من صور الاستدلال القرآني عند أهل البيت
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 17/3/1436 هـ
تعريف:

 من صور الاستدلال القرآني عند أهل البيت


تفريغ نصي الفاضلة زهرة المسكين


قال الله العظيم في كتابة  بسم الله الرحمن الرحيم وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)صدق الله العلي العظيم سورة النساء
حديثنا بإذن الله تعال يكون في توضيح بعض ملامح الاستدلال القرآني عند أئمة اهل البيت صوات الله وسلامه عليهم حيث انهم بنص القران الكريم واحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرجع الأمة عند حدوث الأمر سواء كان ذلك في زمان السلم او في زمان الحرب والخوف , القران الكريم يتحدث عن فئة من الناس منتقداً إياها بان هؤلاء اذا حدثت لهم حادثة تتطلب حكم شرعي سواء كان ذلك في زمان الامن في المجتمع او في زمان الخوف هؤلاء يبدأون يتحدثون بآرائهم ويفتون بما يرونه من قضايا والحال ان وضيفتهم ان يردوا هذه القضايا والحوادث والأمور الواقعة الى الرسول وإلى أولى الأمر وأولي الأمر هم آل محمد صلوات الله عليهم ,فهم عند إذن سوف يهتدون بهدي الرسول وهدي أهل بيته لانهم هم الذين يعرفون الاستنباط للأحكام الواقعية من القران الكريم ,سنشير الى بعض الجوانب حيث سنوضح بما سيتسع المقام كيف كان أئمة الهدى صوات الله وسلامة عليهم يأخذون من القرآن أدلتهم وبالتالي فإنهم يوضحون للناس حقائق الأحكام.
 كلمة يستنبطون والاستنباط تاتي بمعنيين
المعنى الأول: المعنى اللغوي استنباط يعني استخراج الماء من البئر ,يقال فلان استنبط بار , علي عليه السلام استنبط الآبار في الميقات المعروف أبيار علي ,يقال استنبط الآبار أي حفر الأرض الى ان وصل الى الماء وخرج الماء ببركات يمين الامام علي وجهده ,فيقال استنبط الماء أي  اخرج الماء من الطبقات الأرضية الى الأعلى
المعنى الثاني: الدارج عند العلماء المعنى الاصطلاحي يقولون الاستنباط يعني النظر في الأدلة الشرعية ,النظر في القران في الروايات مراجعة احكام العقل الرجوع الى الاجماع للتعرف على الاحكام التفصيلية للقضايا عندنا مسألة من المسائل لنفترض مسألة الاستنساخ البشري هذه مسال جديده لم تكن في زمان المعصومين بنصها فنقول هل يحل الاستنساخ البشري او لا يحل ؟ الخطأ ان عامة الناس يبدون رايهم وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ كل واحد يقول رايه لا غير مطلوب منك وانما ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر لعلمة الذين  يستنبطونه منهم ,نحن في مرحة زمنيه نحن لا نعيش مع النبي ولا مع الائمة عليهم السلام ظاهرين يمكن السؤال منهم اقاموا خلفائهم ونوابهم وهم المجتهدون العدول هؤلاء يستنبطون الحكم الشرعي يذهب الى القواعد القرآنية ينظر الى الروايات الى احكام العقل اذا قضيه بها اجماع يمكن تحصيله فآن اذن يقول الذي ظهر لي من الأدلة واستنبطته منها هو ان الاستنساخ فرضا جائز او غيره يقول ان الاستنساخ غير جائز هذا الاستنباط الذي يقوم فيه الفقهاء المجتهدون يختلف عن ما ذكرته الآية المباركة من ان الرسول وأولي الأمر يستنبطون القرآن ,فرق كبير
الفرق الأول : ان الذي يأتي به النبي والذي يأتي به الإمام من اولي الامر هو كشف عن الحكم الحقيقي لا يقول انه يظن الحكم هكذا او انه الذي وصل الى علمي هكذا وانما يقول هذا حكم الله عز وجل وهذا الفرق بين  النبي وبين المجتهد وبين الامام وبين المجتهد , المجتهد لا يستطيع ان يقول هذا حكم الله يقول هذا ما وصلت اليه يمكن ان يصادف ان يكون حكم الله ويمكن لا ولكن المتبع لهذا معذور لأنه ارجح له فسالوا اهل الذكر اما النبي والامام فيقولون هذا حكم الله عز وجل .
