حقيقة الشرك وأبعاده
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 5/9/1433 هـ
تعريف:

حقيقة الشرك و أبعاده

قال تعالى)  :   إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ( سورة النساء 48
بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهُ. . حَدِيثُنا عَنْ أَعْظَمَ الكبائروأشدها وَهُوَ الشَّرَكُ بِاللهِ عزوجل. حَيْثُ ذُكَرَ فِي القُرْانِ الكَرِيمَ وَرُتَّبَ عَلَيْهِ نَتَائِجَ مِنْهَا أَنْ : ( مَنْ يُشْرِكَ بِاللهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا  (النساء48وَفِي الآيَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ (فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) النساء116
 وَفِي آيةٍ ثَالِثَة( فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) سورة المائدة 72
وَهَكَذَا مِنْ أَلْفَاظِ التَّهْدِيدِ وَالتَّشْدِيدِ لِمَنْ يَتَوَرَّطُ فِي هَذِهِ الكَبِيرَةُ أَعْنِي الشَّرَكَ بِاللهِ عزوجل.
بِالإِضَافَةِ إِلَى ذَلِكَ هُوَ مِنْ الكبائر الَّتِي نُصَّ عَلَيْهَا فِي الرِّوَايَاتِ. لِأَنَّ الكبائِرَ عَلَى قِسْمَيْنِ:

قَسَمٌ نُصَّ عَلَيْهِ بِعنْوَانِه, مِثْلَ الشَّرَكِ بِاللهِ جَاءَ فِي رِوَايَاتٍ مُتَعَدِّدَةٌ أَنَّ مِنْ أَعْظَم الكبائِر وَأُقَبحِ الكبائِر الشِّركُ بِاللهِ عزوجل.
وَهُنَاكَ قِسْمٌ مِنْ الكبائِر - كبائِر الذّنُوب لَيْسَ مَنْصُوصًا عَلَيْهَا بِالذَات وَإِنَّمَا بِاِعْتِبَارِ اِنْطِبَاقِ أَحَدِ المَقَايِيسِ الَّتِي تُمَيِّزُ الكَبِيرَةَ عَنْ غَيْرِ الكَبِيرَةِ وَالَّلتِي سَبَّقَ أَنْ تَعَرَّضْنَا لَهَا فِي لَيَالِيٍ مَضَتْ مِنْ أَنَّهُ مَثَلًا مَا تَوَعَّدَ اللهُ فَأَعِلَّهُ بِدُخُولِ النَّار أَوْ مَا تَعْقَبَهُ باللعنةِ أَوْ مَا وَجَبَ فِيهُ الحَدُّ.
هَذِهِ المَقَايِيسُ وَأَمْثَالُهَا تَنْطَبِقُ عَلَى قِسْمٍ مِنْ الذُّنُوبِ وَلِذَلِكَ تُعَنْوَنُ تِلْكَ الذُّنُوبُ بِأَنَّهَا كبائِر.
الشَّرَكُ بِاللهِ عزوجل يَجْمَعُ كِلَا الحَالَتَيْنِ ، كَمَا أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ أَيَّةٌ الله السيدُ الشَّهِيدُ دستغيب ، لَهُ كِتَابٌ جَمِيلٌ فِي هَذَا المِضْمَارِ اِسْمُهِ ( الذُّنُوبِ الكَبِيرَةِ ) مُعْرِب الأَصْل بِالفَارِسِيّ وَلَكِنَّ هُنَاكَ تَعْرِيبٌ لَهُ بِعُنْوَانِ الذُّنُوبِ الكَبِيرَةِ مِنْ مُجَلَّدَيْنِ وَهُوَ كِتَابٌ أَخْلَاقِيٌّ وَتَرْبَوِيٌّ قَيِّم فِي حَصْرِ الذُّنُوبِ الكَبِيرَةِ وَفِي الحَدِيثِ عَنْهَا. إذا رَغَبَ أَحَدُكُمْ الاِطِّلَاعُ فِي هَذَا المَجَالِ فهَذَا الكِتَابُ مِنْ الكُتُبِ الجَيِّدَةِ.
حَيْثُ أَنَّ قَضِيَّةَ الشَّرَكِ بِاللهِ عزوجل مِنْ الأُمُورِ الَّتِي إِلَى الآنَ تَمْلَأُ جَوِّنَا الثَّقَافِيَّ العَامَّ بِاِعْتِبَارِ وَجُودِ فِئَةٍ مِنْ المُسْلِمِينَ مُتَخَصِّصَةٌ فِي وَصْمِ الآخَرِينَ بِالأَفْعَالِ الشَّرْكِيَّةِ ،فَهُنَاكَ فَرِيقٌ مِنْ المُسْلِمِينَ يَتَّهِمُ أَكْثَرِيَّةَ المُسْلِمِينَ مِنْ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ بِأَنَّ لَدَيْهِمْ مُمَارَسَاتٌ شَرْكِيَّةٌ وَأَنَّهُمْ بِذَلِكَ يُجَسِّدُونَ الشَّرَكَ مِنْ خِلَالِ هَذِهِ المُمَارَسَاتُ.
لِهَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَحَدَّثَ الإِنْسَانُ عَنْ حَقِيقَةِ هَذَا المُصْطَلَحِ وَ عَلَى ضَوْءِ تَعْرِيفِ هَذَا المُصْطَلَحِ وَفَهْمِ حَقِيقَتِه ، يُمْكِنُ لِنَّا أَنْ نَقُولَ أَنَّ هَذَا الفِعْلُ فِعْلٌ يَنْتَمِي إِلَى الشَّرَكِ وَ أَنَّ ذَلِكَ الفِعْلُ يَنْتَمِي إِلَى التَّوْحِيدِ.
 فماهو الشَّرَكُ وَمَاهِيَّةُ حَقِيقَتِهِ؟
 هَلْ يَخْتَلِفُ عَنْ الكُفْرِ أَوْ لَا ؟ وَمَا هِيَ أَقْسَامُهِ ؟
 نُتَحَدَّثُ هُنَا بِشَيْءٍ مِنْ الاِخْتِصَارِ بِمَا يُنَاسِبُ المَقَامُ عَنْ هَذِهِ الأُمُور إِنْ شَاءَ الله .
أَوَّلًا: الشِّرَك.
الشَّرَكُ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ اِعْتِقَادٍ قَلْبِيٌّ لِدَا بَعْضُ النَّاسِ بِأَنْ شَخْصًا أَوْ شَيْئًا يَشْتَرِكُ فِي التَّصَرُّفِ فِي آلِكُون فِي عَرْضِ اللهِ عزوجل وَأَنَّهُ تُطْلَبُ مِنْهُ الحَاجَاتُ بِالاِسْتِقْلَالِ وَأَنَّ لَهُ التَّأْثِيرُ بِالذَاتِ فِي كُلِّ الكَون أَوْ فِي بَعْضِ أَجْزَائِهِ بِغَضِ النَّظَرِ عَنْ اللهِ عزوجل.
فَهُوَ أَوَّلَا اِعْتِقَاد ، أَيٌّ لَيْسَ كَلَامًا وَلَيْسَ لَفْظًا.
لَمَّا نُعِينُ أَنَّ مَسْأَلَةَ الشَّرَكِ هِيَ قَضِيَّةُ اِعْتِقَادٍ قَلْبِيٌّ نَتَعَجَّبُ مِنْ أَنَّ قَسْمَ مِنْ النَّاسِ يُرَتِّبُونَ صِفَةَ الشَّرَكِ عَلَى أَسَاسِ الكَلِمَاتِ وَالحُرُوفِ.
مَثَلًا : يَأْتِي مَنْ يَقُولُ لَكَ ، لَا تَقُلْ اللهَ وَفُلَانٌ لِأَنَّ هَذَا شَرَكٌ يَجِبُ أَنْ تَقُولَ اللهُ ثُمَّ فُلَانٌ.
هَذَا الكَلَامُ إِذَا كَانَ غَيْرُ المَقْصُودِ مِنْهُ الاِعْتِقَادَ بِمُشَارَكَةِ فُلَانٍ إِلَى جَانِبِ اللهِ - لامحذور فِيهُ.
لِأَنَّهُ جَاءَ فِي القُرْآنِ الكَرِيمُ هَكذَا تَعْبِيرٌ، الإِشْكَالُ مَتَى يَقَعُ ، عِنْدَمَا يَكُونُ عَلَى نَحْوِ الاِعْتِقَادِ. وَ إِلَّا فِي القُرْآنِ الكَرِيمُ: ( وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) التوبة 74
مَعَ أنَّهُ مِنْ المَفْرُوضِ أَنْ يَقُولَ أَغْنَاهُمْ اللهُ فَقَطْ أَوْ أَغْنَاهُمْ اللهُ ثُمَّ رَسُولُهِ لَكِنْ القُرْآنُ الكَرِيمُ لَمْ يَسْتَعْمِلْ هَذِهِ العِبَارَةُ لِمَاذَا؟
 لِأَنَّ القَضِيَّةَ لَيْسَتْ دَائِرَةَ مَدَارِالأَلْفَاظِ وَإِنَّمَا دَائِرَةُ مَدَارِ الاِعْتِقَادِ.
إِذَا إِنْسَانٌ يَعْتَقِدُ بِذَلِكَ حَتَّى لَوْ لَمْ يَقُلْ كَلَامًا وَلَمْ يَقُلْ لَفَظَا هَذَا الاِعْتِقَادَ اِعْتِقَادٌ شَرْكِيّ.
لَوْ أَنْ إِنْسَانٌ مَثَلاً اِعْتَقَدَ أَنْ الَّذِي يُعْطِيَ الشِّفَاءَ اِثْنَانِ: اللهُ قَسْمٌ وَ أَيْضًا النَّبِيُّ يُعْطِي الشِّفَاءُ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ اللهِ عزوجل ، هَذِهِ عَقِيدَةٌ شَرْكِيَّةٌ لَيْسَتْ صَحِيحَةٌ.
