13 نحن وتفاصيل مقتل الإمام الحسين
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
المكان: مسجد الخضر
التاريخ: 12/1/1445 هـ
تعريف: نحن وتفاصيل مقتل الإمام الحسين | كتابة الفاضل كرار الخواهر | بسم الله الرحمن الرحيم روي عن سيدنا ومولانا أبي الحسن الرضا صلوات الله وسلامه عليه أنه قال:( إن يوم عاشورا قد أقرح جفوننا, وأسال دموعنا, وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء إلى يوم الانقضاء). حديثنا في هذه الليلة يتناول عنوان "نحن وتفاصيل مقتل الإمام الحسين عليه السلام" في كل سنة كما هو المعتاد يتم قراءة مقتل الحسين سلام الله عليه في ليلة العاشر ويوم العاشر بشكل مفصل غالبا ويختلف ذلك التفصيل من متحدث إلى آخر ومن موضع إلى موضع ولعل أشهر من تعرض إلى تفاصيل المقتل ولعله أطولها المرحوم الخطيب الشيخ عبدالزهراء الكعبي رضوان الله تعالى عليه ومنه انتشر هذا النمط مع أنه ربما كان العلماء أيضا قبله يقرأون هذا المقتل ويقرأون الحادثة, ولكن لأسباب مختلفة نال هذا النمط وهو مقتل الشيخ الكعبي رحمه الله الانتشار العريض إلى يومنا هذا. لعل الآن عمر بداية هذا المقتل إلى هذا الزمان قريب من خمسين سنة أو نحو ذلك من أول يوم تلي فيه في هذا المقتل عادة يستمع الناس وهم على طبقات مختلفة من الثقافة والمعرفة الدينية, وتتبادر إلى أذهانهم أسْلة بحسب ذلك: 1-هل هذه الروايات كلها صحيحة ؟ 2-هل أن هذه التفاصيل كلها واردة أو غير ذلك؟ تساؤلات بعضها مبعثها طلب المعرفة والتأكد, وبعضها تختلط مع شيء من التساؤل غير المتيقن وهكذا يمكن لنا أن نتحدث عن تفاصيل مقتل الإمام الحسين عليه السلام في ثلاثة عناوين وأنها تنقسم إلى ثلاثة عناوين غالبا العنوان الأول: هو الروايات التاريخية المتقنة من حيث السند إما السند المعروف أو السند التاريخي عندنا كثير من الروايات التي تصف مقتل الحسين عليه السلام, بعضها وارد عن الإمام زين العابدين عليه السلام, بعضها وارد عن الإمام الباقر عليه السلام, وروى تلك الروايات عن الإمامين أصحابهم و في قسم منها كانت روايات بحسب الأسانيد معتبرة وتامة من حيث السند. كذلك أيضا رُوي عن الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه وعن الإمام الصادق وذكرنا في بداية أحاديثنا أن الكثير من ما يرتبط بقضية الحسين عليه السلام جاء في زماني الإمام الصادق عليه السلام والإمام الرضا باعتبار أن الوضع العام أسعفهما في أن يبينا تفاصيل هذا المقتل كما بينوا تفاصيل روايات الأحكام والعقائد وما شابه, لكن هذا لا يعني أن بقية الأئمة ما تحدثوا فيه. مثلا عندنا في حياة الإمام الباقر عليه السلام رواية الدهني, وهي رواية مفصلة جدا ويقول في بدايتها عمار الدهني للإمام الباقر عليه السلام: حدثني عن مقتل الحسين كأني شهدته. يعني أريد المقتل مفصل جدا. للأسف فإن الشيء المنقول وهو منقول في تاريخ الطبري