حجاب المسلمة أدلة وفلسفة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 7/5/1438 هـ
تعريف:

حجاب المسلمة : أدلة وفلسفة

تفريغ نصي الفاضلة وفاء محمد

قال الله العظيم في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) آمنا بالله صدق الله العلي العظيم
حديثنا بإذن الله تعالى يتناول موضوع من المواضيع المهمة في التشريع الإسلامي والمجتمع المسلم ذلك هو موضوع الحجاب والعفاف في الاسلام ونتحدث في هذا الموضوع بمناسبة أيام قدوة النساء وسيدة العفاف والستر الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها.
هذا الموضوع يكتسب أهمية من أكثر من جهة الجهة الأولى جهة تربوية تنتهي الى ان معرفة الأنسان سواء كان رجلا أو امرأة معرفته بفلسفة الحكم الشرعي والدليل عليه يجعله أكثر تفهما لهذا الحكم وأكثر التزام وتطبيقا له وينتفع نفعا أكثر مثلا لو ان انسان عرف ابعاد الصلاة التي يصليها وعرف مقاصد الأذكار التي يؤديها في الصلاة وعرف معان الآيات التي يتلوها فيها فإن استفادته من الصلاة وتأثره بها ستكون أكثر من ذلك الشخص الذي لا يعرف هذه القضايا. ولذلك يتفاضل الناس في صلواتهم بمقدار معرفتهم وتأثرهم بهذه الصلاة، إذا عرف فلسفة الصلاة ابعادها ادلتها كان أقدر على الالتزام بها من ذلك الذي لا يعرف شيئا من هذا المعنى.
كذلك الأمر بالنسبة الى الحجاب المرأة التي تعرف فلسفة الحجاب وابعاده وادلته عندما تتحجب وتلبس هذا اللباس يتبادر الى ذهنها تلك الفوائد والمنافع والمقاصد التي أرادها الشرع من خلال إيجاد هذا الواجب فإذا بيان هذا الموضوع فيه فائدة تربوية تنتهي الى ان معرفة الواجب على الرجل أو المرأة تجعل الأنسان أكثر تفاعل والتزام به وتعطيه استفادة أكبر هذا جانب تربوي.
الجانب الآخر في خصوص موضوع الحجاب أصبح اليوم حجاب المرأة المسلمة من الأمور التي أدخلت في الصراع الحضاري بين المجتمع المسلم والعقيدة الإسلامية والفكر الإسلامي وبين النماذج الغربية صراع الحضارات بين الغرب وبين الإسلام ادخل فيه أمر الحجاب باعتباره أحد المفردات المهمة.
الان في بعض الدول في أوروبا مثلا تمنع الحجاب في الأماكن الرسمية او في بغض الأماكن الرسمية في فرنسا مثلا هناك منع رسميا صدر قبل مدة من الزمان ان تكون المرأة محجبة غير منقبة فقضية النقاب هذا أمر آخر نفس الحجاب بمعنى الحجاب الشرعي الذي يتحدث عنه يرفض مثل هذا في بعض الدوائر الرسمية في تلك البلاد مع انها المفترض دولة علمانية تؤمن بالحريات وما شابه ذلك.
وهذا يعني ان موضوع الحجاب لم يعد أمر شخصيا تلبسه هذه الطفلة أو هذه المرأة أو لا بل أدخل في ضمن معادلة الصراع بين الاتجاه الغربي في الحياة وبين الاتجاه الإسلامي والهدى الإسلامي لذلك توجهت الإشكالات باتجاهه والتشكيك حوله وتشكيل الحركات بل في فترة من الفترات ضغطت الدول الغربية على بعض حكام المسلمين لمنع الحجاب كما حدث في تركيا أيام اتاتورك وفي إيران في أيام البهلوي الأول وابنه وصار قرار بمنع هذا الحجاب وصار تثقيف.
