الزهراء للإمام علي: اشتملت شملة الجنين!
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 3/6/1442 هـ
تعريف:
الزهراء للامام علي : اشتملت شملة الجنين
كتابة الفاضلة هديل الزبيدي
من كلام سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها قالت تخاطب أمير المؤمنين :
"يا ابن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الاجدل وخانك ريش الاعزل ، هذا ابن ابي فلان يبتزني نحلة أبي وبليغة  ابني والله لقد أجهد في خصامي ورأيته الألد في كلامي حتى منعتني قيلة نصرها والمهاجرة وصلها ، خرجت راغمة وعدت كاظمة ويلاي في كل شارق ويلاي في كل غارب ، مات العمد ووهن العضد شكواي إلى ربي وعدواي إلى أبي "
صدقت سيدتنا ومولاتنا الصديقة فاطمة صلواتها وسلامه عليها 
هذه القطعة من الكلام أثارت ولا تزال  تثير أسئلة تصل الى حد إنكار صدور هذا الكلام من فاطمة عليها السلام لأمير المؤمنين صلوات الله عليه ، هناك من يرى أن هذا الكلام لايمكن أن يصدر من فاطمة عليها السلام لأمير المؤمنين مخاطبة اياه فيه وبالتالي لابد ان نرفض مثل هذا الكلام ولا يمكن أن يكون ، فلنرى هذا الأمر هل هذا الكلام ممكن أن يصدر أو لا ؟ ثم ما معناه إذا كان صادرا ؟ ثم ما هي جهته لأي سبب كان ؟ 
بالنسبة الى اثبات ان هذا الكلام صادر من فاطمة عليها السلام يظهر ان هناك اكثر من طريق لاثباته ….
الطريق الاول ان أكثر الذين نقلوا أصل الخطبة لفاطمة عليها السلام ذيلوها بهذا الذيل يعني مثلا عندنا ابن ابي طيفور وهو ليس من الشيعة عنده كتاب اسمه {بلاغات النساء} هو كمؤلف قال انه يوجد في نساء العرب والمسلمين بليغات في القمة واورد نماذج من خطبهم وكلماتهم فمن جملة ذلك أورد كلام السيدة الزهراء عليها السلام في مواجهة الخلافة ، الخطبة من بدايتها "الحمدلله على أنعم وله الشكر على ما ألهم من عموم نعم ابتداها إلى آخر الخطبة إلى أن ختم بها ، 
ثم قال : ثم رجعت فاطمة عليها السلام الى بيتها فرأت عليا جالسا فقالت له كذا وكذا { اشتملت شملة الجنين وجلست حجرة الظنين الى آخر هذه الكلمات ، هذا واحد من غير مدرسة أهل البيت عليهم السلام .
ومن اتباع مدرسة اهل البيت واهمهم شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله عليه (الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ) المتوفى سنة ٤٦٠هجرية وهو كأسمه شيخ الطائفة وكتبه عليها مدار الاستدلال تهذيب والاستبصار عندنا نحن في فقه أهل البيت عليهم السلام اربعة كتب معروفة الكتب الاربعة التي غالبا يعتمد الفقهاء عليها في الاستنباط والاستدلال اثنان منها كتب شيخ الطائفة الطوسي (تهذيب الاحكام) وكتاب (الاستبصار) نصف الكتب له والباقي أحدهما (للكليني الكافي) والثاني للصدوق (من لايحضره الفقيه) شيخ الطائفة الطوسي عنده كتب اخرى بالاضافة الى هذين الكتابين الفقهيين منها كتاب (الأمالي) مثل مجالس يعني شخص يقرأ مجلس على الناس يكتبون ذلك فيقولون أملى علينا محمد بن الحسن في يوم كذا في مجلس كذا فقال كذا وكذا يسمونه (الامالي) في هذا الكتاب فيه عدة مواضع ذكر أصل الخطبة الفدكية المعروفة وذيلها ايضا بهذا الكلام المنقول عن سيدة النساء أمام امير المؤمنين عليه السلام ، فهذا طريق للاثبات وهو ان من ذكر الخطبة الاولى المشهورة عن الزهراء عليها السلام ألحق بها هذا المقدار من الكلام ، فانا لما اجي في آخر الزمان مثلا واعتمد على القسم الاول دون القسم الثاني لا يكون هذا مبررا ، إذا حديث من راوي معين من كتاب معين وقبلت القسم الأول يفترض انك تقبل القسم الثاني هذا الطريق الاول .
