هؤلاء يدخلون الجنة بغير حساب
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 15/3/1435 هـ
تعريف:

هؤلاء يدخلون الجنة بغيرحساب

تفريغ نصي الفاضل أحمد عبد النبي / البحرين

روي عن سيدنا ومولانا أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه أنه قال ثلاثة يدخلهم الله الجنة بغير حساب، وثلاثة يدخلهم النار بغير حساب، أما الذين يدخلهم الجنة بغير حساب فإمام عادل وتاجر صدوق وشيخ أفنى عمره في طاعة الله. وأما الذين يدخلهم النار بغير حساب فإمام جائر وتاجر كذوب وشيخ زان. صدق سيدنا ومولانا أبو عبدالله جعفر بن محمد صلوات الله وسلامه عليه.

هذا الحديث الشريف ينقله الشيخ الصدوق محمد بن علي ابن بابويه القمي رحمه الله المتوفى سنة 381 للهجرة في كتابه الخصال. الشيخ الصدوق كان من كبار المحدثين وله ابتكارات جيدة في جمع الحديث من ذلك كتابه من لا يحضره الفقيه والذي أورد فيه الروايات التي يستفاد منها الأحكام الشرعية وهذا غالبا لا يستغني عنه الفقهاء المجتهدون. لديه كتاب آخر هو أيضا من الابتكارات في فهرسته للأحاديث إسمه كتاب علل الشرائع. علل الشرائع عبارة عن جمع للراويات التي تفلسف الأحكام. ما هو المقصود من هذا الحكم؟ ما هي غاية ذلك الحكم؟ لماذا شرّع هذا الأمر؟ وذاك الأمر؟ فسماه بعلل الشرائع. الآن هناك بحث بين المعاصرين يتحدثون عن مقاصد الشريعة وفلسفة التشريع حسبما يسمونه يعني لماذا كان الصيام لماذا كانت الصلاة ما هي الأغراض المترتبة على الحج وعلى هذا المعدل هو جمع في كتاب ضخم روايات كثيرة حول ما يمكن تسميته بالتسمية المعاصرة بمقاصد الشريعة أو بتسميته هو علل الشرائع طبعا فيها الأحاديث بعضها دقيق في كونه علة للتشريع بعضها الآخر في أنه حكمة للتشريع وبعضها الثالث تقريب وبعضها الرابع ليس من هذه الأمور أصلا. فهذا من كتبه ومن كتبه أيضا الذي نقلنا عنه هذا الحديث، كتاب الخصال. الخصال عبارة عن جمع للأحاديث التي ورد فيها أعداد. بدأ من خصلة الواحد. الأحاديث التي ورد فيها كلمة واحد. مثل بدأ بهذا: أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين. أعرابيا جاء إلى أمير المؤمنين وهو في حرب الجمل أو صفين فقال له والحرب مشتدة والقتال قائم. فقال له يا أبا الحسن أربك واحد؟ فالي حول الإمام استهجنوا منه هذا الأمر قالوا له أنت ترى ما أمير المؤمنين مشغولٌ فيه الآن وقت قتال وحرب وقعقعة السيف طيب، والحملة وراء الحملة، جاي تسأل عن مسألة كلامية وعقائدية يحتاج لها فراغة بال ويحتاج إلها هدوء نفس، طيب، فقال أمير المؤمنين لأصحابه لا عليكم لهذا قاتلنا القوم. يعني إحنا القتال بالنسبة إلنا ليس غاية الغاية الكبرى هي التعليم والتفهيم والتصحيح للعقائد. تعريف الناس بربهم هذه غايتنا فبدأ أمير المؤمنين يشرح له معنى الواحد أن بعد المعاني في الواحد ليست صحيحة بالنسبة لله وبعض المعاني الأخر صحيحة بالنسبة لله عز وجل بدأ من خصلة الواحد وانتهى آخر الكتاب إلى خصلة المليون. ما ورد من الراويات فيها