التقاعد نهاية .. أو هو بداية العمل الحقيقي ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 7/1/1437 هـ
تعريف:


التقاعد نهاية؟ أو بداية العمل الحقيقي؟

تفريغ نصي الفاضلة أم سيد رضا

 قال تعالى (( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب))، وقال (( وإن ليس للإنسان إلا ما سعى))، وقال أيضاً ((إن سعيكم لشتى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى)).

هذه بعض الآيات المباركات التي تتناول أحكاماً جزئية ومحدودة إما لجهة موضوعها أو لجهة فترتها الزمنية، وهناك بعض الآيات تشكل هداية لخط عام في حياة الإنسان وتعطيه بصيرة ينبغي له أن يتبعها بعد التأمل فيها والتدقيق في مضمونها والتفكر فيها، والبعض يعبر عنها بأنها تصنع رؤية كونية للإنسان.

الآية المباركة ((فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب)) جاء تفسيرها عند البعض بانهم قلوا:

إذا فرغت من الصلاة فانتصب للدعاء، والبعض الآخر قال: إذا فرغت من عمل الدنيا فانصب واتعب وارغب إلى ربك وابدأ في العمل الأخروي الذي يؤدي بك إلى جنة الله ، والبعض أيضاً قال: إذا فرغت من العبادة فابدأ بالجهاد.

فالقاسم المشترك بين هذه المعاني هو أن الإنسان في هذه الحياة ينبغي ان يكون في سعي دائم وحركة مستمرة باتجاه اكتساب الخير سواء كان ضمن إطاراً عبادياً وروحياً أو ضمن إطاراً جهادياً أو اتفاقياً وما شابه ذلك.

أهمية فترة التقاعد

فهذه الآية المباركة قد تكون مدخلاً للإنسان وبصيرة له فيما يرتبط بالثلث الأخير من عمره، ومع شدة أهمية هذه المرحلة إلا أنه قد لا يحصل سعي لها وتفكير في استثمارها كالسنوات السابقة من عمر الإنسان، فالكثير من الناس يخططون لمرحلة شبابهم كالتخطيط للدراسة والتخرج والعمل والربح وغير ذلك، فهذه الفترة أي فترة التقاعد من المفترض ان تكون مهمة بالنسبة للإنسان وذلك لأسباب :

1 – أن رصيد عمر الإنسان فيها يكون رصيداً محدوداً فلو افترضنا ان عمره حينئذ 65 عاماً فيكون رصيد عمره ليس واسعاً ولا يتيح له خيارات كثيرة وهذا يتطلب منه أن يفكر بأفضل الانحاء للإستفادة من هذه المرحلة الزمنية واستثمارها.

2 – أن الإنسان في هذه الفترة يكون قد حصل على أولويات كثيرة كأن يكون لديه مقداراً من المال، تجارب متراكمة ورأي حكيم، فإن استطاع أن يحرك تلك الأمور في الإتجاه الصحيح فإنه سيحصل على نتائج كثيرة وبادرة على خلاف السنوات الأولى من حياته.

فإن لم يفعل ذلك فهذا يعتبر تضييع لما تبقى من عمره كما جاء في الآية المباركة (( إن سعيكم لشتى )) فتدل على أن الناس أقسام وأصناف، منهم من يقوم في هذه المرحلة بتحقيق اللذات والشهوات المحرمة كالإنغراس في المسكرات وتكوين العلاقات المحرمة وما شابه ذلك، فبئسما يصنع أن يختم عمره بمثل هذه الأمور.

لذلك لا بد لنا أن نهتم بهذه المرحلة فطبقة المتقاعدين هي طبقة عريضة وواسعة جداً من حيث العدد ومؤثرة جداً فيما لو سخرت طاقاتها وكفاءاتها بما هو لصالح الفرد والمجتمع.

فكرة التقاعد وإعطاء المال للإنسان فهي ليست جديدة فقد كانت ألمانيا هي أول من أقرت ذلك الشيء في عام 1880 م فهذه الفكرة تقوم على جهتين:

الجهة الاولى : هي نوع من الإدخار الجذري لتضمين عدم انهيار الإنسان في شيخوخته. فالكثير من الناس قبل سن التقاعد وأثناء العمل لا يدخرون فلساً واحداً للمستقبل ويفكرون في حاضرهم فقط، فعندما يتقاعد ستنهار حياته بدون المال فلذلك نشأت تلك الفكرة.

الجهة الثانية: هي نوع من أنواع التعاضد الإجتماعي فكل جيل ينفق من مال الجيل السابق.

قضية التقاعد قد تبحث في أشكال مختلفة ، إما كونها قضية فقهية أو اجتماعية أو شخصية لكل إنسان.