وفي من تأخر عنه هذه الرواية مبتورة ليست كاملة ذكرنا ذلك في كتابنا عن الإمام الباقر عليه السلام أن هذا المقدار الذي نقله تاريخ الطبري ومن بعده من تأخر عنه لا يتناسب مع العنوان الذي ذكره في البداية وهو "حدثني عن مقتل الحسين كأني شهدته" يعني بتفصيل التفصيل. فإن كل ما هو مذكور في تاريخ الطبري حدود الصفحتين والنصف فقط. صفحتين ونصف من خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى شهادته في كربلاء ماذا تقدر أن تقول فيها ؟ نحن نعتقد اعتقادا جازما أنه تم بتر هذه الرواية من قبل إما نفسه الطبري أو من تأخر عنه عندما لعبوا في طبعات الكتب وهذا معروف أن الأنظمة الحاكمة والسلاطين فيما بعد بدأوا يهذبون ويحذفون بعض ما كان قد كتبه المتقدمون, لكن بشكل إجمالي لو أن إنسانا قام بجمع ما ورد من الأئمة المعصومين عليهم السلام. من الإمام السجاد, من الإمام الباقر, من الإمام الصادق, من الإمام الرضا, ومن غيرهم من الأئمة لو جمع ما ورد عنهم سوف يتشكل هناك صورة مهمة جدا وواضحة عن مقتل الإمام الحسين سلام الله عليه. البنية الأساسية للمقتل بل لخروج الحسين من المدينة المنورة إلى شهادته هذه البنية الأساسية وما حصل فيها من أحداث وردت إلينا بطرق معتبرة إما بالمقياس الفقهي وإما بالمقياس التاريخي. بالمقياس الفقهي, كما يتعامل الفقهاء مع الروايات يشوفون كل راوي هل هو ثقة أم لا ثم أيضا ينظرون إلى متن الرواية لا يجدون فيها شيئا منكرا ولا متناقضا ولا متهافتا فيرون أن هذه الرواية تامة سندا ومستقيمة متنا. المقتل الأساس والصورة العامة والبنية الكلية لمقتل الحسين عليه السلام هي بهذه الروايات تامة بلا ريب. بل أكثر من هذا, أيضا بالمنظور التاريخي في موضوع التاريخ وأنه كيف يمكن للإنسان أن يصل إلى الحقائق التاريخية, يتحدثون عن أن الشروط هي أقل من شروط السند الفقهي. فيقول لك إذا رواية جاءت وكانت عليها قرائن الصحة ولم يلزم منها شيء مخالف للمعروف تاريخيا فإنها تُقبل وإلا لو لم نكن بهذه الصورة نقبل الروايات التاريخية من الممكن أن لا يثبت من التاريخ شيء. فإن مثلا غزوات نبينا محمد لو نريد نناقشها بطريقة الأسانيد الفقهية, أكثر هذه الغزوات لا تكون ثابتة فضلا عن تفاصيلها. سيرة رسول الله, سيرة أمير المؤمنين, الحروب التي صارت, ما وقع بعد رسول إذا واحد يريد يناقشها بمنطق الأسانيد الفقهية هذه لا يمكن أن تثبت. لذلك يقولون في المواضيع التاريخية الأمر أسهل من الثبوت الفقهي لأن من الفقه حكم الله حرام وحلال افتراء على الله أو ماكو افتراء فلذلك كلش يدققون وأكثر يبذلون أقصى جهدهم في هذا الجانب. بينما في الموضوع التاريخي الأمر أسهل من ذلك. فمتى ما كانت رواية تاريخية منسجمة, عليها قرائن الصحة, إليها معاضدات من جهات أخرى, لم يلزم منها محاذير ولا تناقضات ولا غير ذلك هذه يمكن أن تكون مقبولة. إذا أخذنا هذا المعنى الثاني وهو