بين من زارني ولا تشد الرحال أين الحق ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 15/5/1439 هـ
تعريف:

 

بين من زارني و لا تشد الرحال أين الحق ؟

 تفريغ نصي الأخ الفاضل عبد المجيد السعيد

روي عن سيدنا و مولانا رسول الله صلى الله عليه و آله – أنه قال :

من زارني فقد وجبت له شفاعتي . و روي عنه أنه قال : من زارني فله الجنة . صدق سيدنا و مولانا سيد الأنبياء محمد . .

 هذا الحديثان عينتان من أحاديث كثيرة وردت من طريق الفريقين أتباع مدرسة الخلفاء و أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام . و هي و غيرها تشير إلى ترتب الثواب العظيم على زيارة رسول الله في قبره و الذهاب إليه و تجعل الجزاء لمن فعل ذلك الجنة أو وجوب الشفاعة و هذا يعني أيضا دخول الجنة أو أمثالها من التعبيرات . سنتحدث بإذن الله أولا في قيمة هذه الأحاديث و نذكر قسما منها ، ثم نتحدث عن معناها و كيف يمكن توجيهها و تفسيرها ، و نتحدث آخيراً عما يعارضها إن كان لها ما يعارضها من الرويات أو الأصول الدينية و ذلك أن المعروف عن أبناء الإمامية شدة اهتمامهم بالزيارات ، زيارة النبي - صلى الله عليه و آله - و زيارة المعصومين- صلوات الله و سلامه- عليهم ، و أيضا المعروف عن أكثرية المسلمين شدة اهتمامهم بزيارة رسول الله - صلى الله عليه و آله-   . نستثني فئة من المسلمين لا يقبلون مثل هذه العمل و في بعض الحالات يجعلونه من الأمور البدعية . 

أولا في قيمة هذه الأحاديث يمكن ادعاء تواتر هذه الأحاديث و ذلك أن الروايات التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه و آله- أو عن المعصومين تارة يطلق عليها أنها أخبار آحاد ؛ يعني واحد من المسلمين من الصحابة سمع الحديث عن رسول الله فنقله إلى من بعده و من بعده نقله إلى الذي يأتي في جيل آخر و هكذا إلى أن يصلنا في هذا الزمان و لذلك ستجد كتب الحديث غالبا ، حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن رسول الله أو عن الإمام الصادق أو عن الإمام الباقر ، هذا يسمونه خبر آحاد ؛ يعني إلي نقله شخص واحد ، و هذا قيمته العلمية ليست بمقدار القيمة العلمية للخبر المتواتر و هو القسم الثاني من الأخبار . الخبر المتواتر يعني شنو يعني : أن جماعة متعدة يمتنع اتفاقهم على الكذب ( لنفترض عشرة أشخاص ) يسمعون من النبي -صلى الله عليه و آله- حديثا ( لنفترض الحديث المعروف و المشهور و الذي يدعى التواتر في من   من كذب علي متعمدا فليتبؤ مقعده من النار ) هذا أفراد متعددون سمعوه من رسول الله يمكن في جلسه و يمكن في جلسات ، فلنفترض عشرة أشخاص عشرين شخص مو متفقين ترى خلينا نقول هذا الحديث لا كل واحد بمناسبة سمعه ، سمعه منفردا ،يمكن هذا أصلا ما يعرف ذاك الثاني ، فهذولا العشرة هذولا الخمسطعش هذولا العشرين ينقلونه إلى من بعدهم لنفترض كل واحد حتى لو ينقله إلى شخص واحد ، فصار عندنا عشرين في الدرجة الأولى نقلوه إلى عشرين في الدرجة الثانية عادة أكثر و لكن أقل شيء هو هذا ، فإذا صار بهذا المعنى جماعة متعددون ينقلون الخبر في كل طبقة في كل مرحلة عشرة خمسطعش عشرين أكثر من ذلك إلى أن يوصولنا بطرق متعددة من هالحجم و أكثر هذا نسميه خبر متواتر . و هذا طبعا امكانات الثقة فيه امكانات كبيرة . الآن انت جرب حالك اذا مثلا واحد اجا لنفترض من الشارع إلى هذا المجلس المبارك ، و نقل خبر قال لنفترض مثلا في المنطقة الفلانية صار الحدث الفلاني أنت تقول  70%-60% يمكن صار يمكن ما صار