في الفقه: لها بحوث مختلفة، فأن أخذ من المال من العامل من قبل الشركة وإعطاؤه مبلغ أكثر من ذلك فهل يجوز ذلك أم لا ؟
•إن كان الامر مرجعه إلى قرض كأن تقترض الشركة من الموظف ثم تعطيه ذلك المال بزيادة فهذا يصبح قرض ربوي وغير جائز في البلاد المسلمة.
•أما إن كانت تأخذ ذلك المال وتستثمره بمختلف الأشكال فهذا يكون نوع من المضاربة، والمضاربة عقد شرعي يجوز للإنسان أن يشارك فيه وأرباحه مع أصل المال تكون حلال.

وهناك مسألة فقهية أخرى تبحث وهي عندما يستلم مبلغ مالي أثناء التقاعد كراتب التقاعد أو مكافأة أو هدية كما يتم في بعض الشركات، فهذه محل إلى حكم شرعي وهو الخمس.
•فإن كان صاحب المال من أهل التخميس ولديه معرفة بمقدار ما يتم خصمه منه سنوياً ويتم تخميسه من قبله، مثل أن يعلم الشخص أن الشركة تخصم منه سنوياً مبلغاً من المال ومقداره 5000 ريال ويقوم بتخميسه سنوياً فعندئذ يكون مال المتقاعد مخمسأ ولا داعي لتخميسه في حال استلامه.
•أما إن كان لا يفعل ذلك أي لا يعلم مقدار المال المخصوم منه ولا يتم تخميسه فيكون الحكم في انه: 1 - لو كان المال الذي يستلمه داخلاً في ملكه كأن يكون متعاقداً مع شركة خاصة أو مع شركة حكومية وقد امضى الفقيه ذلك العقد بينه وبين الشركة فعندها يكون المال داخلاً في ملكه ودارت عليه سنوات متعددة ويجب فيه الخمس فوراً حال استلامه. 
•هناك مسألة أيضاً في قضية الميراث وهي عندما يتوفى الشخص ولديه راتب تقاعدي:
•2 – إذا كان هذا المال هدية نهاية خدمة فإنه يكون غير داخلاً في ملكه وقد استلمه للتو، وهنا يجب ان يدور عليه حولاً كاملاً من الإستلام حتى يتم تخميسه.
•تارة يكون هناك اتفاق وعقد بين صاحب هذا المال وبين الشركة التي يعمل فيها كأن تتفق الشركة مع هذا الشخص بأنه سيتم خصم مبلغاً من المال من راتبه شهرياً ويعطى هذا المال حين التقاعد له وإن توفى سيقسم ذلك المال على الورثة بالتساوي.
•ولكن عندما لا يكون تعاقد بينهم فسيكون ذلك المال في حال الوفاة إلى الورثة ويقسم بحسب الشرع.

تبحث قضية التقاعد كذلك ضمن إطار اجتماعي والآثار المترتبة على الدخول في هذه المرحلة وكيفية التعامل معها، فهذه المرحلة هي من المراحل المهمة في حياة الإنسان فإن هو أحسن استثمارها فاز وربح، وتمر هذه القضة على ثلاث مراحل:

المرحلة الاولى وهي قبيل التقاعد وتسمى مرحلة الأحلام كأن يحلم بالسفر أو ما شابه ذلك فيصور لنفسه عالماً من الاحلام والأوهام قبيل التقاعد.

المرحلة الثانية وتسمى مرحلة شهر العسل لأنه يمكنه فيها قضاء وقتاً أطول في النوم او الخروج وقت ما يشاء او فعل أمو كثيرة ضمن ذلك السياق وكثيراً ما ينفق الإنسان في هذه المرحلة أموالاً كثيرة.

المرحلة الثالثة وهي مرحلة التحرر من الأوهام والوقوع في المشاكل، فبعد بضعة أشهر من التقاعد تبدأ المشاكل الصحية تزحف غليه كالضغط والشكر وغيرها من امراض العصر لأن الجسم حينها يسترخي وتقل فاعليته.

كذلك تبدأ المشاكل داخل المنزل كالمشاكل الزوجية، فالزوج حينها يبدأ بالمراقبة فيراقب زوجته في أمور المنزل وترتيبه وتنظيفه وذلك بسبب انه لا يكون لديه عمل أو اهتمامات أخرى، فيكون اهتمامه الرئيسي في المراقبة، ولذلك قسم كبير من النساء يخافون من هذه المرحلة والذي يزيد مخاوفهن ان بعض المتقاعدين عندما يكون لديهم المال الكافي يتزوجون بأمرأة أخرى وإن كانوا ليسوا بحاجة لذلك.

