هكذا تحدث النبي المصطفى عن الوصي المرتضى
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 20/9/1432 هـ
تعريف:

هكذا تحدث النبي المصطفى عن الوصي المرتضى  

كتابة الأخت الفاضلة علا نور

روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنه قال: لقد سمعت رسول الله (ص) يقول في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا. قال رسول الله : )من كنت موله فهذا علي مولاه) وقال:(علي مني كهارون من موسى) وقال: (علي مني وأنا منه) وقال: (علي مني نفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي) وقال: (حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله وقال : (ولي علي ولي الله وعدو علي   عدو الله) (علي حجة الله و خليفته على عباده) (حب علي إيمان وبغضه كفر) (حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان) (علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض) (علي قسيم الجنة والنار) (من فارق عليا فارقني ومن فارقني فارق الله عز وجل) (شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة) الخصال - الشيخ الصدوق - ص 496

كيف تحدث النبي المصطفى عن الوصي المرتضى صلوات الله عليهما

لا تكاد تنحصر الأحاديث التي تحدث بها رسول الله في حق أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. ولم يكن ذلك في سياق الفخر والثناء المجرد وإنما هو بمثابة إشارات مرورية للأمة لتعيين مسارها المستقبلي بعد رسول الله، بل ما بقيت الأمة.  

تارة يمدح شخص لأجل الثناء عليه ولا يتعدى هذا المدح مقدارا من التشجيع وإظهار الفضيلة ليس أكثر.. ومرة أخرى كما نجد في أحاديث رسول الله بالنسبة إلى أمير المؤمنين ع وبالنسبة إلى عموم أهل البيت أنها كانت تستهدف غاية أخرى وهي تعيين المسار الصحيح والطريق الواضح للأمة لكي تسير فيه إذا تشابهت الطرق وإذا اختلفت الاتجاهات وإذا قال الجميع كلنا أصحاب النبي وكلنا سمع من النبي وكلنا جاهد بين يدي النبي وتعددت الطرق واختلفت آنئذ نحن بحاجة إلى مثل هذه الإشارات التي توضح للأمة مسارها وخيارها.

لأجل هذا فيما نعتقد كان النبي حريصا على ألا يترك فرصة في حرب أو في سلم ، مبتدئا أومسؤولا ، معه علي أم لم يكن معه ، في أن يؤكد على هذه الأمة أن تتجه في الإتجاه الذي يمثله أمير المؤمنين ع حفاظا من النبي على الإسلام حفاظا على الأمة من الضياع ، ولهذا كثرت الأحاديث ، لأجل أن أفهام الناس تختلف واستفاداتهم تختلف. تارة يكتفي ذلك العالم بإشارة ، ويحتاج غير العالم إلى كمال عبارة!!

ويحتاج ثالث إلى تعود في الأحاديث حتى يتبين له الأمر. ولذلك كثرت وتعددت ألسنتها وطرق الحديث فيها كما سيأتي بعد قليل وزادت زيادة كبيرة نظرا لما كان يعلمه النبي بعلم غيبي أو حتى بعلم عادي من أن هذه الأحاديث في الفضائل والمناقب سوف تتعرض للإلغاء والحذف و وإلى التغيير فلابد أن يعطي عدد كبير من الأحاديث ينقل بأشكال مختلفة ومن قبل أفراد كثيرين حتى لو غطي على قسم يبقى قسم آخر.

لو فرضنا مائة حديث كان من الممكن أن تطمس لكن إذا صار العدد بالآلف يتعسر أو يتعذر حذف هذه الكمية الكبيرة ولهذا نحن نعتقد أن الإتجاه العام في الأمة كان اتجاها منسجما مع أهل البيت (ع) لولا نشاط الخط الأموي في تزييف سيرة النبي وفي حذف أحاديثه وفي المنع من التدوين وفي وفي ..... إلى غير ذلك.

وإلا الإتجاه العام - نحن نعتقد - حتى الذي لا يؤمن بإمامة علي بن أبي طالب كإمام بعد رسول الله كان منسجما مع أمير المؤمنين (ع) هل تعلمون أن في أتباع مدرسة الخلفاء من غير الخط الأموي يوجد شهداء لأجل مناقب أمير المؤمنين.

