11 ما رأیت الا جميلا
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 11/1/1438 هـ
تعريف:

ما رأيت إلا جميلا

تفريغ نصي الفاضلة هديل الزبيدي / العراق

قال الله العظيم في كتابه الكريم .. { فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون }
وقالت سيدتنا ومولاتنا العقيلة زينب (سلام الله عليها) في جواب ابن زياد عندما سألها كيف صنع الله بأخيك قالت ( مارأيت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم )
من المواقف التي خلدت للعقيلة زينب بنت امير المؤمنين سلام الله عليها هذا الموقف امام طاغية زمانها ابن زياد الذي كان معروفا بالشراسة والفتك والقسوة سأل العقيلة زينب يفترض في مثل يوم غد مساءا او الذي بعده صباحا عندما ادخلت عليه ، كيف رأيت صنع الله باخيك والعتاة المردة من اهل بيتك فقالت مارأيت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ( يعني لمن النصر والغلبة ) ثكلتك امك يابن مرجانة .
مارأيت الا جميلا
ماذا يعني الجميل الشيءرورد وصفه بالقران الكريم وفي السنة المطهرة في موارد متعددة في اللغة العربية معنى الجميل الحسن الناضج المكتمل هذ التركيب يشير الى معنى الجميل ولذلك قالوا ان تسمية مثلا الجمل الحيوان المعروف انما يكون من هذا الباب بعد ان يكتمل نضجه ، قبل اما يكون مثلا عمره سنة او ماشابه لايقال انه جمل ، عندما يتخطى في السن ويكون قادرا على توليد المثل يقال له جما هنا اكتمل نضجه وصل الى هذه المرحلة وحتى الجمل بمعنى الحبل الذي يربط السفينة وعادة يكون ضجم جدا كما هو معروف في السفن سواءا كانت الحبال التي تحفظ الاشرعة او الحبال التي توقف السفينة ويتعلق بها المرساة الحديدية الثقل الحديدي ايضا هذا الحبل يقال له جمل .

ولذلك ماورد في القران الكريم في تشبيه ان الكافرين لايدخلون الجنة حتى يدخل الجمل في سم الخياط (سم الخياط) ثقب الابرة يقول اذا هذا الحبل الثخين لما تحتضنه الكف اذا دخل في سم الخياط ثقب الايرة ذاك الوقت الكفار والفاسقون يدخلون الجنة كدلالة على الاستحالة وعدم الامكان قالوا هنانة الجمل هذا الحبل الضخم لان فيه كمال الاستفادة من السفينة يحفظ اشرعتها ويبقيها في البحر راسية فلاتنقلب ولا تجري مع المياه في حسن بالاضافة الى نضج واكتمال هذا المعنى سوف نجده يتكرر في استعمالات القران الكريم من ذلك ماورد في كلام نبي الله يعقوب على نبينا وعلى اله وعليه افضل الصلاة والسلام عندما جاء ابناءه بعد ان رموا نبي الله يوسف في الجب { وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون }
وصف هنا الصبر بالجميل ، الصبر اساسا هو في مقابل الجزع ، الجزع مذموم الا مااستثني كما سنأتي على الحديث فيه ، الجزع بمعنى ان الانسان يفقد السيطرة على عواطفه او على لسانه او على حركاته وشخصيته، يصاب مثلا انسان بمصيبة مالية فلا يسيطر على عواطفه فيبكي بكاء الثكلى وكانما الدنيا انتهت عند هذا الحد او احيانا لايسيطر على كلامه يشتم ويفحش في القول ويتعدى الحدود او لا يسيطر على حركاته وشخصيته وبالتالي تصدر منه حركات وافعال ممكن ان يضرب رأسه في الحائط او يلطم على وجهه او ان يصفق على رأسه او ماشابه ذلك من مظاهر الجزع وبجمعها ان الانسان لايسيطر على نفسه امام المصيبة او الكارثة والجزع مكروه ومذموم في مقابل ذلك صفة العبد الصابر عندما تحل به الكارثة عندما ينزل عليه المصيبة لايختل في عواطفه ومشاعره ولاتسيطر على الفاظه وكلماته ولاتخل بشخصيته وسلوكه نعم يحزن ولكن ضمن حدود ربما يتكلم ايضا ، لكن يتكلم بما يعلن عن صبره فيه في ان يقول { انا لله وانا اليه راجعون } او { صبرا على قضائك يارب } {تسليما لأمرك } مثلا ، هذا وان تكلم الا انه ضمن دائرة الصبر فضلا عن يضهر على حركاته وسلوكه امر غير مناسب لاتراه لنفترض يصفع وحهه او يضرب نفسه يصطدم بالجدار او غير ذلك او يكره شيئا نوع من ردة الفعل وانما تراه متصبرا متينا ثابتا راكزا بحيث لو مر على جماعة او دخل عليه جماعة لم يشكوا انه صاحب مصيبة ترى وضعه وضع عادي هذا الصبر اكو درجة اعلى منه هو (الصبر الجميل) هو من غير تشك لاحد من الناس لان في الحالة العادية احيانا الانسان يفيض اناءه بما فيه ، المصيبة تكون اكبر من استيعابه يحتاج الى شخص يفضفض له مثلا انه انا صار لي هالشكل ، نكبت بهذه النكبة صار الي هذه المشكلة ، المشكلة كانت صعبة تلفت اعصابي في ذلك وماشابه ، هذا صبر ولكن ليس صبرا جميلا .
الصبر الجميل هو ما لايرافقه شكوى للناس نعم لو اشتكى الى ربه سبحانه وتعالى لم يخالف ذلك الصبر الجميل فلهذا نبي الله يعقوب على نبينا واله وعليه السلام مع انه كان لديه الصبر الجميل الا انه مع ذلك { انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله مالا تعلمون }
بالتالي الشكوى لله عز وجل وبث الحزن اليه والاستعانة به من الامور المحمودة وليست مخالفة للصبر الجميل بل قد تحقق احد درجات العبودية المطلوبة من الانسان ، وقسم من المناجات والادعية هي من هذا { الهي كسري لايجبره غيرك } هذا نوع من الشكوى لكن شكوى لله عز وجل بل ولكن بث لله عز وجل . فالصبر اذن ذاك المعنى والصبر الجميل الحسن الذي فيه الكمال والنضج عندما لايكون مترافقا مع بث واضهار لاناس وان كان قد يرافق الاظهار لله عز وجل الصبر طبعا في هذه الدرجة درجة محمودة جدا وعالية وفي ما نعلم عن السيدة الطاهرة زينب بنت امير المؤمنين عليه السلام انها كانت من هذا النوع ماعندنا توثيقات يعني ماعندنا روايات موثقة تاريخية انها بثت شكواها واحزانها الى اناس مع انه قد يأتي في الشعر هذا الكلام ولاسيما في الشعر الشعبي وربما يقرأ الخطباء ايضا على المنابر ولكن بحسب الروايات التاريخية الدقيقة نجد ان هذه السيدة الطاهرة كانت في اعلى درجات التجلد والتصبر الجميل مع انه قضية الجزع على الامام الحسين عليه السلام هي مستثناة عندنا .
