المهاجر بن خالد بن الوليد شهيد صفين
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 28/9/1435 هـ
تعريف:

المهاجر بن خالد بن الوليد شهيد صفين

كتابة الاخت الفاضلة تهاني الغاوي
تصحيح الأخت الفاضلة إيمان ـ البحرين


جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام، وقد سُئل عن قبائل قريش فقال: " أمَّا بَنُو مَخْزُومٍ فَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ، تُحِبُّ حَدِيثَ رِجَالِهِمْ، واَلنِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ"
حديثنا يتناول جوانب من سيرة شهيد صفين المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي.. خالد بن الوليد معروف بأنه المهاجر، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن السائرين على منهاج علي عليه السلام، وهو أحد شهداء معركة صفين إلى جانب الإمام علي عليه السلام..
 في البداية نمر مروراً إجمالياً على الكلمة التي نقلها الشريف الرضي في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام، وقد قال عندما سأله أحدهم عن قبائل قريش فقال: "أمَّا بَنُو مَخْزُومٍ فَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ، تُحِبُّ حَدِيثَ رِجَالِهِمْ، واَلنِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ"، هذا النمط من الأحاديث لابد أن يُنظر إليه مع ملاحظة القرائن الزمانية والمكانية التي تحفّث به، وهذا أمر مهم.

فإنًّ كلام المعصومين عليهم السلام على أقسام منه:


