قال الله العظيم في كتابه الكريم (يا ايها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا)
لا زال حديثنا في موضوع معاني الاذكار ووصلنا الى ذكر التكبير ومعناه الذي يفهمه سائر الناس المعنى البسيط له وهو أن الله اكبر من كل شيء والمعنى الاخر الحقيقي فهو ما يذكره الامام الصادق عليه السلام الله أكبر من أن يوصف وكما ذكرته سيدتنا فاطمة الزهراء في خطبتها الله أكبر من ان يوصف لان صفة الاشياء تعني الاحاطة بها او ببعضها فحينما يتم وصف شيء ما لابد من الاحاطة بها ومعرفة تفاصيلها من لون وحدود ووزن وحجم ولذلك بالإمكان وصفها بينما الله لا يمكن الاحاطة والعلم باي تفاصيل تحده او تصفه فهو اكبر من ان يوصف وأعظم من ان يحاط به علما في اي جهة من جهاته لذلك امتنعت رؤيته لان الرؤية احاطة والله يستحيل الاحاطة به بوصف او رؤية او تخيل ،الله لا يمكن خلق صورة ذهنية له وهذا المعنى الدقيق لذكر الله اكبر ، وذكر الله أكبر موجود كثيرا في التربية الدينية للإنسان والعبادات .
في الآية الكريمة (يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا) .
الذكر الكثير فيه معنيين :
المعنى الاول هو أمرار ذكر الله على اللسان مقرون بالتعظيم كما في الله أكبر ،أو التحميد كما في قول الحمد لله، او بالإفراد بالعبودية كما في قول لا اله الا الله ،أو بالاعتراف بالعجز وقوته كما في قول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وهذا المعنى للذكر من العبادات التي لم يجعل لها حد بخلاف او كيفية وعدد فإي عباده كالصلاة والصيام وغيرها حينما يأتي بها الانسان لابد أن يكون لها تفصيل بينما الاذكار لا حد ولا وصف ولا وقت محدد لها ولا عدد فالله يقول ذكرا كثيرا وهو بمقياس الله سبحانه وتعالى الذي لا يمكن ان يدركه الانسان فما يراه الانسان كثير قد يكون عند الله قليل وما يراه شخص كثير يراه اخر قليل وفي الرواية التي ذكرها الكليني في الكافي عن الامام عليه السلام يقول ( ما من شيء الا وله حد ينتهي اليه الا الذكر فليس له حد ينتهي اليه فمن اداهن فهو حدهن ،وشهر رمضان فمن صامه فهو حده والحج فمن حج فهو حده الا الذكر فان الله عز وجل لم يرضى منه بالقليل ولم يجعل له حد ينتهي اليه ثم قرء هذه الآية يا ايها الين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا .
المعنى الاخر الذي تشير اليه روايات المعصومين عليهم السلام والذي تشير اليه هذه الآية المباركة هو تذكر الله عز وجل امام كل عمل يقوم به الانسان ففي كل حركة لابد ان يتذكر الانسان بأن الله يراه فهل يرضى بهذا العمل او يغضبه ، فاذا اصبح الانسان يتذكر الله في كل حركاته وتصرفاته صغيرها وكبيرها ويتذكر ان الله يراقبه وسيحاسبه عن جميع اعماله أكان عمل عبادة او سلوك حياتي في السر والعلن ، ولابد من تذكر الله في أمره ونهيه فحينما يقوم شخص بعمل لابد ان يراعي حليته وحرمته عند الله ، في رواية للامام الصادق عليه السلام قال فيها (من أشد ما فرض الله على عباده ذكر الله كثيرا ، ثم قال لا أعني سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وان كان منه ،ولكن ذكر الله عندما احل وحرم فان كان طاعة عمل بها وان كان معصية تركها ) الامام يبين معنى ذكر الله كثيرا هو تذكر مراقبة الله لعبده وان الله يراه في كل لحظاته وتحركاته سوء في الامور العبادية او الحياتية وهذا الذكر واجب على الانسان كالكلمة التي يقولها الانسان ليتفكر فيها اهي كذب او صدق ام نميمة او غيبة ، وحينما يأخذ الانسان شيء ليتذكر اهو حق له ام انه اخذ مال حرام .
تذكر الله بهذا المعنى يخرج الانسان من الظلمات والشبهات فذكر الله كثيرا احيانا يراد به الذكر اللساني المستحب وبالخصوص يوم الجمعة يستحب ان يشغل لسانه بالتهليل والتكبير والتسبيح ومن الاذكار المستحبة القيام بها تسبيحة الزهراء ولها استحباب كثير واداءها في اوقات متعددة وهو ما قيل انه الذكر الكثير، وتوزيع الاذكار فيها له غاية عند الله ورسوله فالابتداء بالتكبير بعدد 34 مرة ومن ثم الحمد لله بعدد 33 ومن ثم التسبيح بعدد 33 .
والكيفية التي يذكر الله بها في الاذان والاقامة وبعدد محدد فيبتدئ بالتكبير ومن ثم التهليل هذا له هدف ومبتغى عند الله فالأذان والاقامة أحد المستحبات المؤكدة التي التصقت بالصلاة الواجبة، وكذلك من الاذكار المستحبة الاذكار التي تؤدى في أيام العيد والتشريق جميعها لها عدد وكيفية محددة ينبغي الالتزام بها حين اداءها.
ويجب ان يكون الشخص مؤمن ومعتقد حينما يكرر ذكر الله بان الله أكبر من ان يوصف وان الله اعز واعلى من كل شيء وان الله له القدرة على القيام باي شيء يعجز عنه البشر ولابد من تذكر الله في كل صغيرة وكبيرة يقوم بها في حياته اليومية.