معرفتنا بهذا الموضوع وادلته وبما جاء فيه ومقاصده تعين الأنسان المسلم على تلمس رؤية الإسلام في هذا الموضوع في الشريعة الإسلامية قضية الحجاب من ضرورات الفقه الإسلامي انه يجب على المرأة المسلمة إذا بلغت البلوغ الشرعي ان تتحجب. الآن نتحدث عن الحد الأدنى هناك من العلماء من يوجب فتوى او احتياطا ستر الوجه و اكثر العلماء يستثنون قضية الوجه و اليدين و نحن نتحدث عن الحد الأدنى بهذا المقدار هذا الواجب يتفق عليه المسلمون من اتباع المدارس الإسلامية المختلفة يعني المذاهب الأربعة يحكمون بوجوب الحجاب على المرأة المسلمة متى ما أصبحت بالغة و مكلفة من الناحية الشرعية بمعنى انه كما يجب عليها الصيام و يحرم عليها سائر المحرمات يجب عليها أيضا ستر بدنها باستثناء الوجه و الكفين هذا موجود عندهم الا المذهب الحنبلي و خصوصا في نسخته الأخيرة السلفية الذين يوجبون أيضا ستر الوجه بل و في بعض الحالات حتى الكفين , المذهب الامامي أيضا يقول علماءه بلزوم ستر المرأة لكامل بدنها باستثناء الوجه و الكفين و الوجه فينبغي الا يكون مزين و لا ملفت للأنظار بالمكياج و قد احتاط بعض علماءنا و مراجعنا أيضا بموضوع ستر الوجه .
فيما يرتبط بالاستدلال على هذا الموضوع يذكر علماءنا عدة أمور نشير اليها على سبيل الاختصار يذكر العلماء ان هناك آيات مباشرة تشير تشرع قضية الحجاب آيات قرانيه و بالتالي تكتسب هذه القضية أهمية كبيرة نظرا لأن دليلها دليل قراني يعني مقطوع بصدوره من المولى عز و جل فهنا ليست مسألة رواية يقال لك يحتمل او لا يحتمل فيبقى ان يكون فيها دلالة فقط الآية المباركة فهناك آيات مباشرة و هناك آيات مشيرة ومن السنة أيضا أي من أحاديث رسول الله صل الله عليه و اله و عند الامامية أيضا ما ورد عن طريق أئمة اهل البيت عليهم السلام سوف نشير اليها .
الآية الأولى التي توجنا بها الحديث خطاب من الله عز وجل لنبيه و رسوله الكريم  (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) أولا هذا الخطاب يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك ونساء المؤمنين يشير الى موضوع و هو ان أحق الناس و أولى الناس بالتشريعات الدينية هم أصحاب القضية يعني اول من يطبق على نفسه احكام الله هو نبينا محمد صل الله عليه و اله و سلم و يطبقها على الأقربين اليه لا كما يصنعه سائر الزعماء ان الواجبات على الاخرين ليس على نفسه و على اسرته كلا اول شيء يطبقها على نفسه و على اسرته القريبة فيا أيها النبي قل لأزواجك قبل أن تقول للأخرين قل لبناتك قبل ان تتحدث مع الآخرين و بعد ذلك و نساء المؤمنين طبعا هنا لفته نشير اليها هي ان هذه الآية من الآيات التي يستدل بها القائلون بأنه كان للنبي صل الله عليه و اله بنات و ليس بنت واحده تعرفون ان هناك نقاش وهو هل ان النبي كان له بنات بالإضافة الى سيدتنا فاطمه  و ان زينب و ام كلثوم و رقية هن بنات النبي أو هن ربائب للنبي في حديث طويل ذكرنا نحن في أحاديث سابقة ان الصحيح  والرأي المختار الذي عليه الأدلة هو انه كان للنبي بنات و لكن افضلهن و اعلاهن و اشرفهن منزلة هي فاطمة الزهراء صلوات الله و سلامه عليها و استدل القائلون في هذا المعنى بعدة أدلة واحد منها هذه الإشارة ان الله يخاطب النبي بأن عنده بنات (قُلْ لأَزْوَاجِكَ) فقد كان عنده زوجات (وَبَنَاتِكَ ) يعني أن عنده بنات و ليس بنت واحده ثم نساء المؤمنين أيضا هذا الخطاب موجه لهن هذه الآية بهذا المقدار فيها لفتة إضافية اكثر صراحة من اية أخرى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذلكم أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) هذا خطاب للمسلمين في حق نساء رسول الله صل الله عليه و اله بعض الناظرين في الآية المباركة قالوا ان هدا خاص بنساء النبي أولا هذا الكلام غير صحيح لان هذا من باب ان يطبق الأمر على أقرب الناس لرسول الله صل الله عليه واله وسلم  ثم على غيره و على و على غيرهن لكن لو فرضنا و قبلنا هذا الكلام هناك