عن الحوزة العلمية في البحرين
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 5/4/1443 هـ
تعريف:

عن الحوزة العلمية في البحرين

كتابة الفاضلة هديل الزبيدي

والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين 

تحدثنا سابقا عن موضوع الحوزات العلمية وشيء من تاريخها ودورها في حفظ المذهب والتعاليم الدينية في أماكن مختلفة ، فذكرنا شيئا عن الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، قم المقدسة ، جبل عامل ، كربلاء، القطيف ، الاحساء ، الحلة من العراق وفي أماكن أخرى وبقي أن نذكر شيئا عن الحوزة العلمية في البحرين .

يشار الى ان التداخل والتواصل بين الحوزات العلمية في مناطق الاحساء والقطيف والبحرين هو تداخل كبير فقد تجد هجرات مثلا بعض علماء البحرين وهم متعددون هاجروا من البحرين واستقروا في القطيف ودفن بعضهم فيها وساهم في تخريج علماء وفقهاء في هذه المنطقة والبعض الآخر درس على يد علماء من القطيف يعني قد تجد عالما من البحرين او من الاحساء يدرس على يد استاذ في القطيف لمدة من الزمان وهكذا بالعكس فهذا التداخل والتواصل كان كثيرا وكبيرا بحيث يصعب على الإنسان أن يتناول وضع الحوزة العلمية في منطقة من هذه المناطق دون ان يشير الى سائر المناطق لأنه قد يكون استاذ هذه الحوزة هنا هو تلميذ لعالم هناك او بالعكس فلكي تكتمل الصورة عندما يريد الانسان ان يتعرض الى تاريخ الحوزة العلمية في احد هذه المناطق الثلاث لابد ان يرجع الى المنطقتين الأخريين لما بين الجميع من التواصل والتدريس او الدرس ، التعلم أو التعليم هذه نقطة مهمة عند الحديث عن احد هذه المناطق وهذا راجع أساسا الى أن هذه المنطقة البحرين والأحساء والقطيف كانت في الزمن القديم منطقة واحدة ، فيما بعد تم تقسيمها اداريا وسياسيا الى مناطق والا في القديم كان يتعامل معها كمنطقة واحدة والعشائر والقبائل التي كانت تسكنها غالبا هي قبائل وعشائر واحدة .