الفرق الثاني : ان بين العلماء هناك فروق في مسالة واحد هذا العالم يصل بحسب اجتهاده  ورايه الى ان التظليل حرام في الاحرام لا يجوز يأتي تلميذه يقول بحسب الأدلة والروايات واجتهادي التظليل في الليل غير محرم جائز ممكن لا تستطيع القول هذا غلطان وهذا مصيب لان كلا منهما فقيه ومجتهد ولكن بالنسبة للائمة المعصومين هذا غير ممكن ان الإمام السابق يختلف عن الامام اللاحق لان كلا منهما يحكي عن حكم الله الواقعي وحكم الله الواقعي واحد لا يتعدد , ولهذا لدينا مثلا لو جاءت رواية عن المعصوم تقول ان التظليل حلال والرواية الثانية تقول ان التظليل حرام لا يقبل لان كلامهم يجب ان يكون كلام واحد اما لو جاءت فتوى من عالم ان التظليل حرام وجاءت فتوى من تلميذه ان التظليل حلال  لا نقول ان هناك مشكلة ذاك كان راية وهذا رايه ذاك عندما كنا نقلده فلا نظلل الان نقلد هذا الموجود فنظلل ما فيها مشكلة انا الامام لا, لا يمكن ان يتعارض واقعا كلام الامام السابق عن كلام الاحق لان المعروف ان حديثي حديث ابي وحديث ابي حديث جدي وحديث جدي حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإن هذه من الفروق التي تلاحظ , الاستنباط التي تشير له الآية المباركة تشير اليه في حق النبي والامام مثل الماء الذي موجود في الأرض تحت  ,حكم موجود يخرجونه للناس هذا النبي والامام اما بالنسبة للفقيه والمجتهد لا فهو لا يعرف عن الحكم واقع يقول انا اجتهد ابحث انقب ان شاء الله اصل الى الحكم الواقعي مو ان ماء موجود ويخرجه بل يبحث عن ماء موجود او غير موجود .
بعد هذين الفرقين التي الآيه المباركة تقول يستنبطونه منهم أي النبي والامام أي يخرجون الاحكام عندهم ولكنهم يظهرونها للناس ويستدلون عليها لذلك لا يوجد لديهم شيء فرضي وظن , جاء رجل الى الامام الصادق عليه السلام رأى الامام يتحدث قال له أرءيت لو ان الامر كان كذا ( أي اقترح عليك فتوى في هذا الموضوع ) قال دعنا لسنا في أرءيت في شيء  وانما هو علم نتوارثه كابر عن كابر نتوارثه عن جدنا رسول الله صوات الله عليه ليس الامر مربوط باقتراحات وأفكار خلي الحكم هكذا او لعله هكذا لا انما هم لديهم علام من اجادهم عن رسول الله هو حكم الله الواقعي غايه الامر انت تريد دليل واقعي تقتنع عليه هناك ادله من القران الكريم وهذا الذي كان الأئمة عليهم السلام يصنعونه ولا يذهبون للقران ويستنتجون منه ,ولكن يعلمون الحكم ولكن يقولون هذه الاياه المباركة تشير الى الحكم ولكن العالم ليس هكذا العالم لا يقول الحكم لدي يقول اذهب الى القران وارى ما هو الحكم فهناك عده اشكال من إستشهادات  الائمة واستدلالات الائمة المعصومين عليهم السلام حول الاحكام الشرعية والقضايا الدينية في القران الكريم ونشير الى قسم منها ( بمناسبة ذكرى شهاد الامام الرضا الذي يعد المفجر الثالث للثقافة الشيعية الامامية في زمانه بعد الامام امير المؤمنين والباقر والصادق يعتبر الامام الرضا هو الذي انفجر عنه العلم بشكل واسع )  واحد من الطرق والاشكال