الأمر واضح (قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ) معنى هذا ان الحكم ليس خاص لزوجات و بنات رسول الله انما هو عام بالإضافة الى هؤلاء نساء المؤمنين . ماذا يصنعن (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) الجلباب فيما ذكروا هو مثل المقنعة المسترسلة التي تصل الى نصف المرأة تقريبا هذا أحد التعبيرات عن الجلباب وأحيانا هو أطول من ذلك وهذا الادناء بمعنى ان يكون من الراس الى ما أسفل من ذلك (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) إذا ادنت وارخت عليها الجلباب معنى ذلك انها سترت شعرها وسترت بدنها لماذا. ما هو الغرض من ذلك وهذا ما سنأتي على ذكره فيما بعد الآن اشاره (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) كل انسان له شخصية يعرب عنها و يتعامل معه على أساسها , فعلى سبيل المثال طفل جاء هنا وبدأ يقفز هنا و هناك والى آخره هذا له شخصية طفولية اعرب عنها بهذه الطريقة فيحتاج ان يقوم واحد له و يجلسه هكذا اعرب عن شخصيته الطفولية يأتي رجل متين رزين فيسلم هذا يعرب عن شخصية رزينة انت تقوم اليه و تسلم عليه هذا احترام في المجتمع وقد تأتي أمرأه تعرب عن شخصية عابثة بكلامها في كلامها عبث في تصرفاتها عبث في اظهار مفاتنها عبث هذه تعرف شخصيتها تعريف معين هو انه انا عابثة انا غير ملتزمة انا غير متينه غير رزينة هذه من يتعامل معها من يكون على شاكلتها , واما اذا جاءت امرأة محترمة متحجبة رزينة الآخرون ينظرون اليها بهذه الشخصية و يتعاملون معها على هذا الأساس كيف تعرف المرأة نفسها في القران الكريم يقول (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) انهن متعففات انهن محترمات انهن متحجبات فلا يؤذين بالتحرش و اشباهه ذلك عندما تكون امرأة تحترم نفسها تتزن في قولها و فعلها هذه تصد عنها الأذى كأنما تقول للناس أيها الناس انا امرأة متزنة انا امرأة محترمة انا امرأة وقور انا عندي سياج من العفاف سياج من الحجاب لا تلعب معي غير هذه اللعبة انا لست لعبة (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) لا نريد ان نقول ان كل امرأة تلبس الحجاب بهذا الشكل ولا نريد ان نقول ان كل امرأة غير محجبة هي مثلا غير متعففه ولكن المفترض ان الحجاب يعرف المرأة للأخرين انها امرأة عفيفة فلو ان امرأة خالفت الحجاب و مع ذلك كانت غير متزنة هذا خارج القاعدة المفترض ان من تلبس الحجاب تعرف شخصيتها للناس على انها شخصية متزنة عفيفة رزينة وتبعد عنها الأذى فيما يرتبط بالأمور الجنسية ربما قبل مدة ذكروا شيئا عن تجربة معينة ان امرأة قامت بتجربة حيث انها لبست ملابس كاشفة في أحد البلاد و مشت مقدار من الوقت نصف ساعه أقل أو أكثر فكان الكثير ممن تمر عليهم بتلك الصورة التي تظهر فيها قسم من أجزاء بدنها كانوا يتحرشون بها ولو على مستوى الالفاظ نفسها عندما جاءت في يوم آخر و لبست ملابس محتشمة و حجاب و مشت في نفس المشوار وجدت ان هذه التحرشات حتى اللفظية منها قلت الى درجة لا تكاد تذكر معنى هذا ماذا انه في الحالة الأولى كأنها عرفت نفسها تعريفا غير حسن أما الحالة الثانية عرفت نفسها تعريفا حسنا بأني امرأة محافظة بأني امرأة عفيفة وهذا دور الحجاب الذي يلزم ان تلفت له المرأة فلا معنى الى ان تلبس المرأة الحجاب بالكامل و لكن كلامها كلام مقابل للعفاف و مضاد للعفاف فهي تتحرش و هي محجبة هذا لا يليق هذا الأمر مناقض لفلسفة الحجاب فحركاتها و ضحكاتها طريقة كونها في المجتمع هي من حيث اللباس لابسة و لكن من حيث العفاف و الاتزان غير موجود فالقران الكريم يقول علة ان يدنين عليهن من جلابيبهن لماذا إن حكمة لبسهن الحجاب ما هو (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) بماذا يعرفن بالعفاف و بالاحتشام يعرفن بأنهن لسن سلع جنسية (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) بمثل هذا التحرش و امثاله و كان الله غفورا رحيما هذه الآية الأولى التي تدكر في هدا المعنى .
