10 عروج الحسين ( المقتل )
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 11/1/1440 هـ
تعريف:

عروج الحسين ( المقتل ) 

(تلخيص لما تم الكلام عنه في الليالي الفائتة , وشرحٌ لدعائيِ الإمام ع يوم عاشوراء)


تفريغ نصي  مهتدى البراهيم وياسين الياسين وعلي الياسين

من دعاء مولانا الإمام الحسين سلام الله عليه في صبيحة يوم عاشوراء أنه رفع يديه إلى السماء وقال:
(اللهم أَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ وَرَجائِي في كُلِّ شِدَّة وَأَنْتَ لي في كُلِّ هَمٍّ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّة , كَمْ مِن كَربٍ يَضْعُفُ فيه الفُؤاد وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيَلة وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّديق وَيَشمَتُ فِيهِ العَدوُّ أَنْزَلتُهُ بِك وَوَكَلْتُهُ إِلَيْك رَغبَةً إِلَيْك عَمَّنْ سِواكَ فَكشَفتَهُ وَفَرَّجْتَهُ فَأَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَمُنْتَهىٍّ كُلِّ رَغبَة) صدق سيدنا ومولانا أبو عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه
سيكون لنا بعض النظر في دعاءين دعا بهما أبوعبدالله الحسين عليه السلام في أول اليوم وفي نهاية المعركة, لاحظ التوقيت أيضا مهم, فاتحة نهار المعركة دعاء, وهو على الأرض صريعٌ في آخر المعركة أيضا دعاء (اللهُمَّ أنتَ مُتَعالي المكانِ، عظيمُ الجبروتِ) كما سيأتي ذكره إن شاء الله.
لا ريب أن أجواء المصيبة والحزن تظلل هذه الليلة أجواء المؤمنين جميعا في كل مجلس وكل محفل, ولكن لا ينبغي أن يخلو هذا المجلس من شيء من الحديث. تعلمون أننا خلال الليالي الماضية تعرضنا إلى جملة من المواضيع نشير إليها سريعا حتى نصل إلى حديثنا في هذه الليلة.
تحدثنا عن "المنبر الحسيني" ووصلنا إلى نتيجة أن هذا المنبر الذي يعد اليوم من نقاط القوة في المجتمعات الشيعية, فالذي يرتقيه يحتاج إلى بذل الجهد بمقدار استطاعته لخدمة الناس وبث القضية الحسينية من خلاله, بمقدار ما يستطيع في الفن الذي يستطيع والجانب الذي يستطيع, وإن كان يحسن الرثاء فليتعب في ذلك, وإن كان يحسن الحديث الفقهي فليدأب في ذلك, وإن كان يحسن الحديث العقائدي أو العلاج الاجتماعي أو ما شابه ذلك فإن مسؤوليته وشرف هذا الموقع يقتضي منه أن يبذل ما يستطيع.  في الطرف المقابل لا ينبغي أن يكون رأينا قائما على التطارد وإنما على التكامل, لا ينبغي أن نقول للراثي والناعي لا ينفع, أو أن نقول لمن يتحدث في التوجيه الفكري لا ينفع, أو أن نقول لمن هو في أول المستويات إنه غير نافع, أو في المستوى المتوسط أو أن نقول نحن نحتاج إلى ثوب واحد أن يلبسه الجميع, وإنما ينبغي أن تكون فكرتنا في ذلك هي فكرة التكامل, المجتمع يحتاج إلى ذي المستوى الأول والمستوى المتوسط والمستوى العالي, ويحتاج إلى رثاء ودمعة ساخنة كما يحتاج إلى عبرة وَعِظة أخلاقية, ويحتاج إلى بحث علمي على اختلاف المستويات, وكل إنسان يغطي جانبا من الفراغ والخلل ينبغي تشجيعه في المجال الذي يقوم به.