1- الاستفادة من الترتيب اللفظي في ترتيب الاحكام , معنى هذا الكلام اننا نقرا القران الكريم ونعتقد ان هذه الالفاظ والكلمات نازلة من الله عز وجل وحياً على رسول الله ولكن مع ذلك لا نستطيع ان نحكم ان في صلاه يوم العيد الزكاة يجب ان تكون قبل الصلاة ولكن الامام يستطيع من خلال الترتيب المعين يستطيع ان يستنبط لنا بهذا المعنى الذي قدمناه احكام , يأتي الامام مع احد اصحابه في الحج رزقنا الله واياكم حج بينته الحرام في عامنا هذا وفي كل عام فينتهي من طواف العمرة ويصلي صلاه الطواف نحن وكل من يعتمر نذهب للسعي بين الصفا والمروة يبدأ بالصفا هي مسافة سبعه أشواط تريد ان تبدأ من هذه الجهة او هذه الجهة المهم ان تقطع هذا المشوار الامام يقول لا , يساله احد أصحابه لماذا بدأنا بالصفا فقال لقول الله عز وجل إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ (158) سورة البقرة فبدا بالصفا وانتهى بالمروة نحن أيضا نبدأ بالصفا وننتهي بالمروة كان بالإمكان ان يعكس الترتيب ولكن كل كلمة في القران الكريم موضوعه في مكانها لتشير الى معنى لما بدا بالصفا دون المروة فهمنا من ذلك انه كما بدا بها في اللفظ في الآية المباركة أيضا ينبغي ان نبدأ فيها في العمل والحكم فنبدأ بالصفا وننتهي بالمروة هذا الترتيب استفادة الامام (هو يعرف الحكم ولكن يريد ان يشير لنا كيف عرفت ان البدا بالصفا دون المروة قال لقول الله عز وجل إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ  فبدا بالصفا وختم بالمروة .
في الآية الأخرى لدينا حكم شرعي ان من أراد الصلاة يوم العيد يجب ان يخرج زكاته زكاه الفطرة قبل صلاه العيد لديك وقت من ليلة العيد الى وقت قبل الصلاة من يوم العيد بعدها اذا تريد ان تعطيها لا تعطيها بعنوان الفطرة وانما بعنوان الصدقة المطلقة من اين هذا الترتيب (المهم ان تذهب الى الفقير وغير ذلك) لذلك بعض المذاهب لا تلتزم بهذا الترتيب تريد ان تعطيها قبل الصلاة بعد الصلاة , ان الامام يقول ان الله عز وجل يقول  قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ (15) سورة الأعلى اول تزكى ثم ذكر اسم الله فصلى هذا الترتيب خصوصا في وجود ثم واضح هذا المثال بان الائمة عليهم السلام مع معرفتهم السابقة بالأحكام لكي يوضحوا لنا هذه المعاني يستشهدون بالقران الكريم ويعلمونا بانهم استفادوا من ذلك من خلال ترتيب الالفاظ والآيات.
