33 | متى تحصل على الحكمة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف - سلسلة وصية الامام الكاظم في العقل
التاريخ: 4/11/1443 هـ
تعريف: كتابة الفاضل علي السعيد
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، في وصية مولانا الإمام موسى الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم قال: "يا هشام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنو منه فإنه يلقى الحكمة، والمؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل". هذه إحدى فقرات الوصية، والتي تم التأكيد فيها كثيرا على قضية ترك الكلام غير النافع، والتعود على قضية الصمت والتفكير، الإمام هنا ينقل حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو: (إذا رأيتم المؤمن صموتا، فادنو منه، فإنه يلقى الحكمة...). بالرغم من أن كلمة (السكوت) تشابه كلمة (الصمت) إلا أنه يظهر من بعض التدقيقات أن الصمت نوع من أنواع السكوت، الإنسان الذي لا يملك جوابا قد يسكت لعدم معرفته الجواب، ولكن إذا كان قد عرف جواب تلك المسألة، وقرر أن لا يتكلم لجهة من الجهات، إما لأن من يشتري هذا الكلام غير موجود، مستمع واع غير موجود، أو أن هناك مستمعا واعيا، ولكن هناك خطورة في الحديث، هنا يختار الصمت، يعني السكوت بقرار. بعض المدققين في تراكيب الألفاظ يميزون بين هذين النحوين، الإنسان الساكت قد يكون لأنه لا يجد جوابا، لأنه لا يعرف هذه المسألة، لأنه لا شجاعة لديه في الحديث، ولكن يقول هؤلاء الصامت يختلف عن ذلك، لديه قدرة على الحديث، ولكنه لأجل ملاحظات معينة تراه يتخذ قرارا بالصمت، سواء كان هذا التفريق سليما أو غير سليم، فإنه لا ريب أن قضية عدم الكلام بقرار قد مُدِحت كثيرا في الروايات، أن الإنسان يصمت لا بل يكون صموتا، (صموت) على وزن (فعول)، قالوا من صيغ المبالغة، مثل غافر وغفور، صامت وصموت، فهو كثير الصمت، كثير الصمت لا لأنه لا يجد جوابا، هو جاهل بالمسألة فيسكت هذا طبيعي، وإنما مع قدرته على ذلك، مع قدرته على الحديث، عنده كلام، ومع ذلك يتخذ قرارا بأن يصمت، لو تعود الإنسان على هذا الأمر في حياته ربما وفر على نفسه كثيرا من الأمور. نحن تحدثنا في (كتاب الأمراض الأخلاقية) عن هذا الموضوع، ولكن مجرد إشارة إلى ذلك نشير، ليمتحن الإنسان نفسه، يقرر فلان يوما مثلا، يقول بيني وبين نفسي سوف أقلل من كلامي إلى نصف ما كنت أتكلمه، إني نذرت للرحمن صوما، يعني صمتا هنا، فلن أكلم اليوم إنسيا، لا، هذا لا يمكن، على أنه أيضا غير مشروع عندنا صوم الصمت، ولكن لأجل أن يدرب الإنسان نفسه على إلغاء الكلام الزائد، الكثير منا عنده كلام زائد عن الحاجة، أي مكان يجلس يريد أن يتكلم، المرأة الزوجة أول ما ترى زوجها تريد أن تتكلم، على الغدا تريد أن تتكلم، على السرير تريد أن تتكلم، في السيارة تريد أن تتكلم، وهو مشغول تريد أن تتكلم، وهو غير مشغول تريد أن تتكلم، وهكذا. وأحيانا الرجل أيضا نفس الشيء، إما مع زوجته، وإما مع الناس، بمجرد أن يأتي إلى مكان يفتح حبة الكلام وزر