تجربة في التوبة الاجتماعية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 19/2/1432 هـ
تعريف:
 
تجربة في التوبة الاجتماعية
تفريغ نصي الفاضلة فاطمة الخويلدي
( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا  كشفنا عنهم عذاب الخذي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) آمنا بالله صدق الله العلي العظيم 
الأية المباركة تنقل تجربة في التوبة الإجتماعية العامة التوبة الفردية أمرٌ مألوفٌ وواقعٌ كثيراً حيث نرى شخصاً يعصي ربه  ويستمر أحياناً في العصيان فتدركه رحمة الله عزوجل  ويتوب الله عليه ليتوب هو أيضاً من ذنبه هذا أمرٌ كثيرً وواقع وملحوظ لكن تجربة التوبة الإجتماعية هي من التجارب القليلة التي يسوقها القرآن الكريم ويؤكد عليها في قضية قوم يونس القرآن الكريم يتحدث عن هذه التجربة ويحض المجتمعات على ان تقتفي أثرها  فلولا   كانت قريةً آمنت  فلول لا كانت يعني  لما لا تكون تجارب أخرة من المناسب ان يحدث هذا في سائر الأمم
 فلولا  كانت قرية القرية في اللغة العربية لا تعني ما هو المصطلح المتعارف الأن من البليدة الصغيرة الأن يقولون المدينة تعبر عن مجتمع بشري  كبير بينما القرية مجتمع بشري صغير هذه يقال لها قرية وتلك يقال لها المدينة في استخدامات القرآن الكريم وفي لسان اللغة ليس الأمر بحسب هذا الإصطلاح وإنما   القرية هناك بمعنى استقرار جماعة كبيرة من الناس في منطقة من المناطق ويطلق على المصر العظيم البلدة العظيمة الكبيرة يقال لها قرية ولذلك القرآن الكريم يعبر عن مكة التي هي أكبر المناطق العربية في ذلك الوقت   والمدينة يعبر عنها بالقرية 
 
وقالوا لو لا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم  يعني يثرب أو الطائف ومكة المكرمة وهذه كانت اعظم الأمصار في تلك الفترة في الجزيرة العربية أو يتحدث عن القرى إن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أهل القرى حتى يبعث في أمها يعني في عاصمتها رسولا هذه القرى هاي المناطق هاي المجتمعات البشرية لا يحل عليها العذاب إلا بعد أن يرسل  الله في مركزها في   عاصمتها في المكان الذي يمكن أن يصل نداؤه إلى سائر الأماكن هنا أيضا نفس الشيئ ضرب الأمثلة عادة بالقرية نعم عندنا بعض التعبيرات عن المدينة
 وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى لكن أكثر استخدامات القرآن الكريم للمجتمعات البشرية الكبيرة أنه يتحدث عنها كقرية  حتى لما يتكلم عن المكان الذي بعث  إليه يونس ذو النون ؤقول أرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون في تلك القرية والمنطقة قرية التي فيها مئة ألف في ذلك الزمان تعتبر مصر عظيم بلد كبير جداً فلو لا كانت قريةٍ آمنت فنفعها إيمانها  يعني بعد ان عتت بعد ان عصت تمردت تراجعت وتابت وآمنت يرى إن هذا الإيمان المتأخر في مسح أثار العصيان المتقدم   هنا يستثني بعدما يقول يحض باقي القرى باقي المجتمعات على أن تعمل توبة إجتماعية تراجعاً عاماً عن المعصية لما   لا تفعل المجتمعات هكذا لو لا كانت قرية تفعل هذا الفعل المحسن والمحبب  هؤلاء كانوا  قوم يونس  لما آمنوا كشفنا عنهم العذاب   ومتعناهم إلى حين هذا واحد من الأماكن التي ذكر فيها تجربة نبي الله يونس والتي هي بحسب الروايات كانت بين نينوى والموصل  الأن البلدتين موجودين في العراق  نينوى شمال كربلاء المنطقة الشمالية  والموصل شمال العراق تقريباً هذه  المنطقة هي محور حديث  أيات القرآن الكريم عن تجربة هذه القرية في التوبة الإجتماعية  والرجوع إلى الفضيلة هذا واحد من الموارد