2- أسلوب الجمع بين الآيات قسم من الناس ينظر الى ايه مباركة يتبنى حكم من الاحكام هذا غير صحيح .يأتي فيقرا إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56( سورة القصص فيقول ان الله هو الهادي ولا دخل لي ,لا اجمع هذه الآية مع سائر الآيات يأتي ويرى حكم من الاحكام الشرعية ويرتب عليها الأثر وهذه مشكلة عويصة أبتلي بها قسم من غير شيعة اهل البيت عليهم السلام يرون ايه من الآيات ويطبقونها ويتخبطون خبطا عشواء , الائمة عليهم السلام يجمعون بين الآيات مثل المثال المعروف الذي اول من صنعه مولانا امير المؤمنين سلام الله عليه في قضية التي حدثت زمان الخليفة الثانية ثم نسبوها المؤلفين الى اشخاص اخرين حيث ان الامام امير المؤمنين انقذ امرأه من السمعة السيئة والرجم والطلاق اتى رجل بامرأته الى الخليفة الثاني وقال له ان هذه امرأتي تزوجتها وبعد ستة اشهر جاءت لي بولد (بالعادة تسعة أشهر) فقال له هل تتهمها بشي قال لا فقال وانتِ يا أمرأه هل لديك شيء من هنا او هنا قالت والله ما مسني غيره (هي فضيحة وهي حد) فسأل عده أساله وتبين انه فعلا مر على زواجهم سته اشهر وحملها به سته أشهر فقال الإمام لا سبيل لك عليها قال الرجل كيف لا سبيل عليها فقال ان الله يقول وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا(15) سورة الاحقاف ويقول في ايه اخرى وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ (233) سورة البقرة هنا ثلاثون شهرا وهنا اربعه وعشرون شهر تزيل مده الرضاعة الكامل من الثلاثين شهر يبقى سته أشهر وهي أقصر مده للحمل قالت فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك ,بدل ما البيت ينهدم بدل ما يقام عليها الحد ,أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن عجز الحاضرون عن إيجاد مخرج في ذلك جمع بين آيتين قرآنيتين , الان نرى قسم من الكتاب أو من المتكلمين ينسبها الى غير أمير المؤمنين ولكن الذي قام بها امير المؤمنين عليه السلام .
 وأمثال هذه لدينا نحن الإماميه القصر في الصلاة والإفطار في السفر على نحو العزيمة لا يقبل منك اربع ركعات ولا يقبل منك ان تصوم ,يأتي رجل ويقول للإمام أن رأي المذاهب الأخرى غالبا انه على نحو الرخصة تريد أن تصوم تستطيع أن تصوم في السفر تريد أن تصلي ركعتين تصلي ركعتين تريد أن تصلي اربع ركعات تستطيع على نحو الرخصة عندهم ولكن عندنا الإماميه على نحو العزيمة لا ي
تستطيع أن تصلي اربع ركعات في السفر والا كانت باطلة مع العلم بالحكم والموضوع لا يستطيع احد ان يصوم في السفر مع العلم بالحكم والموضوع يعتبر باطل من اين جئنا بهذه , رجل سأل الامام من الأقربين من التلامذة قال يا أبا عبد الله إن الله يقول فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ (101) سورة النساء  يعني ليس عليكم إشكال ان تقصروا ولم يقول يجب ان تقصروا ,ويحرم عليكم ان تتموا الصلاة لم يقول على نحو الالزام قال لا جناح عليكم لا مشكلة لستم محاسبين ان قصرتم ,قال الإمام الم تلتفت الى قول الله عز وجل إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ(158) سورة البقرة  هناك ايضا قال لا جناح فهل يستطيع احد من المسلمين ان يقول ان في العمرة او الحج السعي بين الصفا والمروة غير مستحب وغير واجب وغير ملزم ,لا هذا يحتاج الى فهم نحو لسان القرآن كيف يتحدث القرآن ,مثل ما قال هناك فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا هنا قال فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ  هذا لون من الجمع بين الآيات يقوم بها أئمة الهدى عليهم السلام فيستدلوا لنا على الأحكام ليس يستخرج الحكم نحن نعتقد انه عارف بالحكم بل لكن حتى يزيل الغرابة منا,  نقول من اين جئت بالحكم لاسيما بالنسبة لمخالفي أهل البيت الذين لا يعتقدون فيهم الإمامة والاتصال بالوحي فيحتاج الى تبرير الى هذا الحكم الى تدليل عليه واستشهاد فيقول مثل ما جاء في الآية المباركة نفس الكلام
3- أمر ثالث من الأمور التي الأئمة عليهم السلام وهم أولوا الأمر يستنبطون من القرآن بهذا المعنى , يعني يخرجون الحكم الذي كان خافيا على الناس يخرجونه الى الاعلى , الماء تحتك ولا تعرف عنه  تحتاج الى شخص يأتي ويحفر ويخرج الماء حتى تراه نفس الكلام هناك الحكم موجود في القران الكريم موجود في صدورهم لكن كيف نتعرف عليه نحتاج الى واسطة النبي صلوات الله عليه وآلة الى واسطة الامام حتى يخبرنا عنه ويستدل عليه واحد من ذلك ايضا ما ذكر في كلمات بعض العلماء من التدقيق ,تدقيق الامام عليه السلام في نفس لفظة القرآن الكريم كم مره نحن قرأنا سورة البقرة قرأناها كثير ولله الحمد وحسنا تصنعون في المداومة على القران الكريم لكن فرق لما نقرا القران ,وبين الأمام يحوي في قلبه علم القرآن هناك مساله كانت في زمن الامام الكاظم عليه السلام ابي الحسن الاول والد الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه وكان في ذلك الوقت الفتوى غالبا عند المذاهب غير الامامية تقول ان البقرة تذكيتها لا فرق فيها بين الذبح وبين النحر , عندنا في الذباحة البعير لا يذكى الا بالنحر النحر هذا مكان منتهى الرقبة في اللبة يضرب ضربه فيقال له نحر اما بسكين او شيء حاد ولا يجوز ذبحة بمعنى قص رقبته لان تذكيته بالنحر عكس ذلك في الغنم ,الغنم لابد فيها من الذبح لا يجوز النحر لو احد نحر الغنمة طعنها في نهاية رقبتها ونزف دمها الى ان ماتت تعتبر غير محلله ميته لماذا لأنه لم يذبحها وهنا محل اتفاق بلا كلام , اما البقر من جهة كبيره فهل لها حكم الابل او لا ,هي اشبه بالغنم ولكن اكبر منها فهل لها حق الذبح ؟ لدينا الامامية ليس لها الا الذبح لا يجوز في البقرة ان تنحر انما فقط تذبح تقطع رقبتها ذبحا ,عند غير الإمامية  في زمان الامام الكاظم كان هناك كلام واكثر رائيهم في ذلك الزمان على انه لا فرق بين الذبح والنحر في البقر والبعض الى هذه الأزمنة عنده نفس هذا الرأي ,فاتئ شخص الى الامام الكاظم عليه السلام ويقول نحن نذهب الى مكة في ذلك الوقت وهم ينحرون البقرة يعملون بفتوى من يقول بالنحر فماذا نصنع؟  فقال لا تأكلوا لا يجوز ان تأكلوا ,قال لماذا (بالتالي المهم ان رقبتها تنفصل )قال لا الم تسمع قول الله عز وجل (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ (67) سورة البقرة وليس تنحروا ثم قال  فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ  (71) فإذن المطلوب بأمر الله ليس النحر وانما الذبح في خصوص البقرة كما يذهب اليه مذهب اهل البيت صلوت الله وسلامة عليهم ولو كان الامر سيان لقال اذبحوا او انحروا لا