المقداد بن الأسود زًبر الحديد موقفا
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 10/9/1435 هـ
تعريف:


المقداد بن الأسود : زبر الحديد موقفا

تفريغ نصي الفاضلة معصومة الخضراوي

تصحيح الأخت الفاضلة أم علي الشافعي

     حديثنا بعنوان المقداد زبر الحديد موقفاً ، يتناول مختصراً لحياة أحد الأركان الأربعة فيمن اُطلق عليهم هذا الاسم هناك أربعة أشخاص يتردد اسمهم باعتبار أنهم الأركان الأربعة وهم بالإضافة إلى الثلاثة سلمان والمقداد وأبي ذر أيضاً يضاف إليهم عمار بن ياسر.

       المقداد ابن الاسود الكندي او المقداد ابن عبد يغوث البهرائي المشهور في اسمه هو الأول مع أنه ليس بالنسبة إلى أبيه الأسود والكندي ليس هو الواقع وإنما نسب إليهما في ما قبل الإسلام كانت تحصل ولاءات وتحالفات يلجأ شخص إلى شخص آخر يستجير به يكون ولائه له إلى حد أنه ينسب إليه إلى أن جاء الإسلام بتشريع ينهي قضية الولاء والانتساب بهذا المعنى والتبني إلى هذا المقدار وقال :( ادعوهم لآبائهم ) وإلا قبل هذا كان الشخص إذا تولى قوم ولجأ اليهم وأصبح ولائه لهم ينسب إليهم مثل زيد بن حارثه كان زيد قبل أن تنزل الآية المباركة يدعى زيد بن محمد (صلى الله عليه وآله ) لأجل أنَ ولاءه وحلفه وانتمائه الاجتماعي كان إلى رسول الله ، لكن فيما بعد قطعت الآية المباركة هذا وقالت : (ادعوهم لآبائهم ) .

     المقداد أيضا وهو من قبيلة بهراء والده شخص يقال له عبد يغوث ، فكانت طريقة العرب قبل الإسلام يسمون بالعبودية لبعض الأصنام فيغوث واحد من الاصنام أيضاً ‘ فهذا في شبابه صار بينه وبين قبيلته مشكلة ففارقهم وخرج وتحالف مع قبيلة أخرى هي كندة وانتمى إلى أحد زعمائها وهو الأسود الكندي فنسب إليه وعرف بالمقداد ابن الاسود الكندي ولما جاءت الآية المباركة ادعوهم لآبائهم كان ينبغي أن يرجع إلى اسمه الأصلي المقداد بن عبد يغوث البهرائي لكن اشتهر في المجتمع المسلم بين الناس بالمقداد بن الأسود . ولعلهم كانوا  يريدون أن لا يسموا أحد من المسلمين بأسماء الأصنام مثل عبد يغوث ، وما كانوا يريدون أن يجروها على ألسنتهم فبقي اسم المقداد ابن الاسود كما هو .

الرسول : أمرني الله بحب أربعة

     هذا الرجل كان من السابقين إلى الاسلام فالبعض يقول أنه كان سابع المسلمين وكان عندما أقبل ليسلم في ريعة شبابه ، فكان عمره 25 حين بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وأسلم على يديه وسار في ركابه . واُثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله لا سيما من طرق أهل البيت عليهم السلام أحاديث كثيرة في فضل المقداد ، واحد منها هذا الذي ذكرناه في أول المجلس ( أن الله تعالى أمرني بحب أربعة علي وسلمان والمقداد وأبي ذر وأخبرني أنه يحبهم ) فالله تعالى أيضاً يحب هؤلاء النفر الذين من جملتهم المقداد كان لهذا الرجل مواقف مميزة ولم يكن شخصاً من النكرات أو من الذين يكونون في ضمن الجمع ولا يكون له موقف فمن ذلك ما ينقل عن موقفه في قضية الاستعداد لغزوة بدر والذي يقول عن هذا الموقف عبد الله بن مسعود (إن موقف المقداد لهو أحب اليّ من حمر النِعم )يعني هذا الموقف الذي أبداه وأعرب عنه أنا أتمنى لوكان موقف محسوب لي .