واحد من الموارد ما نقرأه في أيات الغفيلة
الأية المباركة وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه  فنادى في الظلمات إلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين المؤمنون الأخوة الأخوات عادة يصلون هذه الصلاة نظراً لفضلها العظيم الذي من غفل عنه يكون غافلاً عن  ثوابٌ وأجرٍ كبير  لذلك سميت بصلاة الغفيلة لان قسم من الناس يغفلون عن أجرها الكبير مع إنها لا تستغرق من الوقت إلا الجزء اليسير ومع ذلك لها من الأجر والثواب  ما هو كبير وهي تقع بين صلاة المغرب والعشاء يصلي الإنسان ركعتين في الركعة الأولى يقرأ وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات إلا إله إلا أنت  سبحانك إني كنت من الظالمين    فستجبنا له  ونجيناه  من الغم وكذلك ننجي المؤمنين  وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة يقرأ وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر  وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ويمكن للإنسان أن يصليها على إنها جزء من نافلة  المغرب ويصلي ركعتين أخرين فتحسب له غفيلة وهم نافلة المغرب ويترتب على عملٍ واحد ثوابان وأجران هناك أيضاً يذكر هذا المقطع من قصة نبي الله يونس وذا النون يعني صاحب الحوت النون في اللغة له أكثر من معنى من جملة معانيه أنه الحوت وذا النون أي صاحب الحوت إذ ذهب مغاضباً والذكر الذي تلاه  إلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين من الأذكار المهمة جداً التي يتحدث عنها علماء العرفان ويسمونه بالذكر اليونسي ويقولون أنه تترتب عليه أثار كبيرة في إنارة القلب وقضاء الحوائج وله درجاتٌ عالية هذا الذكر 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين بعض هؤلاء العلماء يتلوه في اليوم ألف مرة ويذكرون له أثار كبيرة وهو أيضاً من جملة التعقيبات التي فيها تلاوة  لأيات مقدمة  
ونهاية في الجواب لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين  فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وإن الناس قد جمعوا لكم فخشوهم  فزادهم إيمان حسبنا الله ونعم الوكيل فنقلبوا إلى أخر هذا التعقيب المركب من أية وجوابها هذه القضية بدات لان فيها عدد من الدروس المهمة نحن نشير إليها القضية بدأت عندما بدأ نبي الله يونس على نبينا وآله السلام بالدعوة إلى الله عزوجل في تلك القرية مدة ثلاثين سنة لم يستجب له إلا اثنان يعني بمعدل كل خمسة عشر سنة شخص واحد  احدهما كان عابداً والأخر كان عالماً واعياً فقط هذان الأثنان بعد ثلاثين سنة من الجهد والإبلاغ والتبشير لم يستجب له إلا هذان الإثنان فدعى ربه إنه يا رب إن هؤلاء ليسوا أهلاً للهداية ليسوا أهلاً للإستجابة  يا رب أنزل عليهم العذاب  هنا كان  الذين آمنوا به الإثنين على موقفين العابد كان يقول ليونس ادعي عليهم حتى الله يمسحهم من الوجود لا حاجة لنا بهؤلاء العصاة المنحرفين المتمردين  يكفي دعوة عليهم  لأنهم لم ولن يهتدوا  مدة ثلاثين سنة لم يهتدوا  فدع ربك يمسحهم 
لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا الأخر العالم كما تقول الروايات والعالم ليس شرط المعمم  العالم الذي يعرف ربه  يعرف صفاة الله عزوجل عنده وعي معرفة  انت من الممكن ان تكون حامل هذه الصفة هذا العالم كان يقول لنبي الله يونس يا يونس انت تقص قصص الأنبياء وتقول ان نوحاً عليه السلام دعى قومه قرابة ألف سنة ولم يؤمن به إلا سبعة عشر نفر ذاك ألف سنة إلا خمسين عاماً وفقط سبعة عشر نفر آمنو به انت للتو صار لك ثلاثين سنة اصبر عليهم اعطهم مجال على الأقل لا تدعو الله عليهم ادعي لهم بالهداية ادع الله أن يرحمهم فيتوبوا أن يتراجعوا يظهر ان نبي الله يونس كان حريصاً على أن يؤمن هؤلاء فإن لم يؤمتوا يعاقبوا يوجد قسم من الناس هكذا وأنت هنا ترى الفرق بين العالم والعابد العابد أحياناً بالرغم من أنه مطيعٌ لله عزوجل لكن رأيه غير سليم لا أقل ليس هو الأسلم بينما ذلك العالم الذي يطالب النبي بمزيدٍ من الصبر بأن يطلب لهم الرحمة ان يعطي مجالاً هذا هو الرأي الأسلم والأفضل ونحن نلاحظ احياناً  يوجد حتى بين العالم يوجد  عالم من العلماء يقسو على الناس دائماً  يطالبهم بالصعوبات بالأحتياطات بغير ذلك ونجد عالم أخر يقول لا إذا توجد فرصة شرعية  توجد رخصة شرعية  سهل على الناس بتلك الرخصة الشرعية دع جانب الأمل أغلب من جانب الخوف رغبهم في رحمة الله أكثر مما تخوفهم من الله سبحانه وتعالى  ونعتقد هذا الجانب الثاني هو الجانب الصحيح نظراً أن الله عزوجل وصف نفسه كما في الروايات والأدعية 
ب يامن سبقت رحمته غضبه جانب الرحمة جانب الحب جانب الرئفة جانب اللطف عند الله عزوجل مقدم على جانب النقمة والعذاب والشدة لذلك أيات القرآن الكريم  بل سائر الأمور انت تستفتحها لا تقول بسم الله شديد العقاب مع ان الله شديد العقاب لا تقول بسم الله المنتقم الجبار بسم من سجر النار لغضبه وإنما تقول بسم الله الرحمن الرحيم المهم بعد هذه الفترة نبي الله يونس ربما لحرصه على طاعة الناس طلب من الله عزوجل أن ينزل عليهم العذاب تخويفاً وإنذاراً وتوعيداً حتى أيضاً بقية الأمم بقية القرى بقية المجتمعات تسارع إلى طاعة ربها فألله سبحانه وتعالى اوحى إليه أن يا يونس موعدهم مع العذاب في شهر شوال النصف منه يوم الأربعاء بعد الظهر يأتي مقدمة العذاب أول يوم يرون صفرة بعد ذلك يرون حمرة بعد ذلك يأتي العذاب فلا يبقي أحداً فهذا نبي الله يونس اخبر الناس وقال لهم إذا لم تؤمنوا  بالله عزوجل ولم تستجيبوا لنداءاته ترى موعدكم مع العذاب قريب فلم يبالوا بهذا التخويف والإنذار قبل الموعد خرج نبي الله يونس مع العابد خارج البلد حتى إذا أظلهم  العذاب لا يشملهما  خرجا خارج  البلد يترقبون نذر العذاب وبقي ذلك العالم في  وسط البلد  فترة عن الموعد وإذا بريحٍ صفراء قد أقبلت الناس من شاهدوا الريح الصفراء المخيفة أوعدوا بهذا  خاف بعضهم من حلول العذاب عليهم فهرعوا إلى هذا العالم الموجود بينهم  ماذا نفعل الأن فقال لهم غداً صباحاً تخرجون بملابس الخضوع  لان الإنسان الذي يريد الخضوع يترك  ملابس الزينة  وإنما تأتوا بلباس الخاضعين  وتذهبوا برى خارج بيوتكم وتفرقون بين الأمهات وأبنائها بل بين البهائم وترجعون حقوق بعضكم لبعض تتراحموا فيما بينكم وترجعوا حقوق بعضكم لبعض ذكروا أنه حتى صاحب الدين الذي عليه دين لشخص في تلك الليلة لم ينم إلا بعد أن أرجع الدين إلى دائنيه وخرجوا في اليوم الثاني الصباح ومعهم هذا العالم وكشفوا رؤسهم ورفعوا  أيدهم إلى الدعاء 
