ثقافة السؤال
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 12/1/1436 هـ
تعريف:

 ثقافة السؤال


تفريغ نصي الفاضلة زهرة المسكين


قال الله العظيم في كتابة الكريم بسم الله الرحمن الرحيم وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43( سورة النحل صدق الله العلي العظيم 
حديثنا يكون بإذن الله بعنوان ثقافة السؤال ونفتتح الحديث بإلقاء نظره على هذه الآية المباركة الكريمة التي تكررت في القران الكريم مرتين وهي تتكون من مقطعين ايضا المقطع الاول وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ والمقطع الثاني فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بالنسبة للمقطع الاول فيه اجابه على حاله الاستغراب والاستنكار التي كان يواجه بها كفار قريش قضيه بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  وكانوا يتوقعون في زعمهم ان النبي مادام من جهة الله عز وجل فلابد ان يكون مختلف عن البشر ,ليكون مثلا ملكاً من الملائكة او ليكون لديه قدرات استثنائية في حياته العادية والا كيف يكون نبياً او مرسلاً ,القران الكريم يقول هذا الكلام لا معنى له  ؟
-  من الناحية التاريخية فإن المرسلين السابقين وبالنسبة لهم غير منكورين كان قضيه وجود انبياء ورسل سابقين كعيسى وموسى وابراهيم في ذهن العرب كان موجود يقول هؤلاء لم يكونون الا رجال لم يكونوا ملائكة او من الجن او لم يكونوا اشخاص استثنائيين في خلقتهم وحياتهم العادية وانما كانوا رجالا عاديين من حيث الخلقة والتعامل مع المجتمع غاية الامر انهم كانوا مزودين برسالة الهيه وبمواصفات ترتبط بها
- من الناحية الواقعية العادية فان كونهم مبعوثين في وسط البشر يقتضي ان يكون الرسل بشراً لان غير البشر لا يستطيع التفاعل والتخاطب والتواصل مع البشر كما يتواصل الناس العاديون ولذلك يقول وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ وهنا استخدم هنا عنوان الرجال إما لأن السائلين من هذا الصنف المتصديين للتشكيك في رسالة النبي كانوا من هذا او لان الشيء القريب في اذهانهم هو ان الانبياء كإبراهيم  وموسى وعيسى كانوا رجال او لأن عنوان الرجل عند العرب في ذلك الوقت اكثر شرفاً من المرأة الرجل بما هو اكرم واشرف من المرأة ,فيقول اذن بعثتنا لهؤلاء الانبياء باعتبارهم كانوا رجالاً بشراً حيث انهم مبعوثين الى البشر فاذا تريدون من ناحيه تاريخية هذا الذي في اذهانكم كما جاء إبراهيم وهم يعترفون بإبراهيم وهو رجل بعث الى البشر وموسى كذلك وعيسى كذلك او كما يراد في الناحية الواقعية فان امكانيات تأثير البشر في البشر وقدرته على التواصل معهم اكثر من قدره الجن مثلاً على التواصل مع البشر واكثر من قدره الملك من التواصل مع البشر وهذا القسم الاول من الآية المباركة .
