12 مجتمع السنن القرآنية أو الاعتباط ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 12/1/1439 هـ
تعريف:


المجتمع بين السنن القرآنية والاعتباط

 

كتابة الفاضلة ليلى الشافعي

َهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ &فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) صدق الله العلي العظيم

حديثنا بإذن الله تعالى في ظلال الآية المباركة التي تلوناها يكون بعنوان {{ المجتمع بين السنن القرآنية وبين الاعتباط}}

الله سبحانه وتعالى خلق ما في الطبيعة مبنيًا على أسس دقيقة وصارمة ولذلك دعا الناس إلى التفكر فيها وفي خلقه إياها لأن التفكر في شيءٍ قائمٍ على قواعد مضبوطة وقوانين صارمة يكسب الإنسان العلم والمعرفة بخلاف ما إذا كان الأمر قريبًا من الفوضى .

كل ما في الكون مبني على أساس القوانين :

   نفترض مثلًا أن المرض الفلاني لو كان يحصل من أي سبب من الأسباب لا يستطيع آنئذٍ طبيبٌ أن ينتبه إلى العلاج المناسب له فلو افترضنا مثلًا أن مرض السكري يحصل من كل شيء من الماء من الهواء من البرودة من الحرارة من كل شيء آنئذٍ يصعب على الطبيب وعلى الصيدلاني أن يكتشفا السبب الذي أدى إلى أن يكون هذا المريض مريضًا بهذا المرض ويصعب عليه أيضًا أن يكتشف سبل الوقاية ويصعب عليه أن يكتشف الدواء ، متى يستطيع ذلك عندما تحصر الأسباب في عدد معين يقول إذا حدث هذا الأمر أو هذا الأمر ينتج هذه النتيجة، إذا كانت هناك ميكروبات يتضرر البدن مثلًا آنئذٍ هذا يعطيه فكرةً عن أنه لابد للوقاية من تجنيب البدن الميكروبات وفي العلاج يعطيه فكرةً عن أنه لابد من دواء مضاد للميكروبات ، هذا كله متوقف على ماذا؟ على أن يكون خلق الله في الطبيعة معتمدًا على قوانين وعلى مقدمات تنتهي إلى نتائج . نفس الكلام بالنسبة إلى علم الفيزياء و إلى علم الجيولوجيا أساسًا يقولون العلوم لا يمكن أن تتحول إلى علوم إلا إذا تحولت إلى كليات وقواعد . العلم متى يصير علمًا؟ عندما يتحول إلى شيء كلي وقاعدة عامة يمكن أن يطبقها هنا وهنا وهنا وفي سائر الأماكن . أما إذا بقي متوزعًا هكذا لا ناظم ينظمه ولا جامع يجمعه لا يمكن أن يتحول إلى علمٍ نافع فإذن خلق الله سبحانه وتعالى في عالم التكوين خلقًا منظمًا مبنيًا على قواعد وقوانين صارمة ودقيقة . ولهذا دعا الله سبحانه وتعالى الإنسان للتفكر والسير والنظر حتى يحصل على العلم وينفتح على أسباب هذه الأشياء ونتائجها ويحصل بذلك على علم ويتطور به.

   هذا بالنسبة إلى عالم الطبيعة وعالم التكوين ، وحين نأتي إلى الموضوع الاجتماعي والإنساني هل أن الحياة الإنسانية والحياة الاجتماعية أيضًا قائمة على سنن وعلى قواعد ؟ أو أنها ليست كذلك. الرأي الصحيح والثابت هو أن الله سبحانه و تعالى كما وضع في عالم التكوين سنن وقواعد ومقدمات تنتهي إلى نتائج فإنه جعل هذا الإنسان ينفتح على أسباب هذه الأشياء ونتائجها ويحصل بذلك على علم ويتطور به هذا بالنسبة إلى عالم الطبيعة عالم التكوين وبالنسبة إلى الموضوع الاجتماعي والإنساني هل أن الحياة الإنسانية والحياة الاجتماعية أيضًا قائمةً على سنن وعلى قواعد؟أم أنها ليست كذلك؟

الرأي الصحيح والثابت هو أن الله سبحانه وتعالى كما وضع في عالم التكوين سنن وقواعد ومقدمات تنتهي إلى نتائج فإنه جعل في هذا الإنسان ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون) وجعل في المجتمع أيضًا قواعد أخرى وسنن إذا جرى عليها الإنسان أو فهمها أصبح بإمكانه أن يعرف نتائج أعماله فيرتب أسباب النصر ويتجنب أسباب الهزيمة يوفر أسباب التوفيق ويبعد أسباب الخلل والفساد.

