تجلي عبادات المعصومين في شهر شعبان
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 23/8/1436 هـ
تعريف:

تجلي عبادات المعصومين في شعبان


تحرير الفاضلة معصومة الخضراوي

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ، ومَوْضِعِ الرِّسَالَةِ ومُخْتَلَفِ المَلائِكَةِ، وَمَعْدِنِ العِلْمِ، وأهْلِ بَيْتِ الوَحْيِ.

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الفُلْكِ الجَارِيَةِ في اللُّجَجِ الغَامِرَةِ، يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَها ويَغْرَقُ مَنْ تَرَكَها، المُتَقَدِّمُ لَهُم مارِقٌ والمُتَأخِّرُ عَنهُم زَاهِقٌ واللاَّزِمُ لَهُم لاحِقٌ. 

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الكَهْفِ الحَصِينِ وغِيَاثِ المُضطَّرِّ المُسْتَكينِ، ومَلْجَأِ الهَارِبِينَ وعِصْمَةِ المُعْتَصِمِينَ. (وغياث المضطرين والمساكين وملجأ الهاربين ومنجي الخائفين وعصمة المعتصمين).

اللهم صل على محمد وآل محمد اداء وقضاء بحول منك وقوتك يا رب العالمين هذه الصلوات مروية عن الامام السجاد علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليه وهي بلحاظ ما يطلب في آخرها كأنما في شهر شعبان حيث يقول اللهم وهذا شهر شعبان شهر نبيك سيد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان الذي كان رسول الله صلى الله عليه واله يدأب لك في صيامه و قيامه في لياليه وايامه.. الى اخر هذا الدعاء بلحاظ هذا البيت  اختصت هذه الصلوات في اصل انشائها بشهر شعبان مع انها من دون هذا الدعاء وما يقول بعض العلماء عامة في كل وقت وهي مما يستحب به الزيارة للائمة المعصومين عليهم السلام في مشاهدهم بل حتى في غير ذلك .

شهر شعبان من الأشهر التي ورد فيها وفي الأعمال فيها أخبار كثيرة من ذلك ما نُقل عن الامام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه أنه قال كان السجاد عليه السلام (يعني ينقل حكاية فعل عن جده علي ابن الحسين ) اذا دخل شعبان جمع أصحابه وقال يا أصحابي أتدرون ما هذا الشهر هذا شهر شعبان وكان النبي صلى الله عليه وآله يقول شعبان شهري فصوموا هذا الشهر حبًا لنبيكم وتقربًا الى ربكم أقسم بمن نفسي بيده (هذا الكلام للأمام زين العابدين) لقد سمعت أبي الحسين عليه السلام يقول سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول من صام شعبان حبا لرسول الله وتقربًا الى الله تعالى أحبه الله وقربه الى كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنة .

هذه الرواية فيها يتكرر أسم أربعة من الائمة عليهم السلام أصل الرواية مروية عن الصادق عليه السلام ينقل فعلاً عن الامام السجاد بأنه يجمع أصحابه ثم ينقل قول الامام السجاد أنه سمع أباه الحسين ينقل عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال كذا وكذا فهذه الاسماء الاربعة للأئمة المعصومين تتردد في هذه الرواية مما  يكسب المضمون وهو عظمة شهر شعبان وثواب الصيام فيه يكسبه أهمية استثنائية .