الأول: ماهو بصدد بيان الأحكام الشرعية: وينطبق عليها "حلال محمد حلال إلى يوم القيامة"، في هذا الحال حديث النبي (ص) أو الإمام (ع) لا يخضع إلى زمان ولا يتأثر بمكان وإنما هو شامل لكل الأزمنة والأمكنة؛ لأنه يُبين أحكاما إلهية دينية بغرض بيان الوظيفة العلمية للمكلف للإنسان المسلم، وأكثر أحاديث المعصوم تكون بهذا الاتجاه.. مثال شكوك الصلاة.
الثاني: أحاديث في قضايا ووقائع محددة في هذا المورد، حيث أن النبي(ص) أو الإمام (ع) يريد أن يحكم على خصوص هذه القضية، كالقاضي الذي لابد أن يقضي في الموضوع، مثل قوله: هذا الميراث ملك لبنت، فليس كل ميراث في الدنيا يكون لبنت، ولكن في هذا الموضع هو للبنت، فالنبي والإمام يكونوا في بعض الحالات بمثابة القاضي الذي يفصل الخصومة، مثل ماجاء في الخبر عن النبي (ص) وقد جاء النبي شاب اعتنى والده مطالبةً، وأجهده، ولحل تلك المشكلة قال النبي (ص) للولد: "أنت ومالك لأبيك"
         هذه ليست قاعدة عامة في كل مكان نطبقها؛ لأن تلك القضية خاصة ومحدودة. وهكذا الحال في مثل قضايا فك النزاعات مثل: الوارد أنه حدث نزاع بين المهاجرين والأنصار على قضية ليست مهمة، وهذا بيّن أن أصحاب النبي (ص) لم يكونوا بهذا المنزلة التي تتحدث عنها مدرسة الخلافة، بل أفضل البشر وكلهم من أهل الجنة، وكانوا أناسًا عاديين بعضهم وصلوا بهدي النبي إلى أفضل المستويات، والبعض الآخر لم يتأثر تأثرًا كبيرًا، فواحد من أصحاب النبي هو (سعد بن عبادة)، وقد ورد الحديث عنه كان جالسًا مع بعض المهاجرين فقال :كانوا يتحدثون لنا عن جمال نساء قريش فلما جاءت نساء قريش إلى المدينة ورأينهن لم نرأف عليهن ذلك الجمال، فغضب منه عبدالرحمن بن عوف_قريشي من المهاجرين_ فاعتبر هذا نوع من إهانة نساء قريش، فأخذ يكلمه بصوت عالي ورفع عليه لحى بعير-عظم البعير- حتى يضربه، ولكن سعد هرب منه، فوصل عبدالرحمن بن عوف للنبي(ص) مشتكيًا وحضر سعد أيضًا، ولكي يحل النبي (ص) هذا المشكلة قال: ياسعد لقد رأيت نساء قريش وقد أرملنّ من أزواجهن وأُيتمنّ من أبنائهن، وأردف يقول(ص): "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد، وأبذله لزوج ما ملكت يد"، فرضيَ عبد الرحمن بن عوف وسكت.
         هل معنى ذلك أن النبي (ص) قصده نساء قريش أفضل من كل امرأة سوف تُخلق لآخر الدهر؟
لا، ظَاهِرًا يريد النبي (ص) ضمن ظروفها الخاصة وضمن وضعها الخاص تلك المجموعة من نساء قريش التي تحملنّ الأذى والهجرة والتضحية  بالأزواج والأولاد، هذه النساء فعلًا أفضل نساء ركبنّ الإبل، وليس كل امرأة من قريش مهما كانت ولو بعد ألف سنة أفضل من كل امرأة لم تكن من قريش، بهذا المعنى أيضا نستطيع أن نفهم كلام أمير المؤمنين(ع) بالنسبة لقبيلة مخزوم حين سأله أحد الأشخاص عن أوضاع القبائل، بما تصفها؟ فالإمام أعطاه رأيًا بشكل عام حول هذا القبائل الموجودة آنذًاك، وصفات ضمن ذلك الزمان فيقول :"أما بنومخزوم بريحانة قريش تحب حديث رجالهم ونكاح في نساءهم" بمعنى لديهم في ضمن تلك الفترة طلاقة لسان وحديث عند الرجال وعند النساء أيضًا حالة زوجية متقدمة، هذه الصفة عامة أطلقها الإمام على بني مخزوم، وليست قاعدة عامة لكل رجال بنو مخزوم ونلاحظ ماقال القرآن الكريم "إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ"، هذه الآيات تخص شخص من زعماء بني مخزوم وهو الوليد بن المغيرة المخزومي والد خالد بن الوليد -هذا الوليد الذي يتحدث عنه القرآن الكريم كان لديه أموال وأولاد كثيرة، إلا أنه لم يستمع لنداء الوحي، ولم يتكلم بكلام صحيحًا وسليم "إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ" وبالآخر قال عن القرآن أنه سحرٌ يؤثر، هل هذا كلامٌ محبوب! كلا، ولكنه تحدث ضمن الإطار العام للحديث عن هذا القبيلة.
من هو خالد بن الوليد؟
خالد بن الوليد كان مشهوراً بالجانب العسكري والقتالي، وهو حول نصر المسلمين في غزوة أحد وكان في جبهة الكفار وحوّلها إلى هزيمة بعد أن التفَّ على جبل أحد، وصعد عليه عندما نزل منه الرماة آنذاك، تورط المسلمون بهذه الثغرة العسكرية، هذا الرجل الذي كان مقرّب من الخليفة الأول جدًا على عكس الخليفة الثاني الذي أبعده واستبعده وكان يريد في أحيانًا عقوبته لأمور مختلفة. توفي سنة٢١هجرية في الشام ، لديه ثلاثة أبناء: الأول سليمان قُتل في بعض المعارك مبكرًا، وهذا ليس محل حديثًا ومحل الحديث الاثنان اللذان كانا على طرفي نقيض تماماً.
المهاجر بن خالد وهو شهيد صفين، شارك في معركة الجمل من جهة أمير المؤمنين علي (ع) وابنه الآخر عبد الرحمن بن خالد الذي كان أموي الهوى وكان ناقما على علي (ع) وشارك في حرب صفين ولكن مع الطرف الآخر، ومن البدايات كان توجه عبد الرحمن مخالفا لأمير المؤمنين (ع) ورأيه الرأي الثاني وربما لذلك عُيّن في زمن الخليفة الثالث عثمان والي مدينة حُمْص في الشام، ولما قُتل عثمان وجاء أمير المؤمنين (ع) لم يقبل بمبايعة الإمام، وإنما أرسل الى معاوية: "أنا وحمص تحت إمرتك وخدمتك، ولا نعترف بخلافة علي بن أبي طالب"، فأبقاه على حُمْص مدة من الزمن إلى أن غدر به فيما بعد  كما سيأتي في الحديث عنه، شارك معه في حرب صفين وكان من جملة المقاتلين وله راية.
عبدالرحمن بن خالد بن الوليد:
في صفين عبد الرحمن بن خالد بن الوليد كان في معسكر معاوية بن أبي سفيان وكان قائد عسكري، ولكن جزاه معاوية جزاء سنمار كما يقال، حيث لما قربت نهاية معاوية سنة ٥٧ أو ٥٨ هجرية، بدأ معاوية يهيىء لولاية العهد لزيد ويفرضه كواقع، فصار يبحث عمن لديه تطلع للخلافة، ومن يرشحه الناس للخلافة حاول أما أن يستميلهم بأموال أو يغتالهم وينهي حياتهم، وبالفعل بالنسبة لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد هذا ماحصل له، وهذا ما يذكره كتاب ومؤرخون ليسوا من أتباع مدرسة أهل البيت وإنما أتباع مدرسة الخلفاء _راجع كتاب استيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر_ هذا من أهم الكتب التي تتحدث عن أصحاب رسول الله (ص) في مدرسة الخلفاء،