كما أنه في عالم التكوين قواعد وسنن كذلك أيضًا في الحياة الاجتماعية ولهذا القرآن الكريم قص علينا أحوال المجتمعات.

لو لم يكن ناظم الحياة الاجتماعية شيئًا واحد والمتصرف في قواعده شيئًا مشترك لو لم يكن هكذا لما كنا نستفيد من قصص القرآن . فمثلًا المجتمع الفلاني صنع كذا والمجتمع الفلاني صنع كذا فتصير مجرد حكاية و قصة للتسلية. وإنما القرآن الكريم جاء بها عبرةً لأولي الألباب . متى تكون عبرة ؟ عندما تتحول إلى قاعدة، عندما تتحول إلى سنة عندما تتحول إلى قانون ، آنئذٍ تصبح عبرة نحن ننظر في أحوال المجتمع الإسرائيلي مثلًا فنرى أن من أسباب الانحراف في المجتمعات كذا وكذا هذه صارت قاعدة نستفيد منها في حياتنا حتى نتجنب أسباب الانحراف نقرأ في القرآن وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا (25) ثُمَّ  يتبين لنا أنه حتى إذا كان المجتمع مؤمن ولكن كان معجبًا بقوته فلم يستعد للحرب ولـلصراع استعدادًا مناسبًا ينهزم حتى لو كان فيه مؤمنون هذه حين تصبح قاعدة ينفعنا القرآن الكريم .

تحدث بهذا المعنى عن السنن والآية المباركة التي تلوناها أول الحديث (فهل ينظرون إلا سنة الأولين) ينظرون هنا بمعنى ينتظرون يترقبون يتوقعون ليس فقط ينظرون يطالعون لأن قبلها (ولايحيق المكر السيء إلا بأهله) قاعدة أن المؤامرات تنتهي بالضرر على فاعلها ،على من رتبها ،على من أسسها ، أكثر مما تضر الضحايا (لايحيق المكر السيء إلا بأهله) (فهل ينظرون إلا سنة الأولين) يعني هؤلاء الذين يتآمرون على رسول الله صلى الله عليه وآله و على المؤمنين هل ينتظرون إلا أن تأتيهم سنة الأولين وما حصل لـ الأولين السابقين من الذين مكروا المكر السيء ثم يقول بعد ذلك( فلن تجد لسنة الله تبديلًا ولن تجد لسنة الله تحويلًا) لا أن سنن الله تتغير نهائيًا وبالكامل ولا تتغير مؤقت ومثل التحويلة يصير فيها لأننا مؤمنون فحتى لو قصرنا فإننا سننجح، لا ليس هكذا . قاعدة عامة أن من يقصر في عمله من يأتي بعوامل الهزيمة سيهزم سواءً كان مؤمنًا أو كان غير مؤمن.

السنة لها اصطلاحات متعددة معاني متعددة نحن نحددها الآن حتى يكون الأمر واضح .

معنى السنة :

1- السنة إذا جيئ بها في علم المذاهب والكلام فهو يشير إلى أتباع مدرسة الخلفاء يقال السنة يقولون كذا والشيعة يقولون كذا والأباضية يقولون كذا.

السنة هنا هذا اللفظ يشير إلى أتباع مدرسة الخلفاء هذا في علم الكلام والعقائد والمذاهب .

2- أما في علم الأصول السنة هي ما يصدر عن النبي المصطفى محمد آلَلَهۣۗ?مۣۗـۙ صۣۗـۙلَ عۣۗـۙلَى مۣۗـۙحۣۗـۙمۣۗـۙد وُآلَ مۣۗـۙحۣۗـۙمۣۗـۙد صلى الله عليه و آله من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير حتى لو ما فعل فعلًا وما قال كلامًا ولكن جرى بين يديه شيء من الأشياء والنبي لم ينهَ عنه وترى ذاك يعمل العمل قدامه هذا تقرير، يعني أنا أقر هذا الفاعل على هذا الفعل ولا أعارضه فيفيد أن الفعل فعلًا مشروعًا ضمن شروط معينة هذه تسمى بالسنة في علم الأصول.

