السلام عليكم تحية أفراد أو برنامج أمة ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 4/2/1438 هـ
تعريف:

السلام عليكم : تحية أفراد أو برنامج أمة ؟

تفريغ نصي الفاضل موسى الأحمد

﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ امنا بالله صدق الله العلي العظيم

 هذه الآية المباركة يخاطب فيها ربنا سبحانه وتعالى يخاطب رسوله بأن يرحب بالمؤمنين الذين يؤمنون بأيات الله وان يستقبلهم قائلا سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ويظهر من بعض اسباب نزول الآية المباركة ان قسما من هؤلاء ربما كانوا يستحقون الإبعاد او التجنب ولاكن حيث كتب الله على نفسه الرحمة للخاطئين فإنه امر نبيه بأن يستقبلهم هذا الاستقبال وأن يبشرهم بالسلام ويلقي عليهم تحية الإسلام

التحية الإسلامية المعروفة وهي السلام عليكم أو بإضافة ورحمة الله وبركاته هذه تعتبر من خصائص هذه الديانة ومن خصائص المجتمع المسلم ذلك ان لكل شعب من الشعوب ومجتمع من المجتمعات له نمط تحية.

عندما نستعرض بعض هذه الانماط في التحية والسلام لدى الشعوب والأمم ونقارن ذلك بما هو موجود لدى المسلمين وضمن الإطار الإسلامي نجد أن التحية الإسلامية تحمل ابعاد ومضامين استثنائية لا يمكن ان تقارن بها سائر انماط التحية في المجتمعات الاخر وهنا ملاحظة وهي ان في ديننا الإسلامية ومجتمعنا المسلم هناك ارتباط وثيق بين الشعارات والمظاهر من جهة وبين المضامين والعقائد والمحتوى من جهة اخرى.

نحن نجد مثلا الآذان الذي هو المفروض اعلان عن وقت العبادة لكنه يختلف تماما عن قرع الاجراس الموجود لدى المسيحين قرع الجرس ليس فيه ذلك المضمون بينما في الأذان فيه اختصار للعقائد الإسلامية لطريقة الحياة الصحيحة فيه حظ على العمل والنشاط والفاعلية. فيه جملة من المضامين المهمة. بينما هذا لا نجده مثلا في قرع الجرس عند المسيحيين أو في النفخ مثلا في البوق عند اليهود القدامى

وهكذا الحال عندما نأتي إلى موضوع التحية. التحية في بعض الشعوب لا تحمل مضمونا واسع وكبيرا اكثر من كونها تعبيرعن ترحيب بالطرف الاخر يتفق عليه المجتمع. مثلا الان في البلاد الغربية قد يكون ما ترجمته مثلا صباح الخير أو مساء الخير أو يوم سعيد أو ما شابه ذلك هي التحية السائدة والمعروفة وأحيانا حتى بمثل التنبيه مثل hello  أو ما شابه ذلك الذي هو عبارة عن مجرد تنبيه إلى انني ارحب بك ليس اكثر.

في بعض المجتمعات الاخرى كما ذكروا انماط تعبيريه بعض قد عندما يسمعه الانسان يستغربه. مثلا قالوا إن في بعض بلاد الهند التحية عندهم أن يأتي الطرفان فيمسك كل واحد منهم بلحية الطرف الاخر (إذا ما عنده لحية شي يسوي) مثلا بس هذا تعارف ذلك المجتمع على ان التحية المتبادلة بينهم هي بهذه الطريقة أو في بعض الأماكن الاخر كما ذكروا التحية هي عبارة حك ظهر هذا الشخص بظهر ذلك الشخص أن تأتي و تحك ظهرك بظهر ذلك الانسان. هذا تعبير عن الترحيب يتعارف عليه المجتمع. في بعض الأماكن حالة الانحناء وكلم زاد احترام ذلك الشخص ينحني له المرحب بشكل اكبر وعلى هذا المعدل وإذا تريد تستقصي هذه تجد اشياء غير معتادة بس كلها يجمعها شيء واحد وهي انها عادة اجتماعية يعبر فيها ابناء المجتمع عن ترحيبهم بذلك الطرف هذا المقدار أما عندما نأتي الى التحية في الاسلام وبالذات كلمة ولفظ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه التحية تتجاوز امر التعبير الاجتماعي إلى شيء اعمق بكثير واوسع من ذلك بكثير حتى يستطيع الانسان ان يقول ان هذه التحية هي عبارة عن منهاج حياة جعله الاسلام للإنسان المسلم واللي لازم يعبر عنه في كل لقاء يلتقي فيه بأحد من الناس يعبر عن منهاج حياته بكلمة السلام عليكم (كيف ذلك؟) الان يتبين لك شنو معنى كلمة السلام

