هل هناك تيار مبكر ضد عترة النبي 24
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 25/9/1443 هـ
تعريف:

 

 24/ التيار المبكر ضد عترة النبي

كتابة الفاضلة أسماء العبد العزيز

 قال سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله :(ما بال أقوامٍ إذا ذكر آل إبراهيم فرحوا واستبشروا وإذا ذكر آل محمدٍ اشمأزت قلوبهم ، والذي نفسي بيده لو أن عبداً أتى بعمل سبعين نبياً ثم لم يأتي بولايته وولاية أهل بيتي لم يُقبل منه) صدق سيدنا ومولانا سيد الأنبياء المصطفى محمد 

 حديثنا في هذه الليله يتناول موضوع هل كان هناك تيارٌ مضادٌ لعترة النبي في وقتٍ مبكرٍ من تاريخ الإسلام أو لا ، وسيكون الجواب بالإيجاب نعم وأنه كان هناك تيارٌ في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتبلور أكثر فيما بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليه ، واشتد وتفلسف أيضاً أي أصبحت له فلسفه ورؤيا فكرية في هذا الجانب وأصبح فيما بعد هوالإتجاه الرسميُ الغالب على كل الحكومات التي حكمت بلاد المسلمين أيام الأمويين والعباسيين ، هذا الحديث الذي نقلناه والذي يروى عن زين العابدين عليه السلام عن آباءه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه إشارةٌ صريحةٌ إلى هذا المعنى ، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(مابال أقوام إذا ذُكر آل إبراهيم فرحوا واستبشروا ، وإذا ذُكر آل محمدٍ اشمأزت نفوسهم) هذه الطريقة من رسول الله طريقة مابالُ أقوامٍ تشير إلى ظواهرَ اجتماعية كانت موجودة في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولا يرى النبي مصلحةً في كشف أسماءها لإحتمالات حدوث فتنة من جهة ، ومن جهةٍ أخرى ليس العيب في الإسم فقط وإنما في الممارسة ، النبي يريد أن يحذر من هذه الممارسة من هذه الطريقة والخطأ فلا يهم أن يكون الذي ارتكبه زيدٌ أو عمر ، المهم هذه الممارسة والفعل تكون مدانةً ومقبحةً ومستبشعةً من رسول الله صلى الله عليه وآله فيشيرإلى هذه المفارقة ما بال أقوامٍ إذا ذكر آل إبراهيم وهم ذرية نبي من الأنبياء عترة نبي من الأنبياء آل نبي من الأنبياء تستبشر هذه الأقوام تفرح تستزيد لكن إذا ذكر آلُ محمدٍ وهو سيد الأنبياء وهذه عترته وفيهم سادة الأوصياء هنا تتغير المعادلة إلى الإشمئزاز والنفور إلى عدم قبول هذا الذكر والكلام ، فهذا من الأحاديث التي تشير إلى وجود جماعةٍ أقوامٍ فئاتٍ من المسلمين ليس الكلام حول الكفار، الكفار بالنسبة لهم الحديث عن محمد والتوحيد عن كل شيء يشمئزون منه وإنما الكلام عن مجتمع داخل المسلمين والحديث في أيام المدينة المنورة ، ومثل ذلك أيضاً ماورد في روايات أُخر تشير إلى أن النسب والإنتساب لرسول الله صلى الله عليه وآله ليس له أهمية ، ذكرت في كتاب أعلام الأسرة النبوية شيء من هذا الأمر لمن أراد التفصيل والآن أذكرخلاصته أن بعض المسلمين كانوا يشيعون هذه الفكرة أنّ رسول الله هو شيءٌ منفصلٌ تماماً عن بيئته حتى أن أحد هؤلاء كان يقول مثلُ محمدٌ وبنوا هاشم كالريحانة في النتن نعوذ بالله يعني هو النبي شيء ممتاز وذو رائحة عطرة ولكن بنوا هاشم ليسوا كذلك أو شخص آخر عندما