اكثر أقل تقبل هذا الكلام ، لكن إذا جاء واحد ثان ايضا و اخبر عنه نفس الحدث و جا واحد ثالث و جا واحد رابع و عشرة اشخاص و هم من مناطق مختلفة و مو متفقين واحد جاء اول واحد جاء ثاني واحد شافه من هالجهة واحد شافه من الجهة الثانية ، يصير عندك الخبر شنو مأكد هذا خبرٌ متواتر . طيب و هذا طبعا قيمته العلمية قيمة كبيرة لما يجينا خبر مثل خبر الغدير عندنا عدّ بعض العلماء طرقه و أوصله إلى 75 طريق و من الصحابة عدد كبير و من التابعين عدد كبير ، فهذا إذا   إلي نقلوه مو واحد و لا اثنين عشرات فهو خبرٌ متواتر يعني متيقن الحدوث و نفس الكلام ايضا في خبر إني تارك فيكم الثقلين طبعا هنا هالخبر المتواتر أحيانا يسمونه خبر متواتر باللفض يعني نفس الكلامات يجي ينقلها هذا مثلا من كنت مولاه فهذا علي مولاه الله اجعلنا من أوليائه و احشرنا معه هذا يجيبه هالرجل و و يجيبه ذاك الرجل و يجيبه هالصحابي و ذاك و الثالث و الرابع نفس النص فنسميه متواتر باللفظ ، متواتر لفظي أحيانا لا مو متواتر لفظي إنما متواتر بالمعنى يعني حول هالمعنى صار الحديث ، افترض مثل هذه الروايات التي حول زيارة النبي محمد لذكره الشرف و الصلوات .

مثلا في بعضها جاي من زار قبري وجبت له شفاعتي هذا نص ، نص آخر هذي كلها من مدرسة الخلفاء من جائني زائرا لا تحمله إلا زيارتي كان حقا علي أن اكون شفيعا له يوم القيام إتشوف المعنى هو نفس المعنى لكن الألفاظ مختلفة ذاك الأول مختصر من زارني وجبت له شفاعتي هذا الثاني صار مفصل و لكن نفس المعنى من جائني زائرا لا تحمله إلا زيارتي كنت شفيعا له يوم القيامة يساوي هذا من زارني وجبت له شفاعتي . نص ثالث مثلا من زرا قبري كنت له شفيعا و نص رابع من زارني في المدينة محتسبا كنت له شفيعا ، و في نص خامس من زارني ميتا فكأنما زارني حيا و من زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة . فهاذي تعبيرات مختلفة طبعا مثلها و أمثالها في مصادر الإمامية . هاذي و إن كان ماكو هناك حديث بنفس النص و اللفظ فمو متواتر لفظي و إنما متواتر بالمعنى متواتر في المؤدى متواتر في المضمون لذلك يسمونه متواتر معنوي . قيمة هذه الأحاديث قضية من زارني وجبت له شفاعتي مو أخبار أحاد و إنما هي من المتواترات صحيح مو متواترة لفظيا و لكن متواترة بالمعنى و المضمون أيضا في مصادر المدرسة الإمامية نمر عليها مرورا سريعا ، عن أبي عبدالله عليه السلام أي الصادق قال قال رسول الله من أتى مكة حاجا و لم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة و من جاءني زائرا و من أتاني زائرا وجبت له شفاعتي و من وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة .

فهذا بعد يجمع بين الأحاديث إلي تقول من أتاني زائرا فله الجنة و بين من جائني زائرا وجبت له شفاعتي تقول من وجبت له شفاعتي فقد وجبت له الجنة نعم في رواية آخرى قال سألت أباجعفر الثاني يعني الإامام الجواد عليه السلام عن ابن ابي نجران سألته عمن زار النبي صلى الله عليه و آله قاصدا رايح بقصد المدينة ما عنده قصد آخر قال له الجنة .

لقد نقل عدد كبيرا من الأحاديث في هذذا المجال بعض أئمة مدرسة الخلفاء مثل تقي الدين السبكي في كتابة شفاء السقام في زيارة خير الأنام هو عالم من علماء الشافعية و عنده كتاب حول زيارة رسول الله صلى الله عليه و آله و الأحد زيارة قبر النبي مو زيارة المسجد هذا لايشتبه على البعض كما سيأتي بعد قليل يقولون المقصود من زار مسجد النبي مو من زار قبر النبي ، بينما كل هذه الأحاديث تشير إلى زيارة قبر رسول الله ، فإذا قيمة هذه الأحاديث أنها متواترة في المعنى متواترة في المضمون متواترة معنويا كما قالوا زين شنو معناها أخر هذي هم أحيانا قسم من الناس يستغرب كيف من زارني فله الجنة هسا واحد قيمة الجنة بهالمقدار الي بس يروح يزور النبي يحصل الجنة كيف أجاب العلماء على مثل هذا السؤال بعدة اجابات

الإجابة الأولى أن فضل الله سبحانه و تعالى لا حدود له و إنما يريد الله منك استجابة و لذلك تتعدد الطرق إليه .

