كيف نوقف انهيار القيم الدينية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 11/1/1437 هـ
تعريف:

كيف نوقف انهيار القيم الدينية ؟


تفریغ نصي : الفاضلتان ليلى عبد العزيز/ فاطمة الخويلدي

بسم الله الرحمن الرحيم

فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى  فإن الجنة هي المأوى    آمنا بالله صدق الله العلي العظيم

في مقابل ما يمكن أن يسمى بانهيار  هيكل القيم الدينية  في  النفوس والمجتمع    لا بد من تعظيم مقام الرب في النفوس حيث يقول القرآن الكريم الذي يخاف مقام ربه  ينتج عن ذلك أن ينهى النفس عن الهوى بمقتضى العطف الذي يعطف فيه القرآن الكريم  الفقرة الثانية على الفقرة الأولى  فأما من خاف مقام ربه 
ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى 
ماذا يعني من خاف مقام ربه هناك عدة إحتمالات لهذه الكلمة يمكن التعرض إليها الإحتمال الأول أن خوف مقام الرب  يعني الخوف من الإحاطة العلمية لله عزوجل لهذا الإنسان  عندما يتصور الإنسان أن الله سبحانه وتعالى ناظرٌ إليه مراقبٌ له يحصي عليه أفعاله  ويكون مستحضراً لهذا المعنى هذا الإنسان يكون مستحضراً لهذا المعنى  في كل أوقاته يعتقد إعتقاداً جازماً بما قاله الله عزوجل في آية أخرى
ألم يعلم بأن الله يرى يستحضر هذا المعنى يعرضه على ذاته في كل قضية يريد أن يقوم بها من خيرٍ أو شرٍ في هذه الحالة ينتهي الإنسان عن السيئات بمجرد يعتقد إعتقاداً جازماً وراسخاً بأن الله يراه يراقبه يلاحظه
وكنت أنت الرقيب علي من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم هذا المعنى إذا أصبح دائماً حاضراً في نفس الإنسان آنئذٍ خاف مقام ربه وفي الحديث عن الإمام أبي عبدالله الصادق صلوات ربي وسلامه عليه  في تفسير هذه الآية المباركة قال من علم أن الله عزوجل يراه  ويرى عمله من خيرٍ أو شر  فهو ممن خاف مقام ربه  لا ريب إن من يستحضر هذا المعنى يتأثر سلوكه كما نقل في الخبر عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام أبي حمزة الثمالي واحد  من أصحاب الإمام زين العابدين معروف عندنا وعند المؤمنين من خلال دعائه المشهور   في أسحار شهر رمضان  دعاء أبي حمزة الثمالي من الأدعية المشهورة والمعتبرة عند المؤمنين يبدأ
إلهي لا تؤدبني  بعقوبتك ولا تمكر بي في حيلتك من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلا بك   إلى آخر هذا الدعاءهذا أبو حمزة الثمالي ينقل عن الإمام زين العابدين عليه السلام  قصة تشير إلى مدى تأثير  معرفة مقام الله عزوجل وخوف مراقبته كيف إنها تؤثر في الإنسان فتحول حياته   الرواية هكذا أنا أنقل جوها العام ولا أتقيد بالألفاظ
