كيف نتعامل مع الاثارات في الساحة الشيعية ؟ 7
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 7/1/1440 هـ
تعريف:

كيف نتعامل مع الإثارات في الساحة الشيعية؟

تفريغ نصي :علي الياسين ، ياسين الياسين ، حسن الشملان

قال الله العظيم في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم }وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا{ [النساء:83]
حديثنا بإذن الله تعالى بعنوان كيف نتعامل مع الإثارات في الساحة الشيعية, منطلقين من هذه الآية المباركة التي تعتبر قاعدة بالنسبة إلى أبناء المجتمع المسلم, في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله كانت تأتي أحيانا أخبار عن استعدادات قريش مثلا لغزو المدينة أو عن هزيمة سرية كذا أو عن الفوز في المكان الكذائي, بعضها كان صحيح وبعضها كان مكذوبا يستلمها بعض من الناس أول ما تأتي إلى المدينة ثم يقومون ببثها و نشرها, والحديث فيها القرآن الكريم انتقد هذه الحالة واعتبرها شيئا خاطئا }وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ{ هذا الكلام هو في سياق التوبيخ والتبكيت والانتقاد لهذه الحالة.
ما هو المطلوب إذن؟, الآية المباركة تقول }وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ {
المفروض في هذه الحالة أن يرجع هذا الأمر, خبر الهزيمة على سبيل المثال ينبغي أن يؤتى به إلى رسول الله ورسول الله يقرر إذا كان صحيحا أم خاطئا, ثم يقرر إن كان ينبغي إشاعة هذا الخبر و إذاعته أم لا, أيضا أولي الأمر بعد الرسول, لنفترض أن النبي صلى الله عليه و آله لم يكن في المدينة وجاء الخبر هنا ينبغي أن يُخبَر به من ولّاه رسول الله صلى الله عليه وآله القيادة والإمارة, وكما فعل النبي يفعل هو يقرر إن كان ينبغي إشاعة هذا و إذاعته أو ينبغي التكتم عليه والاستعداد في كل الأحوال في مواجهة آثار ذلك الخبر.
هذي قاعدة اجتماعية لا تختص بمجتمع النبي بالمدينة ولا بالأخبار العسكرية والحربية فقط, وإنما تتسع دائرتها إذا كانت أمور ترتبط بعامة الناس أنه ينبغي إرجاع الأمور إلى النبي وإلى أولي الأمر و القيادة الدينية الموثوقة في كل مجتمع.
نفتتح بهذه الآية المباركة الحديث عن كيفية التعامل مع الإثارات التي تحدث وتنشر في ساحتنا الإسلامية عموما والساحة الشيعية على وجه الخصوص. أي ناظر يستطيع أن يلحظ بوضوح أن الفضاء الثقافي اليوم أصبح مفتوحا لكل أحد, الصالح أو الطالح وللمفيد أو غير المفيد, أي إنسان اليوم يستطيع أن يسجل كلام في هذه اللحظة وبعد دقائق يمكن للناس هنا و هناك أن يطلعوا عليه, هذا الأمر جعل هذا الفضاء المفتوح مؤثر بدرجة أو أخرى على عامة المجتمع وأبنائه, فصرنا نشهد مثلا كلام ينتهي إلى التشكيك في الإيمان بالله عز وجل, وما يسمى بعض مظاهر إنكار الإيمان والإلحاد وما شابه ذلك, وأصبحت تنتشر هنا وهناك ما يرتبط بعضها بأمور شخصية, قسم من الناس عنده الموقف الجاحد فيبينه وينشره هنا وهناك, البعض الآخر قد يكون حول شخصية النبي صلى الله عليه وآله ربما تثيرها جهات تبشيرية أو ذهنية في أذهان المبتعثين, هذا ما يرتبط بقضايا النبوة, والإمامة نفس الكلام, بين فترة وأخرى نسمع إثارات جديدة يسميها البعض قراءات جديدة في صفات المعصومين وأدوارهم ومؤهلاتهم وما شابه ذلك, تترك الموضوع العقائدي تأتي إلى الفقه وهذا بابه أوسع فتجد أسئلة وإشكاليات وشبه من قضية المرجعية و التقليد تبدأ, إلى قضية المواريث وأحكامها وما بينهما يكون الحديث فيه, فإذن مساحة هذه الإثارات مساحة واسعة, قسم منها عقيدي وآخر فقهي, الأشخاص المتصدون لهذا الأمر على درجات, قسم منهم ليس لهم مستوى ثقافي أو معرفي يؤبهُ به, عقدة معينة أخرجت منه كلام من غير أن يكون لهذا المتكلم مستوى ثقافي وأحيانا لا قد يكون لديه مقدار متوسط من الثقافة والمعرفة, وفي بعض الحالات مستوى عالي من العلم أو المعرفة أو الثقافة حتى ضمن الحالة الاصطلاحية الحوزوية, فتتكثر هذه الإشكالات والإثارات والشبه والكلمات, وربما أحيانا لا يمر أسبوع إلا وأنت تجد كلام جديد وإعادة إلى أشياء قديمة.