ألف ألف. وختمها بخير ختامٍ وهو حديث أمير المؤمنين. بدأ بأمير المؤمنين وختم بأمير المؤمنين. قال أمير المؤمنين علمني رسول الله ألف باب من العلم، ينفتح لي من كل باب ألف باب. فهذا يصير خصلة المليون ألف ألف حسب تعبيرهم القديم. وبين هذه وتلك خصلة الإثنين والثلاثة والأربعة والخمسة والمئة وعلى هذا المعدل. في ضمن باب خصلة الثلاثة ورد هذا الحديث، ثلاثة يدخلهم الله الجنة بغير حساب، جعلنا الله وإياكم ومن يسمع وآبائنا من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب. وعد خصالهم واحد إمام عادل الثاني تاجر صدوق الثالث شيخ أفنى عمره في طاعة الله عز وجل. العنوان الرئيسي هنا أن الله يدخل هؤلاء الجنة بغير حساب. غير حساب وارد في القرآن الكريم وفي الروايات على أحد ثلاثة معاني. بغير حساب واردة في ثلاثة معاني. المعنى الأول هو معنى الجزاء اللامحدود. وذلك أن الله سبحانه وتعالى رتب على بعض الأعلام جزاءات محسوبة ومعينة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، عشرة أضعاف هذا محسوب. طيب. أنت تصلى على محمد وآل محمد، هذي بحسب الروايات من صلى علي واحدة صليت عليه عشرًا. الحسنة بعشر أمثالها، وأي حسنة أفضل من الصلاة على النبي وآله. فهذا محسوب، هذه محسوبة وأمثالها، كثير من الحسنات الحد الأدنى مالها هو أنها بعشر حسنات. طيب. بس أكو عندنا لا أشياء أكثر من هذا. مثل الذي ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة، شقد صار؟ سبعمئة ضعف. هذا خصوصية هنانة في الإنفاق في سبيل الله يتضاعف جزاءه وثوابه سبعمئة ضعفٍ. طيب. بعد فوق هذا والله يضاعف لمن يشاء. هذا بعد يحتاج إله آلات حاسبة ما موجودة عندنا الآن. ولكن مع ذلك هذا محسوب أيضا. مضاعفات السبعمئة موجودة يمكن حسابها من الناحية النظرية وهكذا هناك روايات فلان شيء بسبعين كذا من عمل العمل الفلاني كان جزاءه سبعين عمرة من عمر رسول الله ص. سبعين حجة يصير حج النبي ص أداة قياس عظمى وكبيرة. فهنانة إذا أكو هناك حساب. بعض الأعمال ليس لها حساب. يعني لا حدود لها، لا يمكن حسابها، طيب. إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب. عشر مرات؟ لا. مئة مرة؟ لا. سبعمئة؟ لا. سبعين ألف؟ لا. وإنما من غير حساب ولا عد. هذا معنى جاء في القرآن الكريم وهو غير حساب يعني لا حدود له لا حساب له لا عد له. هذا معنى. المعنى الآخر إلي أيضا وارد في القرآن الكريم والروايات ضمن إطار بغير حساب يعني من غير أن يحتسب الإنسان. أكو بعض الأشياء إنت تتوقعها وتحسبها وتبني عليها وبعض الأشياء تأتيك من غير أن تكون قد حسبتها ولذلك أنت تدعوا اللهم ارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا احتسب واحرسني من حيث أحترس ومن حيث لا أحترس واحفظني من حيث أحتفظ ومن حيث لا احتفظ. فيا رب خلي رزقي مو ضمن معادلاتي الحسابية أنا وإنما بكرمك أنت سقه إلي ووجه. لأن الإنسان كثير من الأمور ليست في ذهنه ولا تأتي في حسابه ولا ضمن معادلاته. طيب. هذا أيضا وارد. من