6 وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 6/1/1439 هـ
تعريف:

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا

 كتابة مؤمنة فاضلة

قال الله العظيم في كتابه الكريم (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ) 132 طه

في البدء كانت الصلاة

حديثنا يتناول موضوع عمود الدين وأعظم عبادة شرعها االله سبحانه للإنسان المؤمن والحديث في اتجاه التحريض عليها ، وكنا قد تحدثنا حول هذا الموضوع ولكن من زاوية البنية الداخلية للصلاة والتأمل في حركاتها وأفعالها وأذكارها وهنا نتحدث من زاوية أخرى.

يلحظ الإنسان المتأمل في هذه العبادة ضمن الدائرة الإسلامية أنها تلتقي مع الإنسان في أول يوم ينشأ فيه وتشيع معه في آخر يوم يودع فيه الدنيا وهو يقبر في التراب ، وهذا أمر لانلحظه في أي عبادة أخرى.

من المستحبات المؤكدة عندنا كمسلمين عموماً وقد مارسها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤذن في الأذن اليمنى ويقام في اليسرى للمولود عند ولادته.

تحف العقول : في وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي إذا ولد لك غلام أو جارية فأذن في أذنه اليمنى وأقم في اليسرى، فإنه لا يضره الشيطان أبدا (ط كمباني ج 17 / 20، وجديد ج 77 / 66.
في كتاب الجعفريات بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من ولد له مولود فليؤذن في أذنه اليمنى بأذان الصلاة وليقم في اليسرى فإن ذلك عصمة من الشيطان والإفزاع له. وقريب منه (ط كمباني ج 23 / 121، وجديد ج 104 / 126. - / مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ١ - الصفحة ٩٥

الأذان كما تعلمون هو دعوة للصلاة تميز بها الإسلام حيث لاتحتاج إلى أداة و لا إلى جماعة وفي نفس الوقت تلخص جملة عقائد الإنسان والقيم الدينية بدأ من توحيد الله إلى الإعتراف بنبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وعندنا كإمامية الإعتراف بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، ثم الدعوة إلى الحياة الحسنة والفعل الصالح والعمل الخير والدعوة الى نفس الصلاة حي الفلاح حي على خير العمل بالإضافة إلى الأعمال الصالحة خير العمل وما يوجب الفلاح لكن كل هذه الأذكار والشعارات هي دعاء إلى الصلاة ومناداة له.

فأول دعوة يتلقاها هذا الإنسان في اطلالته على الحياة هي الدعوة إلى الصلاة وتكريسٌ لهذا المعنى مع أنه إلى الآن لم يدرك شيء ولم يعرف شيئاً ولكن كأنما أريد أن توضع هذه الصفحة كملف ثابت في صفحة بيضاء إلى المستقبل وإلى آخر يوم بعد أن تخرج روحه من بدنه وبعدها لايشيع معه لاحج ولازكاة ولا صيام وإنما آخر مايعمل له أن يصلى عليه وبين هذين الحدين من البدو إلى الختام من تغيرات الطبيعة من الأيام العادية إلى غيرالعادية لاشئ يرافقه كمرافقة الصلاة.

كل الرسالات جاءت بالصلاة

فإذا كان هذا اليوم يبدأ بثلاث أقسام بداءً بالفجر ونصفه ظهراً وغروب الشمس نهايتاً فإن في هذه الأوقات جعلت العبادة والصلاة مرافق لكل انتقالة في الطبيعة وفي اليوم الذي يطويه الإنسان.

أحياناً تتغير الطبيعة و يحدث خسوف أو كسوف أو رياح أو زلازل أوغير ذلك لايلجأ إلا إلى الصلاة، فُقِدَ المطر يُلجَأ للصلاة ، فرح الإنسان بعيد يلجأ للصلاة.

لذا تجد هذه العبادة في مختلف الحالات في الطبيعة وغيرها هي العبادة المرافقة ليست للإنسان فقط بل أنت تشارك جميع الخلق في تسبيحك لله (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) 1 الجمعة.