      موقف المقداد الذي تمناه ابن مسعود

     عندما نجت قافلة قريش التي يقودها أبو سفيان ووصلت إلى مكة واستعد المكيون لقتال رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وجمعوا مقاتليهم قاصدين الوصول إلى المدينة في ذلك الوقت كان الوضع الإسلامي في المدينة في بدايته لايزال ضعيفاً ، فمثلاً القوة العسكرية التي كانت عندهم في بدر فرسين فقط ‘ وأما الباقي فإنهم مشاة وكانت عندهم أسياف معدودة والباقي ما بين خشب وجريد وأحجار ، وهذه ليست عدة حرب .

     عدة الحرب دروع وسيوف وخيول وهذا لم يكن موجودًا عند المسلمين في ذلك الوقت في بداية الدعوة , ومجيء كفار قريش وإيصالهم الخبر المضخم عن أنه سنأتيكم بفرساننا وبخيولنا وبأسلحتنا ونستأصلكم ونلحقكم إلى بيوتكم .

     عندها جاء النبي (صلى الله عليه وآله ) وجمع المسلمين وأخبرهم أن قريشًا قد خرجت من مكة للقتال فيا معشر الأنصار ماذا تقولون؟

     هنا سؤال : لماذا يتشاور النبي معهم؟

     نظراً لأن بيعة الأنصار مع رسول الله (صلى الله عليه وآله ) السابقة كانت أن يمنعوه مادام بين أظهرهم أما يخرجوا ويحاربوا معه خارجًا هذا ما كان من ضمن البيعة . والنبي صلى الله عليه وآله  كان يريد أن يرى استعدادات هؤلاء فجمع الأنصار والمهاجرين في المسجد وأخبرهم عن خروج قريش للقتال ثم سألهم ماذا تقولون؟ أنا أشاوركم ماذا تقولون؟

     فقام أحد المسلمين من ذوي الأسماء اللامعة فقال : يا رسول الله هذه قريش وكبريائها وخيلائها وفرسانها والله ما ذلت منذ عزت ولا هُزمت منذ انتصرت ....هذا الكلام كان كلام محبط وفي قوانين بعض الحروب إلى الآن هذا موجود وقد يُعد نوع من أنواع التثبيط العام الذي له عقوبات .فأنت تفت في عضد الروح المعنوية للمسلمين و تخذلهم أنت تحتاج أن تنصر الناس وترفع معنوياتهم .

     أيضاً هذا الكلام غير صحيح فقريش ما كانت عزيزة بل كانت تحت أقدام الفرس والروم يتداولونها ، وما كان عندهم حضارة ولا كان عندهم عزة ولا و لا .....إلى غير ذلك . تقول فاطمة الزهراء عليها السلام  : (وكنتم على شفا حفرةٍ من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الأقدام ) يعني المار عليكم يطأكم بقدمه . وبالفعل هكذا كان المجتمع العربي لم تكن فيه مقومات المجتمع القوية . لأن قسمٌ منهم تجار يخافون على تجارتهم ، وقسمٌ آخر بدوٌ وأعراب ليسوا أهل سكن و استقرار ونظام اجتماعي وجيش ودفاع و إلى غير ذلك .

         فأعرض عنه الرسول (صلى الله عليه وآله )

         وقام رجل آخر من المسلمين من ذوي الأسماء اللامعة أيضًا وقال كلام شبيه به فيه تعظيم لشأن قريش وفيه إكبار لقوتها ، فلم يحبب رسول الله صلى الله عليه واله هذا الكلام . ولهذا هذا صار من المواضع التي لما وصل بعض الصحاح إلى هذا الموقع رأى أنه إذا نقل هذا الكلام بتفاصيله مشكلة، فلم ينقل الكلام بل قال فقام فلان من الناس وقال قولاً وأحسن وقام فلان وقال قولاً وأحسن . ماذا قال ؟ انقل لنا الكلام الذي قاله ...

     في أماكن أخرى نقل هذا الكلام وتبين أنه ليس قولاً حسن لأن فيه تعظيم لقريش وفيه إكبار لها والموقف يقتضي رفع الروح المعنوية للمسلمين لا تشجيع الكفار عليهم .