الطريق الثاني ما يسمونه عند الخبراء في هذه الأمور بنقد المتن فانهم يلاحظون ان مستوى البلاغة في هذه القطعة هو مساوي لمستوى البلاغة في القطعة الاولى نفس القماشة نفس الكلام نفس الأدب نفس المستوى ، احيانا الانسان هذا البيت من هذه القصيدة نستبعد انتسابه الى الشاعر لماذا ؟       
يقول لك لان هذه العبارات ركيكة وخفيفة ، مثل ما الآن خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي يكتب قال الامام علي اذا اردت ان يكون لك اصدقاء فافعل كذا وكذا ولن يكون لك في هذه الدنيا نصير ومن هذه العبارات المشهورة ، أي إنسان مؤنس بكلام أمير المؤمنين وقارئها وعارف مستوى بلاغتها فورا يقول هذا الكلام لصحف هذه الأيام ليس مستوى بلاغة أمير المؤمنين ولا يوجد في أي مصدر من المصادر ، لماذا؟ لأن هذه ليست كلمات الإمام ليس مستواه وأفقه احيانا يصبح الإنسان يعرف انتساب هذا الكلام إليه من خلال مستواه البلاغي ، هذا ليس فيه مستوى بلاغي ، كلماته ركيكة وضعيفة يستبعد ان يكون هذا صادرا من أمير المؤمنين عليه السلام .
هنا عندما نلاحظ هذه القطعة التي نقلت عن الصديقة الزهراء عليها السلام هي من نفس قماش خطبها وكلامها نفس المستوى البلاغي والأفق فإذن هذا طريق ثاني .
لعل أحد يسأل اذا ثبتنا ان هذه كلمات الزهراء لامير المؤمنين عليه السلام ، كيف يمكن أن تخاطب الزهراء عليها السلام أمير المؤمنين بهذا الكلام القاسي والشديد؟ 
توضيح سريع واجمال على كلماتها " يا ابن ابي طالب واضح اشتملت شملة الجنين (الشملة) الثوب كانك لبست لباس الجنين ، الجنين عادة هو في داخل البطن مغطى مستور متكوم على نفسه كانك انت اصبحت جنين غير شكل ذلك البطل المغوار طلاع الثنايا اول المقاتلين في الحرب واذا انت منكفئ على نفسك مثل الجنين لامم نفسه على بعضه ، وقعدت حجرة الظنين يعني الانسان الذي كانه متهم بشيء او مطلوب بقضية يبحث عن مكان بعيد عن الأنظار حجرة يختفي فيها ، نقضت قادمة الاجدل وخانك ريش الاعزل ، الاجدل هو النسر المحلق لكبير وقوادمه هي الاجنحة والريش الكبير الذي به يطير ومصدر قوته هي هذه القوادم (قادمة الاجدل) يعني هذا الريش القوي الذي به يطير النسر في الأعالي وفي نفس الوقت واذا بالعصافير العزل خانك ريشها انت الذي كنت تقتل الابطال والكبار وإذا بك لاتستطيع على هؤلاء الصغار والعصافير الذين ليس لهم قوة ، بعد ذلك تقول هذا ابن أبي فلان اشارة الى الخليفة يبتزني نحلة أبي اثبات ان هذه فدك كانت عطية من رسول اله صلى الله عليه واله لفاطمة عليها السلام وبليغة ابني ، طبعا هذا مهم جدا في الاحتجاج ان الزهراء عليها السلام تقول إن القضية ليست قضية إرث في الاصل وإنما في الأصل هذه نحلة وعطية في زمان والدي سلمني اياها بس لما أنكروا ذلك وأخرجوا عمالها قالت اذن فهي ميراث ، لنفترض اني ابي ما اعطاني اياها في ايام حياته هي ملك له انها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فلا تكون للمسلمين وانما تكون خالصة لرسول الله ، اذا ملك لرسول الله انا الوريثة الوحيدة له ليس لديه ابناء ولا بنات في ذلك الوقت احياء فهذه في الاصل نحلة رجعت اليها الزهراء عليها السلام ، والله لقد رأيته اجهد في خصامي وألد في كلامي يعني عاند وقاوم ما قبل الاستدلال ، استدليت اليه بقضية وراثة الانبياء بالقران الكريم ما قبل في ذلك كلاما حتى منعتني قيلة نصرها ، قيلة يعني الانصار اهل المدينة اوس وخزرج عندهم جدة كبرى تسمى قيلة ولذلك كانت تخاطبهم إيها بني قيلة يعني انتم ابناء تلك الجدة المشتركة اوس وخزرج حتى منعتني قيلة يعني ابناء قيله نصرها والمهاجرة الذين اتوا من مكة المهاجرين منعوني نصرهم ثم تقول خرجت راغمة وعدت كاظمة ، انا كنت مجبرة للخروج ورجعت كاظمة اكظم غيظي لانه لم احقق مطلوبي ويلاي في كل شارق ويلاي في كل غارب يعني مع الصباح ومع المساء ، مات العمد يعني رسول الله صلى الله عليه واله ووهن العضد شكواي إلى ربي وعدواي إلى أبي هذه مختصر معنى هذه الكلمات .