يترتب على هذا فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ لا تنتظرون اشياء استثنائية من الوصول الى الله عز وجل هذا الرجل المبعوث من قبل الله هو طريقكم الى المعرفة الى الحقيقة الى الشريعة الإليه فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وهذا القسم الثاني من الآية المباركة  تارة نتحدث عنه ضمن اطار عقائدي واخرى نتحدث عنه ضمن اطار اخلاقي
1- الاطار الاول : العقائدي علماء الإماميه بترتيب بعض المقدمات يستطيعون الاستفادة من هذه الآية المباركة للإشارة الى عصمة رسول الله ثم الأمة عليهم السلام والى علمهم اللامحدود مما يعني إمامتهم قضيتان تستفادان من هذه الفقرة من الآية المباركة كيف ؟ يقولون ان الآية المباركة توجه الناس جميعا الى ان يسالوا فئة معينة اي سؤال يخطر في بالهم لم يقل مثلاً اسالوا اهل الذكر عن تفسير القران او عن الفقه فقط او عن العقائد فقط وإنما سؤال مطلق ,العلماء يقولون هذا الاطلاق في السؤال يعني أي سؤال يخطر في بالكم إسئله يعني انه وافي بان يجب كما قال مولانا امير المؤمنين عليه السلام (سلوني قبل ان تفقدوني )اسأل عن أي سؤال بعد ذلك وضح الامر قال (سلوني قبل ان تفقدوني سلوني عن طرق السماء، فإنّي أعلم بها من طرق الأرض، وسلوني عن كتاب اللَّه، فواللَّه ما منه آية إلّا أنا أعلم بليلٍ نزلت أم بنهار، أم بسهلٍ نزلت أم بجبل فاسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيءٍ فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتضلّ مائة، إلّا أنبأتكم (  هذا خلال القول اسالوا اهل الذكر يعني اسالوهم أي سؤال من الاسئلة ومعنى هذا انهم يمتلكون الاجابات على كل الاسئلة التي تسالونها منهم ,فصار عندهم علم محيط واسع لا حدود فيه لا تخصيص فيه لا استثناء ,لم يقول اسالوهم الا في الفلسفة اسالوهم الا في العلوم الطبيعية هؤلاء علماء تفسير لا تسالوهم في القضايا العقلية والطبيعية وانما قال اسالوا ويقولون هنا عدم التخصيص ووجود هذا الاطلاق يفيد ان المسؤولين لديهم احاطه بالعلم بكافه فروعه ولديهم قدره على الإجابة على كل الاسئلة اذن صار في الآيه المباركة اشاره الى علم محيط واسع
قال اسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون اضيف هنا ملاحظة قوله ان كنتم لا تعلمون يعني سلوهم في كل شيء حتى تعلموا به , الجهة الثانية عندما قال سلوا اهل الذكر وسكت بعد ذلك هل يعقل ان يكون مراد القران الكريم اسألوهم ثم لا تصدقونهم هل هذا معقول اسالوهم ثم لا تعملوا بأقوالهم هل هذا معقول هذا يصبح عبث ,عندما قال اسألوا اهل الذكر فمعنى ذلك انهم سوف يجيبون بالحق وعليكم ان تلتزمون به وان تعملوا به الله وكل امر حياتك والاسئلة المعرفية والدينية  والفكرية وكل ما ينتابك في ذهنك خذها من ذلك المكان حتى تعمل بها حتى تسير على ضوئها اذا كان هكذا هل يعقل ان تكون إجاباتهم خاطئة هل يعقل ان يكون كلامهم خلاف الحق هل يعقل ان يكونوا قد نسوا بعض الاشياء او خالفوا بعض الاشياء مثلاً الله قال فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ لما سألناهم