قائلين  ربنا إنا  ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ضجة واحدة  انت تصور ألاف البشر بهذه الطريقة  رجال نساء كبار صغار  كلهم متضرعون لله عزوجل عليهم لباس الذلة والخضوع والتوبة وقد تراحموا فيما بينهم وحللوا بعضهم بعض إما بإرجاع الحقوق وإما بإبرائها الأن مسببات التوبة كلها إكتملت  أرجعوا ما عليهم من الحقوق تراحموا فيما بينهم كأهل الأرض حتى يرحمهم من في السماء وتضرعوا وجهروا لله عزوجل بالإستغفار والتوبة معترفين على أنفسهم  ربنا إننا ظلمنا أنفسنا 
وهذا الإعتراف أول مقدمات إستجابة الدعاء الإعتراف انت تقول في دعاء  كميل ظلمت نفسي  وتجرأت بجهلي وسكنت إلى  قديم ذكرك لي ومنك علي نبي الله يونس يقول لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين خل الإنسان يتعلم الإعتراف   بينه وبين الله عزوجل بستمرار حالة الإعتراف تكون أمامه فلما حصل هذا وإذا بتلك الحمرة التي هي إنذار يوم ثاني تنقشع عنهم وتتراجع اليوم الثالث إختفت نظراً لأن العذاب قد  صرف عنهم وقال  ربكم إدعوني أستجب لكم الله سبحانه وتعالى  ما يفعل بعذاب الناس ما يفعل الله بعذابكم ل الله عنده حب إنتقام؟ أبداً عنده حب العذاب للناس  كلا وإنما يريد لك الخير هو أرحم بك من نفسك على نفسك ومن أمك عليك ومن أبيك عليك فكشف العذاب  لما رأى نبي الله يونس هو ينتظر الأن 
والوضع كله تبدل  والبلدة كلها تنطمس عن أخرها كيف لم يحصل هذا 
بل على العكس رجعوا الناس وقد تابوا  وهنا هو رأى أنه لا محل له أن يرجع لهم  لأن كيف قد اخبرهم في اليوم الماضي بانهم معذبون وإذا بهم اليوم على أحسن حال تغير الأمر الإلهي 
انا اشير إلى نقطة في العقائد وهي ما نعرفها بإسم موضوع البداء  البداء من جملة عقائد الإمامية بل عندنا روايات تقول ما عبد الله بمثل البداء وما وحد بمثل البداء
ماذا يعني البداء؟ توجد هناك فئة تبدأ من الحالة الإسرائيلية تقول إن الله سبحانه وتعالى أحكم نظام الكون وغلت يده عنه وقالت اليهود يد الله مغلولة مغلولة لها معنيان معنى الأول  أن الله بخيل لذلك رافع يده عنهم هذا معنى أخلاقي ومعنى عقائدي  بمعنى إن الله سبحانه وتعالى رتب الكون بنحوٍ في أول الكون وانتهى  هذا يسير على برنامج  والله لا دخل له فيه لا يغير مساره  رأيت مثلاً مصنع قائم على نظام كمبيوتري يوضع البرنامج من البداية ويمشي هذا المصنع للاخير لا تستطيع انت أن  تغير في النص وإلا اختل نظام المصنع  اليهود يقولون إن الله سبحانه وتعالى قد عين جميع ما في الكون من البداية إلى النهاية خلال سبعة أيام ويوم السبت جلس مرتاح ولذلك إتخذوا السبت عطلة  والسبت معناه يعني النوم والراحة فما يتدخل في الكون يده مغلولة مشيولة بعض المسلمين تسربت لهم هاي الفكرة وقالوا إن الله سبحانه وتعالى لا يغير الأقدار جف القلم بما كان  كتبت الأمور عينت بعد لا يوجد هناك تغيير أو تبديل الإمامية تبعاً لأئمة أهل البيت عليهم السلام يقولون كلا يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب والله على كل شيئٌ قدير 
الكون منظم على نمط معين بس الله يأتي يشق القمر معجزة ليست يده مغلولة الشمس ترجع معجزةً ترجع الشمس مع أنه  هناك نظام   تجري عليه ولكن الله على كل شيئٍ قدير يستطيع أن يرجع الشمس يشق القمر يرفع يضع يمحو يثبت وهذه لها مناحٍ عقائدية ومناحٍ أخلاقية أيضاً في قضية الصدقة نحن لماذا نتصدق من جملة الأغراض أن الصدقة تدفع البلاء كان مقرر إن هذا الإنسان يبتلى ببلاء هذا مقضي بقضاء أولي مشرط بأن لا يتصدق فإذا تصدق تغير ذلك القضاء ثم قضى أجلاً وأجلاً مسمى عنده  كان مقرر لهذا الإنسان سبعين سنة تصدق ووصل رحمه زاد الله في عمره ذاك البعيد قطع رحمه قصف الله في عمره اصبح عمره ستين سنة فالله سبحانه وتعالى يزيد هذا الإنسان وينقص ذلك الإنسان وليست إموره جامدة هكذا مثل الحجر صلد ما تتغير لا 
