روى شيخنا الصدوق رضوان الله عليه في كتابه الأمالي بسنده عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه واله آخر جمعة من شهر شعبان فقال: (إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامته أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة و دعاؤكم فيه مستجاب وعملكم فيه مقبول، هو شهرٌ عند الله أفضل الشهور وأيامهُ أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات) صدق سيدنا ومولانا النبي محمد (صل الله عليه و آله).
نحمد الله سبحانه وتعالى أن بلغنا شهر رمضان الكريم ونحن في خير وعافية وأمن وإيمان. وهذا من فضل الله علينا الذي ينبغي ان نشكره عليه فإن الكثير من الناس لم يدركوا ولا يدركون هذا الشهر. مَن الله علينا بذلك من غير استيجاب منا ولا استحقاق وإنما فضلٌ منه وكرم فشكرا لله والحمد لله رب العالمين. نسأل الله الذي تفضل علينا بهذه الكرامة ان يتفضل علينا بإكمالها بعتق رقابنا من النار وبالفوز بالجنة لنا ولأهلنا وأرحامنا ولجميع من يسمعنا وللمؤمنين والمؤمنات إنه على كل شيء قدير.
ومن بركات هذا الشهر الكريم انه تتوفر الفرصة خصوصاً في مجالس اتباع اهل البيت عليهم السلام لتجديد التواصل والتعارف. فقد يمر على الانسان تبعا لنظم الحياة الحديثة التي طرأت علينا شهور لا يرى فيها احبته وأصدقائه ومعارفه. ولكن من بركات هذا الشهر هو وجود هذه المجالس التي ندعو الله أن يديمها وأن يكثرها لما لها من دور مهم في حياة ومجتمع اهل البيت عليهم السلام. هذه المجالس التي تحصل في شهر رمضان، بالإضافة الى انها ذكر لله عز وجل وذكر لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر لأهل بيت النبي وهي كلها عبادة، هي توفر فرصه للتواصل الاجتماعي والزيارات المتبادلة وتجديد عقد الأخوة بين المؤمنين. كما انها فرص مهمة لزيادة التعرف على مبادئ الدين وعلى فقهه وعلى ما يرتبط بمنهاج الإسلام ولعلها هي العامل الأساس الذي جعل شيعه اهل البيت عليهم السلام يعرفون مبادئهم وعقائدهم وفقههم ويتمسكون بكل ذلك. ان ذلك في جزء كبير منه هو من بركات هذه المجالس نسأل الله سبحانه وتعالى ان يديمها وان يوفق القائمين عليها وان يجزي الباذلين فيها بأحسن الجزاء ويعوضهم بأحسن العوض انه على كل شيء قدير.
من جمله ما يذكر في هذه المجالس كما قلنا المعارف الدينية والإسلامية التي ترتبط بفهم الانسان المسلم والمؤمن عقيدته ومبادئه. وقد سبق لنا في سنوات مضت عدد من العناوين التي ترتبط بهذا المعنى. وفي هذه السنة نسأل الله ان يكرمنا بأداء جزء من مسؤوليتنا في التعريف بالدين وبمذهب اهل البيت عليهم السلام من خلال أحاديث متسلسلة في موضوع الشيعة في كتبهم واعلامهم.
