الإيمان بين مقاييس الحقيقة والادعاء ( سورة الجمعة )
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 25/2/1439 هـ
تعريف:

الإيمان بين  مقاييس  الحقيقة والأدعاء

 

تفريغ الفاضلة فاطمة الخويلدي

(يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون * فإذا قضيت الصلاة فأنتشروا في الأرض  وأبتغوا من فضل الله  وأذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون وإذا رأوا تجارةً أو لهواً إنفضوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خيرٌ من اللهو ومن التجارة  والله خير الرازقين )

حديثنا بإذن الله تعالى    يتناول مقاييس الإيمان الحقيقي والإدعائي

من خلال السورة المباركة سورة الجمعة  ونقدم لهذا الحديث بمقدمتين  تمهيديتين

المقدمة الأولى إننا عندما نلاحظ أوامر تأمر مثلا بسورة معينة  أو تذكير أو ترديد ذكر  معين مثلاً هناك  أوامر  بكثرة قراءة  سورة التوحيد وبقراءة آية الكرسي   وأمثال ذلك من الآيات أو السور كما هو الحال أيضاً في سورة الجمعة حيث  إنها تقرأ على نحو الإستحباب   في صلاة الجمعة أو في صلاة الظهر يوم الجمعة ومعنى ذلك أن الإنسان

 لو أراد الإلتزام  بهذا   فإنه سيقرأها في السنة  خمسين مرة وهكذا الحال  بالنسبة إلى بعض الأذكار هناك    توجيه إلى الإكثار  من التسبيحات الأربع   على  سبيل المثال سبحان الله والحمد لله ولا إله  إلا الله  والله أكبر   وإلى الإكثار من  البسمة في أي شيئ إلى الإبتداء في أي عمل وإلى الإكثار مثل الحوقلة لا حول ولا قوة إلا بالله  العلي العظيم وأمثال ذلك هذا التأكيد على بعض السور أو بعض الآيات أو بعض الأذكار لابد أن ينبهنا  إلى وجود سراً في هذه السور أو في تلك الأذكار و  قد نفهم من وجه التأكيد  أن هناك معاني في نفس هذه السور  يراد تركيزها وترسيخها  في النفس مثل سورة  التوحيد يراد ترسيخ مفاهيم التوحيد لله عزوجل    في مثل الأذكار يراد تركيز قضية تنزيه الله عن النقائص والعجز

   في مثل سبحان الله  إعلان موقف الحمد والشكر لله  وتذكر نعمه في مثل ذكر الحمد لله وهكذا   فإذا وجدنا مثلاً هناك تأكيداً على قراءة سورة  الجمعة بحيث أنها تقرأ بناءاً على الإستحباب المؤكد في كل جمعة في الصلاة  تقرأ بالتالي من قبل الإنسان خمسين مرة في السنة وهذا  يعني أن هناك معاني تريد الآيات المباركات  من سورة الجمعة إيصالها إلى القارئ ولو على سبيل التدريج  عندما يفكر فيها ويتأمل فيها  هذه المقدمة الأولى

المقدمة الثانية  هي أن هناك رأياً عند قسمٌ من المفسرين وبعضهم مجتهدون ومتخصصون في  مسألة التفسير هذا الرأي ينتهي إلى أن كل سورة من السور القرآنية  تريد عادة الحديث عن موضوع معين بالنسبة إلى السور القصير أو السور  المتوسطة أو عدة  مواضيع بالنسبة إلى السور الطويلة خلاف ما يترائ عند بعض الناس  من أن مثلاً   كل آية من الآيات لها معنى وتناقش موضوعاً خاصاً  وتختلف عن الآية التي بعد والتي قبلها يقول لك هؤلاء المفسرون وبنيت على  هذه الفكرة تفاسير قام بها المفسرون هؤلاء   بمحاولة تحديد موضوع السورة قبل البدئ فيها يقول لك مجموع هذه الآيات  تتحدث عن موضوع معين  ولكن من زوايا مختلفة وأحياناً يكون عنوان السورة  في بعض الحالات دليلاً على موضوعها سور معنونة  بعناوين أحياناً يكون عنوان السورة دليلاً على موضوع  هذه السورة فإذا كان كذلك فمثلاً سورة الجمعة في نظر هؤلاء هي ذات موضوع معين ولكن الآيات تتناول هذا الموضوع من زوايا مختلفة ومن إتجاهات متعددة  ليس الأمر كما يقولوا   هؤلاء المفسرون على نحو إن كل آية  تتحدث عن موضوعٍ يختلف عن موضوع الآية التي  بعدها أو الآية التي قبلها بأربع أو ثلاث آيات لا