غير حساب يعني من غير احتساب من غير تفكير في ذلك. هذا المعنى الثاني. والمعنى الثالث بغير حساب يعني من غير محاسبة أصلا. لأن القاعدة العامة الموجودة للبشر في يوم القيامة وقفوهم إنهم مسؤولون. أعاننا الله وإياكم على تلك المواقف. أي إنسان يحاسب. يقدم حسابه يؤتى كتابه يعطى كتابه بيمينه. لاحظ شلون. فالقاعدة هي هكذا. أكو قسم من الناس ما يحتاجون حساب. هذولا الملف مالهم منتقل مباشرة إلى الجنة. نسأل الله أن يكتبنا وإياكم هذا بعد ما يتوقف ما يحسبون بعد معادلة السيئات إلى الحسنات. ما يأتي ويقف يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ويقول يا ليتني لم أؤت كتابي. طيب. وإنما هذا ملفه مختوم منتهي  ما يحتاج إلى حساب هذا لأن العمل الذي قام به عملٌ يصغر في جنبه كل السيئات وكل المعاصي والذنوب الأخرى فلا يحاسب. فإذا صار عندنا معنى من غير حساب يعني من غير عدد بدون كمية من دون أن يكون قابلا للعد والحساب هذا معنى. ومعنى آخر بغير حساب يعني بغير احتساب بغير توقع بغير تأمل. والمعنى الثالث يعني عدم وجود محاسبة أصلا. أصلا لا يحاسب ما يوقفوه هذا في ذلك اليوم. هذا في جهة الجنة. وأكو في جهة النار نعوذ بالله كما قال ذلك الفاسق العاصي الذي لم يترك شيئا إلا وقد فعله، فلما توفي أراد أبنه أن يتعرف على مصير أبيه هذا العاصي الفاسق الفاجر وين صار؟ قيل إنه رآه في المنام فذاك بدأه بالقول، الظاهر مشكلته حتى ذاك المكان فقاله إبني لا تصدق هذولة العلماء والمشايخ والوعاظ يقولون في حساب وكتاب وما أدري يجيبونك قدام ويعطونك كتابك وما أدري كذا ما شفنا من هالأشيا من القبر مباشرة إلى نار جهنم . طيب. فما حد لا سئلنا ولا قالينا ولا تحدث ويانا ولا هم يحزنون. طيب. فهذا في ذاك الطرف أيضا يدخل النار بغير حساب. أكو قسم إن شاء الله تكونون والسامعين من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب. فهذا إذا معنى كيف يدخلون الجنة بغير حساب. أليق المعاني لهذا المعاني هو المعنى الثالث وهو أنه لا يكون هناك توقيف لهم ولا محاسبة لهم ولا نشر لحسناتهم وسيئاتهم وإنما تختصر المسئلة هذي كلها ويدخلون الجنة. الأشخاص هؤلاء من هم؟ أولا إمام العادل. كلمة إمام بنفسها لا تدل على الحسن ولا على السوء في اللغة العربية لا تدل. وجعلنا منهم أئمة يهدون إلى النار. إمام ولكن يودي إلى وين؟ إلى نار جهنم. طيب. فنفس كلمة إمام لا تدل بمقتضى اللفظ اللغوي إلا على أنه أمام القوم. أمام جماعة، وهذولة يأمونه يسيرون خلفه إن كان إمام هدى أوردهم إلى الهدى وإن كان إمام باطل أطمهم في الردى. زين. فأول واحد من هؤلاء الذي يدخلون الجنة بغير حساب إمام عادل. إمام قد يكون معصوما فهذا الحجي ما يجي أصلا العدالة هي أدنى درجة من العصمة. كل معصوم هو في أعلى درجات العدالة. طيب. لكن أحيانا يصير إنسان مو معصوم ولكن مع ذلك عادل. وهذا هو المطلوب في الحاكم وفي الإمام الذي يقود الناس. انتخبت صفة العدالة هنا وأرجوا أن يتوجه الأخوة الأحبة إلى