الإمام جعفر الصادق وحكام عصره
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 25/10/1442 هـ
تعريف:

 

الامام جعفر الصادق وحكام عصره

كتابة الفاضلة سلمى بوخمسين

من الأفكار المشهورة والتي عادة تتردد ان الامام الصادق عليه السلام حصلت له فرصة مناسبة في زمانه لنشر علومه وانشاء المذهب الجعفري وانتشاره.

    الامام كان يعيش في نهايات الدولة الاموية وبدايات الدولة العباسية تلك في ضعف وهذه لم تتمكن بعد فكان هذا الوضع فرصة مناسبة له لنشر علوم ال محمد صل الله وعليه واله ، وهذه الفكرة صائبة جزئيا فنحن نعتقد ان الامام الصادق عليه السلام وبالذات في زمن المنصور العباسي عاش ظرفا من اصعب الظروف التي مرت على أئمة اهل البيت سلام الله عليهم واستمرت تلك الفترة طويلا ما بين 10 -12 سنة تقريبا فالأمام منذ توليه مقاليد الامامة بعد وفاة والده الامام الباقر سلام الله عليهما جميعا سنة 114 هجري الى زمن سقوط الدولة الاموية سنة 122 هجري هذه حوالي 18 سنة توالى فيها على الحكم من بني امية خمسة اشخاص بعضهم يقضي في الحكم سنة واحدة وبعضهم اقل او اكثر بعدة سنوات والمعدل تقريبا حدود ثلاث سنوات ونص لكل واحد يقضيها على سدة الحكم وذلك كان احد أسباب عدم الاستقرار والاضطراب فأي دولة تضعف اذا توالى عليها الحكام وتولوا زمام امورها لفترات قصيرة ومما زاد في تدهور الدولة الاموية ان حكامها اغلبهم تنتهي مدة حكمهم بالقتل والغدر والعزل او الموت المخفي 

 الامام الصادق سلام الله عليه ادرك أيام حكم هشام ابن عبد الملك ومروان ابن محمد الجعدي المعروف بالحمار وهما آخر حكام بني امية هذين استمر الحكم في عهدهم عدة سنوات وكان حكمهم ضعيفا ودولتهم متزعزعة خلالها استطاع الامام الصادق ان يستفيد من هذه الظروف، ضعف الحكام وعدم سيطرتهم فكان في المدينة وتمكن ان يبث العلوم بقدر لم يسبق له مثيل خلال مدة فترة امامته عليه السلام وهي 34 سنة  فهذه الفترة أعطت الامام فرصة لنشر علومه بشكل لم يكن له مثيل ، كما انها كانت اول أيام امامته في مدينة جده رسول الله  .

ولكن حينما ننتقل الى الدولة العباسية نجد وضع الامام وضع صعب وهو من سنة 132 الى 148 سنة وفاته سلام الله عليه هذه السنوات كانت صعبة جدا على الامام وبشكل خاص سنوات حكم المنصور العباسي.

    لماذا كانت الظروف صعبة في زمن العباسيين فبالرغم ان العباسيين هم من بني هاشم يشتركون مع اهل البيت في النسب من جهة عبد المطلب وأبو طالب بن عبد المطلب فنسل الائمة عليهم السلام من ابي طالب هاشميون والعباسيون أيضا طالبيون هاشميون من العباس بن عبد المطلب فكيف أصبح الوضع بينهم بهذا الشكل ؟؟