أنت في هذه الصلاة بتكرارك للتسبيح والتقديس والتنزيه لله عزوجل تشارك كل الكائنات والمجرات والحيوانات في هذه العبادة التي لم يأتي بها فقط الأنبياء جمعياً ، فما من نبي جاء إلا وهو يأمر بالصلاة ولكن تختلف الكيفيات.

الصلاة جاء بها عيسى ويحى وابراهيم وموسى وسائر الأنبياء باعتبار أن الصلة التي جعلت بين الله والخلق هي الصلاة ، فإذا أراد نبي على مستوى نبي الله ابراهيم عليه السلام وهو شيخ الانبياء و والد المرسلين أن يدعو الله عزوجل بماذا يبدأ قوله ؟! قال (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ) 40ابراهيم

مفترق الطريق للجنة و سقر الصلاة

جعلت الصلاة طريق الفلاح والجنة وجعل تركها سبيل المسلك في سقر، من جهة الفلاح ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) ) 1-2 المؤمنون

أي ليسوا مصلين فقط وإنما يصلون وبخشوع وجعل التسليك في سقر (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)  وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ (47)) 42-47المدثر

اذن سبب دخولهم لسقر وهر درك من دركات جهنم والعياذ بالله منها أنهم ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾

نجد أن الصلاة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولكن هنا منشأُ ارتكابهم للفواحش وللمنكرات من البغي والظلم والزنا والسرقة وغيرها هو أنَّهم لم يكونوا من المصلِّين، وإلا لو كانوا من المصلِّين لنهتهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر.

يتساءل ماذا أستفيد من الصلاة ولم أصلّ ؟

هذه العبادة العظيمة وهذه الصلة الإستثنائية التي جعلت لاتصال العبد بربه قد يقال أنه في بعض المجتمعات الإسلامية قلة اهتمام بها عند بعض الناس وهذه النسب التي تذكر وإن كانت ليست كثيرة وكبيرة من جهة ولايمكن التحقق منها بشكل علمي إلا أنها تعتبر كثيرة ولاينبغي القرارعليها والسكون ،إنما ينبغي التفكير في تقليلها إلى أدنى نسبة ودرجة ممكنة ذلك أن بعض الأشياء مهما كانت قليلة فهي كثيرة فإن عود الكبريت مثلاَ في طوله لايتجاوز سانتيمترات قليلة وعند اشتعاله فشعلته بسيطة لكن يستطيع أن يعمل كارثة كبيرة ويحرق بناية كبيرة ومزرعة واسعة بعض الأشياء قليلها كثير وقلة الإهتمام بالصلاة في مجتمع مسلم قليلة يعتبر كثيراَ.

هناك بعض الأمور التي تساق أحيانا كمبررات للتهاون في الصلاة وعدم الإقبال عليها كما ينبغي ، نلقي عليها نظرة ثم نشيرالى موضوع الدعوة للصلاة.

بعض المتهاونين بقضية الصلاة قد يثيرون سؤالاً وهو ماذا نستفيد من الصلاة؟ أنا أريد أن أصلي ولكنني لاأشعر بفائدتها لذا لا ألتزم بها و أشعر بها تماماً.

هنا في الجواب ينبغي التفريق بين قسمين من الناس :

قسم من الناس لايعترف بالصلاة و لابما بعدها ، يقول لك الأصل فيها قضية التدين والإيمان بالله ومايرتبط به لا تشكل بالنسبة لي أولوية وليست ذات أهمية فهي ليست من دائرة اهتماماتي حتى لا نقول عنه ملحد وماشابه ذلك هذا الشخص حديثنا ليس له.

إنما حديثنا موجه إلى شخص يعتقد بالمسألة الدينية عموماً ولكن نجده متهاون بها أي يتركها أحيانا أو تارك للصلاة ، حديثنا بالفعل إلى هؤلاء .

أولاً يقال إذا اعتقد الإنسان بربوبية الله وخالقيته وأنه عبد من عبيده فهذا لايصح له أن يسأل عن الفائدة ، ولايصح له أن يشترط عليه الفائدة والنفع منها فهذا ليس من قانون العبودية .