3- في علم الفقه : السنة غالبًا تطلق على ما يقابل الواجب فيقال واجبات الصلاة مثلًا تكبيرة الإحرام والقيام وقراءة الفاتحة والسورة، وسنن الصلاة مثل: التكبير و الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله مثل القنوات هذه سنن الصلاة وكل واحدة منها سنة هذا في علم الفقه ، وإن كان هناك اصطلاح آخر.

أيضًا يذكر العلماء أن ما ثبت بالقران يقال له فريضة في أحد الاصطلاحات وما ثبت بالحديث يقال له سنه.

 

هذي الثلاثة نحن لا نتحدث عنها وإنما نتحدث عن السنة باعتبارها هذا التعريف جريانًا منضبطًا ومتكررًا ، مسار متكرر ومنضبط أيضًا بشكل دائم إذا كانت له مقدمة تحصل هذه النتيجة.

تحدث القرآن الكريم عن هذه في أكثر من آيةٍ من الآيات المباركات فلنستخدم تعبير التفكير السنني ونركز عليه يعني هناك من المسلمين من يحمل تفكيرًا سننيًا يعتمد على أساس السنن التي جعلها الله سبحانه وتعالى في الإنسان وفي المجتمع.

أصحاب التفكير السنني أولًا يخالفون التفكير العفوي في الارتباط بين المقدمات ونتائج الأشياء

هل نعتمد على القرآن والأمورالغيبية في حل المشاكل :

فهناك قسم من الناس على عفويتهم على بساطتهم يعتقدون أن حصولنا على نتائج ليس بالضرورة أن يكون لها مقدمات معينة،

فمثلًا زيد من الناس يقول لك حتى في الأمور الغيبية وهذا هو الأكثر الشائع زيد من الناس يقول لك مثلاً أنا أصابني المرض الفلاني فقرأت السورة الفلانية فشفيت من هذا المرض . تقول له هل هذه سنة المرض؟

هل أن الله سبحانه وتعالى جعل من سنن العلاج هذه السورة الفلانية أو لا؟

سنة المرض التي جعلها الله سبحانه وتعالى أن يذهب الإنسان إلى الخبير المتخصص، ويأخذ الدواء الذي يصفه وإذا كانت الحكمة أن يشفي يشفى أما هذا الطريق أو الطريق الآخر هو الطريق الغيبي أن يرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه بأن يشفيه.

أما أنه مثلًا الآية الفلانية هناك ارتباطاً بينها وبين المرض الفلاني نحن لا نعلم أن هذا سنة من السنن.

القرآن الكريم بركة ليست هذه الآية فقط كل القران إذا تقرؤه تحصل على البركة

فهو أنزل شفاءً لما في الصدور، ولكن ليس من سنن الأمراض ، فمثلًا الشخص المصاب بداء السكر يقرأ الآية الفلانية فيشفى في اليوم الثاني هذه ليست سنة.

قسم من الناس يأتي ويقول لك نحن جربنا هذه الأشياء ويطلب أكثر من هذا يقول لك مثلًا أنا عندي ولد عنده فرط في الحركة، فأريد منك أن تكتب له حجاب حتى يصير هادئًا ،تقول له هل هذا الحجاب سنة ؟ هذه المشكلة؟

السنة هي أن هذا الشخص الذي عنده فرط الحركة علاجه ليس بالحجاب أو تقرأ عليه آية ومباشرة يصبح حجة الإسلام متانةً وكمالًا . فرط الحركة هي إحدى الظواهر التي تحصل لبعض الأطفال ولها أسباب درسوها، ولها طرق تربوية ونفسية في علاجها، هذه هي سنتها .     . . .

أو أمثال ذلك ، أنا عندي مشاكل مع زوجتي نخرج من مشكلة وندخل في مشكلة . فيسأل : هل عندك صلاة بحيث أصليها وتصير أمورنا طيبه ونصير سمن على عسل.

تقول له هذه ليست سنة المشكلة الزوجية.