 إن جماعة ركبوا البحر فانكسرت  بهم السفينة وكان من بين هؤلاء رجلاً وزوجته  لما إنكسرت السفينة ذلك المكان هو من مقامات نفسي نفسي  عندما تصبح إحتمالات الموت قريبة من الإنسان أول ما يفكر في  نفسه وهذا لازم يذكر الإنسان بمقام القيادة   لو حصل في مكان لا سمح الله  وقدر حريق تفجير غير ذلك عادة الإنسان أول ما يفكر  يفكر في نجاة نفسه في يوم القيامة أيضاً نفس الموقف یوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه كل هؤلاء يجعلهم في المرتبة الثانية وهذا درس للإنسان 
أن يكون في حياته فيما يرتبط بالعمل الصالح والإنتهاء عن المعاصي وإنقاذ الذات بنفس المستوى والمرتبة فانكسرت السفينة زوج وزوجته ضمن  الركاب كل واحد منهما أصبح في طريق هذه الزوجة علقت بخشبة لوح من  ألواح السفينة وتقاذفتها الأمواج إلى أن أصبحت  على الساحل إلى ان أفاقت رأت رجل شاب يقف على رأسها   هذا الساحل ليس فيه أحد  ولا يوجد فيه عمران ولا شيئ آخر فتعجب منها ذلك الشاب وسألها من أين أنت آتية  فقالت له أنا إنكسرت بنا السفينة  فهم بفعل الفاحشة بها  وهذا من تراجع القيم عند الناس المفروض هنا قيمة الشهامة والرجولة  قيمة الحماية تكون لدي الإنسان لكن أحياناً تتراجع وهذا يحصل عند الكثير من الناس   يوجد إنسان بيته ينهدم  ويأتي إنسان آخر بدل ما يساعده ويعينه  يذهب وينهبه نهب  سيارة فاكهة  سيارة بضائع سيارة كذا تنقلب بدل ما الناس يأتون ويساعدونه في جمع الأغراضةحقه  ويعطوها إياه ويواسونه في هذا تراهم يتسابقون من الذي يحصل  على الأكثر من تلك الأغراض  أين هذه الرجولة أين الشهامة اين الأمانة هذه القيم تتراجع  أحياناً هكذا  هذه المرأة في هذا المكان المفروض إن هذا الشاب أن يعاملها  بقيم الرجولة والشهامة والشرف إذا هو رجل حقيقة لالازم يحميها لكن ترى من هذه النوعية   يجد فيها ضالته وفريسته فأراد منها الفاحشة فبدأت ترتعد كالسعفة   اشلون السعفة لما تهتز من الريح  هي أصبحت من الخوف كالسعفة  فقال لها لماذا ترتعدي ممن  تخافين ممن تفرقين فقالت  إني أخاف الله رب العالمين أخافتهامن الله هذا كان بمثابة المنبه له
  وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى  
قال عجيب أنتي مستكرهة في هذا ومع ذلك تخافين  وترتعدين كالسعفة وأنا المستكره  أنا الذي أريد أن أجبرك على هذا الأمر ما أخاف من الله أنا الذي يجب أن يخاف ويلاحظ مقام الله فتركها  وقال لا أعود إلى مثل هذا العمل مشى معاها إلى أن أوصلها إلى مأمن   ثم تابع طريقه حتى يرجع إلى بيته وأسرته ومجتمعه حتى يبدأ حياة جديدة  في هالأثناء مر على راهب التقى مع راهب صار وقت يمشون  والشمس حميت فالراهب قال له تعال أدعو ربك لكي يضلل علينا ضلاً قال له أنا أدعو الله أنا كنت قاطع طريق  كنت لصاً كنت أمارس الفاحشة  وليس محل لي أن أدعو الله فقال له إذن أنا أدعو وأنت أمن على دعائي فدعى الراهب وذاك يؤمن على دعائه  فمشيا حتى  الراهب قال له أنا أتابع طريقي من هذه الجهة  وذاك طريقه مختلف فقال له مع السلامة ثم انفصلا  فإذا بتلك الغمامة أي السحابة  حسب هذه الرواية وهي رواية لما كانت في باب الأخلاقيات والمواعظ نحن لا ننظر كثيراً في سندها يقول في هالأثناء  التي إنفصلا سار الشاب وسارت الغمامة معه تضلل عليه  دون الراهب لماذا لأنه كان ممن خاف مقام ربه  ونهى النفس عن الهوى فإذن أحد المعاني  لخوف مقام الرب هو خوف الإحاطة العلمية لله عزوجل بهذا الإنسان  هذا إحتمال من المعاني
