تجلي الخالق في خلق الإنسان
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 11/9/1431 هـ
تعريف:

 

تجلي الخالق في خلق الإنسان

كتابة الأخت الفاضلة فاطمة جعفر آل هليل

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله العظيم في كتابه الكريم: Pوَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ Q ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ Q ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ O ([1]).

حديثنا يتناول اسمًا من أسماء الله عز وجل وواحدًا من تجلياته وهو اسم الخلاق والخالق، وهو اسم مشير إلى التكوين من العدم. وقد جاء في القرآن الكريم ذكر صفة الخالق والخلاق وأحسن الخالقين في مواضع متعددة، ومن المهم أنّ نتأمل في صفات الله عز وجل وفي أسمائه الحسنى حتّى نستشعر عظمته وقدرته، ونستشعر رحمته فنعبده حقّ عبادته ونشكره حقّ شكره.

الخالق يطلق على أكثر من معنى منها: ما يعادل التقدير للأشياء. وكأن من كانوا في الزمان السابق إذا أرادوا أنّ يقيسوا شيء ويقدروه في الجلد يأتون بجلد خلِق يقصونه على هذا الأساس، فالتقدير أحد معاني الخالق. غير أنّ المعنى الاشهر والأعرف والأكثر في القرآن الكريم للخالق هو: الذي يوجد من العدم بلا أدوات و بلا مواد.

عادة الإنسان يصنع الأشياء ولا يخلقها لأنه يحتاج إلى أدوات، ويكونها من مواد خام، كأن تعطيه مطاط وحديد وما شابه ذلك فيصنع سيارة مثلًا، بينما بالنسبة إلى كلمة الخلق والخالق استعملت في القرآن الكريم أكثر في الذي ينشئ من العدم، أيّ بدون مواد خام ولا بمعالجة آلة أو أدوات أيضًا وإنما كما جاء في القرآن الكريم: Pإِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُO ([2]) ، وهنا كلمة "يقول" جاءت لتفهيم العبد فالله لا يقول للشيء كن إنّما تتعلق إرادته به.

وبعبارة أخرى: أنت الآن عندما تتصور شيء في ذهنك سيارة مثًلا، مباشرة تأتي صورة سيارة إلى ذهنك، هذه تسمى صورة ذهنية، لكن في الخارج لا يحدث شيء. الله سبحانه إذا أراد أنّ يخلق شيء في الخارج يكفي أنّ يشاء ذلك ويريده دون أنّ يحتاج إلى قول : كوني أيتها الشجرة أو كن أيها الإنسان وغيرها. ولكن حتّى نفهم كيف يخلق الله تعالى يقال لنا في ببعض التعابير: يا من أمره بين الكاف والنون، لكن فعليًا لا يتوقف أمر الله عز وجل على الكلام وإنما بمجرد تعلّق إرادته ومشيئته بشيء يكون ذلك الشيء موجودًا. نقرأ في دعاء Sيا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِR إلى أنّ يقول Sفَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌR ([3])، ليس بحاجة لنهي لفظي أو أمر لفظي إنّما بمشيئة وإرادة. ([4])

نحن البشر لا نملك أيّ تواصل مع الأشياء إلّا من خلال اللسان والألفاظ، أنا لا أعرف ماذا في ذهنك إلّا إذا أخبرتني، ولا تعرف ما في ذهني إلا إذا أخبرتك بلساني. هذا بالنسبة إلى البشر أمّا بالنسبة إلى الله عز وجل يشاء الأشياء فتكون دون الحاجة إلى واسطة لفظ ليُفهم ماذا يريد، فالخالق إذن هو موجود الأشياء ومكونها من العدم لا بتوسط آلة ولا بالاستعانة بمواد خام أولية.

الله عز وجل هو الخالق بلّ هو الخلاق العليم، وقد ورد هذا اللفظ في عدد من الآيات وهو صيغة مبالغة تشير إلى كثرة مخلوقاته عددًا كأن يخلق من الحيوان الفلاني مليارات، وكثرتها تنوعًا من حيوانات وحشرات وضخام وصغار وكبار وغيرهم، ودقة في كلّ خلق خلق وكل جزء من الأجزاء لذلك يطلق عليه لفظ الخلاق مبالغة من الخلق.

