الوصية في فلسفتها وأحكامها
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 8/6/1436 هـ
تعريف:

الوصية في فلسفتها وأحكامها

تفریغ نصی الأخت الفاضلة ريحانة

قال الله العظيم في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم " وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ  "
يتحدث القران الكريم عن وصايا الانبياء لأبنائهم تارة ولأممهم اخرى مؤكدا على دور واهمية الوصية في ادامة فعل الخير وفي القيام بالواجبات , الوصية من الامور التي تعتبر خطا ثابتا في رسالات الانبياء لا تختص بديننا الاسلامي وانما هي من الخطوط المشتركة في رسالات الانبياء جميعاً ولذلك نقل القران الكريم ان ابراهيم وصى ابناءه , يعقوب وصى ابناءه وهكذا سائر الانبياء اوصوهم بوصاياهم وامروهم بمضامينها.
جاء ديننا الاسلامي فأكد على موضوع الوصية بالنسبة لكل انسان مسلم فجعلها مستحبة استحبابا مؤكدا بالعنوان الاولي كما ورد في قول الله عزوجل : " كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ....." فاستعمل هنا ايضا لفظ الكتابة مع ان هذا التعبير عادة انما يأتي في الواجبات مثل كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم تعبير كتب عادة في القران الكريم يأتي بمعنى الفرض والحتم والوجوب هنا استعمل القران الكريم لفظ الكتابة مع ان الوصية ليست واجبة الا في بعض الحالات وإلا في اصل عنوانها الاولي هو الاستحباب المؤكد والشديد .
في الرواية عندنا حق على المسلم الا يبيت ليلته الا ووصيته تحت وساده يعني تكون حاضرة ومجهزة وفي قرب التناول فهي مستحبة اذن استحبابا مؤكدا لكن في بعض الحالات تصبح لازمة تصبح واجبة على الانسان فيما اذا كان هذا الانسان عليه حقوق الهية يجب قضاؤها او عليه حقوق بشرية واجبة القضاء هنا يتنقل حكمها من الاستحباب المؤكد الى الوجوب او اللزوم مثلا الانسان الذي فات عليه واجب من الواجبات الشرعية طيلة حياته مثلا لم يحج مع استطاعته , اموال عنده , صحة عنده الطريق أمامه مفتوح هذه الامور التي توفر الاستطاعة للإنسان زيد من الناس تماهل في هذا الامر الى ان ادركه اجله قريب بعد يرحل من هذه الدنيا هنا فُتح له من قبل الشرع طريق لكي لا يعاقب وهو ان يوصي بالحج عنه هذا دين الهي دين عبادي هنا العقل يلزمه لكي ينجو من العذاب والضرر المتوقع فيقول له تعال بادر الى الوصية يجب عليك ان توصي بقضاء حجة عنك .
 صلوات فاتت على انسان اما لأنه في فترة من عمره ما كان يؤدي صلواته بالشكل الصحيح قسم من الناس في هكذا عمر 15 –16 -  18 سنة احيانا يكون عندهم شيء من التساهل اما في الشروط اما في الاجزاء او اما في اصل الصلاة يضيعونها هذا المطلوب منه ان يقضي هذه الصلوات في ايام حياته كن وصي نفسك في امرك هذي القاعدة الاولية لكن احيانا الانسان يتأخر في ذلك لا تتيسر له الفرصة فيما بعد ان يقوم بهذه الاعمال هنا العقل يلزمه مادام عندك طريق لقضائها عنك بالوصية فيها فبادر الى ذلك طبعا قسم من المذاهب الاخرى تقول ان هذا لا يفيد لازم تقضي واذا ماقضيت فتحاسب وتعاقب.
 فيما ورد عندنا من روايات اهل البيت عليهم السلام ان من رحمة الله عزوجل وهو اللطيف الرحيم اذا فاتتك فريضة فأقضها مايقول خلاص مادام راحت عليك فإنها محسوبة ومخصومة حتى بعد سنة او سنتين اكثر اقل اقضي هذه الفريضة بنفسك اذا ما صار لك ايضا ان تقضيها طبعا المفروض ان لا يتماهل الانسان ولا يتساهل ولكن اذا ما صار لهذا الانسان هذا الامر فهناك فرصة اخرى بل اخيرة له وهو ان يوصي بقضائها عنه وجعل له مقدار من امواله يتصرف فيه وهو الثلث كما سيأتي في الحديث وهذه من الديون الالهية.
