كتابة الاخت الفاضلة طالبة علم بِسْم الله الرحمن الرحيم
قال سيدنا ومولانا رسول الله(ص) : أيها الناس ألا أدلكم على خير الناس أباً وأماً وجداً وجدة وخالاً وخاله وعماً وعمه، قالوا :بلى يارسول الله فقال:الحسن والحسين ،أبوهم علياً بن أبي طالب ،وأمهم فاطمة بنت محمد ، وجدهم رسول الله،وجدتهم خديجه،وعمهم جعفر وعمتهم أم هاني وخالهم القاسم وخالتهم زينب بنت رسول الله . أيها الناس خير الناس أباً وأماً وجداً وجدةً وخالاً وخاله وعماً وعمةً الحسن والحسين. نهنىء رسول الله (ص) وأمير المؤمنين والبضعة الزهراء وأبا عبدالله الحسين وأولاده المعصومين بيوم ميلاد السبط الأول والإمام الثاني والمعصوم الرابع (أبي محمد الحسن بن علي الزكي)صلوات الله عليه ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكرمنا بمعرفته وإتباعه وأن يشرفنا بولايته وأن يتفضل علينا برفقته في جنة عدن إنه على كل شيء قدير. ونتحدث في هذه اليلة عن شيءٍ من صفاته وسماته مع علمنا إن هذا البستان الحافل بالأزهار والورود والثمر الطيب لايمكن أن يحاط به علماً في خلال هذه المدة القصيره ولكن كما يقولون (مالايدرك كله ،لايترك كله). نتحدث عن صفتين أشتهر بهما الإمام الحسن (ع) وهما صفتا : 1-الحلم 2-الكرم الحلم والكرم ،هما صفات الله عز وجل في الدرجة الأولى،الله هو الحليم وقد ذكرنا في ليالي مضت عن بعض أسماء الله الحسنى وذكرنا أن الكريم والحليم من أسمائه الحسنى وصفاته العليا سبحانه وتعالى . وقد أُمرنا نحن البشر أن نتخلق بأخلاق الله في الأمر الذي يكون ممكناً وصادقاً بالنسبة لنا ،هناك بعض الصفات لايصح لنا أن نتخلق فيها مع أنها بالنسبة لله كمال وبالنسبة لنا نقص ،فالمتكبر مثلاً والجبار مثلاً ، هذه من أسماء الله وصفاته وهي بالنسبة إلى الله كمال لكنها بالنسبة للبشر هي نقص ،وخلق سيّء . لكن أكثر الصفات الإلهية نحن مأمورون بالتمثل بها والتحلي بها في ضمن قدراتنا البشرية ومن ذلك صفة :الحلم، وصفة الكرم. وقد تمثلت هذه الصفات وتجلت في المعصومين عليهم السلام من الأنبياء والأوصياء بنحو كبير وممن تجلت فيه هذه الصفات بأفضل الأنحاء كان الإمام (الحسن)عليه السلام. الحلم ،كما عرفه الأمام الحسن هو :ضبط النفس،وكظم الغيظ. السيطرة على النفس،القدرة على أن يكبح الإنسان جماح نفسه هذا هو الحلم. وكلما تعالى الإنسان في هذه الصفه سلك في مدارج الكمال،هناك من الناس من تستطيع إستثارته وإستفزازه بكلمتين فيتغير ! أين ذلك الصفاء؟أين ذلك الهدوء؟أين ذلك الإتزان! وإذا به يتحول إلى شخصية أخرى ،يسب من غير حساب ،ويشتم من غير قيود ،وربما مدّ يده على أثر سماع كلمة أوكلمتين إستفزته واستثارته . وهناك من الناس من تتحرك الجبال ولايتحرك إتزاناً وإعتدالاً وقدرةً على ضبط النفس . لذلك الذي يمتلك هذه الصفه يمتلك سيد الأخلاق ، في الحديث عن رسول الله محمد(ص):الحلم ،سيد الأخلاق. يعني يتبوأ منصب السيادة والقيادة والرئاسه ،لماذا؟