رأى صفيه بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وآله ، وقد خرجت من عند النبي فآذاها ببعض الكلمات كأن يقول مثلاً استري ذراعيكِ فإن قرابتكِ من رسول الله لاتغني عنك شيئاً لابد تتستري لا تكشفين ، صفيه واجهت هذا الرجل بكلام قارص وقالت له متى ظهر مني شيئاً أنت تتبع واللهِ لأشكون إلى رسول الله ، فذهبت وقالت لرسول الله عن الحادثه ، الحادثة في حدودها الضيقة بسيطة ولكن يظهر أنّ النبي لم يرى أن الأمر بهذه البساطة ، فقال لبلال يابلال هجّر بالصلاة ، ارفع صوتك وقل الصلاة جامعة دعوة المسلمون ينبغي أن يحضرون في المسجد فهجّر بلالٌ بالصلاة ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وقال مابالُ أقوامٍ يزعمون أنّ قرابتي لاتنفع والذي نفسي بيده كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وإن قرابتي لتنفع في الدنيا والاخرة ، حتى لا واحد يستدل مثلاً بالقرآن الكريم فلا أنساب بينهم لا ، النبي يقول هذا شاملٌ للبشر كلهم لكن قرابتي ونسبي وسببي استثناء وهذا أمر التخصيص كما يقول العلماء موجود كثيراً لا أنساب بينهم مطلقة إلا أنساب رسول الله ، أحل الله البيع لكن قال بيع المنابذة ليس حلالاً ، بيع الغبن ليس حلالاً ، بيع الغرر ليس حلالاً هذا يصير في الشرع يدرس في الحوزات العلمية سواء في مدرسة الخلفاء أو في مدارس أهل البيت قانون تخصيص العام وتقييد المطلق هذا من البحوث الحديثية والأصولية الشهيرة فيه ، فحتى لو قال في القرآن الكريم فلا أنساب بينهم يأتي النبي الذي قوله يساوي قانونياً كما ذكرنا في الليالي الماضية يساوي قانونياً قول رسول الله الآية القرآنية ليس بلاغياً ولا مجازياً وانما قانونياً ، فيقول نسبي وسببي نافعٌ وبالتالي نخصص ، لا أنساب بينهم إلا بأنساب رسول الله التي يرتضيها صلوات الله عليه ، فهذا أيضاً يشير لمثل هذا المعنى أنه كان هناك تحسسٌ من قبل بعض الفئات داخل المجتمع المسلم من قرابة رسول الله إجمالاً ومن عترته على وجه الخصوص لاسيما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل هذه العترة تأخذ مقامه ومكانه وبلّغ فيه ما أوحي إليه من ربه في أنه هم الأئمة الذين هم من قريش والذين هم الاثنا عشر خليفةً وإماماً والذين هم من ذرية عبدالمطلب ومن بني هاشم والذين هم من صلب علي بن أبي طالب عليه السلام بلغ فيهم بمختلف الوسائل والطرق ، الطرف الآخر في المسلمين لم يستقبل هذا الأمر لأسباب متعددة، أحد هذه الأسباب بالنسبة إلى قسمٍ من المسلمين ، العداء التاريخي الموجود بين بني أمية وبين بني هاشم طبعاً هذا ليس كل القضية ولكن بلا شك هو جزءٌ من القضية بالنسبةِ إلى بني أمية المعركة لديهم ليست معركة مبدئية وإنما معركة بين مصلحية إجتماعية وبين عائلية وقبائلية ، يقولون نحن طول هذه المدة في معركة بين بنو هاشم حتى لقد قيل لأبي سفيان أوائل ماجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدعوته لِم لاتؤمن بما جاء به النبي محمد ، فقال كنا بنو أمية وبنو هاشم فرسي رهان يذبحون ونذبح ويطعنون ونطعن ويعطون ونعطي ، قبيلتان متنافستان ، في السابق كان الأمر عطاء مادي اطعام بذل أموال وما شابه ذلك ، حتى إذا