أهمية معرفة معنى اسم الخالق:

أهمية معرفتنا لأسم الخالق الخلاق أنّ نتوجه إلى المخلوقات فندرك فيها عظمة الله عز وجل، وأن نتوجه إلى أنفسنا فنرى آيات الله في الأنفس Pوَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَO([5])، وأن نتوجه إلى أنّ الله عز وجل عندما أعطانا هذا الخلق الجميل الذي وصفه على أنّه Pأَحْسَنِ تَقْوِيمٍO([6]) والذي لما خلقه قالPفَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَO ([7])، وأن نتوجه إلى ما خلق في أجسامنا ونحمد الله عز وجل على كلّ عطاياه، ولا يغتر احدهم فيقول صنعت كذا وأنجزت كذا، وهذا من عندي أنا ومن عرق جبيني أنا، بلّ عليه أنّ يقول كما قال سليمان n : Pهَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ O ([8])، ومن هذا المعنى هل رأيتم أحد يجلس من النوم ويحمد الله على هذا الخلق السليم ونبض قلبه وسلامة أعضائه ويحمد الله على ذلك؟ حي يتوجه إلى كلّ نعمة من هذه النعم، قليل يحدث ذلك، نعم بعض الأحيان إذا سمع بمرض أحدهم حمد الله على سلامته، لكن المفروض أنّ يتوجه الإنسان بكل مستمر واني يتعرف إلى آلاء الله نعمائه في خلقته، لذلك القرآن الكريم يوجه الإنسان إلى هذا المعنى: Pوَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍO([9])، هذه الآية فيها إجمال لما تم تفصيله في آية أخرى وهي: P وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ Q ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍO([10])، في الآية هنا تفصيل حيث يشار إلى خلق النبي وأب البشر آدم الذي كان من طين ثمّ سلالته خلقت من ماء مهين أي أنّ التكاثر أصبح بهذه الطريقة الطبيعية، لا ان كلّ إنسان يخلق من طين، وفي الآية الأولى ([11]) الّتي خص فيها كان القصد بالإنسان هناك هو آدم، أو عموم الإنسان على نحو الإجمال.

رحلة في خلق الإنسان:

لنذهب في رحلة مختصرة في خلق الإنسان وما فيه من عظمة إلهية وابداع خالق الكون العظيم، وفيه سوف ننقل هنا بعض المعلومات وبعض الارقام الّتي أخذت من أهل الاختصاص.

المرحلة الاولى:

يبدأ خلق الإنسان في أول مرحلة كما أسماها القرآن الكريم بِـ Sالماء المهينR ، وهو السائل المنوي للإنسان الذي تكون في الحالة الطبيعية للبالغ الصحيح البدن في كلّ دفقة من سائلة المنوي يحمل ما يقارب الثلاث مئة مليون إلى ستة مئة مليون حويمن منوي بحسب اختلاف الأشخاص، ولا نتاج من هذا العدد الكبير إنّما حويمن منوي واحد يلتقي بالبويضة وينتج الإنسان حينئذٍ، واحد فقط من هذا الكم الكبير ينجح في الوصول إلى البويضة ويلقحها ومنها يتكون بداية الإنسان.

ثلاث مئة مليون حويمن منوي يقول عنها أصحاب الاختصاص بأن كلّ واحد منها يحوي خمسة آلاف مليون معلومة، عبارة عن كلّ الصفات الّتي سوف يتشكل منها هذا الإنسان في المستقبل، منها، طويل، قصير، ضخم البنية، ضعيف، سليم، يعاني من مرض معيّن، لون شعره، لون بشرته، وغيره. وتركنا لكم حساب ناتج المعلومات الموجودة في ثلاث مئة مليون حويمن منوي، واضرب الناتج بعد ذلك في عدد مرات الدفق الّتي ينتجها هذا الإنسان في حياته فسينتج عندك عدد معلومات حقيقة مذهل، هذا العدد الضخم من المعلومات لا يعرف حقيقتها إلّا الله وحده Pأَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُO([12])، بلى يعلّم الله من خلق وهذا فقط في جنس الإنسان، وكذا بغيره من الأجناس الأخرى.

ومن الأشياء الجميلة واللطيفة في احتجاجات الإمام الصادق n على ابن ابي العوجاء ([13])، كان دائم القول بأنّه يخلق كما يخلق الله حيث كان يأتي بمواد متعفنة يصبح فيها الدود ويدعي بأنّه هو من أوجد الديدان فيها، وقد جاء أحدهم إلى الإمام مخبرًا إياه بقول ابن أبي العرجاء، فقال له الإمام: سيهيئ لك وعاءين من المواد العضوية الّتي تتحول إلى ديدان مدعي بأنّه خلق ما فيهم، فسأله أنّ يميز لك بين الذكر والأنثى منها، فلو كنت أنت الخالق ستستطيع التفريق بينهم. فعندما ذهب الرجل إلى ابن ابي العرجاء وصار بينهما ما قاله الإمام سأله من أين له هذا؟ فقال له الرجل: حدثني به جعفر بن محمد.

إذن الله سبحانه وتعالى يعلّم من خلق هذه المليارات الحويمنات الحاوية للصفات المفصلة لهذا الكائن المستقبلية، ونحن البشر عاجزين عن قراءة عدد المعلومات الّتي تحويها الحويمنات بشكل كامل، فكيف نحيط علمًا بما وراء ذلك.