يذكر في التاريخ انه بعد ما جاء الأمويون وبدأت حركة الفتك باهل البيت عليهم السلام وكان في طليعة ذلك كربلاء ثم قضية زيد ابن علي بن الحسين وامثالهم صار هناك نقمة عند الناس على بني امية وتعاطف مع اهل البيت سلام الله عليهم لمظلوميتهم من جهة ولاستقامتهم من جهة أخرى ، بعض فروع البيت العلوي ومنهم محمد ابن الحنفية  ابن الامام علي عليه السلام اخي الحسنين لديه ولد اسمه أبو هاشم وكان قد بدأ يتحرك ضد الامويين ويطالب الناس بالعدالة مع اهل البيت عليهم السلام فنشأت  هناك حركة استجابة عند الناس في مختلف الأماكن في العراق وايران وخراسان وفي بعض المناطق من بلاد الشام ، أبو هاشم كان هو رأس هذه الحركة وحينها التفت اليه الامويون فدعاه هشام بن عبد الملك الى الشام لإكرامه حينها ذهب اليهم واكرمه ظاهريا ولكن امر بعض عماله في طريق العودة ان يغتالوه بالسم وفعلا حين عودته للمدينة في بلد يقال لها الحميمة في اطراف الأردن قام بعض رجالات الدولة الاموية بدعوته ودس له السم وحين شعر بقرب موته تعرف على اقرب واحد موجود حوله شخص اسمه علي بن عبد الله ابن العباس وابيه عبد الله معروف بولائه وقربه  للأمام امير المؤمنين علي  ومن اشهر تلامذته وحينها فكر أبو هاشم لكي لا تضيع ثورته وحركته الهاشمية في مقابل بني امية والدعوة للحاكم العادل من ال البيت عليهم السلام  استدعا علي بن عبد الله ابن العباس واعلمه بحركته وفكره ولقربه لأهل البيت حينها استلم علي الحركة من بعده واخذه الى جانبه وتسلم الحركة الثورية واخذها الى جانبه أي لجانب بني العباس وكان لديه ابن اسمه محمد فاستلم الحركة أيضا من بعد موت ابيه علي بن العباس ،ومحمد لديه ثلاث أبناء احدهم اسمه إبراهيم يلقب بالإمام والثاني أبو العباس السفاح والثالث أبو جعفر المنصور ، هؤلاء العباسيون جاءوا واستلموا الحركة  فكأنهم سرقوا جهود أبو هاشم ابن محمد الحنفية والعلويون عموما واسسوا الدولة العباسية .

الناس في ذلك الوقت فهموا ان الدعوة للرضا من ال محمد فلابد ان يكون الخليفة احد من اهل بيت النبي وحينها كانت الدولة الاموية تتداعى وتنهار، وهؤلاء الثلاثة إبراهيم والسفاح والمنصور ليسوا من بيت النبوة، فكان المرشح لذلك رجل من ذرية الامام الحسن محمد بن عبد الله ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط فهو حفيد الامام الحسن عليه السلام وكان يدعى بالنفس الزكية. 

فاجمع العلويون على ذلك فجدته حسينية وابوه حسني فيجمع الفرعين بينما بنوا العباس لا يرتبطون ببيت النبوة بشيء فبايعوه على أساس ان يكون هو الخليفة والوالي عليهم ومن جملة من بايعه بالخلافة المنصور العباسي وأبو العباس السفاح وبايعه الناس لأنه كان مرضي السيرة ونسبه يرجع لرسول الله وتمت مبايعته برضى الجميع.

والعباسيون في ذلك الوقت كانت لديهم حركة قوية وبمجرد سقوط الدولة الاموية اخذوا يطالبون بالخلافة ويحاربون ذرية الامامين الحسن والحسين. فمن قاموا بمبايعته في الفترة السابقة قبل سقوط الدولة الاموية أصبحوا الان اعداءه ويحاربونه وادعوا احقيتهم بالخلافة فانقلب حال ذرية رسول الله واصبحوا مطاردون من قبل حركة العباسيين ومن بايعوه سابقا اصبح مطارد من قبلهم ومهدد بالقتل من هنا تبدأ الظروف الصعبة التي عاشها الامام الصادق سلام الله ،فالعباسيون باعتبار انهم الدعاة جميعهم اصبح الجميع تحت كنفهم ومع حركتهم فأبو مسلم الخرساني وابو سلمة الخلال وغيرهم ،فالزعماء والوجهاء في ذلك الوقت اصبحوا في صفهم ، وفي تلك الظروف بدأت حركة الاضطهاد من قبل العباسيين بشكله الأكبر لآل بيت النبي .

وأول من استلم الدعوة للدولة العباسية هو أبو العباس السفاح ولكنه لم يدم طويلا فخلافته دامت أربع سنوات ومات بشكل غامض، فلقد كان بينه وبين أخيه المنصور تنافس كبير ولذلك البعض يحتمل ان موته كان بتدبير من أخيه غير الشقيق أبو جعفر المنصور.

وبعده استلم زمام الأمور المنصور العباسي وهو من عاصره الامام الصادق عليه السلام أطول فترة شهدها مع حاكم من عام 136 الى 148 هجري 12 سنة عاش الامام تحت سيطرة المنصور العباسي.