هذا المعنى. انتخبت هذه الصفة على وجه الخصوص لأنها أهم الصفات اللازمة للإمام والحاكم والسلطان. يقدر يقول إمام شجاع إمام عالم إمام كريم وسخي. لا. الصفات الأخلاقية فيما بينها أكو تفاوت في الأهمية بسحب الأشخاص بالنسبة للإمام والحاكم والسلطان أهم صفة ينبغي أن تكون لديه هي صفة العدالة. خل يكون شوية إنفعالي مو مشكلة. خل يكون مو شجاع أيضا مو مشكلة. خل يكون يفقد صفة الكرم أيضا مو مشكلة. المهم أن يكون شنو؟ عادلا بحيث لو ما كان عادل أي صفة أخرى تكون في مكانها لا تسد مسدها أبدا. الإمام الحاكم السلطان يحتاج إلى العدالة إلى أن يكون عادلا حتى يسير في رعيته وفي أتباعه بالانصاف ولذلك عند الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مقارنة جميلة. أحدهم سئل عليا صلوات الله وسلامه عليه فقال يا أمير المؤمنين أيهما أفضل الجود أو العدل. عندنا حاكم جواد يعطي فلوس ومنح وما أدري هدايا وقطائع وما شابه ذلك وعندنا إمام عادل ما يسوي هالأشياء ما يعطينا شرهات ولا يعطينا ما أدري هدايا. الجود أفضل؟ أو العدل أفضل؟ قال بل العدل. ليش يا أمير المؤمنين؟ قال العدل يضع الأمور موضعها والجود يخرجها عن مواضعها. العدل إذا إنت أعطوك لنفترض ألف دينار وقالوا لك هالجمع هذا الموجود إقسم بينهم هذا المال بالعدل إنت تروح تحسبهم واحد واحد ثم تقسم الألف دينار على هؤلاء الموجودين بحسب عددهم ما تكون هناك حسيكة في نفس أحد ليش ما أعطيتني أكثر من غيري تقوله أنا بالعدالة قسمت بينكم. أحيانا حتى السراق. السارق وهو يأخذ مال غيره مع ذلك لما يتعاركوا على الغنيمة يقول هاي مو عدالة اقسم فيما بينا بالعدل عمي إنت توك بايقها مثلا من فلان إنسان مو مالك ولا مال أبوك ولكن كفى بالعدل شرفا أنه يطلبه حتى العصاة حتى السراق يقول إقسم فيما بينا بالعدل وتشوف أحيانا إذا ما صار بينهم هؤلاء في التقسيم عدالة تبدأ التصفيات هذا يحاول يغتال ذاك وذاك يحاول يغتال هذا. فضلا عن سائر الناس. العدل قال أمير المؤمنين يضع الأمور مواضعها والجود يخرجها عن مواضعها. جاب ألف دينار وأعطاك إياها وإنت إنسان جواد شفت الموجود هنانة ما يكفيهم كلهم فاخترت إثنين ثلاثة أربعة عشرة من الحاضرين هذا لأن كبير في السن ذاك لأن عالم ذاك لأنه كذا فأعطيت كل واحد مئة دينار والباقي طلعتهم من الباب الشرقي كما يقولون. طيب. هذا أخرجته عن موضعه والجود يكمل أمير المؤمنين ويقول والجود عارض خاصٌ والعدل أمرٌ عام. إنت ما تقدر تكون سخي مع كل الناس، صحيح ولا لا؟ لذلك إنت تلاحظ بعض الحكام سخي بس على منو؟ على إبن وعائلته وعشريته وإبن عمه وربعه وإلخ وباقي الناس خل ياكلون التراب مافي مشكلة. ليش؟ لأن هذا المقدار من الناس لا يسع كل الناس وهو يريد يصير جواد، يريد يصير سخي. فيعطي هذا مثلا فد مليون دينار. بينما هالمليون دينار من الممكن أن تكفي إلى ألف من الناس. هذا عارض خاص مو مستمر وليس لكل الناس بينما العدل شيءٌ عام لكل الناس ولذلك كان العدل خير من الجود. الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول الحاكم الإمام يحتاج إلى العدالة ولو توجه الحاكمون والأئمة والسلاطين إلى هذا المعنى ما يحتاج تروح تنشغل في أشياء ثانية أعمال خيرية ما مطلوب منك أعمال خيرية، إنت مطلوب منك شنو عدالة. لا تسوي مستحبات لا تسوي أعمال خيرية أبدا ما أحد يبي من عندك صدقة وإنما يراد منك العدل وهذا المعنى إلي أكده الإمام الرضا عليه السلام عندما دخل عليه بعض الصوفية فشافوا الإمام الرضا ع لابس ملابس مرتبة وبهية وذات طلة وطلعة فخمة ولي عهد بالتالي وكان يتجمل الإمام عليه السلام فقالوا له يا أبا الحسن وهذه كنية الإمام الرضا عليه السلام. يا أبا الحسن ما كان هذا لباس أبيك ولا أجدادك. مو هالشكل كانوا يلبسون علي ابن أبي طالب ما كان يلبس هالشكل إنت ليش تلبس هكذا فقال ويحكم لقد كان هذا حسب تعبيره إحتجاج عليهم لقد كان يوسف النبي يلبس الذهب والحرير بناءا على أنه لم يكن حراما في تلك الملة أو في تلك الأزمنة وإنما احتاج الناس إلى عدله وإنما يُحتاج إلى عدل السلطان ما يحتاجون الناس إلى أن يلبس ثياب مرقعة ما يحتاج الناس إلى أن يتظاهر بأنه يسوي مشاريع خيرية ما يحتاج الناس إلى أن يظهر إنه شجاع أو كذا يحتاجون إلى عدالته إن جاء بهذه العدالة جاء بكل شيء وإن فقد هذه العدالة فقد كل شيء. فهذا أول واحد الإمام العادل. والثاني التاجر الصدوق، التاجر الصدوق في وقت من الأوقات كان الناس يتوقعون أن هذي بس تعاليم أخلاقية تبين لا، في هذه الأزمنة غير تعاليم الأخلاقية إلي هي في محلها هي بناء اقتصادي واجتماعي، اليوم العالم، الاقتصاد قائم على أساس الثقة . أي سوق تكون سوق صادقة يوثق بها، إذا وثق بها استثمر فيها راحت الأموال إلى تلك السوق وأي وقت تلك السوق صارت سوق كاذبة اليوم يرتفع مؤشر الأسهم 500 نقطة وباجر ينزل تحت الصفر خلاص هذه سوق كاذبة. طبعا السوق هي نفسها ما تكذب وإنما القائمون عليها والمديرون لها والمدبرون لهذه العملية الاقتصادية، تجار البورصة والأسهم هم هكذا يتصفون بالصدق أو الكذب فإذا صار هناك مصداقية وثق الناس بذلك، استثمروا أموالهم، ازدهر الاقتصاد، وأما إذا الناس ما عندهم ثقة، يقولك اليوم إحنا نخلي أموالنا في هذا المكان وهو سوق كاذب فيه ألاعيب فيه حيل غدا نخسر الأموال والواحد إلي مخلي مليون يصفي في آخر الأمر على سبعين ألف وعلى ثمانين ألف مو الربع ما صار حسب ما قال ذاك المثل يا مدور الغنايم عسى راس المال سالم. مو أنه ما حصل الربح وفائدة وإنما رأس ماله طار من بين يديه، طيب؟ إهنا يتبين أهمية صدق التاجر، وصدق السوق الاقتصادية، وصدق المستشار الاقتصادي، لا تتصور بس لما يقول التاجر الصدوق يعني البقال، لا. يعني النظام الاقتصادي كله لازم يكون شنو؟ صادقًا وموثوقًا به ومطلع ذلك وأساس ذلك هو التاجر الذي يستورد ويصدر وبيده بالتالي هذه الأمور إدارة العملية الاقتصادية، ومع الأسف نحن نلحظ في بلاد المسلمين تتراجع هذه الحالات إلى دركات سافلة ونازلة مع الأسف الشديد واحد يجي ويعلن عن مخطط كذائي ومادري كذا وانت تخلي لك هالمقدار من المال ، طيب؟ بعد ثلاث سنوات أربع سنوات يتضاعف سعره وتحصل أرباح وإلى آخره. تجتمع الأموال كلها، بعدها بستة أشهر يدورون المطور ويدورون البائع ويدورون مادري كذا ما موجود علق ومشى خلاص، طيب؟ وما أكثر هذه الكوارث التي حصلت بالنسبة للناس، التاجر غير الصدوق حتى يشمل المقاول، مقاول البناء، إنت تجي تتفق إياه على أساس شيء معين، وتدفع إله مقدار من المال، فيقوم يروح ينقص من المواد الأساسية إلى حد أنها لا تكلف حتى نصف ما دفعته إليه والنتيجة أن بنايات في قسم من بلاد المسلمين تخر على رؤوس أصحابها لأنها غير مبنية على أساس المواصفات، هذا ناتج عن كذب ذلك المقاول وكذب ذاك التاجر الذي يسوق هذه الأمور، هذا يدخلهم الله النار بغير حساب. التاجر الكذوب هذا ما يحتاج إله بعد تعال وشوف الملف عمي ملفاتك مختومة من البداية وعليها إشارة حمراء من زمان إحنا ننتظرك هنا وين إنت؟ ليش متأخر علينا؟ نحارسك. طيب؟ وخل نشوف هذا الإنسان يجي يتنعم بلقمة في المساء وقد أخذها من دماء الآخرين من جهد الآخرين من عرق الآخرين. سرقة من مال الناس، كيف يتهنى هؤلاء؟ كيف له أن يرتاح؟ البدن عنده علاقة وطيدة مع النفس والضمير، طيب؟ إذا واحد يجي ياكل إذا بعد ضميره لا يزال فيه بقية باقية وأما إذا بعد هذا المصباح هم أطفئه بالكامل، فهذا بعد نعوذ بالله يتحول إلى شيطان في صورة إنسان. من الذين يدخلون الجنة بغير حساب التاجر الصدوق، يصدق معك، أقدر أسوي هذا العمل أقولك أسويه، خلال هذه المدة، لعله تزيد قليلا أنا آخذ المقدار الأكبر. سنة، ممكن أسوي بس أنا أحتاط إلى نفسي حتى أكون صادقًا معك أقولك سنة ونص، طيب؟ لا يكون العكس أنه تعطيه السماء بيد والأرض بيد أخرى و بعد ذلك يتبين أنه كان كله كذبًا وتعال أركض ورا هذا الإنسان وبعضهم صراحة يقول حقيقة الإنسان يفكر أنه كيف هذولة إذ كانوا يقفون بين يدي ربهم ، في الصلاة يقول اهدنا السراط المستقيم ،شلون؟ قاعد يضحك على نفسه أو يضحك على ربه السراط المستقيم واضح عندك ما يحتاج ، أن تجي تلعب على هذا وهذاك وبعدين تقوله روح إذا عندك طريق روح ، تقدر، روح، أنا هم عندي محامي يتعب يطلع الشيب إلك خلال ستة أشهر يملأ رأسك شيبًا، طيب؟ هذا شلون يجي يقف بين يدي ربه ويقول إياك نعبد وإياك نستعين؟ وإهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليه، هؤلاء المغضوب عليهم إنت واحد منهم، إنت واحد منهم. من أوضح أشكالهم هذا الذي يصنع هذا الأمر. بعكس ذلك التاجر الصدوق، التاجر الصدوق الذي يطرح الله البركة في رزقه ويرسل الرزق إليه ، ترى الرزق بالإضافة إلى تخطيط الإنسان وتفكيره ومشاوراته وعلمه هو سَوق بركة من الله عز وجل . إحنا نقرأ في ما بعد الصلاة ، تعقيب الصلاة، إنه ليس علمٌ بموضع رزقي وإنما أطلبه بخطرات تخطر على قلبي فأجول في طلبه البلدان، ما أدري هالصوب ذاك الصوب إلى آخره يا رب إنت من عندك فاجعل يا ربي رزقك لي واسعا ومطلبه هنيئا أو وحييًا سريعا . يا