هناك وحدة  في الموضوع ولو أردنا  تمثيلاً وتشبيهاً للموضوع هذه الفكرة  لو أردنا  أن نمثل لها أنت أحياناً تستمع إلى متحدثٌ هذا  المتحدث  عنده عنوان معين موضوع خاص ولكن يتناوله من جهات مختلفة  لكن هناك خيطاً واحداً يربط هذه المواضيع  المختلفة فقد يتكلم مثلاً عن صفة الحلم ويأتي بأطرافها المختلفة لكن الموضوع  الأساسي هو  الحلم كما أن المتحدثين الحكماء والعقلاء  يتحدثون بهذ النحو بعض المفسرين يرى أن طريقة القرآن الكريم  في السور القرآنية هي من هذا القبيل بناءاً على ذلك يرى  البعض أن سورة الجمعة مع  إختلاف طرق  تعبيرها إلا أنها تتحدث عن  موضوعٍ أساسيٍ وهو علامات  الإيمان الحقيقي وعلامات الإيمان الإدعائي هناك أفراد  وربما مجتمعات وشعوب لديها إدعاءٌ للإيمان  لديها  إفتخارٌ للدين  ولكنها لا تطبق هذا الدين ولا تنطبق عليها مقاييسه فصلاة الجمعة آتية  حتى تقول للإنسان  المسلم أنت أيها المسلم   أنت الذي تقرأ هذه السورة في كل  جمعة  مرة ليكن إيمانك  إيماناً صادقاً عندما يعرض على مقاييس الحقيقة  يصدق لا يكون  من الإيمان الإدعائي لا يكون من الإيمان  الإفتخاري لا يكون من الإيمان الأسمي كما كان  الحال بالنسبة ليهود بني إسرائيل دعنا نبدأ  في مرورٍ  سريع على الآيات المباركة يبدأ القرآن الكريم  بإثبات هذه القضية

( يسبح لله ما في السموات وما في  الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم)  طبعاً كل صفة من  هذه الصفات لها معنى وناظرة إلى هذه الصفات آخر صفة هي  صفة الحكمة العزيز الحكيم من أجلى مظاهر حكمته سبحانه وتعالى أن ( هو الذي بعث في الأُميين  رسولاً منهم ) وإلا لو خلق الخلق ثم    تركهم  بلا رسولٍ ولا هديةٍ ولا رسالةٍ  إن هذا مما يخالف الحكمة   الحكمة تقتضي بعث الرسل هو الذي بعث في  الأُ ميين  هنا بمعنى الذين لم يكن لهم رسالة ولم يكن قد بعث لهم نبيٌ في  مقابل أهل الكتاب تعبيرات القرآن الكريم