نحن هنا نريد أن نتحدث في الجانب العملي الذي ينبغي لنا أن نتوجه إليه. كيف نتعامل مع هذه الحالة من الإثارات ومع الفضاء المفتوح؟
يوجد لدنيا جهتان نوجه إليهما الحديث؛ الجهة الأولى هي القائمون بالإثارات وأصحاب الأسئلة والإشكاليات والقضايا التي تستثير الوضع الشيعي العام, هذه الجهات وأولئك الأفراد على مختلف مستوياتهم, نحن نتحدث ونقول للعالِـمين منهم و للمثقفين وللعلماء الذين يقومون بمثل هذا الأمر, تواضعوا قليلا للعلم, هذي أول رسالة منا لهم, ماذا  يعني هذا؟, نحن نلاحظ من خلال الدراسة أن الشخص الذي يريد إثارة كلام, عادة يأخذ نقطة معينة يركز عليها وينفخ فيها ويعظم في شأنها, ثم يشير إلى أنه عادة هو الأول الذي اكتشفها وهو الآخر الذي انتبه إليها, هو الأول والآخر و الظاهر و الباطن وأن سائر العلماء والمثقفين والناس لم يلتفتوا إليها, بينا هو التفت إلى هذا الموضوع, يعظم هذا الأمر رغم أنه لا يكون في المنظومة العامة للدين وقد لا يكون شيئا كبيرا, لكن يسلط عليه الضوء ويضخمه ثم أيضا يضخم ويعظم الاكتشاف الذي قام له هو وكأنه صنع شق القمر!.
لمثل هؤلاء ندعو أن يتواضع الجميع للعلم, على الإنسان الذي يثير سؤالا أو شبهة أو كلاما, أن لا يتصور أنه قام بشق القمر وفتح الفتوح. ترى كثيرا جدا من هذه الاسئلة و الإثارات و الكلمات تم ذكرها في سنوات سابقة بعض أعمار هذه الأسئلة والشبهات و الإثارات ترتد إلى ٧٠٠  سنة, يعني قبل ما بعد زمان العلامة الحلي, بعض هذه الأسئلة ذكرت وطرحت وتمت مناقشتها, فإذا مثلي وأمثالي جاء وقال اكتشفت هذا السؤال العظيم الخطير اللي أنا أوجهه وماحد جاوبه, يابي تأمل وارجع إلى تاريخ هذا السؤال
الشبهات والأسئلة والأفكار والإشكاليات لها تاريخ ما تجي عادة هكذا مرة واحدة, أحيانا قد يكون عالم أشار إليها بشطر كلمة, عالم آخر جاء ووسع الدائرة, عالم ثالث حوّلها إلى نظرية مناقشة, انت جيت بعد  7 قرون لكي تقول أنه أنا اكتشفت السؤال وهذا المنهج وهذا الطريق وهذا الاشكال؟. اِرجع إلى تاريخ هذه الأمور , إذا هذا الانسان ما يدري أن هذه الأسئلة والشبهات والاشكالات كانت مذكورة في كتب القدامى فهذا نقص في التتبع, انت اللي ما تدري أن هذه الاشكالية سبق طرحها في أكثر من كتاب, يتبين أن تتبعك تتبع ناقص, هذا نقص في التتبع والنقص في التتبع يعيب الانسان الباحث إذا صور نفسه أنه محيط بكل شيء. إذا ما تدري عنها ناقص في تتبعك وإذا تدري عنها ومع ذلك لم تذكر أن فلان ذكرها وفلان أجاب عليها وفلان ناقشها فهذا قلة إنصاف أن تنسب اكتشاف هذا السؤال والشبهة إلى نفسك دون أن تشير إلى من سبقك به سواء في أصل إثارة السؤال أو في معالجته, هذا نوع من نقص الانصاف أنني آتي وأُبيّن كأنه ما أحد اكتشف قبلي وما أحد التفت, والحال أن غيري قد اكتشف وناقش وعالج المسألة.