يقول لما صار ذلك الوقت خطب معاوية في أهل الشام وقال: أنه كبر سني ولا أستطيع القيام بالأمور، وإني أريد أن أستخلف عليكم أحد فمن ترونه صالحا للخلافة؟ فقال عدد كبير ممن كان هناك في المجلس: نريد عبد الرحمن بن خالد بن الوليد؛ لشهرة والده ، وولايته على حُمْص من جهة، وكونه ضمن التوجة الأموي من جهة ثالثة.. تجعل المؤهلات بالنسبة له تامة، فكتمها في نفسه حتى إذ اشتكى عبد الرحمن بن خالد مرضًا ، فأرسل معاوية إلى طبيب يهودي يسمى ابن أثال وقال له: هذا ابن عبد الرحمن مريض وأريدك أن تفصده بريشة مسمومة حتى يموت، ابن أثال طبيب يهودي وبالنسبة له المصلحة هي فوق كل شيء وذلك المريض لا يدري هل يجب عليه أن ينفصد أم لا، وهو نوع من أنواع الحجامة، فجاء وفصده بريشة مسمومة فما لبث عبد الرحمن أن مات بعدها بثلاثة أيام  وانتهى أمره.
فيما بعد ذهب أحد أبناء المهاجر لأثال، وبعدما ثبت أنه هو الذي قتله، وباعتبار أنه من أولياء الدم قتله.
بالنسبة للولد الأول عبد الرحمن بن خالد بن الوليد كان ضمن الإطار والتوجه العثماني أولًا وأموي ثانيًا والمخالف لعلي بن أبي طالب وهذا ينص عليه كل من ذكر ترجمته.
المهاجر بن خالد بن الوليد:
 على العكس تمامًا من أخيه عبدالرحمن، كان من المتصلبين في ولاء آل محمد، والمتعلقين بعلي بن أبي طالب (ع)، وكان غير راضياً بخلافة الخلفاء قبل الامام ، لما سمعه مما سمع من رسول الله (ص) ويظهر أنه كان صغير السن أيام رسول الله (ص) فالأحاديث التي سمعها ضمن ذلك الجو، وما سمعه من خزيمة وأُبُي بن كعب وأمثال هؤلاء الذين رووا كثيراً من الروايات في حق أمير المؤمنين (ع)، فالتصق بالإمام علي وبايعه عندما جاءت إليه الخلافة الظاهرية، وخرج معه مقاتل في حرب الجمل، وأُصيب في حرب الجمل حيث فُقئت عينه بسهم، وهكذا الحال في صفين كان من المشاركين ومن المقاتلين الأشداء، وقد عين له أناس ويظهر أن كلا الاثنين لهما خبرات عسكرية وقتالية، فعين له مجموعة من المقاتلين ويقودهم في صفين إلى أن استشهد في صفين إلى جنب أمير المؤمنين (ع)، والرجاليون الذين كتبوا في قضية الصحابة يتحدثون بشكل واضح عن أنه كما كان عبد الرحمن مخالفًا لعلي بن أبي طالب (ع) فإن المهاجر أخاه كان شديد الولاء له.
وهذا يبيّن لنا قضية وهو أن موضوع العوائل والانتماء النسبي والأخوة فضلًا عن المصاهرة ليست هي الأساس ليقيم على ضوئه الأفراد، ومثال على ذلك بنو مخزوم، أبو جهل وابنه هشام، والوليد بن المغيرة وهما سيئان جدًا، ونظيره مسلمة بن هشام من بني مخزوم وهو من السابقين للإسلام، بل إن جدة علي بن أبي طالب (ع) هي مخزومية وهي أم عبدالله والد النبي وأبو طالب عّم النبي ووالدهم عبد المطلب، كان يرى من الأنسب أن يجعل النبي (ص) مع أبو طالب لأن أبا طالب وعبدالله والد النبي شقيقان من أم واحدة، ولعل من هذه الجهة يقول أمير المؤمنين أن قريش كانت تختار النساء المخزوميات، نظرًا لهذه الحالة الزوجية وحسن التبعل الذي كان عند بعضه.

