المولد الشريف والبدايات المباركة كتابة الاخت الفاضلة امجاد عبد العال روي أن جابر بن عبد الله الأنصاري سأل رسول الله (ص):"يا رسول الله ما أول شيء خلقه الله؟ فقال النبي: نور نبيك محمد". حديثنا هذه الليلة بعنوان المولد النبوي والبدايات المباركة. تارة يتحدث عن بداية رسول الله (ص) قبل خروجه إلى الدنيا أو ما اصطلح عليه بعض العلماء بالوجود النوري لرسول الله (ص)، وهو مفاد كثير من الروايات التي تتحدث عن أن نور رسول الله (ص) كان قبل أن يخلق الله آدم بل سائر الأكوان. وهذا الأمر كما هو موجود في مصادر المدرسة الإمامية، أيضا موجود في مصادر مدرسة الصحابة. أن رسول الله (ص) في وجوده النوري كان قبل خلق الخلق وكان أول ما خلق الله عز وجل. هذا موجود في مصادرنا وفي مصادر مدرسة الصحابة. بل أكثر من هذا كما في المسند، مسند أحمد بن حنبل، أن نور النبي ونور علي بن أبي طالب كان قبل خلق آدم موجودا. لعل تقول الحين إذا نرجع إلى مسند أحمد بن حنبل، في بعض الطبعات المنتشرة هنا وهناك بأموال النفط، ما نجد هذا الكلام موجود. ونقول هذه هي من الجنايات على تاريخ المعرفة الدينية عند المسلمين. لما ترجع مثلا إلى طبعات المصادر الأصلية مثل الصحاح الستة في مدرسة الصحابة المطبوعة في مصر سنوات 1370 هـ وهالحوالي، تجد أن فيها أشياء كثيرة امتدت إليها يد الحذف والتغيير والتبديل في الطبعات المتأخرة التي طبعت على يد مؤسسات أو أفراد متعصبين لمسلكهم ولمنهجهم. وهذا الأمر وإن كان من السابق موجود يعني مو مال أبو هالعشر سنوات أكثر من ذلك. راجعوا الغدير للعلامة الأميني أعلى الله مقامه، هو راصد عدد من الكتب عشرات من الكتاب لعل هناك قريب 40 مصدر من المصادر الحديثية في طباعاتها الأولى أو السابقة كانت كاملة في ما بعد لما طبعت بأموال هكذا حذفت منها هذه الأشياء هو مسجل هذا موجود في الطبعة الكذائية بالمطبعة الكذائية في السنة الكذائية وهو موجود في المكتبة الكذائية، بس لما ترجع، افترض صحيح البخاري، في تلك الطبعة فيه أشياء، في طبعة 2010 و2011، ما موجودة، في طبعة 1990، ما موجود، وعلى هذا المعدل. وهذه جناية حقيقة في حق المعرفة الدينية. نحن نؤمن بضرورة تنقيح المصادر، بمعنى أن لا نقبل منها كل شيء، بس مو أن نحذف. يعني مثلا: اجا في بالي أن أصحح كتاب الكافي، فأروح أحذف الروايات التي ما أراها صحيحة، وأطبعه وأكتب عليه الكافي للكليني، هذا كذب هذي خيانة، هذا مو الكافي للكليني. هذا تعديلي أنا، هذا ترتيبي أنا، نعم أنا أقدر أطبعه طباعة كاملة كما هو وأعلق عليه، هالرواية ضعيفة، تلك الرواية مضمونها غير مقبول، هذه الرواية تعارضها فلان رواية أخرى، ما في مانع. أما أن أجي وأزيد وأنقص وأحذف وأغير. هذي جناية هذي خيانة، هذا أنت قاعد تسطو على ملك خاص لصاحبه وتنتهبه، مثل ما تأخذ من بيت فلان أموال، تأخذ منه روايات وأحاديث. أنت سارق