الله لا يريد أن يشرك به ، لا يريد أن يتمرد عليه ، لا يريد أن يخالف ، يريد أن يطاع ، فأنت من المكن أن تطيع الله بركعتين كما ورد عندنا في رويات صحيحة من حيث السند من صلى ركعتين تامتين دخل الجنة .

الله يريدك أن تسلك طريقة و لا تتمرد عليه ، فإن فعلت ذلك أعطاك من خزائنه التي لا ينقصها الإنفاق . أنا و انت نحسب حسابات أنقول إذا تسوي لي شغلة أعطيك 100 ريال إذا ساعة كاملة 200 ريال إذا أربع ساعات 400 ريال مثلا إذا سويت لي بس 5 دقائق اعطيك بس 10 ريال ، هذي حساباتنا هنا ليش لأنا خزائننا تفنى و تنفذ و أرصدتنا لها حدود معينة فكل شيء محسوب كلما طلعت من جيبك خلاص خسرت اما بالنسبة لله عز و جل إلي لو أعطى واحد أو اعطى التريليون نفس الشيء . إذا أعطى رزق الدنيا أو اعطى الجنة نفس الشيء . بل بالعكس يا من لا تزيده كثرة العطاء إلا جودا و كرما . أنا و أمثالي يمكن إذا عشرة يجون عليا ترى مثلا عدنا هذا الموضوع إنريد إتساعدنا فيه ، عندنا مسجد انريد تساعدنا ، يجي واحد آخر عندنا حسينية انريد اتساعدنا ، واحد ثالث يقول انا مريض اريد تساعدني ، واحد رابع يقول انا فقير اريد تساعدني ، بعد عشرة اشخاص أروح اختش اصلا أروح اختش اسكر التلفونات . البعض لا سمح الله و لا قدر شوفه الموت و لا تشوفه واحد جاي يطلب منه مساعدة ، هذا بالنسبة إلين البشر إحنا ‘ لكن بالنسبة لله عز و جل كلما يعطي ذلك العطاء العظيم لأعدائه الله يعطي ، يعني الكفار المنكرون الملاحدة ، هل حرمهم من الضياء ، حرممهم من التنفس ، حرمهم من الماء ، حرمهم من الحياة كلا !! يسألهم أفرئيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون . إحنا نعطيكم إياه إحنا نوفره إلكم ، هذا يشمل حتى الكافر و الجاحد ، فما ظنك بالمؤمن . فعطاء الله سبحانه و تعالى عطاء بلا حدود ، إذا استجاب اللإنسان إلى ربه في موقفٍ ، فإنه يعطيه عطاءا بلاحد زيارة سيد الأنبياء محمد هي من هذا القبيل ، من قبيل الطاعات التي يعطي الله عليها عطاءا لا حدود له ، و بالنسبة لله تعالى هو عليك سهل يسير . احنا نتعاظم الأشياء ، كيف الله يعطي واحد مليار !عدنا عظيمة بينما بالنسبة لله أن يعطي ذرة أو أن يعطي مليار نفس الشيء . هذا أمر من الأمور فسروا به مثل هذه الأحاديث و الرويات .

 تفسير الثاني قالوا إن هناك طرقا متعددة إلى الجنة .