ممكن الصلاة إذا صلاها المؤمن بخضوع فترة من الزمان تنهاه عن الفحشاء والمنكر تتغير نفسه تتغير أخلاقه ذاك بحث آخر ، لكن هذا الذي يأتي ويتصور أنه أريد صلاة أصليها وتكون أمورنا من أحسن ما يكون ،هذا أمر على خلاف السنن.

سنة الحياة الزوجية معالجة المشاكل فيها.

جاءت الأحاديث والروايات والخبرات الإنسانية وقالت أنت الرجل الزوج أعطيت القوامة والزعامة في الأسرة فلابد أن تتحمل أكثر لابد أن تمتص المشاكل فتصير إسفنجة تقول الأحاديث (وإذا جهلت غفر لها) هذا هو الطريق لها ..

المرأة بحكم طبيعتها عندها عواطف كثيرة ، وهذا شيء حسن، وعندها مشاعر ملتهبة وهذه لذة الحياة الزوجية، لكن مثل ما لك أيضًا عليك.

ففي يوم تقبل عليك بمحبة ومشاعر دافئة وفياضة ، نفس هذا من الممكن حال الغضب نفس الحدة والشعور والانفعال ، فهنا تحتاج إلى ماذا؟

تحتاج إلى امتصاص هذه الحالة . هذه هي سنتها ..

قسم من الناس تراه يلجأ إلى مثل هذه الأمور العفوية وأحيانًا كما قلت حتى في استخدام الغيبيات فيقول أنا أريد هذه الأشياء، مثلًا يقول أنا عندي خاتم هذا الخاتم يشفى من السكر ويشفي من الضغط ويوقف النزيف قلت له هذا مستشفى كامل.

فعلى الحكومات أن تشتري عدد كبير من هذه الخواتم وتجعلها في كل بلدة بدل ما تبني مستشفيات وأجهزة أشعة وأطباء وممرضات وتجهيزات ، بدل كل هذا توفر مجموعة ضخمة من هذه الأحجار الكريمة والخواتيم ! عندك سكر ؟ إلبس هذا الخاتم يومين . عندك ضغط إلبسه أسبوع.

هذه ليست سنة علاج المرض . فالتوصيات الموجودة في الأحجار الكريمة هي عبارة عن مقدار من الاستحباب بغض النظر عن أنه لها بعض الآثار أو ليس لها آثار هذه أشياء يستحب أن تلبس أما في الصلاة أو خارج وقت الصلاة هذا المقدار يتعبد به الإنسان . أما المرض طريقه ليس هذا الطريق سنته ليست هذه السنة. لعل إنسان يقول :هناك أناس جربوا هذه الأشياء ، هناك أناس قرؤوا السورة الفلانية وكانت عندهم مشكلة وانحلت وجربوا هذا الحرز الفلاني وكان عندهم مرض وشفي ، ماذا تقول في فلان وفلان ؟

الإجابة على هذه الشبهة :

طبعًا هناك أكثر من جواب على هذا،

الجواب الأول: أن قسمًا غير قليل من هذه الأمور هي على نحو التزامن، بالذات لها دورة زمانية وهذا ما يتحدث عنه الأطباء ،فبعض الأمراض دورتها الزمانية أسبوع، وبعض الأمراض أكثر من ذلك. فأنا حين أستخدم شيء من الممكن أنه يترافق مع نهاية الدورة المرضية، والبدن عنده قدرة على مقاومة بعض الأمراض وعلى تجاوزها حتى لو لم تستخدم له دواء.

وأحيانًا بعض الأطباء لا يفضل الدواء يقول لك اجعل بدنك يكون بنفسه قويًا يتغلب على المرض، فأنا إن أعطيته دواء لا أنفعه ، هذا مثل الواحد بدل من أن تقول له امشِ على رجلك تعطيه عُكاز ،وحين تعطيه عُكاز تضعفه ولا تقويه في الغالب، فيترافق أحيانا بعض الأمراض في نهايتها مع استخدام هذا الشي.

مثلًا شربت ماء على الريق فرأيت نفسي صارت في حال أفضل هنا أقول الحمد لله ذهبت إلى عدة أطباء فلم ينفعوني وحين شربت ماءً على الريق تحسنت حالتي ..

كلا ليس كما تقول وإنما كان تزامن لنهاية المرض.

قرأت السورة الفلانية فإذا بي أشفى.