السلام وما يشتق منها في اللغة العربية تعني التنزه عن النقص. فإذا مثلا شخص تنزه عن الامراض يقال هذا عنده سلامه وهو سليم. إذا صعدت إلى من اطار البشر إلى رب البشر، من القاب الله عز وجل من صفات الله عز وجل انه السلام يعني المنزهة عن النقائص البشرية كالعجز والنوم والضعف وما شابه ذلك. إذا تنزه عن هذه النقائص فهو سلام سالم عن هذه النقائص فإذا سميت الجنة بأنها دار السلام باعتبار ان ليس فيها نقص كلها كمال فهي سالمة من الآفات والنقائص وما يكدر الخاطر. ليلة القدر ايضا هي سلام باعتبار ان ليس فيها مما يغم الانسان ويهمه الانسان المؤمن فإذا اصل معنى السلام والسلامة وما يشتق منها تعبير عن التنزه عن النقائص وعن المكدرات والمنفرات. وإذا واحد يتابع في القران الكريم استعمالات لفظة السلام يجد ان لها ابعاد واسعة أول شيء وأعظم شيء الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالسلام في سورة الحشر وصف نفسه بأنه السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر فهو سلام. الدار التي اتخذها محلا نعيم المؤمنين وخلودهم وهي الدار الحقيقية يقول عنها ﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم ﴾ وهذه الدار ليس فيها أي منكد ولا منقص. في هذه الجنة في هذا المكان السلام تحية الله لعباده السلام والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ماذا يقولون؟ ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار ﴾ يأتون بتحية الله عز وجل إلى عبادة الصالحين ويقولون لهم يعني احنا رسل الله نحمل لكم هذه الكلمات سلام عليكم بما صبرتم.

نفس تحية هؤلاء المؤمنين فيما بينهم التحية الرسمية في جنة الله هي السلام ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ ﴾ التحية الرسمية هناك هي تحية السلام وهكذا القران الكريم عندما يتكلم عن ما نسميه اليوم بهيئة الاستقبال لأهل الجنة. عندما يذهب الانسان الى الجنة رزقكم الله وأيانا اهناك تشكل له لجنة استقبال هذه اللجنة التي تستقبله ﴿ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ انتم جئتم إلى هذا المكان انتم طيبون عملتم عملا صالحاً اتفضلوا هذه كأنما شفرة الدخول الى الجنة سلام عليكم فهذا في عالم الجنان.

