دعوة إلى بث ثقافة العمل التطوعي
في خطبة يوم الجمعة بتاريخ 10 ذي القعدة ، دعا سماحة الشيخ فوزي آل سيف إلى بث ثقافة التطوع للعمل الاجتماعي بين أبناء المجتمع لا سيما الناشئة .
وافتتح حديثه بالآية المباركة ( وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)(البقرة: من الآية158) مذكرا أن سياق الآية المباركة هو سياق النوافل العبادية ، ولكن يمكن أن يكون ( الخير ) المتطوع فيه يشمل ما هو أوسع من نفع الناس وخدمتهم ، ولعل الآيات الآمرة بفعل الخير كما في قوله تعالى ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ)(الحج: من الآية77)، ناظرة إلى هذه الجهة خصوصا أنها قد عطفت ذلك على الركوع والسجود مما ظاهره المغايرة ، هذا بالاضافة إلى أن الكثير من الروايات تتحدث ( نفع الناس ) و( خدمتهم ) و( التعاون على الخير ) و ( أغاثة اللهفان ) إلى غير ذلك .
ثم اقترح على الآباء التواصل مع مديري المدارس ، لتوجيه الطلاب إلى أمور عملية تنفع المجتمع والبلد ، وأن مثل ذلك سوف يحول هذا الطالب الشاب من كونه عنصر تلويث أو تخريب في بعض الحالات إلى عنصر بناء ، وإلى شعور بالانتماء لمجتمعه عندما يشارك في تنظيفه وترتيبه وبنائه .. وضرب مثالا على ذلك مذكرا بمناسبة اليوم العالمي للتطوع بأنه لو كان يمكن أن تقوم المدارس عبر الطلاب بتنظيف الكورنيش المحلي ( سواء كورنيش سنابس أو الشمال ) أو تتم زراعة شجر القرم ( المنجروف ) الذي يساعد على تكاثر الأسماك ، وبالتالي ينتفع الناس على المدى الطويل ..
إن القيمة المادية لمثل هذه الأعمال ، كبيرة لكن الأكبر منها هي القيمة المعنوية والتربوية التي تجعل الطالب في هذا السن المبكر ( الابتدائية والمتوسطة ) يقوم بفعل إيجابي في المجتمع ، ويحقق له شعورا متميزا بالانتماء ، وينقله من حالة اللامبالاة أو الحالة السلبية إلى حالة إيجابية وفعل مفيد .