شيعة اهل البيت عليهم السلام الان يشكلون جزءا كبيرا في الامة من حيث العدد ومن حيث التأثير ومن حيث الجغرافيا ومن حيث التاريخ والاجتماع غير ان هذا الوجود الكبير والمهم لم يكن ليحصل هكذا فجأة مثل الفطر ينمو. وإنما هو نتاج مسيرة طويلة جداً من الحفاظ على المبادئ الدينية والمعارف الإسلامية وكم جرى في خلال هذه القرون الأربعة عشر من التضحيات والعطاءات والبذل حتى وصل الينا هذه المعارف وكنا بهذه الصورة ولولا مثل تلك التضحيات ومثل تلك الجهود لما أمكن لنا لا أن نعرف الدين كما نعرفه الآن ولا أن تصل الينا هذه المعارف. في أحاديثنا هذه سوف نحاول استعادة صور من تلك التضحيات ومن تلك السير للعلماء واستعراض بعض الكتب التي كان لها دور مهم في الحفاظ على العقيدة الدينية وعلى المعارف الإسلامية. وفي هذا المعنى لا يفوتني ان اشير الى جانب من جوانب الاقتداء والتأسي فإنه ليس من المعقول ايها الأحبة أيتها المؤمنات أن نجد في تاريخنا من يبذل دمه من اجل الحفاظ على كتاب وأن يسجن سنوات من اجل الحفاظ على روايات كما حصل بالنسبة الى أحد أجلة أصحاب الامام الكاظم عليه السلام محمد ابن ابي عمير فقد روي عنه روايات كثيرة جداً وكان له كتب كثيرة أيضا. اخذ الى السجن في ايام هارون العباسي وسجن من اجل ان يُعرف ما كان يَعرفه من أسماء الشيعة ومن الرواة ومن الكتب. وكان قد تقدم الى أخته ان تخفي الكتب التي كتبها والروايات التي نقلها وان تحفر لها حفره وتدفنها فيها حتى إذا جيء اليه وأخذ وفتش لا يعثرون على هذا الكنز العلمي وأخذ الى السجن وظل فتره طويله وضرب ضربا شديدا. هو يقول وصل به الحال الى انه طاقته انتهت كاد ان يُقر بما يعرف وكان معنى ذلك ان جزءا من التراث العلمي الروائي الذي نقله عن الامام الكاظم عليه السلام ونقل عن الامام الصادق والباقر انه يتلف، لكن قد يكون للإنسان طاقة معينه بدنيه، يقول كاد أن يُقر وأن يعترف لشده ما ناله من الاذى فعندها سمع صوتا يقول له يا ابن ابي عمير اتق الله، كأنما تامل ماذا ستخسره من العقيدة والدين إذا هذه الكتب مثلا تلفت او امام الصادق استشهد وانت أحد الرواة الاساسيين ماذا سيحصل لأحكام الدين. فعندما سمع ذلك صمم وصمد وقال حتى لو بلغ الامر ان اقتل فل اقتل. وبالفعل باعتبار ان وراء كل شده فرج لا شيء يدوم على حاله لا الرخاء يدوم ولا الشدة تدوم. ولذلك الانسان المؤمن العاقل في الشدة يصبر وينظر الى وجه الله عز وجل ويستعين بالله وفي الرخاء ينفق ويحمد الله ويشكره في الحالين هو مصيب. المهم بعدها ايضا فرج عن هذا الراوي الجليل والعالم المهم وخرج واستخرج الكتب التي دفنتها اخته المؤمنة جزاها الله خير الجزاء وهذا يبين لك كيف ان بعض النساء قد يستطعن عملا لا يستطيعه الرجال فاستخرج الكتب لكن ذكر العلماء حيث انه صارت فتره امطار ونزل المطر وتسرب الى شيء من هذه الحفرة فبعض اسانيد هذه روايات تلفت عن فلان عن فلان عن الامام الصادق عن كذا تلفت، لذلك عند علمائنا فكرة تقول لمشهور العلماء يقولون مراسيل محمد ابن ابي عمير كمسانيده ومسانيد غيره يعني ما يضرها انه ليس فيها سند لماذا؟ لان بعض اسانيدها قد تلفت على اثر تسرب الأمطار الى هذه الكتب. هذه التضحية حتى يوصل الينا رواية في الحج ورواية في الصوم ورواية في الصلاة ورواية في الاعمال الصالحة هل المقدار يضحي هذا واحد شيعي يضحي بهذه الطريقة وانا واحد شيعي ما اعلم ابني وبنتي افعال الصلاة ومفطراته وينشأ في بعض العوائل الحمد لله ليس فيمن يسمعنا هذا الامر ولكن في بعض البيئات ينشأ الولد المسلم والبنت المسلمة ويبلغان ومع ذلك يظلان على اعمال باطله فهل هذا من الإنصاف. اخر الامر تأتي وتقول احداهما كنت اغتسل غسل الدورة هكذا أنصف من فوق الى تحت طيب يابا هذا غلط وانما لابد ان تغسل الراس والرقبة ثم تغسل سائر البدن على