علاقة الله سبحانه وتعالى مع أنبيائه هي علاقة السلامة التسليم عليهم فنحن نجد في حياة الأنبياء سلام الله عليهم في القران الكريم تارة يسلم على ﴿ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴾ ﴿ سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴾ ويجملها مرة اخرى ﴿ سَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴾ أيضا يشمل كل هؤلاء ﴿ سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ﴾ هذا بالنسبة إلى الانبياء، التسليم عليهم من قبل الله عز وجل بأعتبار ان السلام هو تحية الله لأنبيائه والشيء الذي اختص به سيد الانبياء محمد هو الصلاة عليه والتسليم عليه في قول الله عز وجل ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ وقد جعل هذا التسليم نهاية الصلاة على النبي لاحظوا الصلاة التي نصليها لها مبدأ ولها نهاية وبينهما اذكار وركوع وسجود وقيام وقعود ودعاء ولاكن مبدئها شيء ومنتهاها شيء كما يقول الأثر تحريمها التكبير وتحليلها التسليم عندما يكبر الانسان تكبيرة الاحرام في البداية هذا بعد يكون قد احرم للصلاة وعندما يبدأ في السلام على نبينا المصطفى "السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" يقول تحليلها التسليم بعد الاتيان بالسلام في موضعه يخرج هذا الانسان من الصلاة وآن إذ لو اتى بعد ذلك بمنافيات الصلاة فإنه يكون خارج الصلاة هنا خليني اشير إلى فكرة لعله عند البعض محل بسائل وهي أنه ربما يقال ان الوارد هو اللهم صلي على محمد وآل محمد وليس اللهم صلي وسلم على محمد وآل محمد قسم من الناس هكذا يذكرون ولعلى بعضهم يتشددون في ذلك والجواب عنه انه تارة نحن نتحدث في الصلاة بالفعل في الصلاة الوارد اللهم صلي على محمد وآل محمد وبالتالي الانسان مقتضى القاعدة ان يلتزم بكيفية الصلاة كما وردت بكيفية الصلاة على النبي وآله كما وردت وأما في خارج الصلاة فالإنسان في سعة من ذلك ويستطيع ان يقول اللهم صلي وسلم وزد وبارك وتحنن وترحم وتفضل على محمد وآل محمد كما صليت وسلمت وباركت وترحمت وتحننت وتفضلت على ابراهيم وآل ابراهيم. لعلك تقول هذا الأمر شيء واضح لا هناك من المؤمنين وربما من بعض أهل العلم من يتشدد في إلا يذكر "وسلم" ليش؟ قالوا لان عندنا رواية تقول بأن في تفسير الآية المباركة ﴿ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ هذه وسلموا مو سلموا عليه وإنما سلموا له ولهم. مرة أنا اسلم على النبي وآله يعني القي عليه وعلى آل البيت السلام اقول السلام عليك يا رسول الله وعلى اهل بيتك هذا سلام عليه ومرة اخرى لا اسلم له انقاد له اخضعوا له في كل ما أمر. والذي يفسر هذا الأية المباركة ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ فهو تسليم وإنقياد تام لرسول الله ولأهل بيته وهذا الكلام صحيح بلا ريب لاكن هذا احد البطون للآية المباركة. احد المعاني احد التفسيرات فإن الآية المباركة إذا جعلنا يسلموا تسليما وقدرنا عليه يصير المعنى الأول تقول السلام عليك يا رسول الله السلام على اهل بيتك هذا سلام عليهم وإذا قدرنا له فنقول ويسلموا له تسليما يعني ينقادون له ويخضعون له لاحظ اشلون.

فإذا ما ذهب إليه بعض المؤمنين وربما بعض أهل العلم من أنه لا يصح أن نفسر الآية أو أن نقول اللهم صلي وسلم على محمد وآل محمد هذا يبدوا انه ليس على وفق الأصول لا سيما وأننا نجد رواية وردت في كامل الزيارات لأبن قولويه القمي فيها اشارة إلى تعليم التسليم على النبي أقرأها لكم بنصها في الرواية ابن قولويه بسنده عن ابن ابي البلاد قال سأل الامام الصادق عليه السلام كيف نقول في التسليم على النبي فقال قل اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك ونجيك وأمينك وصفيك وخيرتك من خلقك أفضل ما صليت على احد من أنبيائك ورسولك اللهم سلم "اول شيء اللهم صلي وهنا" اللهم سلم على محمد وآل محمد كما سلمت على نوح في العالمين مو قال القران الكريم ﴿ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾ هذه الرواية تشير إلى ان من كيفيات التسليم على النبي انه بعد ان يصلي عليه أفضل ما صلى على احد من أنبيائه أن يقول اللهم سلم على نبيك محمد كما سلمت على نوح في العالمين