 لَوْ أَنَّ أَحَدٌ اِعْتَقَدَ أَنْ الَّذِي يَمْنَحُ الأَوْلَادَ وَيَهُبُّ الذُّكُورَةَ أوالإناث - مَرَّةً اللهِ يَهُبُّ ذَلِكَ مَرَّةً السَّاحِرُ يُعْطِينَا أَيضاً بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ اللهِ عزوجل هَذِهِ عَقِيدَةٌ شَرْكِيَّة ،حَتَّى لَوْ لَمْ يَقُلْ كَلَامًا وَلَوْ قَالَ كَلَامًا ظَاهِرَه الشَّرَكَ أوالكُفر لَكُنّ لَمْ يَنْطَوِي قَلْبُهُ عَلَى هَذَا الأَمْرِ - غَيْرَ مُعْتَقِدٍ فِيه – يَصِير.
مِثَالُهُ عَمَّارُ اِبْنُ يَاسِرُ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ) النحل 106
عَمَّارُ اِبْنُ يَاسِرٍ نَطَقَ كَلِمَةُ الكُفْرِ وَبَجَّلَ فِي الأَصْنَامِ وَالأَوْثَانِ وَلَكِنَّ هَذِهِ أَلْفَاظٌ وَلِيسَ اِعْتِقَادُ قَلْبِي عَنَدَه. وَلِذَلِكَ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا شِئ ، لِذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه لَهُ لِمَا جَاءَهُ بَاكِيًا، وَ إِنَ عَادُوا لَكَ فَعُدْ عَلَيْهُمْ بِالقَوْلِ. أَي إِذَا رَجَعُوا لَكَ وَآذَوْكَ أَيْضًا قَلَّ لَهُمْ نَفْسُ الكَلَامِ أُعْطِيهُمْ مَا يُرِدُونَ لِأَنَّكَ لَمْ يَنْطَوِي قَلْبُكَ عَلَى كُفْرٍ وَلِأُشْرِكٍ وَ لَا عَلَى اِعْتِرَافٍ بالآله ، نَعَمْ لوكان اللَّفْظُ أَحْيَانًا مُشِيرٌ إِلَى العَقِيدَةِ فَهُوَ مَمْنُوعٌ.
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَفِي أَثْنَاءِ الحَدِيثِ قَالَ لَهُ : ( يَا رَسُولَ الله إِنْ شَاءَ اللهُ وَشِئْت ) ، يَعْنِي إِذَا أَنْتَ تَشَاءُ وَأَنَّ اللهَ يَشَاء . قَالَ : ( وَيَحُكَّ أَجَعَلْتَنِي لِلهِ نِدًّا قُلْ إِنْ شَاءَ الله ).
هُنَا لَعَلَّ هَذَا الشَّخْصُ كَانَ يَتَصَوَّرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهٌ لَهُ تَصْرِفٌ فِي الكَوْنِ وَمِشْيَةٍ بِمَعْزِلٍ عَنْ مَشِيئَةُ اللهِ عزوجل فَالنَّبِيُّ أَرَادَ أَنْ يُوقِفَ هَذِهِ القعيدة عِنْدَهُ أَوْ أَرَادَ أَنْ يَفْهَمَ الحَاضِرِينَ بِأنَ الاِعْتِقَاد بِهَذَا النَّحْوِ اِعْتِقَادٌ خَاطِئٌ.
وَفِي الخَبَرِ عِنْدَنا عَنْ الإِمَامِ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَلَام فِي تَفْسِيرِ الآيَةِ المُبَارَكَةِ: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) يوسف 106.
قَالَ : ( هُوَ قَوْل الرَّجُلِ لُولَا فُلَان لَمَا  رُزِقتْ وَلُولَا فُلَان لَضَاعَ عِيَالِي وَلُولَا فُلَانٌ لَما شُفِيَتْ ).
إِذَا أإنِّسَان يَعْتَقِدُ حَقِيقَةً أَنْ الَّذِي صَنَعَ لَهُ الرِّزْق هُوَ فُلَان وَلَيْسَ اللهُ عزوجل ،أي بِمَعْزِلٍ عَنْ اللهِ هَذَا شَرُّكِ. يَعْتَقِدُ كَمَا بَعْضُهُمْ يَعْتَقِد ، مثال : وَحْدَةً تَقُولُ رُبَّمَا مِنْ اليَأس أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، تَقُولُ ذَهَبَتْ إلى الطَّبِيبَ فَمَا نَفَعَنِي دَعَوْتُ اللهَ كَثِيرًا لَمْ أَسْتَفِدْ شَيْئًا،الآنَ أَذْهَب إِلَى السَّاحِر لَعَلَّهُ يُسَاعِدُنِي هَذَا شَرَكٌ . لِذَلِكَ عِنْدَنا رِوَايَاتٌ تَقُولُ مَنْ جَاءَ إِلَى سَاحِر فَصَدَقَة فَقَدْ كَفَرَ بِمَا نُزِلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه.