في حديث آخر تطرقنا إلى عنوان "خط الورع الحسيني وخط الفسوق الأموي" وقلنا إنهما خطان مستمران, الخط الذي لا يزال غارقا في المحرمات, مقبلا على الشراب والمسكرات, مهما كانت مبرراته وهي خاطئة فإنه ينصر يزيد ابن معاوية والخط الأموي في هذا الزمان ويثبت للناس أن هذا الخط لا يزال يتوالد في صورة أناس منحرفين يُقبِلون على هذه المنكرات, وتعرضنا إلى ما ورد في الشريعة الإسلامية من كلام شديد بالنسبة إلى هؤلاء من مثل أنه (تمر على شارب الخمر ساعة لا يعرف فيها ربه) وأنه أسوأ حالا من تارك الصلاة وأنه قد يصل إلى درجة الاعتداء على محارمه كما صنع بعض الأمويين تحت تأثير الخمر والسُّكْر.  في مقابل ذلك خط الورع الحسيني والإيمان والدين الذي ينتهجه الحاضرون وأمثالهم, وهذا الخط يقتضي منهم السير على ما سار عليه الحسين والربانيون معه.
في حديث ثالث تطرقنا إلى "تاريخ التشيع في بلاد المغرب العربي", وانتهينا بعد البحث التاريخي إلى فكرة أن التعايش بين المذاهب هو الأصل في المجتمعات المسلمة, فقد تجاورت المذاهب وكان في كل بلد مذاهب متعددة, وأن الأصل فيها مادامت القضية قضية دينية وأخروية أن لا إجبار فيها ولا إكراه عليها, إلى أن يأتي عالِمٌ متطرّف حادّ لا يتحلى بأخلاق العلماء فيصادر حق الآخرين في التعبّد بمذاهبهم وربما حرّضَ سلطانا جائرا عليهم وآنَـئِـذٍ تبدأ المشاكل بين المذاهب وتحدُث الحروب, وإلا الأصل -لولا مثل هذين- كان هو التعايش, بل الأصل عند المسلمين هو محبة آل محمد.
كان لدينا حديث أيضا بعنوان "الصبغة الربانية في حياتنا", وأشرنا إلى أن الإنسان إذا كانت نظرته للحياة نظرة إيمانية في هدف حياته وفي السبيل الذي يسلكه وفي طريقة إدارته لأسرته وزوجته وأهله وفي طريقة تعامله مع المال, دون أن يتحول إلى عبد لذلك المال, فإن هذا الإنسان يكون قد اصطبغ بصبغة ربانية {صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}[البقرة:138].
أشرنا في حديث آخر إلى أن من اللازم على أرباب الأسر كما يهتمون بالأمراض البدنية لأسرتهم وأبنائهم أن يهتموا بالأمراض النفسية والروحية, فإن بعض هذه الأمراض النفسية قد تؤثر على إيمان الإنسان وقد توصله إلى بعض درجات إنكار الله والإلحاد في أمر الله, فضلا عن تأثيرها على حياته الزوجية وحياته العملية, وذكرنا أن من الخطأ أن يستسلم المجتمع إلى بعض الأفكار الخرافية والعلاجات غير العلمية, وأن النفس كما البدن تتعب وتمرض, وكما نذهب إلى متخصصين في أبداننا فلنذهب إلى متخصصين في علوم النفس وأخصائيين في علاجها.
كان لنا حديث أيضا حول "المرجعية الدينية", وأن هذه المرجعية صانها الله عز وجل, فأوّلًا قامت بأهم الأدوار في حياة الإنسان وهو أنها وضحت له خريطة الوصول إلى عبادة الله وإلى جنة الله من خلال بيان عقائده السليمة وبيان أحكام الباري الشرعية, كما أنها -ثانيا- أعطت في مختلف الأزمنة للمجتمع الشيعي وجوده وهويته وشخصيته وقادت هذا المجتمع بالحكمة اللازمة, واتخذت أساليب مختلفة في مختلف الأدوار حتى أوصلت هذا المجتمع إلى وضعه الحالي والمعاصر.