عندنا روايات معتبرة عن الامام الصادق(عليه السلام) وعمل بها ايضا علماء الطائفة يقول فيها :
 ( كل الجزع مكروه عدا الجزع على الامام الحسين )
يعني اذا انت راح تجزع على والدك مثلا هذا الجزع مكروه غير محبذ غير لائق الك ، ان ترفع صوتك مثلا بالبكاء اذا كان جزعا ليس محمودا ، ان تضرب على راسك لاطما وعلى صدرك نادما هذا في حالات المصائب العادية غير محمود مكروه حسب الرواية الا ما يرتبط بالامام الحسين ( عليه السلام ) فانه مستثنى فلو اظهر الانسان الجزع على الامام الحسين(عليه السلام) لم يكن ذلك من الجزع المكروه بل تشمله مثل ( فليصرخ الصارخون وليضج الضاجون وليعج العاجون ) واللي هاي من الدرجات من رفع الصوت التي قد لاتكون في غير حال الامام الحسين(عليه السلام) فاذا صار عندنا الصبر يقابله الجزع الصبر بذاته ممدوح واعلى وهو عبارة عن المتانة والرزانة لمواجهة المصيبة والفاجعة بحيث لا لاتزج الانسان عن طوره في العواطف ولاتخرجه عن طوره في الالفاظ ولاتزجه عن طوره في الافعال والسلوكيات واعلى من هذا الصبر الجميل الذي يخلو من البث الى الناس والشكوى الى الناس فانها وان كانت غير محرمة ويجوز للانسان ان اصيب بمصيبة ان يبث احزانه وان يشكو الى اخوانه المؤمنين ، عندما بعض الروايات لابأس بالنسبة الى المؤمن ان تبث حزنك ومصيبتك اليه لكن هذه لاتحقق درجة الصبر الجميل الذي يحقق درجة الصبر الجميل هو (عدم البث الى الناس) وان كان لامانع للبث الى الله بل هو درجة من درجات العبودية ، نحن نعتقد ان العقيلة زينب(عليها السلام) فيما كانت فيه استطاعت ان تصل الى درجة الصبر الجميل في هذه الرحلة فلم يظهر منها مايخالف هذا الصبر الجميل برواية معتبرة كما قلت ربما في الشعر وفي بعض الفاظ كتب المقاتل وماشابه ذلك هذا وارد وان كان ايضا الجزع على الحسين سائغا ولامحذور فيه الا اننا مع ذلك نجد ان العقيلة زينب تحملت وتمثلت في الصبر الجميل في اقصى درجاته ولو فعلت لو فرضنا بان ماخرج منها شكوى او ندبة او غير ذلك فانه يدخل في استثناء الجزع على الحسين من الكراهة ، هذا استعمال احد استعمالات الجمل في القران الكريم ،اكو هناك استعمال اخر وهو الصفح الجميل { فاصفح الصفح الجميل } الاية المباركة { وما خلقنا السموات والارض ومابينهما الا بالحق وان الساعة لاتية فاصفح الصفح الجميل }
توجيه رسول الله(صل الله عليه واله) بان تكون طريقته مه الناس هي طرسقة الصفح الجميل ، اكو عندنا ثلاث مراتب في مواجهة اعتداء الغير عليك والانتقاص من حقك هناك ثلاث مراتب :
*المرتبة الاولى(مرتبة العفو)
ان تعفو عمن تجاوز عليك في حقك والعفو معناه لاتشتكي عليه في القضاء ، تعفو عنه يعني لاتكلمه بخشونة لسانية ، لماذا تضربيني كذا وكذا هذه درجة من الدرجات في مواجهة اعتداء الغير عليك في حقوقه الشخصية ماتاخذ بقانون (من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى عليكم) ذلك في القانون القضائي احنة هنا نتكلم في القانون الاخلاقي ، فانت لاتقابله بالمثل ولاتشتكي عليه لكي تاخذ حقك منه ولا ايضا تواجهه بالكلام حتى لو كان الكلام ادنى مرتبة ، انت تعفو عنه هاي مرتبة.