الثبوت بالمعنى التاريخ راح تتوسع لنا دائرة الروايات وتفاصيل المقتل المقبولة لأن كثيرا منها بهذا المعنى التاريخي ثابتة, عليها قرائن الصحة, ليس فيها تناقض مع شيء, ولا يلزم من قبولها محذور فتتوسع الدائرة, هذا قسم. القسم الأول إذا روايات المقتل التي هي ثابتة إما بالأسانيد على المقاس الفقهي وغالبا هذه مروية عن الأئمة عليهم السلام, أو ثابتة في تفاصيلها بالمقاس التاريخي وبالمنهج التاريخي راح تتوسع الدائر أكبر وأكثر. هذا القسم الأول. القسم الثاني من هذه الروايات هي روايات ليس علها أٍسانيد واضحة وليس هناك عليها قرائن كثيرة ولكنها توجد في بعض الكتب و نقلت ولكن لا طريق لنا إلى أصولها. يعني مثلا قد توصل لنفترض إلى سنة أربعمئة هجرية, أو تصل إلى سنة خمسمئة هجرية بعد ذلك لا نعلم ما بعدها. هذا القسم من روايات المقتل موجود عندما بدأ التأليف في مقتل الحسين عليه السلام من حوالي القرن الخامس وفوق. نُقلت تفاصيل للمقتل لما تروح توصل إلى هناك طيب ماذا قبلها من أين جاء هذا المؤلف بها؟ لا نعلم. قد يكن لديه أسانيد وقد لا يكون لكنها ليست مذكورة. قد يكون له طرق معتبرة أو ما عنده لا نعلم. هذه قيمتها بلا شك قيمتها أقل من قيمة القسم الأول ولكن هل ينبغي أن يردها الإنسان أن يقول هذه كذب, هذه موضوعة, هذه غير صحيحة لا يستطيع أن يقول كذلك. أقصى ما يستطيع أن يقول أن هذه أسانيدها غير معروفة عندنا. إذا شيء منها يخالف مقام الإمام عليه السلام كأن تنسب إليه شيئا لا يليق بالإمام نقول لا, هذه وإن كان قد ذكرها فلان في كتابه وهو رجل عالم لكن حيث أنها تتخالف مع شأن الإمام سلام الله عليه كأن تنسب إليه ما لا يليق به. ما لا يليق به أيضا مو ذوقياتي أنا, أحيان يقول كيف أنا ما أستذوق أن الإمام الحسين يعتنق زينب عليها السلام. أنت هذا عندك حساسية خاصة ولكن هذا في الأفق الديني و الإسلامي أن يعتنق الإنسان أخته ويقبلها وتقبّله وهذا ما فيه محذور. إذا لزم من ذلك شيء يخالف شأن الإمام بما ثبت في علم الكلام من مقاماته عليه السلام احنا نقول هذه الرواية وإن في وردت في كتاب وربما يكون كاتب ذلك الكتاب عالما كبيرا وجليلا ولكن حيث أنه يلزم منها أن هذا يخالف شأن الإمام ومقام الإمام ومنزلة الإمام فإحنا هذه لا نستطيع أن نتقبلها, هذا القسم الثاني. القسم الثالث ما هو أوسع دائرة وهو ما قاله الشعراء وما قاله بعضهم بلسان الحال أو جاء في بعض الكتب الموسعة جدا ونعلم أن مثلا كاتبها ليس عنده ذلك التدقيق والتحقيق وإنما يبني أمره على التساؤل. هنا لازم نأخذ علامة توقف وبالذات ما يرتبط بالقضايا الشعرية. الشعر من الأمور المؤثرة جدا في المستمع أكثر من النثر كما تعلمون. أنت الآن من الممكن أن تسمع قصيدة يعلق بذهنك بعض أبياتها ولكن قد تسمع بنفس المقدار قطعة نثرية. هذه قصيدة خمس دقائق يمكن أن يعلق في ذهنك بيتين ثلاثة أكثر أقل. نفس المقدار