رب أنا راح أخلي فلوسي راح اخلي جهدي هنا وهناك بس إنت وفقني لأن أخليه في المكان الصحيح. هذا إذا صدق الإنسان مع ربه وجه الله إليه الرزق ووجه جهده في مجال الإثمار الصحيح والفوائد الصحيحة وإلا قد هذا الإنسان يجي ويضع استثماره ويبذل جهد بعدين يتبين الرزق مو هنا في مكان آخر، فهذا القسم الثاني التاجر الصدوق. أيضا ممن يدخهلم الله الجنة بغير حساب، وشيخٌ قد أفنى عمره في طاعة الله عز وجل. لذلك يحتاج الإنسان أن يوقر الكبار، يوقر كبار المؤمنين، هذه لعله ينطبق عليه ذاك المعنى إلي يدخل الجنة بغير حساب، ليش؟ خمسين سنة ستين سنة سبعين سنة وهو يعبد الله سبحانه وتعالى، هذا انعجنت خلايا بدنه بذكر الله عز وجل، . لا يعرف طريقًا إلا طريق الله، مواضب على صلاوته على زكاته على صيامه على كذا أصلا استنفذ عمره مرت عليه هذه السنون السبعون أو الستون وقد أفنى عمره طاعة الله عز وجل، هنيئا لهؤلاء هنيئا لمن فني عمره في طاعة الله عز وجل وكبر سنه في هذا الطريق ويحتاج هالنمط من الناس يكبرهم الإنسان ترى أكو قسم من الناس كل ما زاد كبر سنه تعلق بالدنيا أكثر وعطف عنها إلى الشهوات وابتعد عن ربه وهناك أناس خصهم الله سبحانه وتعالى بهدايته فكل ما اقترب من الرحيل زاد نقاءا وصفاءا وعبادة وطاعة. هؤلاء من الذين يدخلهم الله الجنة بغير حساب وفي المقابل مقابل هذا تمامًا نعوذ بالله ذاك الشيخ الزاني، شيخ كبير السنة عمره سبعين سنة ستين سنة خمسين سنة يابه إنت الآن حسب التعبير نص رجلك بالقبر توجه إلى نفسك روح الشباب قوظ وراح إنتهى، قوة الشباب انتهت عنفوان الشباب انتهى رغبات الشباب انتهت توجه إلى ربك بعد شوي وإن كان القضية ما ترتبط بالكبر والصغر لكن العادة هي هكذا يا أبناء الخمسين الشيخ يطلق على من هم في الخمسين، يا أبناء الخمسين زرعٌ حان حصاده ، اترقب بعد، زين ، فإذا واحد في مثل هذا السن نعوذ بالله إلي المفروض تدركه الحكمة ويرجع إلى ربه القوة الشهوية مالته إلي كانت أيام الشباب عشرين سنة وما أدري خمسة وعشرين سنة ملتهبة الآن بدأت تخف وتتراجع هذا مفروض الآن في وقت يرجع إلى ربه يستذكر مآله وآخرته وإذا به سادرٌ في غي الشهوات ورايح وراء الزنا ووراء نعوذ بالله ذرب الخمر وما شابه ذلك. الشيخ الزاني ليش لأن المفروض أن هذا قوته الشهوية بعد تراجعت، هسه وإن كان الشاب غير معذور في هذا الأمر لكن بالتالي الشاب صورته الظاهرية شخص القوة الجنسية عنده متفجرة متدفقة بينما هذا إلي عمره ستين وخمسة وستين وسبعين سنة المفروض إن قوته الشهوية تراجعت بعد لا نفسه تعطيه ولا بدنه يعطيه ولا المقويات هم تفيده زين، فالآن هذا إلي يروح يدور وراء الفواحش والعواهر والزنا هذا حقيقة ما إله إلا ما قاله الحديث الشريف وثلاثةٌ يدخلهم النار بغير حساب إمامٌ جائر وتاجرٌ كذوب وشيخ زانٍ يمارس الزنا والعياذ بالله. مع توفر الحلال إلك مع توفر ما يمكن أن تطيع الله به في إعفاف نفسك وتحصين فرجك وأحيانًا قد تكون التكلفة المادية في الزنا أكثر من التكلفة