هناك كلام بين العلماء هل أن الأزمنة و الأمكنة التي ورد فيها فضل في ثواب العمل فيها   أو في زمانها هل أن فيها مصلحة ذاتية فيها عنصر ذاتي يعني مثلاً شهر شعبان باعتباره زمن  هذا الزمن فيه   عناصر أهمية أكثر من سائر الاشهر في ذاته فيه مصلحة ذاتية أكثر من غيره ؟ أو لا  ؟الرأي الآخر يقول الأزمنة والأمكنة بالنسبة الى خالقها شيء واحد ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يتعبد الناس في خصوص هذا الشهر و كان بالإمكان ايضاً  أن يتعبدهم في شهر آخر وبعبارة أخرى مثلاً يقول لك ان ليلة الجمعة بناء على هذا الرأي الثاني هي ذاتيها لا يوجد بها شيء يختلف عن ليلة الخميس ولكن الله تعالى أختار لعباده ليلة للتقرب كان من الممكن ان يختار ليلة السبت  مثلا كما اختيرت بالنسبة لليهود أو ليلة الاحد بناء على اختيارها للنصارى هذا زمن وذاك زمن في ذاته لا يختلف ولكن الله أعطى له هذه القيمة وطلب الناس أن يتعبدوا له في هذه الليلة هذا بالنسبة الى الزمان ..بالنسبة الى المكان ايضاً نفس الشيء يقول لك على سبيل المثال أرض مكة من حيث هي أرض لا تختلف عن أرض المدينة ولا عن  سائر الاراضي وإنما الله سبحانه وتعالى أختار أن يُعبد في هذا المكان المدار على اختيار الله لها كأن فيها عنصرا خاصا هذا قول وقول آخر لا.. ينتهي  الى ان الله سبحانه وتعالى لا يرجح من دون ترجيح لا يقدم من دون جهة فلو لم يكن في هذه الارض ميزة لما قدمها على غيرها من الاراضي لو لم يكن في شهر رمضان كزمان ميزة خاصة لما جعله الله سبحانه وتعالى بهذه العظمة وجعل ليلة  القدر فيه التي هي خير من ألف شهر لابد أن يكون هناك فيه ميزه حتى يختارها الله يعلم بالبواطن يعلم بالمصالح يعلم بالمفاسد فيقدم هذا الزمان على ذاك لمصلحة فيه ويقدم هذا المكان على ذاك لمصلحة  فيه لا أنه يقدم بلا مصلحه لا أنه يؤخر بلا قلة مصلحه فبناءً عليه يكون شهر رمضان في ذاته توجد عناصر  في ذاته توجد مصالح هذ ا الزمان مختلف عن سائر الأزمنة بهذا المقدار لذالك تقدم على سائر الاشهر وتأخر ايضا عن شهر رمضان باعتبار أن شهر رمضان فيه كزمان فيه ميزات أكثر ممكن اننا تكتشفها ممكن ما نكتشفها و يشير أصحاب هذا الرأي الى ما ورد حول الحجر الأسود الحجر الاسود عند مدرسة الخلفاء ليس له أهمية كبيرة في ذاته و نُقل عن الخليفة الثاني أنه قال أني أعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولكن لولا أني رأيت رسول الله يستلمك لما فعلت ذالك  في ذات هذا الحجر لا توجد هناك أهمية خاصه لا يوجد هناك سر فيه لا يوجد فيه مصلحه كامنه وإنما رؤي النبي يفعل هذا ففعل مثله في بعض الاحاديث عن المعصومين عليهم السلام في هذا الجانب والذي يستفيد منه أصحاب هذا الراي الثاني يقولو ان الوارد عن الائمه لا ان الحجر الاسود فيه شيء مهم جدا في ذاته وفي      في اشارته في ذاته باعتبار ان عندنا روايات انه اشبه كما نسميه  هذا اليوم اشبه بحافظه اشبه بذاكرة من استودع فيها شهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله وهذا الحجر يستلم هذه الشهادة ويوافيه فيها بالتسليم يوم القيامة ولذالك  الوارد ان الانسان يأتي ويرفع  يده محييا له ويقول اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك واتباع لسنة نبيك اشهد الا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله واشهد ان علي ولي الله اللهم امانتي اديتها وميثاقي تعاهدتك لتشهد لي بلموافاة يوم القيامة فتأتي  الرواية تقول هذا اشبه بماذا ؟ اشبه بمخزن كيف انك تسجل صوتك في شريط وتسجل صوتك في كاميرا وتسجل في كذا ويبقى هذا الحجر الاسود يشهد وذلك تشبيه فقط هو اشبه بمخزن لشهادات يؤديها الناس فيوافيهم يوم القيامة هذا واحد في ذاته يعني انه ليس حجرا عاديا ليس مجرد قطعه من الحجر وانما في ذاته شيء مختلف وفي اشارته ايضا  انه بحسب ما ورد في الراوية ان الحجر الاسود يعادل ويوازي البيت المعمور كأنما مركز القدرة الإلهية هناك يعادل ماذا ؟ يوازي ماذا ؟في الارض هنا فانت عندما تسلم او  تستلم تبايع الله سبحانه وتعالى بهذه الإشارة لذلك في تلك الرواية ينعى على قول الخليفة انه ماله قيمه وماله نفع ولاضر  لا هنالك فيه اسرار وفيه أيضا جهات وان النبي ما كان ليفعل هذا في هذا المكان بخصوصه عن لاشي وانما لوجود ميزة فيه هذا (يتبعه) ارباب الراي الثاني للاستشهاد على ان هذه الاشياء ليست فقط تعبد وانما لوجود ميزة فيها تعبد الله الناس بالعبادة في هذا الزمان بالعبادة في هذا المكان بهذا الشكل ضمن هذا الاطار تعبدهم لوجود ميزات في شهر رمضان في شهر شعبان في ليالي الجمعة و الأمكنة المختلفة ايضا سواء قلنا بان الراي الاول هو الراي الصحيح على بعدٍ او قلنا كما هو الاقرب الراي الثاني  وهو الري الصحيح ان الله عز وجل  تعبد الناس بالأزمنة والأمكنة مع لحاظ وجود جهات تقدم ومصلحة فيها شهر شعبان من تلك الاشهر اللي امرنا بالتعبد فيها وامرنا بالتوجه الى الله عز وجل فيها بمختلف انواع العبادات منها الاستغفار . الاستغفار ذكر يومي مئة مره ادا يستطيع الانسان ان يستغر الله ربي واتوب اليه  استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم الرحمان الرحيم وفي رواية بعكسها استغفر الله الذي لا اله الا هو رحمان الرحيم الحي القيوم  هي من المستحبات المؤكدة فيه

