العلامة الأميني والبحث العقائدي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 12/9/1434 هـ
تعريف:

العلامة الأميني والبحث العقائدي

  تصحيح الأخت الفاضلة ليلى الشافعي

  جاء في خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الغدير مخاطبًا الحاضرين آنئذٍ
 ’’ألست أولى بكم من أنفسكم ’’؟ قالوا: بلى ، قال: ’’ ألا فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله"  صدق رسول الله .
     حديثنا يتناول شخصية صاحب الغدير آية الله الشيخ عبد الحسين التبريزي النجفي الذي توفى سنه 1390هـ بعد أن قضى ردحًا من الزمان في دراسة علوم أهل البيت "ع" والتخصص على يد علماء الحوزة في النجف الأشرف كالميرزا النائيني والشيخ محمد حسين الأصفهاني والشيخ عبد الكريم الحائري والشيخ محمد حسن كاشف الغطاء والسيد أبي محمد الأصفهاني - رضوان الله عليهم - وبلغ الدرجات العالية في العلم ونظر إلى أنه ينبغي أن يصرف قدرته العلمية والتحقيقية في جهة ترتبط في المسائل العقائدية وبالخلاف المذهبي بين المسلمين .
   له عدد من الكتب أشهرها وأهمها كتابة المعروف : (الغدير في الكتاب والسنة والأدب ) الذي احتل موقعًا متميزًا منذ تأليفه إلى يومنا هذا ، لجهات عديدة قد تتبين في أثناء هذا الحديث .
أهمية الجدل المذهبي والديني :
    الجدل المذهبي والنقاش العقائدي هو حقيقة واقعة لا يمكن  التغاضي عنها أو تجاوزها . وجزء اعتيادي عند أصحاب المذاهب والديانات أنهم يبرهنون على صحة معتقداتهم لهم أولًا. وللجواب عن الخصم ثانيًا . ولاستمالة من يرغب في الدخول إلى دينهم ثالثًا .
   فلو فرضنا أن أحد السلاطين والحكومات قرر منع الجدل المذهبي أو العقائدي ، هذا أمر لا يتحقق لأن الإنسان بالذات بالنسبة إلى ديانته وعقيدته يحتاج إلى أن يستند عليها باعتبار أن أصول العقائد لابد فيها من استدلال فلا يكفي فيها التقليد
وأيضًا نظرًا لأن الغير من المذهب أو الدين لابد أن ينتقد اختيار الإنسان لهذه الطريقة فيحتاج إلى أدلة وبراهين يثبت للخصم أن هذا الاختيار اختيار صحيح وسليم .
    دائرة ثالثة أيضًا هناك قسم من الناس يتحرون أقرب الديانات إلى الحقيقة وأقرب البرهان الصادق فلو عرضت عليهم البراهين والأدلة من الممكن أن يقترب إلى هذا المذهب أو إلى ذلك الدين ولهذا أمر الجدل المذهبي أمر حادث وواقعي لا يمكن إلغاؤه .
 شروط الجدل المذهبي :
نعم لابد أن يتوفر شرطان أساسيان :
الشرط الأول : أن يكون الحوار علميًا ، لا يكون حوار بالإشاعات أو بالأقوال الغير ثابتة .. كأن أتقول عليك كلام وأنسبة لك هذا ليس حوار علماء فلا بد أن يكون الحوار مبني على أسس علمية ولهذا من يدخل في الحوار لابد أن يكون عارفًا بمذهبه وبمذهب الطرف الآخر وبأقوال علمائهم وبأقوال علماء الطرف الآخر وإلا لا ينبغي أن يدخل في الحوار فقد ينسب إليهم شيئا وهم ليسوا كذلك فيحتاج أولًا أن يكون حوارًا علميًا .
ثانيا : أن يكون حوارًا مؤدبًا أو كما قال القرآن الكريم  "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " أي الأفضل من النقاش .
    أما الجدال والإشاعات و قله الاحترام و مهاجمة الخصم و التهجم عليه هذا ليس من التي هي أحسن . فإذا توفر هذا العنصر كان النقاش المذهبي أو الديني مصدر ثراء في الثقافة .
ففي ذلك الوقت حين يتحاورالعلماء ضمن قواعد علمية وأيضا يتحاورون بشكل مؤدب بالتي هي أحسن هذا يثري بالساحة العلمية من أفكار النموذج البارز فهذا ما نجده من أسلوب وطريقة العلامة الأميني" رض" في كتابة الغدير.