     فقام المقداد هنا فقال : يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل إلى نبيهم (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن نقول لك يا رسول الله اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون ، والله لو سرت معنا إلى برك الغماد لسرنا معك إلى الحبشة - الحبشة كانت عند الناس  في ذلك الزمن بعيدة جداً- ولو أمرتنا لخوض البحر لخضناه معك توكل على ربك وامضِ بنا .

     ارتاح النبي - صلى الله عليه وآله - لأن هذا الكلام كسر حاجز التخذيل و التثبيط ، تفضل تحرك أين تريد تذهب نحن معك تريد تخوض البحر؟ كان العرب في ذلك الزمان مسألة أن يدخل البحر شيء جداً عظيم بالنسبة لهم فيقول له لو تريد أن نخوض البحر أيضاً نخوضه معك فارتاح رسول الله صلى الله عليه واله لكن هذا يعبر عن مجموعة يعني المقداد محسوب على المهاجرين على أهل مكة ليس من أهل المدينة فالتفت إلى جهة الأنصار وقال : هيه .

     فقام هنا سعد بن معاذ رضوان الله تعالى عليه وقال له : يا رسول الله كأنك تريدنا ؟

     سعد بن معاذ واحد من زعماء المدينة سنتحدث عن كيفية إسلامه إن شاء الله عند حديثا عن فتح مصعب ابن عمير للمدينة وإسلامها على يده ، فسعد بن معاذ واحد من زعماء المدينة الاجتماعيين .

     فقال : كأنك تريدنا ؟ قال : بلى . قال : يا رسول الله قم وسر بنا أين شئت وحيث شئت والله لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا ونساءنا توكل على الله وسر كما أمرك ربك .

     هنا النبي صلى الله عليه وآله مع هذه الكلمات القوية وهذه المواقف المهمة في وقتها هذا الذي يقول عبد الله بن مسعود موقف المقداد عندي أهم من حمر النعم فأنا لو في ذلك المكان قلت هذا الكلام لكنت أحوز على منزلة ومرتبة عالية . فقال لهم رسول الله : قوموا بنا والله كأني أنظر إلى مصرع عتبة و شيبه والوليد وفلان و فلان و قد وعدني الله إحدى الحسنيين يعني النصر. فكان الموقف منه في هذا الوقت في هذا الزمان في هذا المكان موقفاً عظيما عرف له رسول الله هذا الموقف وكان يرى في المقداد ذلك الشخص الذي يُعتبر في المهمات الصعبة ومنها ذلك المكان وسار مع رسول الله صلى الله عليه وآله في كل مشاهده شهد معه سائر المشاهد الوحيد الذي كان في بدر بالإضافة الى الزبير كان هناك فرسان فرس للمقداد هو ملكه وكان يقاتل عليه وفرس للزبير . والفرس في ذلك الوقت مثل الدبابة في هذا الزمان ، فالمقداد كان عنده دبابة بحسب مقاييس تلك الأزمنة .

لماذا لم ينجح زواج المقداد بضباعة الهاشمية

       واشترك أيضاً المقداد في سائر حروب وغزوات رسول الله - صلى الله عليه وآله - وتزوج في هذه الفترة في المدينة من بنت عم رسول الله صلى الله عليه وآله فعنده مصاهرة مع بني هاشم، زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وكأنه أراد أن يكافئه ويقربه أيضاً فتزوج المقداد من ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بنت عم النبي تماماً . النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وضباعة هذه بنت الزبير بن عبد المطلب ،فالزبير هو أحد أعمام رسول الله -صلى الله عليه وآله – لا نقصد الزبير بن العوام ،نقصد الزبير بن عبد المطلب .