    المنصور العباسي كان لديه خصال سيئة كثيرة واحده منها كافية لتشويه صورته واولها البخل ولذلك سمي بالدوانيق، فهو بخيل وليس معطاء بالرغم من كثرة المال فنفسه شحيحة.

     والصفة الثانية كان قاسيا جدا فقضية القتل عنده سهل ويسير وكما يذكر ان أحد مستشاريه محمد ابن الاسكندري يقول له (يا أبا جعفر –المنصور-لقد هجمت على العقاب حتى كأنك لم تسمع بالعفو فيرد عليه نعم ان الناس راونا سواقة فلا تتمهد هيبتنا الا بذلك) وفي حادثة يذكرها التاريخ انه امر بجمع أبناء من ذرية الامام الحسن ما يقارب 40 شخص جميعهم سجنهم في سجن مطبق ومن ثم هدمه عليهم وهم احياء فكان قبرا لهم 

وفي زمنه يتحدثون عن السجون ففي كتاب اسمه موسوعة العذاب في الإسلام يذكر مؤلفة كيف كان يتم التعذيب في سجون السلاطين والحاكمين في تلك الحقبة التاريخية فيذكر شيء مخيف عن السجون والعذاب في فترة حكم المنصور العباسي.

    وكان يفتخر ويتجاهر بانه قتل من أبناء ابي طالب ما يقارب 100 ولكن بقي كبيرهم وسيدهم جعفر ابن محمد الصادق وهذا ما فعله بعد ذلك باغتيال الامام سلام الله عليه بواسطة السم.

فالإمام عليه السلام عاش في زمن المنصور العباسي ظرفا استثنائيا فكما قلنا المنصور كان قاسيا مع ال على عليه السلام وبالذات بني الحسن.

حادثة يذكرها المؤرخون وذكرت في كتاب عيون اخبار الرضا انه حينما انتقل المنصور من الكوفة والحيرة واستقر في بغداد وامر ببنائها في اثناء ذلك كان يبحث عن العلويين والحسنيين ويضعهم داخل الأسطوانات ويدفنهم فيها وهذا لم يفعله أحد من الحكم لا قبله ولا بعده.

    كما انه عرف بنصب العداء والبغض لذرية علي ابن ابي طالب عليه السلام.

وينقل رواية عن الامام الصادق انه قال حينما حدثت قضية محمد بن عبد الله حينما ثار أبناء الحسن ضد المنصور العباسي فقضى عليهم فالنفس الزكية ثار في المدينة وإبراهيم اخوه ثار في البصرة وهزمت جيوشه جيوش المنصور ووصلوا الى قرب الكوفة في تلك الاثناء قتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بسهم في جبينه وانتهت ثورته وعاد المنصور منتصرا لذلك كان يقول الامام بعد قتل إبراهيم ابن عبدالله بن الحسن قال ( حسرنا عن المدينة ولم يترك فيها منا محتلم حتى قدمنا الكوفة فمكثنا فيها شهرا نتوقع فيها القتل في كل يوم ) أحرقت مزارعهم والدور وكما يذكر التاريخ ان باب الامام الصادق في المدينة احرق بالنار .

    ومن الاحداث الكبيرة التي حدثت في زمن المنصور العباسي تم صناعة مذهبين مقابلين لمذهب اهل البيت والذي يمثله الامام الصادق في ذلك الوقت هما المذهب المالكي والمذهب الحنفي.

    المذهب الحنفي مذهب ابي حنيفة النعمان الذي توفي بعد الامام الصادق بسنتين.

 مالك ابن انس الاصبحي توفي سنة 179 هجرية هذان المذهبان شهرا في مقابل مذهب اهل البيت سلام الله عليهم ودعما في مقابل المذهب الجعفري الذي انتشر بشكل كبير جدا في تلك الفترة  فكل سؤال موجود جوابه عن رسول الله وموافق للأصول ،الطرف الاخر لا يوجد لديه هذا ولكن لديه دعم الدولة اكثر من مرة المنصور العباسي كان يقول لابي حنيفة جهز من مسائلك الصعاب الشداد حتى نمتحن بها جعفر بن محمد ونخجله بين الناس ،فالذي حدث في المدينة ان الامام الصادق هو العالم الأكبر فحتى مخالفوه يعترفون بذلك فيقول مالك (ما رأت عين ولا سمعت اذن ولا خطر على قلب بشر افضل من جعفر بن محمد علما وورعا وعبادة ) فهذا المخالف للأمام يعطيه هذه الشهادة العظيمة في حقه سلام الله عليه ،و الخلفاء حينما يرون هذا الوضع ينظرون بعين الريبة والتوجس اليه .