و لاحظت في بعض البحوث أن بعض الباحثين تتبع إشكالية معينة أثارها بعض المثقفين أو العلماء, فتبين أن هذه لها تاريخ ومطروحة في الكتب وعليها إجابات ونقاشات وأخذ وَ رَدّ!!, طيب إذا ما تدري عنها مطروحة ناقص تتبعك إذا تدري عنها مطروحة و مذكورة وما ذكرت ذلك هذا إنصافك ناقص.
لذلك نقول لأمثال هؤلاء الذين عادة يظهرون بمظهر المبتكرين والمجددين والمكتشفين في ميدان الفكر نقول تواضعوا للعلم و روحوا راجعو وانظروا إن كانت مطروحة قبلكم أو لا. هذا واحد من الأمور.
الأمر الآخر الذي نخاطب به أمثال هؤلاء المثقفين أو العلماء أو أهل الفكر ممن أدمنوا على إثارة الاشكال والسؤال والتذكير بالشبهة بعد الشبهة, نقول: ليس الإنجاز زيادة الاشكال والسؤال, بل الانجاز في حل الأسئلة وإزالة الشبهة واكتشاف النظرية الجديدة, وفي الإيجاب لا في السلب. أن واحد يجي إلى هذا الشارع ويخلي كم حجرة وكم حاجز يمنع الناس هذا مو مفخرة, المفخرة إذا شارع مكسر وفيه عثرات و حواجز انت تجي وتعبده وتبلطه هذا هو الفخر, الفخر هو في الحل لا في العقد, تضيف عقدة جديدة وتربط في الحبل ربطة جديدة هذا مو مفخرة, المفخرة إذا كان عندك عقدة في الفكر في المجتمع, تعال حِلّها, شارع غير مُعبّد عبّده, هذا هو الفخر. زيادة الإشكال زيادة الشبهة مو إنتاج علمي هذا, الإنتاج العلمي هو في صناعة النظرية وفي تحقيق المسألة وفي زيادة حجم العلم. سؤال بس سطر لكن وراء هذا السؤال يتحول الجواب إلى حجم علمي كبير.  بحث أو تحقيق ما شابه ذلك لذلك ندعو أمثال هؤلاء الذين يذهبون وراء هذا الأمر أن ينشغلواْ بحل الاشكال لا بالإشكال, بالجواب على السؤال لا بإثارة السؤال, بإزالة العثرة لا بزيادة العثرات, بصنع العلم لا بإثارة الشك, تثير سؤال إذا حليته نعم مفخرة لك, أما أن أجي كل يوم أسوي إثارة معينة أو إشكال معين أو شبهة معينة وكأنني اكتشفت, ثم بعد ذلك ماذا بعد؟, لم أصنع شيئا, عقّدت الامر وزدت عُقد الحبل, سويت الشارع غير مُيسّر, بدل صناعة اليقين والعلم زدتُ الوهم والظن والشك, فهذا أمر ثان مهم أن يلتفت إليه هؤلاء.
