أحب الله من أحب حسينًا
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 1/1/1435 هـ
تعريف:


بسم الله الرحمن الرحيم
أحب الله من أحب حسيناً


قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم : ( أحب الله من أحب حسيناً , حسين مني وأنا من حسين , حسين سبط من الاسباط )
هذا الحديث الشريف يحتوي على جهات متعددة من التميز والأهمية :
الجهة الاولى : جهة الثبوت والسند فقد وقع محلاً للتسالم على مضمونه من قبل الفريقين
1/ مدرسة أهل البيت عليهم السلام
2/ مدرسة الجمهور او مدرسة الصحابة والخلافة
قليلة هي الأحاديث الخاصه في مجال العقائد التي تقع محلاً للتسالم بالقياس لمجموع الأحاديث .. هذا الحديث من تلك الاحاديث التي نقلت في مصادر مدرسة الجمهور كما ورد في مسند أحمد ابن حنبل أمام المذهب الحنبلي , ورد هذا النص عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأورده أيضاً المحدث الطبراني وأورده الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين وأورده الترمذي في سننه وحكم عليه عدد من هؤلاء وغيرهم بالصحة حتى بعض المحدثين المعاصرين كما هو الحال عند الالباني وهو يعد من علمائهم في هذا الشأن وصفه بالصحة .. وكذلك المتقدمون كالذهبي وغيره ايضاً.
في مدرسة أهل  البيت عليهم السلام هذا الحديث المبارك نقله ابن قولويه في كتاب( كامل الزيارات ) وهو من الكتب المصدرية المهمة ويعد مؤلفه من اولئك العلماء الموثوقين
أورد هذا الحديث ونقله عنه أيضاً من تأخر عنه في مدرسة الإمامية ,فمن جهة الاطمئنان لهذا الحديث وصدوره عن رسول الله بالنسبة الى الفريقين هناك تسالم على الصحة بالإضافة إلى أن مضامين هذا الحديث موجودة في كثير من الاحاديث الأخرى.
ونعلم أن أحد البحوث المهمة التي تعطي الحديث قيمة هي الاطمئنان بصدوره أما من خلال النظر الى سنده أنه صحيح وأما من خلال طرق مختلفة يقيمها العلماء لتصحيح هذا الحديث او ذاك.
أول جهة من جهات التميز في هذا الحديث هي جهة ثبوته وصدوره وصحة سنده ,
الجهة الثانية : في معناه وتحمل هذا الحديث لأكثر من معنى مما يشير الى أن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله بالرغم من أن الذين كان يخاطبهم لم يكونوا بالضرورة على مستويات عالية من المعرفة ومن الذهنية المركبة إلا أنه كان يعطي حديثاً ويقول كلاماً بإمكان من يأتي في المستقبل أن يتأمل فيه وأن يستخرج منه معاني واسعة في هذا الحديث .
في معناه يوجد لدينا بحث هو التالي:
( أحب الله من أحب حسيناً ) في هذه المقطع من الحديث احتمالان
الاحتمال الاول أن تكون الجملة انشائية او يقصد بها الإنشاء والاحتمال الأخر أن تكون الجملة خبرية محضة .