الحافظ النسائي صاحب كتاب سنن النسائي المعروف المتوفى سنة 303 هجرية ، هذا يعد من شهداء مناقب علي بن أبي طالب وذلك أنه بعدما ولد في بلدته نسا في خراسان ، وصار تعليمه في مصر، علم أن في دمشق انحراف عن طريق علي بن أبي طالب والاعتراف به تبعا لتأثير الثقافة الأموية ، فشد الرحال إلى دمشق وهناك بدأ يدرس في مساجدها العامة مناقب الإمام وألف كتابا أسماه الخصائص( خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) ، والكتاب موجود الآن. وهناك بدأ يحدث الناس في المسجد الجامع وأكثر من ذلك حتى أغاض أتباع الخط الأموي

فقالوا له ألا تحدثنا عن خال المؤمنين معاوية ؟

قال : أما رضي معاوية رأسا برأس حتى يريد أن نأتي بفضائل فيه. - يعني يكفيه هذا المقدار-   ولما ألحوا عليه في ذلك قال : لا احفظ عن رسول الله بسند صحيح إلا حديث ( لا أشبع الله له بطنا) هذا الذي احفظ ، فمازالوا يضربونه ويرفسونه حتى أصيب بالفتق وتهتكت أمعاؤه وبعدها توفي على إثر ذلك.

وكان أول شهداء غير المدرسة الإمامية في نشر مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام . والكنجي الشافعي المتوفي سنة 658 هجرية هذا الرجل كان في مسجده في دمشق وكان يتحدث مسترسلا فاستشهد بحديث الغدير وذكر كلام حسان بن ثابت:   يناديهم يوم الغدير نبيهم                             بخم وأسمع بالرسول مناديا

فقال له أحد الحاضرين من المتعلمين قليلا:

هذا حديث ضعيف لا يصح نقله يعني حديث الغدير ، فصمم على أن يصنف في مناقب علي بما انتهى إليه من الأسانيد الصحيحة وأن يغير درسه في المسجد الذي كان فيه إلى درس في مناقب وفضائل أمير المؤمنين عليه السلام وبعد أن أكمل الكتاب

( كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ) ومشى شوطا كبيرا في الحديث والتدريس والتعليم في خصوص مناقب الإمام وجدوه مقتولا على يد أتباع الخط الأموي فيكون بهذا ثاني من قتل من أجل نشر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.

والموفق الخوارزمي قبله بنحو قرن من الزمان أيضا يؤلف كتابا ثالثا وهو حنفي وذلك شافعي وأحمد بن حنبل يقول : ما جاء في حق أحد من الصحابة من الروايات بأسانيد صحيحة في الفضائل مثل ما جاء في حق علي بن أبي طالب.

 ولو أردنا أن نتتبع الأمر لطال بنا المقام لكن أريد أن أقول أن التوجه العام في الأمة كان منسجما مع علي بن أبي طالب عليه السلام ولو في حدود أنه من كبار الصحابة وأن خلافته شرعية بل إن بعضهم يرى أنه أولى بالخلافة من غيره لكن الذي حصل من باب تقدم المفضول على الفاضل.

نعم وجِد في الأمة ولا يزال خط أموي استهدف كل ما يرتبط بأهل البيت عليه السلام وفي طليعتهم علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، فحارب هذا التوجه حديثا وسيرة ومناقب وفضائل وعمّى على كل هذا التراث كما سيتبين بعد قليل. وإلا أحاديث رسول الله كانت من الكثرة بحيث لا يمكن أن تغطى بغطاء ، كانت من التنوع بحيث كل جهة من الناس تستطيع أن تفهم نمطا من الحديثِ في ولاية علي وإمامةِ علي وفضيلة علي (ع).

وكما قلنا القضية لم تكن قضية مدح أو ثناء وإنما كانت القضية تعيين الإتجاه والمسار الذي ينبغي أن تسير فيه الأمة. لو أردنا أن نشير إشارات على سبيل العنونة إلى هذه الأحاديث.