كيف يمكن ان توجه هذه الكلمات على فرض صدورها من فاطمة لأمير المؤمنين ؟
كيف أن فاطمة تخاطب الامام علي بهذا الخطاب الذي يراه البعض قاسيا شديدا وغليظا ؟ 
هناك عدة أجوبة قدمت في هذا :
الجواب الأول وهو جواب لا نعتقد انه جواب كاف ذهب إليه بعض العلماء بالقول ان هذا الكلام هو على سبيل التقية ،كيف يعني؟ قالها أصحاب هذه الفكرة ان الخلفاء الخليفة الاول وجماعته كانوا يعتقدون ان تحريك فاطمة كان بواسطة علي عليه السلام ، ليست فاطمة هي التي اندفعت لوحدها واتت وانما علي بن ابي طالب حركها حتى اتت وتكلمت وما شابه ذلك ، فلكي ينفى هذا الكلام الزهراء عليها السلام قالت هذا القول كي تنفي هذه الفكرة انه انت ما سويت ما قمت ما نصرت ما عملت ما تحركت حتى تبرأ ساحة امير المؤمنين عليه السلام امام الحكومة الرسمية لا سيما يقول أصحاب هذه الفكرة وان بيت امير المؤمنين عليه السلام وفاطمة ملاصق للمسجد فهؤلاء بالتالي تصلهم هذه الكلمات ، يصلهم الخبر فإذا وصلهم الخبر يطمئنون أن عليا عليه السلام ليس هو المحرك في هذه الجهة وإذا ليس هو المحرك فلن يتخذوا اتجاهه إجراء هذا رأي ذهب إليه بعض العلماء ، نعتقد ان هذا الجواب ليس جوابا كافيا ، لماذا ؟ لان التقية يقتصر فيها على المقدار الادنى مثلا لو انا في مكان مخالفين لأمير المؤمنين عليه السلام بين اترك ذكر مناقب علي ابن ابي طالب اذا اترك مناقبه تتحقق التقية لايعتبرونني احد من اتباع اهل البيت ، فانا بدل ذلك اقوم وازيدها واشتم الامام لايجوز هذا ، اذا تتحقق التقية بالمقدار الاقل لايوصل الي ضرر بالمقدار الاقل لو ابديته لا يجوز لي ان أحقق التقية اشتم الإمام أو أهل البيت لا يجوز ذلك ، نعم لو لم تتحقق التقية إلا بالمقدار الاعلى يجوز أما إذا تحقق ما دون ذلك يكفي ، هنا الزهراء عليها السلام بحسب هذا الكلام كان كلامها شديدا اذا كانت القضية قضية تقية بهذا المقدار البسيط تستطيع ان تقوله انه انا ذهبت إليهم فما استجابوا لي اما ان تقول له انت اشتملت شملة الجنين ، قعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الاجدل ، خانك ريش الاعزل ، افترست الذئاب وافترشت التراب ما أغنيت طائلا الى غير ذلك في بعض النسخ هذا شيء زايد لا تحتاج التقية إليه ، فنعتقد هذا التوجيه ليس التوجيه الكافي .