الإحتمال الآخر الخوف من المقام الأخروي والإستحضار لهذا الإنسان يوم القيامة أي إنسان  يستحضر هناك  أعاننا الله وإياكم في ذلك اليوم   يحاسب يعاتب وإذا كان قد عمل هذه الأعمال السيئة لا يجعلون حسابه في غرفة مغلقة وإنما على رؤوس الأشهاد اللهم لا تفضحنا في ذلك المقام وفي ذلك اليوم حقيقة  إذا الإنسان فقط يفكر في هذا بدقة  يكون هذا رادعاً له هذا الخطيب الذي يتكلم مع الناس ويعظهم غداً يأتي  صفحة مكشوفة أمام الناس يعلمون ما فعل وماذا خفي عليهم  ماذا عمل كان له مظهر غير ذلك المخبر يقول من خاف مقام ربه يعني خاف مقامه بين يدي ربه في يوم القيامة  وهذا الذي يتكلم عنه الدعاء يقول
إلهي كأني بنفسي  واقفة بين يديك أمام كل الخلائق اللهم لا تفضحنا على رؤوس الأشهاد واستر علينا في تلك  الأخرى نقرأ في الدعاء اللهم إنك سترت علي ذنوباً في الدنيا وأنا أحوج إلى سترها علي منك في الأخرى  أنت الآن ساترني أنا أحتاج في ذلك اليوم أكثر مما أحتاج في هذه الدنيا لماذا لأن في الدنيا لو إنكشفت سوف تنكشف بين مجموعة من الناس  أما هناك تنكشف أمام رسول الله أمام الأئمة المعصومين أمام الأصحاب الطيبين أمام الخلائق فإذن واحد أيضاً من المعاني الخوف  من القيام بين يدي الله مقام الإفتضاح بعد الحساب الذي يخاف من هذا المقام ينتهي إلى أن ينهى النفس عن الهوى وينتهي إلى أن تكون الجنة هي المأوى  المعنى الثالث قالوا أن المقصود  من مقام ربه هنا الله لا يخوف الله رحمن  ورحيم ولطيف وودود   ولكن يخاف الإنسان من عدالة الله عزوجل هذه هي التي تخوف الله رحمن ورحيم ولطيف وودود  لكن في الحساب صارم في الحساب دقيق هذا هو الذي يخوف الإنسان مثل الذي عنده جريمة معينة  يخاف حتى يمر على باب المحكمة المحكمة العادلة يخاف يمر عليها لأنه سوف ينكشف ما لديه  لذلك  يخاف الإنسان من عدالة الله عزوجل  هذه إحتمالات ثلاثة
من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى
هنا قد يساوي هذا ذكر الله عزوجل  ذكر الله يصنع نفس الصنيع وكأنهما متساويان  كأنهما متساويان في النتيجة ولذلك فإن ذكر الله أكبر الأشياء
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر  ولذكر الله أكبر
أحد تفسيرات لذكر الله أكبر قال بعض المفسرين إن ذكر الله أكبر من الصلاة لماذا؟ لأن الصلاة هي وسيلة  لذكر الله والصوم وسيلة لذكر الله والحج وسيلة لذكر الله  وأن آثار ذكر الله عزوجل تدفع الإنسان نحو الأعمال الطيبة وفي المقابل تنهاه عن السيئات ولذلك قالوا أنه قدم ذكر الله عن الصلاة هذا ما يريده الشيطان  أن يعمل 