لأن بالحلم يتم ضبط النفس،وضبط النفس غاية من غايات كثيراً من العبادات ،كثير من العبادات تستهدف ضبط النفس إما لمدة طويله أو لمدة قصيره . أنظر إلى هذه الصلاة التي أنت تصليها ،كل يوم -الله يتقبل منك إن شاء الله- هذه واحد من أغراضها ونتائجها أنها تضبط الإنسان لفترة من الوقت ،خمس دقائق،عشر دقائق ،لا يتكلم كلام خارج ، لايتحرك حركات غير طبيعية ،لا يأكل،لايشرب،لايلهي نفسه بأمور أخرى،ينشغل عن نداءات النفس بتلبية نداء الله عز وجل ،فيقف منتصب بين يدي الله راكعاً،وساجدا،وقائماً ،قاعدا. خلال هالفتره هو متمرداً على النفس ،ضابط لها غير مستجيب لإرادة نفسه ،وفِي شهر رمضان يخوض الإنسان فترة تدريبية،تمتد لثلاثين يوماً من أجل تعليمه كيف يروض نفسه ويسيطر عليها ،ولايلتفت إلى نداءاتها ،النفس تريد أن تأكل فلا يعتني وتريد أن تشرب فلا يمتثل ،وتريد أن تمارس الجنس فلا يستجيب كل ذلك لتعليمه كيف يسيطر على نفسه ويضبطها وذلك أن النفس إذا استجاب إليها الإنسان دائماً هي أمارة بالسوء (وماأُبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي) وفِي الحج أيضاً كذلك ،نحن في الحج عندما تحرم للعمرة أو للإحرام رزقكم الله وإياي حج بيته الحرام في عامنا هذا وفِي كل عام ،عندما تذهب إلى هناك أنت بإحرامك تروض نفسك على ترك مجموعة من الأشياء لا تلتفت إلى نفسك في تزين ولافي تطييب طيب ،وعطر ،وزينة ،ومرآه،وماشابه ذلك. فضلاً عن الجنس أنت لاتلتفت إليه بل يقول لك اضبط نفسك إلى هذا المقدار ،لاتحك جلدك فيسقط لاتتعمد إسقاط الشعر من جلدك فلو سقطت شعرة من جلدك تسئل ماذا سيحدث -تنطبق السماء على الأرض- مطلوب هنا أن تتعود على كيفية السيطرة على النفس إلى هذا المقدار ،كل هذه الأعمال وأمثالها ،الغاية منها أن يسيطر الإنسان على نفسه حتى يصل إلى مرتبة(الحليم) ويمتلك الحلم ،فبعد هذا إذا أصبح المجتمع حليم لانرى في كل مترين عراك قائم، ولانرى في السوق كل ربع ساعة مشكلة لأن هذا قال كلمة زائدة وذاك رد عليه بكلمة منفعله وقامت المعركة بين الناس ،هنا أناساً حلماء بل لقد سمي العقل وهو أعظم نعمة أعطاها الله للإنسان سمي بالحلم( أم تأمرهم أحلامهم بهذا)يعني عقولهم والغايه هي نفس الشيء ،حتى العقل اسمه جاء من الربط ،فتقول أنا عقلت البعير أي ربطته حتى لايشرد. العقل غرضه أن يربط حركة النفس والشهوه ،وأن يعقلها ،يسيطر عليها، لا يدعها تتصرف بهواها . فالحلم إذن صفة من الصفات العاليه، أعلاها هو المرتبة الإلهيه(الله الحليم) عندما ترى الخلائق يعصونه