 عن اليهود والنصارى  إن أهل الكتاب أهل رسالة أهل معرفة دينية   بينما الذين لم يبعث لهم نبيٌ ولم يبعث لهم كتاب  يعبر عنهم بالأُميين   لا معرفة  عندهم لا ثقافة ولا بصيرة عندهم   فبعث فيهم نبياً منهم في الأُميين   نبياً منهم  ماذا يصنع ( يتلو  عليهم آياته ويزكيهم  ويعلمهم الكتاب  والحكمة وإن  كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين ) هذه المقدمة  للحديث عن  نماذج من الإيمان الإدعائي والتدين  الأسمي الذي كان لدى اليهود بني إسرائيل لكي لا يتورط المسلمون  بعدما بعث لهم رسولاً منهم لا يتورطوا نفس  مشكلة أولئك   أولئك كان لديهم رسالة  وبعث لهم  رسولاً ونبي الآن المسلمون  بعث لهم نبياً من أنفسهم وأنزل عليهم  كتاب هناك تخوف من أن يسلك المسلمون ما سلكه  اليهود في التعامل مع النبي  ومع الكتاب  ويصبح إيمانهم وتدينهم  إدعائياً إفتخارياً إسمياً  غير حقيق  ولا واقعي فقدم القرآن الكريم  سورة بني إسرائيل ونموذجهم وما كانوا عليه من الإدعاء  وعرضهم  على مقياسٍ تبين فيه فشلهم في إثبات حقيقة  إيمانهم    أولاً بنوا إسرائيل اليهود كان عندهم هالحالة  من الإفتخار في ذلك الزمان وإلى زماننا  هذا ضمن ثقافة اليهود ثقافة الإستعلاء  والعلو بل النصارى في ذلك الزمان أيضاً

( فقالت اليهود والنصارى  نحن أبناء الله وأحباؤه) نحن أولاد الله  نحن أحباب الله فهذا الشعور شعورهم بالقرابة وليس فقط  بالقرب  نحن ليسوا فقط أحباب الله ليسوا فقط أولياء الله  حتى نحن أبناء لله  عزوجل وبالتالي لا أحد يلحقنا ولا احد يوصل لنا  بعد نحن أولاد الله كيف أحد يوصل لنا  ما دمنا كذلك ( ليس علينا في  الأُميين سبيل )

الأُ ميين من هم ؟ هم كل من كان ليس له رسالة  هؤلاء أصلاً خدمٌ لنا عبيدٌ لنا أموالهم حلالٌ لنا  لو ذهبنا  وأخذنا أموالهم وإغتصبنا أرضهم وصادرنا  مزارعهم ليس علينا حرج في ذلك ليس علينا سبيل  لماذا؟ لأن هؤلاء لم يخلقوا كخلقتنا ولا يصلوا إلى مستوانا  نحن أبناء الله أحباب الله هؤلاء ليسوا كذلك  وهذا موجود   في التوراة المحرفة  وضمن تلك الثقافة المزيفة التي  أصطنعت  فيما بعد بعد أن أتت التوراة وتعرض اليهود  للغزو البابلي  وإنقطعوا عن المصادر الأصلية  وأعيدت كتابة  التوراة   وشرحت  شروحات متعددة دخلت هذه الثقافة  الباطلة  والخاطئة لهم طبعاً هذا أحياناً حتى    يصير عند قسمٍ   من المسلمين   يتصورون انفسهم أشرف شيئ   وأفضل شيئ  وأحسن شيئ لان إسمه مسلم أو عند الشيعة  لأنه يوالي أهل البيت  يتصور إنه مجرد هذا العنوان يؤهله لأن يكون  أفضل البشر  والحال إن الأمر ليس كذلك والقرآن الكريم أولاً يرد على أولئك  لما قالوا( نحن أبناء الله وأحباؤه)

 ماذا قال لهم ؟    ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم  يعذبكم بذنوبكم بل  أنتم بشرٌ ممن خلق  يعذب من يشاء وبغفر لمن يشاء ).انتم حالكم  حال ملايين  ومليارات البشر الذين خلقهم الله جزء  من هؤلاء إذا أذنبتم يعذبكم كما يعذب غيركم بمشيئته يغفر لمن يشاء برحمته وبعدله  يعذب من يشاء   إذا أذنب كذلك بالنسبة للإنسان المسلم ما لازم يتصور إنه ما دام  نحن نبينا محمد صلى الله عليه وآله   وهو أشرف  الخلق فإذن نحن أشرف الخلق ما دام هو في أعلى المنازل  إذن  نحن في أعلى المنازل  لا لستم كذلك وإنما أنتم بشرٌ ممن خلق   يغفر  لمن يشاء ويعذب من يشاء تعمل عمل عدل  تلتحق بالنبي صلى الله عليه وآله

