قال تعالى ( فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
نتناول في هذه الليلة شيئا من سيرة سلمان زمانه الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري رضوان الله تعالى عليه والمتوفى سنة 1281 هجرية .
هذا العالم الجليل الذي ترك بصمة واضحة على مناهج البحث الأصولي في الحوزة العلمية الشيعية منذ أيامه وتأليفه لكتابه الشهير فرائد الأصول المعروف بالرسائل وإلى أيامنا المعاصرة هذه
وقد ابتدأنا بهذه الآية المباركة لمناسبة تأتي إن شاء الله عند الحديث عن سيرته وموقفه مع والدته رضوان الله عليهما .
• التعرفة بالشيخ الأنصاري
الشيخ مرتضى بن الشيخ محمد أمين الأنصاري الدزفولي من المنطقة الجنوبية في إيران وهي المنطقة العربية وهي تشمل دزفول وما حولها .
ولد في تلك المنطقة ويرجع نسبه كما أفاد المحدث النوري صاحب المستدرك مستدرك الوسائل أنهى نسبه إلى الصحابي الجليل لرسول الله والسائر على خط أهل البيت جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله تعالى عليه.
• الجد الأكبر للشيخ الأنصاري
جابر بن عبد الله منذ أن آمن برسول الله وكان لا يزال شاباً وخرج معه في غزواته وهو في عمر يناهز 14-15 سنة ونحو ذلك وبقي على خط رسول الله وولاية أهل البيت فكان مع أمير المؤمنين عليه السلام في مواقفه ومع الإمام الحسن المجتبى وكان من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وظل على هذا المنهاج حتى زمن الإمام زين العابدين عليه السلام وتوفي في أيام الإمام زين العابدين سلام الله عليه .
ولو أردنا الحساب التقريبي فإن سبعة عقود ( سبعين سنة ) قضاها هذا الرجل المؤمن ما بين رسول الله وبين عترة رسول الله (ص) .
• التأثير الوراثي للشيخ الانصاري
نحن نعتقد أن من جملة المؤثرات في الشخصيات هي الأصول الوراثية الطيبة فإنها وإن لم تكن مؤثرات حتمية على نحو المعادلة الرياضية إلا أن نشوء الشخصي من أسلاف طيبين وعلى المنهاج الصحيح يؤثر بنحو من الأنحاء في من يخلفهم ، بل قد يكون من ثواب الله وجزاءه لأعمال السابقين أن يجعل نسلهم صالحا وقد ذكرنا شيئا من هذا المعنى في حديثنا عن الحر العامل محمد بن الحسن صاحب وسائل الشيعة الذي يحتوي كتابه على ما يقارب من 35 ألف رواية لا يستغنى عنها في الفقه . ذكرنا هناك أنه قد يكون من إكرام الله عز وجل لهذا الشهيد الذي خير نفسه بين الجنة والنار فاختار الجنة على الدنيا وعلى نصرة أعداء الله ، قد يكون من إنعام الله عليه ومن كرامته إياه أن جعل في نسله هذه العائلة العلمية وهذا الرجل المحدث الخبير.
نحن نعتقد أنه كما أن الأصل السيء مؤثر في الإخلاف كالشجرة الملعونة في القرآن لا أنه يلعن أشخاص معينين لا أنه يلعن أشخاص معينون فيها وإنما هي الشجرة وهذه الشجرة تنبت بالسوء كذلك أيضا الشجرة الطيبة أصلها ثابت فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
نحن نعتقد أن هذا الأصل الطاهرة للشيخ الأنصاري وانتسابه إلى جابر بن عبد الله كان له دور في أن يصل الشيخ مرتضى الأنصار إلى ما وصل إليه.
• التأثير التربوي للشيخ الانصاري
ان ما نعتقده مؤثرا جدا على نمط التربية التي حصل عليها هذا الشيخ فإنه ينقل في أحواله أن والدته وكانت متدينة جدا وكانت أيضا من أسرة علمية من جبل عامل من ( آل الفتوني ) كما قيل هذه كانت مصرة على أن لا ترضع ابنها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا إلا وهي على طهارة سأستثني مثلا أيام الدورة الشهرية التي تتعرضن لها المرأة وإن كان بعض النساء أيضا في فترة الرضاعة تنقطع عنها الدورة الشهرية كما هو معروف لدى قسم من النساء فهذه المرأة نقل عنها أنها كانت مصرة على أن لا ترضع ابنها الا في حال طهارتها إلا وهي على وضوء . انت تصور انه خلال سنتين مثلا كم هذا يكلف المرأة نص الليل الطفل قايم يريد يرضع وهي في عز النوم ولذة النوم فتصر ان تقوم وتذهب تتوضأ هذا يعني ان راحت عليها نومتها . وهذا شي قد يحتاج الى عناء والى جهد والى اصرار في هذا الجانب فمثل ها الامر ينتجه مثل هذا الشخص .