كيف نصلي الصلاة فقالوا لنا طريقة وتبين انها خاطئة هل هذا معقول ,لابد ان يكون الله سبحانه وتعالي قد تكفل بان هذا الشخص المسئول سيجيبك بالحق الذي لا مريه فيه ويجيبك بإراده الله من دون اشتباه او نسيان او تعمد للخطأ وهذا يحصل معنى العصمة لهذه الفئة ,لو كان يحتمل الخطأ فيهم كان الله يجب ان يقول اسمعوا كلامهم ثم اعرضوه على القران واعملوا اذا كان مطابق للقران ,اما اذا قال اسألوا اهل الذكر ثم اعملوا من دون مراجعه هذا مساوي لقول الله تعالى  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ (7( سورة الحشر وهذه من أدلة عصمة النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم لا تتوقف لا تترد لا تفكر ابد انت هنا مُسلم تسليماً كيف هناك في الآية المباركة يقول خذوا عن الرسول كل ما اتاكم اياه هنا ايضا عندما يقول لنا اسالوا اهل الذكر وبالتالي خذوا من اهل الذكر اجوبتهم واعموا بها لابد انه قد فرض عصمتهم وعدم خطاهم لا عمداً ولا سهوا لذلك بالطريقين علماء الامامية يستفيدون من الآية المباركة اولا الجانب النظري علم اهل الذكر المحيط وايضا الجانب العملي عصمه إلاهية
  من هم اهل الذكر الذين عندهم هذا العلم المحيط وعندهم عصمة ايضاً ليسوا سوى محمد وآل محمد , نقول ليسوا الا هؤلاء لان غيرهم لم يدعي حتى على مستوى الدعوة مثلاً اتباع مدرسة الخلفاء يحترمون رموزهم ولكن لا يدعون ان عندهم العلم المحيط لكل شيء ولا يدعون لهم عصمة, ائمة اهل البيت بعد رسول الله صلى الله عليه وآلة يدعي اتباعهم لهم العصمة وهم ايضا يصرحون بذلك وهم يصرحون ويدعي اتباعهم بان لهم العلم المحيط وهذا تبعا لقول الامام أمير المؤمنين (سلوني قبل ان تفقدوني )بعض الأفراد ارادوا ان يختبروا سلوني قبل ان تفقدوني فافتضحوا قتاده وهو من علماء المدرسة الأخرى عندما امير المؤمنين قال سلوني امير المؤمنين جاء وصرخ في الناس وقال سلوني قبل ان تفقدوني فجاء له رجل وقال له النملة التي كلمت نبي الله سليمان كانت ذكر او انثى فتحير ولم يجب ,لعلك تقول أن القران يقول نملة يعني انثى لا التاء في نملة هي تاء الوحدة وليست التأنيث فانت عندما تتكلم عن ذكر النمل الواحدة تقوله نملة واحده سواء نمل يعني مجموع النمل اما نملة فواحدة سواء كانت ذكر او انثى قال له الرجل النملة التي كلمت نبي الله هل كانت ذكر او اثنى لأنه لو تكلم سيقول له ما الدليل على ذلك فسكت لان أمامه ناس فالذي سأل لديه مناقشة معه لكن امير المؤمنين علي عليه السلام قالها مرارا وتكرارا وغير امير المؤمنين حتى لو لم يقلها بهذا اللفظ بالذات إلا ان شهادة غيره له بان لديه علماً محيطا بالأمور المختلفة ,هذا في الرواية ان هارون او ابا جعفر المنصور طلب ابا حنيفة النعمان إمام المذهب الحنفي وقال له اريد ان تجهز لنا من مسائلك الصعبة الشديدة جدا حتى نحرج فيها جعفر بن محمد فأنا سأذهب الى الحج وسأمر على المدينة وطبيعي سنلتقي جعفر بن محمد وهو محسوب على غير خط الخلافة فنريد ان نحرجه في هذه القضية العلمية فجهز اصعب مسائلك فيقول ابي حنيفة فجهزت 50 مسالة من اصعب ما لدي