أنا أشرت ذات مرة في حديثنا حول سيرة سيد الكائنات المصطفى(ص) وقلت أن الصحابة في اتجاهاتهم السياسية الفكرية وتوجهاتهم الاجتماعية يعرفون ويحددون حتى من الروايات التي ينقلونها.   أنت ترى هنا مثلا جابر بن عبدالله الأنصاري ينقل نمطا معينا من الأحاديث تعين توجهه فلا يمكن أن ينقل هذه الأحاديث معاوية على سبيل المثال او عمرو بن العاص أو غيره حتى لو سمعوها لا يمكن أن ينقلوها ..

جابر بن عبدالله الأنصاري ينقل هذا العدد الجم في حديث واحد في خصال علي ويقول لو أن هذه الخصال في أحد من الخلق منها واحدة لكفتهم. عندما يقول رسول الله (ص) : (أنت مني كنفسي من أطاعك أطاعني ومن عصاك عصاني) ، (حربك حربي سلمك سلمي حزبك حزبي حزب أعدائك حزب الشيطان) هذه كل واحدة فيها إشارة كافية لمن أراد أن يتفكر أو يتأمل. على سبيل العنوان تتعدد العناوين لأحاديث رسول الله (ص) منها أحاديث التشبيه والتنزيل.

منها أن رسول الله شبهّ علياً بالأنبياء مثلا الحديث الذي يوجد في مصادر المدرستين جميعا عن رسول الله (ص) : (من أراد آن ينظر لآدم في علمه - وعلم آدم الأسماء كلها- وإلى نوح   في فهمه وإلى يحيى في زهادته وإلى عيسى في عبادته وإلى موسى في بطشه وهيبته فلينظر إلى علي بن أبي طالب) نظر النبي (ص) إلى أبرز ميراث الأنبياء وأهم الجوانب التي ظهرت منهم وقال إن ّكل ماتميزّ به كل واحد منهم قد اجتمع كله في علي بن أبي طالب ، فهو كموسى في الهيبة والبطش وعيسى في العبادة ويحيى في الزهادة ونوح في الفهم وآدم في العلم ، وهذا التشبيه يعني أن ما تفرّق في الأنبياء تجمّع في أمير المؤمنين سلام الله عليه ، شبّهه منهم في أبرز صفاتهم بل شبّهه بنفسه في حديث المنزلة المعروف فقال : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) .

ماهي منزلة هارون من موسى ؟؟ نرجع إلى القرآن : (واجعل لي وزيرا من أهلي ، هارون أخي ، اشدّدّ به أزري، وأشركه في أمري) مشاركة ، وزارة ، شدة ظهر، إعانة.. لكن بعد ذلك يتحول الكلام بمستوى اثنين يتكلمان معا كأنما المشاركة قد حدثت فعلا فلا يقول: وأشركه في أمري كي اسبحِك كثيرا واذكرك كثيرا وإنما يقول ماذا ؟؟!

 (كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا) وكأنما الشراكة قد تحققت والدعوة قد استجيبت. بمنزلة هارون من موسى... عندما يقول موسى لأخيه هارون (اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) وأكثر من هذا عندما يشبهه النبي بنفسه يقول (يا علي أنت مني كنفسي) في إشارة إلى الآية المباركة {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} .

فهذا نمط من الأحاديث ..

نمط من الأحاديث ينزل الإمام أميرالمؤمنين منزلة الأنبياء مع أنه ليس بنبي ويصرّح النبي (إلا أنه لا نبي بعدي) منزلة الأنبياء في الولاية والخلافة و المرجعية الدينية كما ثبتت لهم فهي ثابتة لأمير المؤمنين (ع). نمط آخر من الأحاديث يمكن أن نسميها بالأحاديث « المعيارية » .

الأمة تحتاج إلى معيار عند الاختلاف ومقياس عند تعدد الآراء. ماذا نصنع هذه مدرسة ، وتلك مدرسة!! هذا صحابي وذاك صحابي !! هذا يقول أنا أقرب لرسول الله وذلك يقول أنا أقرب لرسول الله..