لعلك تقول مثلا نحن زوجاتنا أيضا يعملون بعض هذه الأعمال ولكن لا يحصل نفس النتائج نقول أولا هذه ليست معادلة رياضية في كل مكان وكل موضع وإنما نحن نعتقد أن العادة أن من يحرص عليه بهذا المقدار تحصل له البركة والخير وربما زوجتك أيضا لو مارست هذا العمل مع ابنها وابنتها فأصرت على أن لا ترضعهم إلا على طهارة قد لا يخرج الشيخ الأنصاري ولكن تحصل إلى بركات أخرى في هدايته للدين في حسن أخلاقه في بره الأكثر بوالديه يحصل هناك تأثيرات من مثل هذا العمل.
شيخ الأنصاري رحمه الله كذلك حصل على الأمر الأول فأسلاف طيبون مثل جابر بن عبد الله وأم ترضعه بهذه الطريقة وبهذه الوسيلة.
للأسف يعني في بعض الأحياء النساء يتحاشين هذا الآمر وربما بعضهن ( أكيد ممن لا يسمعننا) مو في هالبيئة هذه ولكن ربما بعضهن يحرصن على عدم الرضاعة إما لجهات جمالية ما يريدون مثلا وضعهم الجمالي يتأثر وإلى آخره أو لأسباب الانشغال بأمور لا تكون في أهمية رضاعة الطفل ولكن إذا حصل ذلك الأمر أن الأم ترضع ولدها بهذه الطريقة تسري على إرضاعه وأن يكون إرضاعه أيضا كأنه عمل عبادي شلون تريد تقرأ قرآن تروح تتوضأ ، شلون إذا تريد تصلي صلاة مستحبة تروح تتوضأ إذا أرادت أن ترضع ولدها أيضا توضأت هذا لا ريب أن له من الآثار ما لا يعلم به إلا الله عز وجل. إشلون تبين فيما بعد انه تبين أن الشيخ الأنصاري حصل له ذلك ، حتى قيل أنه لما أخبرت أمه بأن ترى الشيخ الأنصاري وصل إلى هذه المستويات العالية كانت تقول كان يجب أن يصنع ذلك كيف وهو لم يرضع رضعة واحدة إلا وهو على طهور كأنما كانت تتوسم وتتأمل أن هذا العمل ينتهي إلى هذه النتيجة هذا الشيخ الجليل كما قلنا كانت ولادته في منطقته في جنوب إيران وأصله جابر بن عبد الله الأنصاري.
• دراسة الشيخ الأنصاري
درس العلم على يد أبيه وعمه ، فوالده شيخ محمد أمين كان من العلماء ولكن ليس كالابن لا في معروفيته ولا في مستواه العلمي وكذلك عمه الشيخ حسين أيضا كان عالما ودرس عنده الشيخ الأنصاري كما درس عند أبيه ولكن في الغالب دراسة المقدمات والدروس الأولية .
• كربلاء التحول
نقطة التحول والفاصلة التي حصلت في حياته عندما جاء مع والده إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء( رزقنا الله وإياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة ) ذلك الوقت لعل عمر الشيخ كان في حدود 15 أكثر أقل كان في البدايات ما عثرنا على التاريخ الدقيق لزيارته لكربلاء ولكن في أوائل شبابه .
• الأستاذ سيد محمد المجاهد
في ذلك الوقت كان في شبابه سيد محمد المجاهد ابن سيد علي الطباطبائي صاحب كتاب( الرياض) الولد عالم جليل وكبير سيد محمد المجاهد والوالد أيضا صاحب الرياض ( رياض المسائل ) عالم كبير جدا قلنا في ليلة مضت عن الشيخ صاحب الجواهر أنه كان يتمنى أن يكتب مثل كتاب الرياض لسيد علي الطباطبائي مما يبين منزلة هذا الكتاب ومنزلة الكاتب في زمان سيد محمد المجاهد وسمي محمد المجاهد لأنه على أثر احتلال روسيا القيصرية لعدد من بلاد إيران الشمالية اللي صارت فيما بعد الجمهوريات الروسية المستقلة أذربيجان تترستان ما أدري نخجوان كل هذه سبع مناطق كانت تابعة لإيران في زمان شاهات القاجار قبل البهلوية والروس لأن عدهم قوة عسكرية وهذول الشاهات القاجارية كانوا مشغولين باللهو واللعب والشهوات فاحتلت روسيا عدد من هذه البلاد من جهات إيران فأفتى السيد محمد المجاهد بلزوم النهوض لمقاومة احتلال روسيا لمناطق المسلمين وهو نفسه أيضا خرج في رأس تلك الجيوش ولذلك سمي بالمجاهد لهذه الجهة كان عالما كبيرا وفقيها من الفحول وأصوليا كبيرا .