ونحن نعتقد أن قسما من هؤلاء الذين يثيرون هذه الأمور قسم منهم لا ريب أن نياته نيات حسنة, ربما قسم آخر ليسواْ كذلك ولكن قسما منهم المفروض أن نياتهم نيات حسنة, يريدون أن يصنعوا إضافة للمجتمع الشيعي وللمجتمع المسلم في علمه وإيمانه, لكن هذا الطريق مو طريق صحيح.
الأمر الثالث: أنا لا أنسى أن اقترح لو كان لي أن أقترح هنا على بعض طلاب العلم وأهل التحقيق أن يروحواْ وراء التاريخ, إثارة الاشكالات أنا فلان أثرت إشكالاً أو سؤالاً أو شبهة من البحوث الجيدة التي يمكن أن يقوم بها المثقفون محبو التحقيق طلاب العلم الناضجون, وروح وراء تحقيق تاريخ هذا السؤال متى ابتدأ؟, هذا السؤال مَن صاغه؟, كيف صاغه أول الامر وكيف تطورت صياغة السؤال فيما بعد؟, وكيف تمت مناقشته؟, ماذا قيل إلى أن وصل إلى زماننا؟, يتبين اكو مسار طويل سلكه هذا السؤال إلى أن وصل إلى زماننا هذا لو يصنعه بعض طلاب العلم وأهل التحقيق يكون نافعا.
الأمر الرابع بالنسبة لمن يثير هذه الإثارات نسأل ما هي الغاية؟ وما الغرض؟, أنا إنسان مثقف أُثير هذه الأسئلة, الغرض ما هو؟ , أنا إنسان عالِم أثير هذه الاشكاليات, ما هو الغرض؟, كل أمر من الأمور محكوم بغايته ونهايته, نفس العمل مو مقدس. الآن المجيئ إلى هذا المسجد المبارك في مثل هذه الليلة من ليالي العشرة نية الحاضرين ان شاء الله والحاضرات كلها تقرب إلى الله عز وجل ومواساة أهل البيت عليهم السلام والحصول على الثواب والفائدة إن كانت هناك فائدة. طيب هذه غاية مقدرة ومحترمة لو واحد من غير هؤلاء جاء مثلا حتى يشوف إذا توجد أحذية برة لطيفة ومرتبة يسرقها نفس المشوار اللي انت قطعته ذاك قطعه ويجي إلى نفس المسجد لكن غاية ذاك غير غايتك, شاب عابث اجا قال انا اجي باعتبار النساء يجون أتصفح الوجوه وأشوف هذي طولها وعرضها وأتلذذ. بهذا المعنى نفس المشوار قطعه ولكن ذاك يؤثم عليه وأنت تثاب. إثارة السؤال أو الإشكال أو الشبهة أيضا, ما هي غايتها وعن ماذا ستتمخض وإلام ستنتهي؟. مولانا أمير المؤمنين عليه السلام كما ورد في منتخب بصائر الدرجات يروى عنه أنه قال: (ليس كل ما يعلم يقال, ولا كل ما يقال حان وقته, ولا كل ما حان وقته حضر أهله), يعني كل كلمه أمامها 3 مصافي أو 3نقاط تفتيش, النقطة الأولى ليس كل علم يقال, فكيف إذا كان ذلك ظنا أنا لما اجي اقول حجاية ما أقدر أخلي ايدي على القرآن وأقول قسما بالله هذا هو الحق وهذا هو الواقع, أظن أن الأمر هكذا صحيح, ولا لا حتى أعلم العلماء ما يقدر يقول هذا هو الحق, أكبر قامة علمية والله وبالله هذا هو الواقع يقول هذا ماانتهى إليه فكري, هذا ظني أن الأمر كذلك, الإمام يقول (ليس كل ما يعلم) يعني لو كانت معلومات 100% صادقة ودقيقة لا ينبغي أن تقولها كلها, هذا إذا كانت علم, فكيف إذا كانت ظنًّا أو وهمًا أو شكًّا!. هذا أول فلتر ونقطة تفتيش.