     فزوجها إياه طبعاً الوضع الاجتماعي مختلف بينهما يعني بحسب مقاييس تلك الأزمنة ضباعه بنت الزبير من أعلى الدرجات الاجتماعية بحسب التصنيف القبلي والمقداد بحسب هذا التصنيف يعتبر ضمن المستويات القبلية المتواضعة ، وفوق هذا أيضاً ذهب وتحالف مع جماعه كأنما ليس لديه أهل وليس لديه مثلاً عشيرة ،فهذا يعتبر نقص عنده بحسب مقاييسهم فزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله - ابنة عمه ضباعة وهي امرأة هاشمية في أعلى درجات السلم الاجتماعي بحسب مقاييسهم ، نحن لا نعترف بهذه الأمور ولكن أريد أن أوضح لك حتى انتقل الى قضية صار طبعا لغط و كلام عليها لأن هذا غير مألوف في المجتمع العربي . فمجموعة  القبائل عندها نوع من التمييز القبلي الذي ما أنزل الله به من سلطان فنعتبر قبيلتنا أفضل من قبيلتكم لأننا من تميم مثلًا و أنتم من كندة ،أوعلى سبيل المثال نحن من قريش وأنتم من ثقيف ، من أين جاء هذا ؟ وماهو منشأ هذا التفضيل ؟

     فالذي يولد في هذه القبيلة كذا وكذا فصار كلام.

     يُسأل بعض الأئمة لماذا زوج النبي المقداد ابنة عمه ضباعة بنت الزبير والحال أنَ هذا الفاصل الاجتماعي موجود قال أراد أن تتضع المناكح حتى يعطي سنه للزواج فلا يقيسونها بالمليمتر نحن أفضل منكم بكم درجة وأنتم أقل منا بكم درجه وبناء عليه لا تتزوج هذه القبيلة من تلك القبيلة هذا ما أراد أن يلغيه الإسلام .

     الفضيلة والسبق والتقدم إنما هو بالتقوى ، بالعمل الصالح ، بكسب الإنسان ، نعم هناك حالة خاصه وهي ذرية النبي . هذي لماذا صارت في هذه الجهة أراد أن تتضع المناكح ومع الأسف ما صار هذا على مستوى كل الأمه بالنسبة إلى فقه الإمامية نعم المسلم كفؤ المسلم سواء كان من قبيلة عالية أو من قبيلة دانية رجل من عامة الناس يتزوج امرأه هاشميه من هاشميين لا توجد مشكله ، رجل من قبيله متواضعة النسب يتزوج من أعرق القبائل لا مشكله عند بعض المذاهب الإسلامية الأخرى . لكن بقيت ذيول هذه الحالة القبلية موجودة إلى الآن.

هل يشترط في الزواج تكافؤ النسب ؟

     نقلت الجرائد أنه خلال عشرة أشهر حصلت 17 حالة طلاق لأجل عدم تكافئ النسب (يعني ماذا ؟ أنا من قبليه أزعم أنها قبيله عالية وإحدى أقاربنا تزوجت شخص أزعم أنه من قبيله متواضعة فأذهب إلى المحكمة وأقول لهم أنا لست والد البنت ولست ولياً لها ولست أخاً لها ولا تربطني بها رابطة قرابة قريبة منها لكن أنا من نفس القبيلة من نفس العشيرة وهذه تزوجت من قبيلة أدنى منا وهذا يضرني لأن نسبنا أعلى ،وشخصياتنا أكبر، وقبيلتنا أهم فأطلب منكم أيتها المحكمة أن تطلقوا هذه المرأة وصار 17 طلاق باسم تكافؤ النسب ).