أيضا ففي زمان زعامته الدينية في كربلاء بعد الشيخ الوحيد البهبهاني وبعد الشيخ يوسف البحراني بعد هذه المرحلة كانت كربلاء فيها علماء كثيرون ولكن تقاسمت دوره فيها علمان سيد محمد المجاهد والشيخ الشريف العلماء المازندراني
شيخ محمد الشريف المازندراني الذي عرف به شريف العلماء فلما إجى الشيخ الأنصاري مع والده إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين عليه السلام العادة أن يزور هؤلاء العلماء القادمون من الخارج بعض البحوث العلمية ويحضرون فيها فجلس والد الشيخ مرتضى مع الشيخ مرتضى في بحث السيد محمد المجاهد وكان في الفقه حول مسألة صلاة الجمعة في زمن الغيبة لأن في
• حوار الشيخ الانصاري مع السيد محمد المجاهد
عندنا الإمامية حول صلاة الجمعة فيها ثلاثة أقوال قول بأنها حرام في زمان الغيبة
- الاخباريين وحرمة صلاة الجمعة :
وإلى ذلك ذهب بعض علمائنا الاخباريين رحمهم الله باعتبار كانوا يقولون أن هذا من منصب الإمام المعصوم والإمام المعصوم الآن غائب وإذا كان غائبا فلا يجب أن يحل أحد محله متى ما أصبح حاضرا فهو يقيم الجمعة وآن إذن تصير واجبة على الجميع وقت اللي الآن الإمام غائب ماكو أحد يحل محله وعدهم في ذلك روايات يعتمدون عليها هذا قول
- وجوب صلاة الجمعة حتى عصر الغيبة
قول آخر لا أنها واجبة في هذا الزمان كما هي واجبة في الأزمنة السابقة والإمام المعصوم حضوره مهم ولكن لا نقتصر في تعطيل بعض الأحكام على القدر المتيقن لمشروط بحضور الإمام وما دام هناك روايات تفيد بجواز إقامتها فنحن نقول كانت في السابق واجبة الآن أيضا هي واجبة ونستفيد في ذلك من الروايات التي تتحدث في هذا الاتجاه هذا قول ثاني واحد يقول حرام واحد يقول لا واجب
- الحكم بالوجوب التخييري لصلاة الجمعة
ان العلماء والمراجع المتأخرون يأخذون بحكم الوجوب التخييري لصلاة الجمعة والظهر يوم الجمعة ، المؤمن مكلف بأحد أمرين والعدد وما شابه ذلك من الشروط إذا صلى الجمعة كفتوى عن صلاة الظهر ما يحتاج يصلي صلاة الظهر يصلي الجمعة ثم يصلي صلاة العصر وإذا صلى الظهر أيضا لم يكن مخاطبا بصلاة الجمعة واجب تخييري إشلون عندنا مثلا خصال الكفارة لو أن إنسانا في شهر رمضان أفطر متعمدا وجبت عليه الكفارة على نحو التخيير إما يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكين إن سوى هذا سقط عنه ذاك سوى ذاك سقط عنه هذا الرأي الشائع والمشهور الآن بين علمائنا ومراجعنا هو الوجوب التخييري لصلاة الجمعة بينها وبين الظهر في ذلك الوقت طرحت هذه المسألة وانتهى سيد المجاهد من بحثه الشيخ مرتضى الأنصار اللي كان ذلك الوقت في أوائل شبابه لكن حباه الله ذكاءً وفطنة فأخذ يناقش السيد المجاهد رحمه الله مناقشة كثيرة تنبه السيد المجاهد إلى أن هذا الطالب العلم وإن كان صغير السن إلا أنه ذكي وعنده استجماع وقدرة على الاستدلال فسأل والده قال ابنك وين يدرس قال يدرس عندنا في ديزفول في منطقتنا فقال له اقبل قولي وجعله يبقى هنا في كربلا ويحضر على يد العلماء الكبار ، فهذا يتوقع له مستقبل باهر في العلم ، لا يعود يندفن عطاءه هناك ولا نفسه حقها وافق أيضا الوالد وبقي الشيخ مرتضى الأنصاري رحمه الله في كربلاء أخذ يدرس على العلمين سيد محمد المجاهد من جهة والشيخ شريف العلماء المازندراني من جهة أخرى فترة من الزمن تفتحت مواهبه أخذ يحيط بالفقه بشكل جيد إلى أن انتقل إلى النجف الأشرف لأنه مع وفاة سيد محمد المجاهد قيل إنه توفي مسموما ، ومع وفاة شريف العلماء أستاذيه انتقلت الحوزة العلمية بفضلائها وكبارها ولا سيما مع وجود صاحب الجواهر والشيخ علي بن شيخ جعفر كاشف الغطاء وغيرهم من الأعلام الكبار في النجف فانتقلت الحوزة بثقلها العلمي إلى النجف الأشرف .