نقطة ثانية لنفترض أنه كان ينبغي أن يقال هذا الكلام, علم ينبغي أن يقال, شوف وقته هل هذا الوقت مناسب أو مو مناسب؟, النبي المصطفى محمد لم يرتح عندما قال بعض أصحابه وقد جمعهم للمشاورة عندما اقدمت قريش في محاولة لغزو المدينة شاور وي أصحابه بعض أصحابه وقف وقام ان هذه قريش ما ذلت منذ عزت ولا قهرت منذ غلبت فكره ذلك رسول الله منه وأشاح  منه بوجهه حتى لو هذا الكلام صحيح وهو ليس بصحيح, الآن مو وقته الآن اللي النبي جامع المسلمين لتعبئتهم في مقابل قريش هذا الكلام يخذل من قوتهم النفسية مو وقته انا الآن أريد اقول كلام هذا هل حضر وقته وقته مناسب؟, لو لا هل الوقت المناسب الآن لكي أثير شبهة في الايمان بالله أو شبهة حول رسول الله أو حول الأئمة والإمامة أو حول الفقه والمرجعية, هل هذا وقته؟ اِفرض ؛ نعم هذا هو الوقت, أهله هل هم حاضرون؟ لأن مستويات الناس مختلفة, اكو واحد عند مستوى ثقافي أولي واكو واحد عنده متوسط واكو واحد عنده مستوى عالي, أنا عندما أرفعها على اليوتيوب وأنشرها في كل مكان قد تصل إلى شخص أولي الثقافة فلا تصنع عنده إلا فتنة وانحراف وضعفا في الايمان, يحتاج أن الانسان يحسب حسابه إذا يتكلم ما هي النهاية التي سوف ينتهي إليها هذا الكلام حتى لو كانت غايته حسنة.
يقول مثلا أنا أريد سوي حراك ثقافي وفكري وتجديدي وكذا في المجتمع الشيعي, زين هذي نية من صوبك زينة لكن إذا انتشرت هذي وأغوت 10% أو 5% أو 1% من الشباب, ألستَ مُحاسبا ومسؤولا عن ذلك؟, كان ينبغي لك أن تحتاط لهذا الأمر, هذا حديثنا لمن يثير الشبهة ومن يطلق الإشكال ومن يتكلم فيه من مثقف أو عالِمٍ, أنا قد يشملني هالكلام , انت المثقف قد يشملك هذا الكلام, وعندنا حديث آخر للجمهور, احنا أيضا من الجمهور, عامة الناس المستمعين هم أيضا من هذا, لهم كلام آخر:
الأول: أنه رويدا رويدا لا تتصور أيها المؤمن أن إذا زيد من الناس أثار شبهة أو إشكالا أو طرح قضية فقد انهدم البناء وخَرّ عليهم السقف, أكو قسم من الناس يجي يقول لك ترا زيد قال هالشكل ومصيبة صارت وما أدري كذا والآن ويش بيصير والمذهب كذا وكذا والفكر الديني كذا , لا ياعمي, ليس الأمر هكذا ولاتُحمّل القضية ما لا تحتمل , هذا المذهب من القوة بحيث 14 قرن يدكونه دكا دكا, حرب منها ما هو عسكري و ما هو استئصالي و ما هو اقتصادي و ما هو ثقافي وفكري, فما زاده ذلك إلا ارتقاء, فالآن زيد أو عمرو جايب فكرة هنا أو هناك أو سؤال هنا أو هناك, انت يتملكك الرعب والقلق والقلق والخوف على المذهب, ترا واجد معطيه قيمة هذا الإنسان أكثر مما يتحمل, واجد في ذهنك المذهب على غير صورته, هذا المذهب واجه من الشبهات والأسئلة والتحديات الفكرية , المأمون العباسي يجمع إله كل أرباب الديانات في ذاك الوقت, الموحد وغير الموحد, المسيحي واليهودي والصابئي وغيرهم, والفيلسوف والدهري والمنكر لله, ويوجهون أسئلتهم إلى أئمة هذا المذهب , فما قاموا إلا وقد اعترفوا بحقانية آل محمد.