زيد من الناس طول مدة حياته ما وفق في اخراج حقه الشرعي ولم يزكي او يخمس امواله هي بمثابة دين من الديون الالهية ينبغي على هذا الانسان ان يوصي بإخراج ذلك من امواله حتى لا يصير غيره يتنعم بها وهو يحاسب عليها فإذن هذه امور ديون الهية واشباهها العقل يفرض على الانسان يقول يا ايها الانسان هذه الفرصة الاخيرة لك لكي تتدارك امرك وان تقضي ما عليك بالواسطة من خلال جعل مبلغ معين من المال وان توصي بأداء حجة لم تحجها وبقضاء صلاة لم تصلها او كانت غير صحيحة وبأداء خمس لم تؤده وعلى هذا المعدل هذا قسم يجعل الوصية لازمة بنظر العقل. او ان تكون حقوق او ديون بشرية ايضا ً الديون البشرية ان لم تكن اعظم مسؤولية من الديون الالهية فليست بأقل .
عندنا بحث عند العلماء هل ان حقوق العباد أولى بالقضاء او حقوق الله اولى بالقضاء؟
الله سبحانه وتعالى يقتضي من الانسان بشكل اكبر حقوق الناس او حقوق الله عزوجل , الصلاة يحاسب عليها اكثر او الايجار الذي لم تدفعه لفلان يحاسب عليه أكثر؟
هذا يتبين اثره لو فرضنا ان هناك مبلغ من المال هذا الف ريال مثلا هو الثلث او تركة هذا الانسان وكنا بين ان نقضي حق الله او حق الناس اذا قلنا بأن  حق الله هو الاولى فإن حق الناس سوف يتأخر واذا قلنا بأن حق الناس هو أولى اذن حق الله هو الذي يتأخر.
رأيان بين العلماء ولكن مما يؤكد قضية حقوق الناس بغض النظر عن انه أولى او ليس أولى كما قلت لأنها مسألة يثور فيها كلام وهناك فيها اكثر من رأي فهي غير محسومة , ولكن مما يستشهد به على ان حقوق الناس لها اهمية كبيرة ما جاء في ذيل الاية المباركة : " إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" لمبرصاد في اللغة العربية مثل شخص قاتل جالس في مكان بس امسكه هكذا لم يكن يتوقع امساكه فيكون هذا هو بالمرصاد هذا من حقوق الله بعد ما يجتاز الانسان عدد من العقبات والملائكة يحاسبونه مرة واخدة  يواجه ربه لكي يحاسبه في حقوق العباد فهي اذن مهمة جدا اُتيح للإنسان فرصة بل فرصتان الفرصة الاولى انه اساسا في التشريع كما سيأتي اذا تحدثنا عن موضوع الميراث في الميراث لا يقسم الا بعد اخراج الديون لأنه الديون غير مملوكة اساسا لو ان انساناً مثلا ترك الثروات الف ريال وكان مئة ريال منها ديون الى زيد وعبيد لانقول انه ترك الف ريال هذا في الواقع في نظر الشرع ترك فقط تسعمائة ريال المئة تذهب فورا الى دائنيه لانقسم وبعدها نذهب لدفعها اصلا هذه لاتدخل في الميراث " من بعد وصية يوصي بها او دين " من البداية تستثنى هذه وتصبح الباقي تركة فيما يرتبط بالديون البشرية ايضا كذلك اذا انسان مديون الى شخص اذا عليه اموال لآخرين ولأي سبب من الاسباب تأخر في سدادها مع ان مطل الغني ظلم المطل يعني المماطلة والتأجيل والتسويف على أي حال لو فرضنا ان انسان صار له هكذا يجب عليه الزاما ان يوصي بذلك في وصيته لأنه قد يكون هناك بعض الديون لا يعلم بها الا هو نفسه فإذن تنتقل الوصية من حالة الاستحباب الشرعي المؤكد في الظروف الطبيعية الى حالة الالزام والوجوب اذا كان على الانسان ديون الهية وواجبات وكان عليه حقوق بشرية للناس .