الآية الأخرى التي أيضا يذكرها العلماء في هدا الجانب قول الله تعالى عز وجل (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أزكى لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) هناك وظيفتان وظيفة للرجل و وظيفة للمرأة , وظيفة المرأة ان تلتزم بالحجاب و وظيفة الرجل ان يغض بصره و أن يقصر نظره غض البصر بمعنى ان لا ينظر نظرة شهوية ان لا يحدق و يدقق ليس ان يغض بصره بمعنى ان يغمض عينه و يمشي لا و انما ان لا ينظر الى هذه المرأة نظرة شهوية حتى اذا نظر اليها ينظر اليها نظرا خال من الشهوة الا يحدد النظر و يدقق النظر في بدن المرأة هذه وظيفة الرجل لماذا الغرض (ذَٰلِكَ أزكى لَهُمْ) يصنع لهم تزكية مثلما ان الزكاة تصنع تزكية مثلما ان تعليم النبي يصنع تزكية مثلما ان الصوم يصنع تزكية للإنسان كذلك أيضا غض النظر يصنع هذه التزكية ولذلك ورد عندنا في الاخبار انه من غض بصره عما لا يحل له لم يرفعها الا وقد وجد حلاوة الايمان في قلبه يعني ادا تعود الانسان ان لا ينظر نظرات جنسية ان لا يدقق النظر فضلا عن ذاك البعيد الذي يشاهد الأفلام الإباحية او غير ذلك , سيجد حلاوة الايمان في قلبه بمجرد ان يجرب و سيرى انه بعدما تنتهي تلك اللحظة التي مررت بها وانت لم تنظر نظر جنسيا ستشعر بالرضى عن نفسك في انك لم تقتحم المحرم و انما اطعت الله عز وجل و هدا أحد معان حلاوة الايمان (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أزكى لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) هذا دور الرجل (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) عن الزنا و اشباهه (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ ۖ ) الخمار معروف بالشيء الذي تغطي به المرأة رأسها فقد كانت العرب في زمان ما قبل الإسلام يجعلون الخمار الى الخلف الان يسمونه في الاصطلاح بالحجاب الاسباني مشابه لطريقة لبس الغترة عندما ترميها الى الخلف النساء في زمان ما قبل الإسلام كانوا يغطون رأسهم ولكن يلقون طرف الحجاب و الخمار الى الخلف و هذا موجود الان في الأرياف وفي القرى و حتى في غير البلاد الإسلامية و قلنا يصطلح عليه بالحجاب الإسباني الشرع جاء و قال لا (لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ ) ليس الى الخلف و انما من الامام يعني ان يأتي بطرف الخمار الى الامام فيسترن الرقبة و اعلى الصدر (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ) من باب الشي بالشيء يدكر يقال ان أحد أسباب نزول هده الآية المباركة كما ورد في خبر معتبر عن الامام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله و سلامه عليه انه قال ( ان رجلا من الأنصار يمشي في ازقة المدينة و كانت امرأة تمشي فظل يرمحها بعينه الى ان ذهبت عنه يعني تجاوزته مع ذلك عينه عليها و هو ينظر هكذا الى ان ذهبت ,  بعض البيوت في المدينة في دلك الوقت لعل في بعض القرى هدا موجود فيها الى ازمنة قريبه كانت مبنية بالتبن واللبن ففي بعض الأشياء طالعه منه فكان هناك عظم ناتع وهو يطالع وهو ذاهب فضرب راسه بذلك العظم فشجه فلا تقول لي يستاهل و جزاءه , فشجه و سال الدم منه فجاء الى رسول الله صل الله