المشهور عند العلماء وبعضُ قال اولا الراس والرقبة ثم قسم الأيمن من الامام ومن الخلف والقسم الأيسر من الامام ومن الخلف. انا ما اعلم ابني كيفية الغسل وكيفية الوضوء وكيفية الصلاة الى ان يصير عمره 20 سنه وعمرها 20 سنه ويظل مدة من الزمان يظلان يصليان بشكل خاطئ ويغتسلان بشكل خاطئ ويتوضأن بشكل خاطئ الى ان يصير مصادف ان يسمعوا أو يتعلموا الحكم الحقيقي. ذلك الشيعي من أجل رواية يظل في السجن بهذا الشكل وانا شيعي ما ازاحم نفسي خمس دقائق او عشر دقائق اعطي الى ابني معرفه دينيه واحكام شرعيه وما شابه ذلك هل هناك مقارنه بين الشخصين. بعضنا ما عنده وقت او ما عنده خلق او ما عنده تحرك في اتجاه حتى ان يذهب بابنه معه الى المسجد. إذا انت ما تقدر تعلم ابنك كل الاحكام خليه يجي الى مسجد يتعلم بالتدريج اربطه بالمسجد خلي بنتك تجي الى المسجد خلي زوجتك تجي الى المسجد خلي اختك تجي الى المسجد تتعلم الاحكام الشرعية. بعضهم يقولون ان صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد هذا صحيح إذا كان القياس بين المكانين لجهة الستر لا لجهات اخرى. المؤمن الرجل العادي أفضل ان يصلي في بيته لو في المسجد؟ يقول لك في المسجد أفضل حتى لو ما كان هناك صلاة جماعه في نفس المسجد كمكان. المرأة شلون؟ قسم من العلماء يقولوا نفس الكلام المرأة كالرجل في ان صلاة في المسجد أفضل لها من الصلاة في البيت. قسم اخر من العلماء يقول لا حيث ان بيتها أكثر سترا لها فمصلحة الستر تتغلب على مصلحة المكان لأجل قضية الحجاب والتستر هذا قسم من العلماء. صحيح هذا لا بأس به على هذا الرأي لكن هذا ليس بقياس الى انها تصلي في البيت فرادا وتصلي في المسجد جماعة هنا صار معطى جديد صار شيء جديد يضاف الى فضيلة المسجد ليس كمكان وإنما كجماعة. ايضا في بعض الحالات قد يتوقف تعلم الأحكام الشرعية للمرأة على حضورها في المساجد واستماعها. في بعض الأوقات العاد انه جرت ان يقال في المساجد الاحكام طيب هذا شيء صار عنصر اضافي غير عنصر صلاة الجماعة وغير عنصر المكان بنفسه ولذلك إذا اضيفت هذه العناصر لا يبدو ان هناك من يقول مع كل ما سبق ومع توقف تعلم الاحكام ومعرفة سيرة المعصومين والموعظة والارشاد على الحضور الى هذه الاماكن ان الصلاة في البيت هي أفضل لا يبدو ان احدا يقول هذا الكلام.
فإذاً ينبغي لنا كمؤمنين ونحن ننظر الى ما قام به اولئك الرواة واولئك العلماء الذين سوف نتعرض الى بعض سيرهم من جهود ومن عطاء ومن تضحيات ان نتحرك ايضا في هذا الجانب على الأقل في داخل إطار اسرتنا. الاب مسؤول عن رعيته في بيته الام مسؤوله عن رعيتها في بيتها. لماذا إذا اخر الأكل يشعر بالتقصير لكن إذا اخر المعرفة الدينية لا يشعر بالتقصير. لماذا إذا اخر المدرسة لم يسعى به الى المدرسة الأكاديمية يشعر بالتقصير ويلام على ذلك لكن إذا لم يعلمه احكام الدين لا يشعر بالتقصير ولا يلام على ذلك. ما لكم كيف تحكمون؟
فمن جمله ما يعلمنا هذا الحديث وهذا البحث ان نلاحظ تضحيات الرواة والعلماء وكم كتبوا من الكتب وكم صنفوا من المصنفات وما صنعوا في اجل من اجل ذلك حتى يحفظوا لنا العلم. انا وانت اليوم نطمئن الى ان ما نقوم به من عباده هي واصله عن طريق هؤلاء الرواة الصادقين وكما قال الشاعر:
أوالي أناسا قولهم وحديثهم روى جدنا عن جبرائيل عن الباري
هؤلاء حلقه مهمه في حفظ هذا التراث حلقه مهمه في هذا الجانب لذلك سيبدأ حديثنا عما يسمى بالأصول الأربع مئة الموجودة في مدرسة اهل البيت عليهم السلام. تعلمون ان هذا الدين عندما بعث الله به نبيه المصطفى محمد (صلى الله عليه واله) - جاء بنظام يشمل العقائد (ماذا تعتقد في الله في النبي والانبياء في الإمامة والائمه في المعاد ويوم القيامة في مختلف الاشياء عقائد).
- وجاء ايضا بشرائع فقه احكام نظام حياه في العبادات والمعاملات.