• الشيخ مرتضى الانصاري إلى النجف
انتقل الشيخ الأنصاري الى النجف وأقام فيها وأخذ يدرس العلم على كبار علمائها لم يدرس عند الشيخ صاحب الجواهر الا شيء قليل وكان حضوره كما يقولون حضور للتبرك لكن حضوره على يد موازيه الشيخ علي بن شيخ جعفر كاشف الغطاء ذلك كان عالم كبير جدا أكثر تلمذته وأخذه على ذلك العالم هذا الذي قلنا في ليلة مضت شوفوا من تقى الشيخ صاحب الجواهر أنه رشح الشيخ الأنصاري للمرجعية مع أنه يحسب حسب التعبير مو من جماعته مو من تلامذته من تلامذة من العالم الآخر الموازي له او المنافس له إن صح التعبير وهذا يشير إلى تورع صاحب الجواهر وعدم مدخلية أن يكون من جماعتي ومن ربعي وقريب مني وأعرفه وإلى آخره هذا يشير إلى أن حكمه به ترشيحه للمرجعية كان بعيدا عن هذه الدوافع الذاتية .
الشاهد بقي يدرس على يد الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيره من العلماء في النجف الأشرف إلى فترة من الزمن
• الشيخ الأنصاري في كاشان
أراد الشيخ الأنصاري ان يسافر لزيارة الإمام الرضا عليه السلام فسلك طريقه إلى مشهد وفي منطقة كاشان المشهورة الآن بحايكة السجاد الكاشاني، ومع أن كل إيران تحوك السجاد إلا أن السجاد الأفخم والأفخر والأقوى والأكثر مرغوبية هو في كاشان.
في كاشان كان هناك شيء أنفس من السجاد في ذلك الوقت بما لا يقاس وهو عالم كبير اسمه مولا أحمد النراقي المسمى بالمحقق النراقي وهو معروف ولكن لو كان مثلا هذا في النجف كان له شأن آخر ولكن وضعه مختلف ، كان المحقق النراقي في تلك المنطقة وكان الشيخ الأنصاري يعرف ذلك فمال إلى كاشان وبدأ يأخذ عن الملا أحمد النراقي رضوان الله تعالى عليه وكان فقيها متضلعا ، لكن نفس هذا (ملا ) أحمد النراقي يقول أنا التقيت بخمسين مجتهد ما وجدت واحدا منهم مثل الشيخ مرتضى الأنصاري في تسلطه على الأدلة في حضوره الذهني في ذكائه في المعرفة الفقهية والأصولية بل أكثر من هذا كان يقول ما استفدته وأنا من الشيخ مرتضى أكثر مما استفاده مني وهذا مما يحمل على التواضع ودأب كثير من العلماء هكذا أنهم ينكرون ذاتهم ويقدمون غيرهم عليهم ما يقول أنا أعلم أنا أفضل أنا أحسن وما جادت زمان بمثلي ، وعجزت الأرحام أن تخرج مثلي لا وإنما يقول ذلك اللي هو تلميذ له ، الشيخ الأنصاري كان يجلس معه باعتباره تلميذ يقول هذا التلميذ أنا استفدت منه أكثر مما هو استفاد مني فإما نحملها على تواضع وهذا ليس غريبا من العلماء وإما نحملها على الواقعية أنه بالفعل قد يكون لدى الشيخ الأنصاري جهات ونقاط ودقائق ألتفت إليها نظر العلامة الشيخ النراقي رضوان الله تعالى عليهما بعد ما بقي معه فترة من الزمان أكمل طريقه إلى مشهد الرضا
• الشيخ الانصاري في بلاده
زار الشيخ مرتضى زيارته للامام الرضا وطول هذه الفترة لم يرى أهله وما شاف والدته ووالده وإلى آخره وتدري في تلك الأزمنة بعد لا أكو طريق للتواصل ولا شيء إلا إذا هو يروح وهم يجون فعندما نزل من مشهد الرضا نزل إلى منطقته حيث تقيم والدته ، لما وصل إليها تعلقت أمه به وقالت لا انا ما أسمح إلك أن ترحل من هذا المكان. أنا أمك ولازم تطيعني يكفيني هالمقدار من تغربك عني من بعدك عني وأنت وصلت إلى أعلى الدرجات في العلم وين تريد تروح؟ هنا أقعد في دزفول.