     وكثيراً من هذه الحالات مكيدة فلانة لا تريد أن تتزوج هذا الإنسان لأنه مثلًا شخص أخلاقه سيئة ، سيرته غير حسنه ، وتزوجت شخص آخر من قبيله أخرى وهذا تعليمه عالي ثروته جيده أخلاقه ممتازة لكن هذا يسمونه في هذه الأزمنة في بعض الأماكن يسمونه (خضيري ) فهذا ليس قبيلي وغير حافظ سلسلة نسبه إلى آدم ، فينبغي أن يطلق . هذه المرأة لا تتزوجني و تتزوج رجل آخر؟ إذن أرفع عليها دعوة في المحكمة أن هذه سببت الضرر لقبيلتنا خسرتنا سمعتنا . وحصل أن حدث في سنة واحدة بل أقل من سنة في عشرة أشهر 17 حالة طلاق باسم طلاق لأجل عدم تكافؤ النسب . وبعض هؤلاء بينهم أولاد وبنات ذكور وإناث والاثنين راضيين وقابلين ببعضهم الزوج يقول أنا أريد هذه المرأة والمرأة تقول أنا أريد هذا الزوج . لا فموضوع تكافؤ النسب فوق القوانين الدينية ماذا يعني أن يتضع النكاح لا نريد أن يتضع النكاح . هنا يأتي النبي - صلى الله عليه وآله - كما قلت أن المقداد بحسب السلم الاجتماعي عند العرب متواضع نسبه نقطة سلبية أيضا عنده أنه نسب إلى غير قبيلته وإلى غير أهله كأنما ليس عنده قبيله هذا
في المقابل ضباعة بنت عم النبي مباشرة من قريش وفي قريش من عليائها يعني من هاشم سادة من أبويين هاشميين لكن أراد أن يتضع النكاح فتزوجها المقداد وهذا أيضا وثّق العلاقة بطبيعة الحال بينه وبين الأسرة الهاشمية . رسول الله وأمير المؤمنين سلام الله عليه فاستمر على هذا ملتصق بأهل البيت ملتصق برسول الله إلى أن توفي النبي وقد روى أيضاً حديث الغدير عن رسول الله فأحد رواة حديث الغدير في حق علي عليه السلام كان المقداد . لما توفي النبي صار موضوع الخلافة وتولى الخليفة الأول في ما عرف بقضية السقيفة الحكم فصار اعتراض عليه من قبل متعددين واحد من الذين اعترضوا على الخليفة الأول كان المقداد جاء إليه وكلمه وقال : ألا تتقي الله بايعتم علي بن أبي طالب يوم الغدير قضية ما صار لها مدة زمان إلى الآن وإذا بكم تتركوا ولاية علي وبيعته، ماذا تقول لربك إذا لقيته يوم القيامة ؟ ماذا تقول له وأنت تتقدم عليه وأنت تعلم أنه لا ينبغي لك التقدم،فكان عنده شيء من المعارضة للخلافة لإبعادها علي صلوات الله وسلامه عليه فبقي في ركاب أمير المؤمنين سلام الله عليه وأمير المؤمنين كان يختصه بالصحبة والتعليم ويؤثره في كثير من الأحيان على نفسه .

هل من المؤمنات من تكلف زوجها ما لا يطيق من النفقة ؟

       القصة المشهورة لعلكم سمعتموها وفيها دروس في قضية المقداد وأمير المؤمنين قصة الدينار ، جاء أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم عند الظهر أو العصر إلى بيته وقال لفاطمة عليها السلام : هل عندك شيء تطعمينا فقالت :لا يا أبا الحسن ما عندنا شيء. فقال لها لم  لم تخبريني حتى أذهب وأدبر أمري . فقالت يا ابا الحسن لقد قال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله - إن جاءك علي بشيء عفواً فاطبخيه واعمليه وإن لم يأتك بشيء فلا تسأليه . و علي ابن ابي طالب رجل مسؤول مهتم بأسرته فاذا تفقد شيء في داخل البيت وراى أنه غير موجود سوف يأتي لك به وإذا لم يأت به فهذا يعني أنه لا يملك شيئا . فلا تضغطي عليه هذا درس للنساء لا تضغطين على الزوج (مثل الآن هناك مهرجانات التسوق وتخفيضات موجودة فلا بد أن تعطينا أموال لنذهب ونشتري، يا بنت الحلال أنا راتبي محدود قدراتي غير واسعة وليس كل مهرجان واجب شرعا نزوره ونشتري ، أيضا غير مطلوب منه أن يقترض حتى يشتري هذه الاشياء الكمالية الغير لازمه . عرس بنت أختي وبنت أخي أنا لا أذهب بنفس الفستان الذي لبسته في العرس السابق يجب أن تشتري لي فستان جديد وهي حضرت في عرسنا فيجب أن نذهب لعرسهم و بثوب جديد ، يقول لها أنا لا أمتلك خزينة قارون حتى كل عرس في البلد يجب أن اشتري له ثوب ب 2000 و3000 ريال) .