كان لنا حديث أيضا يرتبط بقضية "الإثارات في الساحة الشيعية" وذكَّرْنا بعض أصحاب هذه الإثارات بلزوم التواضع العلمي وأن لا يتصوروا أنفسهم أنهم صنعوا ما لم يصنع غيرهم في التاريخ كما ذكَّرْناهم بلزوم رعاية الغاية والهدف والنتائج المترتبة على بَثّ الآراء والإثارات, وهل أنها تعظم الله في النفوس وتحيي الدين في القلوب أم أنها بالعكس تُبَعِّد الناس وتُرَقِّقُ ارتباطهم بالقضايا الدينية, بناءً على ذلك ينبغي للإنسان أن يتحرك, كما وَجَّهْنا بعض النصائح للمجتمع العام.
كان لنا حديث أيضا في ظاهرتين أو مشكلتين اجتماعيتين ترتبطان بظلم الزوجات والنساء ,"ظلامة زوجتين", وبَيَّنّا أنه ربما بعض الناس بعد أن يستهلك زوجته وصحتها وعافيتها يقوم بإهمالها وإلقائها بعيدا دون اهتمام, وفي هذا من قِلّة الإنصاف شيء كثير, كما أشرنا أيضا إلى المشكلة التي تعانيها من يُطلق عليهن عنوان "الزوجة الثانية" من استغلال بعض الازواج لضعف هؤلاء النساء, ومن عنف بعض النساء وَحِدّتِهِنَّ على بنات جنسهن وزَعمِهِنّ أن هؤلاء النساء هُنّ اللاتي يهدمن البيوت, وهذه فكرة باطلة ما أنزل الله بها من سلطان.
وأخيراً تحدثنا عن شيء من "دور الإمام المهدي عجل الله فرجه في زمان الغيبة الكبرى", وأشرنا الى ما قاله العلماء في هذا الجانب نسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدنا به تمسُّكًا وأن يجعلنا من أنصاره وأعوانه.
حديثنا هذه الليلة مختصرٌ جدا نظرا لحال تفصيل المصيبة الكبرى. لاحظوا أن الإمام الحسين عليه السلام كما قلنا بدأ المعركة بخطاب مع الله عز وجل وأنهى المعركة بخطاب آخر مع الله عز وجل, فالبدء والختام خطاب مع الله وتوجه مع الله إلى الله, لاحظوا الفرق بين هذا وبين عمر بن سعد الذي بدأ معركته بقوله: (اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى بسهم) أريد أن يرتفع تقرير عني إلى الأمير أن هذا ساهم مساهمة مهمة, وبالتالي ينبغي أن يُكافَأ بالمال وبالعطايا والمناصب. بملاحظة هذا الدعاء الأول والدعاء الأخير فضلا عن دعاء الإمام الحسين المعروف في يوم عرفة, نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لقراءته في صحراء عرفات, لكن الآن حديثنا في حدود هذين الدعاءين القصيرين في يوم عاشوراء, نستفيد من دعاء الإمام الحسين أنه كان يريد بالإضافة إلى تمسكه بالله عز وجل واستمداد القوة والعون منه أن يضرب فكرتين خاطئتين عند الناس:
1) الفكرة الأولى: الغلو في الإمام.
2) الفكرة الثانية: إخراج الإمام من إنسانيته من مشاعره وعواطفه.