درس يحضرك الطلاب انفع أهل الحوزة وأنت إلى جنب أمك أيضاً أمك أيضاً في كبرها تريد أن تكون إلى جانبك فما أسمح إليك تخرج فجلس شيخ الأنصاري في نفس الوقت تنازعه نفسه إلى ذلك الفضاء العلمي المتطور في النجف الأشراف والكبير والواسع ومن جهة أخرى أمه تقول لا ابقى في هذا المكان أمه كان يتنازعها أمرا من جهة أشواقها وعواطفها ورغبتها في أن يكون ابنها إلى جنبها ومن جهة أخرى رغبته هو في أن يذهب إلى ذلك المكان وأنه ينفع الناس
• الشيخ الانصاري يعود الى النجف
فكل الطرفين كان يتجاذبه أمران على طرفي قيض فقال لها يا أمه ما رأيك أن نحتكم إلى الخيرة ( الاستخارة ) ما أريد أن أعطي أمرك وأنت أيضا ما يروق لك أنه أنا أبقى مع قلبي هناك فدعنا نحتكم إلى الخيرة فاستخار الله عز وجل فخرجت هذه الآية التي استفتحنا بها الحديث ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) خلي روح أرحن رجع إلها و ستقر عينها به أيضاً وما رح تحزن عليه فكان في ذلك إشارة إلى أن يرحل إلى النجف الأشرف وبالفعل هكذا صار هي بعد اقتنعت على مضض كما يقولون بأن يذهب ورجع الشيخ الأنصاري إلى النجف الأشرف لكي يتصدر البحث الفقهية والمرجعية الدينية خصوصا مع موت أساتذته الشيخ علي كاشف الغطاء رحمه الله ، الشيخ الأنصاري أيضا في أواخر حياته لحق عليه وبالتالي الشيخ صاحب الجواهر أشار إليه بالمرجعية .
• الشيخ الانصاري يتولى المرجعية
وذكرنا في ليلة سبقت ربما قصة كيف أنهم كانوا قد اجتمعوا لكي يروا ما هو رئيس صاحب الجواهر في المرجعية من بعده والمستوى العلمي وكانوا يحتملون أن يكون واحد من أبناء الشيخ أو واحد من طلاب درسه المباشرين اللي صاروا لهم مدة من الزمان وآخر شيء كانوا يتوقعون أن يكون الشيخ الأنصاري باعتبار الشيخ كان زاهدا في الأمور وبعيدا عنها تماما بالإضافة إلى أنه هو تلميذ لأستاذ آخر لكن صاحب الجواهر رحمه الله طلب منهم أن يفتشوا عنه فوجدوا الشيخ الأنصاري في حرم أمير المؤمنين يدعو الله تعالى لصاحب الجواهر بطول العمر وبالشفاء من المرض ذلك يفكر في هذا أن يكون المرجعية إليه هذا يفكر في ذلك في أن الله يطيل عمره ويبقى على قيد الحياة. انتقلت المرجعية إليه وصار كرسي الدرس الأول في النجف الأشرف له .