الله يقدر على كل شيئ يريده هنا واحد من الموارد  إنه نبي الله يونس تصور إن القضية قضية قضاء لا تراجع فيه  خصوصاً   بدأت مقدمات العذاب  ظهرت الريح الصفراء بدأت الريح الحمراء تأتي في الطريق المفروض انتهى الموضوع أعطي الامر 
لكن الله سبحانه وتعالى قادرٌ على تبديل هذا العذاب إلى رحمة  الان ماذا يصنع نبي الله وهذا من الأمور التي يمتاز بها شيعة أهل البيت ليس إن الله لا يدري كما يزعم بعض الجهلة يقولون الشيعة يتصورون أن الله لا يعلم ولذلك يقضي شيئ ثم يتبين له لا الله منذ  البدأ يعلم بالشيئ قبل تكونه لكن يبدئ ليونس إنه العذاب سوف يأتي يوم الأربعاء ثم يبدئ شيئاً أخر بحكمته وتدبره يعطي هذا الإنسان فترة عمر معينة ثم يبدئ على اثر الصدقة وصلة الرحم عمراً أخر وهكذا فالبداء في حقيقة الامر هو إبداء ما كان خافياً عن هذا الإنسان عن هذا النبي عن هذا الإمام عن هؤلاء الناس فلما رأى نبي الله يونس هذا الأمر قال انا كيف أرجع إلى هؤلاء القوم ماذا أقول لهم يقولون لي انت كذاب   في الوقت الذي لم يكن متهم بينهم لم يصدقه إلا شخصين   الان بعد أصبح متهم بعدم الصدق من الذي سيصدقه فخرج مغاضباً لقومه وذهب في الإتجاه الأخر إلى ان وصل إلى ساحل البحر أو النهر فركب سفينة في هذه السفينة يقول القرآن الكريم إذ أبقى إلى الفلك المشحون كان فيه عدد كبير من الركاب والبضائع والأمتعة إعترضهم حوت كانت العادة في تلك الأزمنة حسب عقائد أهل البحر أنه إذا إعترضهم حوت ومنعهم من المسير معنى ذلك إنه توجد مشكلة في هذه السفينة لعلى عبداً آبقاً من سيده في هذه السفينة فقالوا من العبد الآبق لا  يوجد عبد كلهم أحرار قالوا دعونا نعمل قرعة  والقرعة على من وقعت  انتهى هي التي تكشف الحقيقة فساهم طلع السهم  عليه فساهم فكان من المدحضين أتت القرعة عليه لا على غيره اعادوا القرعة مرة ثانية أيضاًعليه مرة ثالثة  هناك تدبير إلهي يجري فساهم فكان من المدحضين قالوا له لا يوجد غيرك قال لهم انا عبد صالح أنا ليس عبد آبق  أنا عبد الله عزوجل وأنا حر قالوا لا يمشي هذا الكلام ما دام طلعت القرعة عليك مرة ومرتين وثلاث مرات لا يوجد غيرك فحملوه ورموا به إلى البحر فلتقمه الحوت وهو مليم فأوحى الله عزوجل للحوت إني لم أجعله طعاماًلك ولكني جعلتك سجناً له لا تهضمه لا تأكله  طبعاً الحوت الأزرق ضخم جداً 
 يسع لشاحة كبيرة وليس رجل فقط أكبر المخلوقات من الحيوانات اكبر المخلوقات الحية هو هذا الحوت الأزرق  وهو يزن ثلاثمائة أو اربعمائة طن  فلتقمه الحوت فهو مليم  الأن كم المدة التي بقى فيها في بطن الحوت القرآن لم يصرح بهذا وليس مهم كم يوم او كم ليلة بقي القرآن الكريم إذا تلاحظ يركز على نقاط العبرة وليس نقاط تفاصيل القصة الأن مثلاً سبع ساعات وثلاث أيام لا يختلف الامر ما دام القضية كلها ضمن التخطيط الإلهي   الامر عادي في هذه الجهة إلى ان أصبح في بطن الحوت فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 
