الاستفادة من عطاءات شهر شعبان
بسم الله الرحمن الرحيم
تحدث سماحة الشيخ فوزي آل سيف في خطبة يوم الجمعة 3/شعبان / 1428 هـ عن أهمية الاستفادة من شهر شعبان والعطاءات الموجودة فيه ، وكان مما قال :
يحتوي شهر شعبان على عدد من المناسبات الدينية والعبادية . ومن الحري بالمؤمن أن يستفيد منها .
ففي بداية الشهر المبارك تصادف أول أيامه ذكرى مواليد أبطال كربلاء ، والذين مثل كل واحد منهم مدرسة في الجهاد والإيثار والفداء .. ففي اليوم الثالث والذي يصادف الجمعة ـ اليوم ـ يكون مولد سيد الشهداء وأبي الأحرار الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه ، وكفى بموقفه في كربلاء درسا في الجهاد والفداء ، الأمر الذي ذكره الخطباء وحلق فيه الأدباء والشعراء ، وفي اليوم الرابع تأتي ذكرى مولد بطل الايثار أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب والذي كان في وجوده بمثابة جيش مستقر مع الحسين حتى إذا صرع ( انكسر ظهر الحسين ) وفي اليوم الخامس مولد الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام والذي كان له دور واضح في إيصال المسيرة الحسينية إلى أهدافها بعد شهادة الحسين من خلال ممارسته لطرق مختلفة : منها الخطابة وإبقاء جذوة الحزن وإثارة الشعور بالندم وتحريك الضمير الديني والأخلاقي .
وفي ليلة النصف (15) من شهر شعبان تحل ليلة هي في المنزلة والفضيلة بعد ليلة القدر وفيها من الأعمال العبادية التي تقرب الانسان من خالقه ما يحق لكل مؤمن أن يحرص على إحيائها والتوجه إلى الله سبحانه فيها . وهي بمثابة تنبيه للاستعداد لليلة القدر ، ويحق أن نسميها بليلة القدر الصغرى ! وقد جرت العادة على إحياء هذه الليلة بالصلاة والدعاء في المساجد فينبغي الحرص على هذه العادة العبادية ، وجدير بالذكر أن دعاء كميل المعروف هو من دعاء الخضر عليه السلام في هذه الليلة مما يعني أن الاهتمام بها ليس محصورا بالحالة الاسلامية بل هو خط ممتد مع الأنبياء والأولياء السابقين .
وفي يومها يصادف ذكرى مولد الامام المنتظر الحجة ، خاتم الأوصياء وآخر الأئمة المعصومين عليهم السلام ، والذي جاءت الروايات المتظافرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله في أنه يظهر بأمر الله ليظهره على الدين كله ، ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وفي العشرة الأخيرة من الشهر يكون الاستعداد لاستقبال شهر الله بعدما كان الانسان في شهر النبي محمد كما ورد في الروايات والأدعية ( وهذا شهر نبيك سيد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان ) اقتداء بسنة النبي وسيرته صلوات الله عليه ، فقد ورد أنه كان يطوى فراشه ـ كناية عن إحيائه الليل ـ ويصوم فيه بل ( كان رسول الله يدأب في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه ) والغرض من ذلك كان الخضوع لله في تكريم هذا الشهر ( بخوعا لك في إكرامه وإعظامه ) .
فالراغب في الاستنان بسنة النبي ، والاقتداء بسيرته ينبغي أن يفكر في صيام هذا الشهر وقيامه بالمقدار الذي يتيسر له ( اللهم فإعنا على الاستنان بسنته فيه ونيل الشفاعة لديه ) .
ملاحظة: حاليا لايوجد الملف الصوتي الخاص بالمحاضرة