فإذا أمر السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم مما هو مشمول للآية المباركة ولاكن هذه الآية الذي تكشف لنا منها معنيان وقد يكون ايضا فيها معاني اخر. المعنى الأول السلام عليهم والمعنى الثاني التسليم لهم المعنى الأول التسليم عليهم والمعنى الثاني التسليم لهم. فإذا هذا سلام الله أنبيائه ورسله. عندنا السلام بين المؤمنين وهي التحية الإسلامية المعهودة والتي أشار إليها القران الكريم ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ غير التحية التي في الجنة وغير ان الله سبحانه وتعالى اسمه السلام وغير أن التحية الرسمية لله على انبيائه هي السلام أيضا التحية الرسمية التي هي بين المؤمنين أنفسهم هي تحية السلام في الجنة تحيتهم فيها سلام في الدنيا ايضا هكذا فقد روي أن شخصا جاء إلى نبينا محمد فقال السلام عليكم فرد عليه النبي صلى الله عليه وآله وعليكم السلام ورحمة الله. فجاء شخص اخر وقال السلام عليكم ورحمة الله فقال له النبي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فجاء ثالث وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وقال ما ترك هذا شيء.

المفروض قانون التحية كما ورد في أية اخرى ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ هذا الذي قال السلام عليكم في مجال للرد عليه بالأحسن بإضافة رحمة الله الثاني الذي سلم بالسلام وبرحمة الله فيه مجال للأفضل بإضافة بركاته. الثالث الذي جاء بها كاملة لا مجال لرد عليه من جنسه. هسا تريد أن تحييه بتحية أخرى مثل أن تصبحه بالخير وتدعوا له بذلك هذا لا مانع منه

الان هذه شنو معناها "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإلى ما ترمز ولماذا كان هذا التأكيد عليها ولماذا لا ينبغي أن تتغير هذه التحية إلى تحية اخرى ترى حتى التحية في بعض الأماكن يحاول تغيرها بأي أسم من الأسماء اذكر ذات مرة كنت في زيارة لأحد اقطار المغرب العربي فكنت اسلم على الناس مثلا من نعرفهم بهذا السلام "السلام عليكم" فقال لي احد المرافقين إذا سلمت هكذا يتهمونك ب أنك من فئة اسلامية محضورة هناك لاكن قل عسلامة هذه اذا قلتها يعني انك انسان عادي ليس لك انتماء والأفضل من ذلك إذا تتقن كلمة غير عربية حين إذن بعد يصير هذا علامة على حالة رقي او ما شابه ذلك