       بعض النساء الحمد لله المؤمنات لاسيما السامعات لسن من هؤلاء بعض النساء تُحمل زوجها مالا يطيق من أجل أن يقول الآخرون جميل أو لطيف أو غير لطيف (وهو يجب أن يركض وراء تسديد الديون ) و تتنكد علاقتهم الزوجية في سبيل كلمة أو كلمتين تحصل أو ما تحصل وأحياناً حتى بالعكس أيضاً( ترى قسم من الرجال هم مو اقل من النساء زوجته موظفة فيقول لها لماذا لا تقترضي الآن انتِ موظفه اقترضي على البنك لأنهم لا يقرضون إلا الموظفة الحكومية فتقول له أنا غير مسؤوله أن أقترض ، فيلح عليها نريد أن نشتري كذا ونريد أن نسافر بعض الناس يقترضون من أجل السفر ليس عنده أموال ليس عنده قدرة ماديه تعال أنت اقترض أيها الزوج واقترضي أنتِ أيتها الزوجة ،ادخلي في جمعية حتى نروح نسافر هنا هناك)

       لا تحملوا أنفسكم لا تحملي زوجك لا تحمل زوجتك ما لا تطيق وما لا تطيقون من الالتزامات المالية . أمير المؤمنين يقول لها : لماذا لم تقولي لي هذاِ شيء ضروري . تقول له لا النبي قال لي: الرجل هو مسؤول هذا ليس بالذي يغمض عينيه عنده مسؤولية عنده ملاحظة إذا راى شيء ناقص وعنده مال سيشتريه وإذا لم يشتريه معنى ذلك لا يملك المال . فلا تحملينه . فعلًاأمير المؤمنين ما كان عنده لكنه لم يقعد بل خرج عليه السلام ليرى ماذا يصنع . فلقي أحد أصحابه فاقترض منه دينارا ، الدينار في ذلك الوقت شيء معقول ممكن أن يشتري به غذاءًا وعشاءً ، وهو في طريق العودة إلى بيته التقى بالمقداد ،

     فسلم عليه ورد المقداد السلام ، فسأل الإمام المقداد : ما الذي أخرجك في هذا الوقت ؟ قال : يا أبا الحسن أو يا علي خرجت . قال له :ما الذي أخرجك ؟ قال: له اتركني يا أبا الحسن . قال : بالله عليك إلا ما أخبرتني . قال ما خرجت من المنزل إلا والصبية يصيحون من الجوع ،وليس عندي مال .(هذا معنى أن هؤلاء ما كانت تمنعهم ضيق الحياه من الارتقاء في الدرجات العاليات فالمقداد الذي أمرنا رسول الله بحبه يقول : مامعي مال حتى يطعم أبناءه في ذلك اليوم يعني قضوا هذه الحياة بصعوبة وما منعهم ذلك من التعالي والتكامل )

     فيقول فما خرجت إلا وهم يصرخون من الجوع فخرجت حتى أنظر ماذا أفعل .

     قال الإمام : الذي أخرجك أخرجني . فقال : خذ هذا الدينار إليك .

     فأخذ المقداد الدينار ظنًا منه أن الإمام لديه دينار آخر .

     ( ويؤثرون على أنفسهم ) فمد إليه الدينار وأخذه المقداد ورجع إلى منزله .

   وبحسب الرواية فإنً الإمام عليه السلام لم يرجع إلى منزله وإنما ذهب لعله يجد عملاً إلى أن صار وقت صلاة العصر فذهب إلى المسجد وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله . قام النبي وجاء لعلي وقال له : ياعلي هل تطعمنا تعزمنا عندك . لم يجد الامام علي بد من أن يستجيب لرغبة رسول الله ! قال له : تفضل فمشيا معاً الى بيت فاطمة عليها السلام وإذا بفاطمة في محرابها لاتزال تصلي صلوات الله عليها وهناك رائحة تأتي من جهة الموقد رائحة طعام طيب ساخن . ولما فرغت فاطمه عليها السلام تقول الروايه وهي رواية جميله تقول جاء رسول الله إلى فاطمه فمسح على رأسها وضمها إليه وهذا يعلمنا كيف يستقبل الأب ابنته .