هذا المقطع على إختصاره حقيقة فيه معاني كثيرة أولاً فيه عقيدة التوحيد كاملة لا إله إلا أنت ثانياً فيه تنزيه الله عن كل ما يلحق به من نقص سبحانية سبحانك معناها إني أنزهك عن العجز أنزهك عن الشريك أنزهك عن النوم أنزهك عن السنة أنزهك عن كلما يلحق بك من نقص أنا في مقام التنزيه لك يا رب وياتي الأمر الأخر   إني كنت من الظالمين 
 
الإنسان  العادي غير النبي حقيقة  إذا رزق بنعمة الإعتراف بينه وبين ربه  الأن انا وانت دعنا نقوم تالي الليل الواحد يتوجه إلى ربه يصف رجله ركعتين ثم يتوجه إلى الله يقول إلهي ظلمت نفسي أنا   أولاً  ظلمت حق الله عزوجل وثانياً ظلمت نفسي الله حقه العبادة حقه الأنقياد حقه الطاعة حقه الرحمة نقرأفي دعاء الأفتتاح
 إنك  تتودد إلي وأتبغض إليك  وتتقرب إلي وأتبعد عنك حتى كأن لي التفضل عليك يعني المفروض المعادلة عكسية أنا الذي لازم أتخضع  وأتذلل إلى الله لاني أنا المحتاج إليه لكن العكس هو الذي يحصل يقول يا عبدي تعال ليلة جمعة ألا من تائب يتوب الله عليه ألا من مستغفرٍ يستغفر ربه فيغفر له ذنبه من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراع من تقرب مني ذراعاً تقربت منه باع من أتى إلي بخطوة اتيته ماشيا هذه كلها تعابير كنائية عن ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يبادرك وهو الذي يعطي اكثر مما تستحق وأستحق سبحانك إني كنت من الظالمين هنا صار فستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين فقذفه الحوت على الساحل لما قذفه على الساحل أنبت الله عليه شجرةً من يقطين هذه أيضا كانت فيها درس لنبي الله يونس وإلى سائر الناس في تلك الشجرة اليقطين  كان يأخذ من عصارتها ويأكل منها هي بحسب نظام الطب القديم ترجع الصحة والقوة لانه ألقى هكذا كما في بعض الروايات كالطير المنتوف  اشلون طير منتوف الشعر ألقى إلى ذلك المكان  بهذه الصورة فاصبحت بينه وبين هذه اليقطينة علقة أولاً أنس وثانياً طعام وشراب فبقي هكذا أياماً ليس له أنيس سوى هذه الشجرة ليس له طعام إلا منها لما إستقوى وأصبحت صحته جيدة وأراد الله أن يعلمه درساً أرسل دودة قرضت جزر هذه اليقطينة لما قرض جزر اليقطينة بدأ الضعف واليبس يسري إليها فحزن نبي الله يونس لما جفت بالكامل تأذى وتألم فأوحى الله عزوجل إليه يا يونس تألمت من جفاف اليقطينة قال بلى بالتالي هي كانت انسي وزادي وشرابي وطعامي  وبالتالي تاذيت لانها يبست وفقدت الحياة قال له ربه يا يونس  يقطينة انت لم تزرعها ولم تسقها انا الذي زرعتها وسقيتها أيضاً وانت أتيت وإستفدت منها ومع ذلك تألمت لما جف جزرها أنا هؤلاء الخلق المئة ألف إنسان هؤلاء عيالي هؤلاء عبادي هؤلاء خلقي خلقتهم بيدي وأنا أرأف بهم وأرحم بهم من أمهاتهم كيف تريدني هكذا ان اعذبهم  دفعة واحدة وارسل عليهم العذاب 
يا ارحم الراحمين إرحمنا برحمتك هذا الله الرحيم الشفيق اللطيف الذي يتعطف على اناس كانوا كافرين وقت الذي دعى عليهم يونس في تلك الفترة كانوا كافرين ومع ذلك الله سبحانه وتعالى شملهم برحمته اترى ان الله لا يشملنا برحمته هل تسلط النار على وجوهٍ خرت لعظمتك ساجدة وعلى ألسنٍ نطقت بتوحيدك صادقة وبشكرك مادحة نحن أملنا  في الله يغلب خوفنا وإن شاء الله يسوقنا للعمل الصالح اكثر بعد ذلك نبي الله يونس أرسل إلى قومٍ من جديد يقول له ربه يا يونس  إرجع  إلى قومك الان هي تجربة حصلت لهم وانت أيضاً تبين لك حقائق الأمور إرجع خبرهم بأنه أنا اتيت لكم من جديد من قبل الله عزوجل حتى يواصل معهم مسيرة الهداية فرأى هناك راعي غنم قريب منه قال له أنت من اي بلد قال له من نينوى قال له إذهب واخبرهم  أن يونس عائدٌ إليهم يونس النبي مقبل أنا يونس