فلونزلنا لمرحلة زمن العبيد والأرقاء نجد أن السيد المَالكُ للعبد لو أمره أن يحفر بئراً بقياسات معينة فعليه التنفيذ ولايحق له أن يسأل مالفائدة من هذا وما انتفع منه، فيقول له سيده : هذا ليس من رسوم العبوديه مادامت تعرف إنك عبد وليس بالضررة أن تكون مستفيد من هذا العمل .

في نفس هذه النقطة نقول ومع ذلك توجد فوائد كثيرة أخروية ودنيويه مع أن الله لم يكن مطالبا بها تجاه هذا المصلي فلا يحق له إذاً في مقام العبودية حق الإشتراط ومع ذلك جعل الله لهذا الانسان فوائد من هذه العبادة ، والفائدة الأخروية أنها مسلكه للجنة وربط بين الجنة والصلاة إذا لم تصلي لاتوجد جنة وإذا لم تصلي كانت طريقك لسقر ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2))) 1-2المؤمنون

ومن جهة أخرى (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) ) 42-43المدثر

من كان يصلي وفر لنفسه إماكنية دخول الجنة ومن لم يفعل ختم على نفسه أنه من اهل النار.

أما الفوائد في الدنيا فحدث ولا حرج فلها آثار لا تعد ذكرتها الكثير من الدراسات نورد أحداها ، فقد أثبتت أن لها أثر على روحه ونفسه فنجد نفسياً أنه أكثر هدؤ واطمئناناً ، أحسن من نظيره الذي لم يصلي، قد تجد قائلاً يقول هناك مرضى نفسيون يصلون ولانجد قد حصل لهم تغيير ، نقول له لو لم يصلي لكان وضعه على بدنه أسؤ عشرة أضعاف ذلك ، فلان نفسه غير مستقرة ومع ذلك كان من المصلين لو لم يصلي لكن عدة مرات اسؤ ولأن فيها ذكر الله عزوجل هدأت نفسه ولو قليلاً (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ  ) 28الرعد

هي أمور تراكمية قد لاتلحظها بشكل ملفت فهي ليست ضغطت زر بالأمس كنت غضوبو اليوم صرت راضي ، بالأمس كنت معقد واليوم تتغير ، الأمور تراكمية .

الصلاة تغير كل يوم فيك درجة وعادة التغيرغير محسوس مثل ظهور الشيب في الشعر كل يوم تظهر شعرة بيضاء تدريجاً فلا تلحظها عكس أن يراك شخص افتقدك مدة فيقول لك افتقدتك من مدة وهاقد ملئت شيباً ماحدث لك!

أنت هنا تراقب بشكل تدريجي فالتغير التدريجي غير ملحوظ عكس من أتى فجأة و وجد التغيير.

فآثار الصلاة على النفس على الأخلاق والروح آثار كثيرة لا يستشعرها الإنسان ولكن تدريجياً، فإذاً هناك فوائد ومنها بدنية فتحريك البدن في هذه الركعات كأنها تمارين ولكنها عبادية هذا جزء من الأثار .

قرأت ذات مرة لأحد الأطباء الأجانب علاجات عن أمراض السرطان كانت تعالج بالصلاة قد لا يكون في كل مكان لكن هذا ضمن آثار الصلاة لانها تقوي العزيمة الداخلية فتجعله أقوى في مواجهة المرض ،وفي بعض الحالات تتجاوز الأزمة المرضية و هذا لايعني أن هناك مصلين ومصابين بالمرض ولكن هذه من آثارها في هذه الجهات وفي هذه النسب تبين إن للصلاه آثر بهذا المقدار ولها أثارها في الاخلاق و أثارها في السلوك.

القرآن الكريم أيضاً يصرح بشكل واضح أن الصلاة تغير في سلوكيات الإنسان (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ ) 45 العنكبوت

لها قابلية ذلك مثل ما أن حبة الكونكور لها قابلية تخفيض الضغط وأنت تقوم بتناول ملعقتين ملح زيادة فأنت تعكس مفعولها ، فهي لها قابلية السيطرة على مستوى الضغط عندك.