   الغدير كتاب يريد أن يثبت هذه الفكرة أن حادثة الغدير وقعت في التاريخ هذا أولًا .
وأن رسول الله قال فيها كلامًا معينًا وهو مروي أي هذا الكلام بطرق معتبرة صحيحة وأن معنى هذا الكلام "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" يدل على الولاية بمعنى السلطة بمعنى الأولوية من النفس ،بمعنى ولاية الأمر تمامًا كما كان رسول الله "ص"      إذا طوى المؤلف هذه المراحل المتعددة :إثبات أن الواقعة حصلت وإثبات أن كلام رسول الله  الذي هو منقول ،منقول بطرق معتبرة وإثبات أن معنى هذا الكلام ينتهي إلى أن ولاية الخلق هي الولاية على المسلمين. 
لو ثبتت هذه النقاط فهذا يكون أقوى حجة لمدرسة الإمامية فيما تقوله من أن عليًا نصب بأمر الله تعالى في يوم الغدير بقول سيد الأنبياءمحمد"ص"                                                                                 أعد الشيخ الأميني رحمة الله عليه لهذا الأمر عدته وقام به بنحو يقل نظيره حتى أن بعض العلماء المعاصرين له وهم من كبار العلماء عندهم تقريض على الكتاب أمثال الشيخ محمد رضا آل ياسين والآية العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين والسيد عبد الهادي الشيرازي و آغابوزرك الطهراني....وغيرهم.                                                                               ومن جملتهم نختار نحن واحد وهو السيد عبد الحسين شرف الدين صاحب المراجعات الذي هو خبير بهذا الفن يقول" العمل الذي قام به شيخنا الأميني في كتابه الغدير لو قام به جماعة من العلماء مجتمعين لكان ذلك العمل من قبل اجتماع هؤلاء العلماء لكان عملًا كبيرًا كيف والقائم به شخصٌ واحد"
يعني لو أن عشرة من العلماء اجتمعوا حتى يؤلفوا هذا الكتاب مع ذلك كان العمل كبيرًا، عمل ضخم . فكيف والقائم به شخصٌ واحد وهو العلامة الأميني.
مقدمات تأليفه لكتاب الغدير :
  يهديك إلى عظمة هذا العمل المقدمات التي سلكها العلامة الأميني في سبيل ذلك.   فقد راجع وطالع من الكتب المتصلة بشكل مباشر أو غير مباشر موضوع بحثه لأنه رسم خطة الكتاب وبدأ يطالع على أساسه.  عدد الكتب التي طالعها لأجل هذا الكتاب لأجل تأليفه يزيد على ثلاثين ألف كتاب. تصور أن شخص يطالع ثلاثين ألف كتاب من أجل أن يؤلف كتاب واحد في أحد عشر مجلدًا . بدأ بمكتبات العراق في النجف وفي سامراء وفي كربلاء هذه المكتبات الضخمة. فكان يذهب لأمين المكتبة ويحمل معه بعض من الأكل وغطاء ويسأل أمين المكتبة : متى دوامك؟ من الساعة كم إلى كم؟ ثم يقول له: أنت أفتح المكتبة ومتى ما أردت أن تغلق المكتبة اتركني هنا وأغلق أنت المكتبة.. فكان يقضي في المكتبة أسبوعًا كاملًا تقريبًا فيأكل قليلًا ويرتاح ويصلي ويكمل بحثه ، ومر بجميع المكتبات تقريبًا كلها على هذا النحو فكان يبذل الشيء الكثير من وجاهته وماله من أجل الحصول على الكتاب. ينقل هو قصه بهذا المعنى : يقول احتجت إلى كتاب من كتب مدرسة الخلفاء المدرسة الأخرى ، ( هذه الملاحظه أنا دائما أقولها : منهم من يقول لماذا أنتم تعتمدون على مصادر أهل السنة في أحاديثكم يبدو أنه  ليس عندكم ثقة في مصادركم الذاتية فتعتبرون  مصادر مدرسة الخلفاء أوثق منكم لذلك تعتمدون عليها ) هذا كلام غير صحيح . فقواعد النقاش تقتضي أن تحتج على الطرف الآخر بما هو حجة عنده لا بما هو حجة عندك
فلو أنك تتناقش مع شخص مسيحي ليس صحيح أن تقول له الله واحد لأن القرآن قال ذلك ، فسيقول : أنا لا أعترف بالقرآن .