في ذلك الوقت بدء اشهار المذهب الحنفي وأصبح القضاة والمشرعين تبع هذا المذهب وفي المقابل كبت علم الامام الصادق واصحابه.

    المذهب الثاني هو المذهب المالكي انس بن مالك الاصبحي متوفى سنة 179 هجري، الامام الصادق أكبر منه سنا بحوالي 13 سنة وكان يقدر الامام كثيرا وان كان لا يرتب اثرا عمليا فمن الناحية الشخصية يعرف مقام الامام الصادق وعلمه ولكن حينما جاء له المنصور وقال له اكتب كتاب ووطئه للناس حتى نلزمهم به واترك فيه شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس ،صاحب مستدرك الوسائل يقول وقال له ولا تروي عن علي شيئا ولذلك صاحب مستدرك الوسائل المحدث النوري يقول اننا بحثنا في هذا الكتاب عن روايات لأمير المؤمنين فلم نجد شيء بالرغم من ان الامام كان أستاذ جدهم عبد الله بن العباس فالمفروض ان يروي عن استاذه ولكنه لم يروي عنه شيء ،وهدف ذلك لكي لا يظهر علم الامام عليه السلام ، فقال له مالك ان اهل العراق اهل الكوفة رأوا جعفر بن محمد وعرفوا فقهه وعلمه فلن يأخذوا منا شيئا فقال اذا يضربون بالسيف وتقطع على عامتهم السياط .

ففي ذلك الوقت كان لدى المنصور التشدد والتعنت والايذاء والظلم للأمام الصادق ومن يتبعه أيضا أنشأ مذاهب أخرى لكي يعزل مذهب الامام الصادق ولا يكون له حضور.

وبالرغم ان الدولة العباسية كانت في بداية تأسيسها الا انه كانت فترة قاسية على الامام عليه السلام وبالخصوص في زمن المنصور العباسي، فالأمام اخذ من المدينة واجبر على الإقامة في الكوفة والحيرة مدة سنتين متتاليتي، فالدولة العباسية بدايتها كانت في الكوفة والحيرة قبل ان ينقلوا حكمهم لبغداد.

    هذا الانتقال كان له فوائد كبيرة فالأمام عرف شيعته على قبر الامام الحسين وقبر امير المؤمنين الذي كان مخفيا من اول من دفن فلم يعرفه الا الائمة والخلص من شيعتهم خوفا من ان يقوم الخوارج والامويون بنبشه، فحينما اقام الامام الصادق في الحيرة بالقرب من الكوفة كان يخرج ويأخذ معه بعض خلص شيعته لتعريفهم بمكان قبر الامام امير المؤمنين عليه السلام في منطقة تسمى في زمننا بالنجف.

السيد ابن طاووس في كتابه فرحة الغري يفند فكرة ان القبر الموجود في النجف ليس قبر امير المؤمنين او انه قبر المغيرة بن شعبة هذا كلام غير صحيح ولا اصل تاريخي له فينقل كثير من الروايات التي تثبت ان الامام الصادق وقبله الباقر والسجاد عليهم السلام انهم كانوا يذهبون لزيارة هذه المنطقة المعروفة سابقا باسم الذكوات البيض ( النجف ) إضافة الى ذلك الامام خلال هذه السنتين استطاع بعد تعريف شيعته بمكان قبر الامامين علي والحسين كان ينطق بزيارتهما بزيارة وارث وبعض الزيارات الأخرى ويوجد لها وصف مفصل في طريقة وأماكن زيارتها .

    أيضا كان من فوئد إقامة الامام في الحيرة والكوفة ان الامام عليه السلام اقام دروسه في مسجد الكوفة وكان الناس اما يذهبون له في منزله او في مسجد الكوفة ولهذا ما ينقله احد أصحاب الامام الرضا عليه السلام وهو الحسن ابن علي الوشاء يقول (ادركت في مسجد الكوفة 900 شيخ كلهم يقول حدثني جعفر ابن محمد ) فهذا دليل ان هؤلاء اخذوا العلم من الامام الصادق وبالرغم من  كونها فترة شديدة وصعبة فهو كان مجبرا على الإقامة هناك الا انه استفاد من ذلك بنشر علمه على من كان يجهل ذلك وتعريفه لهم بالأحكام الصحيحة وفقه اهل البيت والمنصور العباسي كانت مواقفه سيئة جدا مع الامام .