التوجيه الثاني الذي ذهب اليه علماء آخرون هو ان هذا الكلام على طريقة إياك اعني واسمعي يا جارة ،ذلك بأن المتكلم يقول الكلام لشخص لا يقصد منه هذا الشخص وانما يقصد أن يسمع غيره وهذا في القرآن موجود ، القرآن الكريم يخاطب نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله ، فيقول ربنا فبما ظاهره الخطاب لرسول الله " ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك " هل يعقل ان النبي سيد الخلائق أعظم من في الوجود الان الله يقول له كن حذرا لا تكن مشركا ، إذا أصبحت مشركا كذا وكذا نفعل بك 
"ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين"
ليس من المعقول الله يخاطب النبي خطابا حقيقيا بهذه الطريقة وانما ورد في تفسير أهل البيت عليهم السلام كثير من آيات القرآن الكريم هي على طريقة إياك اعني واسمعي يا جارة ، يعني انا اوجه الخطاب الى فلان وانما اقصد الفلان الاخر بس هم جالسين مع بعض اريد ذلك الشخص أن يسمع فإوجه الكلام إلى هذا وإلا لا معنى بان يقول الله لنبيه بعد رسالته وسموه هذا السمو العظيم يقول له لا تصبح مشركا هذا كلام يقبح على وجه الحقيقة ، تذهب الى احد العلماء مرجع من مراجع الدين فتقول له لا تزني لأن إذا زنيت تذهب الى نار جهنم سيستغرب من كلامك لكن إذا كان على طريقة إياك أعني واسمعي يا جارة والمقصود به غيره لا مشكلة في ذلك ، تخاطب شخص وانت لا توجه له الكلام حقيقة وإنما توجه الكلام الى غيره وقد ورد في روايات المعصومين أن القرآن الكريم كثير من آياته على طريقة إياك أعني واسمعي ياجارة فهذا من هذا القبيل يقول بعض العلماء أن فاطمة عليها السلام عندما تكلمت لأمير المؤمنين وتعلم أن هذا الكلام ينتقل لمن كان في ذلك الزمان بل في التاريخ ككل فهي هنا لا توجه الخطاب امير المؤمنين حقيقة مثلما القرآن لا يوجه الخطاب لرسول الله حقيقة وإنما لكي يسمع غيره هذا جواب لابأس به جملة .
الجواب الثالث والذي نحن نعتقد أنه أولى الأجوبة في الصحة ولاينفي ما سبق لكننا نعتقد عناصر القوة فيه اكثر وهو ان هذا الكلام من فاطمة الزهراء عليها السلام تريد أن تعلن وثيقة للتاريخ وصوتا صارخا يقتحم كل شيء ، لا يأتي أحد فيما بعد يقول اي نعم فاطمة راحت كما قالوا هذا الاتجاه الرسمي في مدرسة الخلفاء قالوا هذا الكلام ولولا أن الزهراء وقفت هذه المواقف لكان هو الرأي الشائع ، سيأتون فيما بعد يقولون نعم فاطمة كانت مشتبهة بمطلبتها في فدك ذهبت الى المسجد صار نقاش بينها وبين الخليفة فاقنعها الخليفة أنها مشتبهة وغلطانة وانه روى عن رسول الله رواية صحيحة وانه كان محبا لها فلما عرفت انها اخطأت رجعت الى منزلها وكان الامر طبيعي هذا الرأي موجود في مدرسة الخلفاء الاتجاه الرسمي فيها يقولون هذا الكلام ،يقولون فاطمة فعلا طالبت وانها كانت تتصور أنها ترث ما كانت تعرف ان النبي قد قال نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، فلما سمعت من الخليفة ذلك الحديث وتكلمت معاه قبلت بالموضوع ورجعت الى منزلها وعاشوا عيشة سليمة وطيبة وبدون مشكلة طبعا مع ماعند الاتجاه الرسمي من الدعاية والقصاصين وائمة الجماعات والمساجد والخطب والكتب في المقابل لا يوجد لدى اهل البيت كل هذه الأمور سيصبح هذا الرأي العام هو السائد في الامة ، الزهراء عليها السلام فعلت مجموعة من الامور كل واحد من هذه الأمور سيف قاطع ، لما اراد الشخصان زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام ما قبلت اصلا ، فقال لها امير المؤمنين عليه السلام هما يستأذنان وآن إذن قالت البيت بيتك تريد ان تدخلهم انا لا استقبلهم ، فلما دخلا جاءا للسلام عليها فحولت وجهها جهة الجدار ، وعندما ارادا الاعتذار استنشدتهما وقالت لهما انا سمعتما قول ابي رسول الله صلى الله عليه واله يقول ان
 " فاطمة يكربها ما يكربني ويسخطها ما يسخطني ويرضيها ما يرضيني "
 قالا : بلى ...