كيف ذلك؟ , الإمام عليه السلام في أول الدعاء يقول (اللهم أَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ وَرَجائِي في كُلِّ شِدَّة وَأَنْتَ لي في كُلِّ هَمٍّ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّة , كَمْ مِن كَربٍ يَضْعُفُ فيه الفُؤاد) فؤادُ الحسين مشمولٌ بهذا, (وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّديق وَيَشمَتُ فِيهِ العَدوُّ) أنا الحسينُ الإمامُ المعصومُ ضعيفٌ إلى جنب قوةِ اللهِ عز وجل ومحتاجٌ إلى جنب غِنَاه ومكروبٌ إلى جَنبِ نِعمَتِه, هذا يجعل الانسان لا يغلو في الإمام. في الدعاء الآخر بعد الأمر أوضح في نهاية وقت المعركة عندما يقول بعدما اشتَدّ به الحال وهو صريع إلى التراب ودماؤه تنزف, حيث رفع طرفه إلى السماء وقال (اللهُمَّ أنتَ مُتَعالي المكانِ، عَظيمُ الجبروتِ، شديدُ المِحال والقوة والقدرة والحيلة غنيٌّ عَنِ الخلائقِ عريضُ الكِبْرياءِ قادرٌ علَى مَا تشاءُ، قريبُ الرَّحمةِ) هذه الصفات الجبروت والكبرياء والعظمة والقوة (قادرٌ على ما أَرَدْتَ، مُدرِكٌ ما طَلَبتَ، شَكورٌ إذا شُكِرتَ، ذَكورٌ إذا ذُكِرتَ) هذا من جانب الله عز وجل, وأما من جانبي أنا الحسين (أدعوكَ مُحتَاجًا وأرغبُ إليك فَقيرًا، وأفزَعُ إليك خائِفًا، وأَبكِي مَكروبًا) أنا الحسينُ أبكي في حالة كربي, وهذا راح أرجع إليه بعد قليل, (وأستعينُ بكَ ضَعِيفًا، وأتَوَكَّلُ عَليكَ كَافِيًا ,اللهم احْكُم بيننا وبينَ قَوْمِنا بِالحَقِّ وأَنتَ خيرُ الحَاكِمِين), أنا الحسينُ على عظمة شأني وجلالة قدري ومنزلتي العالية, بالنسبة إلى الله تعالى أبكي مكروبًا وأرغب إليه فقيرًا خائفًا ذليلًا.
شبهتان وجوابهما
الشبهة الأولى: لا يُشكِل علينا أحدٌ -كما صار في هذه الفترة-, يقول لك أن الكلام بأن الحسين بكى غير صحيح, كيف يبكي الحسين ؟!!, الحسينُ لا يبكي لأنه شجاع.
جوابـها: لا, لأنه شجاع لابد أن يبكي, لأنه إنسان لابد أن يبكي, لو لم يَبْكِ إلى الله لما كان إمامًا, لو لم يكن فقيرًا معتَرِفًا بالفقر إلى الله لما جُعِل إماماً, لو لم يُظهر غاية الضعف عنده لما جُعل شهيدًا عند الله عز وجل, ولو لم يَبْكِ على ابنه لَـما كان إنسانًا, وَ لَكان أسطوانة أو حديدًا أو خشبةً. الإنسان الذي لا يبكي في موضع البكاء ليس إنسانًا , هذا خَلْقٌ مُشَوّه.
الشبهة الثانية: يعيب علينا بعض الناس, فيقول: كيف تبكي على الحسين وأنت رجل؟!!.
جوابـها: أنا أبكي لأني رجل, لو لم أبكِ لما كنت رجلا, لأني إنسان فَلِي مشاعر, وهذه المشاعر تتحرك في وقت الفرح بالاستبشار وفي وقت الحزن بالبكاء, وكلما كان الإنسان أكثر مشاعر وعواطف كان أكثر إنسانية, عندما رفع الحسينُ طفلَه الرضيع على يده والسهم نابت في نحره والدماء تنزف منه, لو لم يتأثر الحسين آنذاك لما كانَ الحسين.