بنعمته ،ويتكبرون عليه بمنته،ويمشون إلى الإنحراف بالرجل الذي أنعم بهاعليهم ،وباللسان الذي زودهم بهم،وبالمال الذي رزقهم إياه. ومع ذلك يحلم عنهم (والحمد لله الذي يحلم عني حتى كأنه لاذنب لي )هذه هي المرتبة العليا ويوجد مرتبة البشر وهي المرتبة الدانيه التي تتمثل في النبي والوصي لهذه الصفه وفِي طليعة هؤلاء سيدنا أبو محمد الحسن المجتبى سلام الله عليه. قصة ينقلها التاريخ للإمام الحسن عليه السلام (خرج ذات يوم راكب على دآبة ربما تكون فرس أو بغلة وكان الإمام الحسن كما ينقل التاريخ عليه سِماء الملوك وبهاء الأنبياء يعني من حيث الشكل ورث السؤدد والهيبة من رسول الله(ص) ومن حيث المنظر الخارجي كان يهتم بملبسه ومنظره . بمعنى أن لايأتي للمجلس بملابس النوم على سبيل المثال فثوب النوم له مكان ، فالله يحب أن يرى نعمة الإنسان عليه إذا إستطعت أن يراك الناس وأنت على أفضل ماتملك فهذا إعلان بالحمد ،أنت تقول بهذه الطريقه الحمد لله وإن لم يتلفظ لسانك بها. الإمام الحسن (ع)كان هكذا عليه سِماء الملوك،بهاء الأنبياء ،ملابس نظيفة ،دآبة فارهة . فجاء رجل شامي لما رآه أكبره وألتفت إليه وأعجب به ،فسأل من هذا؟ فقالوا له هذا الحسن بن علي فقال من هو الحسن بن علي؟ قالوا الحسن بن علي ابن أبي طالب قال هذا ابن أبي طالب الذي صنع ماصنع في صفين والجمل وبدأ يسب ويشتم الإمام أمير المؤمنين والحسن المحتبى (ع) !كل إناء بالذي فيه ينضح فنظر إليه الإمام الحسن وهو مبتسم طبعاً هذه قدره فأنت عندما ترى أحد يشتمك مرة تقول له إياك والغلط لا تتحدث دقيقة واحده وتفقد قدرتك على التحمل ومرة يشتمك وكأنك تسمعه يلغي نشرة إخباريه وأنت مبتسم ،هذا يحتاج إلى قدرة أخلاقية،عاليه . الإمام الحسن ظل ينظر إليه مبتسماً إلى أن إنتهى من كلامه وأفرغ ماعنده من قيء وقيح للخارج فألتفت إليه أظنك غريب ياهذا لماذا يظنه غريب؟ بإعتباره لم يعرف الحسن فالبعاده أهل المنطقة الواحده يعرفون بعضهم بعض وهذا الرجل وإن لم يعرفه الإمام الحسن فعلى الأقل هو يعرف الإمام الحسن فالإمام الحسن شخصية مرموقه في البلد فقال له لذلك أظنك غريباً فَلَو استرشدتنا أرشدناك أي إذا أنت تريد أن تذهب لمكان ،تطلب أحدغير ذلك نحن حاضرين لك ،وإن كنت سائلاً أعطيناك وعندنا منزلاً واسعاً يستضاف فيه أمثالك بمعنى بيتنا بيت ضيافة وأنت شخص غريب وفِي ذلك الوقت لايوجد فنادق وإن وجد (خان)للمسافرين أوغيره فإذا تريد لدينا منزلاً يستضيف أمثالك هَلُمّ إلينا ،الرجل مذهول فهذه دعوة صريحة واضحه فمشى مع الإمام الحسن ضيفه عنده وفِي اليوم التالي أعطاه خمسة آلاف درهم فأنكب على رجل الإمام وقال الله أعلم حيث يجعل رسالته . وأيضاً يوجد قصة أخرى أنه في نفس المكان الشامي أعطاه لكن