  أهلاً وسهلاً  لا تعمل ذلك فحالك حال الكثير من الناس لا تخدع حالك  أنا من موالين  أهل البيت عليهم السلام إذن أنا جزت القنطرة لا لا تخدع نفسك  أنتم أيضاً بشرٌ ممن خلق والحطة عليكم أعظم كما يقول الإمام  الصادق عليه السلام أو الكاظم عليه السلام لصفوان  إبن جمال ( الحسن من كل أحد حسن  ومنك أحسن  والقبيح من كل أحد قبيح ومنك أقبح) لماذا؟ لمكانك منا أهل البيت أنت محسوب علينا  إذا أذنبت  أنت محسوب  علينا وأسمك  معنون بنا لذلك تستحق عقوبة أكثر من غيرك  أنت عندك الهداية العظمى  لو إلتفت لها فلو إنحرفت مع وجود هذه الهداية العظمى  عقوبتك أكثر من ذلك  فأولاً  القرآن الكريم يقول لهم بل أنتم بشرٌ ممن خلق إفتخروا على المسلمين بأنهم نحن الله اكرمنا بأن بعث لنا  الأنبياء وهذا دليل على إهتمام الله بنا دون غيرنا  فيقول لهم القرآن الكريم أولاً المسلمون  كانوا سابقاً أميين  لما كانوا عرباً قبل الرسالة الآن    أصبح لديهم رسالة ورسول فما هي ميزتكم عليهم  في السابق  لم يكن عندهم  نعم عندكم حق تقولوا نحن عندنا إتصال بالله  ورسالة ورسول  الآن بعد مجيئ النبي صلى الله عليه وآله أصبح  هؤلاء متصلين  بالله عندهم كتاب عندهم رسالة فما هي ميزتكم عليهم  هذا واحد

ثانياً ليس الإفتخار بوجود  الرسالة والكتاب  السماوي بين اظهركم فإنه مع عدم تطبيقه  وعدم العمل به  يكون حالكم في ذلك حال ( كمثل الحمار  يحمل أسفاراً) الآن لو أتيت  بحمار وخليت عليه كتب العلم والأحاديث والتفسير والفقه   والهندسة  والكيمياء  والطب  هذا يحعله يخرج من كونه حمار ؟

 لا يخرج  يبقى حماراً ولكن يحمل أسفاراً لا يتحول إلى طبيب  ولا يتحول إلى مفسر ولا يتحول إلى عالم ولا يتحول إلى فقيه ولا  يتحول   ولا بتحول إلى مهندس يبقى على حاله كذلك من  يحمل العلم  الإلهي من ينزل عليه التوراة  ويجعلها في الرف  ولا يطبقها نفس الكلام من ينزل عليه الكتاب السماوي   القرآن ثم لا يعمل به نفس  المثال حمل التوراة حمل القرآن  حمل  الإنجيل يعني وصلوه له وأتوا به له ولكنه لم يعمل به ولم يغير  ذاته على حسبه ولم يعمل بأوامره وينتهي عن  نواهيه  هذا( كمثل الحمار يحمل أسفاراً) فأول مقياس  من مقاييس الإيمان الحقيقي دون الإيمان الإدعائي  العمل بما جاء  في الكتاب السماوي وإتباع أوامر النبي  صلى  عليه وآله

 أو النبي موسى عليه  وعلى نبينا وآله وعليه  أفضل الصلاة  والسلام هذا أول مقياس من المقاييس وقد أشار له ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها  كمثل الحمار يحمل أسفاراً  بئس مثل القوم ) نحن الآن نضرب لكم  ونقول مثل يأيها  المسلمون هذا مثل اليهود وهم يشابهون الحمار  الغاية من ذلك  ألا يكون دينك وإيمانك إدعائياً   إفتخارياً إسمياً  وإنما  يكون إيمانك إيمان عمل وتطبيق لهذه الرسالة  وأوامر  الرسول هذا واحد من الامور