ومعروف الفقه الحنفي لاسيما في قضية المعاملات عنده تنويعات كثيره وفروض غريبه وعجيبه فاتى وصار المجلس ودعي الامام الصادق عليه السام فبدأ ابو حنيفة قال له يا ابا عبد الله لدينا كم مساله فاذا اذنت اريد ان اطرحها فقال تفضل فطرحت المسألة الأولى فقال لي اهل المدينة (ذلك الوقت كانت لاتزال مدرسة الحديث في المدينة يعني التوجه اخباري حسب التعبير في العالم السني )فقال  اهل المدينة يقولون كذا وانتم اهل العراق لان ابو حنيفة في ذلك الوقت يعتبر فقيه اهل العراق مدرسة الرأي في مقابل مدرسة الحديث قال اهل المدينة يقولون كذا وأهل العرق انتم يا ابا حنيفة تقولن فيها كذا ونحن اهل البيت نقول فيها كذا فربما وافق قوله قول اهل المدينة وربما وافق قول اهل العراق وربما رفضهما وجاء بقول ثالث ويستدل طبعا عليه لماذا يقول هذا القول ويستدل عليه الى ان استفرغ الخمسين مساله فالخليفة التفت الى ابو حنيفة قال ماذا رأيت فقال ماذا أرى قد روينا ان اعلم الناس من علم علوم الناس ,جعفر بن محمد ليس فقط يعرف فقهه هو ورايه وانما يعرف فقه اهل المدينة والذي يخالفه ومسيطر على فقه اهل العراق الفقه الحنيفة الذي ايضا يخالفه وايضا فقه اهل البيت وعنده الدليل من قول رسول الله ومن القران الكريم ,فهؤلاء الأئمة المعصومون عليهم السلام مو بس يدعى لهم انما هم يصرحون بذلك وغيرهم يعرف انهم اصحاب علم استثنائي ,في الفقرة الثانية الشاهد على كلامي في ان الإئماميه في انهم استفادوا من هذه الفقرة اولا اشاره الى علم اهل الذكر وهم اهل البيت عليهم السلام وفي طليعتهم سيد الانبياء صوات الله وسلامة عليه والى جانب ذلك جانب العصمة التي تستفاد من الآية المباركة
2- الاطار الثاني : الجانب الاخلاقي  ويرتبط بهذه الفقرة من الآية المباركة وهو ما يدخل من ضمن المعروف من عنوان  ثقافة السؤال كيف تسال من تسال ماذا تسال لماذا تسال هذي كلها اسأله يجب ان يجاوب الانسان عنها
أولاً السؤال هو مفتاح بابا العلم بل في بعض الحالات يتوقف اجاء الفعل الشرعي عليه والنجاة من الهلاك يتوقف على سؤال وحد ,رواية ينقلها صاحب الوسائل محمد بن الحسن الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه المتوفى في القرن 18 الهجري كتاب وسائل الشيعة من الكتبة المهمة في الفقه ينقل من جمله الروايات هذه الرواية عن التيمم وهي بسند معتبر يقول عن الامام الصادق أن جماعة كان والدهم لديه الجدري فأصابته جنابه فيجب ان يتطهر عن الجنابة فأتي به اولاده والوقت كان برد شديد ,الماء بارد وهو مجدور صبوا عليه الماء حتى يغتسل عن الجنابة فكز فمات فأصابه مرض الكزاز فهلك تحت يديهم فرُفِع الامر الى الامام الصادق عليه السلام فقال لقد قتلوه قتلهم الله ألا يمموه إن في السؤال شفاء العي) هذا الواجب ليس ان يغتسل بماء وبارد أيضا وإنما عندنا التيمم كما يكون بديل عن الوضوء أيضاء بديل عن الغسل اذا لم يوجد الماء اصلا او كان موجود ولكن يضر الانسان استعمال الماء مثل هذه الحالة لكونه بارد بروده شديده او لكونه مجدور ,هذا عليه ان يستبدل بالغسل التيمم بدلا من الغسل والامام يقول