قسم من هذه الأشياء هي عبارة عن تزامن،

من أين تعرف أنه تزامن؟

تعال وجربها على مائة شخص،إذا حصلت على نفس النتائج صار استقرار شبه تام بنفس الظروف استبعدت الأسباب الأخرى لـلشفاء وتبين أنه لا تسعين في المائة من هؤلاء الذين استخدموا هذا الشئ،

هذا الذكر،أو هذا الـﻣاء كلهم حصلوا على الشفاء.

أو تسعين في المئة منهم حصلوا كبار صغار في ظروف مختلفة في أجواء مختلفة كلهم حصلوا على الفائدة هذه تصبح تجربة من التجارب أما إذا واحد جربه هذا لا يعد تجربةً علميةً ولا استقراء صحيح، وهذا يتفرع منه شيء آخر أيها الأحباب وهو ما يتعارض فيه التفكير السنني مع التفكير المشعوذي أحيانا هذا موجود للأسف في بعض مجتمعاتنا ويدفع اليأس من جهة والجهل من جهة أخرى ضحايا إلى مثل هذا الأمر .

قضايا واقعية.

شابة، موظفة، وظيفتها جيدة ، راتبها جيد، من أسرة حسنة، وضعها الجمالي جيد،.

فتقول أنا الآن صار عمري اثنين وثلاثين سنة،وفي عرف المجتمع هذا سن متأخر للزواج ، ولابد أن الناس يجعلوا فى بالهم أن كل مرحلة زمنية يتغير فيها سن الزواج ، فقضية التأخر في سن الزواج الآن ليس مثل الزمان الأول، ففي زمان النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان التزويج يتم لبنت العشر سنوات والاثنتي عشرة سنة وثلاثة عشر سنة،وكانوا يعتبرون هذا أمر جدًا عادي والكثير من النساء هكذا، أمافي وقتنا الحالي فلو زوجت ابنتك وعمرها إحدى عشرة سنة، فالناس يستنكرون منك ذلك في ذلك الوقت الفتاة إلى اثنين وعشرين سنة أو ثلاثة وعشرين سنة لم تتزوج تعتبر جدًا متأخرة بعد عشر سنوات واثني عشرة سنة من المعتاد،الآن اثنين وعشرين سنة وثلاثة وعشرين يعتبر في أوائل فترات الزواج فكل مرحلة زمنية تتغير بحسب تغير العادات.

فتقول هذه الفتاة : أنا عمري 32سنة ،وضعي العام جيد،إلى الآن أما لم يتقدم لي أحد وهذا شي غريب، أو أن أحدًا جاء فينظرون النظرة الشرعية ثم ينصرفون ، ولا يرجعون وتكرر هذا الأمر عدة مرات .

هنا إذا وجدت لها شخص عاقل ينصحها.

يقول لها: أن قضية تأخر سن الزواج مشكلة ليس فقط على مستوى العالم العربي بل على مستوى العالم كله ،وفي بلادنا حسب بعض الإحصائيات 8000000 فتاة في سن الزواج وقد تأخر بهن هذا السن وهذا ليس خاصًا بك أنتِ ولا بمنطقتك ولا بعائلتك ،هذه حالة عامة يدرس ظروفها الخبراءالاجتماعيون ، إذن لابد أن يتعامل الإنسان مع هذه بروح منفتحة، ولا يحملها أكثر مما تحتمل.

هذا اذا ذهبت في الاتجاه الصحيح ،أما إذا ذهبت إلى شخص يريد أن يرتزق وللأسف يوجد في مجتمعاتنا هذا النوع.

فحين تذهب إليه وتشرح وضعها ، يقول لها أن الأمر واضح عندي ،كيف واضح؟ قال أنتِ معمول لك ِ عمل.

وأين هذا العمل؟ يقول : في البحر..

لابد أن يفكه أحد وإلا تبقي هكذا ، وكالغريق الذي يتمسك بأي قشة تطلب منه أن يفك العمل ويخرجه من البحر ، وهو بدوره يطلب مبلغ من المال وقدره ....،وهي بالتالي عندها مال وتريد أن تخرج من هذه الأزمة ،فتعطي مالها لمن لا يحل له ذلك.