الصلاه أيضاً لها قابليه في النهي عن الفحشاء والمنكر وفيها ذكر الله أكبر وأنت اخترقت المعدل ولم تلتزم بالتعليمات فقابليتها تقلصت أو لم تصبح فعاله كذلك في الصلاة لها قابلية النهي عن الفحشاء والمنكر وفيها ذكر الله وهو أكبر.

نقول اولاً العلاقة مع الله لما كانت عبودية وألوهية فلاينبغي أن يشترط الإنسان على ربه أن يصوم أو يصلي لأنه يحصل على فوائد وإنما علاقة عبودية تلزمة أن يلتزم بما أمره الله ومع ذلك فإن للصلاة فوائد أدناها الجنة والفكاك من النار وأيضا آثار دنيوية منها على البدن والنفس والأخلاق وتهذيب النفس وصفاء الروح وهدوئها والأخلاق ، إن هذا عذر يتعلل فيه المتهاونون.

لاتترك الصلاة ولو كنت مذنباً .. صلّ

وهناك شيء آخر وهو تبرير ينتهي لعدم فهم لفكرة، أحياناً الإنسان لايفهم فكرة بشكل صحيح فينتهي به إلى جعله يصل لمرحلة التهاون أو ترك الصلاة مثل أن يأتي ويقول أنا إنسان عندي انحرافات وعلاقات غير مشروعة أذهب خلف البنات مرابي وآكل مشتبه حلال بحرام لا أبالي وليس لدي مانع منها وهذه لاتجتمع مع الصلاة التي تجنبها ،إذناً أترك الصلاة لأني أفعل تلك المنكرات هذه الفكرة خاطئة.

أولاً بالعكس لازم تترك تلك الأمور لأجل الصلاة ولا تتترك الصلاة لأجل تلك الأمور.

وثانياً لوفرضنا أن فلاناً كان عنده هذا الإنحراف، كما كتبت إحداهن زوجي محافظ على الصلاة ولكنه منحرف أخلاقياً، يتعرف على أخريات ولديه علاقات وإذا حصل له كذا وكذا فهو يسير لذلك الطريق الحرام رغم أن زوجته موجوده وحلاله ولكن الشيطان يغويه ويغريه فيقول أنا أترك الصلاة من اجل تلك الأمور لأنها لا تصح معها ، الصحيح أنه يجب عليه أن يترك تلك الأمور من أجل الصلاة وليس العكس ، لوفرضنا أن إنسان غلبه هواه (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ ) 24 الجاثية 

يقول لك أنا لا أترك هذه الامور لدي أعمال باطله ومحرمة نقول له مع ذلك لا تترك الصلاة ذلك البعيد لاسمح الله شاربٌ للخمر أو مرابي ،لا تترك الصلاة لماذا ؟

لأنك بذلك تخفف عليك أحمال ظهرك فأنت عندما تفعل الخطأ ثم تصلي فهي تخفف من الذنوب ، تعطيك مساحة وفرصة للتوبه والعدول عن الخطأ و الإثم، ولكن عندما تتركها فأنت تضاعف ذنوبك وحملك على ظهرك لا تترك الصلاة حتى لو فعلت خطأً.

على سبيل المثال هناك حديث أن شارب الخمر لا تقبل منه الصلاة أربعين يوماً،هذا تحذير وتهديد و ليس معناه أن تترك الصلاة ولكن يتوجب عليك أن تصلي لانه تحذيرٌعظيم لك حتى تتجنب الشرب .

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من شرب الخمر لم تحسب صلاته أربعين صباحا (علل الشرائع: ٣٤٥

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): من شرب الخمر فسكر منها لم يتقبل صلاته أربعين يوما، فإن ترك الصلاة في هذه الأيام ضوعف عليه العذاب لترك الصلاة ). الخصال: ٢ / ٥٣٤ / ١.

وليس معنى عدم قبول الصلاة أنها غير صحيحة ، أو أنه يترك الصلاة ، بل المعنى أنه لا يثاب عليها . فتكون فائدته من الصلاة أنه يبرئ ذمته ، ولا يعاقب على تركها.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله رجل فقال له: أصلحك الله شرب الخمر شر أم ترك الصلاة؟ فقال: شرب الخمر ثم قال: أو تدري لم ذاك؟ قال: لا قال: لأنه يصير في حال لا يعرف معها ربه - موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٨/  الكافي: ٦ / 402 ح 1.