     فقال لها : يا فاطمه هلمي لنا الطعام ذهبت وجاءت بالسفرة وجاءت بجفنة (الجفنة مثل القدر من حجر أو ماشابه ذلك ) وإذا فيه طعام مثل مرق أو شيء من هذا القبيل ومعه خبز فأمير المؤمنين عليه السلام ينظرإلى فاطمه على جنب ماذا هذا انتِ تقولين ما عندك شيء - يعني لسان الحال هكذا - وهو ينظر إليها نظر استغراب فقال لها: يا فاطمة ألم تقولي ليس في البيت شيء ؟ قالت : والله ما كان في البيت شيء وإنما وجدت هذا وأنا أصلي . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا جبرئيل يخبرني عن الله عز وجل أنك ياعلي نظير زكريا وهذه ابنتي فاطمه  نظير مريم (كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا قال انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ) هنيئاً لكم يا آل محمد .

موقفنا من أبي لؤلؤة :

       استمر المقداد في هذه المسيرة مع أهل البيت عليهم السلام صار دور الخليفة الثاني قتل أو طعن الخليفة الثاني بواسطة أبي لؤلؤة .

       أبو لؤلؤه عندنا مذموم وهو غلام للمغيرة بن شعبه و المغيره بن شعبه محسوب للخط الأموي وأبو لؤلؤة ضمن جريان معين إذا صارت فرصة نتحدث كيف حدث حادث الاغتيال ولماذا وما هي الأسباب . فطعن أبو لؤلؤة الخليفة الثانية و كانت فيها منيته ، لكن تأخر ليس في نفس المكان لما جاء ابن الخليفة عبيد الله بن عمر ليس عبد الله عندنا عبيد الله وعبد الله ،عبيد الله جاء ورأى أن أباه قد طعن وأن أحشاءه تنزل وهو في طريقه إلى النهاية فسأل من الذي صنع هذا ؟ فقيل له : أبو لؤلؤة غلام المغيرة وهو فارسي عجمي كذا فأخرج سيفه تبين أنه ضمن الحالة التي كانت موجودة عند بعض العرب من الحنق على الموالي وعلى غير العرب رأى أمامه الهرمزان (الهرمزان احد القادة الفرس أسلم واستسلم في فتح فارس وجاء إلى المدينة وصار الآن مسلم وأصبح مجاور لهم وفي عهدة الخليفة) فلما رأى عبيد الله بن عمر الهرمزان فهذا فارسي والذي قتل أبوه أيضا فارسي جرد سيفه وقطع رقبة الهرمزان . واستنكر الناس هذا الأمر البعض يقول أيضاً رأى جارية اسمها جفينة أيضًا فارسية وأيضَا قتلها . الشيء المؤكد أنه قتل الهرمزان لأنه صار فيه كلام  كثير وحتى صار فيه تشريعات دينية بناء عليه فلما قتل الهرمزان . اعترض عدد كبير من المسلمين وقالوا ما هذا؟ ورفعوا الأمر إلى عمر بعده كان على قيد الحياة وقالوا له : ترى ابنك عبيد الله قتل الهرمزان والهرمزان في جوارك وهو رجل مسلم فقال انظروا إن كان الهرمزان هو الذي قتلني أو بعث هذا فخلاص دمه بدم هذا يعني اقتصاص إذا هو القاتل لي وهذا ابني عبيد الله فيصير قصاص منه .وإن لم يكن كذلك إن لم يقم دليل على ذلك فأقيدوا عبيد الله بالهرمزان يعني اقتلوه لأنه قتل الهرمزان .