في هذه الحالة. نعم تريد تعلق عليه، تحشي عليه، تناقش ما أورده، تقول هذا جزء من الكافي، جزء من البخاري، ما يخالف. أما تقول هذا هو البخاري وتغير فيه. لا. هذا مو كتاب البخاري. فمع الأسف أكو هالشكل حالات. وأساسا عندما يقال لماذا لا ننقح، لماذا لا نصحح، ليس المقصود منها أن نروح الكتاب اللي كتبه كاتبه الأصلي بنحو نروح نغير فيه، هذا ما يجورز، أنا أكتب سيرة جديدة ما يخالف. أنا أجمع روايات جديدة، وأقول هذا جمعي أنا، وكتابتي أنا، وتصنيفي أنا، ما يخالف، أو لا نفسه أطبعه كمتن وأحشي عليه، أيضا ما يخالف، أما أن أروح وأغير فيه وأبدل وأنقص وأزيد هذا يعتبر خيانة. فعلى أي حال، في مسند أحمد وفي غيره من الكتب، هاي الطبعات القديمة التي لم تكن تطبع بيد أصحاب أموال أو سياسات أو مذاهب يريدون أن يقمعوا مخالفيهم بهذه الطريقة بعدين يقول لك شوف ذزلين الجماعة يقولون موجود في المسند ما موجود في المسند كذابين. يقولون موجود في البخاري، هذي هو البخاري طبعة 2010 ما موجود فيه، زين ما موجود فيه باعتباره انحذف أنت روح ارجع للنسخة الأصلية، طيب. وموجودة يعني هذه الطبعات القديمة، موجودة بالذات في المكاتب، مكاتب المطالعة الأصلية. طيب. فموضوع الوجود النوري لرسول الله (ص) عندنا في كتبنا وروايتنا موجود وأيضا في كتب أتباع مدرسة الخلفاء أيضا موجود لكن مما يؤسف له أن قسما من هذه المصادر امتدت إليها يد التغيير والتبديل. فتارة يتحدث الإنسان عن هذا الموضوع، يعني حقيقة رسول الله قبل وجوده في هذه الدنيا، نوره قبل مولده، هذا حديث يرتبط بعلم العقائد، الآن احنا مو في صدد الكلام عنه، حديثنا في السيرة، أي ما بعد مولده الشريف صلوات الله عليه. النبي ولد على المشهور عندنا الإمامية، السابع عشر من شهر ربيع الأول عام الفيل الذي يوافق بالتاريخ الميلادي 570 ميلادية، من ميلاد السيد المسيح (ع). أكو عندنا رواية أخرى، يتبناها الشيخ الكليني صاحب الكافي، وهي رواية 12 ربيع الأول، وهي الرواية المعتمدة أيضا عند مدرسة الصحابة إجمالا هم يذهبون إلى القول بأن ولادة رسول الله (ص) كانت في يوم 12 ربيع، احنا الكليني من علمائنا يقول بنفس المقولة ولكن المشهور بين علمائنا أنها يوم السابع عشر ولهذا اقترح بعض علمائنا رحمة الله عليه، أن يكون من يوم الثاني عشر إلى يوم السابع عشر أسبوعا للوحدة بين المسلمين باعتبار أن النبي هو الجامع المشترك بينهم وأن هذه فترة اختفاء لنبدأ في الاختفاء والاحتفال بمولد رسول الله من يوم 12 إلى يوم 17. هذا الأسبوع أسبوع للوحدة بين المسلمين للتقارب للتآلف. إذا كان البعض من المسلمين طول السنة يشتغل للتباعد على الأقل خل يشتغلون في هالفترة، فذ أسبوع إلى الوحدة بمناسبة مولد رسول الله (ص). زين. قضية المولد، هي مع الأسف صارت على أثر عدم التدقيق منشأ للاختلاف بين فريق من المسلمين وبين أكثرية