أي بعد أن تعود لعقلك فعليك الصلاة ، وكذلك صاحب العلاقة المحرمة خفف عليك حمل ظهرك فمع تخفيف الحمل إذاً اصبح حملك خفيف وربما تحصل على الشفاعة وينظر في أمرك لكن إذا تركت الصلاة فالأمر جداً صعب.

هل أنا كافر لتركي الصلاة ؟

بعضهم يقول أنا بمجرد تركي للصلاة صرت كافراً ، هذا غير صحيح.تارك الصلاة قسمان : قسم تركه ترك فسق .

يعلم أن الله موجود و ويعلم أن القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله موجودة وكلها تأمر بالصلاة ولكنه يقول أنا إنسان ضحك علي الشيطان أو لأي سبب من الأسباب أنه لايصلي ولكنه يعترف بالصلاة ويعرف أنها موجودة في القرآن وأن الرسول صلى الله عليه وآله حث على الصلاة فهذا من أهل الفسق، هذا أمره سهل لأنه جاء عن فسق ، يستغفر الله ويخلص نيته ثم يقضي مافته من الصلوات ولو بالتدريج.

ولو فرضنا أن هناك إنسان آخر ترك الصلاة خمسة عشر سنة ثم قال الآن تريدوني أن أصلي!!

نقول له نعم ، فالله لطيف بعباده ، اقضي مافاتك من الصلوات ، استغفر رب العالمين وابداء بقضاء صلاة مع صلاتك ، وسوف ترى أن الله غفر لك ذنوبك وكتب لك التوفيق ، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) كنز العمال: ١٠١٧٤/ ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٣٣٨

قسم آخر يقول لك من قال لك أن تصلي ، من جاء بها؟ تقول له الله عزوجل وقال الرسول فيقول :أثبت ذلك ، هذا الشخص والعياذ بالله تارك الصلاة جحوداً ، فهو كافر لأنه ينتهي بتكذيب الله والرسول وتكذيب القرآن .

أما إذا كان يعترف بالله والرسول ولكنه يقول أريد أن أعيش حياتي وأتحرر من هذه القيود ، هذا يكون تركه فسق ومعصية إذا تدارك نفسه واستغفر ربه و أخلص في توجهه لله ثم بداء بالقضاء تدريجاً فليس عليه شيئ و حاله لايقل عن حال غيره.

فإذن هذه الفكرة الخاطئة أدته إلى فعل المعاصي فلا يصح أن يصلي ويلعب من جهة أو يترك ويلعب من جهة أخرى ،نقول لك صلي ولا تلعب ، ولو فرضنا أن رجلك منزلقة فلا تترك الصلاة ، فتركها فكرة خاطئة .

الموالي لابد أن يصلي

وإلى جنبها فكرة أخرى وهي أن قسماً من الناس شبه عليهم أمر العلاقة بين الولاء والعبادات كأن يقول لك يأتي شهر محرم وألبس السواد وانفق وأقوم بغيرها من الأعمال الحسنة، نقول له وأين صلاتك ؟!

يقول لك نحن أمورنا موكله عند الحسين وأهل البيت هنا نقول له أنت تخدع نفسك ، وإذا أحد قال له فإنه يخدعه أيضاً ، فإن أمير المؤمنين علياً والحسين بل وحتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو أفضل الخلائق إنما بلغوا مابلغوه بعبادة الله والتزام أوامره.

نحن إذا توقعنا أن ندخل الجنة بدون صلاة وإلتزام وعلياً ابن أبي طالب يدخل الجنة بصلاة وإلتزام فمعناه أننا أصبحنا أفضل من علي بن ابي طالب ، واحد يحصل الجنة بدون تعب وآخر يحصل الجنة بمشقة وتعب لدرجة أن يقول الله عزوجل فيه (طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى(2)  ) 1-2طه   

بالنسبة للنبي اكتفي صليت كثيراً خفف على نفسك إذا تريد (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (1) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) ) 1-3 المزمل

ولاترهقها أكثر،ذلك يدخل الجنة بهذا وأنا أجيء وأقول أنا أيضاً بدون هذه الأعمال فقط لأني أحب النبي و وعلي والمعصومين فسأدخل الجنة لماذا أرهق حالي وأصلي؟! سوف أذهب إلى الجنة.