الآن إذا يسألك واحد أنه ما هو الطريق إلى الجنة ؟ بسهولة أنت تقدر تقوله أن الطريق إلى الجنة أن تؤدي الواجبات و أن تجتنب المحرمات ، و هذا صحيح ، لكن من يقول أن هذا هو الطريق الوحيد . هذا طريق للجنة ، و لكن من يقول أن هذا هو الطريق الوحيد إذا أخبر الصادقون ، إذا اخبر المعصومون ، إذا أخبر من عندهم وحي الله عز و جل أن هناك أكو طرق اخرى ، اجا المعصوم و قالك ترى إذا تقوم الليل و تبكي من خشية الله ، هالبكاء من خشية الله يجنبك النار و يدخلك الجنة ، هذا صار طريق جديد . طيب ، إذا اجا معصوم آخر و قالك أن يراق دمك في سبيل الله عز و جل هو هذا ، ما بين العبد و بين الجنة إلا أن يراق دمه في سبيل الله ، طريق الشهادة هذا طريق . اكو هم طريق العبادة أكو طريق الإئتمار بالأوامر أكو طريقالإنتهاء عن النواهي . فيقول بعض العلماء أن مثل هذه الروايات التي فله الجنة فيها من عمل كذا فله الجنة ، من زارني وجبت له شفاعتي ، هذا يوضح طريق من الطرق إلى الجنة بالإضافة إلى الطرق الآخرى . و هذا معناه أن لك طرقا متعددة إلى الجنة إذا سلكتها بعنوان الإنقياد و الطاعة لله عز و جل جزاك عنها الجنة . نفس الموقف إلي يخليك تسمع و تطيع لربك و تصلي صلاتك و تنتهي عن نواهيه نفس ذاك الموقف إلي يخليك تذهب إلى رسول الله قاصدا زيارته ، تعظيم لأمر الله و لرسول الله ، نفس هذا يخليك مؤهل للجنة .

هذا عنوان ثاني و طريق ثاني أجاب به العلماء .

 اكو طريق ثالث أجاب به علماء آخرون : قالوا هذه الأحاديث و الروايات لا يعمل بها وحدها و إنما تضم إلى سائر الروايات . و بعبارة آخرة عندنا مثلا ، أقيموا الصلاة أتووا الزكاة و افعلوا الخير لا تقربوا الزنى هاذي موجودة و عندنا ايضا من زارني وجبت له الجنة .لازم نجمع بين هذه الروايات فما يكفي فقط أن واحد يزور و أنما لابد أن يزور و أن يعمل بتلك الواجبات ، فلو فرضنا إنسانا زائرا من دون أن يكون مصليا ، ليس مستوجبا على الله الجنة بناءا على هذا الرأي . لو رأينا شخصا زائرا و لكنه عامل بالمنكرات ، ليس مستوجبا على الله الجنة و لا على الرسول الشفاعة ، ليش ، لأنه ما ينال هالشفاعة لأنهم و لا يشفعون إلا لمن ارتضى ، مو أيواحد ذاك اللي غايص في المعصية إلى رقبته ليس ممن ارتضى و بالتالي لا يمكن أن يكون محلا للشفاعة ، هذا ما فيه قابلية للشفاعة .

فإذا الوجه الثالث الذي فسروا به هذه الأحاديث أن هذه الأحاديث لابد من ضمها و اضافتها و تقيدها بسائر الأحاديث

يعني من زارني و هو مصلي ، من زارني و هو صائم من زارني و هو مرتدع عن المنكرات ، وجبت له شفاعتي . هذا أهل نفسه للشفاعة و من أهل نفسه للشفاعة وجبت له الجنة .

و يستشهد أصحاب مثل هالقول بما ورد عن نبينا المصطفى محمد في قوله المعروف ايضا عند الفريقا من أن من سبح تسبيحة كان له في الجنة شجرة و من كبر تكبيرة فله بالتكبيرة الشجر و من هلل تهلليلة فله شجرة و حمد تحميدة فله شجرة ، واحد من الجالسين قال إن شجرنا في الجنة لكثير ! نخيل و بساتين لأن واجد احنا نسبح سبحان الله و الحمدلله و لا اله إلا الله و الله أكبر علطول هاي أربع صارت و كل ما نكررها قاعدة تزرع هناك ، ان شجرنا في الجنة لكثير ، قيل إن النبي قال له : نعم ، إن لم ترسلوا عليها نارا فتحرقها . صحيح عندك أنت أشجار بساتين ، لكن وراها شتسوي ، تشعل نار المعصية فيها ؟ تتلفها وراها . تتلفها بالنميمة ، تتلفها بالمنكر ، تتلفها بالسرقة ، تتلفها بالغش ، راحت عليك . طيب إذا ما ذاك البعيد حرق اشجار غيره هم الله يجزاه خير . فإذا الإتجاه الثالث يقول أن هذه الأحاديث و هذه الروايات لابد من جمعها مع سائر الروايات الآخر بحيث يكون هذا من زارني و هو مطيع و هو ملتفت إلى واجباته و منتهٍ عن نواهي ربه هذا له الجنة . هذي فد صورة اجمالية عن المعنى عن هذه الأحاديث .