 قالت : "فأشهد الله انكما غضبتماني واسخطتماني وما ارضيتماني ولن ارضى عنكما حتى القى ابي رسول الله "
هذا موقف اعلان يقطع قصة ان فاطمة ذهبت ورضيت وقبلت وانتهى الموضوع والى اخره لفلة القضية لا تريدها الزهراء عليها السلام وايضا عندما تاتي الى امير المؤمنين عليه السلام تسجل كلام حاد قوي شديد لا يحتمل اي وجه اخر في مثل هذا الموقف ليس متوقعا ان تاتي فاطمة عليها السلام وتقول مثل التقرير الخبري نعم ذهبنا الى المسجد وكان هناك حوار ثقافي بيننا وبينهم وانتهى الأمر الا انهم لم يقبلوا كلامنا ولم نقبل كلامهم ، هذا ليس من الممكن أن تأتي الزهراء وتتكلم بهذه الطريقة يجب ان يكون فيه لوعة المصيبة وعنف الاحتجاج وقوة الموقف من فاطمة عليها السلام ليبقى يرن ، انت الان لما تسمع هذا الكلام تهتز اذا تدبرت فيه فعلا تتصور المشهد ان فاطمة عليها السلام تقف أمام أمير المؤمنين عليه السلام بكل لوعة وقوة وعنف ، يا ابن ابي طالب انت والدك ناصر ابي اخر الامر هكذا يصير فكأنها كانت تطالب بموقف أكبر ، نعم هي تتفهم ما سيقول لها أمير المؤمنين عليه السلام ، قال لها " نهنهي عن وجدك يا ابنة النبوة ويا بقية الرسالة لا ويل لك ( ردا على قول الزهراء عليها السلام ويلاي في كل شارق ويلاي في كل غارب ) بل الويل لشانئيك لمبغضيك .
لكن يجب ان يكون الموقف موقف حاد شديد قوي بحجم المظلومية بحجم الظلامة بحجم المصيبة التي وقعت على فاطمة عليها السلام كان يجب ان تتكلم بهذه الطريقة " ويلاي من كل شارق ويلاي من كل غارب شكواي الى ربي عدواي إلى أبي الله خير حسيب ، حسبنا الله ونعم الوكيل "
هذا الكلام بالاضافة الى انه على طريقة إياك اعني واسمعي يا جارة اريد منه تسجيل وثيقة تاريخية صاخبة عنيفة قوية شديدة الوقع تعبر الزمان لاتتوقف ، لا ريب عندي ان كل واحد من شيعة أهل البيت إذا لم يستوقفه أي حديث من أحاديثهم هذا الكلام منها سيستوقفه ، كم من الأحاديث مروية عن اهل البيت عليهم السلام كثير لكنها لا تثير في النفس اسئلة ولا في القلب شدة كما تثيره هذه الكلمات وهذا هو المطلوب ، كيف أن قضية إخفاء قبرها عليها السلام نفس الكلام ان قضية القبر مطلوب منها ان تبقى سؤال ينتظر جوابا ولن يكن له جواب ، مطلوب منها أن تثير لماذا ظلمت جهرا و أخفي قبرها سرا ، كيف ان بنت النبي صلى الله عليه واله بهذه المنزلة وهي سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين وتهضم ، تظلم جهارا نهارا على مرأى ومسمع ومشهد من كل المسلمين بينما قبرها يخفى إلا عن أعداد قليلة ، هذا ايضا مطلوب منها ، فالزهراء عليها السلام بهذا الكلام أرادت ان تثير في أذهان جميع المسلمين هذا السؤال أنه كيف صارت ان فاطمة الزهراء بهذا الشكل ، ما هي الظروف التي أدت الى أن أمير المؤمنين عليه السلام وهو فارس بدر واحد وخيبر وحنين وسائر المشاهد وبيده ذلك السيف وبيده هي يده الضاربة كيف جعلته الظروف والأوضاع ومصلحة الإسلام في أن يكون مشتملا شملة الجنين وقاعدا حجرة الظنين حتى يتفهم الناس مقدار وعظمة هذه المظلومية التي حلت على سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ، ماذا اذكر لك من مظلوميتها صلوات الله وسلامه عليها عمرها صغير بتر في هذه الفترة ثمانية عشر عاما ، كم من المصائب رأت في هذا العمر القصير ، واي مصائب ، امرأة في بيتها جالسة واذا ترى القوم قد هجموا على دارها وجمعوا حطبا على تلك الدار 
         ومجمعي حطب على البيت الذي           لم يجتمع لولاه شمل الدين 
          والقائلين لفاطم آذيتنا                      في طول نوح دائم وحنين




مرات العرض: 4135
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (20) حجم الملف: 50507.08 KB
تشغيل:

من مقامات فاطمة الزهراء عليها السلام
كيف تم تنصيب الامام علي لقيادة الامة ؟