إن هذه الأموال نوجهها إلى قسم غير قليل من الناس هذه الأموال لاتحل لذلك الإنسان لأنها من غير وجه حل ، فأعظم طبيب استشاري عندنا في البلاد إذا تجاوز البروفيسورية نعطيه أربعمائة ريال على المعاينة . يأتي هذا الشخص الذي أحيانًا بعضهم أوليات المسائل الدينية لا يعرفها أوليات المعارف لا يعرفها

وأحيانًا لا يعرف القراءة والكتابة .

فيقول لك أنا أعمل لك هذا العمل بكم ؟

بثلاثة آلاف وخمسمائة وأربعة آلاف.

هذي شغله بسيطة فذلك الدكتور يفني سحابة عمره حتى يعاين مريض ضمن أسس وقواعد وسنن حتى يأخذ له ثلاثمائة ريال باستحقاق يأتي شخصٌ جاهل بزعم أنه معالج روحاني أو غير ذلك من هذه الأسماء قضايا شعوذة وما شابه ذلك يأخذ له ثلاثة آلاف وأربعة آلاف،وآخر شيء لا تحصل على ما تريد .

ذكرت ذات مرة أن إحداهن كان عندها مشكلة مع زوجها وكانت لا تنجب وبعد الجهد والتعب والبحث ، سألوا أحدهم فقال: هذا طبيعي . فسألته : لماذا طبيعي؟قال: لأن هناك سبعة عفاريت يحيطون بك ( يظهر أنه ثامنهم ) .طيب ماذا نفعل؟ قال : سنرى لكل هؤلاء العفاريت حلًا ،وسنحسب عن كل عفريت ألف ريال ! فهذا حصل على ثروة ليست بسيطة .

هذا وأمثاله من الأمور.

كأن تقول امرأة : أنا باستمرار أجهض ، فأحمل وفي الشهر الثاني أو الثالث أو الرابع ينزل الجنين..

فالسنة الطبيعية لها أن تذهب إلى متخصصة في أمور النساء والولادة، وهناك بحوث حول أسباب الإجهاض ، لماذا تجهض المرأة؟هذا ليس شيئًا خفي ولا خاص بك أنتِ ، إنما هو أمر موجود كثيرًا ولاسيما في مراحل متقدمة من العمر، فالطبيبة سوف تحدد احتمالات من خلال العمر ومن خلال الفحص والأشعة: أنه هذا قد يكون السبب . أما أن تذهب إلى واحد أو واحدة من ذلك النوع فسيقول لك طبيعي ! لماذا طبيعي؟ لأن وراك توجد تابعة هذا هو تعبيرهم ، عندك تابعة ، هنا نتساءل لماذا لا يكون تابع !! كأنما يستشكل ! فيقول

عندك تابعة تدخل إلى داخل الرحم وتخنق الجنين وتسقطه.هذا من أين جئت به؟ على أي أساس معتمد ؟ ماهي السنة في ذلك؟"

الشاهد أن مثل هذه الأمور موجودة، والقرآن الكريم يأتي ويقول لنا كل شيء في الحياة الاجتماعية له سنة ينبغي أن تتبع وإذا صار الإنسان عنده هذا النوع من التفكير السنني، ففي هذا المكان تجري القاعدة الكذائية، و في ذاك المكان تجري القاعدة الكذائية فهذا لا يستغفل ولا يستجهل ولا يخدع. بينما إذا كان يعتبر أنه لا يوجد ارتباط بين هذا وذاك وبين هذا الأمر وذلك الأمر فسينتهي إلى كسادٍ وفساد.

السنن في القرآن الكريم :

   يتحدث القرآن الكريم عن عدد من السنن نشير إلى بعضها كما في الآيات المباركات كيف يتغير حال الإنسان؟

كأن يكون عنده نعمة وخير فإذا به يتغير لماذا هذا التغير؟ هل لأنه أصابته عين؟

قسم من الناس يقول هكذا (عين ما صلت على النبي صابته وخلاص)  هذا احتمال، لكن القرآن الكريم يقول هنا توجد سنة

. ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ (53)

هذا الرجل كان في وقت من الأوقات جاد في عمله منظم في أشغاله يبتكر الحلول آفاقه واسعة كانت نعمة الله عليه كثيرة، صارت أوضاع معينة جعلته بدل من أن يخرج مبكرًا من الفجر صار يخرج الساعة التاسعة .