إنما الشيطان يريد ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء  في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة
كأنما ذكر الله  مقدم في هذه الآية على الصلاة نظراً لدوره في إستقامة الإنسان  إذن مقام الرب ذكر الله في بعض الآيات برهان الرب لولا أن رأى برهان ربه في قضية نبي الله يوسف   على نبينا وآله  وعليه  السلام  هذه من الأساسيات التي تحافظ على قيم الإنسان الدينية تحافظ على هذا الهيكل  الديني والأخلاقي الموجود في داخله في  مقابل ذلك نحن نجد بعض المظاهر  بعض الأساليب بعض الامور التي تنتهي بأن يكون الإنسان ليس ذا قيمٍ دينية يقل دورها  يترقق لونها في داخل نفسه ومن ذلك ما يلي الحديث عنه واحد من المظاهر التي قد تشير إلى شيئٍ من  إنهيار القيم الدينية في نفس الإنسان  أن الإنسان يبدأ في تسهيل الذنب وتهوينه   يعتبر الذنوب امراً سهلاً أمراً بسيطاً بينما هي في حقيقتها تحدٍ  لله عزوجل لماذا نرى مثلاً أئمة أهل البيت سلام الله عليهم تحدثوا في أحاديث كثيرة عن عقاب الأعمال  لماذا؟ يوجد الشيخ الصدوق رضوان الله عليه وغيره من علمائنا لديهم كتب حول  عقاب بعض الأعمال عقوبة من شرب الخمر عقوبة من زنا عقوبة من مارس الشذوذ الجنسي عقوبة المساحقات عقوبة  من خانت زوجها   من زنا بإمرأة لا تحل له  عقوبة كذا عقوبة من سرق عقوبة من  آذى اليتيم  مدونة هذه وبعضها فيها أمورٌ صعبةً  جداً تقول معقولة هكذا يصنع بها المرأة مثلاً التي تساحق والعياذ بالله تمارس  الشذوذ الجنسي تضرب بأسواطٍ من النار تشتعل بها  ما هذه القضية  وما هذا المقدار من العقوبات الذي يمارس الشذوذ الجنسي  كذا وكذا يحصل له الذي يسرق الذي ينم الذي يأكل الربا  الذي يزني بل وصلت الأمور فيما ورد من أحاديثهم إلى أن بعضها هو أعظم الذنوبة سأل نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله  عن أي الذنوب أعظم  أعظم الذنوب ما هي قال إن تجعل لله نداً الشرك بالله هذا أعظم شيئ  الله خلقك الله سواك ومع ذلك أنت تأتي وتجعل معه شريك هذا أعظم الذنوب
 قيل  ثم ماذا قال أن تقتل النفس الحرام إنسان بريئ أنت تأتي وتقتله قال وثم  قال أن تزاني حليلة جارك زوجة جارك  سواءاً جارك الملاصق بالبيت أو البعيد وسواءاً متزوجة أم لا طبعاً لا توجد مدخلية خاصة  المدار هنا على الزنا  أن تزاني حليلة جارك هذا أعظم الذنوب عند الله عزوجل لماذا هذا يحصل ؟  لماذا هذه الكلمات  الإنسان أحياناً يريد أن يسهل الدخول للمعصية عند الإنسان بهداية الشيطان طرق مختلفة القرآن ماذا يقول
بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يسأل أيان يوم القيامة
