كثير من الاسئلة التي ترد حول الامام المهدي عجل الله فرجه تحتاج الى أجابه ولابد ان يكون لدى الشخص المؤمن مقدار من المعرفة حول قياداته كما يجب عليه ان يعرف خالقه ونبيه ووليه بمقدار معين فهو واجب وليس أمر مستحب ، بل هو يتقدم على الواجبات العبادية الاخرى كالصلاة والصيام وغيرها من العبادات فالمعرفة العقائدية هي التي تجعل العبادات السلوكية صحيحة فمن لا يعرف ربه لا يستطيع ان يصلي صلاة حقيقية فمعرفة الله انه الخالق الرازق المهيمن المالك المتصرف الذي لا يستحق احد غيره العبادة فلا يتقرب احد الا اليه ، ولكن معرفة صفاته بالتفصيل وهل هي عين ذاته وغيرها من المعارف تقع في المستحب المؤكد ، والحال نفسه في معرفة الرسول والائمة الاطهار لابد من وجود معرفة بهم لكي يكون الاتصال والاقتداء بهم صحيح وحقيقي ،فلابد من معرفة اسمائهم وأخلاقهم وصفاتهم ومعرفة معجزات الرسول صل الله عليه واله وسلم فبمعرفتهم تتأثر سلوكيات وعبادات المؤمن بهم ، بل أن ثواب العبادات تزداد اذا كان العابد يعرف الرسول وأهل البيت فكلما زادت معرفة الشخص برسول الله زاد ثوابه وقربه لله سبحانه وتعالى .
فلابد أن تزداد معرفة المعصومين كلما تقدم عمر الانسان فلابد من الاطلاع على حياة أهل البيت بشكل دائم.
هناك رواية عن الامام الصادق يرويها الكليني في كتاب الكافي بالنسبة للعلاقة مع صاحب الزمان عجل الله فرجه في قول الله عز وجل(يحيي الارض بعد موتها قال ليس يحييها بالقطر ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيا الارض بإحياء العدل ) فأحياء الارض لا يكون بسقوط المطر وخروج الزرع بل بأحياء العدل وذلك يكون عندما يبعث النبي محمد صل الله عليه واله فحينها يخرج الله عباده من الظلمات الى النور ومن الفقر الى الغنى ومن الجهل الى العلم ومن التعاسة للسعادة ،وهذا يرد في خروج الامام المهدي فيملأ الرض قسطا وعدلا فحينما يأتي الامام بالعدل تحيا الارض وتزول الظلمات ، وكما يرد في زيارة الامام الحجة عجل الله فرجه ( نورك المتألق وضيائك المشرق والعلم النور في طخياء الديجور ) فالأرض حينما يعم فيها الظلمات وينتشر الجهل والظلم يبعث الله شخص نور الله فيه متألق ومشرق .
هنا يرد سؤال ما هو دور الامام عجل الله فرجه في ايام غيبته الكبرى؟
لابد معرفة بأن غياب الامام هو غياب عن الناس وليس غياب مطلق فهو الغائب المستور ،فهو مستور عن نظر البشر ولكنه يمارس فعالياته ونشاطه فهو ليس كما يعتقد البعض بانه مختف ولا يراه أحد ولا فائدة من وجوده ، بينما هو يعيش بين الناس من اول غيبته الصغرى والى يومنا هذا وله تأثيره على من حوله فكما يرد في الروايات بانه يشهد الموسم اي يكون في الحج ،فالإمام الناس لا يعرفونه فهو مستور عن من يعاشره فلا يعرفونه بشخصه ولكنه موجود ويعرف ما يدور حوله ،فهو غائب عن البشر ولكن هناك من يراه ومن يتأثر به فغيبته بالعنوان كما يجري في الحياة الحديثة فكثير من الاشخاص لهم دور كبير في ادارة الامور ولكنهم مجهولين وغائبين عن نظر عامة الناس بالرغم من تأثير قراراتهم وعملهم على الناس .
وغيبة الامام في تدبير الله وفي تصرفه فالله الذي يقرر متى يظهر الامام ومن يستطيع ان يتعرف عليه ويكشف له وجود الامام وهناك امور يأذن الله ان يعرفها الناس انها حلت من قبل الامام المهدي، وهناك اشخاص روحانيين أختارهم الله يستطيعون التواصل مع الامام المهدي بشكل مباشر او غير مباشر حسب مكانة ذلك الشخص عند الله وقربه من الامام.
فغياب الامام لا يعني انه لا دور له بل غيابه قد يكون سبب لدوره الاكبر وقوة تأثيره على مجريات الامور فهو كما يرد في الزيارة ( نورك المتألق ،ضيائك المشرق ، العلم النور في طخياء الديجور ، العالم الغائب المستور ،جل مولده وكرم محدده والملائكة شهده والله ناصره ومؤيده اذا آن ميعاده ) فخروج الامام بميعاد محدد من قبل الله عز وجل فالله فقط هو الذي يستطيع ان يأمر ويأذن بخروجه ويحكم أمره في ليلة واحدة والله فقط الذي يقرر بماذا يقاتل وماذا يفعل والله قادر ان يغير الامور في يوم واحد بقدرته فحينما يأذن الله بخروج الامام ونصرته وأقامة العدل وأحقاق الحق سيكون ذلك بأي طريقة يريدها الله عز وجل فالقضية جميعها من باطن الغيب وليس من الامور الحياتية الظاهرة فالله الحاكم لهذه الدنيا والمتحكم فيها وهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.