هنا نقول له استمع لهذا الحوار الجميل بين الإمام الرضا عليه السلام وأخيه زيد ابن موسى ابن جعفر المعروف بزيد النار،زيد النار هذا لم يكن محمود السريرة وهنا ننوه أنه ليس كل أحد من أهل البيت يكون أفضل الناس أو أن كل أحد من آل هاشم يكون أحسن الخلق فهناك أيضاً السيء وهناك من يتبرك بأنفاسهم وهناك ليس ذلك هذا زيد من هذا النوع فقام بفعل الأعمال الغير حسنة، فقد جاء في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : عن علي، عن أبيه، عن ياسر قال: خرج زيد بن موسى أخو أبي الحسن (عليه السلام) بالمدينة وأحرق وقتل وكان يسمى زيد النار، فبعث إليه المأمون فأسر وحمل إلى المأمون فقال المأمون: اذهبوا به إلى أبي الحسن، قال ياسر: فلما أدخل إليه قال له أبو الحسن: يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة: إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، ذاك للحسن والحسين خاصة إن كنت ترى أنك تعصي الله وتدخل الجنة، وموسى بن جعفر أطاع الله ودخل الجنة فأنت إذا أكرم على الله عز وجل من موسى بن جعفر، والله ما ينال أحد ما عند الله عز وجل إلا بطاعته، وزعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت. ) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٢٣١

أعذار لاتنفع لترك الصلاة

كذلك لايغترن أحد بالقول بما أني موالي وأقيم المأتم وأعمل كذا وكذا هذه الأمور حسنة ولكن مانفعها دون صلاة،هذا معناه أن الله عزوجل أختارك أن تكون ضمن صفوف المصلين ومن صفوة المؤمنين المصلين أضاف إليك شيء وهو خدمة اهل البيت أصبح لك وسام إضافي ، ليس كما يقول انا خادم لأهل البيت وبدون صلاة وعبادة فهذا يبطل الرسالات أيضا يبطل الحساب والثواب والعقاب فهذه الفكرة خاطئة قد لاتكون موجودة بشكل كبير ولكننا أحببنا أن نلفت إليها من باب التنبيه.

أحيانا يصيرعقدة من نماذج معينة تنتهي بالشخص للتهاون بالصلاة مثلا يقول أحدهم والدي في الصف الأول من الصلاة في المسجد والمسبحة لاتفارق يديه ولكن إذا حضر البيت تجده يعنف أمي ولايحترم اخوتي لذا صار لدينا عقدة ونفور من الصلاة التي يصليها ، هنا نقول هذا خطاء الأب لأنه لم يحقق هدف الصلاة كيف إن صلاتك التي تصليها لم تنهاك عن الفحشاء والمنكر كيف لم تنهك عن خلقك السئ مع زوجتك وأهل بيتك كيف لم تكن رادعاً لك من ايذائهم ؟! هنا أنت تخالف أهداف الصلاة.

وأنت أيضا أيها الإبن بما فعلته ارتكبت إثماً أسؤ وأعظم مما ارتكبه والدك وهو تركك للصلاة فوالدك محافظ عليها ولعل الله يهديه ويصلحه ،وأنت تركت الصلاة التي كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً، لك الحق بأن تعترض على والدك وتصرفاته لو كنت تصلي وتنهى عن الفحشاء والمنكر ولكن لاتترك الصلاة أبداً بداعي أنها لم تؤثر في والدك.

تصلي واخلاقك طيبه قل أنا نموذج حسن للصلاة ووالدي نموذج سئ للصلاة أما أن تترك الصلاة فهذا الامرغيرصحيح.

