وليد الكعبة : بحث تاريخي في الروايات
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 13/7/1439 هـ
تعريف:

وليد الكعبة بحث تاريخي في الروايات

تفريغ نصي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا القاسم المصطفى محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين والمعصومين المكرمين.

السلام عليكم أيها الإخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته

في الثالث عشر من شهر رجب سنة ٣٠ بعد عام الفسل كانت ولادة سيد الأوصياء وأول الأئمة النجباء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامة عليه.
وبهذه المناسبة نتحدث بشكل عام أولاً حول موضوع الفضائل والمناقب وبعد ذلك حول خصوص هذه الفضيلة ومن دعيا في مقابلها في وقت متأخر في أن وليد الكعبة كان شخصاً غير أمير المؤمنين سلام الله عليهما.
في البداية المناقب والفضائل التي نراها في حق الأشخاص لنفترض الأحاديث المروية عن رسول الله في حق فلان وفلان وإمتياز هذه الشخصية أو تلك ببعض الميزات سواءً في الولادة أو في الإصطفاء الإلهي أو في قضية الإمامه أو العصمه أو ماشابه ذلك.
ماهو الغرض منها؟ نحن نعتقد أن العرض من طكر مناقب الأشخاص والفاضائل دليل للإنسان إلى إختيار الطريق الصحيح.
الناس عندما كانو في زمان النبوة أو في زمان الإمامه فيما بعد يحتاجون إلى معرفة الهادي، يحتاجون إلى معرفة الدليل إلى الله. أحد طرق الدلالة على الحجه من نبي أو وصي النصوص أن هذا نبيٌ أو وصيٌ أو إمام. وأحد هذه الطرق أيضاً الإشارة إلى مناقبه وفضائله وميزاته. لنفترض مثلاً ماورد في حق نبينا سيد الأنبياء محمد صل الله عليه وآله من أنه مثلاً على كتفه الأيمن شامة أو خال، أو أنه لايأكلوا من الصدقة ويأكل من الهدية. وهذه تذكر لا لأجل المدح فقط وإنما لأجل أن يستدل بهذه العلامات وأمثالها من لايعرف نبوة النبي فيرى هذه الفضائل مخصوصة به هذه العلامات حاصلة في حقه دون غيره. فيهتدي إلى النبوة النبي ويؤمن به. نرى حتى في بعض الأصحاب وليس فقط النبي أو الوصي فعندما يقول النبي المصطفى في حق مثلاً عمّار بن ياسر آخر شرابة ضياحٌ من لبن وتقتلك الفئة الباغية. ليش الغرض النهائي هُنا أن يمدحه بشرب اللبن والحليب فلا يوجد مدح للشيء هُنا وإنما الغرض منها بيان قضية أكبر أن من يخالفك ويخالف من ينتمي إلية هو الفئة الباغية وهذه قضية عقائدية مهمة كبيرة. وليست مجرد وسام أو إعتبار أو مدخ وإنما الغرض فيها هداية الناس وجعل فيصلٍ بين الحق والباطل.
وهكذا ماورد في حق شئن أمير المؤمنين عليه السلام. عليٌ مع الحق والحقُ مع علي، عليٌ مع القرآن، أنا مدينة العلم وعليٌ بابها. هذا ليس الغرض منها أن يمدح الإمام فقط حتى يعطيه مكانه بين الناس وإنما هو أسمى من ذلك وهو هداية الناس إلى هذا القائد العظيم.
ولذلك يتعجب الإنسان عندما يرى مثلاً بعض الأحاديث وبعض المناقب المنقوله في حق بعض الأشخاص وبعضها منقولهٌ عن النبي أنها لاتنسجم مع حياتهم، لاتتوافق مع سيرتهم العامة. أفترض مثلاً ماقيل عن حديث المبشرين بالجنة. هناك حديث موجود في مصادر مدرسة الخلفا عن عشرة مبشرين بالجنة. حسناٌ، فعندما نرى هل فعلاً القضية محصورة بهؤلاء وإلا لا جميع المسلمون يرون أن المبي مر على عمّار وعلى ياسر أبيه وعلى سمية أمه فقال لهم صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة. هذه على رؤوس الأشهاد والكل يرويه. لماذا هؤلاء مثلاً لم يصيرو من أحد المبشرين؟ وعندما يقول لنفترض أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وهذا شيءٌ جلي و واضح فيهم. عندما يخبر عن هؤلاء وهم كثيرون ولو أراد الشخص أن يتتبع وهي ثابتة من الطرفين حيث أنه بشكل شخصي أخبرهم بأن موعدهم إلى الجنة وأن مصيرهم الجنة وماشابه ذلك.
تجد أن مثل هؤلاء منسجمة حياتهم مع هذه المنقبة. آل ياسر شهداء عوائل الشهداء في الإسلام تحملوا فمن الطبيعي أن تكون في حقهم هذه البشرى الصادقة.
طيب. هلم الخطيب في مكان آخر الذي كان هناك ناس قاتلوا بعضهم وقتل بعضهم بعضاً ولو أستطاع الباقي أن يقتلوا بعضهم بعضاً لفعلوا. تهاجروا، تلاعنوا، تفارقوا، أختلفت مسيرتهم.
أيش معنى أن هذا القاتل يروح الى الجنة أم المقتول يروح للجنة. فهذا يبشر بالجنة وذلك يبشر بالجنة. هذه غفلة من قبل من وضع أحاديث المناقب عن هذه النقطة المركزية وهي أن قضية الفضائل والمناقب ماكان الغرض منها مدح ذلك وذم ذاك، وإنما الغرض منها وهو تعيين علامات للطريق الصحيح. وإذا قال فلان يهدي إلى الجنة، فلان مع الحق، فلان ولاى من والاه يعني أتبعة وأتبع طريقة. يعني لو حارب شخصاً آخر وقاتله لايمكن أن يكون ذلك الطريق الآخر طريقاً مؤدياً إلى الجنة. فلذلك اللذين ذكروا هذه المناقب وأمثالها لم يلتفتوا إلى لزوم أن تكون هذه المناقب فيها إشارة دلاليه إلى الهدى ولم يلتفتوا أيضاً إلى أمراً آخر وهو الإنسجام بين هذه الصفة وبين السيرة العامة للشخص الموصوف. ومن ذلك ماورد في قضية ولادة شخص آخر في الكعبة المشرفة ماذكرتة بعض مصادر مدرسة الخلفاء من أنه حكيم إبن حزام إبن خويلد وأضاف بعضهم ولم يلد أحدٌ غيره لاقبله ولابعده فقد قفل الباب.
حسنا! لما نبحث عن هذه المسألة من الناحية السندية نبحث فيها من الناحية الدلالية والمعاني ماهو المقصود من أن يُقال أن فلان حكيم إبن حزام ولد في الكعبة. ماهو الغرض من هذه؟ هل هي منقبة أم لا؟ إذا كانت منقبة فماهو الغرض منها؟ هل كان من أدلة الهدى؟ هل كان من طريق الحق؟ هل كان فط شخص متميز؟ هل كان إليه موقعة في الإسلام ليستحق هذه الكرامة أو لا؟
سوف نجد بالإضافة إلى الجهه السندية أن هذه العبارات لا إعتراف بها ومن ناحيه الدلالة والمضمونية وماتؤدي إليه لامعنى لها أصلاً.
فالنشرع في الحديث بعد الصلاة على محمد وآل محمد