الصيام أيضا فيه كذالك ولو يوم واحد يسعى أن لا يخرج هذا الشهر الكريم شهر رسول الله الا وقد صمت على الاقل يوم واحد ان لم يكن ايام او كل الشهر كما يصنعه بعض المؤمنين وفقهم الله وايانا فالخبر ورد انه له الجنة ولاسيما مع العنوان كما ورد في حديث امير المؤمنين الا صوموا هذا الشهر حباً لنبيكم وتقرباً الى ربكم يعني هنالك عنوانان كل من هاذين العنوانين يقرب الانسان الى الله عز وجل انت تصوم مثلاً يوم من ايام شهر جمادى الاول هذا تقرب الى الله لا نه لم يرد فيه انه  شهر رسول الله هذا الشهر نظراً لا نه شهر النبي صلى الله عليه واله  أعظامه  انت قد أخذت في ذهنك اعظاماً لرسول الله ومحبة لرسول الله فيكون هناك عنوان اخر يوجب مزيد من الثواب في مثل هذا اليوم الذي نصومه من شهر شعبان من ذلك ايضا من المستحبات فيه هذه الصلاة المحمدية الشعبانية المروية عن الامام السجاد سلام الله عليه ((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعِ الرِّسَالَةِ وَمُخْتَلَفِ الْمَلائِكَةِ وَمَعْدِنِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ بَيْتِ الْوَحْيِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْفُلْكِ الْجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَهَا وَ يَغْرَقُ مَنْ تَرَكَهَا الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ مَارِقٌ وَالْمُتَأَخِّرُ عَنْهُمْ زَاهِقٌ وَاللازِمُ لَهُمْ لاحِقٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْكَهْفِ الْحَصِينِ وَ غِيَاثِ الْمُضْطَرِّ الْمُسْتَكِينِ وَمَلْجَإِ الْهَارِبِينَ وَعِصْمَةِ الْمُعْتَصِمِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وال محمد الطيبين الابرار  الاخيار صَلاةً كَثِيرَةً تَكُونُ لَهُمْ رِضًى وَ لِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَدَاءً وَقَضَاءً بِحَوْلٍ مِنْكَ وَقُوَّةٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ )) هذه تحتاج الىها بحث خاص ولكن اشارة سريعة و  خاطفه اصل انتخاب النبي المصطفى صلى الله عليه واله واهل بيته لذكرهم في صلوات العبد كذكر من الاذكار  هذا لا نعمله فيه في سائر الديانات  وان كان لا يوجد عندنا اطلاع تفصيلي على باقي الديانات ولكن ليس من العروف مثلاً انه في الديانة  اليهودية يكون ذكر نبي تلك الديانة واهل بيت نبي تلك الديانة جزء من الاذكار كما هو الحال في سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر واستغفر الله جاء ذكر الصلاة على محمد وال محمد في ديننا الاسلامي كجزء من الاذكار الذكر عادة هو عادة مرتبط بالله عز وجل اما انه تنزيه له مثل سبحان الله واما انه ثناء عليه وشكر له مثل الحمد لله او الابتداء باسمه كبسم الله وامثال ذالك يعني غالبا الاذكار منظور فيها جهة رب العالمين او جهة الدعاء للإنسان نفسه مثل  استغفر الله  وما شابه ذلك اما ان يكون واحد من الاذكار وعلى قول بعض العلماء مو واحد من الاذكار وانما بعضهم قال بحثنا وفتشنا عن ذكر اعظم من سائر الاذكار فلم نجد ذكر اعظم من ذكر الصلاة على محمد وال محمد وهذا بحسب الاعتبار ليس بعيد لا نه يعتقد ان في ذكر الصلاة على محمد وال محمد تجتمع اصول العقيدة اصول العقيدة  اذا التفت الانسان تجتمع في هذا الذكر لماذا؟