أحياناً هناك بيئات يختلق فيها بعض الناس إهماله للصلاة (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ) 45 العنكبوت

في العمل مثلاً نجد أن فلانة تذهب وهي بمكياجها للعمل وكأنها ذاهبة لحفلة زواج فهناك مشكلة، فالقائلون بحلية كشف الوجه شرطوا أن لاتكون فيه زينة أبداً وإذا وجدت زينة فعليها أن تسترها..تقول إذا ذهبت للصلاة يتلف المكياج فتُضَيع الصلاة من أجل المكياج.

وبعضهم يقول أن الصلاة للعجائز وكبار السن أو البعض اللذين يخرجون للدراسة بالخارج ويكون تأثيرهم عليه بأن يترك الصلاة فغداً لن ينفعك هولاء ولايصبح لهم تأثير عليك اويرسلوك للتهلكة (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ(35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) ) 34-37عبس

هذا الذي يثبطك ويبعدك لن ينفعك غداً مهما كان وكانت صفته عندك، فإذا صار لديك مشكلة دنيوية الذي ينفعك هو من ترفع يديك له وتناديه (يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا كَهْفَ مَنْ لا كَهْفَ لَهُ) هذا من ينفعك ،هذا الذي ينفعك هو من يجب أن تكون علاقتك مفتوحة معه دوماً وليس وقت الأزمة وبعدها تنقطع تلك العلاقة وإن كان الله يُجِيب حتى في ذلك الوقت، ذلك الله االحبيب الحليم اللطيف الرؤف الذي لايزداد إلا لطفاً حتى بجاحديه، لكن أنت تحتاج أن تتذكرربك في أيامك العادية حتى يحالفك التوفيق ، تتذكر نعمة الله سبحانه وتعالى عليك في كل شئ وذلك بشكره عبر تلك الصلاة التي لوحسبتها فهي نصف ساعة من اليوم أجمع لو حسبت فهي سبعة عشرة ركعة لكل الصلوات مدة كل صلاة لاتتجاوز الدقيقتين ، جرب الحساب سوف ترى أن صلاة الفجر لاتتجاوز دقيقتين أنعم الله فيها عليك الصحة والعافية وتمامها. نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول لبلال : ارحنا بالصلاة يا بلال.

دورنا والمطلوب منا

هذه الأثقال والأحمال والهموم نتخلص منها بركعتين لله عزوجل هذه الذنوب التي نحتطبها لنزيلها ونزيل تلك الذنوب بقولنا استغفرالله وأتوب إليه بحول الله وقوته وانت تطلب منه العون من يقف بحول الله من يقف أمام قوة الله أنت حينها تستند على هذه القوة لذا لابد أن ندعو لهذه الصلاة بشكل مستمر وأن نحبب الرضا عليها في أسرتنا ومجتمعنا فالقرآن يخاطب الرسول (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ) 132 طه

الآية مكية والنداء لأهله في ذلك الوقت وأول من آمن به كانت خديجة بنت خويلد وإلى جانبها علي ابن أبي طالب وهم عِليَةُ المؤمنين ،أول مؤمن وأول مؤمنة ومع ذلك يقول له و أمرهم بالصلاة واصطبر عليها أي   بالإستمرار والصبر عليها ، الإفتعال من الصبر معناه الصبر والاستمرارية ،لا نسألك رزقا إنما نحن من يعطيك، نعطيك الوجود ولم تكن قابلاً للوجود (هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ) 1الإنسان

ترليونات الحيوانات المنوية ذهبت هباء ولم تنتج إنساناً مليارات البويضات ذهبت دم حيض في الزبائل ولم يحدث شيئاً ، الله سبحانه وتعالى يمن عليك أنت بالذات أنه اختارك وأصبحت إنسانا ، في حين أنك لربما كنت حيواناً منوياً مُسِحَ بالمدنيل وأُلقي في الزبالة ، الله َمنَّ عليك بأن أوجدك وخلقك وجعلك إنساناً سوياً .

هل خلقت الهواء الذي تتنفسه ؟هل اشتريت الضياء الذي يشرق عليك؟ هل أتيت بالماء؟ لوكان هذا الكوكب بلاضياء سرمديٌ أظلم! لو أن االله جعل مائكم غوراً لايوجد ماء فماذا سيحدث ؟!