 الأمر الآخر  المقياس  الآخر أنتم أولياء الله وأحباؤه عندنا مقياس الولاية بالشهادة   أصدق مقاييس  الولاية الموت في سبيل الله عزوجل   الإنسان  يستطيع أن يقول أنا أفضل الناس أنا أقرب الناس  إلى الله  أنا أحسن الناس عند الله لكن  هذا يحتاج له إثبات المثبتات درجات  أعلى درجة  تثبت ولاية الإنسان لربه وقربه منه  شهادته في سبيله فليس بعد ذلك  برٌ في حديثٍ عن النبي محمد صلى الله عليه وآله  ( فوق كل برٍ برٍ حتى يقتل  المرء  في سبيل الله فليس فوقه بر) على درجة هذه  وهي بحسب المقاييس العادية أنت تقول حبيب الله  إبن  الله ولي الله أقرب من غيرك إلى الله  جيد الحبيب هل يعاف لقاء حبيبه ؟كلا يدور عليه  قدر  المستطاع يحب  لقاء حبيبه    حتى أن يصل إلى حبيبه وإلى وليه  طريقكم  للوصول إلى حبيبكم هو الموت  في سبيله  ( فتمنوا الموت ) ليس أي موت  مثل الإنتحار ولا الموت  بسبب المرض وإنما الموت في سبيل الله     الشهادة من أجل  المبدأ القتل في سبيل الدين  أن يقتل الإنسان  في سبيل الدين فهذا مقياس تفضلوا  تعالوا أنظروا  هل تطبقونه  وهل أنتم تتفاعلون معه أم لا    ( إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فهذا  الزعم وهذا  الإدعاء  لا يكفي وإنما ماذا  فتمنوا الموت إن كنتم صادقين بعدين  يفضخهم ويقول ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم والله عليمٌ بالظالمين) إذا كان المقياس  للولاية هي الشهادة ورأينا شخصاً لا يذهب خلفها يتبين  لنا إن هذا  ليس ولياً  كما يدعي لله عزوجل والحال أن هؤلاء  لا يتقربون  إلى الشهادة وبعضهم لاحظ هذه الملاحظة في المجتمع  الإسرائيلي القديم بل وبعضهم عممها على المجتمع  الإسرائيلي الحديث  في القديم لما أمرهم نبيهم موسى أن يدخلوا تلك الأرض المقدسة   التي جعل الله لهم  وكان هناك جماعة مسطرين عليها  قالوا ماذا

( إن فيها قوماً  جبارينوإنا لن ندخلها   ما داموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)

صدق هذا يحتاج إلى واحد مترهي لهذه الدرجة أنا جالس هنا   أنتظر إذهب أنت مع الله تبعك خلصو الشغل  تعالوا  وأعطونا خبر حتى نأتي على الجاهز  هذا مجتمع تبع وتمنوا الموت إن كنتم صادقين هذا مجتمع تبع  شهادة هذا مجتمع تبع نحن  أبناء الله وأحباؤه   هذا مجتمع تبع أولياء لله من دون الناس هذا مجتمع  كاذب في دعواه لو كان كذلك لبادر إلى الشهادة وفاز بالسعادة  وتقدم إلى تلك الأرض وسار خلف النبي أمامك نبي  من الأنبياء  هو الذي خرجكم من ظلمات فرعون   يستحي نسائكم يقتل أبنائكم ورجالكم بعض  الباحثين يقولون هذه الحادثة ألى الآن

لا تزال موجودة  مفهوم الشهادة  وما يرتبط به  ليس غنياً في قاموس المجتمع الإسرائيلي   القرآن يقول ( ولتجدنهم أحرص الناس على  حياة) حرصهم على الحياة وليس حرصهم على  الموت حرصهم  على البقاء   حرصهم على الشهادة   في  هذه الآيات المباركات من سورة الجمعة ماذا يقول