هل يصح أن الامام خطب من بني مخزوم أيام فاطمة ؟


       هنا لابد نشير لقضية أن هناك كلاما ينقله بعض أتباع مدرسة الخلفاء، أن بني مخزوم أرادوا أن يزوجوا علياً بن أبي طالب (ع) إحدى بناتهم، فنهى عن ذلك النبي (ص)، وينقلون رواية عن المسوّر بن مخرمة، أن النبي خرج ذات يوم إلى المسجد وهوغاضب وقال إن بني مخزوم أرادوا تزويج علي بن أبي طالب بنتًا من بناتهم وإن هذا يؤذي فاطمة، وإني والله لا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن إن فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني، ومن آذاها فقد آذاني" وهنا بعض المخالفين لأمير المؤمنين (ع) طاروا فرحًا بمثل هذا الحديث، وبالتالي الإمام علي هو الذي آذاى فاطمة!! ويتمم هذا الرواي ابن مخرمة وأنه بعد ذلك ذكر صهرًا من عبد شمسًا فمدحه وأثنى عليه.
من هو الرواي المسوّر بن مخرمة؟
كان من المنحرفين جدًا عن علي بن أبي طالب (ع)، وكان من السائرين في ركب معاوية، ومن المادحين له في الفترة التي كان معاوية يعطي المعطيات على أحاديث توضع في ذمة علي بن أبي طالب، يصير إنتاج لمثل هذه الأحاديث، وتغيّر الأحداث، فيكون علي هو من آذاها!! وليس من أسقطها جنينها ولا من سلب فدك هو الذي آذاها!!. والذي يقول عن نفسه وعنها: واللهِ ماخالفتني منذ عاشرتها قط، ولا أغضبتها منذ عاشرتها قط". وهذا لو تم الحديث فيه لكان طعن لرسول الله وفاطمة -فالأمر إما أن يكون حلالًا، وإما أن يكون حراما، فإذا كان حراما أوضحوا ما السبب في حرمته؟ وإذا كان حلالا، فماذا يعني أن النبي لا يأذن، ثم لا يأذن، ثم لا يأذن؟
وماذا يعني أن فاطمة تغضب وتتأذى وهي المعصومة نظرًا لأن علي يريد أن يعمل بعمل محلل؟.
دع عنك أن الرواي المسور من صنائع الأمويين ومن غير الصادقين في خصوص أمير المؤمنين (ع)؛ لأنهم ينصّون على أنه كان من المنحرفين عنه، والشخص المنحرف عن آخر، عادة إذا جاء بكلام سلبي عنه، يكون ذلك مثاراً للتهمة، فالعدو سيتكلم عن عدوه بكلام فيه تهمة وكذب.
 أبناء خالد بن الوليد:
نرجع لأصل الحديث، خالد كان له ولدان، عبد الرحمن كان منحرفًا عن علي (ع) وبجانب معاوية وأعطاه معاوية جزاء ماكان يعمل له عندما أنهى حياته بفصده بريشة مسمومة.
أما المهاجر فقد كان على منهاج أهل البيت (ع) ومن المؤيديين لخلافة علي (ع) والمشاركين في حرب الجمل حتى فقئت عيناه، ومن الذين قاتلوا في صفين حتى استشهد، بل نلاحظ أثره حتى في أبنائه، التاريخ ينقل عن ولد وبنت (جمانة وخالد) وجمانة يظهر من كلامها كانت ضد عبدالله بن الزبير، وأنها على منهاج أبيها المهاجر في ولاء علي (ع) وأهل بيته، وفِي المقابل في ضدية لبني الزبير الذين كانوا يتحدّون الوجود الهاشمي، وهي لاريب متأثرة بوالدها المهاجر الذي كان علوي الرأي.
كذلك الابن واسمه خالد  (على اسم جده خالد) هذا أيضاً موالياً لأهل البيت (ع)، وهاشمي الهوا، ولذلك عندما جاء ابن الزبير، تأخر عن مبايعته بنو هاشم، ومن جملتهم محمد بن الحنفية وغيره؛ لأنهم لا يرونها بيعة شرعية، خصوصاً أنه أعلن بشكل واضح عن موفقه السلبي اتجاه أهل البيت واتجاه رسول الله، وقيل أنه فعل فعلًا لم يفعله أعتى الأمويين عداءً، وهو أنه امتنع من ذكر الصلاة على محمد وآل محمد لمدة ست أشهر، حتى راجعه عدد من الناس، فقال لهم: "إني أفعل ذلك حتى لا يُطلع قومه رؤوسهم" فإذا صليت على النبي وآله، سيفتخر آل بيته، وأنا نكايةً بذلك، لا أصلي على محمد وآل محمد!!
 بنو هاشم في الفترة التي كان فيها ابن الزبير والتي تلت استشهاد الحسين (ع) بحدود ٦٥ هـ فصاعدًا، بدأ آل الزبير يتحركون في البصرة والكوفة والمدينة ومكة، توقف بنو هاشم عن البيعة، و انضم إليهم من كان يؤيدهم من جملة من انضم كان خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد، حيث كان خالد بن المهاجر علوي الرأي وابنه أيضًا مثل أبيه المهاجر، وانضم إلى بني هاشم.
اغتيال خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد:
عبد الله بن الزبير حصر بني هاشم في مكان، وهدّدهم بالإحراق، لولا أن مفرزة أرسلها المختار الثقفي وأنقذت هؤلاء. ولكن الموالين لبني هاشم فرض عليهم عقوبات مختلفة. وبالنسبة لخالد بن المهاجر فقد أمر أحدهم أن يلقي على ملابسه زق خمر (قربة خمر)، وأُمر بالقبض عليه عندما شموا رائحة الخمر بملابسه، وأقاموا عليه الحد بالجَلْد بعنوان أنه شارب الخمر.
وكانت لخالد بن المهاجر أشعار ورثاء لشهداء كربلاء ومنها مايقول:
أبني أمية علمتم أنني، أحصيتُ ما بالطفِّ من قبر..
                صبَّ الإلهُ عليكمُ غضباً، أبناء جيش الفتح أو بدرِ...
فيقول أنه ذهب للطف وشاهد شهداء كربلاء، أعداداً كبيرة (أحصيت ما بالطف من قبر)، فيدعو على بني أمية (صب الإله عليكم غضبا) أي أنتم لديكم تاريخ أسود حيث خالفتم النبي في فتح مكة وفي غزوة بدر.

مرات العرض: 3533
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2554) حجم الملف: 51836.66 KB
تشغيل:

أبي بن كعب سيد القرّاء
أبو أيوب الأنصاري مضيّف الرسول