هذه القصه منقوله من أكثر من مصدر وبالذات في غير المصادر الشيعية فقيل للحسن بعد ذلك من قِبل أصحابه إنه ياأبا محمد شخص يسبك ويسب أباك وتعطيه خمسة آلاف درهم يسبك وتعطيه قال:مايمنعني من أن أشتريَ عِرضي بهذا الثمن وهذا أيضاً سيهتدي فيما بعد ويصبح ممن يتفهمون الحقيقه فلا يمنع بذل خمسة آلاف درهم في سبيل واحد من المسلمين ،لو أن شخصاً عادياً شتمه إنسان الموقف الطبيعي يقول(من إعتدى عليكم فإعتدوا عليه بمثل ماإعتدى عليكم)سبني أسبه،ضربني أضربه . وإذا أردت أن أتفضل عليه لا أرد عليه الكلام بل أسكت عنه وأعفو عنه ،أما أسمع له وأسكت عنه وأدعوه إلى بيتي وأضيفه ثم أكرمه بخمسة آلاف درهم ،هذا موقف من المواقف التي يعز نظيرها إن وجدت فهذا من حلم الإمام عليه السلام وقد إندمج معه الكرم أيضاً في نفس الوقت . الإمام الحسن كان حليماً إلى الدرجة التي كان بعض أعدائه ممن كان يجرعه الغيظ يعترف له بذلك مثل :مروان ابن الحكم . مروان ابن الحكم ذكر الإمام الحسن عليه السلام بعد شهادته وأثنى عليه،فقيل له أنت تقول هذا وقد كنت تجرعه الغيظ أيام حياته ؟!الآن تتحدث عنه وتذكره بالخير بينما كنت في حياته تؤذيه وتجرعه الغيظ ،قال:نعم كنّت أفعل ذلك بمن إذا وازن حلمه الجبال رجح عليها. لايرد عليه ،لاينز ل إلى مستواي ،لايستفز من كلامي وهذا ماينبغي على الإنسان أن يتمثله في حياته ، فإن جاءك من يسبك ،يشتمك،يتكلم عليك حاول أن تتحلى مع أنه أنا أول العالمين بإن هذا الشيء صعب لعلك تقول أنت تفعله وقد يكون هذا صحيح لأن القضية قضية صعبه الإمام أمير المؤمنين (ع) يقول :(إن لم تكن حليماً فتحلم )يعني أسع إلى أن تكون حليماً ،حاول أن تسيطر على أعصابك ،حاول على أن تستجيب للإستفزاز والإستدراج هذه صفة من صفات الإمام عليه السلام وهناك صفة أخرى وهي صفة (الكرم )، التي تحدث عنها معرفاً إياها فقال :(الكرم هو الجود قبل السؤال) العطية والجود قبل السؤال هذا هو الكرم وأما ماكان بعد السؤال فحياء وتذمم إذا شخص كريم يتجلي ذلك في مبادرته في العطاء . ينقل عن الإمام الحسن(ع) إنه مرّ ذات يوماً على مسجد رسول الله (ص) في غير وقت صلاه فرأى شخصاً قد رفع يديه بالدعاء يشكو حاله إلى الله بإن وضعه غير حسن ، عياله محتاجون ،أنا فقير... ومن الجيد أن يرفع الإنسان حاجته إلى الله ،نبي الله موسى عندما أوى إلى الظل قال (ربي إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) فلما سمعه الإمام الحسن (ع) تعرف عليه بإنه محتاج ويرفع حاجته إلى الله فهو يشتكي إلى الله بينما إذا شكاها إلى غير المؤمن يكون كمن شكى الله عز وجل ، فرجع إلى منزله وقد عرف هذا الشخص وأرسل مع بعض غلمانه ألف درهم كانت لديه في تلك اللحظه إلى هذا الإنسان،مع أنه لم