الغرض ماله أن يفجر أن يخترق ماله  من الحدود وفي سبيل ذلك أحياناً ينتهي حتى إلى إنكار يوم القيامة رأساً  أو إستباعده أيان إما للإستبعاد الزماني  أو لنفيه أصلاً من يقول يوجد أيان أين متى   ليس معقولاً هو الغير معقول عنده ليس إنه  في داخل قلبه أن يعتقد  إنه لا يوجد يوم القيامة  إنما ماذا يأتي ويعمل هذا مثل الكثير من هؤلاء  الذين تسميهم ملحدين تسميهم ماذا هذا في الواقع ليس ملحداً في ذاته لا بل هو يريد  أن يلعب يريد أن يشرب يريد أن يزني يريد أن يفعل ما يريد   فحتى لا يوبخ نفسه وحتى لا المحيط حوله يحاسبه يقول من الذي يقول إن الله موجود من الذي يقول إن الآخرة موجودة من الذي يقول  اليقامة موجودة في الواقع هذا ليس غرضه الإشكال الفكري بل غرضه  إنه يريد الإنسان ليفجر أمامه  يقتحم الذي أمامه لهذا كانوا أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم   يكشفون لنا عن حقيقة هذه الذنوب وعن الآثار المترتبة عليها من العقوبات  ومن العذاب الإلهي الذي هو كثير
 هذا واحد من  العناصر التي تجعل القيم الدينية في نفس الإنسان تنهار أنه يسهل الذنب  الأمر الآخر إنه يعطي للذنب عنوان  مختلف عن عنوانه الحقيقي  فآن إذن يستسهل فيه يغير إتجاهه  أحدى النساء تقول أنا كنت مقدمة على وظيفة  من الوظائف فالمسؤول عن التوظيف رجل وقسم من هؤلاء سبحان الله لا يوفقون لخيرٍ بل يكون مكانهم هذا مفتاح بوابة الشر تقول قدمت أوراقي له أخذها ثم طلب وسيلة إتصال  جوال تلفون غير ذلك  ثم اتصل قال أوراقك كاملة بقي شيئ واحداً وهو أنك تطرحي الميانة بينا وبينك  ترفعي الكلفة قلت له كيف لم أفهم المعنى المطلوب فقال يعني تدري الشغل يحتاج إلى أخذ رد كلام روحة جية ويوجد هناك تزاحم  حول هذه الوظيفة أكثر من واحدة متقدمة لهذا العمل فلابد من عمل مفاضلة  والتي تكون أكثر إنفتاحاً التي تكون أكثر قدرة على التفاهم نحن نستقبلها فقلت له أيضاً  لم أفهم أفصح بشكل واضح فقال لها لازم إذا حصل إتصال بيننا وجلسة في المستقبل ربما يكون عندنا تسيارة منا مناك فقلت له يعني إن  المقصود أنت تريد عشان شغلة والتي راتبها  ألفين أو ثلاثة ألاف ريال أبيعك نفسي فقال لها لا ليس هذا المقصود  وإنما المقصود هو  شيئ من العلاقة بيننا وبينك فقلت له  هذه قضية شرف وأنا أيضاً غير متزوجة وأحتاج  إلى أن أعمل لكن أعلم لو عرضت علي الدنيا بكاملها لكي أبيع  نفسي في مقابل ذلك لا أفعله  ماذا يعني أبيع نفسي من أجل راتب ألفين أو ثلاثة  ألاف ريال     مع السلامة ولا تجيب طاري إسمي بعد هذا اليوم  وأنا لو أطررت للوقوف على قارعة الطريق لكي اتكفف الناس حتى آكل ولكن لا أفعل هذا الذي أنت تريده هذا الإنسان لا يأتي ويقولها صريحة تعالي حتى نزني يقول أطرحي الكلفة بيننا يقول دعي الميانة  بيننا وبينك فقط إتصال وتساب مكالمة هدية أجيب  لك هدي تجيبي لي وعلى هذا  المعدل العاقل والعاقلة هو ذاك الذي يقرأ الأمر  على حقيقته يشرب الخمر يقول لك هذه مشربات روحية نحن نسهر مع الشباب مع الربع في المزرعة  أو في الإستراحة نذهب إلى هناك نقضي وقت نشرب لنا كأس أو كأسين هذا  أفضل لو نذهب نسرق الآخرين أفضل لو نذهب ونقتل لا هذا غير جيد وذاك غير جيد  هذا سيئ وذاك أسوأ    هذا حرام وذاك حرام  أنت لازم تقول إن هذا هو تحدٍ لله