 ماذا نصنع إذن يا رسول الله ؟؟ يقول هذه بين أيديكم احاديث معيارية فيأتي لعمار بن ياسر يقول : ياعمار لو سلك الناس كلهم واديا وسلك علي بن أبي طالب واديا آخر فاسلك الوادي الذي سلكه علي بن أبي طالب. (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار) ( علي مع القرآن والقرآن مع علي) إلى غير ذلك من الأحاديث وهي كثيرة جدا لا نستطيع أن نتعرض إليها بالكامل ( من أبغضك أبغضني،من أبغضني فقد أبغض رسول الله من أحبك أحبني من أحبني فقد أحبّ الله حزبك حزب الله حزب عدوك حزب الشيطان ) وأمثال هذه الأحاديث.

أيضا هناك نمط آخر يشير إلى الأفضلية ويشير إلى محبة الله الكبرى لأمير المؤمنين عليه السلام. في حديث الطائر لمشوي (اللهم ائتني بأحب ّ خلقك إليك)

عندما اهدِي إلى رسول الله ذلك الطير وجبة ، طلب من ربهِّ أن يكون شريكه في الطعام أحبّ الخلق إلى الله. أنس بن مالك راوي الحديث يقول أنا تمنيت أن يكون واحدا من الأنصار فجاء علي فقلت له إن النبي مشغو ل فجاء مرة أخرى كذلك ، في المرة الثالثة أيضا جاء فناداه رسول الله (ص) : يا علي ادخل «أي أنك لا تحتاج إلى إذن» فدخل علي عليه السلام وتحققت دعوة النبي بأحبّ خلق الله إليه بالطبع بعد رسول الله (ص

إذن علي بن أبي طالب ليس أفضل من الخلفاء علي أحبّ خلق الله إليه علي أحبّ الخلائق بعد رسول الله !!إذن أي خلفاء ... وأي تابعين... لا يوجد قياس معهم ابدا فهو أحبّ الخلائق إلى الله تعالى بنص هذا الحديث الشريف.

 وهكذا في قضية خيبر ( لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبهّ الله ورسوله كرارا غير فرار) كل كلمة هنا لها أكثر من كلمة و إشارة (لا يرجع حتى يفتح الله على يديه)

يوم قال النبي إني لأعطي   رايتي ليثها وحامي حماها

 فاستطالت أعناق كل فريق     ليروا أي ماجد يعطاها

فدعا أين وارث العلم والحلم   مجير الأيام من بأساها

اين ذو النجدة الذي لو دعته في الثريا مروعة لباها

 فأتاه الوصي أرمد عين   فسقاه من ريقه فشفاها

  ومضى يطلب الصفوف فولت عنه علما بأنه أمضاها

وبرى « مرحبا » بكف اقتدارأقوياء الأقدار من ضعفاها

 ودحا بابها بقوة بأس ٍ لو حمتها الافلاك منه دحاها

عائد للمؤملين مجيب سامع ما تسر من نجواها

 إنما المصطفى مدينة علم وهو الباب من أتاه أتاها

 وهما مقلتا العوالم يسراها علي ، وأحمد يمناها

تكثر النقل وتعددت الروايات (ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين) (مبارزة علي يوم الخندق تعدل أعمال أمتي وترجِح عليها) وهكذا بأساليب مختلفة كان يعبرِ رسول الله (ص) عن هذا المعنى. الأحاديث كثيرة وفهرستها أيضا تطول لكننا نكتفي بهذا المقدار في المقابل الخط الأموي على خلاف مدرسة أهل البيت بل على خلاف التوجه العام في الأمة سعى في رفض هذه الفضائل والمناقب.

وهؤلاء يفهمون ويعرفون أن القضية ليست مجرد ثناء أو أوسمة ونياشين يعلقها المسألة تستتبع وراءها قضية عقدية...