المسلمين. عندنا في الساحة الإسلامية الأكثرية الساحقة من المسلمين يرون رجحان الاحتفال بمولد رسول الله (ص) واستحبابه في مرتبة أرقى أيضا. وهم أكثرية المسلمين. يعني أنت إذا تنظر في أفق مدرسة الصحابة المالكية وهم تقريبا المذهب السائد في أفريقيا العربية وقسم كبير من أفريقيا السوداء كما يسمونها، وقسم غير قليل من منطقة الخليج والجزيرة، مكة الحجاز إجمالا، يذهبون المالكية إلى استحباب إحياء المولد النبوي بل يقيمون له من المراسم والاهتمام ما يشابه اهتمام الإمامية في عاشوراء. شلون الإمامية في عاشوراء ينفقون، ويحتفون ويتجمعون ويذكرون قضية الحسين، في قضية المولد المالكية من المذاهب الإسلامية بنفس المستوى عندهم من الاهتمام بالرغم من مخالفة توجه لهم وضغط هذا التوجه عليهم إلا أنهم مع ذلك يقيمون هذا ويعتنون بالمولد عناية كبيرة جدا. الأحناف اللي يشكلون عدد ضخم من المذاهب الأربعة، يعني: الهند، القارة الهندية، المذهب الشائع فيها غير الإمامي هو الحنفي، تركيا المذهب الشائع فيها هو المذهب الحنفي، وهذه مجاميع إسلامية كبيرة جدا، أطراف أفغانستان وباكستان أيضا نسب عالية كبيرة جدا هم من الأحناف، ويرون الاختفاء والاحتفال بالمولد النبوي. الشوافع أيضا في بلاد الشام وأندونيسيا وهي أكبر البلاد الإسلامية سكانا أيضا يحتفون بالمولد النبوي. يبقى عندنا قسم من الحنابلة بقراءة ابن تيمية وأتباع مدرسة محمد بن عبد الوهاب، هؤلاء يرون أن المولد النبوي بدعة يجب تركها. فصار عندنا من المذاهب الأربعة ثلاثة مذاهب ترى رجحانه، الإمامية وهم القسم الآخر من المسلمين قاطبة يرون استحباب ذلك. يبقى هذا القسم وإذا تراجع الفتاوى تلاحظ أن التوجيه الذي قدموه لحرمة هذا الأمر ولبدعيته هو توجيه غير ناهض، ضعيف. شيقولون: اقرأ في الفتاوى مالهم: يقول لك: الاحتفاء بالمولد النبوي بدعة يجب تركها لأن النبي لم يفعله ولا الصحابة ولا التابعون. فبدعة لعدم فعل النبي إياه، واحد. ولأنه سبيل إلى الشرك والغلو، ولحصول محرمات فيه كالاختلاط وشبه ذلك. فصارت ثلاثة أسباب. لما تجي إلى السبب الأول، تتساءل شنو تعريف البدعة؟ ما هي البدعة؟ البدعة: هي عبارة عن أن الشيء مو داخل الدين، تجيبه وتدخله في الدين، وتتعبد بفعله. تقول هذا هو الدين. بينما هو ليس من الدين. وهذا في العبادات كلام صحيح. يعني لو أن شخصا جاء وقال أنا أشوف أن التيامن في كل شيء هو أحسن، فخليني أطوف وأجعل الكعبة على يميني، لأن التيامن شي زين. طوافي عبادة فأريد أتيامن أخلي الكعبة على يميني. هذا يقولون بدعة. كلام صحيح. لماذا؟ لأن التيامن في الطواف ليس من الدين بالنص والإجماع وجعله من الدين يعتبر ماذا، يعتبر بدعة. إدخال شيء ليس من الدين، تدخله في الدين، وتقول هذا هو الدين، هذي البدعة. وأما إذا لم يكن من العبادات، وإنما كان من العادات، أو من مصاديق العناوين، فلا معنى لأن يكون بدعة. يعني مثلا: الآن كم منارة أكو في المسجد الحرم، أحد منكم يدري، ها، 9، الله العالم، أنا ما أدري، وراح تزداد، كم قبة أكو؟ كثير، بعض المساجد اللي يجيبوا عنها قضايا وثائقة وكذا، أحد المساجد قالوا في بلد مسلم يحتوي على 82 قبة. يا با القبب والمنائر لم تكن موجودة على زمان رسول الله، لم يفعلها رسول الله، ولا الصحابة، ولا التابعون، زين، هذه تعتبر بدعة؟ ذاكي موجودة على مسجد رسول الله وعلى المسجد الحرام، وعلى كل المساجد أو أكثر المساجد. لا هذي ما أحد يقول جعل هذه القبة من الدين، وإنما يكون للمسجد كبناء مرة يكون مبني بهالطريقة ومرة بطريقة أخرى، مرة يضاف إله منارة وحدة ومرة يضاف إله 10 منارات، مرة يضاف اله قبة ومرة 10 قبب. طيب؟ فلا يصدق عليه أنه بدعة. هذا واحد. أو أشياء هي عبارة عن تطبيقات. تطبيقات يعني شنو؟ يعني مثلا احترام المؤمن من الأمور المستحبة بس هذا يختلف في مجتمع من المجتمعات احترام المؤمن معناها أن تقوم اله، في مكان آخر كما في العسكرية، احترام الرتبة، لازم تضرب تحية. ضرب التحية للضابط من قبل الجندي بدعة؟ ما أظن أحد يلتزم بهذا الكلام؟ لأنه هذا ما يقولك هذا من الدين أنا أتعبد به إذا ضربت بقوة على الأرض بالبسطار يعني أنا شرعت قلت هذا جزء من الدين، لا، لا أقول ذلك. المولد هو هكذا. المولد هو واحد من أنحاء الاحتفاء والاحتفال والتعظيم لرسول الله (ص)، التعظيم مرة يصير بعقد مؤتمر، يابا أنتو تعقدون مؤتمر السيرة النبوية لو لا؟ تعقدون، هل سمعتم فد يوم من الأيام دعا النبي لعقد مؤتمر للبحث في السيرة النبوية؟ ما عقد ظاهرة، ولا الصاحبة ولا التابعون. مرة يصير بعقد مؤتمر، مرة يصير بكتابة كتاب، مرة يصير باجتماع الناس وذكر سيرة رسول الله، وهذا مرة يصير بإظهار الفرح بهذا الحادث، ومرة يصير برفع الصلوات على النبي وآله. الآن هذي الصلوات اللي صليتوها، هل تتوقعوا أن النبي كان لما يذكر اسمه كان الصحابة يسووا صلوات؟ ما كانوا يسوو. فهذه بدعة، ليست بدعة. هذا نوع من الاحتفاء. ليس كطل ما لم يفعله النبي والصحابة والتابعون إذن هو بدعة. ليس كذلك. وهذا الكلام مو بس احنا نقوله، احنا وسائر المذاهب. لأن الذين ألفوا في مشروعية المولد النبوي من المذاهب الأخرى أكثر مما ألف شيعة أهل البيت (ع). وأنه سبيل إلى الغلو وإلى الشرك. لو ما صار سبيل إلى الغلو والشرك. يعني مرة واحد يذكر أشياء شركية فرضا، ومرة لا يقتصر على ما ورد في ذكر سيرة النبي، أن النبي (ص) جاءت به أمه في يوم الثاني عشر او السابع عشر من شهر ربيع الأول، وعمت الخيرات بمجيئه، سووا صلوات، بهالمقدار هذا. هذا هل فيه غلو؟! هل فيه شرك؟! الناس اللي يجون لسان حالهم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وين الغلو في هذا ووين إفضائه إلى الشرك. حتى هذا الذكر (اللهم صل على محمد وآل محمد) إن شاء الله، احنا يصير ليلة من الليالي إذا ساعد التوفيق ووفق الله سبحانه وتعالى نتحدث عنه، هذا نفسه أول كلمة فيه هو نداء لله ودعاء لله، وين الغلو فيه؟ تقول: اللهم، أنت تتوجه إلى الله، بعدين أنت صلي على محمد، لا سبيل لا للغلو ولا للشرك. سالفة الاختلاط، أنا أتعجب من قسم من هؤلاء اللي يتصورون أن بس هم في الدنيا أهل شرف. بس هم أهل مروءة، بس هم يعرفون مسألة الأعراض ويحافظون عليها، وإلا باقي المسلمين، لا، هذولا يدورون وين مكان فيه اختلاط حتى يروحوا يجيبوا نسوانهم. الحين عدمت أماكن الاختلاط ما دوروا إلا في مكان المولد النبوي. عمي الناس الآخرون أيضا عندهم شرف، حتى لو دين ماكو، شرف أكو، غيرة أكو، رجولة أكو، أضف إلى ذلك القضية الدينية. هالسا افترض صدفة في مكان ما من الأماكن حصل اختلاط وغلط هذا، تجي تحرم شيء على أساسه. في مكة يصير زنا، ناس يروحون يزنون في مكة، في الحج يصير اختلاط وناس أيضا قد يتقصدون يروح هناك حتى يلزق بالمرأة، تمنع الحج لأنه احتمال واحد من آلاف البشر يجي يلتصق بامرأة في التصاق غير مشروع. هذا كلام يعني جدا بعيد عن الإنصاف والتدقيق. مولد رسول الله (ص) هو محل لذكره لمعرفة صفاته لزيادة الارتباط به لزيادة محبته في قلوب الناس لرجاء شفاعته نسأل الله لنا ولكم ولمن يسمع من المؤمنين أن يرزقنا شفاعة محمد (ص). فبقي رسول الله (ص) بعد أن ولد وعاش حياته السابقة على البعثة مؤمنا موحدا عابدا لله عز وجل بعيدا عن كل مذام الأخلاق والصفات حتى لقد عرف بذلك، على المستوى الأخلاقي عرف أنه أفضل فتيان قريش في صدقه وأمانته وبعده عن كل ما يشين. على المستوى العبادي، كان متحنثا متعبدا يذهب إلى غار حراء في بعض الأوقات وبالذات في شهر رمضان. كان يذهب طيلة شهر رمضان. شهر رمضان كان موجود خو. كتب فيه الصيام فيما بعد. لكن أصله كشهر وكتسمية كان موجود. فكان طيلة شهر رمضان يذهب ويتعبد في غار حراء. وين ومتى نزل عليه الملك جبرائيل. في شهر رمضان، في غار حراء، ضمن حالة معتادة من رسول الله من التحنث والتعبد والتأمل والتوجه إلى الله عز وجل. بالذات في شهر رمضان. كان قليل النزول إلى مكة. في سائر الأشهر يروح باليوم أو اليومين إلى مكة. لكن في شهر رمضان ذكروا في سيرته صلوات الله عليه أنه ربما كان يبقى الشهر بكامله. طيب؟ أضف إلى ذلك كان مؤمنا موحدا بل حج قبل البعثة الحج الإبراهيمي على اختلاف في عدد حجاته. شقد حج قبل البعثة. حج أكثر من مرة. شقد هي اختلاف بين الروايات. والشاهد على هذا ما ينقله المؤرخون من نفرته من الأصنام والأوثان وكونه معروفا لدى الأحبار والرهبان والقساوسة بأنه هذا النبي الذي سوف يبعث وأنه هو صاحب هذه الصفات. ولذلك كان لا يواطن أماكن قريش مما فيها البعد عن التوحيد والقرب من الشرك، إلى حد ذكر هؤلاء الأصنام ما كان يطيقه فضلا عن الممارسة. باختصار هاي قضية سفره – إن شاء الله نشير إليها – قضية سفره مع عمه إلى الشام، فلما عزمهم بحيرة الراهب وقل لهم أريد تجيبوا كل الي وياكم، اللي قريش في تلك العزيمة، فتوسم في الوجوه، شاف الصفات اللي معروفة عنده عن النبي ما موجودة في واحد من هؤلاء. وهؤلاء يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوارة والإنجيل. فقال: هل بقي منكم أحد؟ قالوا: أي نعم، ولد، 12 سنة ذاك الوقت عمره النبي، بقي عند الرحل. يحرس الأغراض، قال: هلموا به. فجاء، فتوسم فيه فرآه تنطبق عليه الصفات فجاء إليه، فقال له: أريد أن أسألك عن أمور من حياتك فباللات والعزى إلا ما أجبتني عليها. قال: لا تذكرهما أمامي. فوالله ما كرهت شيئا كرهي لهما. لا تقول قدامي: اللات والعزى. أنا ذكرهم ما أطيقه ولا أحبه. إذن كان النبي (ص) موحدا مؤمنا متخلقا بل متعبدا. يجي هنا تساؤل بعضهم يثيره، وربما هم يمر عليك في أثناء قراءتك للقرآن، تقرأ هذه الآية: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) شنو معنى هذه! أنت ما تدري لا عن الكتاب ولا الإيمان، فإذا ما يدري عن الإيمان كيف كان مؤمنا والقرآن يقول ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان؟ الجواب على ذلك. أجابوا على هالآية أجوبة كثيرة، لكن احنا نختصر ونحاول ناخذ لب القضية الوقت لا يتسع، من الأجوبة: أن تعبير ما كنت وما كان في القرآن الكريم تنفي شأنية المخاطب لولا. مثلا: (وما كان الله ليضيع أعمالكم) يعني مو من شأن الله أن يضيع أعمالكم ويخسركم ياها. مو من شأنه، (ما كان لنفس أن تموت إلى بإذن الله) إذا ما جاءها أمر الله بالموت مو من شأنها ذلك، لا بد من أن يميتها. (ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون) يعني مو من شأني أن أتصرف بنفسي، طبيعتي مو هالشكل، وإنما أتشاور وياكم. فهذا التعبير معناه مو من شأن المخاطب هكذا. القرآن الكريم يقول: لولا عناية الله بك واصطفائه إياك لما كان من شأنك أن تدري لا عن كتاب ولا عن إيمان، لو ما الله اصطفاك – كما قلنا في ليلة مضت، اصطفاه قبل أن يخلقه واختاره قبل أن يبتعثه - لو ما الله اصطفاك واختارك واجتباك أنت مو ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن الله اصفاك واختارك فصرت تدري عن ذلك. هذا واحد من الأجوبة. واحد من الأجوبة، يقول أن الدراية والعلم نوعان: نوع دراية إجمالية، نوع دراية تفصيلية. معرفة الإيمان بالله عز وجل مرة على سبيل الإجمال أن يعرف الإنسان وجود الله عزو جل وأن عليه أن يشكره هذا ما يحتاج إلى وحي أصلا. هذا حتى الإنسان العادي بعقله قد وضع في فطرته أن يؤمن بالله عز وجل، ولكن تفاصيل هذا المعرفة: قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. والحديث العام الماضي اللي تكلمنا عنه في الأسماء الحسنى هذي تحتاج إلى وحي. الإيمان بالله والتعبد لله، مرة يكون إجمالي. مرة يكون تفصلي. كيف يصلي، وكيف يحج، وما هي التشريعات؟ هذه تحتاج إلى وحي. أما الإيمان الإجمالي ما يحتاج إلى هذا الأمر. إذن الآية ما تنفي أصل وجود الإيمان. وإنما تنفي الإيمان التفصيلي. بمعنى تشريعات تفاصيل الأحكام، هذي ما كانت موجودة إلى أن أوحى الله إلى نبيه تفاصيل أحكام الحج، أحكام الصالة، إلى غير ذلك. هناك أجوبة أخرى، الآن نعرض عنها، بعدما ضاق علينا الوقت، فالنبي (ص) في اعتقادنا كان قبل البعثة مؤمنا بالله نافرا عن الأصنام يسير الطريقة المثلى، قرن الله به ملكا من أعظم ملائكته كما في حديث أمير المؤمنين عليه السلام، مذ كان فطيما، بعد أن ولد بقي ثلاثة أيام وقيل أربعة أيام، ولد رسول الله وقد توفي والده عبدالله، عبدالله توفي وإن شاء الله نتحدث عن شيء من حياة والد النبي ووالدته. وبقي النبي مع أمه آمنة بنت وهب ثلاثة أو أربعة أيام ثم بعث مع حليمة السعدية إلى البادية لكي ترضعه هناك ويتربى. عادة المدن هي موطن للوباء والعدوى، إلى اليوم هذا، ولكن في هالأزمنة هذي صارت وزارات الصحة تسوي خطط وقائية، طيب. إزالة الزبائل ما أدري كذا، وزارة الصحة تعطي مضادات حيوية، إلى غير ذلك. في الزمن السابق ما كان موجود هذا. فكانت المناطق المزدحمة بالناس محل وباء أكثر من الصحراء والبادية. والطفل عادة في أول أيامه أكثر تعرضا للعدوى وتأثرا بها، لذلك كان العرب في تلك الفترة يخرجون المتمكنون ماليا يخرجون أبناءهم الصغار من هالمنطقة الموبوءة إلى البادية، الجو أصفى، الوباء أقل. ينشأ البدن والجسم نشوء طيب. وقوق ذلك أن لغة أهل البادية لم تختلط. الآن أنت لاحظ هناه، خصوصا مع دخول جنيبات غير عربية أو كذا، تشوف الطفل لا سيما ذاك اللي يصير عند العاملة الأجنبية، كلامه، تريد تفهم من- كلامه شيء، ما تفهمه، هذا فيه يروح، وفيه يجي، وما أدري كذا، طيب. فكانوا يخرجون أبناءهم إلى البادية لما اختلطت فيها اللغة، ينشأ الطفل هناك من الناحية البدنية سليما وقويا، ومن الناحية الأخرى أيضا سليم اللغة والسليقة والذائقة. لذلك قال رسول الله: أنا أفصح من نطق بالضاد. أو أنا أفصح قريش. فجاءت حليمة السعدية ومعها – عادة يجون بين فترة وأخرى المرضعات إلى مكة يشوفوا من تريد أن ترضع ابنها في البادية، هناك رواية ينقلها البعض - وهي غير سليمة - تقول: محد أخذ الطفل محد (ص) لأنه كان يتيم الأب وما أحد راح يعطيهم أموال فأخذته حليمة. هذا الكلام كلام غير صحيح. رسول الله ذاك الوقت جده وراعيه هو سيد قريش بلا منازع، عبد المطلب. عبد المطلب بقي النبي في حضانته وكفالته إلى ثمان سنوات. وكان يرعاه ويحنو عليه. وعبد المطلب كان سيد قريش بلا منازع، وبعده عمه أبو طالب. الذي هم هو كان مروع زعامة، فالكل يريد يتقرب من هذه العائلة حتى بالمقاييس المادية. فلذلك أخذته حليمة السعدية من عبد المطلب عمه وعادت به. تقول حليمة: تبينت بركة النبي محمد (ص) مذ أخذته، فقد كنت ركبت أتانا