الان بعد هذا نريد ان نوصي الوصية هل هناك صفات لابد من توفرها لكي تصبح هذه  الوصية شرعية نافذة او لا؟
نعم اذا كان توفرت فيها بعض الشروط هذه تصبح لازمة التنفيذ والوصي والورثة ملزمون بتنفيذها اما لو كان فيها بعض هذه الشروط غير متوفرة لايلزم بل في بعض الاحيان لا يجوز تنفيذها مثلا من الشروط ان لا تكون مخالفة لحكم شرعي في مفرداتها كيف؟
مثل ما يحصل عند بعض الناس غير عارفين بالأحكام الدينية , واحد قال اريد ان يقسم ميراثي بالتساوي بين الرجال والنساء بين البنين والبنات هذا المال مالي واريد ان يقسم بهذه الطريقة هذه وصية غير نافذة لماذا؟ لانها تخالف قانون من قوانين الميراث وهو في الطبقة الاولى بين الاولاد للذكر مثل حظ الانثيين وصية من الوصايا التي فيها , على سبيل المثال: ايصاء بما هو اكثر من الثلث مثلا انا لدي بناية او كذا تمثل نصف ثروتي وقلت اريد هذه البناية في الامر الفلاني وقيمنا التركة ورأينا ان هذه تمثل نصف الثروة ما يرتبط بالثلث تنفذ فيه الوصية اما الباقي موقوف على رضا الورثة , فنأتي للورثة نقول لهم هل تقبلون في سهمكم ان نعطيه لما قال الوالد ام لا ؟ الذي يقبل يعطى ومن لايقبل لا يجوز تنفيذ الوصية في حقه وسهمه لماذا؟
 لان مقدار ما يملكه المتوفى من الوصية في المال هو مقدار الثلث وامثال ذلك من الاحكام الشرعية التي تنتهي الى مخالفة في الوصية هذه كل شيء يرتبط بأحكام الشرع لا يجوز تنفيذه لايلزم تنفيذه حق الله وحكم الله ووصية الله قبل وصية هذا الانسان أي شيء مخالف للشرع لا ينفذ المهمة  فيها خلاف المعروف امر بمنكر فيها تحريض على شيء غير صحيح غير سليم لا تنفذ.
زيد من الناس لا سمح الله ولا قدر عنده مشكلة مع اخوانه عمومة الابناء فيوصيهم مثلا ان انا اخي فلان كنت خصيمة في هذه الحياة ولا اريد احدا منكم ان يمر او يسلم عليه او يزوره هذه الوصية لا يلزم تنفيذها بل لا يجوز تنفيذها لانها قطيعة رحم لا تحترم هذه الوصية نظرا لان فيها امرا بمنكر الا اذا كان هناك الذهاب الى العم مثلا يخشى عليه من انحراف هؤلاء فهذه لاتكون وصية بمنكر هذه وصية بمعروف .
فلان طلق زوجته مثلا لأسباب فيما بينهم فيوصي ابناءه وابناءها مثلا بأن لا يذهبوا اليها ولا يزورنها فهذه وصية فيها قطعية رحم لا تنفذ لا يلزم ان تنفذ بل لا يجوز ان تنفذ وامثال ذلك من القضايا .
وصية الحرمان ان احد ابنائي تزاعلت معاه فأوصي ان فلان من ابنائي لا يعطى شيء من الميراث هذه الوصية لا تنفذ بل لا يجوز تنفيذها فلانة من بناتي لا اريد ان يرثون من مالي لان هذه الاموال سوف تذهب الى ازواجهم وتطلع خارج العائلة ولاسيما في بعض القبائل المتأثرة بالحالة البدوية هذا موجود ان لا نورث البنت نظرا لان البنت تحت امرة زوجها فتخرج اموالنا الى الاجانب ونحن لا نريد اذن لا نورثها هذه وصية غير نافذة بل غير جائزة لانها على خلاف الشرع الاسلامي.
 وقد نقلت قبل مدة من الزمان في الجرائد المحلية نقلت قصة احداهن ان بعدما قسمت ميراث شخص معين هؤلاء الوصي اخر ميراث البنت الفلانية  اختهم فترة خمس سنوات وكانت كلما خطبت يرفضون الاجابة لماذا ؟ قالوا لأنه اذا اعطيناها اموالنا اموالها يعني نصيبها من الميراث ستتزوج والزوج سيسطر على هذه الاموال هؤلاء يرتكبون اكثر من اثم بتأخيرهم زواجها وبمنعها من حقها .
