه وهكذا التعبير عنها بالشعرة. شعرة مني كأنما شعرة الإنسان جذورها في داخل جلده وخروجها إلى خارج الجلد تتغذى في حياتها من هذا الجلد ومن مركزها هناك.
هذا المعنى إذا موجود بل يترقى إلى القول قلبي ثم روحي التي بين جنبي. ماذا يريد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول من خلال هذه الاحاديث بعد استبعاد ان يكون النبي في مقام المجاملة لأبنته فاطمة. لان المجاملة إذا لم تعكس الحقيقة يكون ذلك نوع من مخالفة الصدق وحاشى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يجانب الصدق او يخالف الواقع، انما قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطابق للحقيقة والواقع تماما فإذا ماذا يريد أن يقول بعد ذلك.
قسم من الأثار التي تريد هذا الاحاديث ان تبينها بينتها التكملة والتفصيل. مثلا في بعضها (يؤذيني ما اذاها ويسخطني ما يسخطها ويرضيني ما يرضيها)  هذا نوع من انواع الشرح لهذه الاحاديث. مادامت جزء مني ما دامت بضعة مني مادامت روحي فكل اثر يرد عليها هو في الواقع يرد علي. الآن تصور انت لو ان انسان جرح يدك اليد جزء منك ولاكن الجرح يطال كل بدنك والنزيف من كل دمك فإذا قال النبي صل   فاطمة هي جزء مني ، بضعة مني ، مضغة مني ) فالأثر الواصل إليها من رضا ومحبة من اكرام وتقدير أو لا سمح الله من ايذاء واضطهاد واسخاط يتوجه إلي أنا بالذات مثلما لو ان شخص جرح يدك أو قطع اصبعك فأن الألم لا يختص بالإصبع والدم لا يأتي فقط ويخرج من هذا المكان وإنما من كل البدن من كل بدنك ينزف الدم فإذا هذا اثر من الاثار التي تريد الاحاديث ان تقولها وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  يشير إلى ان فاطمة عليها السلام ستكون في حدث بعده. سيحدث هناك سلب لحقها مصادرة لميراثها اعتداء على كرامة بيتها فيقول هذا في الواقع لم يتوجه إلى فاطمة فقط وانما هو متوجه إلي. انا المسلوب في حقي انا الذي تم الهجوم على بيتي أنا الذي تم الاعتداء على كرامتي عندما تم الاعتداء على كرامة فاطمة عليها السلام هذا واحد من المعاني.
قد يقول انسان ان مثل هذا الحديث موجود في سائر الاحاديث عند مدرسة الخلفاء على الاقل مثل (من آذى ذمي فقد آذاني او من آذى الانصار فقد آذاني) فما هو الفرق؟