(  إن الموت الذي تفرون منه   فإنه ملاقيكم) أين ستذهبون   أنت أن تقبل على الموت مقبلاً غير مدبراً   خلف راية نبيك موسى هذا أفضل لك  لو  تهرب من هذا والموت هو سوف يركض خلفك  فإذن هذه علامة أخرى من العلائم التي  أخبر عنها القرآن الكريم وقال إن هذا المجتمع  الإسرائيلي  اليهودي مجتمعٌ كاذبٌ في  دعواه  الولاية الإلهية الولاية الإلهية  مقياسها الشهادة في سبيل الله عزوجل أو  الإستعداد للشهادة حتى لو كان الظرف ليس ظرف قتال ولا ظرف شهادة  ولكن  الإستعداد للشهادة وتمني  الشهادة هذا  هو أيضاً علامة من العلائم

لماذا   تلاحظ مثلاً  في ممارسات شيعة أهل البيت عليهم السلام هناك تأكيد على تمني الشهادة  خلف راية  المعصوم عليه السلام عجل الله تعالى فرجه الشريف   هذا في دعاء العهد أكيد الأخوة  المؤمنون  يقرأونه  في الصباح ( اللهم رب النور العظيم  ورب الكرسيى الرفيع ورب البحر المسجور ومنزل التوراة والإنجيل  والزبور  ورب  لظل والحرور ومنزل القرآن العظيم  ورب  الملائكة المقربين  والأنبياء والمرسلين   إلى أن يقول فأخرجني من قبري   يعني إذا رحت  

 ،اصبحت ميتاً مع ذلك( أخرجني من قبري  مؤتزراً كفني شاهراً  سيفي  مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي إذا دعاني  في الحاضر والبادي ) يعني انا إذا   مت أخرجني لانال   الشهادة بين يدي  حجة الله ووليه الإمام  المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف فإذا الموت عاجلني ولم يظهر  الإمام أنا  اتمنى عندما اموت أن اخرج بهذه الهيئة وبهذه الكيفية  ترى مثل هذه الحالات هذه التعبئة من أجل الشهادة هي التي تجعل  الإنسان المؤمن الموالي  لأهل البيت يقدم في ميادين الشهادة والجهاد ويضحي بنفسه  من أجل ذلك  في مقابلها عندما يتخوف من الموت عندما  يتراجع عن الشهادة عندما يقدم الدنيا وأمورها هذا يتبين  أن ولايته لله ولاية ناقصة( فتمنوا الموت   إن كنتم صادقين

 ولا يتمنونه أبداً  بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه نلاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )

هذا المقياس الثاني   إنزعه من أي مكان من أي مجتمع وطبقه مجتمع  يرحب بالشهادة  يتمنى الشهادة يقبل على الموت في سبيل  الله عزوجل من أجل  دينه من أجل نصرة إمامه هذا مجتمع صادقٌ في تدينيه  وقريبٌ من ولايته لله عزوجل   وعكس ذلك عكس ذلك هذا المقياس الثاني المقياس الثالث التعامل مع العبادات  كل دين من الديانات فيه مجموعة من الممارسات العبادية صلاة وصيام وأمثال ذلك   وإن إختلفت  اشكالها وكيفياتها لكن أصلها موجود  كيف يتعامل هذا الإنسان مع العبادات إذا تعامل معها وهي طريق الصلة بين هذا الإنسان  وبين خالقه العبادات  ليست حركات رياضة في الصلاة مثلاً وليس رجيماً في الصوم  وليست ضريبة مالية في الزكاة وإنما هي صلة بين الإنسان وبين ربه  هذه الصلة كيف أنظر لها أنا مرة لا تهمني في شيئ صارت صارت ما صارت ما صارت  إن صار لي خلق اصلي  ما صار لي خلق لا أصلي صار لي خلق أصلي أول الوقت ما صار لي خلق أصلي آخر الوقت   ما عندي شغل أصليها في وقتها بخشوعٍ وخضوعٍ وفي المسجد وجماعة عندي شغل  أدنى الأشغال اتركها  وأسحب عليها  هذه الطريقة تعين إن الإنسان  في إيمانه إيمانٌ إدعائيٌ أو إيمانٌ حقيقيٌ   يبدأ ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة

 فأسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع طبعاً البيع  كل العمل التجاري  لو واحد يقول أنا ليس عند بيع عندي إجارة والله نهى عن البيع  ما نهى عن الإجارة   التأجير مثلاً عندي باص أريد أأجره  عندي  غرفة أريد أأجرها أو لا عندي معاملة  مضاربة  الآن أنا متفق مع واحد أعطيه نقود حتى هو يذهب ويشتغل بأموالي  والقرآن إنما نهى  عن البيع لا البيع  عنوان من عناوين المعاملة  والأنشغال بالأمور الدنيوية لا خصوصية فيه  يعني لا واحد يتصور إن البيع ممنوع لكن الإجارة مسموح البيع  ممنوع  لكن  المضاربة عادي  كلا  وذروا البيع ذلكم خيراً لكم إن كنتم تعلمون  فإذا قضيت الصلاة فأنتشروا في الأرض  وأبتغوا من فضل الله  وأذكروا الله  كثيراً لعلكم تفلحون)

ويذكر بحادثة حصلت  من المسلمين طبعاً هذه الحادثة فيها معاني كثيرة من معانيها ما يدعى مثلاً من عدالة  الصاحبة جميعاً الذين كانوا مع رسول الله هذه الآية تخدشها  تركوا  ثربهم القرآن الكريم وبخهم   القرآن الكريم تحدث عنهم بشكلٍ غير  مناسب وهؤلاء  لم يأتوا من أماكن أخرى وإنما هم نفسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله  قضيتهم  أنهم في ذلك الوقت التي كانت صلاة الجمعة واجبة  عيناً  على الإنسان في زمان حضور النبي محمد صلى الله عليه وآله  في ذلك الزمان كانت صلاة الجمعة واجبة بوجوبٍ تعيينيٍ  الآن في عصرنا  الحاضر في الأغلب المشهور إنها واجبة بوجوبٍ  تخيريٍ تستطيع أن تصلي الظهر  وتستطيع أن تصلي الجمعة ليس معيناً ذاك الوقت كان معيناً   يجب صلاة الجمعة لمن كان قد بلغه النداء في المدينة واجباً عليهم خلف رسول الله صلى الله عليه وآله    فكان هناك تاجر يأتي من الشام ببضائع  زيتون عسل تين   من المنتجات الشامية أتى والنبي  يخطب والخطبة جزءٌ من صلاة الجمعة لا سيما في الحالة التعيينية    تكون الخطبتان بمثابة ركعتين   ركعتان وخطبتان  قبلهما فلما بدأ الهمس بأن التاجر الفلاني وصل  هذا يقول   أذهب الحق قبل  ما تخلص البضائع وذاك يقول  أذهب  لأشتري كمية  أكبر  وبعدها أبيها بالسعر الذي أريد  فبدأوا يتسللون واحداً تلو الآخر فقال لهم القرآن الكريم ( إذا رأوا تجارة أو لهواً إنفضوا إليها وتركوك  قائماً قالوا  عادة إذا يأتي هذا التاجر يصير دق  ودرنقات وطبل ألى آخره  كنوع  من الإعلان عن مجيئه فهذا اللهو وتلك التجارة   وتركوك  قائماً قل ما عند الله خيرٌ من اللهو ومن التجارة  )