فهل ستتوقع أن يأتيك الرزق وأنت تخرج الساعة التاسعة !

ولعل ما ورد من الروايات في أنه ما بين الطلوعين تقسم الأرزاق فيه إشارة إلى دور التبكير في افتتاح الإنسان ليومه بنشاط وذكر الله ثم الانطلاق إلى العمل

فلو أن أحدهم بقي نائمًا إلى الساعة التاسعة كيف لا يغير الله نعمته ؟!هي ستتغير بشكل طبيعي، فتجارتك ستتراجع، وعملك يتأخر، فإذا كان هذا يأخذ الأمور بشكل غير جاد تتغير نعمة الله عليه لأن جديته في نفسه تغيرت و نشاطه تغير و تخطيطه تغير ، تنظيمه تغير وهذا ينطبق على الإنسان الفرد وينطبق على المجتمع أيضًا.

فالمجتمع عندما يكون متعاون متكافل متفاهمًا و مبادرًا فإنه يبقى في نعمة الله عزّ وجل وإذا تراجع في هذه الأمور تراجعت هذه أيضًا

طبعًا نحن هنا لا نريد أن نلغي أثر الدعاء و أثر العامل الغيبي بل نعتبره فوق كل شيء ( والله غالبٌ على أمره).

فالقضايا هى واحد من شيئين إما ضمن إطار السنة فالعلاج ينفع في المرض أما إذا شيء فوق العلاج.

كأن تكون أعضائي كلها سليمة وزوجتي أيضًا كذلك لكن مع ذلك لم نرزق بأولاد،هذا تصبح معادلته معادلة ما فوق السنن.

معادلة يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا

بين قوسين هناك بعض المنحرفين يأتي ليقول لك ((أو يزوجهم ذكرانًا )انظر للقرآن الكريم يقول يستطيع الذكر أن يتزوج الذكر)) هذا بنص القرآن.

لاهنا يزوجهم ليس بمعني التزويج ، وأنما بمعنى يعطيهم كلا الجنسين، قسم يعطيهم إناث فقط فيسمى مئناث في اللغة العربية وقسم يعطيهم ذكور فقط فيسمى مذكار وقسم يعطيه زوجًا إناث وذكور ، ففعله يزوجهم يعني يعطيهم من الطرفين زوج أنثى وذكر، لا ما ذهب اليه القضاة في زمان العباسيين كان يتمسك بمثل هذه الآية المباركة تلبيسًا على الناس

فالنعمة إذن تتغير بهذا الأمر،هذا إذا كان من الحسن إلى السوء ينتهي ذلك إلى تغيير النفس،عكس ذلك من الشي السيئ إلى الأحسن ماذا نصنع؟

تقول نفس الآية المباركة فقط بتبديل وتغيير وهنا نلاحظ دقة القرآن الكريم يقول ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

 هذه ناظرة إلى التغيير من الحالة السلبية والضعيفة إلى الحالة الحسنة والقوية،لكن ذاك فرض فيها النعمة قال عندهم نعمة وأن الله لا يغير تلك النعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم يغير تلك النعمة يعني ينزلها،ولذلك اشتهر في كلام الناس يقول لك (الله لا يغير علينا).

إذا كان عند الإنسان حالة جيدة وحسنة يقول الله لا يغير علينا فإذا كان المقصود الله لا يزيل هذه النعمة فالقرآن الكريم يشير إلى أن التغيير على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع سواء من السيئ إلى الحسن أو من الحسن إلى السيئِ والتراجع مربوطًا بتغيير الإنسان لنفسه وليس مربوطًا بأشياء أخرى ..

آية أخرى أيضًا هى من هذه السنن {{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }} قاعدة الرسل أصحاب الرسالات المؤمنون الرساليون عندما يؤذون ويعارضون ، أمامهم طريقان : إما أن يصبروا يتحملوا ويواصلوا المشوار سيحصل لهم ما حصل لـ الرسل السابقين فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا آنئذٍ يصير( حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ) هذا خاص بالرسل؟

   فيقول (لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ) هذا من كلمات الله ومن قوانينه في الحياة الاجتماعية الصبر والتحمل والصمود والاستمرار ينتج لهؤلاء النصر الإلهي .