عليه و اله و حكى له هدا الامر فبينما هو كدلك و ادا بالآية المباركة تنزل (لْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) حتى لا يصيبهم هدا العظم فينشج راسه . (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) في المقابل أيضا المؤمنات يغضضن من ابصارهن و يحفظن فروجهن لذلك مثلا لدينا في الحكم التشريعي أيضا المرأة لا يجوز لها ان تنظر الى الرجل في غير ما جرى التعارف على النظر اليه مثلا ان تشاهد أفلام المصارعة رجال يتقاتلون في التلفزيون فلا يجوز لها ان تنظر لهم باعتبار ان كل بدنه ظاهر و عار و لا يحل لها ان تنظر الى هدا المقدار او ان تذهب مثلا الى بركة سباحه فترى اشخاص غير محارم عليها أكثر بدنهم عار الا العورة أيضا فلا يجوز لها (قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) في مثل هذه الموارد و  (ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) هذه المنطقة الرقبة اعلى الصدر لابد أن تكون مستوره أيضا بالنسبة لها هذا قسم من الآيات يقال أنها آيات مباشرة في أمر الحجاب ,
و هناك آيات غير مباشره وهي موارد الاستثناء قالوا مثلا ان الشرع قد أجاز للإنسان ان ينظر الى القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا امرأة مثلا عمرها ثمانين سنه أكثر أقل هذه لا ترجوا نكاح فلو وضعت بعض ثيابها و فسر بالجلباب خرج شيئا من شعرها من ذراعها خرج شيئا من رقبتها مثلا حيث انها لا ترجوا نكاح و ليس فيها موضع اثارة جنسية هنا لا يحرم على الانسان ان ينظر الى مثل هذه القواعد من النساء في الآية المباركة (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن) كيف يستدل علماءنا بهذه الطريقة يقولون في القواعد يجوز استثناء بمعنى ان غير القواعد  لا يجوز و الا كان جائز للجميع لما كان من معنى لاستثناء القواعد فالقواعد يعني امرأة معمرة كبيرة السن بلغت الثمانين أو تسعين سنة أكثر أقل فلو وضعت بعض ثيابها و فسر كما ذكرنا في احاديث اهل البيت بالجلباب لو وضعت الجلباب عنها طرحته جانبا ونظر اليها رجلا حيث انها ليست ممن ترجوا النكاح و لا يرجى منها النكاح فهنا ليس عليها جناح ولا معاتبة و لا يحرم على الانسان النظر ما دامت انها ليست موضع اثارة و ريبة يقول ما دام أن في القواعد هدا الاستثناء موجود يعني أن غير القواعد لا يجوز ذلك لهم هذا من الاستثناءات . او مثلا غير اولي الاربة من الاستثناءات ان من الأشخاص هم من غير اولي الاربة اما لضعف عقلي عندهم فهو لا يفهم ما هو الرجل او المرأة ماذا تعني الشهوة او الجنس أو الاثارة لا يفهم فهناك قسم من الناس هكذا لديه هدا المقدار من التخلف او لا أساسا لا يوجد كما ذكر بعض المفسرين لا يوجد عنده من الشهوة التي توجد عند الرجال تجاه النساء هؤلاء لو نظروا الى هده النساء لم يكن حرام يرتب على هدا استثناء خاص لمن لم يكن من اولي الاربة من اولي الشهوة اولي فهم العملية الجنسية الذي لا يفهم ليس لديه خبر و معرفة في هدا الموضوع أصلا , معنى دلك ان من كان لديه مثل هده الأمور ويستشعر الشهوة الجنسية و يعرف أمر المرأة و الرجل فهذا الامر غير جائز بالنسبة اليه هذه إشارات ليس بها صراحة مثل الامر الأول .