هؤلاء قتلوه هلكوه شاركوا في موته على اثر الجهل وعدم السؤال لو فقط سالوا امام زمانه او عالم من العلماء فيجيبهم عن هذا السؤال فأحيان السؤال ينجي من الهلاك من هذا النوع واحيان ينجي الانسان من هلاك أخروي بمعنى ان اعماله غير صحيحة ولهذا علمائنا يفرقون بين الجاهل القاصر والجاهل المقصر الذي بإمكانه السؤال والوصول الى المعلومة هناك انسان إما ذهنه لا يستوعب كلما تتكلم معه لا يستوعب او ينسى او لا يلتقط ,هذا جاهل قاصل او واحد في مكان ليس لديه طريقة للاتصال بعالم او ليس لديه كتاب لو فرض حصول هذا الشي ,هذا جاهل قاصر واحيان حتى من عناوين الجاهل القاصر انه اتى وسأل العالم والعالم يجاوب عليه وهو يفكر في شيء اخر ما التقط المسالة بشكل صحيح وضل يعمل بشكل من الأشكال لم يفهم المسالة بعدما سألها من عالم ثقة ما قدر يلتقطها هذا أيضا جاهل قاصر لكن الجاهل المقصر لديه كتاب او انترنت او عالم يتصل به او واتس اب يتواصل مع مكاتب الاستفتاءات ولم يفعل مثل بعضهم عندما يذهب للعمرة المفردة يحرم يلبي يطوف طواف العمرة بعد ذلك يعود للبيت ينزع الاحرام ويرتدي ملابسه ويعود وتمر الايام واحيانا تمر عليه سنوات والعلماء يقولون انه لازال على إحرامه على الرأي المشهور لم تنتهي العمرة حتى لو مرت سنه او سنتين يجب ان يعود ويكملها على الراي المعروف فهو يستطيع قبل ان يعود ان يسال يتصل يتواصل مع لجان الاستفتاء التابعة للمراجع جزائهم الله خيرا اصبح اليوم الحصول على المسألة الشرعية وجوابها من اسهل ما يمكن يستطيع ان يسأل علماء منطقته لكنه لم يفعل , امرأه تأتي بعد فتره من الزمان تقول انا اغتسل من الدورة الشهرية نص بنص فنأخذ من فرق الراس يمين وشمال وهذا خاطئ يجب اولا ان تغسل الراس والرقبة ثم احتياط وجوبي بناء على راي بعضهم بالقسم الايمن ثم القسم الايسر والبعض لا كل البدن بعد الرأس والرقبة بالتالي هذه صلواتها يجب ان تعيدها ,الصوم يصح لأنها لم تتعمد البقاء لكن الصلاة الرأي المعروف عند العلماء انه مما تعاد منه الصلاة لان قضيه الطهارة بمعنى الوضوء والغسل امرها امر شديد حتى لو مرت عده سنوات فإذن ينبغي بل يجب عقلاً على الانسان ان يسال لكي ينجوا من الهلاك الدنيوي كذلك الرجل او من الخطأ الذي ورطة في امور عباداته وهو هلاك أخروي من نسأل ,نسأل اهل الذكر في كل مورد من الموارد هم المتخصصون فيه ,غير البحث العقائدي الذي تحدثنا عنه بعده, المتخصص في كل فن هو اهل ذلك الفن والخلط غير صحيح كما يصنع قسم من الناس ,العالم من المفترض ان يسأل في امور الدين وما يرتبط بها من الاحكام عقائد أصول العقائد معارف دينيه وما شابه ذلك اما تسال عالم ان ابني على سبيل المثال كان بصحة ويعمل كذا وكذا مره وحده صارت عنده مشكلة صار لا يخرج لا يتفاهم لا يبتسم وغيره هذا ليس عمل العالم فتقول تعال اقرا عليه القرآن او ارقيه او امسح على راسه هذا جيد ولكن هذا ليس علاج ,نلتمس البركة من القران نعم ولكن العلاج ليس هنا العالم ممكن ان يوجهه بعض التوجيهات الاخلاقية ينصحه بعض النصائح ولكن هذا يعيش مرض نفسي ربما يكون لديه اكتئاب واليوم