النقطة الاخرى التي نحن نلاحظها فيما يرتبط بالحوزة العلمية في البحرين انها كانت تتأثر تأثرا كبيرا باستقرار او اضطراب الوضع الأمني في المنطقة ، منطقة البحرين منطقة صغيرة كما هو واضح جزيرة صغيرة بالقياس إلى البلدان الأخرى بالقياس الى ايران مثلا بالقياس الى الحجاز والمملكة ونجد وسائر المناطق ، البحرين تعد منطقة صغيرة ، يؤثر هذا في ماذا ؟ مثلا في إيران اضطرابات في قم لكن اصفهان او طهران  او مشهد لا تتأثر لسعة المساحة وكبرها لكن في البحرين في الغالب ليس هكذا اذا حصل اضطراب في البحرين في إحدى المناطق هذا يؤثر الى سائر المناطق الأخرى ولذلك كانت البحرين تتأثر تأثرا كبيرا بالحروب التي كانت تحصل بين الأسطول العماني وبين دولة البحرين { الأسطول العماني كان في فترات طويلة هو المسيطر على الخليج وكان بعض الحكام عندهم حالة من التوسع ، مادام كأسطول البحري قوي وقادر بمنطقة مثل منطقة البحرين منطقة ثرية وغنية بالزراعة والمياه والصيد واللؤلؤ وما شابه ذلك ،فكانت تتعرض بين فترة واخرى الى هذا النوع من الغزو} في داخل البحرين ايضا بين القبائل كان هناك معارك مستمرة ليست بالضرورة على منشأ طائفي ، قد يكون في نفس الطائفة الواحدة بين هذه القبيلة وتلك القبيلة لأجل السيطرة على الإدارة والحكم كانت تحصل بينهم مشاكل وحروب وعندما تحصل حرب في مكان ينفلت الأمن وائذن لاتقل لا دخل لي بذلك ، لا قد تسلب ويؤخذ مالك ويحرق بيتك ضمن هذه الحالة من الهيجان الذي يصاحب عادة الحروب ولاسيما الحروب الاهلية ، لذلك نلاحظ مثلا هجرات حصلت من البحرين الى الاطراف المجاورة ، الان لو تتبع هنا في القطيف او في الاحساء او في الكويت او في البصرة أو في خوزستان جنوب {ايران}  تجد أعداد كبيرة جدا من العشائر والقبائل والاسر التي أصولها من البحرين لكنهم في فترات معينة على اثر هذه الاضطرابات نزحت هنا في القطيف عندنا الكثير من الأسر أصولها بحرانية الي قبل  مئة وخمسين الى مائتي سنة كانوا في البحرين لكنهم على اثر الاحداث التي حصلت هاجروا إلى هذه المنطقة واستقروا فيها وهكذا الحال في الأحساء ، الكويت ، البصرة ، في جنوب إيران هذا كله كان يؤثر على الحوزات العلمية لكن في الجملة كانت الحوزة العلمية في البحرين من الحوزات النشطة وذات التاريخ المهم ، لانستطيع ان نتعرض من البدايات سوف نشير الى بعض أهم مراحل وبعض أهم علماء الذين كان لهم دور وسيط بارز في هذا البلد وفي تأسيس الحوزة العلمية ، من أشهر من يذكر من المؤسسين في الحوزة العلمية في البحرين { الشيخ أحمد بن سعادة البحراني } الذي توفي في حوالي منتصف القرن السابع الهجري يعني من ٦٥٠ هجرية فصاعدا كان هذا العالم الجليل موجودا وتربى على يده جيل من العلماء وعرف عنه بعلم الكلام والحكمة الالهية والاستدلالات العقلية المفصلة الى حد ان له رسالة مشهورة في مسائل العلم الإلهي ، صفات الله عز وجل وإثبات وجوده شرحها فيلسوف الإسلام المعروف الشيخ { الخاجة نصير الدين الطوسي } من أهم فلاسفة وحكماء الإسلام عالم كبير و جليل وهو فلكي بارع وتحدثنا عن شيء من حياته في بعض محاضراتنا ومكتوب عنه أيضا في كتاب أعلام الامامية لمن اراد ان يطلع على دوره العظيم في إنقاذ الحضارة الإسلامية من غزو المغول ،هذا العالم الجليل الكبير شرح رسالة للشيخ أحمد بن سعادة البحراني وينبئك هذا عن مستوى الشيخ البحراني الذي يشرح رسالته مثل الخاجة نصير الدين الطوسي فهذا كان مشهور ويعد في طبقة أساتذة { الشيخ ميثم البحراني } في تلك الفترة كان معاصرا للشيخ ابن سعادة ويعد في مرتبة التلامذة الشيخ ميثم البحراني له باع طويل ايضا في الفلسفة والحكمة ومن اشهر ماكتب في شهر نهج البلاغة ثلاثة شروح ، شرح مفصل جدا وشرح متوسط وشرح مختصر وهو صاحب قصة { كل يا كمي } هو كان رأيه يقول ان الناس {على الاقل في زمانه الذين عاصرهم} لاينظرون الى العلم ولا يقدرون الناس بحسب علمه وإنما بحسب هيئته و بزته وشكله وطوله وعرضه وماله هذا يصبح مقدر وكان يبدي هذا الكلام ، فالبعض ممن كان يسمع به وعنه لاسيما في الحلة ، الحلة في ذلك الوقت كانت مزدهرة حوزتها العلمية ايام العلامة الحلي (رضوان الله عليه) هو معاصر له فأرسلوا اليه انه انت كيف تقول هذا الكلام ان الانسان انما هو بملابسه ومظهره الخارجي وليس بعلمه لا بالعكس الأحاديث معروفة ان المرء بأصغريه قلبه ولسانه هذه قيمته الكبيرة ، فاراد ان يعطيهم درسا ، صحيح هو الحديث تام ولكن الوضع الاجتماعي هل هو بهذا الشكل ؟ فارسل اليهم ببعض شعره الذي جاء فيه :