المادية في الزواج والنكاح الشرعي ولكن بعد خطأ الرأي واعوجاج السليقة يؤدي بقسم من الناس إلى مثل هذا المؤدى ، زين، في مقابل ذلك شيخٌ أفنى عمره في طاعة الله عز وجل، اللهم اختم أعمارنا بخير واجعلنا في طاعتك واجعلنا من أهل التقوى الذين تكون العاقبة لهم يا رب العالمين. ماذا خسر أولئك الرجال الذين أفنوا أعمارهم في طاعة الله عز وجل إلى أن وافاهم الموت يقول أمير المؤمنين عليه السلام وهي من المواقف النادرة التي ينقلها المؤرخون عن أمير المؤمنين عليه السلام بعد صفين يقول بعد ما خطب الإمام عليه السلام على المنبر وذكر صفين وذكر أصحابه وذكر من كانوا معه بدأ يتأوه قال أين ذو الشهادتين أين عمار وأين ابن التيهان وأين ذو الشهادتين أوه على إخواني الذين كانوا معنا في صفين وأبرز برؤسهم إلى الفجرة ما ضرهم ما ضرهم ألا يكونوا معنا اليوم أحياء؟ يشربون الرنق ويسيغون الغصص قد والله لقوا الله فوافهم حسابهم، عمار راح، شخسر من هذه الدنيا؟ عاش فيها، بلغ بلغتها منها وأخيرا ذهب إلى لقاء الله راضيا مرضيا، إبن التهيان الهيثم ابن التيهان أيضا كذلك، خزيمة ذو الشهادتين، ابن ثابت، أيضا هؤلاء كانوا مع أمير المؤمنين عليه السلام وقضوا أعمارهم في خدمة الحق وفي طاعة الله عز وجل شنو ضرهم الآن إلي راحوا من هذه الدنيا إنما خلفوا ذكرا عاطرا بحيث أمير المؤمنين عليه السلام يبكي عليهم قال الشريف الرضي فبكى حتى اخضلت لحيته يتأوه أمير المؤمنين على أصحابه أولائك. وللحسين عليه السلام موقف أيضا كموقف أبيه على أصحابه عندما نظر إلى جثثهم على الرمضاء مقطعة موزعة أشلاء أشلاء. هذولا إلي أفنوا أعمارهم في طاعة الله، برير ابن خضير الهمداني ، رجلٌ كبير السن معلم القرآن مفسر القرآن في الكوفة حتى أن بعض من حضر من الجهة الأموية في الجيش لما أراد زميله أن يحمل على برير ابن خضير ويقتله قال له ويحك هذا برير ابن خضير الهمداني الذي كان يعلمنا القرآن في مسجد الكوفة، هذا هو درسنا القرآن علمنا التفسير فلم يسمع إليه واقترب منه وضربه على رأس ضربة هوى بعدها صريعًأ على الرمضاء. هذا واحد من كبار السن من الشيوخ الذين أفنوا أعمارهم في طاعة الله مسلم ابن عوسجة الأسدي أيضا نفس الشيء في بعض النقولات أنه أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله وكان من صحابته ولما كان في كربلاء كان قد تجاوز الثمانين بسنوات وكان لأجل القتال يشد حاجبيه بعصابة حتى يرى طريقه، أيضا قاتل ذلك القتال العظيم وختم حياته بالشهادة بين يدي أبي عبدالله الحسين ، الحسين يقف كما وقف أبوه أمير المؤمنين على أصحابه، وقف الحسين على أصحابه متألمًا حزينًا كأنه وهو يراهم على تلك الرمضاء أحباي لو غير الحمام أصابكم عتبت ولكن ما على الموت معتبُ. إلى الله أشكوا لا إلى الناس أشتكي أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهبُ.

مرات العرض: 3473
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2558) حجم الملف: 50754.7 KB
تشغيل:

من احب قوما حشر معهم