*********************
الفرق في ذلك ان في تلك الموارد لم يربط رضى الله عز وجل وسخط الله عز وجل بإرضاء الانصار ولا بإرضاء الذميين بينما هذا حاصل بالنسبة إلى سيدنا الزهراء (إن الله يرضى لرضى فاطمة ويسخط لسخط فاطمة) وفيما نعلم هذا التصريح من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع كثرة ثنائه على خلص اصحابه وعلى الثابتين على منهاجه لم نعلم ان النبي قال في حق شخص الله يرضى لرضاه ويسخط لسخطه إلى فاطمة سلام الله عليها. نعم إيذاء الانصار إيذاء لرسول الله لمكانتهم من النبي في نصرته. الانصار فيما روي عنه (كرشي وعيبتي ) ولاكن لم يقول في حق الانصار ان الله يرضى لرضى الانصار او ان الله يرضى لرضى الذميين. من أذى ذمي في زمان رسول الله القدر المتيقن مع علمه بتوجيهات النبي في لزوم المحافظة على حقوق هؤلاء متى ما حافظوا على شروط بقائهم في دولة النبي من اذاهم مع علمهم بتوجيهات النبي كأنما يتحدى رسول الله هذا صحيح لاكن لم يقل ان الله لا يرضى لرضى الذميين وان الله ليغضب لغضب الذميين. فيما نعلم لا يوجد حديث فيه هذا النص بهذه الصراحة وبهذه التأكيدات إلا بحق فاطمة سلام الله عليها. فإذا اول معنى من الممكن ان يستفاد من هذه الاحاديث هو ما شرحته الاحاديث أن النبي يريد ان يقول فاطمة تمثلني جسمها جسمي هي مضغة مني بل هي اكثر من ذلك هي روحي هي قلبي فإي طعنة تصيبها تصيب قلبي وإي ايذاء لها يصيب روحي التي بين جنبي هذا المعنى الأول.
المعنى الثاني ما افاده بعض المتأملين في هذه الاحاديث بالقول ان هذا يشير إلى معنى اكبر وهو الانطباق التام بين شخصية النبي وبين شخصية الزهراء عليها السلام ووجود الكمالات لفاطمة كما كانت لرسول الله إلا ما استثني من خصائص النبوة. هناك خصائص ترتبط بالنبوة عموما وبالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم  ترتبط بالنبوة هذه الخصائص عموما وبالنبي محمد على وجه الخصوص. استثني هذه الخصائص باقي الكمالات التي هي عند رسول الله حسبما يقول هذا التفسير الثاني لهذه الروايات باقي الكمالات استثني منها خصائص النبوة وخصائص النبي المصطفى على وجه اخص باقي الكمالات تتشارك فاطمة في هذه الكمالات مع رسول الله من اين نكتشف هذا يقول اصحاب هذا النظر "جزء الشيء لابد ان يكون حاملا لصفاته وإلا لم يكن جزء " على سبيل المثال شجرة الرمان أن تأخذ غصن منها هذا الغصن يحمل كل مواصفات شجرة الرمان من اللون من الخشونة والليونة من الإثمار من الرائحة وإلا لو فرضنا غصن شجرة رمان تريده ان يكون مثل شجرة التفاح أو البرتقال ما ممكن لان هذا ليس جزء من ذاك. غصن شجرة التفاح يحمل كجزء يحمل كل صفات هذه الشجرة وجزء من شجرة الرمان يحمل كل صفات تلك الشجرة وهكذا ولذلك انت تجد في المزارع مثلا يأخذ غصنا ويزرعه فيخرج نفس الشجرة السابقة لماذا لان هذا الجزء فيه مواصفات كل الأصل والكل.
عندما يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي شجنة مني غصن مني. غصن ملتف وملتحم هي مضغة مني بضعة مني جزء مني الان انت لو تقتطع على سبيل المثال جزء من جلدك هذا الجلد يحمل مواصفات نفس هذا الكل الذي هو انت بل احيانا حتى الشعرة  ولا نعلم اذا كان نبينا المصطفى في اختياره لكلمة الشعرة ناظر إلى هذا او لا. لاكن العلم يقول لكي يكتشف هذا الانسان نسبه بل غير ذلك صفاته أيضا يكفي ان تأخذ شعرة منها فتحللهاDNA  وغير ذلك تخرج بأن هذا هو ابن فلان صاحب المواصفات المعينة. خليه تأخذها منه جزء منه ايضا نفس الكلام.
لعله والله العالم فيه اشارة لهذا المعنى. اصحاب النظر يقولون ان النبي عندما يقول هي بضعة مني مضغة مني شعرة مني شجنة مني بل هي روحي التي بين جنبي قلبي هذا يعني انه لا يمكن أن تكون هذه المضغة وهذه الشجنة وهذه البضعة وهذا القلب وتلك الروح لا يمكن ان تختلف في شيء عن الاصل وعن الكل وعن التمام. بضعة الشيء كتمامه في صفاتها. جزء الشيء يحمل كل صفات ذلك الكل.
استثني كما ذكرنا قضية النبوة واستثني خصائص النبي ولذلك لاحظ مثلا بعض معاصري الزهراء شدة المشابهة بين الزهراء وبين ابيها. فكم من قائل انه من اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا فاطمة. حتى في مشيتها عندما جاءت إلى المسجد لكي تخطب قالوا " ما تخرم مشيتها مشيت رسول الله". مع أننا نعلم من الحالة الطبيعية ان مشية الرجل مختلفة شيء ما عن مشية المرأة. عادة هكذا قوام بدن الرجل يختلف في نهضته وحركته عن حركة المرأة مع ذلك رأوا في حركتها حركة النبي في كلامها كلام النبي في بلاغتها كذلك فالرأي الثاني إذا يقو ل ان الأمر أكثر من قضية الشرح بيؤذيني ما يؤذيها ويسخطني ما يسخطها ويرضيني ما يرضيها وإنما هي ناظرة إلى ان هذا الكمالات الموجودة لرسول الله هي موجودة للسيدة الصديقة فاطمة صلوات الله وسلامه عليها (اللهم صلي على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها عدد ما احصاه كتابك واحاط به علمك وبلغهم منا تحية كثيرة وسلاما اللهم ارزقنا في الدنيا معرفتهم وفي الأخرة شفاعتهم واحشرنا معهم وفي زمرتهم انك على كل شيء قدير وصلى الله على محمد واله الطاهرين) 

مرات العرض: 3478
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2588) حجم الملف: 28215.63 KB
تشغيل:

میراث النبي المصطفى لابنته فاطمة الزهراء
الحياة الأسرية للإمام علي الهادي عليه السلام