إني فاطمة وأبي محمد
تأملات في خطبة فاطمة الزهراء
إني فاطمة وأبي محمد
تأملات في خطبة فاطمة الزهراء وبعض شؤونها
فوزي آل سيف
مقدمة
كانت هذه الصفحات راقدة منذ العام الماضي أيام الفاطمية 1441 هـ، وكنت قد جمعتها حينذاك لإعادة صياغتها فحالت حوائل وشغلت شواغل وتحقق ما في المثل "في التأخير آفات ' واستمر الحال هكذا إلى ما قبل نحو شهر من الزمان حين أرسلت إلى أحد السادة من العلماء الفضلاء رابط مقطع صوتي عن سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام، فاتصل بي بعد ذلك وقال: لماذا لا تجمع هذه المحاضرات وتعيد صياغتها حتى تكون الفائدة عامة وأثنى - بمقدار حسن ظنه وطيبة نفسه -على تلك المحاضرة وحرّض ما استطاع على الموضوع، فكان أن قدح زناد العزم عندي من جديد على إعادة النظر فيها وهو ما حصل حتى صارت هذه الصفحات بين يديك.
أورد هذه الحادثة للتأكيد على ملاحظتين: الأولى الدور السيء للتأخير في إتلاف عمل الخير، وأدعو من خلالها إخواني وأخواتي إلى عدم الإصغاء للتبريرات التي تساق لتأخير العمل ولو بعناوين ظاهرها مقبول فقد يكون تأخير عمل الخير يعني تضييعه أحيانا كثيرة وقد وردت أحاديث في هذا المعنى؛ منها قول أمير المؤمنين عليه السلام 'بادروا بعمل الخير قبل أن تشغلوا عنه بغيره 'وقول الإمام الباقر عليه السلام 'من همَّ بشيء من الخير فليعجّله فإن كل شيء فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة ' واشتهر قول الشاعر:
قدم جميلا إذا ما شئت تفعله ولا تؤخر ففي التأخير آفاتُ
و الثانية: الدور البنّاء والرائع لكلمة التشجيع والتحريض، بعكس الدور الهدام لكلمات التثبيط حتى لو كانت على صورة 'لكن' فكم قتلت هذه الـ "لكن" من موهبة! وهدمت من طموح! وعطلت من فائدة! ودفنت من مشروع! إنني في الوقت الذي أشكر فيه هذا السيد الجليل الذي ربما لولا تحريضه وتشجيعه لكانت هذه الصفحات كما كانت قبل سنة راقدة في ملف، أدعو نفسي ومن يقرأ هذه الكلمات إلى تشجيع من حولنا في مشاريعهم الصالحة حتى نشاركهم في في ثواب أعمالهم وثواب قائل الكلمة الطيبة.
فوزي بن المرحوم محمد تقي آل سيف
تاروت ـ القطيف
3/4/1442