• الميرزا الرشتي يتتلمذ تحت يدي الشيخ الانصاري
بعض من كان من أقرانه وتلامذة أساتذته لما رأوا هذا الشيخ عند تجديد كلي في الأصول خصوصا ، قلت هم تلامذة مع بعض وأساتذتهم نفس الأساتذة بس رأوا أن هذا عنده أشياء غير موجودة عند غيره ومنهم ميرزا حبيب الله الرشتي رضوان الله تعالى عليه هذا من حيث العمر قريب من عمر الشيخ الأنصاري من حيث الأساتذة جيث درس عند نفس الأساتذة ولكن لما رأى هذا الشيخ عنده أمور أخرى فيها تجديد لحياة الأصول جاء لدرس تحت منبره لكي يتتلمذ عنده وليضرب المثل في التواضع للعلم ( ما يقول بعد والله متستويت يا جرادة أنا مثل ما هذا درس عند فلان أنا درست عنده ، او يقول أنا عمري كذا مثل ما هو يدرس خارج أنا بعد دارس كان يدرس الخارج لجماعة) لكن وجد أن عند هذا الشيخ أمور ليست عند غيره فجاء ودرس عنده والشيخ الأنصاري تصدر البحوث العلمية وجاءت إليه المرجعية ، فمرجعية ذلك الزمان بعض الباحثين يقول ربما يكون عدد الذين رجعوا إلى الشيخ الأنصاري أكثر من عشرين مليون إنسان من إيران من العراق من الأطراف الأخرى الشيعة أهل البيت عليهم السلام ولكن بقيت ملابسه أيام الطلبة هي ملابسه في المرجعية
• أموال مرجع التقليد الشيخ الانصاري
أموال الشيخ الأنصار هي أمواله وبيته هو بيته بل أكثر من هذا عندما توفي الشيخ الأنصاري وهو مرجع لما يزيد عن عشرين مليون إنسان كانت كل تركته قيمتها سبعة عشر تومان وليس سبعة عشر مليار ولا سبعة عشر مليون ولا سبعة عشر ألف، في ذاك الوقت شيء زهيد جدا وهذه نفسها لما حسبوا ديونه طلعت 17 تومان منها إلى البقال منها إلى الخضار منها إلى كذا هي نفس ديونه 17 تومان وتركته أيضا 17 تومان هذا اللي كان إله المرجعية العامة ، ليش احنا نثق من أعماق قلوبنا أن هؤلاء فعلا رجال الله في أرضه وحجج الله على بريته بعد حججه المعصومين ، ليش وإلا الواحد يقدر بسهولة أن يقول أنا وضعي الاجتماع يسمح أن أخذ هالقدر من الحق الشرعي ، يجيب لك سهل فوق قصة
• بناء مسجد الشيخ الأنصاري
جاء الى الشيخ الأنصاري رجل من مقلديه تاجر من التجار الكبار دخل عليه شاف البيت اللي قاعد فيه بيت محتقر جدا يعني بسيط للغاية ولم يكن ملكا له فقال له يا شيخنا أنت مرجع الشيعة هذا البيت مو مناسب وأنا عندي أموال حلال مو مخلوطة بتجارات باطلة حتى تستشكل وكلها مطلع منها الحق الشرعي وما فيها لله حق أبدا وأنا هذه الأموال أريد أقدم إلك هدية لكي تشتري لك بيتا متوسط إلىك إلى زوجتك إلى أبنائك أنت من حقك أن تعيش هكذا ولو بالمستوى المتوسط بما يناسب شأنك الاجتماعي وهذه لا هي حقوق شرعية ولا هي صدقات ولا إلى آخر هذه من أموالي أنا وهي هدية ورسول الله قبل الهدية وأمر بقبول الهدية قال أنا ما أحتاج إلى بيت عندي بيت قال لي بس أنا هذه هدية للبيت تفضل هذه هدية قال له ما يخالف قبض هديته سافر هذا خلصت زيارته لأمير المؤمنين وسافر شيخ الأنصاري رحمه الله أعطى هذا المال لأحد أعوانه قال له تروح إلى منطقة الآن معروفة سوق الحويش اللي رايحين النجف يعرفونها آخر السوق هناك تبني مسجد هذا المسجد بقيمة هذا المال اللي وصله إلي فلان الآن معروف باسم مسجد الشيخ الأنصاري ومعروف أيضا شعبيا باسم ( مسجد الترك ) آخر سوق الحويش اللي يروح هناك لزيارة الإمام أمير الممنين يقدر يشوف المسجد إلى الآن موجود هذا الرجال اللي أهدى الهدية راح سنة اللي بعدها جاء للشيخ الأنصاري في ذاك البيت الجديد سأل وين بيت الشيخ الأنصاري الجديد قالوا له أي جديد أي قديم فعرف ذلك بيت الشيخ في فلان مكان قال أعرف بيته القديم هناك بيته الجديد وين والله ما ندري عن بيت جديد أروح إلى بيته هذا واسألهم راح وشاف شيخ الأنصاري على قعدته وعلى حطته وحسب تعبير الشعبي لا هزة ولا لزة. طيب شيخنا وين البيت وين الفلوس اللي عطيناك أيها ، فقال له يا فلان لو خيرت بين أن تبني بيتا لله أو تبني بيت لعبد الله شيخ مرتضى تتختار أن تبني بيتا لله أو للشيخ. سكت.