الاكتئاب من اكثر الامراض النفسية شيوعا لدينا في البلاد وفي عموم العالم الاسلام مرض من الامراض الخطيرة التي تأدي الى الانتحار لكن لا يلتفت له ,يلتفت نعوذ بالله الى السرطان امراض القلب الى السكر الضغط ولكن الاكتئاب لا يلتفت له وهو من الامراض الخطرة التي اذا لم تعالج بشكل صحيح تحول الانسان الى شيء مهمل مستهلك لا مستقبل له ولا عنده قدره على الاستمتاع بالحياة ولا دور له هذا له اطباء له متخصصون ,ان تأتي الى عالم وتطلب منه ان يرى أمره ماذا يصنع لك عالم الدين فيهذا الجانب ممكن يعدك بالدعاء له وهذا شيء طيب ومطلوب ممكن ان تقرأ له قرآن لعل في القرآن بركة تصل اليه والقرآن كله بركة ولكن لعلها تصل اليه ولكن اصل المسألة يجب ان تراجع المتخصص في هذا الشيء , احد الاطباء كنت اساله في امور القلب فكان يقول نحن لدينا اطباء متخصصون في كهرباء القلب هذه المضغة يجب باستمرار ان تتحرك وتنبض حتى تضخ الدم وهذا يحتاج الى اشارة كهربائية الى شحنه كهربائية تقبض ثم يرتخي على هذا المعدل وهذا التخصص دقيق تخصصوا فيه العلماء تخصص في بدن الانسان ثم منطقة الصدر فيها القلب في داخل القلب عده تخصصات واحد منها هذا التخصص هذا العلم الذي تخصص في الامور الدقيقة واعطى نتائج باهره ما عنده اجابه على امراض الاكتئاب والقلق والوسواس بل عنده اجابات ولدينا بحمد لله اطباء استشاريون في هذا الجانب وهم قسم منهم يبذلون خدماتهم مجانيه في بعض المؤسسات في مجتمعنا جزاهم الله خير.
اهل الذكر بالنسبة للقضية النفسية مع غياب ائمة الهدى عليهم السلام هو ذلك المتخصص لو كان واحد من الأئمة موجود فهو لديه علم من الله علم محيط ولكن عالم من غير هؤلاء لديه تخصص في التفسير في الفقه في الاستدلال وغيرها لكن في هذا الموضع هو بنفسة لو تعرض لمشكلة طبية يذهب الى الطبيب فأهل الذكر في كل شيء هم اهل خبرته واهل فنه ,الطبيب في طبه وعلى هذا المعدل هذا من نسأل
كيف وماذا نسأل ايضا مهم ماهي الاسئلة التي نسالها وكيف نسالها ,سل تفهما ولا تسأل تعنتا وتكلفا بعض الاحيان ,قسم من الناس يريد ان يبين فضيلته واهمية يذهب يسأل اربعه مشايخ عن مساله معينه يحفظها ثم يذهب الى إمام الجماعة يسال شيخنا ما هو رأي العلماء في هكذا مساله يمكن ذلك العالم في ذلك الوقت لا يستذكر الموضوع فيقول له القضية ليست بهذا الشكل شيخنا انت غير ملتفت الى هذا الموضوع ولاسيما امام الناس حتى يبين انه يستطيع ان يرد على عالم كبر والعلم لا يعمر في القلب المتكبر العلم يحتاج له ارض مثل الزراعة هل رأيتم ان الزرع لا ينبت في الصفا في الاحجار الصلبة فكذلك العلم وانما ينبت في الارض الرطبة الرخوة المتواضعة كذلك العلم مثل هذا الانسان لا يتوفق لعلم حقيقي بل بالعكس يتحول الى جهل لان العلم الذي لا يعقب تواضع وينتج تكبرا ,هذا جهل في الواقع  الإنسان عندما يسال إما يسال لنقاش علمي هادف لا يبين فيه نفسه او يسأل تفها يريد ان يستفهم المسألة من جهات مختلفة, اسال الاسئلة التي فيها منفعة ما مسالة ابتلاءيه او ذات عائد اجتماعي عام ,فرصتك قد تكون مع هذا العالم ليست دائمة وانما