لو أُلقي عليك شيء نثري خمس دقايق قد لا يعلق ببالك شيء كثير الإنسان يحب الشعر عادة غالبا يستذوقه ويؤثر الشعر في سامعيه حتى أنه في بعض الأماكن يشكل ثقافة وهذه هي المشكلة. يعني المفروض أن الإنسان عندما يسمع الشعر يخلي في باله أن هذا شعر والشعر فيه خيال والخيال ما ينضبط بالحقائق الدقيقة بل حتى قالوا: "أعذب الشعر أكذبه" يعني أوسعه وأكثره بلاغة. إذا يريد يدقق إلك في المعاني تماما في الشعر يخترب الشعر وهذه الأشعار عادة يٌتحدث بها تُقرأ باستمرار تعلق بالأذهان فيها بعض المعاني غير ثابتة. مثلا, كم عدد جيش بني أمية ؟ اللي يتبادر إلى ذهن الإنسان أحيانا ما جاء في الشعر: جاؤوا بسبعين ألفا سل بقيتهم هل قابلونا وقد جئنا بسبعينا فهنا الشاعر يريد أن يقول لك أن هؤلاء سبعون ألف لما جاؤوا, أو واحد آخر يجي يقول أنه: بكتائب في الشام أولها وكذا وآخرها في الشام متصل يعني هذه المسافة كلها من الكوفة إلى الشام كلها جنود. هذه مبنية على ماذا؟ على شيء من المبالغة وهذه طبيعة الشعر بس أحيانا قد تثبت هذه باعتبار أن هذه حقائق. ذاك اليوم أحد الصبية كان يسألني سؤال لطيف ويقول هل العباس استشهد قبل العباس أو لا ؟ قلت له: نعم, لأن العباس آخر شيء. قال: بس احنا نسمع مثلا الخطيب يقول " كبش الكتيبة قوم بس عاد من هالنوم". يعني كأنما العباس مثلا استشهد قبل القاسم زين هو هذا هم شيء من الذكاء عنده أنه يتلفت مع أنه كان صغير السن كأنما مثلا هذا الشاعر يصور أن العباس قد استشهد والآن قاعدين يدعوه إلى زفاف القاسم. هذا مثلا من أثر أن الشعر وهو الشاعر مو في مقام التدقيق بشكل دقيق ومحقق. عنده صورة معبرة تجلب الحزن والأسى وهذه من فقرات القصائد المرغوبة عادة عند الناس والجميلة. بس فيها مثلا هذا أنه كيف يتقدم شهادة العباس على شهادة القاسم والحال أن العباس كان آخر الهاشميين وأمثال ذلك كثير أو مثلا: " العشرين ما وصلن سنينك" بالنسبة إلى علي الأكبر. تٌقرأ هذه باعتبار أن الشاعر جاء بها في هذا السياق. المعلوم أن عليا الأكبر أكثر من ستة وعشرين سنة عمره. ينبغي للإنسان أن يفرق وهذه مشكلة وهي مشكلة الاختلاط بين المستوى الأول والمستوى الثاني والمستوى الثالث. كل واحد إذا يوضع في مقامه المقتل يكون في بنيته الأساسية سالما تاما قويا قضاياه الأساسية متقنة ما هو أوسع من ذلك بالنظر التاريخي أيضا كذلك, ما جاء في بعض الكتب من غير أسانيد أيضا إذا لم يلزم منه هتك لمقام المعصوم وكانت عليه قرائن لا بأس بأخذه. فكل واحد له درجة لكن مثلا ما يرتبط بالشعر قد يكون الشاعر مو في هذا المقام أصلا, أحيانا كثيرة أنت تسمع من الخطيب مثلا شعرا بينما هو يخالف حقيقة تاريخية كما ذكرنا قبل قليل. الإنسان الحكيم والعاقل إذا فرق بين هذه المستويات ما راح تصير عنده مشكلة أما إذا كلها خلطها مع بعض وخلى كل المقتل هو هذا من المستوى الأول والثاني والثالث, هنا