*المرتبة الاعلى من هذه هي (مرتبة الصفح)
الصفح جاي من شنو (صفحة الوجه) تصفح عنه يعني تغاور هكذا ،هو اعتدى عليك في هذه الجهة فتصفح بوجهك عنه تدير وجهك الي الجهة الاخرى كانك لم تلاحظ هذا الامر ، مو بس لا تقابله بالاعتداء ولاتشتكي عليه قانونيا بل وحتى لاتعاقبه في مقابل ذلك وان كان يمكن لك ان تعاقبه بس في الصفح انت تدير وجهك عنه وتغفل حقك بالكامل كانك لم تره ولم تسمع ولم يحصل لك شيء اي درجة من الدرجات لا تتخذها اتجاهه حتى اللي الدرجة اللي بعينك متطالع احيانا ، الانسان اذا اعتدى عليك بشيء مجرد ان تنظر الى عينه بعينك تحجي كل اللي تريد بلغة العين كانما تقوله اي نعم انت اللي سويت وفعلت وانت متستاهل والى اخره ، هذا اللي يصفح ويدير صفحة وجهه ذاك الصوب حتى لاينظر هذه النظرة ها المرتبة الثانية ومرتبة اعلى من هذه وهي..
*(الصفح الجميل )وهي ان لا عقوبة ولانظر اليه ولا عتاب بل وفوق ذلك ايضا يوجد الانسان المعتدى عليه لذلك المعتدي عذرا يوقول يمكن انه لما قال هالكلمة الخشنة لي هو محصل اليوم في العمل مشكلة وجاي الان منفعل انت ماتدري عنه ولكن انت تنتحل له عذرا تصطنع لع عذرا تقوله لعله في البيت يعيش مشكلة عائلية وهذا انفعل وتكلم بهذا الكلام اتخذ هذا التصرف ، ولقد راينا نبينا محمدا(صل الله عليه واله) فيما نقل في احواله انه كان موبس مايدعو على من يؤذيه هذا الرحمة المهداة مو بس مايعاقب ولايدعو عليهم بمعنى ان الله ياخذ حقه وانما يدعو لهم {اللهم اهدي قومي فانهم لايعلمون} اصطنع لهم عذرا وهذا من الصفح الجميل في الغاية والنهاية اذا كان هكذا سلوك النبي (صل الله عليه واله) فاننا ننظر الى ماورد في مصادر مدرسة الخلفاء كمسند احمد في الجزء الثاني مما رووه عنه
(صل الله عليه واله) من قوله (اني اتيتكم بالذبح) ينظر اليه نظرة تامل وتسائل ، اولا هذه الكلمة واللي للاسف تحولت عند التكفيرين الى شعار اي مكان يريد يروح له شعارهم (اتيناكم بالذبح) وبالفعل يسووه هذا وهم في هذا في زعمهم يعتمدون على كلام رسول الله مثلما النبي قال (اتيتكم بالذبح) هم ايضا يقولون (اتيناكم بالذبح) نتوقف فد توقف بسيط في هذا المعنى اولا هذه الرواية بالنسبة لنا في مدرسة اهل البيت غير موجودة في مصادرنا الحديثية وانما هي موجودة في مصادر المدرسة الاخرى وبالتالي فان الاجابة تلزمهم قبل ان تلزمنا لكن مع ذلك عندما ينظر الذين هم خارج الدائرة الاسلامية يقول هذا مو فقط التكفيرين ياتون بالذبح وانما نبيكم لديه هذا الشعار هنا لابد من الجواب لتنزيه ساحة النبي الاعظم (صلوات الله وسلامه عليه) اولا هذه الرواية خلينا نشوف ظروفها ، ظرفها التاريخي كان بحسب ماجاء في المسند وغيره اكثر كتب القوم موجودة فيها ، هذه كانت في مرحلة مكة وحادثتها ان النبي (صل الله عليه واله) كان