- وجاء ايضا بنظام اخلاقي كيف يعيش الانسان في درجات الاخلاق العاليات التي يريدها الباري سبحانه وتعالى ويهذب نفسه.
هذه اصولها موجودة في القران الكريم لكنها تحتاج الى تفاصيل. هذه التفاصيل بين قسماً منها رسول الله (صلى الله عليه واله) وأوكل القسم الاخر الى اهل بيته بمقتضى حديث الثقلين:( إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ابدا كتاب الله وعتر اهل بيتي).
القران فيه الاصول فيه الهدايات العامة فيه القوانين الأصلية والعترة معها التفاصيل في الاحكام وإلا لو اقتصر على ما جاء في القران لما عرف الناس صلاتهم ولا صومهم ولا حجهم ولا اعداد زكاتهم ولا تفاصيل معاملاتهم قسم منها بينها رسول الله (صلى الله عليه وآله) والقسم الاخر اوكله الى ائمه الهدى عليهم السلام. كان هناك توجهان في الامه توجه صار بعد رسول الله صلى الله عليه واله يمنع حفظ العلم عن رسول الله ويمنع من تدوين الحديث الذي كان يقوله رسول الله ويمنع من نشر هذا الحديث ايضا لا تحفظ لا تكتب لا تنشر ضمن مبررات غير صحيحة تعرضنا اليها في بعض السنوات الماضية على ما اتذكر في سنه 1443. في المقابل كان ائمه اهل البيت عليهم السلام في طليعتهم امير المؤمنين يؤكدون على حفظ حديث رسول الله وعلى كتابته وعلى نشره أيضا. انطلاقا من قاعدة عقليه أولاً ان حفظ العلم امر حسن عقلا ونافع للناس لو ان احداً يأتي قال لك الان لا تحفظوا علم الكيمياء ولا تكتبوه ولا تدونوا الناس يستنكرون عليه هذا يا فلان هذا علم مفيد في بعض القضايا لماذا لا نحفظه لماذا لا نكتبه لماذا لا ندون هذا غير طبيعي واخر قال لا تكتب كتب حول الرياضيات ولا تدرسوا بعضكم بعضا ولا تنشروا ثم قيل له الرياضيات جزء من العلم النافع والمفيد كيف لا يحفظ ولا يكتب ولا ينشر!
العلوم ولا سيما العلوم اللي من شأنها الحفظ كعلم الدين بحكم العقل ينبغي ان تحفظ بحكم العقل ينبغي ان تكتب بحكم العقل ينبغي ان تنشر لأنها ليست لزمان دون زمان ليست محصورة لأولئك القوم الذين كانوا مع رسول الله وانما هي لكل البشر. فكانت سيرة ائمه اهل البيت على هذا اولاً بحكم العقل لابد ان يكتب العلم ثانيا بتوجيهات رسول الله صلى الله عليه واله اولاً وتوجيهات امير المؤمنين عليه السلام بعد ذلك ثانيا. هناك أحاديث ينقلها الفريقان في حفظ علم رسول الله وفي الكتابة بالرغم من ان الخط الاخر كان يمنع حتى انه جاء عبد الله ابن عمر ابن عمرو بن العاص وهو أحد كتاب سنة النبي في مسلك الخلفاء فقال للنبي يا رسول الله أنى اريد ان اكتب ما تقول وان قريشا نهتني عن ذلك يعني في زمان رسول الله وقالوا لي ان رسول الله رجل يغضب ويرضى ويسخط ويفرح فليس كل شيء يكتب عنه فماذا تقول قال: (اكتب ثم اكتب فوالله ما خرج من هاهنا الا حقٌ). اكتب ما عليك منهم وكثير من الروايات هكذا وعندنا روايات من طريق اهل البيت عليهم السلام.