قد قال قوم  بغير علم        ما المرء إلا بأصغريه 

فقلت قول امرئ حكيم       ما المرء إلا بدرهميه 

من لم يكن درهم لديه       لم تلتفت عرسه إليه 

والجماعة يقولون إن الإنسان شخصيته بقلبه ولسانه قلت لهم لا ، إنما المرء هو بدراهمه يحترم والا من لم يكن له درهم لديه حتى زوجته ما تهتم له ، فزاد عجبهم به فأراد أن يبرهن لهم  ، كان في سفر له الى الحلة فذهب ذات يوم قالوا له الطلبة والعلماء  أن أهل والوجاهات الاجتماعية يجتمعون في المجلس الفلاني فلبس ملابس عادية من عبائة وصاية ولفة عمامة بسيطة وضعها على رأسه وذهب الى ذلك المجلس فطرحت مسألة عجزوا عن حلها فهو أجاب بسبعة اجوبة كل جواب اقوى من الجواب الثاني والى ذلك الوقت هو جالس في نهاية المجلس فلما سمعوا أجوبته بعض الحاضرين من المتصدرين لاسيما اصحاب البزات والهيئات ، كأنما استكثروا عليه هذا وهو مقتحم قالوا كأنك طالب علم او تحسن شيئا من العلم قال يعني … أنا طويلب ، المهم وبقي الحال هكذا المفروض مادام عجز الجميع عن الاجابة وهذا أجاب يجب أن تصدروه ( ولا تكن صدرا بغير الكمال ) بقي على حاله في اليوم الثاني غير شكله ولبس عماعة كبيرة ،وجبة مرتبة وأتى بهيئة الكبراء ولما رأوه استكبروه وقالوا هذا عالم كبير أجلسوه في الصدر فطرحت مسألة فاجاب فيها بثلاث اجوبة كل جواب اسوء من الجواب الثاني كلام غير مترابط كلام هو متعمد فيه أجوبة باهتة لا تدل على المطلب ليس فيها منفعة وهؤلاء الحاضرون بدأوا ماشاء الله كل جواب مسبوق بالاستحسان ، ولما حضر وقت المائدة خلوه في المقدمة وبدأ ينزل كمه في المرق او الشوربة ويقول كل يا كمي ، كل يا كمي ….فتعجبوا منه ماذا يفعل هذا الرجل ؟ فقال لهم انا بالأمس جئت بكم بزي العلماء واجبت عن مسألة بسبعة اجوبة كلها اجوبة متينة وقوية وواضحة ما اعتنينوا بها واليوم جئت لكم بزي الكبراء واجبت على اسئلتكم بجواب الجهلاء انتم بالامس لم تعظموا العلم اليوم عظمتوا الملابس والذي يستحق ان يأكل هو كمي وليس انا ، برهن لهم على ان في بعض المجتمعات ( ما المرء إلا بدرهميه ) وهذه حالة خاطئة وغير صحيحة .

الشيخ ميثم البحراني رضوان الله تعالى عليه كان من العلماء الكبار وكان من تلامذة هذا الشيخ احمد بن سعادة البحراني رضوان الله تعالى عليهما ومن ذلك الوقت بدأت الحوزة العلمية في البحرين تعرف من خلال معرفة هؤلاء العلماء الكبار الذين فيها ولاسيما عندما يشرح رسالته مثل الخاجة نصير الدين ومثل الشيخ ميثم البحراني الذي سافر الى العراق وايران وتبين للعلماء والفقهاء الفضلاء فضله وفضل الحوزة التي أنتجت وأنجبت هذا العالم ، فيما بعد في مرحلة ثانية ربما يكون هذا له صلة باستقرار الأوضاع في إيران أيام الدولة الصفوية ، الدولة الصفوية في بداية القرن العاشر الهجري يعني من سنة ٩٠٠ فصاعدا استقر فيها الوضع المذهب الجعفري هو المذهب الرسمي اضافة الى ذلك الدولة الصفوية بسطت سيطرتها على منطقة الخليج وفي أولها البحرين ومن الطبيعي ايضا ان هؤلاء سيدعمون الحوزات العلمية المرتبطة في عالم التشيع ، فبالفعل ازدهرت الحوزة العلمية في البحرين حتى لقد رأينا أشخاص يسافرون من اماكن اخرى مثل والد الشيخ البهائي ( الشيخ حسين عبد الصمد البهائي العاملي ) من جبل عامل هو في الأساس لكنه سافر الى إيران وبقي في اصفهان وكان مكرما معززا فيها لمرتبته العلمية ثم اتجه إلى البحرين بعضهم يقول بناءا على رؤية رأها وقد يكون هذا أحد العوامل لكن لا ريب أن للوجود الحوزوي في البحرين وامكانية الاستفادة منها والافادة فيها كانت لها مدخلية كبيرة فهذا واحد من الذين انتقلوا والانتقال من مكان يتبين فيه أن هذه الحوزة فيها عمق علمي ودرس مناسب ليقصد اليه .