يطوف حول الكعبة وكان عند المطاف كبار قريش ورؤوسائها فكلما مر على جماعة منهم شتموا النبي وتهددوه بالقتل واوعدوه بالاذى كل واحد يمر عليه ذاك يلسقه بلسان حاد ويفحش له القول ويتهدده بالقتل والنبي (صل الله عليه واله) ساكت الى ان تقريبا في الشوط السابع قيل النبي قال لهم(اتيتكم بالذبح) الرواية هذه تقول حتى قال لهم النبي هكذا جمدوا في اماكنهم وكانهم القي في قلوبهم جميعا ان هذا حاصل حتما فقاموا بعد ذلك يتوددون اليه ويتقربون اليه ويعتذرون منه وهذا يقول انه ما قلت وذاك يقول مو قصدي وذاك يقول انه مو وياهم وعلى هذا المعدل وهذا مما يستشهد به على فرض صحة هذه القضية من ان النبي (صل الله عليه واله) قد نصر بالرعب احد اسلحته هذا السلاح الخفي خوف الاعداء منه نظرا لاعتقادهم بانه مسدد من قبل ربه ومعان من قبل الهه فمنذ تلك الحادثة بعد خلاص ،في اليوم الثاني عندما كان يطوف كانما على رؤوسهم الطير محد يجر لسانه بكلمة اذا كانت هذه القضية فنحن نقول على فرض حصولها فهي قضية محدودة زمانا ومكانا وشخصية يعني هذه خاصة بالنبي مع هؤلاء ومحدودة بزمان ماقبل الهجرة النبوية الى لمدينة وضمن ذلك الظرف وهي بالاضافة الى ذلك كانت ردا وليست فعلا يعني مو ان النبي اجة قللهم ترة انا اجيتكم بالذبح واتحضروا ،وانما عندما هددوه وتوعدوه بالقتل بالاضافة الى الايذاء النفسي قال لهم هكذا لرد غلوائهم وكلامهم وهم حملوا ذلك على محمل الجد فامتنعوا عن ذلك والا فاننا لانجد من هذا الكلام اثرا في سيرة النبي كقواعد عامة ، كقواعد عامة حتى بالنسبة الى اهل مكة عندما فتحت مكة وقيل ان احد المسلمين من الانصار رفع الراية وقال ( اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى حرمه) النبي امر امير المؤمنين(عليه السلام)
وقال له خذ الراية منه وقل ( اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة ) احنة ماجايين للسبي ولا جايين للنلحمة والقتل وانما جايين للرحمة وهذا تصديق قول الله عز وجل { وماارسلناك الا رحمة للعالمين } هذا على المستوى الشخصي لرسول الله وعلى مستوى الرسالة {يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر} {وماجعل في الدين من حرج} وامثال ذلك مما لايمكن معه قبول ان النبي كاستراتيجية وكقاعدة عامة كان يتعامل على اساس (اتيناكم بالذبح) ولو اراد الانسان ان يحسب عدد القتلى ، احد العلماء في بعض الكتب كتب والعهدة على هذه الاحصائية ان مجموع ماقتل في غزوات رسول الله (صل الله عليه واله) لايصل الى ثلاثة الاف رجل ، كم غزوة وكم معركة وكم سرية ٨٠ وتزيد على ذلك وكان النبي (صل الله عليه واله) قدر امكانه يستبقي الناس لعل الله يهديهم الى دينه القويم فهذا الكلام الذي ينقله الاخرون في كتبهم عن النبي (اتيناكم بالذبح) يتعارض مع (فاصفح الصفح الجميل) يتعارض مع (وماارسلناك الا رحمة للعالمين) يتعارض مع (جئتكم بالحنيفية السمحاء) يتعارض مع (يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر) وهكذا يتعارض مع اجمال سيرة رسول الله ، نعم هناك استثناءات احيانا تصير ان شخص يقتل شخصا متعمدا ،وآن اذن لامعنى لان يقول (فاصفح الصفح الجميل) وضيع دم هذا الانسان المسلم لامعنى لذلك اذا اولياء الدم ارادوا ان يتركوا الامرنعم ، اما الحكم الاولي هو القصاص فان تركوا القصاص للدية فنعما هي والا وهم وما يشاؤون ، فاذن العنوان الثاني الذي نراه في تعبيرات القران الصفح الجميل الذي مارسه رسول الله (صل الله عليه واله) وتحدث عنه القران الكريم وفي المقابل مانقل من اثار تدل على قضية الذبح والقتل والتعطش للدماء فهذا لا اصل له لا على مستوى الروائي في مدرسة اهل البيت ولا على مستوى الدلالي في سائر المدارس من العناوين التي ايضا ورد فيها توصيف الجميل قضية الهجر والتسريح (الهجر) ايضا ممكن ان يكون هجرا جميلا ويمكن ان يكون هجرا غير جميل (واهجرهم هجرا جميلا) الانسان المطلوب الاولي منه ان يتعالى على الصغائر والسفاسف وان لاتكون الاشياء البسيطة سببا له لهجران اخوته المؤمنين وللاسف مثل هالحالة قد نراها في بعض المواضع احيانا مشاريع دينية تفسد وتخترب ليش ؟ لبعض سفاسف الامور، ليش في الجلسة قاطعني مثلا؟ ليش ماقبل اقتراحي وهجم علي هجوم كذائي ؟ فانا اذن اخاصمه واترك هذا المشروع واترك هذا العمل او ماشابه ذلك ، ان الله يحب معالي الامور ويبغض سفاسفها . 
انسان عمرك ٣٥-٤٠ سنة او انتي كذلك المفروض ان تكون او تكوني اعلى من هذا المستوى من مستويات معالي الامور ماذا يعني ،الله قال هالكلمة عني؟ او اشتكى عليه؟ او تحدث عني او اشر علي او قدمني او اخرني هذا المستوي مستوى اطفال الحارة والفريق اللي ينشأ معارك بينهم ، اما الرجال اما النساء الناضجات اما المتصدون للاعمال المفيدة للمجتمع ينبغي ان يتعالوا على هذه السفاسف وللاسف نحن نجد ان قسما غير قليل من استقالات من ترك الاعمال من عدم التعاون من عدم نجاح الانشطة الجمتعية راجعة الى مثل هذه الاهتمامات ، اذا فرضنا حصل هذا النوع وان الانسان قال لي كلاما او ذكر لي شيئا انتهى الى الهجر مع انه في المرحلة الاولى ينبغي ان يكون كما قال القران الكريم {واصبر على مايقولون } هذه المرحلة الاولى الصبر تجلد ، تحمل  اذا مانفع في هذا الامر بعدين {واهجرهم هجرا جميلا} حتى اذا صار القرار والبناء مالك ان تهجر اخاك ليكن الهجر (هجرا جميلا) تبقى بالتالي تحتفظ معه بذكريات جزء من حياتك اعمال مشتركة صفات طيبة كانت تعجبك فيه وتعجبه ايضا مثلا شنو كل هذا ينسى مرة واحدة واذا بك كانك لم تعرفه قبل هذا اليوم ولم يكن بينك وبينه شيء
كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا          انيس ولم يسمر بمكة سامر
فاذا اريد الهجر فليكن (هجرا جميلا) ومن ذلك مايحص في غير العلاقات العامة ، العلاقات الخاصة (العلاقات الزوجية) يحصل ان الانسان عنده مشكلة وية زوجته وهنا ايضا اؤكد بنفس المعنى وبنفس النقدار ولاسيما للشباب والشابات في عدم التسرع في اتخاذ قرار التسريح والطلاق ، يابة انت ملحك ياأيها الزوج مابيضيع عنك الطلاق الا باجر باجر ، اكو قسم من الناس يقول اوه اليوم الخميس يعني باجر مافي دوام في المحكمة واللي عقبه مافي دوام كيف نتعطل يابة شنو الان على شنو مستعجل مالذي سوف تخسره لو تعطلت لأشهر او غير ذلك اعطي لنفسك فرصة وزمانا او لاتخلي اقل شي ينتهي الى قضية الفراق انا مااريدها تشتغل خلص لازم ماتشتغل ، هي تكول ليش درست وليش تعبت وليش صرفت هالفترة هذي من عمري غير علشان اشتغل واحقق نفسي واربح شيء خلاص هاي ماتريد تطيعني مع السلامة احنة مااتفقنا طلقها ، او احيانا بالعكس هي لاتريد العمل تقول انا اريد استريح في البيت وهو الا يريدها تروح تشتغل حتى ايضا تساعده في المصاريف يابة احنة مااتفقنا مع السلامة ،شوية شوية اعطي ايضا الزوج مجالا للزمان لكي يصلح بينكما احيانا كثيرة الزمان يصلح بعد ان تهدأ النفوس وبعد ان ترتخي الاعصاب من التوتر والانشداد ، اعطيها مجال لفترة تتفهم هالقرار وانتي ايضا فترة من الزمان حتى يعيد النظر لعله يسال اخرين وتستعينين بسؤالهم على ان يتغير رايه وماهو الداعي الى هذه العجلة ،مما يؤسف له اننا اصبحنا نرى امر المسارعة الى الفراق والى الطلاق شيئا كثيرا وعلى ابسط القضايا وعلى اسهل الامور ، على فرض انه ماصار هذا لم نحصل ان نتفق وبقينا وحاولنا ولجنة اصلاح ذات البين وماشابه ذلك ، اكو قسم من الناس يقول ماريد احد يتدخل في حياتي الشخصية وهذا من قلة العقل (هذا حقيقة من قلة العقل) ولقد رايت وسمعت قضايا كثيرة كان بالامكان لو دخل بين الطرفين شخص مصلح وكانا يريدا اصلاحا كما يقول القران الكريم بمثابة الوعد الالهي { اي يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما } هذا مثل { ادعوني استجب لكم } ان تكونا تريدان الاصلاح الله سيوفق ، الطريقة هي ان تخلي اذا ماتقدرون توصلون الى نتيجة تخلوا واحد في النص قسم كبير من الناس ولاسيما بعض الازواج يقول انا مااريد احد يدخل في حياتي الشخصية ، انت غير قادر على حل المشكلة ، اذا تقدر تحل المشكلة اهلا وسهلا ممتاز ، ماكو احد يدور يحل مشاكل الناس اذا هم يحلونها مشكلتهم بانفسهم محد يجي يدخل ، المشكلة اذا تصاعدت واريد ان يتهدم هذا البيت ذاك الوقت ياتي من يريد التدخل على فرض ماصار يقول هنانة { فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا } حتى التسريح فيه تسريح جميل وفيه تسريح قبيح.