لِمَاذَا كَفَرَ بِمَا أَنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ؟
لأَنَّهُ إِذَا جَاءَ وَهُوَ يَعْتَقِدُ أَنَّ الطَّبِيبَ الَّذِي هُوَ سَبَبٌ مِنْ الأَسْبَابِ الطَّبِيعِيَّة لَمْ يَقْضِي لَهُ حَاجَتَهُ وَاللهِ عزوجل وَهُوَ مُسَبِّبُ الأَسْبَاب لَمْ يَعْطِيه الوَلَدَ بَقِيَ السَّاحِرُ يُمْكِنُ أَنْ يُعْطِيَهُ الأَوْلَادُ فَهْدًا يَكْذِبُ بِمَا قَالَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه بِأَنَّهُ لَا إِلَه وَلَا خَالِقَ ولامدبر ولامعطي وَلِامَانِعَ ولامغير إِلَّا اللهُ عزوجل ، يَكْفُرُ بِهَذَا الكَلَام.
يَتُبْن أَنْ هُنَاكَ وَاحِدٌ أَيْضًا لَيْسَ فَقَطْ اللهَ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ، وَإِنَّمَا هَذَا أَيْضًا يَهُبُّ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا ، هُنَا يُصْبِحُ شَرُّكِ.
فَحَقِيقَة الشَّرَك هِيَ قَضِيَّةُ اِعْتِقَادٍ قَلْبِيٌّ وَلَيْسَ كَلَامًا - لَيْسَ لَفْظًا ، رُبَّمَا اللَّفْظُ يُوَافِقُهُ وَرُبَّمَا اللَّفْظُ يُخَالِفُهُ وَلَكِنَّ الأَسَاسُ فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنَّ الشَّرَكَ أَمَرُّ قَلْبِيٌّ وَاِعْتِقَادٌ دَاخِلِيٌّ يَقْضِي بِأَنْ الإِنْسَان يَعْتَقِدُ أَنَّ شَيْئًا أَوْ شَخَصَا إِلَى جَنْبِ اللهِ أَوْ فِي عَرْضِ اللهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَقِّقَ لَهُ مُطَالَبَة.أَمَّا لوكان يَعْتَقِدُ أَنَّ الأَشْيَاءَ فِي طُولِ اللهِ عزوجل فَلَا يُوجَدُ إِشْكَال.
مَا مَعْنِى فِي طولِ اللهِ ؟
لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نُمَثل مِثَالٌ عُرْفِي أَنْتَ لَدَيْكِ شَرَكُة فِيهَا مَجْلِسُ إِدَارَة مُكَوَّنٌ مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْخَاص كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الأَشْخَاص يُسَاوِي المُجَاوِرَ لَهُ ،هَذَا يُقَرِّر وَالمُجَاوِرُ لَهُ يُقَرِّر، هَذَا لَهُ صَوْت وَالآخَرُ لَهُ صَوْت ،هَذَا يَقْقدر أن يُمَانِع وَهَذَا يَقْدِرُ أن يُمَانِع أيضاً, هَذَا يَقْدِر أن يُعْطِي المَالَ وَالآخَرَ يَقْدِرُ أن يُعْطِي المَالُ،هَذِهِ تُسَمِّى عَلَاقَةُ عَرْضِيَة مُتَسَاوِيَة.كُلُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُسَاوِي لِلثَّانِي فَلَا يَحْتَاجُ كُلُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَرْجِعَ لِلثَّانِي يَقُولُ لَهُ أَفْعَل أَوْ لَا تَفْعَل هوتصرف ، هُوَ عِنْدَهُ أَمْوَال،هوعنده قَرَار هَذِهِ عَلَاقَة تُسَمَّى عَلَاقَة عَرْضِيَّة.عِنْدَنا عَلَاقَةٌ طُولِية مِثَال أَنْت صَاحِبُ شَرِكَة أي المَالِكُ لِلشَّرِكَة وَعِنْدَكِ مُدِيرعَام لِلشرِكَة، أَنْتَ تُقَررالأَشْيَاءَ وَهُوَ لَازِمٌ يُنَفِّذُهَا ، هُوَلَا يقدّر أَنْ يينفذها بِدُونِ الرُّجُوعِ لَكَ،إِذَا هُوَ فِي طولك ،هُوَ تَحْت وَأَنْتَ فَوْقَهُ لَا يَقْدِرُأَنْ يقررعليك لَا يَقْدِرُ أَنْ يَتَجَاوَزَكِ أَوْ يَمْنَعُكِ مِنْ شَيْءٍ أَنْتِ تَسْتَطِيع أَنْ تَمْنَعَهُ لِأَنَّكَ الأَعْلَى وَ هُوَ الأَسْفَل، فَالعَلَاقَةُ عَمُودِيَّة طُولِيَّة بِخِلَاف عَلَاقَة الشُّرَكَاءِ هُنَاك فَهِيَ علاقية عَرْضِيَةٌ مُتَسَاوِيَةٌ.