كيف نتعامل مع صلاتنا آخر الوقت  نجعلها بعد كل الأشغال نجعلها إذا  بقي وقت نجعلها إذا إرتحنا  وما بقي عندنا شيئ  ولا إنشغال ولا غيره فرغنا من كل شيئ  نأتي نصلي أم  لا  نعتبرها فوق كل  شيئ  وقبل كل شيئ وأول كل شيئ  ونعتذر عن باقي الأشياء  بأنها موجودة   هي كلها دقيقتين  أعمل هذه الأشياء غيره  لا  انا أصلي  بعدها يصير خير  ذكرنا في حياة الإمام  الرضا عليه السلام  إنه لما إنعقد مجلس المأمون العباسي واحد من  زعماء الأديان  وهو عمران وهو زعيم الصابئة بدأ يتناقش  مع الإمام الرضا عليه السلام فالإمام الرضا بدأ يشرح له  ويبين له خطأ طريقته وصحة طريقة الإسلام   في هذه الأثناء  أذن المؤذن فنهض الإمام الرضا عليه السلام حتى يذهب إلى الصلاة  هذا زعيم الصابئة  قال له يا إبن  رسول الله

الله الله فيّ أنا قرب قلبي   يميل إلى دين الإسلام  كمل  هذه الحكاية وبعدها إذهب وصلي قال له  لا هذا  نداء الله   أنا  أذهب أصلي ثم بعد ذلك إن شئت  جلسنا إلى أي وقت  لو أي واحد منا كان يقول هداية شخص أولى ( لإن  يهدي الله بك  رجلاً خيرٌ لك  مما طلعت  عليه الشمس) لا سيما هذا زعيم طائفة  زعيم دين  وهذا بحسب الظاهر كلام واضح لكن الإمام يريد  أن يعطي معنىً أعمق يقول الصلاة فوق كل هذا وأول الوقت أيضاً قبل كل شيئ   وهذا المؤذن ليس هو من يتكلم هذا الله ينادينا الآن

لو  مسؤل  في الدولة إتصل بك  تلفون  ترفع السماعة أم لا لا شك إنك ترفع السماعة  لو واحد أراد ان يخبرك عن صفقة تجارية عظيمة جداً فيها ربح لك الآن تجيب  عليه فوراً ترفعه  طيب الله سبحانه وتعالى  الآن يناديك للصلاة على سبيل المؤذن تستجيب له  ام لا  نفس الشيئ هنا هؤلاء تركو النبي صلى الله عليه وآله  وصلاته وخطبته وذهبوا  لكي يتاجروا هذا أيضاً من المقاييس كيف تتعامل الأمة  والشعب مع  العبادات بنفس المقدار يتبين  حقائق إيمانها وإدعاءات إيمانها  بمقدار ما أنت تلتزم  بالعبادة وتعطيها  المنزلة العظمى لأن العبادة هي الطريق لله ما يوصل بينك وبين  ربك   هذا تهتم  به لو لا تهتم به فإذا   الفرد والأمة إهتموا بذلك فإنه يتبين عند ذلك إن إيمانهم  إيمان حقائق وليس إدعاءات هذه ثلاث مقاييس تذكرها هذه السورة المباركة  للتمييز  بين   النحوين من الإيمان

 واحد من الأمور  قضية العمل بالرسالة  وإتباع النبي وأن مجرد الإنتماء لليهودية   والإنتماء  للإسلام أو الإنتماء للتشيع  من دون  إلتزامٌ عمليٌ  ليس بنافعٍ  ولا يعد من مقومات الإيمان بل قد   يكون  الإنسان   عندئذٍ داخلاً في  مثال ( كمثل الحمار يحمل أسفارأً) وهذا المثال ( بئس مثل القوم  الذين كذبوا  القرآن يقول كذبوا لأن التكذيب يكون على نحوين لأن هذا  الحكم  لم يأتي  أصلاً هذه الآية غير موحودة هذا الواجب غير حاصل  ومرة أخرى مع وجوده في القرآن يخالفوه ذاك تكذيب وهذا تكذيب  أشد أيضاً 

مرات العرض: 3381
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2583) حجم الملف: 33277.54 KB
تشغيل:

حجاب المسلمة أدلة وفلسفة
كيف نعيش في الأماكن المقدسة ؟