نحن لا نؤيد كثيرا فكرة أن هناك مؤامرة وجماعة مخططين ومتحسبين ويقعدون يفكرون في هكذا انه لازم نغير كذا وكذا ولاكن نحن نعتقد ان تغير هذه التحية مع إدراك معانيها الكثيرة ومضامينها إلى تحية اخرى ليس فيها مضمون ومعنى هذا امر ليس مناسبا قال بعضهم أنه في بعض الأماكن التحية مالتهم ان يسأله الصباح انه البارحة نمت زين سؤاله اياه بلغتهم انه البارحة نمت زين هذه هي التحية مثل السلام عليكم مالنا او بأنه لنفترض يقول له يومك جيد او صباحك حسن او ما شابه ذلك اذا توجهنا الى هذه التحية وما تحمل من معنى سيتبين لنا ان تغييرها الى شيء اخر هو ابدال للسيئ مكان الحسن خلينا نشوف ماذا تعني السلام هو طلب مني انا الملقي للتحية عليك بان الله يحقق لك السلام والرحمة والبركة فهو دعاء من قبلي في صالحك الى الله سبحانه وتعالى يعني انا عندما اقول السلام عليك ورحمة الله يعني انا اطلب من الله عز وجل لكم السلام واطلب لكم الرحمة واطلب لكم البركات طيب هذا معنى واحد المعنى الثاني هذا اشعار من قبل من يأتي الى قوم أو الى جماعة بانني جئت اليكم غير محارب غير معادي مو صاحب مشاكل وانما جئت اليكم بالسلام انا من دعاة السلام انا من دعاه الهدوء انا من دعاة التوافق جئت اليكم هنا في علاقة سلام وصلح وتفاهم في وقت قد ياتي اشخاص هنا او هناك ومعهم تأتي المشاكل ومعهم تأتي الإحن ومعهم تأتي البغضاء صار اذا المعنى الاول انه دعاء بالسلام وبالرحمة وبالبركات المعنى الثاني هو اعلان من قبل الانسان المسلم الى كل من يلتقيه سواء كان مسلم او غير مسلم انني لست في حالة حرب معك لست في حالة عداء معك وانما يجمعني وأياك السلام جايب إلك رسالة سلام ايها الانسان ويذكرون من هذا المعنى ان احد القساوسة انتهى به الامر الى ان يفكر في دين الاسلام وان يهتدي إليه وكانت النقطة التي بدا فيها كلمة السلام ينقلون في هذا المعنى ان قسا ذهب الى احد البلاد وكان فيها مسلمون فرأى طفل صغير مر عليه ولد فألقى عليه السلام قال له السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فذاك ايضا رد عليه يقول هذا الامر اثار في ذهني هذا السؤال ان هذا الطفل لا يعرفني ولا يخاف مني ولا بيني وبينه مصلحة ولا اي شيء مع ذلك جاء حاملا رسالة سلام إلي وانا الشخص الغريب والمسيحي الغريب عن هذا الوطن والمسيحي دينا فما يربطني به شيء ومع ذلك جاء مسلما وحاملا رسالة السلام فهذا بدأ في ذهني يقول نحن المسيحيون دائما نتحدث عن المحبة وعن السلام ولاكن هذه التحية صارت جزء من عادات السلمين ثقافات المسلمين صارت جزء من حياتهم اليومية لعل الواحد منهم يوميا يكررها عشرات المرات في لقاءاته مع الناس يتبين من هذا ان المشرع الذي جاء بهذه التحية واختارها عمن سواه غير تحية حك الظهور غير تحية ما ادري انت نايم زين لو ما نايم زين البارحة وغير كل واحد يمسك لحية الثاني وامثال ذلك من التحايا الموجودة فيما بين الشعوب هذه تحمل رسالة اجتماعية مسالمة ويفترض انها تعود الناس على محبة السلام والخير للآخرين