فلو فرضنا ان المورث الاب اوصى بذلك هذه الوصية غير نافذة بل غير جائزة لايجوز للإنسان ان يوصي بمثل هذه الوصية اذا تركنا مثل هذه الشروط صار لا الوصية بالمعروف ولا يوجد فيها أي مخالفة لحكم شرعي وصارت ضمن الاطر الدينية المعروفة آن اذا تصبح هذه الوصية لازمة ولا يجوز تغييرها بالاقتراح مثلا انا الوصي اقول ان والدي موصي هذا المبلغ للفقراء فأقول ان هذا زائد عليهم فأقسمه نصفين نصف للفقراء ونصف لشيء اخر فلا يجوز للإنسان فمن بدله بعدما سمعه فإنما اثمه على الذين يبدلونه بعدما صارت الوصية وشهد عليها طبعا الوصية مجرد ان يدلي بها الانسان غير ضروري ان يكتبها الكتابة فقط للتوثيق والاشهاد عليها والتوقيع لكي لايكون فيها نزاع ونقل غير مضبوط وموثق لما يكون شيء مكتوب وتوقيع الموصي وتوقيع الشهود فيكون امكانية الرجوع اليها حاضرة فإذا صارت مستوفية لتلك الشروط أن اذا يلزم العمل بها ولايجوز للوصي تغييرها حتى باقتراح حتى لو في رأيه ان افضل او احسن ,  لو قال ان ابوي موصي بخمسين سنة صلاة فيقول ابوي طول عمره يصلي بدل الخمسين سنة تكون خمس سنوات وتكون باقي القيمة من خمس واربعين سنة في اعمال اخرى لايجوز للإنسان هذا الامر لايجوز له لان هذا من التبديل في الوصية وهو جائز فقط لصاحب الوصية الموصي يقدر الوصية ليست مثل الوقف الوقف متى ماصار فلا يستطيع الواقف ولا غير الواقف تغييره وقفت هذا المكان لهذا الغرض بعد وقع الوقف بشكل شرعي بعد يومين قلت ابدله اغيره يكون نصفه كذا ونصفه كذا انتهى الامر الواقف لايستطيع ان يغير شيء فضلا عن غيره اما الوصية  لا مادام الانسان عنده شعوره وادراكه ومستجمع لعقله يستطيع تغييرها كيفما شاء فقط للتأكيد عليها يشهد عليها ويقول مثلا ان هذه الوصية الاخيرة هي المعتمدة حتى تكون الوصية السابقة ملغاة .
كما ذكرنا ان الانبياء كانوا يوصون ابنائهم واممهم ذويهم بما ينبغي فعله سواء من الامور اللازمة العامة وهذا مع الاسف لا نراه في وصايانا القران الكريم يقول ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب ايضا بنيه ماذا وصوا؟
يابني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون مهم جدا ان الموصي يوصي ابنائه بالتقوى بالفضيلة بالخير بالإحسان هذا مع الاسف في وصايانا في الغالب غائب في الغالب اوصى فلان بأن يوضع على كذا وان يغسل كذا وان يقرأ له الفاتحة بكذا وان يتصدق عنه بكذا طيب وان يعمل له من المبرات كذا وكذا انتهى الموضوع من المفيد جدا ان يكون هناك وصية بالأخلاق بالإيمان بالفضيلة بصلة الرحم بالأمور الطيبة انا اوصي ابنائي مثلا بان يعتنوا بأسرتهم بإخوانهم بأخوتهم الصغار ان يحافظوا على تهذيبهم ان يستمروا في مسيرة  الخير والصلاح ان يحرصوا على التقدم العلمي هذه امور طيبة ان يوصي بها الانسان ثم يوصي بوصاياه الخاصة .