الجمل هي أحد قسمين : إما جملة إنشائية مثل جمل الأمر : قم ـ افعل ـ تحرك
أو جملة خبرية : زيدٌ ذاهبٌ ـ الجلس ُ منعقدٌ  ـ  أنت تخبر عن ذهاب زيد وعن انعقاد المجلس
من الجمل الخبرية الدعاء مثل (ربي اغفر لي ولوالدي ) أو ( اللهم تقبل عمل الجالسين والسامعين جميعاً ان شاء الله ) هذا الدعاء نسميه جملة إنشائية , أنا أنشئ الدعاء والطلب من الله عز وجل بان يتقبل عمل هؤلاء القوم , هناك احتمال ان النبي المصطفى صلى الله عليه واله عندما قال(أحب الله من أحب حسيناً ) هنا هو في انشاء دعاء مثل :
عندما تتم الصلاة تسلم على من بجانبك مصافحاً له قائلاً : (غفر الله لك )
وعندما يسدي أحدهم لك خدمة تدعوا لوالديه وتقول : (رحم الله والديك )
انت في هذه الحالة لا تخبر الاخر أن الله رحم ابويه وما يدريك بان الله رحم ابويه , هل رب العالمين أخبرك ؟ ..أنت في الأساس لا تخبره , و أنما تطلب من الله له المغفرة , عند العلماء في هذا الصدد بحث في ان الجملة الخبرية قد تدل على الإنشاء فاحتمال مقولة الرسول صلى الله عليه واله (أحب الله من أحب حسيناً ) مثل ان يقول الشخص (غفر الله لك) أي انه يطلب من الله المغفرة اليك , كذلك النبي محمد صلى الله عليه واله يقول (أحب الله من أحب حسيناً) بمعنى أنا أسأل الله ان يحب من يحب الحسين ,كأنما النبي يدعوا الله ويقول (اللهم أحبب من أحب الحسين ) هذا الاحتمال الاول أن تكون الجملة (أحب الله من احب حسيناً) جملة يراد بها الانشاء ويراد بها الدعاء والطلب من الله تعالى مثلما يفعله الشخص عندما يقول (غفر الله لك ) و (رحم الله أباك ) فأنت في مقام الدعاء له , هنا الرسول صلى الله عليه واله أيضاً في مقام الدعاء لمن يحب الحسين بان يحبه الله عز وجل .. هذا الاحتمال ان كان صحيحاً فهو مهم جداً . لماذا ؟
لأننا نعتقد أن دعاء رسول الله صلى الله عليه واله القاعدة فيه انه لا يتخلف , القاعدة فيه انه يستجاب إلا ما خرج بالدليل .. لماذا؟
لأن موانع إجابة الدعاء بالنسبة لرسول صلى الله عليه واله مرتفعة إلا ما خرج بالدليل , فنقول إذا قال الرسول صلى الله عليه واله أنا ادعو الله أن يحب محب الحسين تكون هذه منزلة عالية ان النبي يدعوا لك انت محب الحسين ان يحبك الله تعالى (اللهم إنا نشهدك بأنا نحب الحسين ونحب رسول الله ونحب أهل البيت فجعلنا معهم )هذا المعنى الأول .
المعنى الثاني أن تكون الجملة خبرية وليست انشائية معناها : من أحب الحسين عليه السلام محبوب من الله تعالى ليست في مقام الدعاء وإنما في مقام الإخبار مثلما يقول أحدهم (الليلة المجلس منعقد ) لعلمك بانعقاد المجلس فخبرك خبر صادق , كذلك النبي صلى الله عليه واله عندما يقول ( من يحب الحسين عليه السلام يحبه الله عز وجل ) هو العالم بذلك وهو ينشئ جملة خبرية ويخبر الناس عن هذه الجهة ان محب الحسين محبوب عن الله عز وجل احتمالا .