ومثله أيضا الشيخ مفلح الصيمري قيل إنه توفي سنة ٩٣٣ هجرية وقيل قبل ذلك وهو عالم كبير له شرح ممتاز على شرائع الإسلام للمحقق الحلي رضوان الله عليه ، فهاجر هو وأهله وابنه الشيخ حسين بقوا في البحرين يدرسون ويعلمون و اندمجوا بالحوزة العلمية وكان لهم دور فيها ولولا أن هذه الحوزة كانت فيها نقاط جذب لما رأينا مثل هؤلاء العلماء الذين كانوا في أماكنهم شخصيات مهمة وعندهم مستوى علمي متميز لولا أنهم وجدوا في الحوزة العلمية في البحرين مثل هذا الأمر لما هاجروا إليها .

من اولئك الذين يشير إلى وجود جهد علمي متميز في البحرين عالم البحرين السيد (ماجد الصادقي البحراني) المتوفى سنة ١٠٢٨ هجرية وهو من العلماء الكبار انقل لكم بعض ما قيل في شأنه الشيخ يوسف البحراني وهو صاحب الحدائق محدث فقيه عالم جليل صاحب( الحدائق الناضرة ) وهذا الكتاب من أعاظم الموسوعات الفقهية التي لا يستغني عنها الفقهاء في البحث الخارج مؤلفها الشيخ يوسف يقول عن هذا السيد ( السيد ماجد الصادقي البحراني) كان هذا السيد محققا مدققا شاعرا أديبا ليس له نظير في جودة التصنيف وبلاغة التحبير وفصاحة التعبير ودقة النظر يعني يمتلك دقة نظر عقلية ولديه بيان متميز وشعره فائق في البلاغة وخطبته في الجمعة لبلاغتها وحسن تعبيرها تأخذ بمجامع القلوب وتفت لسماعها القلوب وتذوب هذا كلام أحد كبار العلماء عنه بل ذكر عنه أول من نشر علم الحديث في شيراز (شيراز) كانت في وقتها حوزة علمية عندما هاجر إليها هذا السيد من البحرين نشر علم الحديث ، انت تلاحظ ان هذه الحوزة في البحرين غير أنها تشتمل على علماء في داخلها تستقطب إليها العلماء من خارج البلاد كوالد الشيخ البهائي ، كشيخ مفلح الصيمري وابنه وغيرهم وفي نفس الوقت ايضا تصدر العلماء الى الخارج مثل السيد ماجد الصادقي .

ومن اولئك العلماء السيد هاشم البحراني التوبلاني بلدته موجودة إلى الآن منطقة (توبلي) المعروفة في البحرين ، ينسب إليها فيقال توبلاني وهو عالم جليل جدا وله خبرة في الروايات حتى قال فيه بعضهم أنه نظير العلامة المجلسي صاحب (بحار الانوار) في إحاطته بالروايات وفي معرفته بالأسانيد يعتبر مفخرة من مفاخر التشيع بعض معاصريه يقول ان السيد هاشم التوبلاني البحراني  نظير العلامة المجلسي رحمه الله له كتب كثيرة من أهمها استدراكاته على الشيخ الطائفة الطوسي رضوان الله عليه وشيخ الطائفة اسمه فيه عنده كتاب (تهذيب الأحكام) سيد هاشم البحراني رحمة الله عليه عنده كتاب اسمه (تنبيه الأريب في رجال التهذيب) أخذ مواضع كثيرة وملاحظات متعددة على شيخ الطائفة وهو خريت هذا العلم كأنما يخطئه في بعضها ويوضح للقارئ بعضها الآخر اسمها (تنبيهات الاريب) اتى شخص آخر وهو الحسن الدمستاني تحدثنا عنه في احدى الليالي ضمن سلسلة شعراء الحسين عليه السلام وهو مدفون عندنا هنا في القطيف في مقبرة الخباگة قريب من مسجد العابدات في داخل المقبرة وهذا ليس فقط شاعرا الذي لديه هذه القصيدة :

أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور ، عنده الأكثر أنه فقيه متضلع في الفقه وعالم جليل مع أنه كان يزرع في المرزعة ويفلح فيها و يمارس الأعمال اليومية لكنه كان فقيها عالما خبيرا عنده كتاب اسمه (انتخاب الجيد من تنبيهات السيد) اختصر ذلك الكتاب وسماه (انتخاب الجيد) الإشكالات الواردة على شيخ الطائفة وهو يراها انها صحيحة انتخبها في هذا الكتاب ، هذا العالم الجليل يشكل مرحلة من مراحل العلم والحوزة في البحرين وننهي حديثنا بالمرحلة القريبة منا وهي زمان الشيخ يوسف البحراني رضوان الله تعالى عليه وابن أخيه الشيخ حسين المعروف بالشيخ حسين العلامة كلاهما من عائلة آل عصفور ، الشيخ يوسف رضوان الله تعالى عليه المتوفى سنة ١١٨٦ هجرية عاصره وزامنه عدة علماء في مرتبة تلاميذه منهم ابن أخيه الشيخ حسين وهو الذي يرجع إلى رسالته العملية (سداد العباد) تقريبا كل المؤمنين من المدرسة الاخبارية ، تعلمون أن المنطقة هنا تقريبا الى قبل ١٠٠ الى ١٢٠ سنه تقريبا كانت المنطقة كلها تنهج المدرسة الأخبارية في الاحساء ، البحرين ، القطيف في أطرافها المختلفة في جنوب إيران وكذلك في البصرة ، هذه المنطقة كلها تقريبا كانت تلتزم بالمدرسة الاخبارية ، الان ما الفرق بين المدرسة الاخبارية و المدرسة الأصولية تحدثنا عنها في موضع آخر عن حديثنا عن حوزة كربلاء ،بمناسبة الحديث عن النقاش الذي كان يدور بين الوحيد البهبهاني و الشيخ يوسف البحراني لا يسعنا الحديث عنها الآن لكن تريد ان اقول ام كل هذه المنطقة كانت تلتزم في عملها الشرعي بالمدرسة الاخبارية وارجع في الغالب على كتاب الشيخ حسين المعروف بالشيخ حسين العلامة عند الناس وهو الشيخ ( آل عصفور) ابن اخ الشيخ يوسف صاحب كتاب ( الحدائق الناضرة ) وايضا كان مزاحما لهم المرحوم الشيخ عبدالله الستري توفي سنة ١٢٦٧هجرية ويعرف في بعض الأوساط في البحرين بالمقلد أيضا لأنهم كانوا يأخذون رسالته (معتمد المسائل) ويعملون على طبقها ، فالحوزة العلمية في البحرين إلى الآن آثارها موجودة كما قلنا الآن كتاب (الحدائق الناضرة) وهو مطبوع في بعض الطبعات بخمسة وعشرين مجلد وفي بعضها الآخر يفوق ذلك وقد تممه ابن أخيه الشيخ حسين بكتاب سماه (تتميم الحدائق الناضرة) هذا الكتاب على نفس المنهج وهو كتاب قيم كما أن الأصل وهو كتاب الحدائق في غاية المتانة والقوة عند علماء الفقه وعند الحوزات العلمية ، هؤلاء العلماء ومن جاء بعدهم في الواقع هم الذين حفظوا لنا التراث العلمي من أهل بيت النبوة فجزاهم الله خير الجزاء وشكر الله مساعيهم في ذلك إذ لولا هذه القنوات لولا هؤلاء الجسور لولا هؤلاء الحفاظ للحديث والمحدثين  ولولا تحقيقاتهم في ذلك ربما كنا غرباء عن تراث آل محمد ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) نسأل الله أن يزيد في عز وشرف الحوارات العلمية وأن يبارك في عطائها وأن يوفق علمائها لرفد الاسلام والمسلمين بأحكام الدين إنه على كل شيء قدير وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .          


مرات العرض: 3410
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 33417.18 KB
تشغيل:

الجهاد العسكري لرسول الله صلى الله عليه وآله
السيد عبد الحسين الشرع وشعره الحسيني