في مجيئي – أتان يعني أنثى الحمار وهذي كانت ضعيفة وهزيلة ودائما متأخرة عن بقية الركب – فلما حلمت رسول الله (ص) معي رأيتها زادت قوة وظلت تسابق غيرها من الدواب حتى تعجب من معي أهذيه أتانك التي جئت بها. قالت: بلى، هذه من بركة هذا المولود محمد (ص). وهذا طبعا ليس بغريب. ليس بغريب. احنا نلاحظ المؤمن قد يكون بركة على من جاور فكيف إذا كان سيد الكائنات. تقول مو بس علينا احنا صار بركة. هذا المولود لما جاء المنطقة اللي حوالينا كانت مجدبة، يابسة، فصار فيها الري صار فيها الخضرة حتى بدأ جيراننا من القبائل يجون يرعون دوابهم وأغنامهم في منطقتنا لما يجدونه من الخصب على أثر هذا. وإذا سألونا ويش صار عندكم. نقول: هذا بركة هذا المولود ما ندعي لأنفسنا احنا. بقي النبي (ص) مدة خمس سنوات عند بني سعد، عند حليمة السعدية، طبعا كان يروح ويرجع مكة لزيارة أمه، ويؤخذ إلى هناك ولكن بعد الخمس سنوات رجع بشكل كامل. في هالفترة هذي كان قد قضى أكثرها عند مضارب بني سعد وحليمة السعدية أحسنت رعاية رسول الله. هنيئا لها هذا الشرف حقيقة. مرضعة النبي (ص)، النبي كان يحترم أبناءها وبناتها فيما بعد فضلا عن أمه الرضاعية. طيب. يعني غذي، اختلط لبن وحليب المرأة الطيبة ببدن رسول الله (ص). فهنيئا لها المكان. هنا لا بد أن أشير إلى حق الطفل في الرضاعة، أكو بعض الحالات غير الصحيحة، امرأة تجيب طفل، بعدين تقول: أنا شنو، بدني يتأثر يتغير يتهدل، خلاص خلوه على الحليب الصناعي والمرضعة، مرضعة رايحة ومرضعة جاية من الرضاعة الاصطناعي، هذا مخالف لحق الطفل. الحليب، حليب الأم فيه من الفوائد المادية والنفسية للطفل ما لا يمكن أن يعوضه هذا الحليب الصناعي إلا إذا كان بقرة ترضع من بقرة. وإلا الطفل الإنساني، المفروض أنه هيئ له أمه حتى ترضعه، فلا تروح اتركه هذا على الحليب المجفف أو غير ذلك. لذلك تلاحظ في الأحكام الشرعية حق الطفل في الحضانة على الأقل سنتين، بعد السنتين أكو كلام وخلاف، ولكن في السنتين لا بد أن يكون لأمه الحضانة، حتى لو اطلقت واتزاع لوياها زوجها لازم تحضنه، ما يقدر الأب ياخذه من عندها لأن هذا يتجاوز حق الطفل. احنا لاحظنا أنه لرعاية حظ رسول الله (ص) أمه تحملت بعده عنها من أجل أن يحصل على بيئة أفضل. صحته تكون أصح ولغته تكون أفضل ولو أن الأم تتأذى على أثر البعد. وإلا كان أمه ترضعه. لكن هذا الاحتمال تمرض النبي، احتمال أخذه العدوى، احتمال نشوء بدنه نشوء ضعيف على أثر حالة الوباء والوخامة اللي يسمونها، كان جو مكة وخيما، كانت مستعدة أن يبتعد عنها وأن تتحمل آلام البعد من أجل مصلحة هذا الطفل. فالأم لازم تفكر في مصلحة الطفل حتى لو هي تتضرر ظاهرا حتى لو هي تتألم ظاهرا. والنبي حصل في عند حليمة السعدية ما كان ينبغي رضاعة تامة لمدة سنتين، أرضع فيها، شبع فيها، روي فيها، سقي فيها، حتى نما بدنه وشب قويا متكاملا.