احتمال آخر في هذه الجملة وهي : عندما نقرأ الجملة (أحبَ اللهَ من أحبَ حسيناً ) في السابق قرأناها ( أحبَ اللهُ من أحب َ حسيناً ) يتغير المعنى .. كيف ان كلمة واحد قالها الرسول صلى الله عليه واله تحتمل عدة جهات وعدة أفاق وكلها فيها خير إذا قرأناها (أحبَ الله َمن أحبَ حسيناً) يعني من يُحِبُ الحسين يُحِبُ الله عز وجل لماذا ؟
لأن أنا بيني وبين الحسين عليه السلام لا توجد صلة نسب واضحة وظاهرة نستثني السادة حفظهم الله وبارك فيهم فهم يرتبطون بأهل البيت برابطة اكبر من الرابطة العاطفية والرابطة الايمانية  ,
نحن عندما نحب الحسين إنما نحبه لأنه ابن رسول الله الذي ضحى من أجل الدين ومن أجل إبقاء الشريعة  والا فأن هناك الكثير من ابناء الرسول صلى الله عليه واله لماذا هذا التمييز والخصوصية في حب الحسين ؟
ما ذلك الا لأن الحسين عليه السلام ابن النبي الذي رفع راية الدين والذي حفظ الشريعة والإسلام فنحن في الواقع مرجع محبتنا الى محبة الله ,مرجع محبتنا الى محبة الدين نحب الحسين لأنه نصر الله ونصر دين الله عز وجل فمحب الحسين عليه السلام هو محب لله عز وجل في الواقع .. هذه إذا قرأناها (أحبَ اللهَ  من أحب حسيناً )يعني في حقيقة الامر من يحب الحسين إنما يحب الله سبحانه يحب شريعته  يحب رسالته والحسين إنما هو وسيلة وطريقة لمحبة الله عز وجل هذا في ظلال نفس الحديث أنه احتمال أن يكون (أحبَ اللهُ من أحب َ حسيناً ) احتمال أن يكون دعاءً من النبي لكل محب للحسين بأن يكون محبوب من قبل الله عز وجل والقاعدة كما قلنا أن دعاء النبي يستجاب عندما يدعوا ربه فأنتَ ان شاء الله وأنتِ ان شاء الله ما دمتم تحبون الحسين عليه السلام تكونون ببركة دعاء النبي صلى الله عليه واله محبوبين من قبل الله عز وجل هذا بناءً على المعنى الأول .
المعنى الثاني : أن تكون الجملة الخبرية هذه تنقسم لقسمين القسم الأول : معناه أن النبي يخبر عن أن محب الحسين هو محب لله عز وجل من أحب الحسين هو محب لله في الواقع إذا قرأناها (أحبَ اللهَ من أحبَ حسيناً)
والمعنى الأخر (أحب اللهُ من أحب حسيناً ) أي ان من يحب الحسين عليه السلام فهو محبوب من قبل الله عز وجل هذا في ظلال نفس هذا الحديث المبارك .
محبة الحسين عليه السلام كأنما هي من القضايا التي اجتمع عليها عموم أبناء الأمة إلا من ستثني
مثلاً المذهب الصوفي المحسوب على مدرسة الخلفاء غير المدرسة الامامية نحن الأن لا نتحدث عن اتباع الامامية لان محبة الحسين ومحبة اهل البيت وإتباع الحسين وإتباع اهل البيت هذا من مميزات هذه المدرسة وأتباعها , لذلك هم نسبوا اليهم فصارت تسمى بالمدرسة الامامية فقد عرفوا أنهم اتباع لهم مصدقون بهم يعتبرون قولهم حجة يؤمنون بعصمتهم يتولونهم ويعتبرون قولهم حجة كقول الرسول صلى الله عليه واله وكآيات القرآن الكريم في أنها مُلزمة في العمل فالحديث ليس مع الإمامية انما الحديث عن مدرسة الخلفاء الصوفية لديهم علاقة محبة مع أهل البيت وبالذات و بالذات  مع الامام الحسين عليه السلام فهو صلوات الله عليه بالنسبة لهم أحد الأقطاب وطريقاً لتوسل يُتبرك به ويستشفع به ويقدم في الدعاء بين يدي الداعي لتحقيق وسائل الإجابة وعندهم في أناشيدهم وأشعارهم التي يذكرونها ويتلونها في الخلوات ذكرٌ لأهل البيت وفي طليعتهم الامام الحسين عليه السلام ,راجعوا ما يقرؤونه من أناشيد ,وأشعار , وأذكار تجدون حضور الحسين ابن امير المؤمنين في هذه الفئة واضحة , على مستوى المذاهب الفقهية
 نحن نلاحظ ان فكرة الخروج على الظالم , الحاكم المسلم الظالم والتي كانت قضية الامام الحسين عليه السلام شكلت منعطف في المذاهب الفقهية  الاخرى من غير مدرسة اهل البيت . كيف ذلك ؟
التوجه التقليدي لمدرسة الخلفاء والجمهور هو طاعة الحاكم المسلم وإن ظلم وإن تجبر وإن استبد مالم يُظهر كُفراً بواحاً لا تأويل فيه هذا الاتجاه التقليدي ضمن ما تقتضي أصولهم المؤسسة عندهم على روايات يروونها فالاتجاه التقليدي عندهم هو طاعة الحاكم الظالم , طاعة المسلم وإن ظلم وإن استبد وإن أخذ مالك وإن جلد ظهرك وإن فسق وحتى ان شرب الخمر ولم يصلي وكان عن فسق ولم يكن عن كفر بواح لا مجال فيه للتأويل .