 وهكذا ما ورد في السنة عندنا أيضا من ان الخاطب الذي يريد ان يتزوج امرأة يجوز له ان ينظر اليها الى وجهها الى شعرها والى بعض يديها و الى نحرها بل في روايات عندنا ترقق له الثياب أي بحيث يعرف حجم بدنها لا ترقق بمعنى ان يرى ما تحت ذلك و هذا المعروف و المتعارف عليه في المجتمع باسم النظرة الشرعية حدودها في الفقه التي دكرها الفقهاء بهذا المقدار مثل الشعر وشيء من النحر و الذراع و الساعد و أمثال ذلك فهذا يجوز له وان كان من الناحية الاجتماعية قسم من الناس لا يقبل بهذا الامر لكنه حكم شرعي موجود الأسوأ من هدا من لا يقبل حتى مثلا ان يرى قرص و جهها فهذا الأمر جد مشكل فيقول لك ( ما عندنا بنات يقدر يشوفهم أحد ) يا أخي انت لست اغير من الله عز وجل الذي شرع هذا التشريع و فهل انت مستعد ان ترفض مثل هدا الامر و أن يصل بك الأمر كما حدث في حالات كثيره الى انه في ليلة العقد بعد العقد يقول انا لم تعجبني تعال نفسخ العقد فيخسر المسكين نصف مهره و هي أصبحت بعنوان مطلقة او مفسوخه فالشرع جاء و أجاز لكن انت بطريقة معينة تقدر تتحكم في المساحة فتقول مثلا نحن نتحرج ان نعطي شيئا اكثر من قرص الوجه الذي هو لا يحرم النظر اليه وان كان جائز شرعا بحيث تستطيع ان تتعرف الى وجهها انت الخاطب حتى لا تفاجئ بذلك حتى لا ترفضها فيما بعد و هي أيضا تنظر اليك تنظر لزوجها الذي سيكون في المستقبل من هو ما شكله كيف طوله و عرضه تقبله و تستقبله أم لا , هنا قالوا ان من الاستثناءات في ان الانسان الخاطب يستطيع ان ينظر الى المرأة التي يريد خطبتها يعني أن يكون الشخص مصمم ان هذه الاسرة اسرة مناسبة و عنده عزم لهذا الامر . لا انه كل يوم يطرق على باب الجيران يأخذهم بالسرى اريد اشوف بنتكم حتى اتزوج. لا إذا صمم على امرأة بعينها ذاك الوقت ينظر اليها حتى لا يغبن فيها وهي أيضا تنظر اليه هذا الاستثناء يقولون الذي في حال قضية الخطبة يدل على ان سائر الموارد الحالة العادية هو امر غير جائز ويجب على المرأة ان تستتر ولا يجوز لرجل ان ينظر اليها يعني من خلال التجويز في حالة واحدة وهي حالة الخطوبة المعينة نستشف من دلك ان باقي الحالات غير جائزة وان هذا مورد استثناء ويعني ذلك وجوب تحجبها وعدم جواز نظره اليها في سائر الحالات هذا بالنسبة الى بعض الآيات القرآنية المباركة،
أيضا عندنا في الروايات و نحن نعتقد ان الروايات أيضا حتى لو فرضنا انه لم توجد ادلة قرانيه فالروايات كافيه وهنا اريد ان اشير الى نقطة مهمة ربما بعض الشباب يتأثر بها و هي غير صحيحة قسم من الناس يأتي يقول طالبا أريد اية قرانيه أمرت بهذا الموضوع  لا أريد احاديث أو روايات اريد اية في القران الكريم لا يستجاب لكلام هدا الانسان ابدا و هدا خطأ منهجي واضح و ذلك انه لو ان انسان تمسك بهده الفكرة انه انا الا أريد اية قرانيه لكان لا يستطيع ان يصلي او ان يصوم ولا ان يزكي و لا ان يحج و لا ان يعتكف و لا ان يأتي بأي عبادة من العبادات لا يقدر , لو ان انسان قال انا أريد كل شيء من القران فلا يستطيع ان يعبد ربه بعبادة واحدة فمثلا يريد أن يصلي صلاة الظهر هل توجد في القران الكريم حتى عدد ركعات صلاة الظهر ليست موجودة كذلك صلاة الصبح و صلاة المغرب و صلاة العشاء كيفيتها افترض اننا عرفنا 4 ركعات فكيف ستكون كيفيتها لا توجد في القران هذه الصلاة اذن طارت , الحج كذلك الحج ومناسكه الكثيرة المفصلة كيف يستطيع الانسان ان يحج و لا يوجد الا عدة آيات قرانيه حول الحج في القران الكريم فلا يستطيع ان يحج بما جاء في القران الكريم فقط , الزكاة ايضا الأمر فيها اعظم و أوضح فيما تجب الزكاة انصبة الزكاة و متى ازكي تمر سنة او لا