تقول له : النبي يقول أن الله واحد ، يقول لك أنا لا أعترف بالنبي محمد إذا أنت صاحب منهج علمي لابد أن تستدل من الكتاب الذي أعتقد فيه من الإنجيل .
أو إذا كان يهودي لابد أن تأتي له بدليل من التوراة. قد لا تعترف بهذا الكتاب ولا تعتبره مقدم على القران ولكن لكي تحتج عليه هو يعترف به لا يعترف بقرآنك
وإذا ما دخلت في نقاش مع شخص من أتباع مدرسه الخلفاء لا يصح أن تقول له قال الامام كذا وكذا – فهو يقول لك أنا لا أعترف بالإمام الصادق إمامًا ، أو ورد في الكافي كذا وكذا هو يقول : أنا لا أعترف به فلابد أن تحتج عليه بما هو عنده من حجة . 
     العلامة الأميني رحمه الله يقول : احتجت إلى كتاب من الكتب لتوثيق موضوع من المواضيع لأنقل النص ورقم الصفحة والطبعة.... فبحثت عنه في المكتبات التي أعرفها فلم أجده , فسألت ابن أحد العلماء  كان أبوه عالمًا ورث هذا عن أبيه وعنده هذا الكتاب فقلت له أنا فلان عندي كتاب حول الإمام علي وقضية الغدير وأحتاج إلى هذا المصدر وسمعت أن  المرحوم الوالد كان عنده هذا الكتاب والآن انتقل عندكم فهل أستطيع أن أستفيد منه مقابل أي مقدار من المال ؟ قال : لا .
قلت له : أعرني إياه لمدة زمن وأنا أضمنه لك . قال: لا .
قلت له : إذا كنت تخاف عليه أن يتلف أو يضيع آتي عندكم في البيت وآخذ منه ما أريد . فقال : لا لا يكون ذلك . فقلت : سبحان الله ماهي القضية ؟ فوسطت أكبر عالم في ذلك الوقت وهو المرجع الأعلى السيد أبو الحسن الأصفهاني فأخبرته القضية فطلب منه المرجع أيضًا ولم يعطه . وفي نفس الوقت الذي كنت أنا متضايق جدا كنت أيضًا حزينًا لأن علي "ع" كما كتمت فضائله من قبل أعدائه ومخالفيه ، الآن واحد من أبناء شيعته ومجاوريه ومع ذلك لا يريد أن يبيع أو يعير أي شيء منها فألقي في روعي أن أزور كربلاء الإمام الحسين فذهبت في اليوم الثاني للزيارة وبعد أن انتهيت من الزيارة رأيت أحد العلماء –  لعله الشيخ محمد علي قسام –عالم وفقيه فسلم علي ورحب ودعاني للفطور عنده في منزله فذهبت معه وبعد الفطور قال لي شيخنا أملك عدة كتب لا أحتاجها لعلك بحاجة لها أنت وهذه هي بصرتها موجودة ففتحت الصرة وإذا أول الكتب ذلك الكتاب الذي كنت أريده وامتنع ذلك الشخص من إعارته لي .
إنشاء أضخم مكتبة في النجف                                                                             
      هذا التتبع هو الذي حفظ الحالة الدينية والفكر الموجود عند أهل البيت،
حتى يحصل على معلومات لتثبت مطلبه وتستدل على ما يريد الوصول له العلامة الأمينيً كان يعمل على هذا الكتاب عملًا جادًا .فهذه الحادثة التي منع عنه هذا الكتاب ومع أسباب أخرى  قدحت في ذهنه فكرة إنشاء مكتبة ضخمة للباحثين وسماها مكتبة أمير المؤمنين العامة في النجف في جهة باب الرسول يوجد فيها من الكتب المطبوعة تقريبًا نصف مليون كتاب وفيها سبعين ألف مخطوط.
   العلامة الأميني بعد ما بدأ في كتابه ذهب إلى مكتبات في الخارج ،سافر إلى سوريا والهند وهو يجمع كتب من المصادر من أجل أن يؤلف كتاب الغدير ، أثبت فيه ما كان يريد ، بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ جدًا من القضايا التفسيرية والتاريخية و الأدبية. هو موسوعة شاملة وتحقيقية اسمه فعلًا الغدير.  