والسيرة التاريخية لهذا المذهب والوضع الاسلامي من أيام ما بعد إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام وخلافته الى يومنا هذا الاتجاه الرسمي الفقهي كان ضمن هذا الاطار وقد اعترضت هذه المذاهب الفقهية عقبة مهمة الا وهي قضية خروج الامام الحسين عليه السلام على يزيد فكيف لهم بتفسيرها؟
الحسين عليه السلام ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله سبط من الاسباط , وهو كما يقول الرسول (حسين مني وانا من حسين ), وسيد شباب أهل الجنة , الى غير ذلك من الامور , فكيف نبرر هذا الخروج ؟ هذا حاكم مسلم !!
هنا تورط الكثير منهم في الاجابة عليه , البعض منهم  أخذ بواقعها فقال الحسين أخطأ ويزيد كان مصيباً وبالتالي فالنظرية الأصلية على حالها باقية وهذه قلة قليلةٌ جداً.
القسم الأكبر : هو الذي نهج المنهج الاخر وهو أما انه قال في الواقع الحاكم الواجب الاطاعة ذاك الوقت هو الامام الحسين عليه السلام وليس يزيد ابن معاوية فلا توجد مشكلة .
قسم اخر قال : لا , وهؤلاء هم من نهج منهج الحركات الاسلامية وغيرها الذين قالوا يزيد حاكم ظالم وان كان مسلم الا انه ظالم فخروج الامام الحسين عليه السلام خروج صحيح وثورته عليه ينبغي ان تكون محل اقتداء من سائر المسلمين , هذا الأمر شكل خط مواجهة مع الخطوط الأخرة ضمن المدرسة التقليدية في مدرسة الجمهور والخلفاء.
فالإمام الحسين عليه السلام نظراً لهذا الوجود الثقيل والمتمثل في حرصه على العدل ورفض الظلم استطاع ان يغير ما بنى عليه قسم من هؤلاء في لزوم طاعة الحاكم الظالم وبدله الى امر آخر .. ولذلك من يعادي الحركات الثورية اذا حدثت ثورة في مكان ما يزعمون انها رافد من روافد الشيعة ليس لها اصل في مدرسة الجمهور ومدرسة الخلفاء لانهم يطيعون الحاكم المسلم مهما بلغ ومهما كان .
و للامام الحسين عليه السلام حضور أيضاً في مدارس أخر غير المدرسة الصوفية فهو ايضا موجود في المدارس الفقهية وهذا الحضور عندهم يتمثل بالمحبة له عليه السلام مثال على ذلك ما نراه في مصر والى الان من احترام لمشهد الامام الحسين عليه السلام واقرار بهذا المشهد و تقديس له وتوسلاً بما فيه .. فالذاكرة الشعبية عند شعب مصر وعند عامة المسلمين تتعامل مع هذا المشهد كما يتعامل الشيعة مع مشاهد ومراقد اهل البيت عليهم السلام بشكل عام وهذا ان دل على شيء انما يدل على المحبة عند هؤلاء الناس على مستوى نفس المذاهب.