الكلام، ولو ترك لأخذ المجلس بكامله، خصوصا مثلنا نحن، يعني مثلي من الخطباء، بينما لو فكر الإنسان في أن يقتصر على الكلام النافع والكلام اللازم، هذا سيجد مساحة واسعة من التفكير، هذا الذي دائما يتكلم، دائما يتكلم في كل الأوقات، أي شخص يراه يريد أن يتكلم معه، باقي أن يتكلم مع نفسه حتى لو كان منفردا، في أي مكان مع جماعة يبدأ بالكلام. هذا لا يجد في الغالب فرصة له لكي يفكر، لا في أمور دنيوية ولا في أمور دينية، لأن الذهن يحتاج إلى شيء من الهدوء حتى يفكر في ملفاته، عنده تجارة، ما عنده وقت لكي يفكر فيها، لأنه طول الوقت هو مشغول بتجارته، إذا خلص من التجارة ومع جماعة يبدأ بالكلام و و إلى آخره، متى يفكر في تجارته؟ لا يستطيع، فلا يطور. وكذلك بالنسبة إلى الأفكار، كل واحد من الناس هو مشروع أن يكتشف أفكارا، فكر في الآية الفلانية، فكر في الظاهرة الاجتماعية الفلانية، في المسألة الأخلاقية الفلانية، لكنه لا يترك لنفسه مجالا للتفكير، مثال على ذلك الطلاق، بمجرد أن تفتح (سويج) الحديث في مكان كالطلاق مثلا، هو يريد أن يتكلم، كل ما يعرفه عن هذا الموضوع، متى يفكر؟ هذه الظاهرة الاجتماعية من الممكن أن الإنسان كثيرا تحدث عنها، وأقل القليل فكر فيها، لماذا أقل القليل؟ لأنه لا يجد لنفسه وقتا للتفكير مع كثرة الكلام، ولا سيما إذا تعود الإنسان على التفصيل في الشرح، يقول له إنسان كلاما معينا، بعده نفس الكلام بعبارات أخرى مع أنها ليست قضية مثلا فكرية تحتاج إلى إعادة بأسلوب آخر، أو تفهيم بطريق ثان، لا، مسألة عادية، يكتفى فيها بالكلام لمرة واحدة. هذا الذي يجعل قسما كبيرا من الناس مع أن عندهم معرفة بالآيات، عندهم معرفة بالأحاديث، عندهم نظرا إلى الظواهر الاجتماعية، لكن ليس عندهم تفكير فيها، لذلك عندما يتكلم يأتي بشيء خام حسب التعبير، هذا الكلام نسمعه، سامعين منه ومن غيره ومن (20) شخصا (20) مرة، لماذا؟ لأنه لم يترك لنفسه فرصة للتفكير وإعادة التفكير في هذا الموضوع أو في غيره، وإنما انشغل غالبا بالكلام والحديث وكثرة الكلام. من هنا يقول نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله، وينقله عنه الإمام الكاظم عليه السلام: (إذا رأيتم الرجل صموتا)، يعني يكثر صمته، الصمت الذي يكون فيه فكر ليس لأنه صامت لأنه ليس عنده شيء يتكلم فيه، صامت لأنه يخجل من الحاضرين، صامت لأنه يخاف إذا قال كلمة كذا وكذا، لا، وإنما يتخذ قرار الصمت بوعي حتى لو الجماعة يتكلمون أنه يصمت، يفكر في الموضوع، يسمع ماذا تقول الجماعة، ويفكر في كل فكرة طرحوها وقالوها. (إذا رأيتم الرجل صموتا) يعني يكثر منه الصمت فادنو منه، تقربوا من عنده، لماذا؟ فإنه يلقى الحكمة، تلقي الحكمة تارة ننظر إليها بشكل غيبي، وتارة ننظر إليها بشكل طبيعي، أن الإنسان عندما يركز ذهنه في قضية معينة، ويفكر فيها تنفتح أمامه، الآن أنت لنفترض لكي تعرف حتى مساحة قاعة المسجد هذا، تحتاج إلى شيء من الصمت، تخلي بالك، تنظر هذا الطول في هذا العرض، وتحسب ولو بحساب ذهني، هذا كله يحتاج إلى تركيز في موضوع معين، وهو أسهل شيء، ما هي مساحة هذا المكان؟ فكيف إذا كانت قضايا اجتماعية؟ قضايا الزواج، قضايا الطلاق، قضايا صلة الأرحام إلى آخره، كل واحدة من هذه تحتاج إلى تركيز الفكر فيها، فكيف إذا كانت أفكارا مجردة؟ لماذا القرآن قال هكذا؟ لماذا لم يقل هكذا؟ الآية لماذا قُدِّمت؟ لماذا أُخَِرت؟ هذه كلها تحتاج إلى صمت وفكر، فيحتاج الإنسان إلى أن يكون صموتا. طبعا الصمت ليس خيرا مطلقا بمعنى أن كل كلام ليس بحسن، لا، عندنا حديث عن الإمام السجاد عليه السلام سئل أيهما أفضل الكلام أو الصمت السكوت، فقال عليه السلام:" لكل واحد منهما آفات، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت، قيل: كيف ذلك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لأن الله عز وجل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنما بعثهم بالكلام، ولا استحقت الجنة بالسكوت، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت، ولا توقيت النار بالسكوت، إنما ذلك كله بالكلام، ما كنت لأعدل القمر بالشمس، إنك تصف فضل السكوت بالكلام ولست تصف فضل الكلام بالسكوت..."، الكلام في الأصل كما ورد في الرواية، كتاب الله وكلام الله بالكلام وليس بالصمت، الأنبياء بماذا جاءوا؟ بالصمت؟ كلا، وإنما جاءوا بالكلام والتبليغ والرسالة والقرآن، أحاديث الأخلاق من قبل المعصومين كلها كلام العلم. هذا العلم الذي ينتشر بين الناس سواء في الكتب أو في الإلقاء، هذا ماذا؟ هذا كلام، وبالتالي الحضارة كلها الإنسانية قائمة على أساس ماذا؟ على أساس الكلام، لكن أي كلام؟ الكلام النافع، الكلام المفيد، كلام العلم، كلام الأخلاق، كلام التهذيب، كلام التربية، نعم، أما الكلام الذي مثل العلك يعلك مرة بعد أخرى من غير فائدة، فضلا عما إذا كانت فيه آفات الغيبة والنميمة وعيب الآخرين والفرية عليهم والكذب ذاك أيضا أمر آخر. (فإذا سلم الكلام من آفات الكلام)، فالكلام أفضل، الصمت أيضا إذا كان هذا الإنسان يتخذ قرار الصمت، وينشغل حين يكون صامتا بفكرة، يسمع شيئا يفكر فيه، لا يسمع شيئا، قاعد بينه وبين نفسه يفكر في أمر من الأمور، يستغرق في فكرته فلا يتكلم، هذا شيء مطلوب. وهذا لعله ما يشير إليه إمامنا الكاظم عليه السلام في نقل حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، (إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنو منه فإنه يلقى الحكمة، والمؤمن قليل الكلام، كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل)، لاحظوا مثلا ما يوجد في الجرائد والمجلات في بعض الدول الإسلامية، لو تريد تحسب ما تقدر تحسب، كل يوم ما هو المقدار من الكلام، لكن أين العمل؟ قد لا تجد شيئا واضحا، المهرجانات الانتخابية، والكلام الذي يقال سنفعل وسنعمل وإلى آخره، بعد ذلك في العمل أين كل ذلك الكلام؟ لا تجد له أثرا. أحيانا بعض الناس يبتلون بهذا البلاء، كثير الكلام لكن تحسب ما هي نتيجة عمله بعد ذلك، لا شيء، أنا أذهب إلى قعدات وجلسات وسهرات بالساعات المتمادية طوال سنوات، بعد ذلك لو أريد أن أحسب هذه جلسة لنفترض أنا داومت عليها (5) سنوات، كل ليلة على مدار السنة اترك بعض الأيام، افترض (300) يوم، (5) سنوات في (300) يوم، يساوي (1500) يوم، اضربها في ساعة ونصف أو ساعتين، صارت (3000) ساعة من عمري، كم أنتجت في هذه الـ(3000) ساعة؟ علما، عملا، خلقا، أمرا بمعروف، نهيا عن منكر، وصلت ما كان منقطعا بين المؤمنين. خلينا نعمل حسابا، هذا المقدار كم عندي؟ زدت علما أو لم أزد؟ زدت خلقا أو لم أزد؟ لا شك ولا ريب تحدثت كثيرا في هذه الأثناء، في (3000) ساعة تحدثت كثيرا، ما هي النتيجة التي حصلت عليها من العمل؟ ما هي الثمرة؟ المؤمن قليل الكلام، كثير العمل، وعكسه المنافق، وقانا الله وإياكم من هذه الخصلة، فهو كثير الكلام، قليل العمل. "يَا هِشَامُ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ عليه السلام قُلْ لِعِبَادِي لَا يَجْعَلُوا بَيْنِي وبَيْنَهُمْ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا فَيَصُدَّهُمْ عَنْ ذِكْرِي وَعَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي وَمُنَاجَاتِي، أُولَئِكَ قُطَّاعُ الطَّرِيقِ مِنْ عِبَادِي، إِنَّ أَدْنَى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ، أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ مَحَبَّتِي‏ وَمُنَاجَاتِي مِنْ قُلُوبِهِمْ"، العلماء حتى علماء الدين على قسمين: قسم وصفته الأحاديث، قال رسول الله: قال الحواريون لعيسى (ع) يا روح الله من نجالس قال من يذكركم الله رؤيته ويزيد في علمكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله، هذا قسم، مجرد أن ترى صورة المرجع الفلاني من مراجعنا أعلى الله كلمتهم جميعا، وهم في هذا المستوى، فعلا عندما ترى تجد أن هذا الإنسان صرف عمره كل عمره من أجل الآخرة، غيره يجمع المال، وهو يجمع الحسنات، قد يكون أنا الإنسان العادي منزلي أفخم وأفخر من منزله، وهو مرجع الأمة، طبيعي هذا من يذكركم الله رؤيته. في مقابله عالم آخر عندما تراه مثلا يتبادر إلى ذهنك أن هذا الإنسان باع دينه بدنيا غيره، وصار مطية امتطاها بعض الظلمة من أجل أهوائهم، أين هذا وأين ذاك؟ هذا عالم مفتون بالدنيا، هذا يبحث عن الرئاسة، يبحث عن الزعامة، يضحي أحيانا بالمبادئ من أجل رئاسته وزعامته وشخصيته، وذاك الآخر يهرب منها، ولا يرغب فيها إلا بمقدار ما تعينه على هداية الناس، من (يذكركم الله رؤيته)، بمجرد أن ترى هذا العالم الفلاني تتذكر الله سبحانه وتعالى، تعتقد أن هناك أناسا بذلوا أنفسهم وضحوا بكل حياتهم من أجل الله عز وجل. (ويزيد في علمكم منطقه)، كلامه كلام موزون، علمي، رزين، ليس فيه الفحش في القول، ليس فيه التهجم على الآخرين، ليس فيه التجهيل، (ويرغبكم في الآخرة عمله)، أنت عندما ترى شخصا إلى متى تنتهي؟ هذه الرموز التي عادة رموز (السناب شات) على سبيل المثال، بماذا يرغبون الإنسان عادة؟ الكثير منهم يعلمونك كيف تركض وراء المال ركض العبد الذليل للحصول عليه، كيف تستحوذ على الشهوات ولو بعت كل شيء، هذا لا يرغبك في الآخرة عمله وإنما يرغبك في حطام الدنيا ما يعمل، ذاك العالم ذاك المؤمن حتى، لا، يرغبك في الآخرة عمله وسلوكه. في العلماء أيضا هذا الشيء موجود، من الممكن أن يكون هنا، العلم ما هو؟ العلم مثل السياقة، العلم معادلات إذا أتقنها الإنسان صار عالما مجتهدا أيضا، دكتورا أيضا، قسم من الناس يقول أن فلانا هذا مجتهد، كيف يكون هذا الكلام؟ عادي جدا، الاجتهاد مثل الدكتوراه إذا الواحد سار في طريق معين بمراحل متعددة، فهم المعادلات، صار دكتورا وصار أيضا مجتهدا، لكن هل من اللازم كل دكتور يخاف الله؟ ليس كذلك، بعضهم يخاف الله وبعضهم ليسوا كذلك، هذا المجتهد كيف؟ أيضا نفس الكلام، لأن هذا العلم من دون التقى، هذا العلم مهارة، مثل السياقة، مثل قيادة السيارات، فقد يكون هناك عالم قاطع طريق على الناس، يقطع طريقهم عن الله، لماذا؟ لأنه عندما يرى الناس أن هذا الإنسان بعد كل هذه السنوات من الدرس والبحث والاجتهاد وما شابه ذلك، وآخرها بهذا الشكل، هذا يقطع الطريق على المؤمنين، كأنه يقول للإنسان هذا الطريق ليس هو الطريق الأسلم، يوقف الناس عن سلوكه، بل يفعل ردة فعل أحيانا، عالم دين لا سمح الله قاطع طريق، سيء الأخلاق، منحرف، هل أنت لما ترى شخصيته وسيرته ستتشوق إلى أن تصبح طالب علم؟ كلا، لا تصبح، هذا معناه قاطع طريق، هل تتشوق إلى أن تكون متدينا تمام التدين؟ كلا، هذا قاطع طريق. لذلك الاختيار هنا مهم، )قُلْ لِعِبَادِي لَا يَجْعَلُوا بَيْنِي وبَيْنَهُمْ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا فَيَصُدَّهُمْ عَنْ ذِكْرِي وَعَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي وَمُنَاجَاتِ(، الفتنة بالدنيا ترى ليس معناها أنه فقط يلبس ثوبا جديدا ويركب في سيارة كشخة، لا، الدنيا تتمثل للإنسان بطرق مختلفة، حتى التوقيع هذا هو دنيا، لما الإنسان يشتغل على أن يكون توقيعه أو ختمه هو الختم الماشي، تخضع له الرؤوس، يمكن ليست عنده مشكلة أنه لا يركب سيارة حديثة، لكن بالنسبة إليه رئاسة زعامة ألقاب غير ذلك، ممكن هذا يصير. فلا تدع أنت بينك وبين الله عالما مفتونا بالدنيا، لماذا؟ يقول أولئك هم قطاع الطريق من عبادي، كيف هؤلاء السراق المسلحون يقطعون الطريق على المسافر، ويسلبون أمواله، وربما حياته؟ هذا أيضا نفس الشيء، يقول إن أدنى كما في الحديث القدسي لداود إن أدنى ما أنا صانع بهم، ذاك عالم قاطع الطريق، أن أنزع من قلوبهم حلاوة محبتي ومناجاتي، هذا لا يحب الله أيضا، وهذا عذاب، لا يحب مناجاة الله، وهذا عذاب عند الله سبحانه وتعالى، تتصور أن هذا الشيء بسيط؟ نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يجعلنا منهم، وأن يكفينا شرهم، وأن يجعلنا من أولئك الذين يذكرون الناس بربهم، ويرشدونهم إليه، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
مرات العرض: 4203
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 17915.6 KB
تشغيل:

2 | وصية الامام الكاظم وقيمة العقل في القرآن
3 | لماذا ذم القرآن الكثرة وركز على العقل