التسريح الجميل شنو ؟  اللي قال عنه القران امتعكن يعني شنو ان كنتن تريدون الحياة الدنيا وزينتها يعني منهجكم وطريقكم مو نفس طريقي مو مال دنيا مال اخره ومال جهاد وعمل للاخرة فمتقدرون تمشون وياية ، واذا كان هكذا تعالوا اعطيكم شوية فلوس واسرحكن مو اقولش انتي طالق وماتطلعي من هالبيت الا بالثوب اللي عليج ووراها ايضا كم شتيمة تشيعج الى بيت اهلج وانما لا امتعكن المتعة هنانة وعندنا ايضا في حياة الامام الحسن مذكور وفي غير حياة الامام الحسن من كان يطلق مان يعطيها مبلغا من المال نوعا من التعويض المادي على هذا اللي حصل لها احنة احيانا  تصير بالعكس كما ذكرنا في لية ماضية فلا نعيد { فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا } هذا ايضا مما وصف ووصف ايضا ربنا سبحانه وتعالى في السنة بانه جميل ويحب الجمال وهذا الحديث وارد من طرق مدرسة الخلفاء وباسانيد معتبرة من طريق مدرسة اهل البيت عليهم السلام
{ان الله جميل يحب الجمال }
هذا مو معناه مثل مابعض هؤلاء الخاطئين والخاطئات يقولون تجي امراءة مثلا تلبس ملابس تظهر بقعة اكثر مما تستر يابة ليش هالشكل انتي تجي تقول { ان الله جميل يحب الجمال }  لا ، تفصخي احسن وان الله جميل يحب الجمال لا معني لهذا الكلام الله الجميل يحب الستر ، الله الجميل يحب الالتزام ، الله الجميل يحب الكمال ويحب النضج ، جمال كما ذكرنا جميل يعني ناضج يعني واصل حده من الاتزان والحسن وهذا بقول الله عز وجل غير جائز قبيح حرام غير جائز مادام حرام فهو قبيح فليس جمالا هذا اللي انتي كاعدة تعرضي مفاتنش فيه اذا ماذا يعني { ان الله جميل يحب الجمال } الحديث يقولك هكذا ، الحديث عن ابي عبدالله الصادق (عليه السلام) يقول :
( البس وتجمل فان الله جميل يحب الجمال وليكن من حلال )
الله جميل ويحب الجمال فالبس وتجمل حتى تري اثر نعمة الله عليك والمفروض ان يكون هذا ايضا من حلال لان الحلال هو الجمال والحرام هو القبيح والقبيح في حديث اخر عن امير المؤمنين
( ان الله جميل يحب الجمال ويحب ان يرى اثر النعمة على عبده )
يابة عندك اموال شللي يخليك تخليها مخزونة لماذا لاتصرف على نفسك لماذا لاتصرف على اهلك على ولدك على امورك الدنيوية ، على امورك الاخروية لمن تبقي المال علي من يتعارك عليه فيما بعد موتك وتشتم علي هذا الاساس غيرك يكون في راحة مادية وانت عليك تبعته وحسابه تعال اظهره علي نفسك ، على اهلك ،علي ولدك ، علي انفاقاتك على اعمالك على خيراتك، الله يريد ان يظهر هذا الامر وفي الحديث ايضا ان الله تعالى جميل عن النبي (صلى الله عليه واله)
{ ان الله جميل يحب الجمال يحب ان يرى اثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتبؤس }
انسان عنده خير ونعمة ولكن مع ذلك بائس المظهر فقير الشكل بخيل العطاء واليد يبغض هذه الحالة وان الله تعالى ايضا حديثا اخر يحب الجمال ويحب معالي الاخلاق هذا ايضا من اطراف الجمال
 (معالي الاخلاق)  ويحب معالي الاخلاق ويكره سفاسفها .
العقيلة زينب سلام الله عليها طبقت هذا المعنى في لقاءها وجوابها مع ابن زياد ، كيف رايتي صنع الله باخيك وبالعتادة كما زعم من اهل بيتك ؟
قالت : مارأيت الا جميلا ، شيئا حسنا شيئا كاملا هؤلاء ادوا الوظيفة النهائية اللي كانت عليهم { هؤلاء قوم كتب عليهم القتل والجهاد والفداء فوصلوا الى اعلى الدرجات فبرزوا الى مضاجعهم }
وايضا حيكون بينك وبينهم مقابلة في يوم القيامة واكو هناك احتجاج فانتظر هذا مااشارت اليه العقيلة زينب في ان هؤلاء وصلوا الى مقام (الحسن المتكامل) في موقفهم هذا البطولي في كربلاء.
فسلام الله على العقيلة زينب الصابرة صبرا جميلا والمقدمة فعلا جميلا ودرسا جميلا للخلائق.

مرات العرض: 3409
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2561) حجم الملف: 59020.41 KB
تشغيل:

من هم عبید الدنيا ؟ /  المقتل
إضاءات في التطبيق العملي لمسألة الخمس