الأسوأ من المشاكل الزوجية والمشاكل الصحية هي المشكلة الروحية، وهي اعتبار الإنسان نفسه بانه منتهي الصلاحية لأنه لا يوجد انجاز ليحققه ولا عمل يقوم به فيعتبر نفسه أنه من المقترض أن يحذف من ساحة الحياة فلا يجعل لحياته هدف وتصبح حياته فقط في الاكل والشرب والنوم والمجالس الغير هادفة التي فيها تضييع للوقت، ولكن في الحقيقة فهو مسؤول عن عمره وعن حياته، فكيف يقضي الثلث الاخير من عمره بهذا النحو، فالإنسان أعز عند الله من الكعبة ولذلك فالمشكلة الروحية تكون أخطر من المشاكل الاخرى وينبغي للإنسان أن يتحاشاها، فديننا ومجتمعنا يحتاج إلى هذه الفئة ذات الخبرة وذات الحكمة والرأي السديد.

بماذا يهتم المتقاعد

توجد بعض الإتجاهات التي من الممكن للإنسان أن يتوجه إليها في هذا العمر:

1 – الرغبة إلى الله تعالى كما قال في كتابه الكريم ((وإلى ربك فارغب))، فيجعل سعيه كسعي من أعطى واتقى وصدق بالحسنى.

فالغربيون أنشأوا جامعات وجمعيات في خصوص المتقاعدين، فهناك جامعة في اليابان اسمها جامعة المتقاعدين وقد بدؤها بها عام 1965 وهذا يعني أنها جامعة قديمة، والشرط الأساسي للجامعة هو ان لا يقل عمر المتقدم فيها عن 60 سنة، ويوجد فيها برنامج علمي وعملي واجتماعي تطوعي، فلماذا لا نكون مثلهم ونحن أصحاب (أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)، ونحن أصحاب (( وإلى ربك فارغب )).

فالإنسان في هذا العمر قد يكون انتاجه أفضل من إنتاجه في عمر الشباب، كعلمائنا الأفاضل ومراجعنا العظام، فكلما تقدموا في السن يزيد انتاجهم العلمي وتتبلور نظرياتهم.

الأمريكيون أيضاً لديهم جمعية المتطوعين وهذه الجمعية للمتقاعدين، فمن لديه خبرة طبية أو هندسية أو خبرة في العلاقات البشرية أو غيرها من المجالات فيكون لدى هذه الجمعية جدول لكل مجال.

لدينا في مجتمعنا حاجات كثيرة جداً من اللجان الدينية والإجتماعية والسياسية ، فالإنسان مسؤول عن مجتمعه كما هو مسؤول عن نفسه، فلا بد أن يعطي ويقدم لذلك المجتمع الذي احتضنه ورباه وعاش فيه.

توجد ولاية من الولايات الأمريكية تسمى ولاية نيوجرسي، فقد ذكروا أن عدد الجمعيات التطوعية في تلك الولاية 25 ألف ولاية.

في مجتمعنا عندما يتم السعي لتأسيس مثل تلك الجمعيات فإنها تتورط في طلب رؤساء ومشاركين فيها فلا تجد أحداً، وبعضها يغلق بسبب ذلك. فهل يعقل أن يكون ذلك في مجتمع يؤمن بأن خير الناس هو أنفعهم للناس.

2 – الإهتمام بالجوانب السياسية ، فيجب على الشخص أن يهتم في ذلك كالأمور الطائفية في المجتمع فلا يكفي الكلام عنها فقط في المجالس بل ينبغي توثيق الإنتهاكات التي تكون على منشأ طائفي، فيكون بذلك قد بدأ في محاولة تغيير ذلك.

كذلك قضية مكافحة الفساد، فالمجتمع يشتكي من الفساد كالفساد في الخدمات البلدية وفساد في الميزانيات وغيرها والجميع يتكلم في تلك القضية، فلماذا لا يتحول هذا الكلام إلى اهتمام حقيقي كعمل لجان حقيقية شعبية تتابع هذا الموضوع وتوثق تلك الامور.

3 – الإهتمام بالجوانب الإجتماعية كعمل لجنة لمساعدة المرضى كالإهتمام بهم وزيارتهم، فالمريض يشعر بالسعادة والراحة عندما يتعنى له شخص لزيارته وهناك بعض الأمراض يكون علاجها بهذا التعضيد النفسي.

ومع الأسف والموجود لدينا الآن أن بعض الأقارب لا يزورون بعضهم ولا يزورون مريضهم أو كبيرهم. فينبغي إنشاء لجان لمساندة وتعضيد المرضى.

4 – إنشاء لجان لمساندة وتعضيد السجناء سواء كانوا سياسيين أو جنائيين وهذه الأمور لها أنظمة قانونية وليست ممنوعة، فو مثلاً أن سجين من السجناء الشباب على أثر زلة قدم ورفقة سيئة سرق له سرقة فهذا قد لا يحتاج إلا لإهتمام معنوي ومبلغ بسيط من المال ويعود إلى المجتمع كإنسان صالح، ولكنه مع الأسف يبقى في السجن ويهمل وبعد سنوات قليلة يتخرج برتبة محترف في الإجرام، كأن يكون عضو في المتاجرة بالمخدرات وبيع الأسلحة وما شابه ذلك.