وهنا يبدأ خلق الإنسان من الحويمن المنوي الملقح للبويضة.

المرحلة الثانية:

تنتقل البويضة الملقحة إلى القرار المكين بحسب الوصف القرآني، وهو الرحم المحمي من الخلف بعظام العمود الفقري، ومن الأمام بعظام الحوض الّتي تعد من أقوى عظام المرأة، وهناك يحفظ داخل أغشية، ثمّ يبدأ بالتخلق لمدة تسعة أشهر في هذا المكان. هل فكرت يومًا أنّ بدن الإنسان هذا مصمم على رفض أيّ وافد غريب يدخل إليه بواسطة وسائل الدفاع الموجودة فيه وهي كريات الدم البيضاء، لهذا إذا دخل أيّ مكروب غريب إلى جسم الإنسان ترتفع حرارة الجسم بسبب الحرب الواقعة بين المكروب وكريات الدم البيضاء، هذا البدن يقاوم أيّ وافد غريب حتّى لو كان علاجيًا –حماكم الله تعالى من الأمراض- قد يصادف أنّ مريض يضعوا له في جسمه أمر علاجيًا مثل دعامة للشريان أو وصلة بسيطة أو غيره، ترى البدن يستنفر حتّى أنّ الأطباء يضطروا إلى إعطاء المريض مهلة قد تستمر لعامين أو أكثر يعطوه فيها مثبطات دفاع الجسم حتّى يعتاد الجسم على هذا العلاج، إذن هذا البدن الذي لا يقبل أيّ وافد غريب سيحتضن في البدن شيء يتحول إلى جنين؟ والبدن ليس فقط لا يرفضه بلّ يعطيه من غذائه ومن قوته، فمن علم هذا البدن وأوحى إليه أنّ هذا الشيء لابد أنّ يعطى ويتعامل معه بالرفق والحنان وغيره يعلن عليه الحرب؟ الأم تحمل هذا الجنين وهي غير عالمة لما يجري داخل بدنها ولما يتم ترتيبه داخلها.

المرحلة الثالثة:

يتحول هذا الشيء إلى نطفة، ثمّ يتحول إلى مضغة، ثمّ عظام، وهذا من العجائب حقيقة، أنت عندما يعطيك أحده خزان من المياه ويطلب منك تحويل الماء إلى بيت يحتوي كامل الاثاث في داخله، ستضحك على عقله، فصناعة البيت محتاجة إلى مواد أولية، لكن في خلق الإنسان لا يوجد هذا الأمر، كلّ شيء ابتدأ بماء مهين، من الماء المهين يصنع العظام الصلبة والغضاريف متوسطة السمك بين الجلد والعظم، ومنه يخلق الجلد وهو شديد الرطوبة والطراوة، فكيف من ذات المادة يصنع العظم شديد القساوة والشفاه وهي شديد الطراوة؟ ومن ذات المادة يتكون الريق الحلو وماء العين المائل للملوحة، ويخلق منه بقية أعضاء الإنسان Pفَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ O ([14]). وهذا آية من آيات الله العظمى في الخلق.

المرحلة الرابعة:

P فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا O ([15]). الهيكل العظمي للإنسان الذي بدايته كانت نطفة ثمّ مضغة ثمّ علقة ثمّ تكون هذا الهيكل المكون من مئتين وستة عظام وعظيمات في البدن، منها الضخم كالساق ومنها القصير الصغير كالأصابع، وكل وحد منها وظيفته ودوره الّذي سيختل لو طال العظم أو قصر أو أختلف في شكله، وخلقت العظام مجوفه لا مصمده فتكون خفيفة وأقوى للإنسان وأكثر فاعلية وأداء، كذلك العظام لها قدرة لا تضاها في امتصاص الصدمات كالرخام الذي ينكسر بسقوطه، أمّا الهيكل العظمي للإنسان فهو مصمم بطريقة تسمح له بامتصاص الصدمات الكثيرة، وكذلك هو يصلح نفسه بنفسه وأكبر سيارة اليوم أو جهاز لا يستطيع إصلاح نفسه بنفسه، أمّا العظام فلو كسرت فإنها تجبر نفسها بنفسها فقط توضع على استقامة واحدة وتلحم نفسها بنفسها، Pفَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ O ([16]).