جاءوا وقالوا ينزل علينا وحي من السماء في السابق إذا ذبحوا ذبيحة نذبح ذبيحة ، أعطوا مائة نعطي مائة نتمكن ، الآن جاءوا وقالوا نزل علينا الوحي من السماء وعندنا نبي مرسل ، هل نقول لهم نحن كذلك لدينا نبي مرسل ونزل وحي من السماء ! ، لا والله لانؤمن بذلك ، كيف نسلم لهم ، وهذه العقليه ليست فقط مع بني أمية عند قسم غير قليل من قبائل قريش ، قبائل قريش كانت ضمن المعادلات العشائرية والقبلية التي هي بالنسبة لها أحد العناصر الأساسية هذه قبيلتنا وعشيرتنا وتاريخنا آبائنا وأجدادنا ، هذه واحد من الأمور التي جعلت قسمًا ممن أسلم وأعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإجابة ، بقي هذا الأمر من المخالفة للعترة ضمن إطار الصراع القبلي ، بل قسم كبير من العباسيين أيضاً كانوا يرون نفس الأمر ، أن نحن جدنا العباس ابن عبدالمطلب وانتم جدكم علي بن أبي طالب ، نحن أقرب إلى رسول الله منكم ونسبنا الصق به وموقع العم أكبر من موقع ابن العم ، فإذا أحد سيحوز التراث والميراث نحن ، ولكن القضية ليست تراث ولا ميراث ولا قرابة ولا غير لك ، هذا أمرٌ من الله عزوجل إنما كان على النبي أن يبلّغه ، بعض القبائل قالت لرسول الله يا محمد نحن نعينك على أمرك نتحالف معك نقاتل معك ، فإذا ظهرت يكون لنا الأمر من بعدك ، نحن نصبح خلفائك ؟ ، قال لا الأمر بيد الله يضعه حيث يشاء ليس بيدي ، قال فترانا نجعلُ أبداننا ذريئة للرماح والسيوف ثم تعطي الأمر لغيرنا ، قال لا أبداً نحن نذهب نقتل أنفسنا نسفك دماؤنا ، ثم تذهب وتسلمه لغيرنا ، فقال الأمر إليكم الأمر من شؤون الباري عزوجل الأمر بيد الله يضعه حيث يشاء ، فقسم من المسلمين كانت القضيةِ بالنسبة لهم قضية قبلية قضية نسب ، قسم آخر اللي يخليهم يعادون العترة النبوية أحزاب اجتماعية الأحزاب ليس اسمها المهم ، مثلاً في بلد اسم حزب حرام وممنوع رسمياً ولكن من الناحية الواقعية يوجد هناك تكتلات تجمعات يجمعها إطار معين مصلحة معينة فكرة معينة قيادة معينة ، في قريش كانت اشبه بالحزب مثل ما أن بنوا هاشم كانوا اشبه بذلك إذا نريد نستعمل التعبيرات الحديثة لكن بلا ريب كان تجمع التيار القرشي له مصالح مشتركة وقيادات مشتركة ، إذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء وهدم أسس هذا المجتمع ، عبادتهم الباطلة نسفها وصادف أن الذي حطّم أصنامهم هو علي بن أبي طالب ، لاحظوا أنه ليس سائر المسلمين وإنما أكبر أصنامهم علي عليه السلام اقتلعها بعد أن صعد على كتفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فهذا النظام العبادي تدمّر ، نظام القيادة اللي في بعض القبائل وبعض الرؤساء اللي يحضرون دار الندوة انتهى ، القيمة الإجتماعية أيضاً تغيرت ، بلال الحبشي الذي كان قبل الإسلام لايسوى دراهم أصبح الآن وزير الإعلام والشؤون الدينية ،عمار بن ياسر كان يضجعونه على الأرض ويعذبونه كما يريدون أصبح عند رسول الله جلدة مابين عيني وأنفي ، فالنظام الاجتماعي تغيرعلي بن أبي طالب كان بالنسبة إليهم ولد صغير غير ذلك أصبح مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، فالتغيير اللي صار جداً كبير ، لايمكن أنّ المجتمع والحزب القرشي