إذا رتب جزاء الجنة على زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه و آله و هذا الذي عليه أكثرية المسلمين المطلقه يعني أكثرية مدرسة الخلفاء على الإعتقاد بهذا و لذلك أنت تجد منذ أزمنة التاريخ السحيق إلى أيامنا هذه تزدحم الأكتاف حول قرب قبر رسول الله صلى الله عليه و آله ، ما يخلو قبر النبي صلى الله عليه و آله من زائر من أقصى أطراف اطراف الدنيا يقصدون زيارة النبي صلى الله عليه زيارة القبر طيب . و أما بالنسبة للإمامية فمن المسلمات عندهم هذا الأمر كما قلنا لو استثنينا ما مقداره 10% من المسلمين أو أقل من ذلك يخالفون في هذا و يقولون أن زيارة القبر من الأمور غير السائغة شرعا بل قد تصل إلى حد البدعة في الدين و أنها على خلاف قول رسول الله ، كيف ، طبعا هما في هذه المدرسة الخاصة يردون هذه الأحاديث ، مع كثرتها كما قلنا ، و بالمقدمة التي ذكرناها كما قلنا من التواتر المعنوي لا معنى لأن يقول قائل هذا ضعيف السند و ذاك مو ضعيف السند ، هذا الحشي ضعيف السند أو مو ضعيف السند هذا في اخبار الآحاد أما في المتواترات فلا محل له ، مثلنا بذلك إذا عشرين واحد يجون من برا و ينقلون حادثة و لا واحد من هاؤلاء مو زايد دقيق النظر و الثاني شوي يبالغ في كلامه و الثالث عنده بعض جهات الكذب و لكن تعدد هذه الطرق و اتفاقها على نقل حدث معين يغنينا عن الحديث أن هذا ثقة و هذا مو ثقة و هذا صادق أوغير صادق و هذا الكلام باتفاق جميع العلماء من كل المدارس الإسلامية .

هذولا ايضا نقلوا حديثا عن رسول الله يمنع من السفر إلى القبر فيما زعموا و لذلك إذا أراد أحد أن يسافر في رأيهم لابد أن ينوي السفر لزيارة مسجد رسول الله ، مو قبر رسول الله . ما هو ذلك الحديث هو ذاك الحديث المعروف ، لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد ، المسجد الحرام و مسجدي هذا و المسجد الأقصى . هذا نقلوه عن رسول الله صلى الله عليه و اله . بالمقدار الباقي من الوقت حتى لا نطيل المقام عليكم نختصر إن شاء الله . العلماء ناقشوا هذا الإستدلال و الحديث عدة مناقشات

المناقشة الأولى :   قالوا فعل رسول الله على خلاف هذا الحديث ، فإذا كان النبي فعله و عمله خلاف هذا الحديث بظاهره ‘ كيف فعل النبي على خلافه ، قالو النبي يقول لا تشد الرحال يعني لا تقطع مسافة ، لا تحط عدتك على الناقة و تركب و تروح إلى أي مسجد إلا هاذه المساجد الثلاثة و قد ثبت بما لا يقبل الترديد أن النبي محمد صلى الله عليه و آله كان يخرج من بيته و يشد الرحال إلى مسجد قبا ، أول مسجد بني في المدينة ، كان النبي صلى الله عليه و اله يذهب إليه و بعض المؤرخين كان يقول في كل يوم اثنين كان يذهب النبي إلى هذا المسجد ، تارة راكبا و تارة ماشيا ، لازم نجي نقول يا رسول الله أنت بنفسك تقول لا تشد الرحال ، لا تشد الرحال يعني لا تطووا مسافة لا تركب سيارة مثل هالأيام لا تدق سلف وتمشي لفلان مكان . زين النبي الآن مسجد قبا يعتبر قريب و لكن في تلك الأزمنة كان يستغرق مدة ليست قليلة من الزمان من جوار قبر رسول الله إلى مسجد قبا يحتاج إلى فترة ، فقد شدّ الرحال رسول الله صلى الله عليه و آله إلى هذا المسجد ،كيف يفعل النبي شيء و ينهى الناس عن شد الرحال .