اذا الإنسان اعتقد أن النبي الفلاني أو الولي الفلاني يرزق كما يرزق الله إلى جنب الله ، الله يرزق وهذا أيضا يرزق بدون أن يرجع النبي إلى الله هذه أيضا عقيدة شركيه.
إذا اعتقد أحدهم أن هذا بيدة الشفاء بغض النظر عن الله عزوجل  فهذه عقيده شركيه ، أما أذا اعتقد أن هذا في طول الله عزوجل فلا شرك فيه.
مثلا: الطبيعة فيها قوانين الشمس تشرق على البحر تبخر الماء ويرتفع البخار إلى السماء ثم يهطل المطر لكن ذلك سنة وضعها الله عزوجل وقدرة في الشمس جعلها الله عزوجل ، هذه أيضا ليست شرك.
 لذلك يتعجب الإنسان عندما يقول بعض هؤلا اللذين يتهمون غيرهم بالشرك ، رأيت كثيرا يقول : لا تقل إن الشمس هي التي تبخر البحر ويصعد البخار إلى السماء فينزل المطر بسبب ذلك قولوا الله  ينزل المطر وإلا تصبح شرك ،هذا الكلام غير صحيح ،
اذا المقصود الشمس هي لوحدها بغض النظر عن الله هذا شرك ،
أما إذا قلنا أن الله جعل في الكون أنظمة وقوانين يجري هذا الكون عليها ، الشمس والقمر قال تعالى في محكم كتابه : ( لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يس الآية40
وكل هذا الكون والعالم يجري ضمن سنة الله عزوجل : (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت الآية 11
بعدها يحدث تسونامي نقول نعم تخلخل القشرة الأرضية تحت البحر أنتج الزلزال المائي وصنع هذا الموج العاتي – لايوجد اشكال ابدا، لماذا؟
لأن هذا النظام وهذه السنة ، الله عزوجل وضعها متى ما تخلخلت القشره يحدث هذا.
نقول انه نعم المطر ينزل على أثر تبخر البخار من البحر حتى إذا صعد ونقلته الريح إلى منطقة اختلاف الضغط الجوي وبرودة المكان يسقط المطر وليس أن الله يأتي بدلو ماء ويصبه على الناس بيده ليس هكذا - فهذا ليس شرك لأننا نقول أن الشمس والقمر والأرض والسماء لاتفعل شيء بنفسها بذاتها وإنما بما هي مأمورة من الله عزوجل و مخلوقة لله عزوجل وكذلك بالنسبة إلى الأولياء وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله و إلى أمير المؤمنين وللأئمة المعصومين.
مثال : إذا واحد تصور و لا يوجد أحد يتصور هكذا لكن لو فرضنا أن إنسانا تصور أن النبي يرزق بغض النظر عن الله عزوجل هذه عقيدة شركية ، و أن الإمام يشفي المرضى في عرض الله عزوجل و ليس بتخويل الله عزوجل هو بنفسه هو بذاته مثل مالله عزوجل عنده قدره الإمام عنده قدرة هذه عقيدة شركية .
نعم لو أن الإنسان اعتقد أن الله عزوجل كما أودع في الشمس قوة التبخير وأودع في الملائكة قوة إدارت الكون ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) النازعات الآية 5.
أعطى لبعض عباده المخلصين والمخلصين والأصفياء قدرة و صلاحية لمنفعت الناس بحيث تجرى على يديهم هذه الإمكانات و المعجزات والكرامات والقضايا فلامانع ، المرجع في الأخير إلى الله عزوجل ، فإذن صار الشرك ليس لفظا وإنما عقيدة قلبية.
صارإذا اعتقاد الإنسان أن الأشياء ،الأشخاص علاقتهم مع الله علاقة عرضية إلى جنبه كل واحد مستقل هذه عقيدة شركيه.
وأما إذا قال أنها علاقة طولية ، هذا رب وهذا عبد لكن الرب أعطى هذا العبد سواءا كان أرض أو سماء أو نبي أو إمام أعطاه قدرة و قوة أو إمكانية إضافية زائدة حتى يجري على يديه الخير هذا ليس فيه مانع هذا عين التوحيد.
يقسمون الشرك الذي هو أكبر الكبائر إلى عدة أقسام نتحدث عن  بعضها
قد يكون الشرك في الذات – الشرك في الذات الإلهية بحيث يعتقد الانسان أن هناك أكثر من إله ،أكثر من رب في هذا الكون ، البعض من الديانات كالبراهمه مثلا اعتقدوا أن في الكون ءالهين واحد اإلى الخير وآخر إلى الشر ، فهذا لايصح.
 الله واحد يخلق منظر جميل إمراءة فاتنه جميلة وكذا وكذا ونفسه يخلق واحدة اذا نظرت إليها استعذت بالله لا لايصح.