يسئل الإمام شيئاً! لم يقل له أنا محتاج بل كان يدعو ربه ولكن رزق الله هذا الإنسان على يد الإمام الحسن وبكرم الإمام الحسن سلام الله عليه. والقضية المعروفة عندما أكرم الإمام الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر تلك المرأة الإعرابيه التي قصدوها وهي معروفة لديكم ولكن نحن نذكرها تيمناً وتوسلاً إلى الله الكريم بهذا الكريم . ينقلون أن الحسن المجتبى وأباعبدالله الحسين وعبدالله بن جعفر ابن أبي طالب زوج السيدة زينب خرجوا في سفر فضل بهم الطريق وفقدوا زادهم وماءهم فنظروا من بعيد إلى شبح خيمة فقصدوها وجدوا هناك إمرآة عجوز قالوا لها :أمتى الله نحن قومٌ ضللنا عن الطريق ونفذ زادنا وماءنا فإن شئت ِ أن تضيفينا تقرينا فقالت :على الرحب والسعة إنزلوا هذه شويهة ،أنا إمرآة كبيره لا أقدر على ذبحها وسلخها ليتولى أمرها أحدكم ،فقام عبدالله ابن جعفر بذلك وذبح الشاة وسلخها وطبختها المرأة حتى أكلوا وشربوا وشبعوا وعرفوا المنطقة التي هم فيها وبالتالي تابعوا طريقهم، جاء بعد ذلك زوج هذه المرأة رجل كبير في السن ففقد الشاه سائلاً أين الشاة ؟فقالت له: جاءنا قومٌ وكانوا جياع وعطاشى فأعطيتهم وقالوا إنهم من أهل المدينة ومدينة النبي لها كرامة وبالتالي نحن أكرمناهم لأكثر من سبب ،ماأسمهم؟قالت:لاأدري لم أسئلهم. فبدى مغتاظ من ذلك ،.جماعة لاتعرفينهم،لاتدرين من هم تعطينهم الشاة الوحيدة الموجودة عندها وهي التي نشرب منها الحليب وإذا جعنا نذبحها ماذا نصنع بعد ذلك وبدأ يستهزء فيها تارة ويوبخها تارة وهذا أحياناً يحدث أن تكون الزوجة أقرب إلى الدين والأخلاق من الزوج،والمرأة قدتكون في عطائها وفِي أمورها أقرب إلى الأخلاق وإلى مكارمها من الزوج أومن الرجل وهذه كانت من هذا القبيل. المهم بعد فترة من الزمان إشتد حال هذا الرجل وزوجته وإحتاجوا إلى الإسترفاد بمعنى أن يمولهم أحد ،فجاء هذا الزوج وقال لها ساخراً ، مستهزءًا إذهبوا إلى المدينه ولتبحثي عن هؤلاء الذين لاتعرفين اسمهم وقبيلتهم الذين ربما هم محتاجون للصدقه إبحثي عنهم كي يتصدقوا عليك ، فقامت هذه المرأة وهي متوكلة على الله عز وجل وذهبت إلى المدينه،في المدينة عندما وصلت إحتارت تسئل عن من ؟عن رجال مروا عليها لاتعرف قبيلتهم ، ولا اسمهم فكيف تسئل عنهم؟ لكن الإنسان إذا فعل خير وأنفق الله سبحانه وتعالى لايضيع الإنفاق عنده أبداً وماأنفقتم من شيءً فالله يخلفه ، ماتنفقه لايضيع فالله يخلفه ،هنا وهي جالسة تفكر وإذا بالإمام الحسن (ع) يمر عليها فعرفها وهي له منكره ،جاء إليها السلام عليكم ياأمتى الله عرفتيني قالت له :لا، من أنت؟ قال لها أنا صاحبك الذي جئت في يوم كذا وأكلنا عندك كذا وكذا ،قالت بحسب التعبير -نحن ندورك في السماء جيت في الأرض، الحمد لله- قالت له نحن وضعنا أصبح سيّء ،أقحطنا،أجدبنا،إحتجنا لا نملك شيئاً فإن رأيت على أن تعيننا على مانابنا من الدهر فعلت فقال لها :أفعل إن شاء الله ،هلمي إلى دارنا (كي تستريح) وبعد ذلك يأتيك الغوث والعون . فجاء بها إلى المنزل وأمر لها بألف دينار، وبمئة شاه ،هذا عطاء من لا يخاف الفقر، وثقته بالله ثقة عاليه. أنه إذا أعطى الآن فالله يخلفه ،ثم أرسلها مع غلامه إلى الحسين (ع) الحسين عرف قصتها وسأل كم أعطاها الحسن فأخبره غلام الحسن فأعطاها الحسين تسعة مئه وتسعين دينار وتسعه وتسعين شاه ،أقل بشاة ودينار من الحسن نوع من الإكرام والإحترام لمقام الحسن عليه السلام، وأرسلها إلى عبدالله بن جعفر الذي أعطاها مثل ماأعطيا بأقل من دينارين وشاتين. ثم ساقت هذا القطيع أمامهاخارجة من المدينه ومعاها المال. أنت تصور ثلاث مئة شاة أمامها ،فلما أصبحت قريبة من خيمة زوجها أرتفع الغبار،أهذه مظاهرة؟ أوجيش جاء إلى هذا المكان ؟ فقام هذا الرجل يستطلع عن سبب هذه الغبره ،فجاء إليها لما إنكشفت الغبرة رأي زوجته وهي تقود هذا القطيع من الغنم،سألها مالخبر؟ ماهذا؟من أين أتيتي بهم؟ قالت:بلسان حالها هذه بركات آل محمد. هذا كرم الإمام عليه السلام ومن كرم الإمام نحن ياأيها الأخوه ،أيها المؤمنون ، أيتها المؤمنات هذه الليله لانريد ديناراً ولانريد شاةً ، ولاعقاراً ، وإنما نريد من الكريم الأعلى بواسطة الكريم الولي الإمام الحسن(ع) أن يشفع لنا هذا الكريم عند ذلك الكريم في عتق رقابنا من النار وفِي أن يمن علينا بالجنة لنا ولأباءناوأمهاتنا وأرحامنا وجميع من يهمنا أمره ،العطاء هذا ليس بالشيء الكثير ، هذا العطاء هو أمرٌ وهو عليك سهل يسير عند الله سبحانه وتعالى أن يمن على الناس جميعاً بعتق رقابهم من النار، هذا أمر عبدالله يسير جداً وهو أهل الكرم والجود،اللهم أعتق رقابنا من النار،وأدخلنا الجنة،اللهم تقبل أعمالنا ،وغفر ذنونبا ومحو حوباتنا،وكشف كرباتنا، إنك على كل شيء قدير،اللهم إنا نسألك بكريم أهل البيت وبجده،وأبيه ،وأمه،وأخيه،والتسعة المعصومين من ذرية أخيه الحسين أن تصلي عليهم كما هم أهل الصلاة وأن تكتب لنا في هذه الليلة عتق من النار وفوزاً بالجنة ،وسعادة في الدنيا،وتوفيق فيها يارب العالمين. الإمام الحسن صفاته لاتنتهي ولكت الوقت لاريب أنه ينتهي ولانستطيع أن نبلغ منه كل مانريد ولكن الغرض هو التذكير بهذا الإمام العظيم. في الحديث أن رسول الله(ص) أخذ يد الحسن والحسين وصعد المنبر ،وقال :(من أحبني أو أحب هذين،أو أحب أباهما،أو أحب أمهما كان معي في درجتي يوم القيامه). اللهم إنا نشهدك أنّا نحب رسول الله ونحب علياً ونحب فاطمة ونحب الحسن ونحب الحسين فأكتب لنا هذا الشهادة عندك يارب العالمين.