محدودة فاستفيد منها إما في مساله ابتلاءيه أو لديك مشكلة علمية او ليس لديك مشكلة وإنما سؤال سينفع الاخرين ,أما تسال كما زعم سعد بن ابي وقاص وكان جالساً وقد قال امير المؤمنين سلوني قبل ان تفقدوني قيل انه سأله كم في راسي من طاقة شعر يعني كم شعره فيه فقال له ان في بيتك سخلاً يقتل ولدي الحسين ) معنى ذلك بدل أن تسال عن الشعر والذي لا ينفع الاخرين ولا ينفعك اصلاً , الذي ينفعك ان تسال في التربية كيف الولد الذي موجود عندي في البيت ما اخليه يكون مجرم يقتل الحسين عليه السلام لكن هذه من الأسئلة غير ذات النفع غير المفيدة لا للسائل ولا لعامة الناس نسأل السؤال النافع منطلقين لا من التكلف ولا من التعنت ولا من التكبر ,افتراضات لاواقع لها ولا تحصل ولا كل مئة سنة ولكن أسأل حتى استعرض عضلاتي العلمية مثلا اسأل العالم الفلاني او المرجع او الطبيب وهذا لا يجب ان يكون ويجب ان يسأل الانسان سؤال واضح محدود في بعض المجتمعات عندما يراك يسال (ها شكو شماكوا؟ ) هذا السؤال لو تكلف فيه كل كمبيوترات الدنيا لن تستطيع حله لأنه يجب ان يجاوب على كل ما هو موجود وكل ما هو غير موجود , اسأل سؤال واضح ذو غرض محدد واحيانا حتى استخدام الألفاظ والكلمات تتشابه فتاتي وتسال كيف النظام وهذا يحتمل ان تكون تسال عن النظام السياسي او نظام الناس منظمين او غير منظمين او مشروع معين يجب ان تحدد سؤالك في أي جهة هل اجابه علمية مجرده او تريد اجابه فيها جانب عملي في الفقه مثلا هل تريد استدلال او حكم شرعي ماذا تفعل ,تريد رأي كل العلماء او فقط مرجعك انت حتى تعمل به ,هذا من ثقافة السؤال التي من خلالها نستطيع ان نعود انفسنا ان لا نتكبر او نتعنت ولا نتكلف وفي نفس الوقت نصنع اساله تنتج اجابات تفيد انسنا من جهة وأبناء المجتمع عموما من جهة اخرى ونبتعد فيها عن عدم الوضوح الذي لا يعقب اجابات سليمة , ائمة اهل البيت عليهم السلام كانوا يتصدون للإجابة  عن اساله الناس في أي مكان كانوا حتى وان كان المكان حسب الظاهر غير مناسب امير المؤمنين كان في صفين فجاء اليه احد اصحابه, الحرب قائمة فقال له يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته؟ هل شفت الله, ابن عباس مع انه رجل ذو اسأله ونظريات واجوبه وعلم التفت اليه فقال له الا ترى ما عليه امير المؤمنين من تشتت الحال الآن وقت معركة ,امير المؤمنين يقود عشرات الالوف ويواجه عشرات الالوف في جيش العدو وانت تسال هل رأيت ربك حين عبدته دعها للكوفة لاحقين على هذه المسألة الآن وقت حرب ,فقال أمير المؤمنين لا يا ابن عباس هذا سائل ولديه قضيه معينه يجب ان نجيب عليها فقال بلى وكيف اعبد ربا لم اره فتعجب الرجل قال لم تره الأبصار بملاحظة العيان ولكن راته القلوب بحقائق الايمان ) وبدأ يشرح له في هذا المعنى في ذلك المكان وذلك الوقت متصديين الى مثل هذا المعنى بل هم متصديين للهداية في كل وقت .     

مرات العرض: 3400
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2573) حجم الملف: 22012.41 KB
تشغيل:

وسائل التواصل: فقه الاستعمال
التواصل الاجتماعي ضرورته واشكالاته