عندما اعترض بعض الأصحاب على رسول الله ص, وقد مات ابنه إبراهيم من دون أن يضرب بسهم ولا يجرح بسيف اختاره الله عز وجل وهو صغير, فبكى رسول الله ص وبكت مارية أمه, النبي عندما بكى, بعض من يعترض علينا في هذا الزمان أمثالهم اعترضوا على رسول الله ص, أنت يا رسول الله تبكي؟, دَعِ البكاء للنساء, النبي ص قال لهم: (إِنَّ العَيْنَ لتَدْمَعُ ،وَإنّ القَلْبَ لَيَحْزَنُ) إذا العينُ لم تدمع فهي عينٌ من زجاج وليست عينًا بشرية, وإذا القلبُ لم يحزن فهو قطعةُ حديدٍ, وينبغي أن يُنفى من البدن.
الإمام الحسين عليه السلام بين يدي الله يقول أنا خائفٌ ومكروبٌ ومُحتاج وحزين, نعم أنا لست ذليلًا لأن قوتي من قوة الله, أنا لا أتراجع ولكني أحزن عندما أرى عليًّا الأكبر بتلك الصورة مقطّعًا على الرمضاء, وعندما أرى عبدًا أسودًا وهو جون مولى أبي ذَرّ الغفاري فَإنّي أحزن عليه وأبكي لأجله وأضع خَدّي على خده, هذه هي قمة الإنسانية وقمة المشاعر والعواطف. أيها المتحدثون, لا تحوّلوا الحسين إلى هيكل حجري أو هيكل حديدي, الحسين لا يبكي والحسين لا يحزن والحسين ...الخ, إذن ماذا يصنع وهو إنسان؟.  لو أن شخصا ضحك في موضع المصيبة وبكى في موضع الفرح, فسيقال هذا موازينُه مُختَلّة, ولو لم يتأثر حين تقع أعظم مصيبة ولم يتغير حاله, فهذا معناه أن لديه شيئا يجعله خارج حدود الإنسانية.  الإمام الحسين ع يخاطب ربه ويستشعر بذلك ضعفه البشري والإنساني وحاجته إلى الله عز وجل, كجده رسول الله ص لما أوذي في ذهابه إلى الطائف, حيث توَجَّه إلى ربه (أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ ، أَمْ إلى المستضعِفِينَ لي وأنتَ رَبِّي ومَليكُ أَمْريِ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي)
هذه اللحظات من الخشوع و الخضوع و إظهار الذلة أمام الله سبحانه وتعالى, ذِلّةٌ أمام البشر؟, لا, قال الحسين: (هَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلّة), لكن أمامَ اللهِ الذلةُ هي كمال العبادة, جوهرُ العبادة أن تبكي بين يدي الله وتتذللَ في محضره وتجعل أقصى ما عندكَ جبينُك -أرفع نقطة- على التراب, سجدت لك يا ربي عبدا داخرا ذليلا حقيرا فقيرا سجد لك وجهي ودمي ولحمي وعظمي وعصبي وعروقي, ما ينبغي الركوع والسجود إلا لك يا كريم, يعلمنا الحسين عليه السلام بأنه لا للغلو في الأئمة, حين يقول بينه وبين الله (مُتعَالِي الـمَـكان ... وأَبكِي مَكروبًا), (عَظيمُ الجبروتِ ... وأرغبُ إليك فَقيرًا), هذا ما يعلمنا إياه. ويعلمنا أن الحسين عليه السلام قبل كل شيء هو إنسان كامل, فعواطفه ومشاعره كاملة, فإذا كنت أنا وأمثالي عندنا مشاعر 70%, فالإمام عنده 100%, لذلك يتألم أكثر, ولذلك يفترض أن يبكي في مواضع البكاء بشكل أكبر من بكائي وأمثالي من الناس, هذا شيء بسيط في ظلال الأدعية المروية عن الإمام سلام الله عليه.


المقتل

 

مرات العرض: 3398
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2554) حجم الملف: 64456.73 KB
تشغيل:

9 عن دور الامام المهدي في الغيبة الكبرى
11 أدوار مؤثرة لنساء رساليات