قال له بيت الله المؤمنون يستفيدون منه جميعا في صلواتهم يذكر فيها اسم الله ويبقى دائم خلاص ما دام هو بيت الله مسجد يبقى مئات السنين هكذا أنا هم أستفيد أشارك فيه ثواب الناس الذين يصلون و أنت هم تستفيد باعتبار النفقة كانت من عندك هذا أحسن لو تروح تسوي بيت إلى الشيخ الأنصاري وباكر يجون ورثته ويتعاركون عليه من يرث أكثر ومن يرث أقل وبعدين ينتهي الأمر ذلك الأول أحسن لولا قال والله ذلك الأول أحسن فقال له إذا تريد تشوف وين بيت الله روح فلان مكان ذلك المسجد موجود وإلى يومنا هذا يتباحث فيه الفقه والأصول والدروس إلى هذه الأيام وين ربما 1260 أقل أكثر لأن وفاته كانت 1281 وين من ذلك الوقت إلى الآن كم من السنوات وهذا البناء بيت الله عز وجل قال أنا ما أحتاج إلى بيت روح ودي هذه الفلوس إلى ذلك المكان
بالله عليك مثل هؤلاء هل يمكن أن يشك الإنسان فيهم طرفة عين
الدنيا تعرض عليهم ومع ذلك يطون كشخاص عنها لأنهم في ذلك يتمثلون مواقف أئمتهم ولا سيما أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فكان هكذا وأموره في هذا الجانب كثيرة لذلك يلقب أحيانا بسلمان زمانه لأن سلمان أيضا الفارسي المحمدي عندما عين واليا على المدائن ترك قصر الإمارة وذلك المكان المشيد وراح أسس إلى بيت متواضع من القصب وما شابه ذلك وقال هذا هو أنا اللي أسكن فيه هذا بيتي اللي يريد يسكن في ذلك المكان خلوه والي آخر أنا هذا هو بيت الذي ينفعني وأسير على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله فكان هذا الشيخ هكذا له كتب كثيرة عدت بنحو ثلاثين كتابا ربما قبل ثلاثين سنة عقد مؤتمر ألفية ولادة الشيخ الأنصار رحمه الله بناء على أنها كانت في سنة 1214 بناء على هذا في 1414 عقد مؤتمر في مدينة قم المقدسة وجمعت فيها كتب الشيخ وقدمت دراسات حول فقهة وأصوله وسيرته وطبعة تلك المجموعة من كتب الشيخ من جديد والحمد لله أصبحت في محل الاستفادة إلا أن أعظم كتابين تركهما الشيخ رحمه الله كان كتاب في الفقه يقال له "المكاسب" وكتاب في الأصول يقال له "فرائد الأصول". ويعرف عند الطلب بالرسائل، جمع رسالة لأنه كتب رسالة في حجية القطع، رسالة في حجية الظن، رسالة في الأصول العملية.
كتاب المكاسب
كتاب المكاسب ما زال يُدرس في السطوح في الحوزات العلمية كمادة لمعرفة أحكام المعاملات وشروطها العامة. والتي تنطبق على كل معاملة من المعاملات. بدأ فيما يحرم الاكتساب به، ومن أشياء يحرم أن يكتسب الإنسان بها:
• بيع الأشياء الضارة
• الربا
• بيع النجاسات التي ليست لها منفعة خاصة محللة.
الأخلاقيات المحرمة
وعنده في البداية أيضًا مبحث جدًا مهم في الأخلاقيات الباطلة والمحرمة، والتي قد يكتسب بها أيضًا. يمكن مثلاً حتى اليوم تجد تطبيق الكذب، مثلًا شيء محرم والتكسب بالكذب حرام. هل أكو تكسب بالكذب؟ أوه ما شاء الله، تعال وأقرأ الجرائد والمجلات والإذاعات والتلفزيونات. وإلى آخر كذب صريح متعمد، ومع ذلك يأخذ الإنسان من وراءه أموال. هذا محرم.
القوانين العامة في المعاملات
وأمثال ذلك من القضايا التي ذكرها. ذكر أيضًا القوانين العامة في المعاملات، مثل شروط البيع. ما هي شروطه؟ سائر المعاملات، ما الذي يجب أن يتوفر فيها حتى يكون العقد فيها عقدًا صحيحًا؟
خيارات المتعاملين
وأخيرًا، تحدث فيما يرتبط بالخيارات. إذا فقدت المعاملة شيئًا، مثلًا فقدت شرطًا من الشروط، هل للمتعاملين أن يفسدوا هذا العقد بخيار تخلف الشرط؟ أو لا؟ إذا كان مغبون، واحد أراد أن يشتري سيارة، ذاك لعب عليه قيمتها مثلًا سبعين، قل له مثلًا مئة وأربعين. وهذا مسكين، إن لعب عليه ما يعرف السعر بمعسول الكلام.
• خيار الغبن
هذه المعاملة لو أن إنساناً غبن في ذلك غبناً لا يغتفر، مثل الشرعي. يقول لك: خيار الغبن، تقدر تروح شرعًا وتبطل هذه المعاملة. قل: أنا ما كنت أدري أن سعرها سبعين، أنت جاي بايعنيها بمئة وأربعين أو مئة وخمسين. هذا مو ربح.