 اما بالنسبة للمذهب الشافعي فمحبتهم لأهل البيت عليهم السلام وتوسلهم وتقربهم هو في الغالب ضمن الاطار النفسي وإنا نعتقد أن الواجب أن يتوصلوا الى الاتباع والاقتداء بل حتى في المذهب الحنبلي السيرة التاريخية لهذا المذهب كانت محبة اهل البيت عليهم السلام , بعض الباحثين يقول أن أكثر الروايات الموجودة في مصادر أهل السنة في مناقب وفضائل اهل البيت عليهم السلام والحسين عليه السلام هي في ( مسند أحمد ابن حنبل) إمام المذهب الحنبلي وكان هذا التوجه موجوداً الى بدايات القرن السادس الهجري الى ان صار التوجه التيمي في المذهب الحنبلي وسعى مسعى أموياً ..حسب تعبير بعض الباحثين (أُختطف المذهب الحنبلي الى حالة أموية شديدة ) ونحن نلاحظ الى هذا اليوم هذا التوجه الاموي حسب تعبيرنا هو الحاكم في كثير من مناطق هذا المذهب وإلاّ في الاصل ليس كذلك
إقراء في هذه الحالة التاريخية تجد ما قبل القرن السادس الهجري يختلف عما بعد القرن السادس الهجري من طرو حالة اموية فيه أخذته بعيداً عن أهل البيت بل في بعض الحالات أخذته الى مُضادةً حقيقية مع أهل البيت عليهم السلام .. وخارج هذه الدائرة نجد القضية محبة الحسين عليه السلام كانت هي الحالة الشائعة .. أولاً للدور الذي قام به الامام الحسين عليه السلام أي انسان عاقل , أي انسان منصف , أي انسان مُتخلي عن الرواسب والعقد عندما ينظر الى تاريخ النهضة الحسينية واهدافها وكما قام به الحسين عليه السلام وما قام به الطرف الاخر المعادي له لا يملك إلا أن يزداد إعجاباً وحباً في الحسين عليه السلام وبغضاً وكراهيةٍ لذلك الطرف .. بالإضافة الى ذلك ما ورد من الروايات والاحاديث عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم والتي قدمنا بعضها مثل :
(أحبَ اللهُ من أحبَ حسيناً) أو (أحبَ اللهَ من أحبَ حسيناً ) بناءً على تفسيره بالدعاء تارةً وبالجملة الخبرية تارةً اخرى وأمثال هذه من الأحاديث الكثيرة الواردة عن الرسول صلى الله عليه واله مما نقل الفريقان وما نُقل أن الرسول كان دقيقاً في كثير من التفاصيل التي تبين شدة علاقته بالحسين عليه السلام .. وهذه الاحاديث ليس القصد منها في اعتقادنا تشجيعاً  وانما نعتقد ان هذه الاحاديث والمناقب الواردة في حق اهل البيت عليهم السلام من قبل الرسول صلى الله عليه واله القصد منها اشارات متتالية لهداية الامة الى منهاج الائمة صلوات الله عليهم مثلا مقولة النبي صلى الله عليه واله في علي (علي كنفسي ) او (أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) و(لحمك لحمي ) و(أنا مدينة العلم وعلي بابها ) و(من كنت مولاه فعلي مولاه ) ليس الغرض منها مجرد المدح وإنشاء الثناء وانما الغرض منها هو الاشارة والتوجيه والتنبيه والتبيين للناس لقضية عقائدية .. وهكذا الحال بالنسبة للامام الحسين عليه السلام (سيد شباب أهل الجنة ) و(سبط من الاسباط ) و(حسين مني وانا من حسين) الى غير ذلك من الأحاديث بل حرص على أن يلاحظ  أدق الملاحظات التي تربط الناس بالامام الحسين كثير من الروايات التي نقلت عن النبي في هذا الشأن .. مما ينقل عن النبي محمد صلى الله عليه واله منها هذه الرواية التي وردت من الفريقين ان النبي صلى الله عليه واله خرج من داره وكان بيت الزهراء عليها السلام مجاور لبيت النبوة وإذا به يسمع صوت الامام الحسين عليه السلام في المهد يبكي , فطرق الباب على فاطمة عليها السلام منادياً (يا فاطمة .. يا فاطمة ) سكتيه أما علمتي أن بكاءه يؤذيني , بكاء الحسين عليه السلام يؤذي رسول الله صلى الله عليه واله وهو في المهد رضيع وهو بجانب امه فاطمة كيف برسول الله يراه وهو في الرمضاء صريع ... صلى الله عليك يا رسول الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله .

مرات العرض: 3436
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2589) حجم الملف: 17041.1 KB
تشغيل:

الحياة الأسرية للإمام الحسين
الحسين سيرة ما قبل كربلاء