ففي بعض الروايات وان كان بعضها يحتاج الى تأمل منها ورد عن المازندراني في باب انه كيف سمح للأمام بان ينشر علمه ينقل هذه الرواية عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر – في سند الرواية كلام ولكن المضمون منها - ( ان المنصور كان قد هم بقتل ابي عبد الله عليه السلام غير مرة فكان اذا بعث اليه ودعاه ليقتله ونظر اليه هابه ولم يقتله غير انه منع الناس عنه ومنعه عن القعود للناس واستقصى عليه استقصاء حتى انه كان يقع لاحدهم مسألة  في دينه في نكاح او طلاق او غير ذلك فلا يكون عندهم علم ذلك ولا يستطيعون الوصول اليه فيعتزل الرجل اهله فشق ذلك على شيعته وصعب عليهم ..- بعد ذلك هذا الكتاب يقول  - القي في روع المنصور ان يسأل الصادق ليتحفه بشيء من عنده عن رسول الله حينها الأمام عليه السلام اتى بعصا مخصرة كانت لدى رسول الله صل الله عليه واله وهي مما ورثه اهل البيت عن رسول الله  فقال له هذه العصا ورثناها عن رسول الله فأخذها المنصور وفرح بها كثيرا وخفف على الامام بعد ذلك -ان صدق الخبر والتخفيف كان لفترة وجيزة – و بقي الامام في زمن المنصور يعيش في ضنك وضيق .

ربما في فترة تخفيف الأذى عن الامام هو ما جعله يرجع الى المدينة ويعيش حياته هناك بشكل طبيعي ولكنه لم يخفف عليه بشكل دائم فهو كما ذكرنا يكرر دائما لقد قتلت من ولد علي ابن ابي طالب 100لكن بقي سيدهم وكبيرهم وهو جعفر ابن محمد ولا سبيل الا قتله.

يقول محمد الاسكندري قلت له جعفر ابن محمد ليس في وارد النهضة عليك ولا ضدك ولا يوجد لديه حركة او ثورة فقال له أني اعلم إنك تواليه 

فالمنصور عزم على التخلص من الامام عليه السلام وحاول عدة مرات القضاء عليه وكما قيل انه قال للربيع وهو وزيرة في احدى رحلاته للمدينة قال (يا ربيع اذا ذهبنا الى المدينة ذكرني بجعفر قتلني الله ان لم اقتله فيقول الربيع حينما وصلنا للمدينة اخبره ام لا اخبره. فسكت عنه وهو تذكر الامر فقال لي يا ربيع هلم واذهب واتني بجعفر على الحالة التي يكون عليها فيقول ذهبت الى الامام وكان وقت ليل وقد طرح الامام عنه ملابس الخروج واصبح في ملابس البيت فجاءت اليه وقلت له يا أبا عبد الله يا جعفر ان امير المؤمنين يدعوك فقال لي يا ربيع امهلني حتى البس ثيابي فقال لا لقد امرني ان أأتي بك على الحالة التي انت عليها فاخذ الامام على تلك الحالة فبدأ الامام يتمتم بكلمات يحدث بها خالقه حتى هدى ذلك اللعين وقال هلم الي يا جعفر واجلسه الى جانبه وقال له لما جاءت فقال له الربيع قال انك تطلبني فقال كذب ما طلبتك في شيء ارجع الى اهلك هذه مرة ومرة أخرى استدعاه والقى عليه كلام صعب خشن لا يمكن قوله لمثل الامام الصادق عليه السلام وهكذا كانت ايام الامام الى ان عاد اللعين المنصور الى بغداد وارسل الى واليه على المدينة محمد بن سليمان وامره بان يدس السم للأمام الصادق فدس السم النقيع للأمام سلام الله وقتل به . 


 






مرات العرض: 3409
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 54174.95 KB
تشغيل:

الجانب الاقتصادي في حياة الامام الكاظم عليه السلام
أنت يا جعفر الصادق فوق المدح