قضية ميلاد أمير المؤمنين عليه السلام عند قسم غير قليل من المسلمين من أتباع مدرسة الخلفاء ثابتة وتامة، ولاكن إستثني الخط الأموي والزبيري قديماً وحديثاً لِسعيه أن يُنفي أي منقبه لأمير المؤمنين عليه السلام فللتيار العام للمسلمين يثبت هذه المنقبة للإمام وعامة شيعة أهل البيت عليهم السلام يثبتونها وهي تأتي أيضاً ضمن سِياق طبيعي ضمن شخصية أمير المؤمنين عليه السلام بعناية ربانية خاصة لكونه وصي النبي وخليفته من بعده وأول الأئمة المعصومين. فيقول لك الشخص الإمامي هذا الرجل مُعد لدورٍ إستثنائي وهو إستمرار خط النبوة في خط الإمامة. وقد ورد فيه من الروايات مانُقل عن إبن حنبل أنه ورد من الفضائل في الأسانيد الصحيحة في علي بن أبي طالب مالم يرد في جميع الصحابة.
طيب! الغرض منها ليس غرضاً إفتخارياً وإنما العرض منها غرضٌ هدايتيٌ ودلاليٌ أن يستدل الناس بمثل هذه الروايات على مايوصلهم إلى الإسلام الصحيح وإلى الجنة الإلاهية. وهذه تنسجم مع مسيرة الإمام عليه السلام في أنه أول القوم إسلامً، أقدمهم إيمانً، أكثرهم سوابق، أعظمهم جهادً، أنه هو الذي طهر بيت الله من الأوثان عندما أرتقى على كتف رسول الله صل الله عليه وآله وسلم. وأنه إنتهت حياته في بيت الله كما بدئت في بيت الله، فنجد أن هناك حالةٌ من الإنسجام بين الشخصية وبين هذه المنقبة وأن القضية أيضاً قضية غيبةٌ لم تكن قضية طبيعية ولاعادية لأن كل المسار هو مسار غيبيّ والإنتخاب الإلاهي غيبيّ ولايتدخل فيه أحد. غير أن بعض المسلمين وبذات من سنة حوالي ٣٢ فصاعداً هجرياً، ذلك الوقت هو الذي تصاعد فيه الموج المعادي لأمير المؤمنين عليه السلام بشكل خاص بدأً بزمان المتوكل العباسي الذي أقذع في شتم الإمامأمير المؤمنين وبالسخرية منه وفي إظهار عداوته له إلى الدرجة التي حملت إبنه المنتصر على أن يقوم بقتل والده فقد لم يتحمل المنتصر العباسي مقدار الشناعة والقبح والفحش الذي كان يمارسه والده المتوكل إتجاه أمير المؤمنين عليه السلام.

مرات العرض: 3410
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2580) حجم الملف: 35593.06 KB
تشغيل:

مجتمع المدينة بعد النبي في الخطبة الفدكية
الحالة العامة للمذهب أيام الامام علي الهادي