ثانيا ماذا يعني لا تشد الرحال ، يعني السفر ممنوع عن كل شيء إلا إلى مساجد الثلاثة أي سفر لا يجوز إلا إلى مساجد ثلاثة هل هذا معقول ، حال إذ راح يكون عندنا طلب العلم الدنيوي أو الديني غير جائز ، لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد فأنت تجي تشد الرحال إلى أن تروح لنفترض طلب العلم في النجف أو في أمريكا غير جائز، هذا لا العلم الديني يمكن أن تطلبه لأنه شد الرحال و لا العلم الدنيوي لأنه شد رحال . شد الرحال لصلة الأرحام ، والله أنا عندي عشيرة في الأحساء و أنا موجود هنانى في هذه البلدة لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد هل هذا أمر معقول !. لا تشد الرحال للعلاج ، لا تشد الرحال لطلب العلم ، لا تشد الرحال للتجارة ، لا تشد الرحال لصلة الأرحام ، تتوقف الحياة الإنسانية أصلا . فإذا إذا كان له معنى و لو ثبت أنه صادر عن رسول الله المعنى المتصور الصحيح إله بس معنى واحد ، قلنا إذا ثبت صدوره عن النبي أنه لا تشد الرحال إلى مسجد إلا إلى هذه المساجد و أما باقي الأشياء مو داخله تحته ليش هذا لأن المساجد فيما بينها متشابهة في الفضيلة لاكن هذه المساجد الثلاثة لها فضيلة إستثنائية و تستحق أن يسافر إليها .يعني الآن مثلا واحد موجود هنانا في البلد باكر أنشوفه مشغل السيارة وين رايح ، قال أبي أروح الكويت ويش عندك في الكويت ، أريد أروح هناك أصلي صلاة الظهر في مسجد اسمه مسجد الإيمان مثلا ، واحد يجي يقوله ويش الغرض من هذا إنت تدور الفضيلة مسجدك إلي هني بيت الله فيه نفس الثواب إلي رايح تدور عليه في مسجد الإيمان في بلد آخر ، فلا معنى إلى أن تشد الرحال إلي ذلك المكان . أنا عندي في هذه المدينة بين اصلي في هالمسجد أو في مدينة آخرى أحتاج إلى نص ساعة أن أروح إله ، يجي يسألك فيه ميزة معينة هذا المسجد لو مسجد من المساجد ، إذا كسائر المساجد لا معنى إلى أن تسافر إلىه لأن الثواب إلي راح تحصل عليه في المسجد مثلا خمسة و عشرين بخمسة و عشرين صلاة تحصله هناك و تحصله في . مسجد إلي جنب بيتك فلا معنى إلى شد الرحال . نعم أكو هناك بناءا على هذا الحديث ثلاثة مساجد استثنائية في ثوابها .

واحد يروح إلى البيت الحرام عند الكعبة تسولى لأن الركعة فيه بمئة ألف ، يروح إلى مسجد رسول الله لأن الركعة فيه بعشرة ألاف هذا يسوى أن واحد يسافر علشانه أما لو راح إلى نفس مكة و صلى في مسجد آخر غير مسجد البيت الحرام فلا معنى لذلك لأن ثواب ذاك المسجد مثل ثواب المسجد إلي في ديرتك . لكن المسجد الحرام مئة ألف مسجد رسول الله بناءاء على هذه الروايات عشرة ألاف ، فإذا لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد لازم نقول لا تشد الرحال إلى أي مسجد إلا إلى ثلاثة مساجد . لأن في هذه المساجد الثلاثة ميزة و صفة خاصة و أجر مضاعف ، زين هذا ما يرتبط بعد إلى السفر لصلة الأرحام ولا إلى طلب العلم و لا إلى التجارة و لا إلى زيارة القبر ماله ربط أنا أريد أزور قبر والدي في بلد آخر زين لا تشد الرحال ، زين أنا أشد الرحال لزيارة قبر والدي مو ممنوع أنا أشد الرحال لزيارة قبر رسول الله ممنوع و بدعة بينا أنه لا تشد الرحال لا تعني غلى أي شيء إذا إليها معنى لا تشد الرحال إلى مسجدا إلا إلى هذه المساجد أما إذا لم يكن مسجدا ، إلى مشهد من المشاهد ، إلى قبر من القبور ، إلى مكان حتى مقبرة ما فيها ولي و لا كذا و لكن فيها حاله روحانية مندثرة واحد إذا يروح يشوف مثلا حال الدنيا و تقلبها و مضي الزمان عليها لا تشد الرحال ، يروح والده توفى في بلد آخر مثلا إروح لكي يقرأ الفاتحة عليه ، زين إذا كان كل هذا لا منع منه ،نجي إلى قبر رسول الله يكون هناك مانع هذا لامانع له على الإطلاق ، فإذا ما ذكره بعضهم و بعضهم شيء أكثر من ذلك يتحدث لو كان قاصدا زيارة قبر النبي كان مرتكبا لفعل محرم عجيب ، إذا يريد يروح المدينة فلازم ينوي زيارة المسجد لا القبر فإن نية القبر أنه يمارس البدعة و هذا خرق لإجماع المسلمين ، ماذا يعني من حج و لم يزرني فقد جفاني ، ماكو عدنا شيء في المدينة إلا بعد اعمال الحج    نذهب لزيارة رسول الله صلى الله عليه و آله ما قال و لم يزر مسجدي وإنما لم يزرني أنا و من زارني ميتا فكأنما زارني حيا و من فعل ذلك وجبت له الجنة . نسأل الله سبحانه و تعالى أن يكتبنا من زوار قبر رسول الله و من زوار قبور المعصومين عليهم السلام و أن ينفعنا بشفاعتهم و أن يحشرنا معهم إنه على كل شيء قدير .