• رسائر الخيارات
تبيعها بخمسة وسبعين أو ثلاثة وسبعين، أقل أو أكثر متعارف. ماكو سعر موحد، ولكن مو هالشكل بعد مو بهالثخن كما يقولون. وهكذا سائر الخيارات التي ذكرها هذا في الفقه.
• تأثير الكتابين
إلى الآن، لا يزال هذا في السطح في الحوزة العلمية يُدرس من قبل طلاب العلم. بل في بحوث الخارج أيضًا، إذا أراد أحد العلماء أن يبحث بحثًا تخصصيًا يُسمى بالبحث الخارج في المعاملات، يذهب وراء كتاب شيخ الأنصاري "المكاسب" ويبحث فيه، وعليه شروح كثيرة جدًا.
• الرسائل
هذا كتاب، والكتاب الآخر "الرسائل"، الذي هو في بحث الأصول. الآن المدرسة الأصولية المعاصرة في زماننا متأثرة حتى في تفاصيلها بما سنه شيخ الأعظم الأنصاري رضوان الله تعالى عليه في كتابه "الرسائل". العلماء يصعدون وينزلون، يروحون منا ويرجعون مناك، لكن الهيكل العام كان قد رسمه الشيخ الأعظم الأنصاري رضوان الله تعالى عليه.
وأن يكرمنا بمرافقتهم وأما شفاعة المعصومين فتلك بعد الشفاعة الكبرى اللي يرجوها كل إنسان عارف بمقامهم ومنزلتهم هذا الأثر و هذه النتيجة كما قلنا قد يكون جزء كبير منها راجعاً إلى ذلك السلف الطيب والطاهر صحابي رسول الله وعلي والحسنين والسجاد جابر بن عبد الله الأنصاري كما قلنا بحسب بعض القراءات سبعين سنة هو في ركب رسول الله وعترة آل محمد سبعين سنة أن يكون الإنسان في هذا المجال مع ما يكتنفه من الصعوبات والمشاكل فإذا أنا وأمثالي تعرض إلى مشكلة قضية لا أعتبر نفسي ترى ما سوي شيء مهم سبعون سنة من الثبات والصمود والاستقامة كان لهذا المجال صحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وكان أول زائر زار الحسين عليه السلام في كربلاء بعد شهادته عندما جاء مع تلميذه عطية العوفي عطية مو غلامه بمعنى أنه عبد الله كان رجلاً من العلماء والمحدثين
والروات الكبار ودفع ضريبة ولائه لآل محمد جلدا على يد أتباع الحجاج الثقافي هو راوي أحاديث فضائل ومناقب أمير المؤمنين والعترة الطاهرة عن جابر أكثر روايات جابر التي تختص بهذا الجانب يرويها منه عطية العوفي رضوان الله تعالى عليه وكان مرافقا له فلما جاء عطية ومعه جابر بن عبد الله ونحتمل أن يكون جابر في ذلك الوقت قد ضعف بصره ولم يكف بشكل كامل ما صار كفيف البصر إنما بحسب الروايات التاريخية في حوالي سنة 72-73 كف بصره بشكل كامل في زمان الأمويين في قضيتنا الآن لا نتعرض إليها ولكن قبل ذلك نحتمل أنه كان قد ضعف بصره فكان عطي بمثابة المساعد له وكان يرى بمقدار من المقادير فلما جاء إلى الفرات اغتسل ولبس إزارا ورداء طاهرين نظيفين وأقبل على قبر الحسين عليه السلام يا ليت أنا وإنت ومن يسمع أيضا نتمثل هذا الموقف ونضع كفنا على شباك ضريح أبي عبد الله الحسين وضع يده على قبر الحسين عليه السلام ونادى ثلاثا يا حسين يا حسين يا حبيبي يا حسين وأغمي عليه شوف الأثر اللي يتأثر في هذا الرجل أغمي عليه عطي رش عليه الماء فاق ثم نادى وهو متحسر حبيب لا يجيب حبيبه وأنا لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك وفرق بين رأسك وبدنك أشهد أنك ابن حليف التقوى وسليل الهداء وخامس أصحاب الكسا فطبت حياً وطبت ميتا غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك تتصور لما تشوف ذول الزوار يتهافتون على قبر الحسين نفسك تطيب لو تتمنى أن تكون واحد منهم غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شكة في حياتك لإن بعدنا عن ضريح الحسين فإن قلوبنا عنده وإن دموعنا تنسكب عليه