أيضا يخلق الصحة والنعمة واللذة والجمال والكمال ويخلق المرض والميكروبات و الأذى والشرور وإبليس لا لايصح هذا ، فإذن هناك ربان وإلهان في هذا الكون : واحد اختصاصه يخلق الخير ومايتفرع منه وآخر يخلق الشر ومايتفرع منه ، قال عزوجل في القران الكريم ( وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ) النحل الآية 51
الله سبحانه وتعالى الرب في الكون ، واحد وهذا أدلته العقليه كثيرة – ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) الأنبياء 22
أدلة عقليه محكمة قائمة على أن الإشتراك في الكون يعني الفساد و يعني النزاع والمواجهة بين الإلهين المفترضين.
 بعض الديانات حتى التوحيدية تورطت بشيء من الشرك مثل المسيحيين
 بعض الفرق المسيحية على أثر التحريف الذي دخل على الديانة  المسيحية في أيام سيطرة القياصرة الرومان وتزييفهم وتزويرهم لهذه الديانه انتقلت إليهم الأفكار الوثنية والشركية فاعتقدوا أن في الكون ثلاثة ءالهة  تجدها في المثلث الموجود ، الآب والإبن والروح القدس، لذالك تجدون الإشاره إليهم في صلاتهم.
وهؤلا شركاء ليس انه مثلا عسيى ابن مريم عبد من عبيد الله نبي من أنبياء الله مملوك لله هو أيضا شريك في هذا الكون هو يتصرف هو يرحم هو يعطي وهكذا بالنسبة إلى روح القدس هو كذلك لذا قال الله في محكم كتابه
( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ) المائدة الآية 73
وهكذا ما يقال أيضا في حق اليهود الذين جعلواعزيرا ابن الله جعلوه شريكا في عالم التكوين له جزء من هذا العالم يتصرف فيه يعطي يمنع ليس أنه مثلا شخص موجود وعادي مادام إنه ابن الله لازم  يأخد جزء من أبيه ويتصرف فيه. هذا نسميه شرك في الذات .
نحن نعتقد كما سيأتي إن شاء الله في حديث عن كيف يحارب الإسلام وعقيدة التوحيد الممارسات الشركية و الأفكار الشركية.
أهم الأذكار( لا إلهَ إلاَّ اللَّه ) - وهذا ليس ذكر لسان ولكنه فلسفة هذا الدين هو نفي ماعدا الله سبحانه وتعالى
هذا نسميه شرك في الذات
 وعندنا الشرك في الأفعال يعني أن يعتقد إنسان أن هناك من يعطي ويمنع بالإضافة إلى الله سبحانه وتعالى لا في طول الله وإنما في عرض الله أحيانا بعض الكلمات تطلع من بعضهم قطعا غير مثصودة وإلا إذا كانت مقصودة مشكلة.
مثلا أحدهم يقول : أنا دعوت الله كثيرا وما أعطاني حاجتي وعندما نخيت أبو الفضل جائتني وبسرعة .
إذا هذا مقصوده أن االله لم يعطيها إياه وإنما أعطاها أبو الفضل في عرض الله هذه فكرة شركية فكرة غير صحيحه
أبو الفضل وسائرالأولياء وسائر الأصفياء إنما هم وجهاء وشفعاء وأصفياء يعطيهم الله إمكانية الفعل والإجابة
هو الله - لولا هذا العطاء هم مليس لديهم شئ ، هو بذاته ليس بيده شئ لولا عطاء الله الكبير لرسول الله صلى الله علية وآله.
الله هو الذي هذه أعطاه المنزلة وأعطاه هذه الدرجة أعطاه هذه الإمكانيات ، رقاه تلك المراقي فجرت علي يديه النعم ، جرت على يديه العطاء بعد عطاء الله عزوجل.
ليس أن الله لم يعطيني ولم يقدره أن يعطي أنا ذهبت لواحد أقوى أعطاني - هذا غير صحيح
هذه الفكرة إذا لا يوجد أحد يلتزم بها ، أحيانا تصير من باب سبق اللسان والكلام وإلا إذا إنسان يعتقد فيها هذه فهذه فكرة شركية.
( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) النحل 53
ماكو احد عليه نعمه من النعم الا من الله سبحانه وتعالى لكن جرت سنة الله عزوجل ان يجري النعم باسبابها
بل أبى أن يجري الامور إلا بأسبابها الله
الله عز وجل لايأخد رزمات المال ويوزعها على الناس واحدا واحد وإنما يجعل اسبابا وطرقا للرزق، انا و أنت نذهب ونسعى للرزق ونحصل عليه أما أن ينتظر الله يأتيه ويوزع له المال هكذا.