يصير عنده الإشكال ويصير عنده مثل هذه المسألة التي ذكرناها. من المهم جدا أن الأخ المؤمن الأخت المؤمنة عندما ينظرون إلى ويستمعون إلى المقتل فيجدون بعض التخالف فيه مو لازم يجي يقول أن مقتل الحسين فيه مشاكل. لا, هذه المستويات المختلفة أنا الخطيب ربما خلطتها. أنا الخطيب خلطتها فجبتها كلها في شيء واحد بينما كان الأولى مثلا إما التنبيه على هذا أو نسبته إلى من قال أو من كتبه. أحد المؤمنين أحد الإخوة المثقفين سألني عن موضوع جواد الحسين وأنه لما استشهد الإمام الحسين عليه السلام أراد عمر بن سعد أن يأخذوا جواد الحسين عليه السلام وقال إنه من جياد خيل رسول الله فامسكوه فرمح الفرس أشخاصا وقتل آخرين وبعد ذلك لم يقتربوا منه. فهو يسأل هل هذا من جياد خيل رسول الله يعني من خيول النبي صلى الله عليه وآله أو لا؟ وأقول له الآن: المعروف أن الخيل لا سيما الخيل العربي عمره معدل 30 سنة بين 25 إلى 30 سنة نادر أن يكون أكثر مع أنه تاريخيا بل حتى معاصرا يبدو أن أحد الخيول الذي سجل في موسوعة غينيس أطول عمر في هذا الزمان عمره 56 سنة بس هذا جدا نادر. المعدل للخيل العربي الأصيل هو بين 25 سنة إلى 30 سنة إذا لعل ذاك يجي يسأل " كيف يكون بين زمان النبي إلى زمان الحسين هالمسافة الطويلة وهالفترة الزمنية الكبيرة؟". هنا نظريتان: النظرية الأولى: تقول أنه بالفعل الفرس المرتجز, المرتجز هو أحد خيول رسول الله صلى الله عليه وآله وهو نفسه أيضا الذي ركبه أمير المؤمنين عليه السلام في صفين وركبه الحسين عليه السلام في كربلاء. هذه فكرة وهذا لا يمكن أن يكون إلا بأحد توجيهين. التوجيه الأول التوجيه الإعجازي أن صحيح الخيول عمرها هذا المقدار لكن عن طريق الإعجاز ولبيان الاتصال بين رسول الله وبين ابنه الحسين لا مانع من الناحية الإعجازية والغيبية أن يبقى هذا الفرس إلى ذلك الوقت, هذا توجيه. أو توجيه آخر أن المقصود ليس هو بذاته وإنما من نسله وبالذات في الخيول عندهم يفتخرون وهذا إلى الآن الذين يربون الخيول يقولون أن هذا من نسل الخيل الكذائية وبعضهم يحيبون شهادة ميلاد له ولأبيه ولجده وإلى كذا مثل إذا كان إنسان ويحافظون على نقاء هذا النسل. فإذا كان بهذا المعنى الثاني لا مشكلة أن يكون الجيل الآخر. 25 و 25 تصير هذا و رسول الله وفاته في سنة 11 والإمام الحسين عليه السلام شهادته في 61. فخمسة وعشرين وخمسة وعشرين صارت خمسين أو ثلاثين وثلاين كذلك. إما هكذا نقول أحد توجيهين, التوجيه الإعجازي أو التوجيه الذي لا ينتهي إلى أن هذا هو بالذات وإنما من نسل خيل رسول الله لا بالضبط هو. وهناك فكرة أخرى من الممكن أن الواحد يقول: هذا الكلام من قاله؟ هل هو معصوم حتى احنا لازم إذا معصوم وثابت عنه لازم نروح وراء توجيه له, أما إذا لم يكن معصوما والمعروف أن الذي قال هذا الكلام هو عمر بن سعد, وعمر بن سعد مو ذاك الرجل الذي دائما لازم يصدق بل مع ارتكابه لهذه الجريمة تنحط وثاقته إلى أدنى الدرجات, فليكن قال أنه من جياد خيل رسول الله, هذا لا يٌلزمنا أن نفتش عن توجيه لذلك. نعم, لو كان القائل لهذا الكلام شخصا معصوما أو ناقلا عن معصوم, فهنا لازم نروح ندور وراه أما إذا لم يكن كذلك وبحسب التتبع فإن الذي قال هذه الجملة هو نفسه عمر بن سعد لأنه أراد منهم أن يقبضوا على فرس الحسين عليه السلام وقال أنه من جياد أي من أجود خيل رسول الله صلى الله عليه وآله فإما التوجيه الأول بناء على التوجيه الإعجازي أو التوجيه بأنه ليس المقصود نفسه وإنما من نسله أو أن يقول الإنسان أصلا هذا الكلام احنا مو ملزمين بتوجيهه والأخذ به لأن القائل له هو عمر بن سعد إلا أن يكون شيئا مشهورا عند الناس, ذاك شيء آخر. وبالتالي إذا نٌقل عن معصوم مثلا إذا ثبت في خطبة الإمام عليه السلام "أوليست هذه ناقة رسول" أو "أوليس هذا خيل رسول الله" إذا ثبت هذا الكلام نلجأ إلى قضية التوجيه بحسب الإعجاز أو التوجيه بحسب تعدد النسل وأما إذا لم يثبت هذا عن معصوم فلسنا بمضطرين إلى توجيهه. الشاهد من كل ذلك على أن هنالك مشكلة تحدث وهي الخلط بين مستويات تفاصيل المقتل الحسيني وهذه التفاصيل بعضها يثير السؤال مثلا يجي يقول أن الآن لما الشمر لعنة الله عليه كان ينحر الحسين عليه السلام كان الحسين يقول: "أأُقتل عطشانا وأنا ابن فاطمة الزهراء عليها السلام" فيجي واحد يسأل: هذا الكلام هل نقله الحسين أم نقله شمر؟ إذا نقله الحسين فالحسين استُشهد بعد ذلك فلمن نقله, وإذا شمر نقله, الشمر مو عادته أنه ينقل مثل هذه الأمور على أنه هو أيضا لا يوثق بنقله, والجواب على ذلك أن هذا مما نقله المعصومون عليهم السلام. هذه الحوارات الداخلية الخاصة كثير منها إنما نقلها أهل البيت عليهم السلام وهم أخبر بذلك بعلمهم الموجود عندهم يعني عندما يكون الإمام السجاد عليه السلام هو الذي نقل شيئا خاصا لا معنى لأن يتساءل من الي نقل له ذلك وكذلك الإمام الباقر عندما ينقل ما دار مثلا بين الحسين وبين زينب بين الحسين بين أبي الفضل العباس بين الحسين وبين شمر بين الحسين وبين سائر الأصحاب, هذا ركز عليه أئمة الهدى عليهم السلام لكي ينقلوا صورة عن المقتل الحسيني وتفاصيل ووصلت إلينا بواسطة هؤلاء المعصومين وهذا يشبه كثير ما نجده مثلا في مناجاة الأئمة عليهم السلام لخالقهم بعض الأدعية الإمام عليه السلام يقولها في جمع من الناس, وبعض الأدعية وكثير منها يناجي ربه بينه وبين ربه. من الذي نقل لنا هذه؟ هو الإمام نفسه عليه السلام أو الإمام التالي ينقل عنه أنه حصل كذا وكذا احنا نشوف الإمام الرضا عليه السلام وهو متأخر بحسب الزمان حوالي مئة وأربعين سنة عن مقتل الحسين عليه السلام. الإمام الحسين سنة واحد وستين والإمام الرضا شهادته سنة مئتين وثلاثة فحوالي مئة وأربعين سنة تأخرت شهادته عن الإمام الحسين مع ذلك كثير من التفاصيل حول مقتل الحسين عليه السلام الإمام الرضا ينقلها فمن هذه الجهة ينبغي ألا يكون هناك إشكال في هذه الجهة أبدا وأنا أركز في قضية عدم الخلط بين المستويات الثلاثة التي ذكرتها في أول الأمر. بعض هذه المستويات بالفعل قد لا يكون لها سند دقيق وصحيح وقد يكون فيها شيء من التساؤل قد يكون فيها شيء من الإثارة عند البعض لكن هذه مو هي بنية المقتل الحسيني وإنما هذه في تفاصيل وفي أمور لا ترتبط بأصل المقتل وقضاياه المتعددة. هذه الليلة هي ليلة الثالث عشر من المحرم وهي ليلة دفن أبي عبدالله الحسين عليه السلام في كربلاء بطريق الإعجاز. جاء الإمام السجاد عليه السلام إلى كربلاء. شوفوا مثلا أقول لكم هذا الأمر وهذا الشيء بالشيء يذكر. قضية أنه كيف خرج الإمام السجاد من الكوفة إلى كربلاء مع أنه كان مأسورا ومقيدا وفي سجن ابن زياد وإلى آخره يمكن واحد يتساءل عنها ولكن وين نجد المصدر مالها. نجد المصدر مالها الأساس عندنا هو في كلام الإمام الرضا عليه السلام في دفن أبيه الكاظم. المسافة شقد؟ كما قلنا حوالي المئة وخمسين والمئة وأربعين سنة بينهما. الواقفية الذين شككوا في إمامة الإمام الرضا قالوا له "أنت مو إمام أصلا", لماذا مو إمام ؟ لأسباب واحد أنه إلى الآن ما عندك ولد. الإمام الجواد تأخرت ولادته عند الإمام الرضا إلى أن صار عمر الإمام الرضا حوالي اثنين وأربعين سنة. فهم يقولون احنا ما شفنا إمام ما عنده ولد. في ذلك الوقت أوائل الإمامة ما كان عنده ولد. فأنت إذا عقيم والعقيم عندنا نحن الإمامية لا يكون إماما لأن العقم عيب في الإمام والإمام لابد أن يكون مطهرا من العيب. بالنسبة إلى عامة الناس. لا, مو عيب. أمر الله عز وجل ولا يغير فيه وفي منزلته شيء ولكن بالنسبة إلى الإمام يعتبر عيبا والإمام يجب أن يكون مبرأً من كل عيب, حتى لو اصبعه هالشكل صاير هذا يعتبر عيب ما يصير في إمام. بالنسبة إلى الإنسان العادي ما فيها مشكلة. فأولا أنت ما عندك ولد وثانيا احنا ندري أن الإمام إنما يدفنه الإمام الذي بعده وأنت وين كنت في المدينة وموسى بن جعفر وين كان في بغداد وفي السجن فإذا أنت ما دفنته وإذا ما دفنته فأنت مو إمام لأن الإمام عندنا إنما يدفنه الإمام الذي يأتي من بعده. هنا الإمام الرضا عليه السلام قال لهم في الجواب على الثاني. في الأول قال" أن الله سيرزقني ولدا" وبالفعل هذا صار ولكنهم أيضا ألجوا في الباطل ما قبلوا منه فقال بالنسبة إلى الثاني التفتوا إلى هذا "إن الذي مكن علي بن الحسين أن يخرج من سجن ابن زياد ويأتي إلى أبيه في كربلاء ويدفنه مكنني من المجيء من المدينة لدفن والدي ولست في سجن" أنتوا تقولوا أن الإمام السجاد عليه السلام كان مسجون ومقيد ما يقدر يطلع ولا يتحرك مع ذلك الله سبحانه وتعالى مكنه من الخروج حتى جاء إلى كربلاء ودفن أباه. أنا علي بن موسى الرضا ما كنت مسجون ولكن كنت في المدينة وحسب تعبيركم أسهل أمري وإن كان بالنسبة لله ما في أسهل وأصعب بس حسب اعتقادهم. ذاك المسجون أصعب أن يروح أنا اللي مو مسجون أسهل فإذا الله مكن ذلك المسجون أن يذهب لكي يدفن والده فإنه قادر على أن يمكنني من الذهاب إلى دفن والدي ولو في بغداد الشاهد أن هذه قضية خروج الإمام السجاد ودفن أبيه الحسين عليه السلام, من وين نقدر ناخذها غير الروايات التاريخية هذه التي روت؟ نقدر ناخذها مما ذكره الإمام الرضا عليه السلام بعد مئة وعشرين مئة وثلاثين مئة وأربعين سنة والرواية فيها معتبرة والنص فيها عن معصوم من المعصومين. ولذلك لا يلتفت إلى ما قيل من بعضهم أنه كيف يطلع والمسافة مثلا من الكوفة إلى كربلاء قريب أربع ساعات خمس ساعات أكثر أقل و كان مسجونا الإمام السجاد والحرس موجودون و و. كل هذا بعد ما دام الأمر أمر إعجازي وقد أخبر عنه أيضا الإمام الرضا عليه السلام أخبر عنه إمام معصوم فهذه كلها لا يكون لها معنى أبدا. ساعد الإمامَ عليه السلام في دفن أصحاب الحسين بنو أسد الذين كانوا مقيمين قريبا من كربلاء. يذكر في ليالي عاشوراء أن حبيب بن مظاهر قال للإمام الحسين عليه السلام أكو حي قريب من هنا من بني أسد أنا أروح لهم وأتكلم معهم حتى ينضموا إليك فأذن له وذهب حبيب بن مظاهر وكلمهم في أن هذا ابن بنت رسول الله قد حل بجواركم وباكر أو عقبه تصير المعركة. نعمة ساقها الله لكم وسعادة قربها إليكم يلا بسم الله فأراد قسم منهم الالتحاق بالحسين على أساس في اليوم الثاني. واحد من جواسيس السلطة أو من الخونة اللي يريدون الجزاء والعطاء سبق هؤلاء إلى عمر بن سعد وقال له القضية كذا وكذا فعمر بن سعد جرد عليهم حملة وقال لهم تطلعوا من هذا وتروحوا بعيد عن هذا المكان وإلا أول نبدأ نقاتلكم انتوا بعدين نقاتل الحسين. فانسحبوا إلى مسافة بعيدة أخرى في نفس كربلاء ولكن في الطرف الآخر وبقوا هكذا. طبعا المنطقة معبأة بالخيول والرجال فالوضع كله كان مسموع لهم إلى أن صارت يوم 11 صمت بعد الظهر يوم 12 أيضا كذلك استغربوا الأمر ما الذي جرى ؟ ما الذي حصل؟ فأرادوا أن يستعلموا ما الذي جرى ماذا حصل قالوا أحسن طريقة هي أن نرسل النساء وهذا موجود عند العرب في القديم أيضا خصوصا وإلى الآن في بعض المناطق يقول للنساء هم يروحون يستقين يجيبون الماء لأن الماء من شؤون البيت فقالوا لنسائهم يذهبون إلى شريعة الفرات ويملأن القرب وفي نفس الوقت هم يطّلعوا على الوضع شنو صار جاءت النساء على هذا الأساس استكشاف وحتى أيضا يملؤوا لهم قرب الماء وإذا بهذه النساء يرون تلك المعركة ويجدن تلك الأجساد التي تركت على الرمضاء لأن اللؤماء أولئك جيش بني أمية دفنوا جنودهم في حفرة واحدة وتركوا أصحاب الحسين وأهل بيته وسيدهم الحسين تركوا جنائزهم على الرمضاء.
مرات العرض: 3468
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 57684.42 KB
تشغيل:

12 هذه زينب!
14 زيارة الحسين فوائدها الدينية والدنيوية والأخروية