لا نك عندما تقول اللهم فأنك تعترف بالله عز وجل وتناديه تدعوه  وتقر بمناداته اياه وسؤالك اياه بعوديتك له فانت اعترفت بالله عز وجل وجعلت موقعك موقع المحتاج العابد السائل عند ذكرك اللهم 0   اللهم صل على محمد وال محمد الصلاة على محمد وال محمد معناها الصلاة على محمد وال محمد هي في اعطائهم  الجزاء في يوم القيامة كما ورد في انها رفع منزله صلاة الله على العبد رفع منزلته واعلاء شأنه وهذا موقعه الاساسي في يوم القيامة وان كان ايضا في هذه الدنيا ( ورفعنا لك ذكرك ) واقع وعلا ذكره  الا ان الموقع الاساسي هو في يوم القيامة  كأنك تقول ان انا اعترف ان هنالك يوم اخر هو يوم الجزاء الحقيقي ويوم رفعة النبي واهل بيته بحق جزاء الله عز وجل انت تختار محمد للصلاة ليس الا باعتبار انك تعترف به نبيا وبالتالي بهذا المعنى انت مؤمن بنبوته وهي من الاصول والحاقك اهل بيته معه يعني انك تعترف بالإمامة و هذا في عقيدتنا ايضا من الاصول الاعتقادية التي يجب على الانسان ان يعتقد بها فهذه الصلوات الواردة في شعبان اولاً تكرم  ثم تعطي للنبي واهل بيته عدد من الصفات والكمال فهم الفلك الجارية في اللجج الغامره وهم الذين اذا تأخر عنهم احدا او تقدم عليهم احد هلك الاثنان وهم ايضا شجره تلك النبوة وهم مخازن العلم الالهي الى غير ذالك مما ذكره الدعاء و الصلوات .

نسال الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لموالاتهم والاقتداء بهم وان ينفعنا بمحبتهم وان يحشرنا معهم انه على كل شيء قدير وصلى الله على سيدنا محمد واله الطاهرين

مرات العرض: 3393
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2585) حجم الملف: 3149.71 KB
تشغيل:

انفضوا اليها وتركوك قائما
الامام علي والوحدة الاسلامية