فقد يكون هناك أحيانا شرك في الأفعال
أن هناك قسم من الناس يتصورون أن هناك محركا و مسكنا وشافيا ومعالجا ومعطيا ومانعا غير الله
لا لايوجد الا الله سبحانه وتعالى
إذا واحد أعتقد فعلا أن شفائه كان من فلان ورزقه كان من فلان و ليس من الله ، دليل على ذلك أنا دعوت الله لم  يشفي ولدي طلبت من الله لم يعطيني ذهبت إلى  فلان أعطاني
إذا بهذا الشكل ينطبق عليه تفسير الإمام الصادق علية السلام للآية المباركة ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) يوسف الآية 106
هو قول الرجل لولا فلان لما رزقت ولولا فلان لضاع ولدي
نعم إذا أنت تعتقد ان الله بيده كل شئ ولكنه أعطى هذا الطبيب قدرة من الله فهو الذي شفاني ، هنا لايوجد مانع ،
أعطى لهذا الوجيه وجاهة بحيث المشكلة اللتي كنت فيها خرجت منها أقدر أقول هذا الوجيه طلعني منها  لكن في اعتقادي الداخلى ان هذه ليست قوته وإنما من الله عزوجل اعطاه إياها ، حين ذلك لايكون شرك في الأفعال.
وهناك شرك في العبادة
الشرك في العبادة من أوضح مظاهره قضية الرياء – الإنسان مأمور ان يعبد ربه مخلصا له الدين فإذا جعل له شريكا يأتي إلى أصل العمل يقصد به غير الله تعالى
صلى المصلي لأمر كان يطلبه         لما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما
أحدهم كان يقول فلان شديد الكتمان قيل له كيف قال لانه كتم حب الدنيا في قلبه اربعين سنه حتى يصل ويصبح قاضيا ، ولما صار قاضيا انتهى الأمر– حصل على مراده ولم يعد للصلاة ولانوافل ولا قراءة قرآن ، ماكان المقصود منها الله عزوجل و كان المقصود منها أن يعرف بين الناس بالصلاة حتى يحصل على المنصب حتى يحصل على المال حتى يحصل على الدنيا.
أحيانا حتى الصلاة تكون لغير الله تعالى ، يصلي لغير الله من البداية بمعنى أنه لو لم يكن هناك أحد هنا فإنه لن يصلي لكن لوجود الناس أمامه صلى ، عندما يكون لوحده فإنه لايصلي ، يذهب لمنزله لايصلي ، يتبين هنا أن صلاته من أجل الناس و ليس من أجل الله ، وهذا العمل سواءا كان كل الدافع هو الغير أو كان بعض الدافع كأن
يقول أحدهم أنا 50% إلى الله اصلي و 50% لعبد الله هذا أيضا ترد عبادته وتبطل ، ويجب عليه بعد أن يطهر نيته و أن يعيد هذه الصلاة .
نعم هناك صورة وهو العجب المتأخر لايفسد الصلاة .
هناك إنسان افترض أنه بعد ما صلى وكان صلى بنية خالصة بعد أن فرغ من صلاته جائت جماعة فاذا به يقول لهم لو لحقتوا قبل قليل لكنتم رأيتم صلاة مرتبة مضبوطه جميلة كدا وكدا هذه لاتبطل الصلاة السابقة لأنها انتهت، هذا خلق سيء.
العجب خلق سيء ولكن لا يبطل العمل المتقدم - نعم لوكان في هذه الأثناء وقصد به غير الله بطل .
مثلا قالوا شخص جاء للمسجد و بدأ يصلى الصلاة وبعد أن شرع في الفاتحة إذا به يسمع حركة باب المسجد مرة يفتح  ومرة يغلق وهكدا فقال في نفسه وهويصلي في المحراب اكيد هؤلاء أناس كثر جاؤا ليصلوا في المسجد فبدأ يطول في الصلاة ويرتل ويجود القراءة وبخشوع و يطيل الركوع والسجود ،السبحانيات بدل واحدة صارت ثلاثة  وهو في داخل نفسه أن الناس جالسين يلاحظوا هذه الصلاة الإستثنائية ، انتهى من صلاته ، الآن نظر للخلف ليرى إعجاب الناس بصلاته فإذا به يفاجأ بأن هناك كلب شغلته مع الباب مرة يفتحه ومرة يغلقه ، هنا لاهو حصل على ثناء الناس ولاهو أيضا حصل حمد الله عزوجل ولاقبول الصلاة ، هذا شرك في العبادة .
حتى الشرك في افعال الخير والأعمال الأخرى ، واحد يرائي بالعطاء ، يرائي بالإرشاد حتى ، يرائي بالعمل الصالح هذا لايبطل لأنه ليس من الأمور العبادية التي تبطل مثل تلك الصلاة والصيام وما شابه ذلك ولكن أين ثواب هذا وأين ثواب العمل الخالص.
اذن عندنا شرك في الذات وشرك في الأفعال وشرك في العبادة أيضا وعندنا شرك في الصفات نتحدث عنه في وقت لاحق .