نحن نلاحظ الانبياء كانوا يوصون بوصايا عامة نبينا المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام وجدنا انه يوصي الامة بوصاياه النافعة اوصاهم بما ان تمسكوا بهما لن يضلوا من بعده ابدا كتاب الله وعترته اهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم هذه وصية عامة , نبي الله ابراهيم يوصي ابنائه بأن يستمروا على درب الاسلام  والفضيلة ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون حافظوا على الاستمرارية على الهداية والفضيلة وامير المؤمنين عليه السلام يوصي ابنائه اوصيكما وجميع ولدي ومن بلغه كتابي هذا بماذا ؟ بتقوى الله ربكم والا تبغي الدنيا وان بغتكما قولا بالحق اعملا للأجر كونا للظالم خصما للمظلوم عونا هذه في الاطر العامة وصايا مفيدة ونافعة اذا كان الوالد يوصي ابنائه بهذه الوصايا لاريب انها مؤثرة يوصي بما يرتبط بالخيرات التي يريدها من الثلث وحقيقة هذه من الامور الجيدة ان يعتني بها الانسان لاسيما اذا ربى ابنائه فأبنائه عندهم مستويات اجتماعية مالية حسنة واوضاعهم مرتبة الحمدلله رب العالمين فيكون ثلثين لهم ويكون له ثلث يجري له الخير الى ماشاء الله اذا مات ابن ادم انقطع عمله في رواية عندنا وامله عمله ينقطع وامله ينقطع ايضا الا من ثلاث منها صدقة جارية الثلث اعطيت لنا فرصة فيه ان تكون صدقة جارية لو ان كل انسان فكر في ان يجعل ثلث ماله في سبيل الخير , ابدأ من قضايا التعليم التعليم الديني والدنيوي التعليم الديني انت تنشأ بذلك تيار ديني وعلماء عاملين وهداة ومرشدين او تعليم دنيوي هناك من الفقراء الذين لا يستطيعون اكمال دراساتهم العالية بسبب مالي وهؤلاء يعتبرون ثروة للمجتمع اذا كان المجتمع لديه كفاءات عالية هذه ثروة للمجتمع ونفع عميم للمجتمع فيكون ثلث هذا الانسان في سبيل التعليم تعليما دينيا او تعليما دنيويا .
قضايا العلاج على سبيل المثال هي ايضا من امور الخير في هذه الفترات اصبح امر العلاج والدواء المجاني والعلاج المجاني بل المستشفى المجاني من اهم الحاجات التي يحتاجها الناس في زماننا والحمدلله في بعض الحالات رأينا اهل الخير و المؤمنين يعمل لك قسم كامل في المستشفى الفلاني على نفقة فلان او من ثلث فلان يقدم العلاج المجاني للمحتاجين بالتالي هذا احياء الارواح واعطاء الصحة للمؤمنين فيه ثواب كثير وله درجات متعددة من قنينة الدواء المجانية التي تعطى للمحتاج والفقير الى انشاء قسم كامل ايضا كذلك وهكذا الحال ما يرتبط بالنشر الاعلامي والثقافي والديني الهادف من ترجمة الكتب النافعة من الفضائيات المفيدة من المراكز والمساجد من ارسال المبلغين هنا وهناك ذات مرة تحدثت الى جماعة قبيل شهر محرم وذكرت هذا المعنى احد المؤمنين اتصل بنا من احدى البلاد وقال نحن جماعة من المنتمين الى مذهب اهل البيت عليهم السلام وفي هذه السنة ازدادت المجالس الدينية بمناسبة عاشوراء الان اصبح لدينا ستة مجالس وهذه تحتاج الى بعض المال ونحن لا نملك قلت له كم سيكلف المجلس هناك ؟ فقال لي مبلغ هذا المبلغ بمقاييسنا جدا قليل ولكن بمقاييسهم جدا كبير قال الف وخمسمائة دولار تعمل مجلس كامل من خطيبه وبضيافته وبحضوره وغير ذلك الحمدلله عدد من المؤمنين تكفلوا بالموضوع وفعلا قامت تلك المجالس وذكر الامام الحسين عليه السلام في تلك البلاد التي ربما مر عليها قرون لم يجري فيها ذكر ابي عبدالله الحسين عليه السلام لو ان الانسان على سبيل المثال جعل ثلث ماله في قضية التبليغ في قضية ايصال هدي اهل البيت عليهم السلام الى تلك الاماكن لا ريب ان هذه من الوصايا النافعة والمفيدة التي ينبغي ان يحرص عليها الانسان فإذاً الوصية باختصار الوصية ضمن اطارها العادي هي مسيرة قام بها الانبياء مفردة من المفردات المشتركة في كل الرسالات السماوية وفي خصوص الاسلام هناك تأكيد كبير على استحبابها وان الانسان لا يبات ليلة الا وهو قد اعد وصيته , اعداد الوصية لا يعني ان الانسان مستعجل يريد ان ينصرف لا ولكن هذا هو العقل واعداد العدة لهذا الامر أي وقت نزل به امر الله هو اموره مجهزة وحاضر فهي مستحبة استحبابا مؤكدا بعنوان عادي وقد تجب وتلزم اذا كان على الانسان ديون الهية وواجبات او ديون بشرية او ما شابه من امور المهمة وينبغي الا تكون مخالفة لحكم شرعي وألا تكون امرة بقطيعة او منكر فإنها غير نافذة بل غير جائزة وينبغي للإنسان ايضا ان يحرص على ادامة الخير من بعده من خلال وصيته في ثلثه بما يناسب من بقاء العمل وبقاء الامل ولاسيما اذا قربت منه ايامه ونهايته فتكون الفرصة مضيقة وجدنا في سيرة المعصومين عليهم السلام انهم كانوا يوصون بوصاياهم المختلفة والمتعددة فهذا رسول الله يوصي امته كرارا ومرارا بل يوصي في ادق التفاصيل كما ورد في بعض الروايات التاريخية في ان رسول الله بالإضافة للوصايا العامة التي اوصى بها عامة المؤمنين اوصى ايضا امير المؤمنين عليه السلام واوصى فاطمة بما ينبغي فعله اذا قضى النبي نحبه واذا فارق هذه الدنيا واذا ازدحمت الفتن ماينبغي على امير المؤمنين ان يفعله وهذا احد توجيهات ان امير المؤمنين لم يجرد السيف في مواجهة من غصب حقه ومن اعتدى على حرمته وبيته وذلك بالإضافة الى حكمة امير المؤمنين ماقال الشاعر قيدته وصيته من اخيه حملته ماكان في المقدور, هذه الوصية التي اوصاها رسول الله لأمير المؤمنين ووصية اخرى اوصتها سيدتنا فاطمة الزهراء لأمير المؤمنين عليهم السلام في الليلة التي توفت في صبيحتها فاطمة الزهراء قيل كما في الروايات التاريخية جاء امير المؤمنين فوجد فاطمة تأن من الالم والاذى تصور ان فاطمة الالام التي واجتها حقيقة الام مجرد تصورها يكسر قلب الانسان فذ امرأة شابة في ريعان الشباب الان توها فقدت اباها وعمادها وسنادها ومع ذلك لم يسمح لها بالبكاء على ابيها هل رأيتم مظلومية اعظم من ان يمنع الانسان من ممارسة عواطفه ومشاعره على ابيه ؟ هل كانوا يتوقعون ان مثلا ان فاطمة تضحك لوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فكانت تبكي لما كانت تبكي قالوا لها اما ان تبكي ليلا او نهارا لما ضاقوا بها ذرعا خرجت بأبي وامي الى مقبرة البقيع واستجارت هناك بظل شجرة فكانت تبكي على ابيها رسول الله وتعبر عن ذلك قائلة صبت عليّ مصائب لو انها صبت على الايام صرن لياليا
قل للمغيب تحت اطباق الثرى  لو كنت تسمع صرختي وندائيا
قد كنت ذا حمى بظل محمد لا اختشي ضيما وكان حمى ليا
فاليوم اخضع للذليل واتقي ضيمي وادفع ظالمي بردائيا
هكذا كانت تنوح هناك قال بعض ارباب الاثر لما كانت هكذا جاءوا الى تلك الشجرة التي كانت تستظل تحتها فاطمة الزهراء فقطعوها عنها حتى لاتبقى مستظلة تحت ظل تلك الشجرة أي مظلومية حلت بفاطمة وياليت اكتفى الامر بهذا وماهي الا ايام واذا بذلك الباب يهجم عليه واذا بصوت فاطمة من وراء الحائط والباب اليك يافضة خذيني والى صدرك فسنديني فلقد والله اسقطوا جنيني

مرات العرض: 3399
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2559) حجم الملف: 63718.97 KB
تشغيل:

قل لمن حولك .. شكرا !
الميراث في أحكامه الدينية ومشاكله الاجتماعية