فإذا أردت قضايا خلافة أمير المؤمنين موجودة فيها ما نزل من الآيات  , وشعراء القرون المختلفة من زمانه. وترجمتها موجودة فيها وأثبت فيها ما كان يريد .
أولًا :في إثبات الحادثة جمع من الصحابة الذين رووا حديث الغدير مائة وعشرة من الصحابة من مدرسة الخلفاء . وتعرف أن مدرسة الخلفاء يكفي عندهم راوي واحد لإثبات الحديث لأن الصحابه عندهم كلهم عدول .
ثانيًا : من التابعين أي الذين لم يدركوا رسول الله و أدركوا الصحابة أربعمائة وثمانون تابعي .
  ثالثًا: العلماء الذين كتبوا في كتبهم إما كتاب خاص وإما ضمن الحديث عن أحداث السنة الأولى في المدينة جمع ثلاثمائه وستون كتابًا ومؤلفًا هؤلاء ذكروا قضية الغدير .
    فلا يمكن بعد ذلك أبدًا أن تكون قضية جاء ذكرها بهذا المقدار أن تكون مفتعلة أو مزورة فهل من الممكن أن يفتعل مائة وعشرة من الصحابة  وأربعمائه من التابعين أن يفتعلوا قضية ؟ فالقضية ثابتة لا ريب فيها .
استشهاد الموافقين والمخالفين بحادثة الغدير :
    استشهد بالواقعة أيضًا حيث بدأ من صحابة رسول الله من الموافقين ومن المخالفين كأمير المؤمنين استشهد بها في أكثر من موقع أي حادثه الغدير .. فاطمة الزهراء احتجت فيها بأكثر من موضع .. الحسنان احتجا بحديث الغدير .. عمار بن ياسر احتج بحديث الغدير .. عبد الله بن جعفر احتج بحديث الغدير وكذلك الأصبغ بن نباته .
     حتى عمرو بن العاص احتج بحديث الغدير في قصيدته المعروفة بالجلجلية التي وجهها إلى معاوية ، وأورد ذكر الغدير وبين أن الأحق بالخلافة هو علي بن أبي طالب لا معاوية لأن الرسول (ص) ولاه في يوم الغدير ليس الآن أو الأمس بل منذ ذلك اليوم . وأبو هريرة أيضًا أورد ذكر الغدير . المأمون العباسي أورد ذكر الغدير ...وكل واحد يأتي بمصدره :الكتاب والطبعة والصفحة لأنه فيما بعد البترول بدأت تحذف منها تحذف أسطر وتحذف صفحات وتحذف أسماء .
لكن إذا رجعت للطبعة تلك تجد هذه النصوص بكاملها موجودة .
معنى مولاه :
    إذا جئنا لكلمة "مولاه" هل هي بمعنى محبوه وناصروه كمن يريدون أن يغيروا المعنى فيقولون نعم الحديث ثابت والنبي أوقف الناس وحبسهم عن المسير ليقول لهم أن علي حبيبي وعزيزي المعنى بهذا المقدار لا أكثر .
      أو أنه لا خصوصًا عندما قال "ألست أولى بكم من أنفسكم "إشارة إلى الآية المباركة" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم "  وبعد أن قالوا : بلى يا رسول الله ، قال: ألا من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه . نفس المرتبة ونفس الولاية فإذن  هي ولاية الأمر على النفس ،ولاية السيطرة ،ولاية القيادة .
أورد الشيخ الأميني على هذا المعنى الثاني عشرين دليلًا عشرين قرينة على أن المراد هو المعنى الثاني الذي ذهب له الإمامية وأن المعنى الأول لا معنى له أصلًا ولا يمكن أن يكون هنا .
والحقيقة هذا من الأمور العجيبة ..فأنت تستطيع أن تأتي بقرينة وقرينتين وشاهد وشاهدين وثلاثة أما عشرين قرينة في سطر من أربع كلمات فهذا أمر غير طبيعي على الاطلاق .