يترتب على هذا ان الانسان المسلم ينبغي ان يكون صادقا في سلامه مو يجي يقولك السلام عليكم وهو في داخله يوقد موقد الحرب انت جايب السلام لو جايب الحرب اذا جايب السلام فماذا يعني انك تتامر علي ماذا يعني انك تحقد علي ماذا يعني انك تنافسني هذا مو سلام واذا انت مو جاي بهذا فلماذا تشهر هذا الشعار بين الناس المفروض انك تحمل رسالة سلام وانك تلقي على غيرك هذه الرسالة ايها الانسان ترى انا ما عندي مشكلة وياك ما عندي حرب معاك ما عندي وجع راس لا احقد عليك لا اريد ان اقتلك وانما انا جئت بهذه التحية وبهذه القاعدة ومن هذا نعلم ان التحية الاسلامية ليست مجرد شعار اجتماعي من اجل تبادل التحية وانما فيها مضمون هذا المضمون يقول لك ترى انت صاحب رسالة سلام هذا السلام اللي اعظم ليلة من الليالي في حياة الانسان صفتها الاساسية انها شنهو ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ انت تحمل رسالة وشعار شعار السلام اللي ربك سبحانه وتعالى يصف نفسه بهذه الصفة ويحي انبيائه بهذه التحية ويجعل الدار الاخرة التي اعدها لعباده حاملة لهذه الصفة فأنت تعال ايها الانسان المسلم حقق هذا السلام في حياتك الشخصية والاجتماعية ما اجمل ان يكون الانسان اولا في سلام مع نفسه ترى قسم من الناس يعيشون وهم مو في حالة سلام اللي ما عنده رضا في الداخل مو في حالة سلام دائما تشوفه ناغم دائما تشوفه غير سعيد غير مرتاح الله اعطاه رزقا لا يحب هذا المقدار من الرزق الله اعطاه شيء لا يستمتع بهذا الشيء يريد ان يستمتع بما لا يملكه دائما يمد عينيه الى ما متع به اخرون فلا يستمتع في داخله بما عنده هذا ما جاي يعيش حاله سلام داخلي تشوفه دائما في حالة نغمة حالة غضب حالة عدم رضى اكو حرب داخلية في داخله ايها الاحبة ايها المؤمنون لنحقق السلام الداخلي في انفسنا بأن نرضى بما رضيه الله سبحانه وتعالى لنا وتدري شكد يكلف هذا الانسان اذا لم يعش في سلام داخلي في داخل نفسه كم من الاعصاب يتلف كم من الادوية يحتاج كم من الاوقات تمر عليه وهو غير سعيد يعيش حياته في حالة من السخط في حالة من عدم الرضا معركة داخلية مع نفسه كان احدهم يصف شخص من الاشخاص ويقول هذا إذا ما وجد إله انسان يتعارك وياه يتعارك ويا ملابسه طيب هذا لا يعيش سلاما وانما يعيش معركة دائما اما داخل نفسه وإما خارج نفسه اما مع زوجته مع اخيه مع عامله مع صديقه مع اهل فريقه مع جاره وعلى هذا المعدل تعالوا لنعمل على ان نعيش السلام في دواخلنا ثم ننقل هذا السلام إلى العالم الخارجي لا سيما في هذه الازمنة التي الحرب للأسف الشديد وأكثر الاسف انه في بلاد المسلمين يعني هؤلاء المسلمون الذين اول كلمة يتكلمون بها كبيرهم وصغيرهم اميرهم وفقيرهم إذا اراد ان يفتتح كلام قال سلام عليكم وبعد ذلك بلحظة واحدة يشعل الحروب على من حوله. وينه السلام عليكم كيف السلام عليكم وانت تشعل الحروب وتحرق الاخضر واليابس تعال افترض افتح اي قناة تلفزيونية او نشرة خبرية تجد السلام خارج الدائرة المسلمة مع الاسف اختراعات وابتكارات وحياة سعيدة حتى اذا جاء دور البلاد المسلمة لو يصير ان الشاشة تنز دم لأنزلت دماء من هذه الشاشات لكثرة هذه الحروب. اكثر البلاد استهلاكا للأسلحة في العالم هي بلاد المسلمين اموالهم تذهب هكذا ويقتل بعضهم البعض الاخر وين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا تحولت هذه التحية إلى منهج حياة. صار الانسان المسلم بالفعل يعيش السلام أولا في داخله ثم يعلن السلام على الناس. ايها الناس انا لا أعلن عليكم الحرب، لا أعلن عليكم الفتنة لا أصدر إليكم الحقد وإنما انا أعلن عليكم السلام وأنشر السلام وإذا فيه مشكلة نحاول ان نحلها. آن إذ يكون هذا الانسان المسلم منسجما بين ما يحمله من شعار اجتماعي هو التحية وبين ما يعني ذلك الشعار في واقعه