انت تتغذى من هذا الينبوع بل من هذا النهر الجاري, فلا يصير هناك قلق أو اضطراب أو تخوف أن فلان في مكان ما قال كلاما, وفلان مثقف أثار شبهة وغير ذلك, أنت تعطي هؤلاء أكثر مما هم عليه, وأنت في المقابل تستصغر مذهبك بمقدار يتبين منه انك لاتعرف هذا المذهب حق معرفته ولاتعرف كم واجه هذا المذهب من مشاكل وقضايا. الأمر ليس بهذه الصورة, وليس الأمر فيه هذا الرعب والخوف, بل بالعكس, أنبئك أنه رب ضارة غدت نافعة
أردت مساءتي فأجرت مسرتي                                 وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري
هالأسئلة والشبهات والكلمات هذي ربما بعض مطلقيها لايقصدون ما ستنتج عنه, لكن في كثير من الحالات تبعث بحمدالله الحوزة العلمية والمحققين فيها والمثقفين والملتزمين فيها, تبعثهم إلى ترتيب دراسات وتحقيقات تجيب على هذه الأسئلة والشبهات والكلمات والإثارات إجابات علمية فتثري ساحتنا الدينية, ربما ذاك الطرف اللي يثير هذه الإشكالات والشُّبَه ربما لم يكن قصده هذا ولكن النتيجة حصلت بهذا النحو. رب ضارة أرادها الغير غدت نافعة لهذا المذهب.
فمن جهة لا ينبغي أن يأخذ الإنسان الاضطراب والقلق ومن جهة أخرى كثيرا ما كان يحصل أن النتيجة على خلاف ما أراد الخصم تنتهي إلى نفع هذا المذهب, والمثل المعروف "الضربة التي لاتقتلني أو لاتقصم ظهري تقويني", لانعتقد بوجود ضربة فكرية تقصم ظهر المذهب لأن معنى ذلك أن دين الله ناقص, نعتقد ان المذهب هو دين الله عز وجل الحق الخاتم, فإذا واجه إشكال ما قام منه معنى ذلك أن طريقة الله ودين الله لايستطيع أن ينهض, وهذا أمر مستحيل, أن يأتي إنسان بشر يستطيع أن يعجز دين الله عز وجل. فهذا أمر آخر.
الثالث: ما قالته الآية المباركة, (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). لنرد هذه الأمور إلى أولي الأمر , إلى القيادات الدينية المتخصصة , إلى المرجعيات الدينية العالمة, اكو إشكال عقائدي؟, هناك متخصصون في العقائد نرده |إليهم, أكو إشكال فقهي؟, نرده إلى المتخصصين في الفقه, أما ما يصنعه البعض ممن هو مثلي وأمثالي من غير المتخصصين, يتصدى إلى الأمر ويعالج ويحاول وكذا, ففي بعض الأحيان قد يكون ضرره أكثر من نفعه, أحيانا الإنسان بحسن نية يقوم ببعض الأعمال.