رده على بعض الشبهات حول الشيعة :
      طبعًا  ليس هذا هو بحثه فقط ، فقد ذهب إلى مناسبة من المناسبات وجزء من الأجزاء وتعرض للشبهات التي أثارها ستة عشر مؤلف من المؤلفين حول الشيعه . شبهات يتعجب الإنسان من هؤلاء كيف بلغوا من العلم ويقولون هذا الكلام ؟
     جاء ابن عبد ربه الأندلسي صاحب كتاب العقد الفريد..يقول :هذا الكتاب أدبي كتاب قصص وشعر وأدب وعندما يأتي للموضوع العقدي فيتغير تمامًا فيقول الرافضة الشيعة شرٌ من اليهود . لماذا ؟  يقول لأن الرافضة  لا يؤمنون بعدة للنساء المطلقات والرافضة يقولون أن جبرائيل أخطأ في تبليغ الرسالة فالمفروض كان يعطيها لعلي ابن أبي طالب فأخطأ وذهب لرسول الله ، فالرافضة يكرهون جبرائيل وما إلى ذلك من الكلام . هذا العالم المفروض أن يطلع على الحقائق على المذاهب فهذا عالم . وجاء بعده ابن تيمية فزاد في الطنبور نغمًا في نفس العقد الفريد من كلمات وزاد أن الشيعة لا يأكلون الجزور أي البعير أو الحاشي لأنهم كاليهود .
ينقل الأميني كلمات ستة عشر واحد من هؤلاء المؤلفين ،فلا تجده ينفعل أو يشتم كما يشتمون أو يتهجم ؟ لا بل يأخذ هذه الدعاوي وينقضها ويتأسف . فإذا كان هذا كلام العلماء وبيدهم ما يقولون وهذا كلامهم.؟
    كان رحمة الله عليه قوي الحجة ومؤدب اللهجة لسانه مهذب حتى وإن كان يواجه الهجوم من الطرف الآخر.
     استمر على هذا المنهج واستعرض كل الشعراء الذين تحدثوا في الغدير مع ترجمتهم.
مثلا قصيدة حسان بن ثابت في الغدير:     
     يناديهم يوم الغدير نبيهم         بخمٍ وأسمع بالنبي مناديًا
في هذه القصيدة ذكر حسان الآيات التي نزلت في علي "ع"
أوردها العلامة الأميني وجاء بالمفسرين من مدرسة الصحابة وأنها نزلت في علي ابن أبي طالب "ع" واستدل عليها استدلالًا متينًا.
عمل مقارنة بما هو عند  الصحابة وبما هو عند علي "ع" .كل هذا مغلف بإطار من الهدوء والاتزان تمثل قوله تعالى: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن".
ولذلك عندما قرأ الناس الكتاب أثنوا عليه ، فمنهم من السنة ومنهم من الشيعة ،منهم من العلماء ومنهم من الأدباء  نظرًا لأنهم أمام مجهود علمي متفوق وأمام أسلوب مهذب ولهجة مؤدبة .
     الغدير للعلامة الأميني "رض" كان بهذه المنزلة العظيمة التي حققها هذا الفارس في التحقيق والتنقيب التاريخي والعقائدي .وحقيقة كان عملًا كبيرًا ما قام به هذا العالم الجليل...فتولاه الله برحمته وأسكنه جنته وحشره الله مع صاحب الغدير.
تركيزه على الغدير واضح ...لماذا؟
     لأنه إذا لم يثبت  الغدير وواقعته فالكثير من حجج الإمامية تسقط ، وأن النص إلهي ، والقضية ربانية ، والمبلغ هو رسول الله فهذا غير موجود ، فالتجلي الأكبر هو قضية الغدير . فإذا سقطت قضية الغدير لم يكن هناك غدير . أو موجود لكن حديث رسول الله  لم يكن طريق صحيح ، أو كان صحيح لكن المعنى كان مغاير.
فأهم حجة في الإمامية تسقط في الأرض ، وأما إذا كان كما صنع العلامة الأميني أنه ليس فقط نحن نثبته من تراث أهل البيت ومدرستهم وإنما نثبته من كتب المسلمين عمومًا بأقوى الحجج وأقوى الأسانيد صدقيةًً وبالمعاني التي نريدها . فهناك يشير أن أمر  صاحب الغدير هو صاحب البيعة والولاية على المسلمين "ع".

 
 

 

مرات العرض: 3435
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2576) حجم الملف: 17618.91 KB
تشغيل:

الشيخ المظفر وتجديد الحوزة العلمية
مرجعية الإمام الحكيم وصفحات من التصدي