تستتبع وراءها مرجعية دينية ... اولا لابد أن يكون هناك حبٌ نفسي تصنعه الأحاديث ثم مودة« إظهار الحب » تصنعه الأحاديث. ثم إيمانٌ واعتقاد بأفضليةِ هذا البيت وسيدّه أمير المؤمنين عليه السلام على من عداه. فتأتي مسألة التفضيل ثم قضية الإمامة و المرجعية الدينية ولذلك عملوا في خط مقابل . اولا عمِلوا كثيرا على الإنكار ِ والإخفاء وحاربوا نشر هذه الروايات والأحاديث. لو تأملنا ماذا يضرّ دولة بيدها المال والسلاح وكل شيء!! ماذا يضرّها لو أنّ جماعة في مسجد يقولون أنّ علي بن أبي طالب أفضل من غيره ، ماذا يضرّهم ؟!! هل سيأخذ منهم هذا الكلام المال أو السلاح أو يقلِب حكمهم ؟؟!!  

هم يعلمون أنّ المسألة أبعد من هذا لذلك أنكروا لذلك أخفوا لذلك غطوا وحاربوا قديما وحديثا .  انظر إلى صاحب منهاج السنة ماذا صنع ؟! وماذا يصنع!!! مع الأسف هذا الكتاب صاحبه تصيبه الحمى عندما يرى فضيلة لعلي بن أبي طالب ، لذلك بمجرد أن يرى حديثا يقول لك هذا موضوع..

هذا مكذوب .. لم يقر به أهل العلم.. لم يذكره أهل الصحاح.. حتى أنه لما جاء ابن حجر العسقلاني والذي هو من مدرسة الصحابة كان يقول له : يا رجل على الأقل كنت تطلِع على أقرب المصادر لك صحيح البخاري!! هكذا تقول موضوع مكذوب ولم يذكره أهل العلم!! لا تتبع الكتب الكثيرة فقط هذا الكتاب الذي هو عندك من أقرب الكتب وأوثق الكتب حسب رأيك ، انظر وراجع هل الحديث موجود فيه أو لا !!

عدد غير قليل من الأحاديث وسمها بأنها موضوعة و مكذوبة والحال أنها موجودة في صحيح البخاري ومسلم وسائرالصحاح !!

يذكر أن هذا الحديث الفلاني الذي منه فضائل الإمام لم يذكره احد من أهل العلم ثم يأتي من يعد ستين عالما من علماء مدرسة الخلفاء قد ذكروه .. أليس هؤلاء من أهل العلم ؟؟!! ا

قسم من الروايات لا يمكن إنكاره هذا لا يصح ومن غير المعقول كمثل شخص يقول لا يوجد شمس وهو في ابعة ِالنهار!!!

 فماذا يصنعَ هنا ؟ يعمَد إلى التأويل البارد والتفسير الباهت الذي لا تساعده اللغة ولا العلم ولا العرف.

عندما يأتي مثلا إلى حديثِ الطيرِ المشوي هذا فيه أفضلية ربانية واضحة ( ائتني بأحبّ خلقك إليك) وجاء علي . يقول أنّ مقصود النبي هنا أحبّ خلقك إليّ في الأكل يعني قسم من الناس أحب أن آكل معهم وقسم من الناس لا أحب أن آكل معهم فتأتي أحبّ الخلق أكلا. هكذا تفسير بارد وتأويل باهت ، باللهِ عليك هذا يقوله رسول الله وينقله أنس بن مالك ويقول وددت لو أنّ هذه المنقبة تكون عندنا معاشر الأنصار ويقول لعلي لا تدخل إن النبي مشغول هل كل ذلك لأنه كان أحبّ الناس في الأكل إلى رسول الله!!

 ثم إنه في نص الحديث لا يقول أحبّ خلقِك إليّ بل (أحب خلقِك إليك) فهل الله يأكل ؟ ومثلا في قضية حديث الغدير (من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه). يقول لك مولاه يعني محبه! علي بن أبي طالب هو حبيب المؤمنين والمؤمنين أحباء لعلي !! إذن ما معنى ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟؟!! والذي قدمها في البدايةِ واستنشدهم عليها وفرع على ذلك (من كنت مولاه فعلي مولاه) وهكذا..