   الآية الأخرى الآية المعروفة أن النصر والفلاح والنجاح ليس محصورًا ومقصورًا على المؤمنين وإنما هو لمن كان يستخدم أدوات النجاح وعوامل النصر (كُلًا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) وغير هذه من الآيات والآية التي تلوناها قال ((وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لسنت الله تحويلا)) أنت الآن تتأثر تتأذى ترى المؤامرة على الإسلام والمؤامرة على منهاج أهل البيت عليهم السلام ، فالمكر السيء الذي يمكر به الماكرون تتأذى منه و تضيق بك الدنيا يقول لك لا،

هذا لاينبغى أن يسيطر عليك،لماذا؟

لأن المؤمرة ترتد إلى فاعلها والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله فأنت في هذا لا تنكد حياتك وامشِ في مشوارك الإيماني وكن متفائل بنصر الله عزّ وجل والعاقبة للمتقين .

وفي آية أخرى لأهل التقوى ،فأنا مدة من الزمان كنت أفكر أنه هذه الكلمات التي تقال في أول المنابر الحسينية عادةً كلمات منتقاة بعناية واستشهادات في محلها وصارت بمثابة شعار عام بعد الصلاة على النبي مۣۗـۙحۣۗـۙمۣۗـۙد (آلَلَهۣۗ?مۣۗـۙ صۣۗـۙلَ عۣۗـۙلَى مۣۗـۙحۣۗـۙمۣۗـۙد وُآلَ مۣۗـۙحۣۗـۙمۣۗـۙد) والصلاة على الحسين عليه السلام وذكر أن الذي يتمسك بأهل البيت عليهم السلام لايخيب وأن الذي يكون معهم يفوز هذه فكرة عقائدية (ما خاب من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم)هذا شعار.

شعار بعد ذلك العاقبة للمتقين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وأفوض أمري إلى الله، عبارات مختلفة.

أياً كان الذي انتخبها وانتقاها وأرساها في الواقع هو ذكيٌ وعارفٌ وفاهمٌ جدًا، لأنه أتى بهذه السنن الإلهية، أن العاقبة للمتقين،نفس المنبر شاهد على أن العاقبة للمتقين. فأين المنبر الذي نصبه يزيد لذلك المتكلم لكي يشتم أهل البيت عليهم السلام في الشام؟ لايوجد، لا المنبر ولاصاعد المنبر ولا الآمر بصناعتها ولا خطه ،انتهى كأنه لم يكن،لا عاقبة له لا بقاء له.

وبقي ذلك الذي كان أسيرًا وكان قبله والده قتيلًا وكانت عمته سبية وكان هو الذي بقي مذكورًا تشاد له المنابر لو حاولت إحصاء كم منبر الآن يصعد في شهر محرم الحرام على مستوى الشيعة؟هل تستطيع أن تحصيهم؟

لا شك أنها تتجاوز عشرات الملايين من المنابر.

فالعاقبة للمتقين، ولا بحيق المكر السيء إلا بأهله، أرادوا أن يمحو ذكر الحسين عليه السلام فإذا بهذا الذكر يرتفع، حاق المكر السيء بمن بدأ وبمن صنعه ولم يؤثر فيمن مكروا به ، هدم قبره المتوكل ثلاث مرات هدم قبر الحسين عليه السلام، فأين قبر المتوكل الآن وأين بقاءه وأين ذكره لاقبر ولاذكر ولا قدر،وذاك القبر المهدوم والمعفى هو الذي تلجأ إليه الملايين من الناس في هذه الأيام.

ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله. لكن الثمن كان غالٍ، بما ارتكبت من دماء ذرية عبد المطلب.في وصف آخر، مالهم على وجه الأرض من شبيه،في خطاب زينب عليها السلام ليزيد تذكره بحقائق التاريخ.فتقول له أنت لا تتصور حين أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كم تساق الأسارى أن بنا على الله هوانًا وبك عليه كرامة لا،لاتتوهم.القضيه ارفع نظرك إلى ما بعد هذا.وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ

   صدق الله العلي العظيم

 

 

مرات العرض: 3380
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2553) حجم الملف: 85558.3 KB
تشغيل:

3 تقليد الامامية لمراجع الدين .. من اين ؟
4 المرجعية الدينية الشيعية مقاييس واختيار