يبلعه هكذا ، فنكّس رأسه إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعاد المجتمع القرشي إنتاج نفسه من جديد، أصبح قريش اللي حاربت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حوالي عشرين سنه ، أي ثلاثة عشر سنه البعثة من بعثة رسول الله إلى هجرته ، ومن بداية الهجرة إلى حوالي ستة أو سبعة هجرية فتح مكه ، عشرين سنه كانت قريش شاهرة السلاح والحرب بشتى الطرق على رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم تسلم إلا مرهمةً والنبي صلى الله عليه وآله وسلم معروف عنه ذكياً جداً فاجأ قريش في فتح مكه على أطراف مكه والمغربية أمر كل اثنين يشعلون نار لعله في ذلك الوقت أصبح هناك أكثر من ٤٠٠ إلى ٥٠٠ نار مثل حلقة النار أحاطت بمكه وهذا بدون استعداد واستسلموا وانتهت قوتهم وشوكتهم ، هذه قريش التي طول هذه الفترة تقاتل النبي وتحاربه أعادوا انتاجها من جديد وأصبح كلام كاذب على رسول الله قدموا قريشاً ولا تتقدموها ، أي لاتتقدمون عليها بدل مايكون الحديث في أهل البيت ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، الحديث لديه هو قدموا قريشاً ولا تقدموها أي لاتتقدمون على قريش بدل ماكان عترتي أهل بيتي الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما الطريق السليم أصبح عنوان جديد وهو النجاة فيما أنا عليه وأصحابي ، مع ماكان بين الأصحاب من خلافات تصل إلى حد التضاد بل التناقض وأصبح أيضاً أن الناس كما زعموا أن النبي قال الناس تبعٌ لقريش في الجاهلية والإسلام خيارهم لخيارهم وشرارهم لشرارهم أي قريش هي السيد أي تريد فاسق عندنا أو تريد خيّر موجود كذلك ، والناس لابد يتبعون قريش فأصبح إعادة إنتاج كإنتاج المخلفات وفي المقابل بالنسبة للعترة أصبح شيء على مختلف المستويات ، واحد على مستوى العاطفة اللي يتحدث عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا حديث عن آل إبراهيم إبتسامه بعرض الحلق وإذا حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم اشمئزت قلوبهم ، رواية عن زين العابدين عليه السلام في بعضها الآخر كأنما يفقأ في عيونهم حبة الرمان الحامضة معنى ذلك على مستوى المشاعر وعلى مستوى العاطفة والإحساس بدل ما أن الناس يلتزمون بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله من أنّ الصلاة لاتكتمل عليه إلا بالصلاة على آله والصلاة الإبراهيمية المعروفة اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد وسلم على محمد وآل محمد وتحنن على محمد وآل محمد كما صليت وباركت وترحمت وتحننت على إبراهيم وآل إبراهيم ، بدل هذه أصبح الأمر بهذه الطريقه وأصبح البعض يأتي ويقول أنه محمد بين بنو هاشم كالريحانة في النتن أو في التبن يعني هو منفرد هو زين والباقي لاشأن لهم لا أنساب بينهم ماينفعهم النسب ولا يؤثر فيهم ، وأصبحت جزء من النظرية السياسية عندما تمت إشاعة فكرة أن النبوة والخلافة لاتجتمع في بيت واحد ، إذا النبوة جهة بنو هاشم لابد الخلافة جهة ثانية ، لماذا هل هناك آية في ذلك نزلت ، هل هذا حار وهذا بارد لايجتمعون؟ إذن كيف اجتمعت بعد ماجاءت الخلافة لعلي بن أبي طالب سنة خمسة وثلاثين هجرية ، إذا مبدأ ديني المفروض أن يعترض عليه أن هذه الخلافة خلافة غير صحيحة لأنه لاتجتمع الخلافة والنبوة في بيت واحد ، ما الفرق بين أن تجتمع بعد وفاة رسول الله مباشرةً وبعده بخمسة وعشرين سنة ، استمر هذا الإتجاه أيضاً الفصل بين النبوة وبين رسول الله من جهة وبين العترة من جهة أخرى أصبح فكرة أن الحسن والحسين ليس ابني رسول الله ، والغريب أن هذا ركزوا عليه الأمويون وركزوا عليه العباسيون كلاهما ، الحجاج الثقفي لما حضروا إليه يحي بن يعمر العدواني قال له هل أنت فقيه العراق ، رد يقال أنني متفقه قال له فمن فقهك أنك تزعم أن الحسن والحسين ابنا رسول الله قال بلى ، قال له وما دليلك على ذلك ولا تقل لي وأنفسنا وأنفسكم لايعلم إن هذا استدلال (وقل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم )، قال له لا لم أقل لك بهذا أقول لك آية أخرى ، وتلا عليه الآية المباركة التي فيها أن عيسى بن مريم من ذرية إبراهيم ، قال له من أين أصبح عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أبٌ وهو من ذرية أمه وهذا الحسن والحسين من ذرية رسول الله من جهة امهما فكان هذا أمر يصرون عليه أيضاً بنو العباس وتطور هذا أيضاً إلى قضية المهاجمة والمواجهة لعترة رسول الله من خلال الأحاديث المفتعلة والمكذوبة والموضوعة بدءاً من زمان معاوية فصاعداً إلى حد أنه وصل أنهم قالوا برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضائل أبي تراب ، برئت الذمة أي أن هذا الإنسان اللي يروي شيئاً من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام يجرّد من جميع حقوقه المدنية ووثائقة الشخصية ويحذف ملفه تصور واحد في المجتمع الحديث يقال له اسقطت جنسيتك وبطاقتك الشخصية وجوازك ، لايوجد لديك ملف بالبلد تثبت عن نفسك في أي مكان وخصوصاً في تلك الأزمة التي فيها الدولة توزع الخراجة على الناس جزء من معيشة الناس بسبب الخراج فلهذا اسقطت كل حقوقة المدنية معنى ذلك أنه يبقى فقيراً من هذه الجهه إذا يروي من فضائل أبي تراب ، وعقّب على ذلك أن من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فاهدموا دارة واقطعوا عطاءه ورزقه وامحوا اسمه من الديوان ، كل هذا في اتجاه تأكيد وتعزيز التيار المضاد لعترة رسول الله صلى الله عليه وآله واستمر هذا كمنهج رسمي للحكومات الأموية والعباسية ، هنا يقولوا برأت الذمه واهدموا داره المتوكل العباسي يطبقها عملياً غير سالفة هدم قبر الحسين عليه السلام وغير إشاعة النصب ، المتوكل العباسي أشاع النصب واللعن والبغض لأمير المؤمنين عليه السلام علانيةً ، الباقي كانوا يفعلون الهارون كان يفعلها والمنصور أيضاً كان أسوأ ولكن مو بشكل علني لكل الناس ، لكن المتوكل كان لايتحرج من أي شيء ، ويعاقب على من يقوم بنشر بعض الفضائل ، وما نقلنا هذه القصه عن علي بن أبي نصر الجهضمي محدّث من المحدثين روى هذا الحديث في زمان المتوكل العباسي أن نبينا المصطفى محمداً صلى الله عليه وآله وسلم قال مشيراً إلى الحسنين ، من أحبني وأحب هذين وآباءهمها وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامه ، اللهم إنا نرشدك أننا نحب رسول الله ونحب ابنته فاطمة الزهراء