هذا الدم الذي يسري في عروقك ويتراوح بين أربعة إلى ستة لترات حسب اختلاف بنية بدن الإنسان، وهذا الدم يحوي على ثلاثين مليار خلية فيها معلومات عن وظائفها وماذا تصنع وكيف تتحرك، وهذا الدم وظيفته أخذ الأكسجين من الهواء الداخل في الرئتين ونقله إلى بقية أعضاء الجسم ثمّ يرجع من جديد إلى الرئتين. إذا تعطلت مسيرة الدم هذه ولم يوصل الأكسجين لبعض مناطق الجسم فإنها تموت تدريجًا –وقاكم الله من ذلك- ، هذا الدم المكون من كريات دم حمراء عندما ينجرح البدن في أيّ مكان مباشرة توجه نداء إلى كريات الدم الحمراء الأخرى والصفائح الدموية ليهبوا للمساعدة لتجلط الدم وتخثره وإلا لكان الإنسان ينزف دمه بأكمله عندما ينجرح ولو كان الجرح بسيطًا، فمن نعم الله عز وجل أنّ تهب هذه الكريات والصفائح مكونة جسر يغطي منطقة الجرح، بالرغم من معرفة هذه الخلايا والصفائح بموتها إلا أنّها تضحي لوقف نزيف الدم P هَٰذَا خَلْقُ اللَّه فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِO([17]).

مجموع النبضات الّتي ضخت الدم وزودت الجسم بالأكسجين لإنسان يبلغ من العمر خمسة وسبعين سنة تقريبًا تتجاوز ألفين وخمس مئة مليون دفقة ونبضه، أيّ ما يملئ خمس مئة مسبح، دون الحاجة إلى التوقف ودون أنّ تتعطل هذا بالنسبة إلى من يحسن استخدامها ويتعامل معها باعتدال، أمّا إذا استخدمت بطريقة غير صحيحة فهذا خارج الضمان.

والكلية كذلك تصفي ثلاثة ملايين ونصف ليتر في عمر الإنسان لكي يستفيد منها الدم عبر مرورها على مليون مرشح.

وهذا كله من ناحية البدن فقط، لو تصورنا أنّ الله خلقنا هياكل عظيمة فقط من دون لحم أو عضلات، سيكون نمط حياتنا مخيف وكسا الله هذه العظام باللحم لتترتب ويبدو هذا الإنسان في أجمل صورة Pفِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَO([18]).

وحتى الآن لم يحدث الشيء العظيم Pثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ O ([19]). هنا حيث ينفخ فيه الروح يتحول إلى أمر أخر مختلف عما كان عليه سابقًا، هذا الخلق الثاني المزود بالروح والعقل أصبح متكامل تمكنه للوصول إلى أعلى المراتب كمرتبة أعلى الأنبياء محمدo. وهذا بعد أنّ يترقى في الناشئات المعنوية والإيمانية ليكون أمير المؤمنين n ويصل إلى منتهى الكمال البشري.

من هذا الجلد والعظم واللحم والنطفة P قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّO ([20]) أنت أيضًا تشارك الناس في كلّ تلك المراحل والامتياز يكون في تحصيل الملكات الإيمانية، فكلما لاحت آية من آيات الله تفكر فيه وتأمل P الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِO([21]) من يرى كلّ شيء عنده نعمة من الله فيقول هذا من فضل ربي، كلّ ما عندنا من عند الله. إذا وصل إلى هذا المستوى يكون في ركب أصحاب الإمام الحسين n، في ركب أصحاب الأئمة p، يتمتعون بجمال الظاهر الذي أغدقه الله عليهم وبجمال الباطن الذي اكتسبوه من اخلاق حسنة وسيرة طيبة، قوة إيمان إذا رأيته لابد أنّ تقول Pفَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ O ([22]) ففيه جمال مادي ومعنوي يتجلى خلق الله في مثل هذا الإنسان، ويتجلى كمال البشر في مثله.

سلام الله على القاسم بن الحسن n الذي كان آية في جمال المظهر والباطن.

 

[1]))سورة المؤمنون 12-14.

 [2])) سورة يس 82.

[3])) مفاتيح الجنان.

[4])) وهذا بحث يحتاج إلى أكثرن هذا المقام، ونحن الآن لسنا في صدده.

 [5])) سور الذاريات 21.

[6])) سورة التين 4.

[7])) سورة المؤمنون 14.

[8])) سورة النمل 40.

[9])) سورة المؤمنون 12.

 [10])) سورة السجدة 7،8.

[11])) Pوَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينO

[12])) سورة الملك 14.

[13])) واحد من زنادقة عصر الإمام الصادق n.

  [14]))سورة المؤمنون 14.

 [15]))سورة المؤمنون 14.

 [16]))سورة المؤمنون 14.

 [17])) سورة لقمان 11.

[18])) سورة الانفطار 8.

[19]))سورة المؤمنون 12-14.

 [20])) سورة الكهف 110.

[21])) سورة آل عمران191.

[22]))سورة المؤمنون 14.

 

مرات العرض: 5731
المدة: 00:50:50
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 17.4 MB
تشغيل:

عن أبي طالب وخديجة
الله الوهاب