فرق اما تحديد بان الله يأمركم هناك امر الهي بذبح البقرة  لا بنحرها ,فتلاحظ ان الكثير يمر على هذه الآية المباركة يعتبرها قصة من القصص في مجتمع بني إسرائيل لكن الامام المعصوم عندما يأتي لهذا المورد عنده حكم معروف ان الذبح هو فقط المشروع في البقرة , لكنه يبينه لمن يخالفه لماذا قلت هذا الحكم فنرجع الى القرآن فان الله يأمركم ان تذبحوا بقره وامثال ذلك من تدقيقهم في الكلمات والألفاظ التي من خلالها يستخرجون الاحكام الشرعية 
 بعض الاحيان كلمة مذكورة يستخرج منه حكم وبعض الاحيان عدم الذكر يستخرج منه الحكم وستدل عليه مثال : نقل الى الأمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه على ما ببالي ان اهل الكوفة يقولون بان علي عليه السلام كان ينكر الوضوء بعد الغسل ,غسل الجنابة عندنا اذا واحد اغتسل عن الجنابة عند كل فقهاء الإماميه يغني عن الوضوء بل عندنا أكثر من ذلك ,ان الوضوء قبله او بعده غير مشروع فالإمام في بعض كلماته يتبسم يقول الجماعة الفلانية يقولون مثلا انه لابد من وضوء قبل الغسل او بعده قال واي وضوء انقى من الغسل واطهر يعني هل هناك شيء اكثر طهارة اكثر نزاهة من الغسل اذا الوضوء ربع بعدنك تغسله , في الغسل تغسل كل شيء بالإضافة الى الآثار المعنوية الأخرى , فيقولون ان اهل الكوفة هناك مسلك عن قسم من الفقهاء في ذلك الوقت يقولون ان علي بن ابي طالب كان يوجب الوضوء بعد الغسل بعد غسل الجنابة يوجب الوضوء فقال الامام عليه السلام كذبوا لماذا علي بن ابي طالب لا يقول هذا الكلام لان الله عز وجل يقول وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ(6) سورة المائدة  ولم يضف أي كلمة اخرى ,الآن اذا احد يريد ان يصلي  إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ (6(سورة المائدة هذه وضيفه من ليس على جنابة ,الوظيفة وان كنت جنبا شخص علي جنابه قسم اخر ماذا يفعل هل يتوضأ ثم يغتسل ام يغتسل ثم يتوضأ نقول لا وان كنتم جنبا فطهروا يعني فاغتسلوا عن الجنابة حتى تتطهروا وهذا يعني انه لا يشرع وضوء لا قبل غسل الجنابة ولا بعد غسل الجنابة ,نعم هناك من يقول بالنسبة للأغسال المستحبة غسل الجمعة والاغسال المستحبة انها لا تغني عن الوضوء ,هناك بعض الفقهاء من يقول انها لا تغني عن الوضوء و يجب ان يتوضأ بعد غسل الجمعة او قبل غسل الجمعة اما من يقولون بان الاغسال المستحبة تغني فيجوز له ان يتوضأ وان كان ايضا الغسل كافيا ,اما الجنابة فشيء آخر في الجنابة  ليس بمشروع ان يتوضأ قبله او بعد ,يعين له هذا ليس له تشريع وانما يغتسل الانسان اذا لم يحدث في اثناءه او بعده فلا يضيف وضوء ابدا من وين اكتشفت هذا ايها الامام ؟من ترك القران لأي كلمة اخرى قال وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا(6 ) سورة المائدة يعني قسم المكلفين الى ثلاث اقسام
1- قام الى الصلاة  غير مجنب وعنده ماء فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ
2- واحد مجنب وظيفته وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ
3- واحد اخر مجنب او غير مجنب وليس عنده ماء فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا
فالإمام هنا بسكوت القران وعدم ذكره لشيء علمنا ان الوظيفة الشرعية هي غسل الجنابة  لا قبل ولا بعد وضوء .