ونحب أمير المؤمنين ونحب الحسن والحسين فاكتب لنا هذه الشهادة عندك حتى نلقاك ، حدّث بهذا الحديث وهذا الحديث موجود في مصادر مدرسة الخلفاء أيضاً رًُفع إلى المتوكل أن هذا قال الحديث ، قال احضروه جاءوا به استقروه على ذلك ، قال نعم أنا رويت هذا الحديث عن رواة إلى رسول الله فأمر بجلدة ألف سوط ، نحن عندنا أشنع الجرائم  الزنا والزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدة ، شارب الخمر ثمانين جلدة ، هذا راوي فضيلة لعلي والحسنين وفاطمة يجلد ألف سوط ، هناك لايوجد عندهم محكمة ودفاع فأرادوا أن ينفذوا الحكم ، جماعة ذهبوا للمتوكل وهذا المتوكل مجمع التناقضات في نفس الوقت يصير محيي السنه ويستشكل على واحد إذا يذهب يزور الحسين ، ويصير محيي السنه ويجلد من يمدح علي بن أبي طالب ، يقولوا كان له شعر طويل وواثق العباسي أيام حكمه قبل مجيء المتوكل أيضاً كان شاب من هذا النوع  فرض عليه جماعة يراقبونه لايذهب هنا وهناك ، أرادوا يتشفعون إليه قال له احضروه لاحظ شعره طويل وأمرهم تقصير شعره وأن يضرب وجهه ولم يقبل شفاعته ، وقضية الخمر ومتشدد أن لايروون فيه علي بن أبي طالب في خلافته ، فقالوا له هذا ليس من جماعة علي بن أبي طالب وإنما راوي في أثناء ما روى عشرات الأحاديث  كل يوم حديث خرج ، فلما اقنع أن هذا ليس من أولياء واتباع علي قبل ان يخفف عنه الجلد إلى ٥٠٠ جلده قالوا له ياعم هذا رجل كبير أقل من ٥٠٠جلدة ماذا يصنع ولا يعودها وبأخذون عليه تعهدات والإيمان المغلظة، فترك عقوبته فنلاحظ هذا مشوار واحد من زمان رسول الله وما بعده على المستوى العاطفي والمحبة والشعور ، سوف نتحدث عن المواقف اللي واجب العترة على الأمة في الليالي القادمة بدل هذا على المستوى الشعوري والعاطفي يصبح مقابلها السب واللعن وإخفاء الفضائل ومعاقبة من يذكرهم بخير ، وأمامنا وثيقة عن الإمام الباقر عليه السلام تشير إلى زمان الباقرعليه السلام رغم أنه زمانزالامام الباقر زمان هاديء ولكن انظروا ماذا يقول: مالقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا إن رسول الله قبض وقد أخبر أنّ اولى الناس بالناس في حديث الغدير المعروف فتمالأت علينا قريش ، حتى أخرجت الأمر عن معدنه ، تم الانحراف بالخلافة عن أمير المؤمنين وتداولتها قريش واحداً بعد واحد حتى رجعت إلينا زمان أمير المؤمنين عليه السلام فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا وأزاحت الخلافة عنا ، لما وصلت بمقاييسهم هم وليس مقاييسنا نحن ، جاء علي عليه السلام ضمن التسلسل الظاهري اللي عند الناس مو ضمن التسلسل الرباني والإلهي والنصب الرسولي مع ذلك نكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ، ثم لم نزل أهل البيت نستذل ونضام ونقصى ونمتهن ونحرم ونقتل ولا نأمن على دمائنا ولا على دماء أولياءنا ، ووجد الكاذبون لكذبهم موضعاً يتقربون به لأوليائهم ، الذي يريد يحصل حطام الدنيا يحضر أحاديث ضدنا ويتكلم علينا فحدثوهم بالأحاديث المكذوبة الموضوعة فقُتلت شيعتنا بكل بلدة وقطّعت الأيدي الأرجل على الظنه هذا في زمان الإمام الباقر عليه السلام وما قبله ، والذي جرى بعده في زمان المنصور العباسي اللي