زواج الامام علي ومهر فاطمة الزهراء
كتابة الأخت الفاضلة غدير الغزيوي
تصحيح الأخت الفاضلة أفراح البراهيم
قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبة الإمام علي عليه السلام لفاطمة الزهراء عليها السلام ( ثم إنّ الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً وأمراً مفترضًا، وشجّ بها الأرحام وألزمها الأنام، فقال تبارك اسمه" وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديرا"١ وقد أمرني الله أن أزوّج فاطمة من علي، وإنّي أشهد أني قد زوجتها إياه على أربعمئة مثقال فضة، أرضيت؟ فردّ الإمام علي : قد رضيت يارسول الله)
هذه الكلمات تشير إلى أنّ حقيقة زواج النورين لم يبدأ من الأرض بل بدأ من السماء، وأنّ الله أمر نبيه أن يزوّج هذين النورين بالرغم من تقدم الطلب من أحد الصحابة لخطبة فاطمة عليها السلام إلا أنّ النبي لم يعطهم إجابة، وفي بعض الروايات أنّه كان ينتظر أمر الله. هناك بعض الأمور المرتبطة بهذا الزواج والتي ترتبط بواقعنا الاجتماعي في الزواج والتي يحتاج إليها الناس: ١- مهر فاطمة كان أربعمئة درهم وفي بعض الروايات أربعمئة وأكثر قليلًا .. وهذا دليل على استحباب قلة المهر. هناك طريقتان لحساب مهر السيدة الزهراء عليها السلام * الأولى حسابه بالعدد وقياسه بما يعادله اليوم، كدرهم الفضة كم يساوي الآن؟؟ حيث أنّ الدرهم يساوي جرامين ونصف ، والجرام يساوي ريالين ، فإذا ضربنا أربعمئة درهم في ريالين ونصف فإنّه يساوي ألفي ريال وهذا يقارب تحويل الدينار في ذاك الزمان. *الطريقة الأخرى : بقيمته الشرائية آنذاك يذهب إليها بعض الباحثين وهي عدم حساب الدينار بقيمته الآن ، بل بقيمته الشرائية في زمن الرسول ماهي قيمة الدرهم والدينار الشرائية في زمن الرسول؟؟ هل هي قيمة عامل يعمل طوال اليوم؟ أم قيمة شاة؟؟ ورد في مصادر مدرسة الخلفاء عن بعض العلماء أنّ النبي أمهر نساءه بهذا المهر ( أربعمئة درهم تساوي أربعون دينار) وفي رواية عن أهل البيت في باب المكاسب أنّ الرسول أعطى أحد أصحابه دينارًا ليشتري شاةً إذن ف أربعون شاة كم تساوي في هذا اليوم؟ *فما يقول به بعض الناس أن أربعمائة درهم تساوي أربعمئة ريال لإعطاءه كمهر فذلك غير واضح المعنى ـ بناء على هذه الطريقة الثانية في الحساب ـ ، بل يجب ملاحظة شيئاً آخر قد يكون معكوسًا في زمننا هذا، ففي زمن السيدة فاطمة كان إعطاء المهر بما يساوي المعقول، فقد أثّثت السيدة فاطمة بيتها بمهرها وبقي منه أيضاً، فهذه الأربعمئة درهم أخذ النبي منها حفنة وقيل الثلث وأمر النساء بشراء الثياب لها، ثم أخذ حفنة أخرى وأمرهم بشراء الطيب، وأعطى الباقي لأم سلمة لتحتفظ بها كادخار، وحثى حثوة وقيل أنها ستة وستون درهمًا وأمر أن يُشترى بها أمور البيت من مطهرة وجلد كبش وباقي أثاث المنزل إذن فمهرها اشترت به الملابس والطيب والأثاث بما يتناسب مع زمنها عليها السلام غير قسم الذخيرة. يقول رسول الله صلى الله عليه وآله "خير نساء أمتي أصبحهن وجهًا وأقلهنّ مهراً ٣ مع ملاحظة أنّ المهر يوفي الاحتياجات مع النظر إلى عدم المبالغة في التأثيث وهذا مانرى عكسه في هذا الزمان.
٢- من المسائل التي ترتبط بالزواج في زمننا الحالي مايعرف بليالي الكوامل فبعض النساء يعظمونها للغاية ومن المستحيل أن يتزوجوا في هذه الليالي وينسبون كوارث الطلاق والمشاكل لكون أنّ الزواج كان في ليلةٍ من الليالي الكوامل ، وفي الرسائل العملية يُذكر أنّ هناك ليالي يكره فيها عقد النكاح ، لكنّ كثيراً من العلماء والمجتمعات لا تعطي لهذه الليالي أي اهتمام كما نفعل نحن في مجتمعاتنا ، بل يتزوجون دون السؤال. ولكن ينبغي الاهتمام بالوعي بالثقافة الزوجية والقراءة حولها والتدرّب عليها أكثر ممّا نهتم بهذه الجوانب ، ولو كنا مخيرين كأن نخير بين الليلة الثالثة والرابعة حتماً سنختار الرابعة لاحتمال أن تكون هناك بعض الآثار الايجابية فيها لأنها من غير الكوامل، أما أكثر من ذلك فلا ينبغي الاهتمام بها ،وإذا أراد أن يطمئن قلبه فليدفع صدقة عندما يتزوج في هذه الليالي فالصدقة تدفع الآثار السيئة المحتمل أن يترتب عليها.
2ـ كذلك ليالي المناسبات الحزينة لا ينبغي للإنسان أن يتزوّج فيها مثل ليالي عاشوراء وليالي الوفيات للمعصومين. فالإنسان الطبيعي لو كان مصاباً بأمه وأبيه لن يتخذ تلك الليلة ليلة فرح له فكيف لو كانت ليلة استشهاد أحد الأئمة عليهم السلام.
٣- ليلة الزفاف مع أنّها تتويج للإنسان بالطاعة لأنّه سيصبح فيها من المتزوجين ويحصّن نصف دينه ،فهي ليلة مهمة لكن بعض الناس يحوّلونها إلى ليلة معصية، وكمثال على ذلك ما تقوم به بعض النساء من الذهاب للتزين ، وإذا حضر وقت الصلاة اتخذن من تلك الزينة مبررًٍا لترك الوضوء والصلاة. ٤- مسألة الغناء والموسيقى من أهم الابتلاءات التي تطرح ليلة الزفاف ، حيث أنّ البعض يصفها بليلة العمر ويجب أن تيحضر فرقة متكاملة من الغناء والموسيقى ، حيث أنّها ليلة واحدة فقط ولا ضير في ذلك ، ولكن حقيق على الله أن لاينزل البركة على مثل تلك الزواجات.
٥- ومن ذلك مايرتبط بقضايا الاختلاط ..حيث يدخل مجموعة من الرجال على النساء اللاتي قد لا يكنّ متستّرات بما فيه الكفاية، هذا الدخول لا ينبغي أن يُسمح به. بل ينبغي جعل الزواج فرصة لتجديد العلاقة بالله وتحصين النفس. ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ١ سورة الفرقان آية ٥٤ ٢ مجلة تراثنا مؤوسسة آل البيت ج١ ص١١١ ٣ شبكة اهل البيت للأخلاق الإسلامية |