خارج هذه الدائرة لو أن إنسان استعان واستغاث وطلب وتوجه من غير اعتقاد بأن هذا اللذي توجه إليه يستطيع أن يفعل شيئا بمعزل عن الله ليست لديه هالعقيدة ، يقدر يغيثة بمعزل عن الله ليست لديه هذه العقيدة ، يقدر يعطيه بمعزل عن الله ليست لديه هذه العقيدة وإنما عنده عقيدة أن فلان عنده وجاهة عند الله عزوجل فسيكون شفيعا له ويقدمه بين يدي الله عزوجل هذا لايوجد فيه مانع.
أنت تنادي يارسول الله يا أمير المؤمنين يافاطمة وأنت تعتقدان هؤلاء عباد مكرمون أنعم الله عليهم بأن أجرى حاجات الناس على يديهم هذا ليس فيه مانع  تقول : إانا توجهنا.
التوجه ليس فقط أن تجعل جهتك هناك إنما تصنع لك وجاهة بواسطتهم.
مثلا تريد أن تذهب لشخصية كبيرة تقول سآخد معي جماعة من الوجهاء اللذين يعرفهم ذاك الطرف حتى يكون تقييم الموضوع تقييم عالي ، أو ساذهب للمرجع الفلاني اذن سآخد معي مجموعة من العلماء اذهب معهم ،ا سأزور مسئول كبير اذن سآخد معي جماعة من الوجهاء اللذين يحترمهم ويقيمهم ، أصنع لي وجاهة بواسطة هؤلاء ،أتوجه بهم واستشفع بهم وأتوسل بهم .
لعل  أحدهم يقول : مادام الموضوع بهذا الشكل لماذا تقولوا مباشرة ياعلي ، قل مباشرة يالله ، لماذا تقول يا رسول الله ، قول مباشرة يالله ، لماذا تقول يافاطمة ، قل يالله مباشرة.
جواب ذلك أنه مثلما أن الله سبحانه وتعالى جعل أمكنة وأزمنة وهيئات وجعل فيها امكانية استجابة الدعاء أكثر جعل أشخاصا أيضا يتوجه بهم - الآن لو أن أنسان في بيته و رفع يديه وقال : ربي اغفر لي ولوالدي ، والله استجاب له ، لماذا يتوجب عليه أن ينتظر أربعة أشهر خاى يجئ شهر ذي الحجة و ينتظر ليوم التاسع و بعد الظهر ويلبس احرامه ويتوجه مشوار لعرفات وهناك يرفع يديه ويقول : ربي اغفر لي ولوالدي.
لأنه جعل في هذا المكان وجعل في هذا الزمان امكانيات الإستجابة فيه أكثر من غيره ، كذلك أيضا جعل أشخاصا ، هؤلاء الأشخاص امكانية استجابة الدعاء بالتوجه بواسطتهم هي اكثر.
 ليالي شهر رمضان ماذا تفرق عن باقي الليالي رطوبتها ازيد أو جوها احلى نفس الشيء.
ولكن الله عزوجل جعل هذا الزمان فيه صفة ، هذه الصفة تنتهي إلى استجابة الدعاء أكثر من سائر الأيام والليالي ، كذالك بالنسبة إلى الدعاء و التوجه والتوسل بأهل البيت عليهم السلام .
اذن لوكان كل نداء إلى الشخص يعد شركا ، ذاك الوقت حتى لو قلت يافلان اعطني الماء يصير شركا لأنه استعانه بغير الله - لا ليس كذالك أنت حتى وأنت تستعين لا تعتقد أنه يقدر أن يعينك بغير الله، لاتعتقد بذالك لهذا لايوجد بها محذور.
الاستنجاد و الاستغاثة
استغاثة الغريق واستنجاده لازم أن تكون حرام لكن هذا الغريق لايعتقد أن هذا المنقذ رب إلى جانب الله عزوجل وإنما يعتقد أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يجعل انقاذه على يده ولهذا كانت الإستغاثات تصير ولا يُعتَرضُ عليها.
هذا امير المؤمنين عليه السلام وبعدما جرى من أحداث السقيفة وتعرضه للاذى والإضطهاد وتَعرضَ للالم  على ماصار عليه امر المسلمين اُثِرَ عنه القول : ( واجعفراه! ولا جعفر لي اليوم ! واحمزتاه ولا حمزة لي اليوم !)
هذا نوع من التفجع ونوع من الإستغاثة أيضا لم يعترض أحد على الإمام امير المؤمنين وقال له أنت تشرك بالله وتستغيث بغير الله عزوجل ، لماذا؟
لإن هنا ليس المقصود ، بغض النظر عن الله وإنما المقصود بماهم أولياء لله ، عباد لله مكرمون ومحترمون
 وهذا نفس المعنى نلاحظه عندما تنادي زينب عليها السلام في كربلاء : ياجداه يارسول الله !

 

 

 


 

مرات العرض: 6605
المدة: 00:51:31
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 17.6 MB
تشغيل:

وسائل العفو الإلهي
كيف يواجه الدين بنية الشرك