عزوجل ليس صحيحاً  أن يأتي إنسان ويقول أنا أشرب في البيت أفضل لو أذهب وأؤذي غيري  لو أذهب أقتل  لا لا توجد مقارنة أنت هنا تتحدى الله وترد على رسول الله وهناك أيضاً   تتحدى الله وترد على رسول الله لا يوجد شيئ إما هذا وإما هذا نعمله حتى نذهب ونعمل الأخف في نظرك لا الأمر ليس هكذا  هذا أيضاً الخمر والعياذ بالله عندنا رواية غريبة إن الإنسان الذي يشرب هذا الشراب  المحرم يأتي يوم القيامة وقد علقت قناني الخمر  الذي شربها وقد علقت الكاسات التي شرب فيها  في رقبته  حتى يفرغ الخلق من الحساب فيمشي وهو
 حامل المعرض تبعه  الآن إذا واحد شارب  لك ألفين زجاجة كيف يحملها هذا  الله العالم نعوذ بالله من هذا المسير الفاسد لكن هذا الإنسان أحياناً يلبس فيها على نفسه  عندما يخفف ظاهر الأمر ولكن الأمر لا يخفف واقعاً هذا لازم يذكر مقام ربه الله لا يمشي عليه  في يوم القيامة أطرحي الكلفة بيننا ودعي الميانة ماشية  ونريد قليلاً من الكلام والسوالف لا
 يعرف ما توسوسو به نفسه وهو أقرب إليه من حبل الوريد   يعرف أن هذا الأمر الذي يرتكبه من  الحرام وشرب المسكر وغير ذلك هذا يعد تحدياً لرسول الله صلى الله عليه وآله الذي أتى بتحريمه ولا ينفع بأن يخفف هذا الأمر  من الأمور التي أيضاً يلحظ الإنسان إنها مظهر من مظاهر إنهيار القيم ما نجده في الحياة الإجتماعية  إنهيار قيم الأسرة أصبح  أمر الطلاق وتهديم الأسرة من أسهل ما يكون عند قسم من الناس عادي جداً عادي جداً تقول له لماذا تريد أن تطلق يقول لم يعجبني الأمر ما عجبتني وايد  طيب أنت كان بإمكانك قبل أن تبدأ في هذا المشوار أن تتأكد من أنك سوف تستقيم وتستمر أم لا كثيراً ما يعرض علينا وعلى المشايخ وأنتم أيضاً قد تعرفون هذا وتسمعون به حالات من هذا النوع بلا مبرر لا يتحمل شيئ من الأخلاق  الصعبة لزوجته ولا تتحمل هي شيئ من الأخلاق الصعبة لزوجها فأسهل  شيئ يقول لك نحن نتفارق ونتطلق  طيب أين تقييم  هذه  الأسر  أين هذا الإهتمام ما بني بناءاً  عند الله عزوجل أعظم من  النكاح وتكوين الأسرة لا يوجد شيئ أبغض لله من الطلاق أقل المسائل    تنتهي إلى موضوع المفارقة السنة الماضية نقل عندنا هنا في البلاد  خمسة وثلاثين ألف حالة طلاق  يعني من كل  سبعمائة إنسان على مستوى كل البلد  إذا فرضنا إن سبعة وعشرون مليون إنسان من كل  سبعمائة إنسان هناك حالة طلاق  هذا بما يشمل الأطفال والكبار والصغار وأما على مستوى  المقايسة بين النكاح والطلاق فحدث ولا حرج  على مستوى كل البلد أكثر من ثلث الزيجات  تنتهي   بالطلاق وفي سنة واحدة تجاوز عدد الطلاق  حالات عدد الزواج يعني عقود النكاح التي وثقت أكثر منها وثقت حالات الطلاق لماذا؟ كل هذا لأن قيم تقديس الأسرة تراجعت في النفوس أصبح من  السهل المفارقة أصبح من السهل الطلاق أصبح   شيئاً يسيراً على الشاب وعلى الشابة هذا التراجع في حماية الأسرة وفي عدم الإعتناء بقيمها هذا أمرٌ لا ينبغي ان يكون أبداً قييم الرجولة الشهامة المروءة  عندما تجد مثلاً شاب أخ يضرب ويعنف  أخواته ومن يكون في بيته  أخيه الصغير وأحياناً لا سمح الله حتى أباه وأمه  هذا أي قييم يحمل هذا في داخله دع عنك قضية بر الوالدين دع عنك  الرحمة على الأقل أنت اجعل  عندك رجولة شهامة مروءة ليس من الرجولة  أن تأتي  وتضطهد مثلاً أختك وتظلمها ليس من الرجولة أن  تستقوي على الضعيف  لكن هذا ينتهي إلى إن هذه القييم قييم الأسرة والحفاظ عليها قد تتراجع في نفوس الناس الحل هو   مفتاح ممن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى   غير إن الإنسان أولاً يدع نفسه في مقام الإتهام أنا فكرت فترة لماذا إن الأدعية دائماً  فيها قضية إعتراف 
ظلمت نفسي وتجرأة بجهلي وسكنت إلى قديم ذكرك لي ومنك علي 
إتهام للذات لماذا هذا الأمر ؟ لأن الإنسان عقدته   هذا الإنسان الإعتزاز بالذات وتصحيح  أفعالها دائماً هو فعله صحيح لا يوجد شخص يغلط غلط وتأتي وتسأله  لماذا فعلت هذا يقول لك أنا غلطان وأنا أسف غالباً  يقول لك عملت هذا للأسباب التالية عملت كذا وكذا الدعاء يأتي ويربي الإنسان  يقول له أول شيئ إذا تريد أن تربي نفسك دع نفسك في مقام الإعتراف   قول ظلمت نفسي قول أنا أذنبت قول أنا أخطأت قول أنا  الذي أسأت أنا الذي إجترأت أنا الذي  جهلت أنا الذي تعمدت أنا الذي إعتمدت  راجعوا دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة  راجعوا دعاء أبي حمزة الثمالي وغيره دعاء كميل كل هذا  يوقف الإنسان في مرتبة الإعتراف هذه المرتبة الأولى  والنقطة الثانية إنه يجعله يتذكر المنازل التي تنتظره   يخرجه من هذه الإنشغالات الدنيوي يخرجه من الحالة  التي يعيش فيها إلى الحقائق  التي تنتظره المشكلة كما يقول الحديث الشريف الناس نيامٌ فأذا ماتوا إنتبهوا   ذاك الوقت إذا مات انتبه ماذا سيفيده الآن تعال ونبه نفسك  الآن تعال اوقظ نفسك ولهذا وجدنا قسم من الأدعية تنقل الإنسان إلى تلك  المشاهد والمنازل والمواضع حتى يتذكرها باستمرار ولا أحسن من دعاء أبي حمزة الثمالي  الذي ذكرناه قبل قليل في نقل الإنسان إلى تلك العوالم إنظروا ماذا يقول إمامنا  السجاد سلام الله عليه  برواية أبي حمزة
يقول
إرحم في هذه الدنيا غربتي وعند الموت كربتي   وفي اللحد وحشتي الإنسان إذا يبقى في بيتهم يومين   وحده كل شيئ موفر له ومع ذلك يتوحش في بيتهم أكله وشربه موجود وكل شيئ عنده لكنه لم يمر على أحد ولا أحد مره   ولا إتصل بأحد ولا أحد إتصل عليه يستوحش لأن الإنسان مخلوق من الأنس فكيف إذا أصبح في ذلك  المكان الذي يقول عنه الإمام عليه السلام ضجيع حجرٌ ومدر  من هذا الصوب تراب ومن هذا الصوب مدر ولا شيئ غير   الظلمة والوحشة

مرات العرض: 3397
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2558) حجم الملف: 45118.92 KB
تشغيل:

المجتمع المسلم والتنمية السياسية
آفاق المعرفة في خطبة العقيلة زينب عليها السلام