لذلك بالنسبة الى اهل البيت عليهم السلام أحاديثهم عن رسول الله كثيرة بطريقهم هم. اما احيانا كانوا هم يقولون نروي عن رسول الله وهذا منه كثير واما ان لا يقولوا باعتبار اننا نعتقد ان حديثنا كما ورد في كلماتهم حديثي حديث ابي وحديث ابي حديث جدي وحديث جدي حديث رسول الله محمد (صلى الله عليه واله). فصار عندنا امر بالكتابة امر بالتدوين امر بحفظ العلم ولذلك لما صارت الأوضاع مناسبة لا سيما في زمان الامام الباقر عليه السلام فتحت ابواب مجالس اهل البيت لذكر الحديث فكان أصحاب يأتون ومعهم الورق وأحيانا الجلود ومعهم الحبر والقلم وكان في ذاك الوقت ريش عاده وأحيانا على الاخشاب حتى عندنا رواية كان معهم من خشب الابنوس قوي ولكن خفيف فيكتبون كل ما يقول الامام عليه السلام. اشتهر من بين هؤلاء مجموعه مثل الان لنفترض أنتم جماعه تروحون الى مرجع من المراجع رزقكم الله وايانا زيارة المشاهد والمراجع. فترى الكل يسمع لكن واحد طلع قلم ودون نص ما القاه هذا المرجع. انا وانت اللي ما كتبنا لما نخرج نفس اليوم ننسى نص الكلام وبعد أربعه ايام نقول نعم تكلم المرجع او الفلان موضوع ماذا قال؟ خلاص بعد مسح هذا من اذهاننا. لكن ذاك اللي كتب في نفس الوقت ودَون يقدر يجي يقولك انا جلست بدأ الفلان بكذا وقال كذا الى اخر الكلام. فبعض اصحاب الائمه عليهم السلام كان من هذا النوع رواة كانوا يدونون. ولما دونوا مع مرور السنوات وهو يحضر جلسة الامام ومجلس الامام عليه السلام اجتمع عنده مقدار كبير من الأحاديث ضمها الى بعضها وسمي ذلك أصل. فلما نقول الاصول الأربع مئة معناه يسمع من فم الامام مباشرةً ويدون ويسجل ليس عبر واسطة ليس يقول روى لي فلان انه سمع الامام لا انا بإذني سمعت الامام وسجلت من عنده الاخرون يأخذون مني انا أصل والأخرون يأخذون من هذا الكتاب هذا معنى الأصول. لان الأصول قد تطلق بعض الاحيان في العقار فيقول مثلا أصول عقاريه في الشركات يقول لك هناك قسمين هناك نقد للشركة وهناك أصول في الشركة ممتلكات غير ذلك. هذا في العقار وفي الاعمال في الفقه عندنا اصول الفقه ايضا الأشياء التي يعتمد عليها والقواعد التي يعتمد عليها الاستنباط الفقهي. الأصول لما يقال الأصول الأربع مئة يعني تلك الكتب التي رواها اصحاب الأئمه عليهم السلام مباشرة منهم ودونوها وهي تعد بالأربع مئة اصل (الأربع مئة كتاب أصلي) .واحد من الرواة مثل حريز ابن عبد الله السجستاني سابقا كانت تسمى سجستان الان يقال لها سيستان منطقة في التاريخ كان مشهور فيها وجود الخوارج وهذا كان يعيش هناك وكان معارك بينه وبين مخالفيه بس كان إذا اتى الى الامام الصادق عليه السلام في المدينة وفي الكوفة أيضا في الفترة اللي كان فيها الامام في الكوفة كان مهتما بالكتابة عن الإمام وتدوين رواياته فأُثر عنه أربعة أصول وأَحَد تلك الكتب كتاب في الصلاة كتاب جدا مهم
. أحد كبار الروات حماد بن عيسى قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يوما: (تحسن أن تصلي، يا حماد؟ قال: فقلت: يا سيدي، أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة، قال: فقال:لا عليك قم صل) بهذا الشكل كان كتاب مهم مثل الان يقول احد انا احفظ منهاج الصالحين للمرجع المعين مثلا. قال: فقمت بين يديه متوجها إلى القبلة، فاستفتحت الصلاة، وركعت وسجدت، فقال: يا حماد، لا تحسن أن تصلي، ما أقبح بالرجل أن يأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة، فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة! قال حماد: فأصابني في نفسي الذل، فقلت: جعلت فداك، فعلمني الصلاة.