قبل مدة انتشر مقطع فيه واحد من هؤلاء الناس من غير أهل الثقافة والمعرفة, فيه كلام سيء عن نبينا المصطفى محمد, قسم من المؤمنين بحميتهم الدينية يجي يقول شوفو هذا كيف يقول , لابد من الرد عليه, لابد من ما أدري تحذير الأبناء منه...الخ. أحيانا ذاك الرجل ما له قيمة ولا أحد يعرفه ولا كلامه منتشر, أنا أجي عندي ألف واحد من الأرقام وصفحات الفيسبوك, بعنوان أنني أريد أبصّر الناس فأعيد نشر شتم رسول الله ص, وهذا قد يكون الإنسان محاسب عليه, ولو نيته هناك أنه انا حتى أحذر منه, بس بدل ماكان يسب النبي ويسمع من قبل عشرة, أنا سويت اللي يسمعون سب النبي ألف إنسان, هذا مثل واحد يقول أنا أريد أحذر الناس مما كتب بشكل سيء عن النبي فأروح أطبع ألف نسخة وأوزعها على الناس حتى يشوفوا كيف يسب الأجانب رسول الله. انت اشسويت هنا؟ أعدت شتم النبي مرارا وتكرارا.
 والله فلان واحد وجه سؤال وإشكال وشبهة, أنا أقول للناس حتى نعرف حقيقة هذا الإنسان أروح أنشر عنه, زين انت وسعت الدائرة, قدمت إله خدمة مجانية لم يكن يحلم بها, هو مستوى انتشاره 20 أو 25 نفر, انت سويته بنشرك له 2000 إنسان, فنشرت الضلال من حيث ظننت أنك تحسن صنعا, نشرت الشبهة من حيث ظننت انك تشوه سمعة المتكلم, ربما تلقف هذا من هالألفين شخص إذا تأثر بها وضل بها, انت واحد من المسؤولين في ذلك, لذلك يحتاج الإنسان مو يروح يذيع, (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به) وإنما شنهو يسوو(ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم), رُدّ هذا إلى المتخصص , لا تحاول تنشره ولاتوسع دائرته ولا تكثّره, لأنك بذلك تنشر الضلال والإنحراف وعدم الإيمان وإن كانت مبرراتك القلبية ليست كذلك. لهذا يحتاج الإنسان أن يكون حصيفا وذكيا.
أيضا لاينبغي أن يجري الناس وراء بعض ما أنا أسميها "همروجة" لامعنى لها. شايفين قسم من الناس فد واحد ما أدري شنو مستواه, يجي يقول لك أنا عندي إشكالات علمية وكذائية وأريد أناظر المرجع الأعلى في الطائفة, وأنا كلمت في هذا الموضوع وقدمته ماح دجا يناظرني وهذا معنى أنهم عاجزين عن هذا الأمر, ويعني كأنما المرجع الأعلى للطائفة لازم يخلي عباته على الباب, وين ما واحد يقول أنا أتحدى وعندي إشكالات, شايل هالعباية وروح إله حتى يناقشه فيها, يعرف هؤلاء مستوياتهم ولاينبغي أن يتأثر الناس, كيف زيد من الناس ماحد راح إله وناقشه, ماحد راح ورد عليه وماحد راح اتكلم عليه, زين إذا كل واحد طلع راسه هالشكل, انه انا أريد أنا أناظر المرجعية الدينية, كل ما واحد طلع هكذا, لو فعلا تستحق كلماته وإشكالاته الإجابة, لقد أُجِيب عليها وعلى أمثالها.
المهم أن علينا أيها الأحباب أن نسعى في رفع راية الدين وأن نفسد على من يريد إفساد الفضاء الديني بالشبه والإشكالات وما شابه ذلك, أن نفسد عليهم خططهم من خلال الوعي والمعرفة وأن يكون ال|إنسان بصيرا وأن يرج الأمر إلى أهله (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) أنا مسؤول عن الدين بمقداري وأنت أيضا مسؤول عن الدين بمقدارك, وكل واحد بطريقته يعمل في نصر هذا الدين ونشره, هذا هو الغاية الكبرى التي عمل من أجلها سيدنا رسول الله وأمير المؤمنين والأئمة المعصومون عليهم السلام. ولسان حال جميع المجاهدين الرساليين ما عبر عنه أبوالفضل العباس..

 

مرات العرض: 3393
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2561) حجم الملف: 61660.54 KB
تشغيل:

ماذا صنعت لنا المرجعية الدينية الشيعية ؟ 6
ظلامة زوجتين !!8