شروطها هكذا لا يستطيع ان يزكي , الاعتكاف كيف يعتكف لا يستطيع ان يعتكف بآية واحدة في القران الكريم (وأنتم عاكفون في المساجد) هده فقط طيب كيف ليل ام نهار تخرج أم  لا تصوم أو لا  فلا يوجد أي عبادة من العبادات تستطيع فيها ان تقتصر على القران الكريم فيها فلا يصغى الى من يقول انه انا اريد في هدا الموضوع الا ايه قرانيه ادا لم توجد ايه قرانيه لا اؤمن به فاذا أنت لا تؤمن بعبادة من العبادات اوضحها الصلاة و انت لا تستطيع ان تعتمد فيها على القران الكريم فالسنة هي رديف القران و الى جانبه بما جاء في القران الكريم (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) و قد و رد عن رسول الله صل الله عليه و اله في رواية عند مدرسة الخلفاء و هي أيضا مروية عندنا عن الامام الباقر عليه السلام الرواية عن النبي صل الله عليه و اله انه خاطب أسماء بنت ابي بكر قال لها يا أسماء كأنما كانت لابسه لباس يشف قال لها ( يا أسماء ان المرأة ادا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها شيء الا هدا و هدا ) يعني الكف و الوجه سائر البدن لابد ان يكون مغطى .
نفس الرواية عندنا عن الامام الباقر صلوات الله وسلامه عليه يرويها محمد بن المسلم خبر معتبر أيضا بدون يا أسماء (ان المرأة ادا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها الا هدا وهدا) وهدا نص في حديث رسول الله صل الله عليه وإله وهناك أحاديث أخرى متعددة يبقى ان نشير الى بعض النقاط الأخيرة في هدا الموضوع وننهي به حديثنا.
النقطة الأولى ان الإسلام بتشريعه للحجاب يريد ان يقول للناس المرأة ليست جسدا مثيرا وانما المرأة انسان فانت لما تنظر لرجل ما تنظر الى بدنه تتعامل معه على أساس انه انسان، كدلك أيضا عندما تتعامل مع المرأة لا تنظر اليها على ان قيمتها في بدنها وجسدها وهده الحالة الجنسية التي توفرها، انما هي انسان بالدرجة الأولى ثم ادا حدثت علاقة زوجية هناك بعد (لَّا على أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) والا الحالة العادية لابد أن تنظر الى هده المرأة 
على انها انسان على انها شيء محترم بخلاف ما أوصلت الثقافة الغربية المرأة التي جعلتها جسدا و بدن مثيرا ووسيلة اعلام حتى أحيانا ادا تريد عمل اعلان عن مطرقة لابد ان تجعل امرأة نصف عارية الى جانبها فما هو الرابط بينهما , تريد تعلن عن سيارة لابد ان تجعل بجنبها امرأة تريد تعلن عن إطارات تجعل بجانبها امرأة , ماذا يعني هذا إعلان لشفرات حلاقة الرجال وضعوا جانبها امرأة هذا معناه انه حيزت هده المرأة لكي يقال انت جسد مثير انت بدن مغر فقط لا شيء غير ذلك , فالإسلام يريد بحجابه ان يقول للمرأة للإنسان ان هذه ليست جسد مثير فقط و انما هي انسان كامل من الممكن ان يصل الى اعلى الدرجات فتكون هده المرأة ام للأنبياء كما هي في مريم بنت عمران و آمنة بنت وهب وهده لا تصل اليه امرأة ان تكون وعاء للنبي او امام الا ان تكون في الدرجة العالية من المعنوية بل من الممكن ان تصل هي الى درجة لا حدود لها في الفضل (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ على نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) و تأتي امرأة مثل سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله و سلامه عليها لكي تتجاوز مريم بنت عمران فان تلك سيدة نساء عالمها و هذه سيدة نساء العالمين من الاولين الى الاخرين .

 

مرات العرض: 3408
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2568) حجم الملف: 55041.22 KB
تشغيل:

الجمع بين الصلاتين في المذاهب الاسلامية
الإيمان بين مقاييس الحقيقة والادعاء ( سورة الجمعة )