   وتوفي الخليفة الثاني وصارت ضجة في المدينة الجناح الأكبر من الصحابة المخلصين الإمام علي عليه السلام عمار سلمان المقداد هؤلاء يقولون كلهم لابد أن يقتص من الهرمزان ولأن القاتل معروف أبو لؤلؤة وأبولؤلوة معروف غلام المغيرة بن شعبه وأصلاً لا يعرفه الهرمزان ولاهو يعرف الهرمزان هذا. بدافع العصبية قتل رجل مسلم متعمدًا متعصب لأن ذاك فارسي وهذا فارسي . وجاء الخليفه الثالث وهو أيضًا له موقف مع المقداد فأول ما جاء الخليفة الثالث قال للناس : أنا ولي الهرمزان ولي دمه وقد عفوت عن قتل عبيد الله وأعطي ديته . طبعاً هذا على خلاف القانون الشرعي القانون الشرعي ولي الهرمزان ليس الحاكم وإنما ابنه فاهله اذا ، ولأن القضية قتل عمد أيضاً فالأمر الأول هو القصاص إلا أن يرضى أهل الدم .فالحاكم تنصيبه نفسه ولي للدم من غير مبرر مثلاً زيد من الناس يقتل والده حسب التعبير فالحكومة تقول نحن أوليائه فقررنا كذا لا ابنه موجود أخوه موجود من يشبه من هؤلاء موجودون . فقام المقداد بن الأسود إلى الخليفة وقال له : كيف تقول إنك ولي دم الهرمزان من عينك على ذلك إن الهرمزان ولي لله وولي لرسوله ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطانا . ليس لك حق أن تعفو عنه إذا عفوا أولياء الدم الحقيقيون ذاك إليهم طبعا .وهذا صار تشريع فقهي في مدرسة الخلفاء كما قلنا فيما سبق أن فعل الصحابة تحول إلى سنة مخصصه إلى القرآن وأحيانا على خلاف الآيات المباركة فهذا واحد منها مما ذكروا فمن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطانا صار أيضاً تشريع عند بعض المذاهب الإسلامية  أنه نعم حتى مع وجود الولي أنا السلطان الحاكم وليه وأستطيع أخذ الدية بدل القصاص فكان أن اعترض المقداد على هذا بل اعترض على أصل تولية الخليفة الثالث عثمان أصل التوليه كان معترض عليها وجاء في حاشية الشورى التي صارت .فقال أيها الناس إن بايعتم علي بن أبي طالب سمعنا وأطعنا وإن بايعتم غيره فلا سمع لكم ولاطاعة لكم .علي بن أبي طالب الذي كان المفترض أن يصير الخليفه الشرعي تأخر طول هذه المدة الآن تتخطونه وتتجاوزونه لكن عبد الرحمن بن عوف في قضية الشورى كما تعلمون مال بها إلى عثمان ضمن قضية مفصله فالتفت إليه المقداد بن الأسود ، وقال له : يا عثمان أما أنك قد تركت رجلاً من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون أنت تركت علي بن أبي طالب وما عينته وما ملت إليه مع أنه هو القاضي بالحق والعادل في الحكم والمفروض هو يكون وكان المقداد كثير التأسف والتألم على ما أصاب أهل البيت عليهم السلام ويقول بأبي هم وأمي أهل هذا البيت ما الذي أصابهم بعد نبيهم . يعني يرى في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله ،النبي كان يدبر الأمور ويديرها بنحو تكون قيادة الأمة لهم صارت الأمور بشكل أن أبعد أئمة أهل البيت اُبعد سيدهم أمير المؤمنين صلوات  الله وسلامه عليه وبقي مدة 25 سنه حليفاً للعزلة وما شابه بعيداً عن الإمامة و الإمرة وأبعد هذا المنصب عنه .وهذا الذي جعل المقداد يتأسف ويقول أنا أتأسف أنا أتلهف لما أصاب أهل هذا البيت من عنت و عناء من توفي المقداد سنة 33 هـ قبل ولاية الإمام علي عليه السلام  الظاهريه وخلافته ذاك الوقت كان عمره 70 سنة وما رأى شيء كثيرا مع ذلك كان يبكي ويتأسف ويتلهف على ما اصاب اهل البيت .

مرات العرض: 3455
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2557) حجم الملف: 57809.66 KB
تشغيل:

أبو طالب بطل الصحابة في مكة
عمار بن ياسر كتلة الايمان تتحرك