وكذلك أيضاً بالنسبة للسجناء السياسيون وسجناء الرأي، فلو تشكلت جماعة ولجان حقوقية ولجان إسناد بالقدر المتيسر لحلت أغلب هذه القضايا.

5 – يوجد فراغ في الموضوع الديني وهو واضح وكثير، فاللجان القرآنية تشتكي من قلة الكوادر لديها مع كثرة الطلب، فلماذا لا ينتمي ذلك الإنسان المتقاعد إلى إحدى هذه اللجان وتشكيل مجموعة لدعمها، فالدعم ليس بالضرورة أن يكون دعماً مادياً فقط.

6 – تبليغ فكر اهل البيت ومنهج محمد وآل محمد، لا ريب أن ولائنا لهم ولاء كبير وعظيم ولكن في نفس الوقت يحتاج هذا الولاء في إظهاره إلى أدوات وإلى كيفيات، فالعالم الذي يتعطش لمنهج أهل البيت يحتاج إلى كتاب عن ذلك. فلماذا لو ان شخصاً تبنى ذلك الموضوع واهتم بتشكيل هذا الجانب وتم عمل كتاب بلغات مختلفة لمن يريد التعرف على منهج أهل البيت.

وهناك مناطق جغرافية أيضاً من الممكن الذهاب إليها والتعريف بمنهج أهل البيت والتبليغ الديني فيها، فهذه المسؤولية ليست فقط على عاتق العلماء بل على عاتقنا جميعاً كما قال تعالى (( لإن يهد الله بك رجلاً واحداً خيراً لك مما طلعت عليه الشمس )).

فمرحلة التقاعد سواء كانت بالنسبة للرجال أو النساء هي مرحلة مهنة جداً ولو تم التوجه إليها بالشكل الصحيح تكون نافعة للإنسان نفسه وللمجتمع، فو ذهبت كل مجموعة بحسب مجالها إلى جمعية معينة أو إلى تجمع معين بأن تأخذ جانباً من الجوانب الإجتماعية والدينية وغير ذلك وتبدأ تعمل في ذلك المجال فسيصبح المجتمع بعد عشر سنوات في صورة مغايرة لمكا نره الآن.

قضية العمر لن تكون عائقاً عن الحركة السليمة والصحيحة، فنلاحظ أن أصحاب الأئمة عليهم السلام قد طعنوا في العمر ومع ذلك نجدهم في حيوية وإنتاج.

كمسلم بن عوسجة الأسدي الذي وصل إلى ما يقارب التسعين عاماً ولكبر سنه كان يشد عصابة على عينيه حتى لا يقع جفنه على عينه، ومع ذلك عمل في الكوفة والتحق بالحسين عليه السلام في كربلاء وأصبح شهيداً بين يدي الحسين.

حبيب بن مظاهر الأسدي وهو من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن الخلص لأمير المؤمنين عليه السلام، فقد تخطى الثمانين عاماً عندما كان في كربلاء ومع ذلك كان أحد مسؤولي التعبئة لمبايعة الإمام الحسين عليه السلام في الكوفة واستفاد من حسن خطابته واقناعه ومكانته الإجتماعية في كربلاء فقد قال للحسن عليه السلام: أن هنا يوجد حي من بني أسد فهل تأذن لي ان أذهب غليهم وادعوهم إلى نصرتك؟ فأذن له الحسين عليه السلام فذهب وخطب فيهم وقال: إني أدعوكم لخير الدنيا والآخرة، أدعوكم لنصر ابن بنت رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم وقد حل بأرضكم. فأجابه منهم ثمانون شخصاً.

ولكن كان ضمن هؤلاء القوم من هم جواسيس وغير أسوياء، فلما انتهى حبيب بن مظاهر من خطبته ذهب أحد الجواسيس ليلاً إلى عمر بن سعد وقدم له تقرير لما حدث فأعطاه عمر بن سعد من متاع الدنيا الشيء القليل وجرد حملة من ثلاث مئة فارس وذهبوا بشكل مباغت مع الفجر إلى بني أسد وهددوهم بالقتل إن لم ينزحوا عن ذلك المكان فاضطروا للنزوح عنه.

فحبيب بن مظاهر استفاد من حكمته وحسن خطابته في الإقناع وتوج كل ذلك في استشهاده بين يدي الحسين عليه السلام.

 

مرات العرض: 3417
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2562) حجم الملف: 47392.19 KB
تشغيل:

الاستخارة ..اين ، وهل هي منهج حياة ؟
المتلاعبون بالعقول