 فهذا الخط الأموي في الواقع كان ولا يزال في اتجاه إبعاد الناس عن خط أهل البيت لذلك من الخطأ أن نتصور أن عامة المسلمين هم ضد أهل البيت او هم ضد علي بن أبي طالب. ليس كذلك بل العكس هو الصحيح!! نحن نعتقد انّ عامّة المسلمين منسجمون مع أهل البيت على المستوى النفسي ، على المستوى القلبي ، على مستوى القبول العام ويبقى أمر واحد وهو أن يتخذوهم مرجعية دينية في العقائد وفي الفقه .

 وليس من الصالح استعداء كل المسلمين من قبِل بعض شيعة أهل البيت (ع). قِسم من الناس عندما يتحدث عن الآخر من غير جماعته يقول عنهم هؤلاء نواصب!!  

النواصب اساسا فئة أندر من النادر بحسب التعبير الفقهي والذي معناه أن يظهِر البغض والشتم لرسول الله أو أمير المؤمنين أو فاطمة وهؤلاء نادرون في الأمة.

ومن الخطأ أن نتصور بأن من لا يؤمن بمنهج أهل البيت ينطبق عليه هذا العنوان. بالعكس نحن نعتقد أن الخط الأموي في الأمة خط صغير ضعيف ضئيل منبوذ لا يستطيع أن يخاطِب أفئدِة الناس ، ولا يستطيع أن يقنِع الناس ، ولا يستطيع أن ينسجم مع تراث الأمة ومع أحاديث رسول الله ومن الخطأ أن يستعدىَ بقية أبناء الأمة لأجل ذلك.  

بل إن هذا من مصلحةِ هذا الخط أن يسعِرّ الخلافات الطائفية ويشعل النيران من أجل أن يكسب الناس معه. لا!!

 

نحن لابد أن نقول ونصِرّ على ما نعتقد بأن هناك المدرسة الإمامية ومدرسة الخلافة والاتجاه العام فيها اتجاه منسجم في إطار الودِّ والمحبة لأهل البيت عليهم السلام وهناك فئة صغيرة لا تكاد تشكل نسبة مهمة في الأمة وهي التي نسميها بالخط الأموي و هؤلاء هم وراء المشاحنات الطائفية وإثارة الفتنة وتسعير الحروب.

إذن الأمة في الواقع على ثلاثة أقسام:

 قسمان رئيسيان كبيران منسجمان مع أهل البيت أحدهما على مستوى الإمامة المرجعية الدينية والثاني على مستوى المحبة والمودة وقسم ثالث ضئيل لا يكاد يشكل نسبة مهمة هذا القسم كان ولا يزال في صدد إحياء التناقضات الطائفية وإشعال فتيل التشنجات حتى تتحول الأمة إلى جماعة لعلي وأعداء علي.

ونحن شيعة أهل البيت عليهم السلام لابد لنا أن نفهم هذا المعنى ونميزّ بين المواقف.

نحن نعتقد أن الاتجاه العام في الأمة منسجم وينبغي أن يكون منسجما ويظل منسجما ويبقى هذا الفريق ذو التوجهات الأموية. هذا لا يمكن أن نصنع له شيء ولا حل له!! هذا الذي ينكر فضائل الأئمة ، يؤول هذه الفضائل ، يحذف مرجعيتهم الدينية ، كل يوم يقود الحرب على التشيع عامّة ، يشعل فتيل التناقضات الطائفية في كل الأماكن في بلاد المسلمين لأن فائدته في هذا! الوضع الهادئ لا ينفع هذا الخط ابدا ، لابد من إثارة الفتنة ، افضل شيء عنده هو الحرب الأهلية..  هناك يربح! أمّا إذا استقرت الأمور وهدأت فهو الخاسر لأنه آنئذ يفكِر الناس بعقولهم وإذا فكروا بعقولهم وفطرِهم لم يقدر عليهم !!

نسأل الله أن يحفظ الأمة ويجنبها خطوات الظالمين وخطوات الشياطين وأن يجنبها مؤامرات أعدائها وإن كانوا من داخلها إنه على كل شي ء قدير .

 

مرات العرض: 3447
المدة: 00:54:03
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2592) حجم الملف: 18.5 MB
تشغيل:

حياة الامام علي ع الى وفاة النبي ص
الحياة الأسرية للامام علي عليه السلام