هذا فعل فاطمة عليها السلام ، هذا موجود حتى في مصادر المدرسة الحنبلية مما استدل به أحمد ابن حنبل على جواز ذكر بعض مناقب المتوفى فإذا كان عن صدق استشهد عن صدق و قد فعلت ذلك فاطمة الزهراء فقد كانت تذهب إلى قبر أبيها رسول الله صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن ليالي ، قل للمغيب تحت اطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا . هذا استشهدوا بيها ايضاا .طبعا ما أكمل هذا الإستشهاد ، كان ينبغي أن يستكمل و يقال فما زالت هكذا مدة من الزمان حتى منعوها من زيارة قبر أبيها و من البكاء هناك ، منعوا البتول من البكاء فمذ غدت تبكي ليلها و نهارها .. قالوا لها قري اقعدي أنى و قد منع المصاب قرارها 

فكانت فاطمة عليها السلام تزور قبر رسول الله و كانت تزور قبر حمزة سيد الشهداء صلوات الله عليها و عليها و هكذا بالنسبة إلى رجال الإسلام العظام ينبغي زيارتهم في الحديث من مصادرنا الإمامية عن النبي المصطفى صلوات الله عليه يقول من زار الحسين فكأنما زارني و من زارني فكأنما زار الله عز و جل ، هذا الزيارة الزيارة شنو معناها أساسا ربما أوضحنا هذا في الأيام الماضية ، الزيارة معناها الميل أن الإنسان ينتقل يميل من مكان إلى مكان ، و لذلك في القرآن الكريم يتحث و ترى الشمس تزاور عن كهفهم يعني تميل من هذي الجهة إلى تلك الجهة لذلك سمية الزيارة بالزيارة لأن الإنسان يتحرك من مكانه إلى الشخص المزور ينتقل قد يحتاج إلى سفر يساف و قد لا يحتاج يذهب ماشيا ، فمن زار الحسين سلام الله عليه كان كمن زار رسول الله ليش لأن كلا الزيارتين في طريق الله استجابة لأمره تعظيم لشأن الله عز و جل إحنما ما نزور الحسين باعتباره النسبي فقط عشرات اكو من احفاد رسول الله صلى الله عليه و آله و مئات من الذرية الطاهرة لكننا نخص الحسين عليه السلام بالزيارة لما ورد فيها من الحث عليها و من التأكيد عليها ، نزوره لأنه اجتمع فيه كل الفضائل ، اجتمع فيه من جهة أنه سبط رسول الله صلى الله عليه و آله و أنه ابن أمير المؤمنين و فاطمة و أنه كان على يده نصر الدين و أنه ضحى في سبيل الله بدمه الشريف و بعترته الطاهرة و وقف ذلك الموقف العظيم الذي يتحدث عنه الشاعر يقول فما رأى السبط للدين الحنيف شفا .. إلا إذا دمه في كربلا سفكا

 

 

 

 

 

مرات العرض: 3406
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2566) حجم الملف: 47359.38 KB
تشغيل:

السلام عليكم تحية أفراد أو برنامج أمة ؟
هيهات منا الذلة .. ماذا تعني ؟