قال له ماذا تقول يونس بلعه الحوت وذهب في بطن البحر وإنتهى امره قال له إن لم تصدق هذه الغنمة أو النعجة تخبرك  بأمر الله عزوجل فتكلمت تلك النعجة بأنه نعم هذا هو يونس النبي قال له تذهب أيضاً وهذه تخدمك ذهب وصل لهم قال لهم يا أبها القوم إن يونس في أثري قادمٌ إليكم قالوا له ماذا تقول هل جننت يونس الأن انطحنت عظامه في بطن الحوت وإنتهى امره قال لهم هو ما اقول لكم فهموا بالبطش به وظنوا إنه كاذب فتكلمت تلك النعجة ذلك الحيوان مخبراً عن صدق ذلك الكلام فعاد نبي الله يونس ومتعوا في حياتهم إلى حين بعد أن كشف عنهم العذاب   وساروا على هذه الطريقة المستقيمة الذي يستفاد من هذه القصة أمور كثيرة أنا أختصرها سريعاً هنا 
واحد منها ان لا يأس الإنسان من توبة المجتمع قسم من الناس ياتي ويقول  ليس هناك فائدة في المجتمع الفساد يتزايد يوم بعد يوم والإنحراف بكثر اكثر فأكثر كيف انت تستطيع أن تعمل 
فكيف ببان خلفها ألف  هادمي  والناس المخربين كذا وكذا ويتلوا عليك سورة اليأس القرآن الكريم يقول لك لا مثل ما الفرد يمكن ان يتوب إلى الله عزوجل ويتراجع المجتمع أيضاً يمكن أن يحصل له حالة وعي  وتوبةوتراجع  كما حصل لقوم يونس ولذلك لأنها حالة تتكرر يحرض عليها يقول   فلولا كانت قرية آمنت 
يعني لما لا يكون هكذا دعه يحصل مثل هذا الامر وتوجد تجربة شاهدة على ذلك ما دام حصل من الممكن أن يحصل أيضاً  هذا واحد من الأمور الأمر الأخر أن لا يعجل الإنسان بالنكير  والتهديد والوعيد على الناس وان لا يأخذ جانب الصعوبة وإنما يأخذ جانب اليسر  والتأهيل والأمل وأن يطول باله  لان الناس قد يستجيبون في أخر الأمر بينما إذا تم التعجل عليهم من البداية من الممكن ان يحرمون من هذا الخير هذا امر ثاني وامر ثالث إن التوبة تغير مصير المجتمع وتغير مصير الإنسان من سابق عهده فتنقله من الحضيض إلى القمة  هؤلاء كانوا كفرة هؤلاء كانوا جاحدين لكن بعدين أصبحوا مثل يقدمهم القرآن الكريم إلى الناس عموماً قد يكون شخص في ادنى الدركات أصبح مثال وقدوة وأسوة القرآن الكريم يقول للمجتمعات أنظروا إلى هذه القرية كيف صنعت وكيف تابت واقتدوا بها فينقلها من ذلك المكان إلى مكانٍ متقدم وبالفعل التوبة تغير الإنسان تغيراً كاملاًهذه توبة الحر إبن يزيد الرياحي انظروا النقلة التي انتقلها من أين إلى أين من شخص لو كان لم يتحرك في اليوم العاشر تلك الحركة كان  يبقى لعنة في فم الزمان والإنسان مثل ما غيره بقى الأن لما تذكر الحصين  إبن نمير   تذكر مواقفه السيئة   ولما تذكر إسم قرى إبن قيس الذي كان جنب الحر الرياحي واقف في المعركة والحر يقول له سقيت فرسك حتى يغطي على خروجه يقول له لا فتحرك الحر بفرسه يوهمه إنه ذاهب إلى المشرعة لانه إذا يخبره بانه ذاهب للحسين من الممكن ان يقتل من الممكن أن يعاق ان يضرب فغطى على خروجه بهذا الشيئ هذا قرى إبن القيس يقول لو خبرني الحر عن مقصده كنت اتيت معه يكذب هذا الرجل لماذا لان هذا لم يعش صراع الإنتقال من معسكر جحود والعصيان إلى معسكر الإيمان
مرات العرض: 3382
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (3282) حجم الملف: unknown file size
تشغيل:

مجتمع الكوفة بين نظرتين
دور السبايا في النصر الحسيني