ولكن الله أعطاك ووفرها لك كل ذلك مجاناً، أنت لم تطلبها من الله ، إنما أتيت لهذا الكون وهي محضرة لك مقابل أن تصلي له تلك السبعة عشر ركعة ولن يناله منها شيئا (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ ) 37 الحج ، (لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ) 132 طه

(إلهي هذه صلاتي صليتها لا لحاجة منك إليها، ولا رغبة منك فيها إلا تعظيما وطاعة وإجابة لك إلى ما أمرتني، إلهي إن كان فيها خلل، أو نقص من ركوعها أو سجودها فلا تؤاخذني، و تفضل على بالقبول والغفران، برحمتك يا أرحم الراحمين).

نحتاج أن ندعو للصلاة أولاً بالأذان فنحكيه بترديد كلمات الأذان بصوت عالي واذا كان المكان غر مناسب يحاكيه بمايسمع نفسه فإذا حاكاه بصوته ووصل صوته لعدد من الناس وتذكروا وقت الصلاة وصلوا بصلاته يُغفر له بعددهم ويثاب على هذا الإيصال.

لماذا لانعمل مسابقات كمسابقة للأذان (أجمل صوت للمؤذنين) و مسابقة للإلتزام بالصلاة للأطفال الصغار يعطى هدية ويشجع عليها فقد أُكد على تشجيعهم وحثهم عليها من سن سبع واضربوهم عليها لعشر.

تحريض في المدارس والمؤسسات والشركات ، أنت تصلي في مستشفى أو عملك ،أخبر من حولك أنه حان وقت الصلاة دعونا نقوم لأداء الصلاة ، تصلي في المدرسة صلي أمام الطلاب ليتخدوك مثال وقدوة لهم وهكذا في سائر الأماكن ، في البيت تصلي ارفع صوتك بالاذان وخبر الأولاد ان هلموا نصلي الآن أو صلي بهم جماعة بالتدريج فهذا يشيع أمر الصلاة.

فأمرالصلاة أمرعظيم جداً أحبتي، يكفيكم فيها ماهو معروف أن الحسين عليه السلام صلاها في العاشر من محرم مع الإشتباك ومعمعة الحرب.

أبوثمامة عمر ابن خالد الصيداوي رأى انه قد اقترب وقت الصلاة فقال للحسين عليه السلام اني لا اريد أن اقتل إلا وقد صليت هذه الصلاة معك ، عجيب أمر هؤلاء الأصحاب.

قسم من الناس عنده أن الشغل وهو من أشغال الدنيا يُأَخِرالصلاة ساعتين ثلاث حتى ينهيه وهذا الصحابي الجليل يأتي ويقول أريد أن اصلي معك وهم مشغولون في الحرب وفي قمة الأزمة ، يرقب السماء ينتظرها ، وليس أي صلاة ، أريد أن أصلي معك يامولاي، قال له ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الآن أول وقتها سلوا القوم أن يكفوا عنها حتى نصلي ولكن هيهات أن يقف ظلمة بنو أمية بل انقسموا وضجوا قسم مستمر بالقتال وقسم يقول أَوَ تقبل صلاتك ياحسين!

وهنا فيها رأيان قسم قال أن الحسين صلى صلاة الخوف وقسم قال أنه صلاها قصراً ، وهذا لايهمنا ، الَّذِي يهم هو النتيجة وهي أن الأصحاب أصروا على قيامهم بالصلاة وصلوا خلف الإمام وحافظوا عليها حتى في ذلك الظرف.

فهل نعي ونفهم حقيقة تلك النعمة علينا أن أختارنا الله عزوجل لنكون من المصلين ، وهل فهمنا ماهي رسالة الحسين عليه السلام وأصحابه لنا ؟

اللهم لاتجعلنا من الغافلين المبعدين واجعلنا من المقيمين الصلاة ، (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ) 40ابراهيم

مرات العرض: 3447
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2548) حجم الملف: 65332.03 KB
تشغيل:

7 معرفة الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه
8 التحرش الجنسي خطورته ومقاومته