هذه بعض النماذج والا هناك طرق كثيره الامة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم عرفونا وعلمونا كيف انهم يستخرجون من القران احكاماً ويستدلون عليها وَإِذَا جَاءَهُمْ أي عامة أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ قضية من القضايا تحتاج الى رأي وحكم شرعي هؤلاء أَذَاعُوا بِهِ ۖ وهذا أمر غير صحيح الان انت لو تطرح أي قضية من القضايا ترى آراء الناس لاسيما في هذه الأزمنة العالم والجاهل يفتي الذي لديه معرفة ومن ليس لديه يتكلم ,ويذيعون آرائهم اذا انت لديك رأي وانت لست من اهل التخصص أحتفظ برايك لكن هؤلاء أَذَاعُوا بِهِ وصل الأمر الى ان بعض الفنانين والفنانات في الفضائيات يقول أنا رأيي في الحكم الشرعي كذا وانا راي كذا أَذَاعُوا بِهِ ۖ  بينما هذا ليس مشرعا لهم وليست وضيفتهم  وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ في زمان الرسول او   أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ في زمان وجود أولي الامر الأئمة المعصومين سلام الله عليهم أما الان في هذا الزمان نحن لسنا على صله مباشره مع امام زماننا عجل الله تعالي فرجة الشريف نحن محجوبون عنه وليس هو المحجوب عنا هو بفضل الله ناظر وملاحظ ومراقب ولكن نحن محجوبون عنه بحجب مختلفة نسال الله سبحانه وتعالى ان يزيد في ايماننا وان يصفي نفوسنا حتى نستطيع لقاء الامام عجل الله تعالى فرجة الشريف ففي هذا الزمان اولى الامر بالمعنى الخاص يعني الائمة نحن ليس لدينا طريق لهم ولكن هم لم يتركوا هذه الامة هملاً وعبثا ولكن قالوا أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواه حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله الحوادث الواقعة من الامن من الخوف من القضايا المختلفة فأرجعوها الى علماء الدين الى المجتهدين المتخصصين الى مراجع التقليد فان هؤلاء هم القادرون على ان يستنبطون الاحكام الشرعية ,استنباطهم يختلف عن استنباط الأئمة استنباط الائمة لا مجال فيه للاختلاف لامجال فيه للظن او الاجتهاد وانما هو معلوم لهم لكنهم يخرجونه من الكمون الى العلن من تحت الارض الى فوق الارض ويبينونه لنا ويستدلون عليه اذا احتاج الى الاستدلال لعلمة الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آلة وسلم بانتمائنا لهذا المذهب الشريف الذي يوجهنا الى منهاج رسول الله صلوات الله عليه وآلة هذا فضل الله علينا ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً فلنحمد الله عز وجل على ان هدانا الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ,بينت هذه الرسل مواقع الائمة بينت لنا اسمائهم بينت لنا صفاتهم اصبحنا بفضل الله مؤمنين شُرفنا بمعرفتهم صلوات الله وسلامه عليهم عُلمنا بهذا المنهج فجزا الله ابائنا وامهاتنا واجدادنا وجداتنا خير الجزاء على انهم عرفونا هذا المنهج واوصلونا اليه كل ما تتصور بينك وبين والدك اذا محنه او مشكلة تذكر اعظم نعمة بعد وجودك في هذه الدنيا التي هي النعمة التي تتفرع عنها كل النعم اوجدك بفضل الله كان سبب في وجودك الامر الاخر المهم انه اوصل اليك منهاج رسول الله اوصل اليك ولاية اهل البيت عليهم السلام فذلك الوقت اعرف عظيم حقة عليك لا سمح الله عندك نزاع مع والدك في قضيه تذكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته تذكر هدايتك الى اهل البيت التي صارت على اثر كونك في اسره مؤمنه ومتدينة وملتزمة بمنهاج ال البيت ولا اصدق من قول الشاعر :
لا عذب الله امي إنها شربت حب الوصي وغذتنيه باللبن ... وكان لي والد يهوى ابا حسن فصرت من ذا وذي اهوى ابا حسن .

مرات العرض: 3443
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2574) حجم الملف: 18207.91 KB
تشغيل:

زيارة الناحية المقدسة
المولد النبوي الشريف وثلاثة اتجاهات