إلى حد ان الدين مو بس يقوله على الناس لا حتى يصير سلام مع البيئة التي تعيش فيها. لماذا حرم الإفساد في الأرض شجرة ما يجوز إلك تقطعها بحر تجي تغوره بئر تجي تخربه ما ادري شيء مستقيم تجعله بشكل سيء حيوان تجي تقتله إلى ضمن حدود ولذلك حتى هالحدود ايضا اشرت أنا في بعض الاماكن إلى ان الانسان لا يجوز له ان يعتدي على غيره يعلن الحرب هذه الطريقة التي يعملها بعض اهل البطر واهل الترف عندما يذهبون للصيد اللهوي رايح يصطاد سواء صيد سمك سواء صيد طيور غير ذلك، ليش عندنا احنا في فقه الأمامية تحديدا ان السفر للصيد اللهوي لا تقصر فيه الصلاة لان القصر هدية من الله وهذا جاي يعبث في الطبيعة من غير حاجة فلا يقصر في الصلاة لو واحد لنفترض قال يا جماعة خلينا كل واحد يأخذ بندقية صيد وهاي الطيور الموجودة الطيور المهاجرة خلينا نروح مكان تجمعها ونبدأ نطلق عليها الرصاص ليش حتى نتدرب نشوف اي هو اكثر يصطاد هذا راح قطع مسافة شرعية هذا لا يقصر وإنما يتم صلاته ليش مع انه قطع المسافة الشرعية يقول هذا رايح للصيد اللهوي الصيد اللهوي هو بمثابة اعتداء على الطبيعة وعلى ما فيها من غير مبرر ولا حاجة فلا يستحق هذا الانسان اكرام قصر الصلاة وهدية الله من قبله. ما يستحق هذا لازم يتم صلاته ونهي عن الفساد في الارض نهي عن تخريب هذه الطبيعة حتى اذا تريد تذبح غنمة تريد تذبح بقرة لكي تأكلها يقول انت ما تذبح بكيفك هالشكل وانما لا بد ان يكون ذلك بسم الله ما الك حق بدون اسم الله تسوي هذا. ليش عندنا التسمية مثلا إذا تركها الانسان عمدا لا يستطع ان يأكل هذه الذبيحة ليش لان انت تحتاج إلى رخصة في انه كيف تحرم هذه الغنمة او البقرة من الحياة بأي قانون بأي اسم بأي مبرر تحتاج الى اسم الله عز وجل. إذا كان نوع من العبث هذا مو بأسم الله. فلذالك في قضية الصيد اللهوي كما ذكرنا هذا الامر موجود طيب.

فإعلان السلام من قبل الانسان المسلم على الناس على اخوانه على الطبيعة على الاخرين هو مضمون هذه التحية الاسلامية ولذلك لو تأملنا فيها بشكل دقيق لا معنى اصلا لأن يغيرها الانسان الى تحية اخرى هذه المضامين مو موجودة في التحايا الاخرى. قضية السلام وإشاعتها هي مما ركز عليه ديننا وحتى لو انتهك حق الانسان الشخصي وجدنا ائمتنا عليهم السلام من اجل السلام من اجل سلامة المجتمع وسلامه يتنازلون عن حقوقهم الشخصية هذا ما نفهم مثلا من وصية أمامنا الحسن المجتبى عليه السلام لأخيه الحسين الامام الحسن اوصى اخاه الحسين انه اذا مانع رؤية الامام الحسن انه كان الفريق الاخر راح يمنع من دفني انشدك الله الا تريق في امري ملئ محجمة من دم يعني بكد نص استكانه حسب التعبير نصف استكانة دم لا يسيل من اجل هذا الموضوع حتى لو ابعدت عن زيارة رسول الله حتى لو لم ادفن هناك ليش لأننا نحن ائمة اهل البيت عليهم السلام ما جئنا لصناعة الحرب وإنما جئنا للسلام لصناعة السلام للرحمة للبركات حتى لو حقنا يضيع حتى لو أمرنا يأخذ من عندنا إلا أننا نضحي بما هو شخصي لنا من أجل سلامة وسلام المجتمع الانساني.

مرات العرض: 3402
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2582) حجم الملف: 52423.86 KB
تشغيل:

مقاييس محبة الله تعالى
بين من زارني ولا تشد الرحال أين الحق ؟