نص الشريط
الإمام علي(ع) المعلم الثاني للأمة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
الناشر:
التاريخ: 22/9/1427 هـ
مرات العرض: 5730
المدة: 0:0:
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4554) حجم الملف: unknown file size
تشغيل:
الإمام علي المعلم الثاني للأمة تتفاوت الأمم في تشريفها لأفرادها ، وبحسب ذلك فإن المجتمع ينشأ على التوجه إلى ما فيه الشرف ، فيقال إن الرومان كانوا يؤكدون على القوة البدنية والمصارعة والشجاعة فكان ذلك ينتهي بالمجتمع إلى مجتمع محارب ومقاتل . بينما يعتمد المجتمع الغربي على قوة المال ، ووجوده فيقدر أصحاب المال ، ويتحولون فيه إلى أهل القوة والسلطة . بينما يظهر أن القيمة الأولى في المجتمع المسلم هي قيمة العلم . • شرف العلم ينتهي إلى شرف القائمين عليه وشرف المهمة .. فالمعلم والتعليم بالتالي مهمة شريفة ولذلك جاء في الروايات ما جاء في فضل العلم .. • بالرغم من أن العلوم تتفاوت فيما بينها بحسب موضوعها ، فأشرفها مثلا العلم الالهي ، علم التوحيد حيث أن متعلقه صفات الله سبحانه ، وبذلك يكون أشرف العلوم ، ويتلوه علم العقائد والفقه ، لما يترتب عليه من نجاة أو ندامة للعالم العامل به ، والجاهل الغافل عنه .. إلا أن سائر العلوم الأخرى أيضا لها شرف لما يترتب عليها من تزكية العقل ( فأعون الأشياء على تزكية العقل التعليم كما يقول أمير المؤمنين ) ، وخدمة الناس ، بل والوصول إلى مراضي الله .فقد جاء في الخبر أن الرجل يجيء في يوم القيامة وله من الحسنات كالركام أو كالجبال الرواسي فيقول يارب أنى لي هذا ولم أعملها ؟ قال : هذا علمك الذي علمته للناس يعمل به من بعدك . • يكفي في بيان منزلة التعليم أن : • الله معلم : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31) ماذا يعني علمه الأسماء ، هل هي من دون مسميات وآثار أو معان .. وماذا ينفع ذلك ؟ إنما هو العلم بأسرار الكون ليستثمرها في طريق تكامله • النبي معلم : وهو دعوة الأنبياء السابقين لكي يأتي معلما ومزكيا ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (البقرة:129) •ومنة الله على عباده كانت عندما بعث فيهم رسولا معلما . (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164) •علمني رسول الله ألف باب من العلم ينفتح لي من كل باب ألف باب • الموارد المالية لأهل البيت عليهم السلام • من المهم أن تكون العطاءات المالية من قبل أهل البيت للفقراء وذوي الحاجة من أموالهم أوأكثرها كذلك حتى يوصفوا بالجود والسخاء ، وإلا فلو كان المال من الخمس أو الزكوات أو بالمعجزة فكيف يوصف الأئمة بالجود والكرم والسخاء ؟ • إن الموارد المالية لأهل البيت تتوزع على النحو التالي : 1/ وقوفات وصدقات الإمام علي وفاطمة الزهراء عليهما السلام ، فإن الإمام كان قد انشغل طيلة فترة قعوده عن الخلافة ( 25 سنة ) باستنباط الآبار ومعنى استنباط البئر إحياء الأرض المحيطة به كبساتين وزراعة ، وقام الامام علي بوقف هذه البساتين والمزارع صدقة لله ، مستثنيا في بعضها ما لم يحتج إليها الحسن والحسين ، وفي بعضها الآخر هي وقف على أبنائهما ، فكان للامام عليه السلام مال بينبع ، وبوادي القرى ( بين الشام والمدينة ) وأذينة ، والبغيبغة .. وغيرها . وقد ورد ذكر صدقات علي في أيام العباسيين أي بعد قرابة قرن من الزمان من تاريخ وقفها . • وكذلك موقوفات فاطمة الزهراء عليها السلام فقد كان لها ( الفرع ) وهي قرية بين مكة والمدينة ، ولها الحوائط السبعة ( العوف ، الدلال ، البرقة ، الصافية ..الخ ) . وهذه كانت تلبي حاجة الأئمة من أبنائها وأحفادها إما لأن بعضها وقف عليهم ، وإما لأن ولايتها بيدهم فيأكلون منها ويصرفون في حوائجهم منها . 2/ كما أن عمل بعضهم ـ بحسب مقتضى الحال ـ في زراعة الأرض كان يصنع لهم موارد مالية في وقت كانت الزراعة فيه هي العنصر الأول في اقتصاديات المجتمع المسلم ، فهذا الباقر محمد بن علي يخرج ليعمل في أرضه بينما أراد بعض أدعياء الزهد ( وعظه ) ونصيحته بأن يترك الدنيا ! ، والإمام الصادق عليه السلام يراه بعض أصحابه وعليه شبه الكرابيس وهو يعمل في مزرعة له ، فيسأله فيقول : إنه يحب أن يتأذى الرجل في طلب المعيشة .والكاظم وقد استنقعت قدماه في الطين ، فيسأله أين الرجال ؟ فيقول عمل باليد من هو خير مني : رسول الله (صلى الله عليه وآله) 3/ والتجارة كانت مصدرا إضافيا للمال بالنسبة للأئمة عليهم السلام ، فهذا الصادق يعطي عذافر مولاه ألف وسبعمائة دينار فيربح فيها مائة دينار ، فيفرح بها الامام فرحا شديدا ، مع أنه إنما يفعل ذلك لأنه يحب أن يراه الله متعرضا لفوائده .. وعندما يرى بعض مواليه قد عمل في أمواله بالحلف عليها حتى ربح ربحا فاحشا رفض منه ذلك الفعل 4/ والهدايا كانت مصدرا أيضا من مصادر المال • نعم كان الأئمة عليهم السلام ينفقون من أموال الخمس والزكوات في مصارفها المقررة لها ، ولكن هذه غير ما كانوا ينفقونه بسخاء على ذوي الحاجات مثلما نقرأ في حياة الحسن أنه خرج عن ماله لله أو أنه قاسم الله ماله ..

من الترات الحضاري للامام علي(ع)
مناشئ العنف في المجتمعات الإسلامية