هذا عنده حريز كتاب في الصلاة اللي يفتخر فيه بعض الرواة الكبار كما ذكرنا وعنده كتاب في الصوم عندنا بعض المفطرات ليست موجودةً في مدرسه الخلفاء وإنما هي مروية عن اهل البيت عليهم السلام. عنده أيضا كتاب في الزكاة في كم يجب الزكاة وعنده كتاب في المسائل المتفرقة يسمونها نوادر بعض القضايا مثلا في العقائد بعض القضايا في السيرة والتاريخ هذا واحد كان عنده أربعة كتب تسمى كتب الأصول. المرحوم آغا ابُزرك الطهراني رضوان الله تعالى عليه صاحب كتاب الذريعة وهو من كبار علمائنا المحققين احصى منها 120 كتاب بأسمائها وأسماء مؤلفيها واشار الى بعض اماكن وجودها. لان هذه الاصول الأربع مئة بقي اكثرها الى زمان الكُليني والصدوق والطوسي بل الى ما بعد ذلك بقي الى زمان السيد ابن طاووس يعني حوالي سنه 650 هجرية. يعني من سنه 148 إذا فرضناها شهادة الامام الصادق عليه السلام الى سنه 640 ونحو ذلك حوالي 500 سنه بقيت وهي في التداول وعند المؤمنين يتلقونها فيما بينهم.
اللي صار بعد ذلك لما اتى زمان من نسميهم المحمدين الثلاثة اصحاب الكتب الأربعة:1- محمد ابن يعقوب الكُليني صاحب كتاب الكافي توفي سنه 329 , 2-محمد ابن علي ابن الحسين ابن بابويه القمي صاحب كتاب من لا يحضره الفقيه وتوفي سنه 381, 3-محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة صاحب التهذيب والاستبصار متوفى سنه 460 هجرية.
لما اتوا أقدموا على خطوة بديعة ورائعة جداً جزاهم الله عن الاسلام والتشيع ومذهب اهل البيت وعنا أفضل الجزاء فجمعوا هذه الأصول كلها من كل مكان وصلوا اليها بطرق معتبرة ثم بعد ذلك جمعوها مفهرسةً. يعني مثلا كتاب حريز في الصلاة مثلا وكتاب للحسين بن سعيد الاهوازي هم فيها فتاوى عن الصلاة مثلا كتاب ليونس بن عبد الرحمن يتكلم عن الصلاة وأيضا كتاب للثمالي فيه عن الصلاة فجمعوها هؤلاء وفهرسوها. أخذوا كل ما كان في هذه الأصول من روايات حول الصلاة وخلوها في أبواب الصلاة. كل ما قيل من روايات في باب الصوم خلوها في باب الصوم وهكذا فاجتمع من تلك الكتب والأصول الأربع مئة هذه الموسوعات الحديثية الكبيرة اللي بقيت الى يومنا هذا. الان لو تريد الكافي موجود بألاف النسخ في كل مكان ومن لا يحضره الفقيه موجود بألاف النسخ وفيها شروح وعليها توضيحات وتعليقات واستدلالات وتصحيح اسانيد وبحث في الروات وغير ذلك. فمنذ ذلك الوقت ما صارت هناك حاجةٌ لهذه الاصول الأربع مئة. الان بعض الاصول الأربع مئة مطبوع بمفرده لكن الحاجة ليست ماسةً اليه كانت هناك حاجه لها في سابق لكن بعد ما جمعت كل هذه الثروة العلمية من مختلف الاصول ومن مختلف المصنفين والمؤلفين وفهرست وبرمجت منذ ذلك الوقت بعدها ما عادت حاجة الى هذا الامر. لكن جهدهم جزاهم الله خيرا اصحاب هذه الاصول اللي كل واحد منهم يستحق ان يتحدث عنه وان يذكر بالخير ان يدعى له بالأجر والمثوبة. لأن بسبب هؤلاء نحن عبادتنا صحيحة هؤلاء كانوا الجسر لمنبع الامام واحنا الشاربون وهؤلاء القنوات لولا هذه القنوات ما كنت تستطيع ان تشرب ماء عذباً وان تحصل على حكم شرعي تثق ان هذا هو الذي كان يريده رسول الله صلى الله عليه واله. ما فائدة ان يقول الامام ثم لا يصل اليك وما فائدة ان يكون العين مملوءة بالماء وانت لا تستطيع الوصول اليها. فجزاهم الله خير الجزاء وأكرم مثواهم الان الموجود عندنا هي الكتب الأربعة المشتقة من تلك الاصول الأربع مئة.
تعلمون ان الدين ايها الأخوة ايها الاحباب يقوم على أمرين والا يندثر امر العلم وامر التضحية والشهادة. امر العلم يرتبط بالعقول وامر الشهادة يرتبط بالنفوس والقلوب وردع الظالمين وكما صار لهذا المذهب الشريف اناس من هذا النوع يحمون الدين في جانبه العلمي والفكري والعقائد والفقهي وحفظوه بتضحياتهم كان من الطبيعي ان يكون لهذا الدين من يحفظه في وجه الطغاة الظالمين.