عاصر الإمام الصادق وما بعده أسوأ وأسوأ وزمان هارون كذلك ، أنت لاحظ فقط هذه الملاحظة أن أئمة أهل البيت عليهم السلام عاشوا٢٤٠سنه بعد وفاة رسول الله الى زمان الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ، دول الخلافة وحكوماتها لم تجد فيهم أهلية حتى واحد يصبح إمام جماعة مسجد ولا قاضي محكمة في أحد أحياء المدينة ولا مفتي لعشرة أنفار في الحج ، هذا الإمام الصادق الأستاذ لأئمة المذاهب من الناحية الرسمية لايتعامل معاهم حتى كطالب علم يذهب حملة للحج وإمام جماعة في مسجد هكذا ، رسمياً ماكانوا يرتبون لهم موقعاً بهذا المقدار أما موضوع  القاضي الأكبر وقاضي القضاة من المستحيلات ، أين مراتب الدين لنفترض الإمام الصادق والباقر والرضا والجواد وو ، ليس أئمة الخلق ولا حكام على الناس جميعاً ، ليسوا جماعة وليسوا قضاة ولا مدرسون للفقه لا هذا كله ممنوع من الناحية الرسمية والذي صنعوه صلوات الله عليهم من الشيء العظيم الذي ذكرناه فيما مضى كله خارج إطار هذه الحكومات وكثير من الأحيان على الرغم من إرادتها وبمخالفة تلك الحكومات التي لم يعملها الأئمة عليهم السلام ، هناك حادث في زمن الإمام الرضا عليه السلام كما قال الشاعر:                

                       باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته             وأبصروا بعض يوماً رشدهم فعموا

 

هذه ملحوظه نضعها في بالنا ، هناك ملحوظة أخرى مئتان وأربعون سنه و واثنا عشر إمام ، لايوجد عندنا إمامٌ تخطى سن خمسة وستين سنة ، وإنما انتهت أعمارهم في هذا السن فنازلاً ، اللي انتهى عمر خمسة وعشرين سنه واللي اثنان وأربعون سنة واللي سبعة وخمسون سنه واللي أقل واللي أكثر، إذن ألا ترى أن هذا شيء غير طبيعي وأنه يعزز ماورد عنهم في روايات ما منا إلا مسمومٌ أو مقتول وهذه عدة روايات ومنها رواية عن الإمام الحسن عليه السلام ، قال ما منا إلا مسمومٌ أو مقتول لمن جاءه ورآه يتقيء على أثر السم ونفس الكلام نجده في الإمام الرضا عليه السلام يقوله لأبي الصلت الهروي ما منا إلا مقتولٌ شهيد ولذلك الرأي المشهور عند الإمامية أن أئمة أهل البيت عليهم السلام ذهبوا قتلاً على يد ظالميهم وحاكمي هذه الأمه ليس بشكل طبيعي ، لعلك تقول بعض الخلفاء ذهبوا في عمر الثلاثين وخمس وثلاثين سنه الجواب بالفرق ، الفرق أن هؤلاء جميعهم لانجد فيهم شخصاً معمراً بينما نجد في ذلك الطرف إلى ماشاء الله ، وثانياً بالفرق أن أئمة أهل البيت عليهم السلام يختلفون عن أولئك الحكّام بالتخمة والمآكل الغير طبيعية وبعضهم شرب الأمور المسكرة وأئمتنا لم يكونوا هكذا ، والبعض كما قلت في سن الخمس وعشرين كالإمام الجواد عليه السلام أو اثنان وأربعون سنه وماكانوا يشكون من أمراضٍ وهذه أيضاً كعلامة فارقه وإشارة واضحة إلى معنى أن هذه الأمة وقفت في وجه العترة الطاهرة إلا من ارتضاهم الله لولايتهم جعلكم الله وإيانا ولمن يسمع من هذا الجمع والذي يسلّم لهم بالولاية والمحبةِ والإتباع  

مرات العرض: 3393
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 53999.58 KB
تشغيل:

التفوق العلمي لأئمة أهل البيت 22
واجب الأمة تجاه عترة النبي 25